ملتقى الشفاء الإسلامي - الذكرى العاشرة.. مقاومة الضفة مستمرة رغم محاولات وأدها

http://www.paltimes.net/data/news/im...47de1b51ab.jpg
الضفة الغربية – فلسطين الآن – خاص – مضت أكثر من عشر سنوات على انطلاق انتفاضة الأقصى الثانية ، سجلت خلالها فصائل المقاومة الفلسطينية أروع أمثله العمل المقاوم العسكري، فيما تحول المشهد إلى وجه اخر في الضفة الغربية تمثل بتورط سلطة فتح في ملاحقة المقاومين باختطافهم وقتلهم ومصادرة سلاحهم وتوريطهم في صفقات استسلام مشبوهة .

وتشير دراسة مقتضبة لـ "شبكة فلسطين الآن" في الذكرى العاشرة لانطلاق انتفاضة الأقصى بتاريخ 28/9/2000 ، إلى أن الانتفاضة كانت متميزة بالتطور العسكري وإن كان بأشكال بسيطة لكنها حققت نقلة نوعية في عمل فصائل المقاومة، وتميز ذلك في أشكال مهاجمة الاحتلال، بينما اقتصرت على العمليات التقليدية في الضفة الغربية بعكس قطاع غزة بحكم الواقع الجغرافي والسلطة الحاكمة.

تطور بعوائق

وتظهر الشريحة أن المقاومة في الضفة الغربية خلال السنوات العشر من الانتفاضة التي حاولت خلال أعوامها الثلاثة الأخيرة سلطة فتح أن تقوم بوأدها، منذ بداية العمل ركزت مقاومتها المسلحة على عمليات إطلاق النار والعمليات الاستشهادية وزرع العبوات والطعن بالسكاكين، وبرزت محاولات عدة في مناطق متفرقة لصناعة "قذائف" محلية لكنها في الغالب تم إحباطها من الاحتلال واعتقال أو اغتيال العاملين فيها .

وشكلت المقاومة في الضفة الغربية وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري رأس الحربة في مقاومة المحتل، حيث كانت تعتمد السرية في غالب الوقت عكس فصائل أخرى مثل كتائب الأقصى التي كانت تعمل بشكل علني ما جعل استهدافها من قبل الاحتلال بالاغتيال والاختراق سهلاً .

شهداء وأسرى للتضحية

وحسب الدارسة فإن غالبية مدن وقرى الضفة الغربية شاركت في المقاومة المسلحة بأشكال مختلفة من خلال فصائل مقاومة أو أعمال فردية، ولا يكاد يخلو بيت من شهيد أو أسير قريب بدرجات متفاوتة كان مشاركا في أعمال مقاومة للاحتلال، حتى أن الأمر وصل لحد مشاركة النساء بشكل فاعل في عمليات المقاومة بكافة أوجهها مثل الاستشهاديات وحتى مساعدات الاستشهاديين .

وتعرضت المقاومة في الضفة خلال سنوات عملها إلى ضربات قوية من الاحتلال لكنها لم تفتت من عزيمتها، وجعلتها دافعا للمزيد من المقاومة، كان من أبرزها اغتيال قادة بارزين في الأجنحة العسكرية مثل صلاح دروزة وعبد الله القواسمي وعلي علان وصالح التلاحمة ونصر جرار ومحمود طوالبة ونايف أبو شرخ وأبو علي مصطفى وغيرهم المئات من المقاومين .

وتعرضت لاعتقال المئات من كوادرها وقادتها وإصدار أحكام جائرة بحقهم أمثال ابراهيم حامد وعبد الله البرغوثي ومراون البرغوثي وأحلام التميمي وأحمد سعدات وغيرهم .

حصاد مشرف متواصل

وحصدت المقاومة خلال انتفاضة الأقصى من خلال عملياتها التي لم تتوقف حتى أخر ساعات من إعداد هذه الدارسة أن عدد القتلى الإسرائيليين من جنود ومستوطنين وصل إلى 1,083 إسرائيليا بينهم 741 مستوطنا و124 جندياً .

وكانت أخر بصمات المقاومة في الخليل بتاريخ 26/9/2010، حينما هاجم مقاومون فلسطينيون سيارات للمستوطنين جنوب المدينة وفتحوا النار باتجاهها، ما أدى لإصابة اثنين، وكانت هي العملية الثالثة خلال شهر حصدت مقتل أربعة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين، تبنت كتائب القسام اثنتين منها .

وخلال سنوات الانتفاضة لعبت سلطة فتح دورا مشبوها في ملاحقة المقاومة ومحاولة اختراقها لثنيها عن مقاومة الاحتلال، فشهدت أحداث ما قبل الحسم العسكري باعتقال خلية اغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي من مقاومي الجبهة الشعبية ومحاكمتهم ثم تسليمهم للاحتلال في مسرحية اقتحام بأريحا .

غدر سلطة فتح

وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة حملة شعواء من قبل أجهزة فتح التي زادت من مستوى التنسيق الأمني الخياني مع الاحتلال لوأد الانتفاضة وقتل روحها في الشعب، حيث شهد اعتقال العشرات من المقاومين من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى، بل وصلت الملاحقة ذروتها عدا الاختطاف والتعذيب ومصادرة السلاح والمال إلى القتل .

وكانت حادثة مدينة قلقيلية التي اغتالت فيها يد غد أجهزة فتح أربعة من كتائب القسام بينهم قائد الكتائب في المحافظة حادثة كشفت وجه تلك الأجهزة ، كما كانت سلسلة ملاحقات ومنع عمليات للمقاومة عن ذات التوجه المشبوه، ومازال حتى الآن ذلك النهج متواصلا في خيانة المقاومة .

كما رصدت الدراسة أن الانتفاضة شهدت صفقات مشبوهة بين الاحتلال وسلطة فتح بتسليم عناصر يزعمون انتمائهم لكتائب الأقصى أسلحتهم وبقائهم قيد الاحتجاز بانتظار "عفو" الاحتلال عنهم، خاصة أن عناصر كبيرة مشبوهة أمنيا ووطنيا تسللت إلى صفوف كتائب الأقصى وزعمت أنها من قياداتها وكوادرها حتى باتت ظاهرة من الزمن القديم بأمجادها ومقاومتها التي كانت جبنا إلى جنب مع باقي الفصائل .

وبينت الدراسة أن أبرز النتائج التي توصلت إليها أن المقاومة في الضفة الغربية بالتحديد مازالت متواصلة وقادرة على إعادة بناء نفسها بأقل إمكانيات وبكوادر مميزة رغم حالة الملاحقة الأمنية من الاحتلال وسلطة فتح بشكل جنوني، وأظهرت الدراسة أن المقاومة عملت بالضفة بشكل حثيث لإنتاج أوجه جديدة للمقاومة لكن ملاحقة الاحتلال وطبيعتها الجغرافية حالت دون إكمالها، وهو ما شكل هاجسا دائما لدى الاحتلال، وبرزت أيضا تورط أجهزة فتح في مستوى هابط جدا في خيانة المقاومة وطعنها في الظهر ومحاولة تسويق طرق لترهيبها مثل صفقات عفو مشبوهة، أو اعتقال وتعذيب للمقاومين ومصادرة السلاح وتجفيف مصادر التمويل، ووصلت إلى حد القتل والتشويه.