ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=117233)

اكليل الندى 11-02-2011 08:40 PM

كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
 

بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب

في قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير / لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور } سورة الحديد .
* قال الإمام العلامة السعدي - رحمه الله - في كتابه : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان [ ص ٨٤٢ ، ط المعارف ] : ـ
( يقول تعالى مخبرا عن عن عموم قضائه و قدره : { ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم } وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق من خير وشر ، فكلها قد كتبت في اللوح المحفوظ :صغيرها و كبيرها ، وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول ، بل تذهل عنه أفئدة أولي الألباب ، ولكنه على الله يسير .
وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم ، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر ، فلا ييأسوا ويحزنوا على ما فاتهم مما طمحت له نفوسهم وتشوفوا إليه ؛ لعلمهم أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ ، لا بد من نفوذه ووقوعه ، فلا سبيل إلى دفعه ، ولا يفرحوا بما آتاهم الله ، فرح بطر و أشر ؛ لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم وقوتهم ، وإنما أدركوه بفضل الله ومنه ، فيشتغلوا بشكر من أَوْلَى النعم و دَفَعَ النقم ، و لهذا قال : { إن الله لا يحب كل مختال فخور } أي : متكبر فظ غليظ معجب بنفسه ، فخور بنعم الله ، ينسبها إلى نفسه ، وتطغيه وتلهيه ، كما قال تبارك وتعالى { ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم ، بل هي فتنة } ) .
و قال في آية التغابن في قوله تعالى : {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه ، والله بكل شيء عليم } [ ص ٨٦٦] : ـ
( و هذا عام لجميع المصائب في النفس والمال والولد والأحباب ونحوهم ، فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله وقدره ، سبق بذلك علم الله تعالى ، وجرى به قلمه ، ونفذت به مشيئته ، واقتضته حكمته .
والشأن كل الشأن : هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام أم لا يقوم بها ؟
فإن قام بها : فله الثواب الجزيل والأجر الجميل في الدنيا والآخرة.
فإذا آمن أنها من عند الله ، فرضي بذلك وسلم لأمره : هدى الله قلبه ، فاطمأن و لم ينزعج عند المصائب ، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه ، بل يرزقه الله الثبات عند ورودها ، والقيام بموجب الصبر ، فيحصل له بذلك ثواب عاجل ، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب ، كما قال تعالى { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
وعلم من هذا : أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب - بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره ، بل وقف مع مجرد الأسباب - : أنه يخذل ، ويكله الله إلى نفسه . وإذا وكل العبد إلى نفسه : فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد قبل عقوبة الآخرة على ما فرط في واجب الصبر.
هذا ما يتعلق بقوله { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } في مقام المصائب الخاص .
و أما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي : فإن الله أخبر أن كل من آمن - أي : الإيمان المأمور به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره - وصدق إيمانه - بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته - أن هذا السبب الذي قام به العبد : أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله وأفعاله ، وفي علمه وعمله .
وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان ، كما قال تعالى في الإخبار أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة- [وأصل الثبات : ثبات القلب وصبره و يقينه عند ورود كل فتنة ] - فقال : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } .
فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبا ، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات ، وذلك لما معهم من الإيمان " اهـ .





"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


aldawah22 11-02-2011 11:04 PM

رد: كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
 
جزاك الله خيرا
اسئل الله ا ن يجعله في ميزان حسناتك

بنت السنه 12-02-2011 08:52 PM

رد: كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
 
الله اربط قلوبنا بالصبر
جزاااك الله خيراً
وبارك فيك
وجعله في موازين حسناتك


الساعة الآن : 01:43 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.92 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]