عجيبة من عجائب الضَبُع !!!
كانت العرب تضرب بالضبع المثل في الفساد؛ فإنَّها إذا وقعتْ في الغنَم عاثتْ, ولَم تكتفِ بِما يكتفي به الذِّئْب, فإذا اجتمعَت الذِّئْب والضَّبع في الغنَم سلِمَت؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما يَمنع صاحبَه، والعرب تقول في دُعائِهم: "اللَّهُمَّ ضبعًا وذئبًا"؛ أي: اجْمعْهما في الغنَم لتسلم، ومنه قول الشَّاعر:تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْمًا فَقُلْتُ لَهَا
يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْهَا الذِّئْبَ وَالضَّبُعَا وقيل للأصْمعي: هذا دعاء لها أم عليْها؟ فقال: دعاء لها. قصَّة مجير أمّ عامر: روى البيْهقي في آخر "شعب الإيمان" عن أبي عُبيْدة أنَّه سأل يونُسَ بن حبيب عن المثَل المشهور: "كمُجير أمّ عامر", وأمّ عامر هي الضَّبع. فقال: كان من حديثِه أنَّ قومًا خرجوا إلى الصَّيد في يومٍ حار، فبيْنما هم كذلك إذ عرضتْ لهم "أم عامر"؛ وهي الضَّبع، فطردوها فاتَّبعتْهم حتَّى ألْجؤُوها إلى خباء أعرابي، فقال: ما شأنُكُم؟ قالوا: صيْدُنا وطريدتُنا، قال: كلاَّ والَّذي نفسي بيدِه، لا تصِلونَ إليْها ما ثبت قائمُ سيْفي بيدِي - لأنَّها استجارتْ به - قال: فرجعوا وترَكوه. فقام إلى لقحة فحلَبها وقرَّب إليْها ذلك, وقرَّب إليْها ماءً، فأقبلتْ مرَّة تلِغ من هذا ومرَّة تلِغ من هذا، حتَّى عاشت واستراحت، فبيْنما الأعرابي نائمٌ في جوف بيتِه إذْ وثَبَت عليْه, فبقرَتْ بطْنَه, وشرِبَتْ دمَه, وأكلتْ حشوتَه وتركتْه، فجاء ابنُ عمٍّ له فوجده على تِلْك الصُّورة، فالتفتَ إلى موضع الضَّبع فلم يرَها، فقال: صاحبتي والله، وأخذ سيْفَه وكنانتَه واتَّبعها، فلَم يزَل حتَّى أدْركَها فقتلَها، وأنشأ يقول: وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يُلاقِ الَّذِي لاَقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرِ أَدَامَ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِقُرْبِهِ قِرَاهَا مِنَ الْبَانِ اللِّقَاحِ الغَرَائِرِ وَأَشْبَعَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَمَلَّأَتْ فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ |
رد: عجيبة من عجائب الضَبُع !!!
(6764) ســـؤال : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع، هل يدخل في هذا التحريم ما يُسمى الضباع من أنواع السباع خصوصًا أن من المعلوم أن هذا النوع من السباع يأكل الجيف بأنواعها ـ أكرمكم الله ـ مثل الكلاب والحمير والقردة وجميع الجزور التي ترمى في القمائم، وحيث أنه يوجد فئة من الناس يقومون باصطيادها وأكل لحمها دون حاجة لذلك إلا من باب أنها من الصيد المباح؟ الجواب: اختلف العلماء في أكل الضبع فذهب الإمام أحمد في المشهور عنه إلى جواز أكله واستدلوا ببعض الأحاديث الخاصة عن جابر وغيره، وفيها أنه رخص في أكل الضبع وجعلها من الصيد وجعل فيها فدية إذا قتلها المُحرم وجعلوا هذه الأحاديث مخصصة لأحاديث التحريم،وقالوا إن النهي خاص بالسباع والضبع وإن كان له ناب لكنه ليس من السباع كالتي تعدو على الناس وتغير على الدواب وإنما يفترس إذا وجدت شيئًا بعيدًا عن الناس، وذهب آخرون من الأئمة إلى أنها محرمة واستدلوا بأنها من ذوات الأنياب وأنها تفترس وتأكل الجيف فهي مستقذرة وعلى هذا فنقول إنها مباحة للضرورة لوجود الأحاديث وتكره لغير الضرورة. والله أعلم . قاله وأملاه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 21/6/1416هـ |
رد: عجيبة من عجائب الضَبُع !!!
بارك الله فيك
|
الساعة الآن : 11:26 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour