ليلى ..وخولة ..وحسني ..
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي لكل أعضاء هذا القسم الجميل , صدقوني إخوتي فوالله إني لأحبكم كثيرا, فقط لا تنزعجوا من مشاغبات الكركور.

أما هذا الموضوع فما هو إلا مجرد فكرة خطرت لي , وهي تابعة لمجموعة (السباحة ضد التيار) فاقبلوها أو ارفضوها أو علقوا عليها بما خطر لكم .

كانت خولة امرأة رشيقة وأنيقة , نشيطة وخفيفة , كانت كما يحب زوجها أن تكون , ولذلك كانيحبها ويسعد بقربها ...
ولكن توالي الأيام وتعاقب الليالي أذهب عنها ذلك كله . فلا جمال ولا رشاقة , ولا خفة ولا أناقة ؛ فلذلك نفـَر منها, فكرهها وأبغضها إلى أن ظاهر منها , أي طلقها طلاقا لا رجعة فيه[1][2], فجاءت تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
{ يا رسول الله أكل شبابي و نثرتُ له بطني حتى إذا كبرت سني و انقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك }!
فأنزل الله هذه الآيات من سورة المجادلة :
{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ والله يسمع تحاوركما }
وفي آخرها:
{ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}.
فالمظاهرة[3] بصفة خاصة ونكران الفضل ونسيان الجميل بصفة عامة يُعد منكرا وزورا , وإثما وفجورا.

أما ليلى فكانت مع زوجها : سيادة الرئيس(أيام كان رئيسا) , كانت تتغنى باسمه وتلهج بذكره ؛ تعبرعن وفائها وتعلن له عن محبتها .
ولما خُلع وطرد من بلده الحبيب وصار في بلد آخر غريب , وضاقت عليه الأرض بما رحبت واسودت الدنيا في وجهه وأظلمت , ففي ذلكم الوقت العصيب والمكان الغريب تنكرت له بل تخلت عنه , فتركته غريبا وحيدا , مشردا طريدا , يعاني ألم المرض وقسوة الوحدة , يحدث هذا في الوقت الذي كان في أشد الحاجة إلى مواساتها ومؤانستها , وقربها ومؤازرتها...(فلماذا أنتم هكذا أيها النساء ؟)

أما حسني وما أدراك ما حسني؟!
عندما كان في أيام قوّته وفتوّته , كان يقال عنه : إنه رمز العروبة وبطل الوطنية , باني الأمجاد , وسيد الأسياد ....
ولكن لما ضعفت قوته وذهبت فتوته وأصبح يَـرتجـي التكريم لـُعِـــن كالشيطان الرجيم .(فلماذا أنتم هكذا أيها الناس ؟)
المناقشة : انطلاقا من الأمثلة الثلاثة السابقة
مارأيكم في تخلي أحد الطرفين[4] عن الآخر وقت الشدة , فهل كل إنسان حرٌ في أن يفعل ما يناسبه وما فيه مصلحته ؟ أم هناك ضوابط أخلاقية أو شرعية ينبغي مراعاتها ؟
وما هو معنى الوفاء ؟



[1] ) حسب اعتقادهم

[2] ) فلماذا أنتم هكذا أيها الرجال ؟

[3] ) لا أقصد المعني الاصطلاحي .

[4] ) (زوجين , أو صديقين , أو رئيس ومرءوس..الخ .....)