ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=112954)

أم عبد الله 04-12-2010 04:46 PM

أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
خلَق اللهُ الإنسانَ ليكونَ عبدًا له، فإنْ لم يكن عبدًا لله خالص العبودية، فهو عبدٌ لغيره، إما عبدًا للشيطان، أو لهواه، أو للدنيا، أو لِمَا يريد أن يكون عبدًا له؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2].

فإذا جعَل العبدُ المؤمن وِجهتَه لله تعالى، لا وجهة غيرها، شَعر بالغُرْبة بيْن أقرانه ومَن حوله مِن مُتَّبعي الشهواتِ الضالِّين؛ ذلك لأنَّه أمينٌ صادق بيْن كاذبين، إيجابيٌّ بيْن خانعين وسلبيِّين، مُعتصِم بكِتاب الله بيْن حيارَى وتائهين، ومجاهد يَحْمي الزِّمارَ بيْن منبطحين لا يهمُّهم أمرُ الدِّين، غريبٌ في أمور دُنياه وآخرته، لا يَجِد مِن العامَّة مساعدًا ولا معينًا، داعٍ إلى الله ورسوله بيْن دُعاة إلى الأهواء والبِدع، آمِرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر بيْن قومٍ الإصلاحُ بينهم أمرٌ لا مكانَ له.

هذا الغريبُ، مع غُرْبته شامخٌ كالطَّوْد العظيم، وإن تكاثَر مِن حوله السفهاءُ والجبناء، يشعُر بمعيَّة ربِّه، يؤمِن بأنَّ الله ناصرُه، ولو حشد له الباطلُ جندَه؛ ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

وهذا الذي أشار إليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((بدأ الإسلامُ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأَ، فطُوبَى للغرباء))، قيل: وما الغُرباء يا رسول الله؟ قال: ((الذين يَصلُحون إذا فسَد الناس)).

وأشار شيخُ الإسلام إلى الغُرباء بأنَّهم أهلُ هذه الصِّفة في قولِ الله - تعالى -: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾ [هود: 116].

فالمؤمِن مع إحساسِه بغُربته صُلبٌ في معدنه، قويٌّ في إرادته، يشعُر بالعِزَّة؛ لأنه يأوي إلى رُكْن شديد، يستهدِفُ إصلاحَ الفساد في أمَّته، مهما كلَّفه ذلك من تضحيات.

يَقهَر أعذارَه، يُؤمِن أنه إذا صَدَق عزمه، وخلصتْ نِيته لله تعالى، أُرشِد إلى الحِيَل، فلا يقوَى أيُّ عُذر على قهْرِه وتحجيمه، حين يرَى توالي المِحَن على أمَّته، يُحوِّل طاقة الألَم في قلْبه إلى وثْبةِ عمل، يستمدُّ طاقته وقوَّته بآياتٍ مِن كتاب الله تعالى، قائمًا به ليلَه، داعيًا له نهارَه؛ ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6].

قال نافعٌ عن مالك: "دخَل عمرُ بن الخطَّاب المسجدَ فوَجَد معاذَ بن جبل جالسًا إلى بيت النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يبكي، فقال له عمر: ما يُبكيك يا أبا عبدالرحمن؟ هلَك أخوك؟ قال: لا، ولكنَّ حديثًا حدَّثنيه حبيبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنا في هذا المسجد، فقال: ما هو؟ قال: ((إنَّ الله يحبُّ الأخفياءَ الأحفياءَ، الأتقياء الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يُفْتَقدوا، وإذا حضَرُوا لم يُعرَفوا، قلوبهم مصابيحُ الهُدَى، يَخرُجون مِن كلِّ فِتنة عمياء مظلِمة)).


محمد مصباح مسلم



عبدالله المشهداني 05-12-2010 05:20 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
بارك الله فيك

وجعله الله في ميزان حسناتك

تقبلي مروري

دمت بحفظ الله

الشباب يدوم ساعة

والجمال عمره كعمر الزهور


أما الحب فى الله فذلك هو الجوهرة التي تومض الى الأبد



اخت الاسلام 05-12-2010 10:17 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
بارك الله فيكم
ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه

وقال - -صلى الله عليه وسلم- -: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF بدأ الإسلامُ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأَ، فطُوبَى للغرباء، قيل: وما الغُرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يَصلُحون إذا فسَد الناسhttp://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF .
رواه مسلم إلى قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF
فطوبى للغرباء http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF فقط، والترمذي بلفظ قريب منه وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد، وابن وضاح في البدع والنهي عنها، ورواه ابن ماجه بلفظ: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF قيل: من الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF وكذا الدارمي في سننه، ورواه المصنف في الكبرى، ورواه ابن قتيبة في تأويل الحديث.



بشرى فلسطين 05-12-2010 10:37 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
جزاك الله خيرا أختي اغالية
نسأل الله أن يجعلنا منهم ، ويقينا شر أنفسنا
حفظك الله

محمد أبوفيصل 08-12-2010 11:44 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك ونفع بك

دمت بحفظ الله

أملي في الله 09-12-2010 12:11 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
بارك الله فيك
جعلنا الله وإياك
من الثابتين على الحق حتى لقاء الرحمن

ورد جوري 10-12-2010 10:15 PM

رد: أتقياء، أصفياء؛ ولكن غرباء
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خير الجزاء اختي الحبيبه
ام عبد الله
كم هو جميل عندما نشعر بتلك الغربه بين الاخرين
خاصة اننا حينها نتذكر(فطوبى للغرباء):)
لا حرمك الله لذة النظر الى وجهه الكريم


الساعة الآن : 05:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.67 كيلو بايت... تم توفير 0.35 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]