ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح حديث ابن عباس (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=120785)

أم اسراء 04-04-2011 03:47 PM

شرح حديث ابن عباس
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا شرح لحديث ابن عباس رضي الله عنه.

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات:

احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن

بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه

الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،

رفعت الأقلام وجفّت الصحف".


(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)


وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في

الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن

النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".






شرح وفوائد الحديث



قوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك)) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ،

يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك
قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل:97]

. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى

، قال الله تعالى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}[الشورى:30].

قوله صلى الله عليه وسلم : (( تجده تجاهك)) أي أمامك ،

قال صلى الله عليه وسلم : (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ))

وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل

المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ،

قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في

بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144].

ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}

قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس :90-91].


قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله))

إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ،

ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه

: كطلب الهداية ، والعلم ، والفهم في القرآن والسنة ،وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء

الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك .

وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ،

كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور

، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك

، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم

اغننا عن خلقك فقال : (( لا تقل هكذا فإنالخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك ))
وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع

بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس ... الخ .

قوله: (( واعلم أن الأمة)) الخ ، لما كان قد يطمع في بر من يحبه ويخاف شر من يحذره

، قطع الله اليأس من نفع الخلق بقوله :{وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}[يونس:107]

. ولا ينافي هذا كله قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : {فأخاف أن يقتلون}[الشعراء:14]. [والقصص:33]

. وقوله تعالى :{إنّنا نخافُ أن يفرطَ علينا أو أنْيَطْغى} [طه:45]. وكذا قوله: { خذوا حذركم} [النساء:71] إلى غير ذلك.

بل السلامة بقدر الله ، والعطب بقدر الله ، والإنسان يفر من أسباب العطب إلى أسباب إلى أسباب السلامة
، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلُكة}[البقرة:195].

قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن النصر مع الصبر))

قال صلى عليه وسلم ( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا
تفروا ، فإن الله مع الصابرين)).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.

قوله صلى الله عليه وسلم ( وأنّ الفرج مع الكرب)) والكرب هو شدة البلاء

، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن مع العسر يسراً)) قد جاء في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال ( لن يغلب عسر يسرين))

وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين

، لكن عند العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحدت لأن اللام الثانية للعهد ، واذا أعيدت النكرة تعددت فالعسر ذكر مرتين معرفاً ، واليسر مرتين منكراً فكان اثنين

فلهذا قال صلى الله عليه وسلم ( لن يغلب عسر يسرين)).

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم.

ام ايمن 04-04-2011 06:26 PM

رد: شرح حديث ابن عباس
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليك أختي الكريمة ونفع بك وجعل نقلك المبارك في ميزان حسناتك
ويفضل كتابة مصدر كل ماينزل على الملتقى
بارك الله فيك

وهذا الحديث التاسع عشر من الأربعين النووية
وهذه احدى محاضراتي في شرح الحديث
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?p=819610&posted=1#post819610

أسأل الله أن ينفع به
ويرزقنا الأخلاص في القول والعمل والقبول


الساعة الآن : 06:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.55 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.92%)]