الدعوة السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربً العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا اللهأنزل الكتاب تبيانا لكل شيء فما ترك خيرا يقربُ إليه إلا دّلنا عليه وما ترك شراًيباعدُ عنه إلا حذرنا منه . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبلغ عن ربه تشريعهووحيه فما قُبض حتى أتم البلاغ وأقام الحجة على العالمين بما جاء به من الحق المبينفتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك صلى الله عليه وسلمصلاة وسلاماً دائمين أرجو بهما شفاعته يوم الحساب . أما بعد : فإان الناظر فيواقعنا المعاصر يجد أن هناك أمراضاً كثيرة نستطيع تسميتها أمراض العصر وهي مقترنةبالبعد عن المنهج الرباني القويم الذي يقوم على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله عليهالصلاة والسلام .. ومن هذه الأمراض وأخطرها ألا وهو مرض الحزبية الذي هو أخطرمن السحر والأورام نسأل الله العفو والعافية . فدعوة الباطل لا طريق لها ودعوة الحق إلى قيام الساعة ولقد قيد الله تعالى لهذهالدعوة علماء ربانيون ينصر الله بهم السنة ويقمع بهم البدعة وينشر الله بهم المنهجالسلفي القويم ويقمع بهم المناهج المخالفة لمنهج الأنبياء عليهم صلوات ربى وسلامهعليهم أجمعين مثل العلماء الربانيون الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد الالبانىوالشيخ محمد العثيمين والشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله أجمعين . والشيخ ربيع بن هادىالمدخلى والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبيد الجابري والشيخ زيد المدخلى والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ أحمد بن يحي النجمي والشيخ صالح اللحيدان والشيخ محمد المدخليوغيرهم كثير من أهل الحق حفظهم الله جميعاً . فهذا نداء لكل حزبيأن يفر إلى المنهج السلفي القويم قبل أن لا ينفع ندم قال تعالى في كتابه العزيز (( وَيَومَ يَعَضُ الظالِمُ عَلَى يَدَيِهِ يَقُولُ يَليتَنىِ اتخَذتُ مَعَ الرسُولِسَبِيلاً )) . (( يقول الإمام الأوزاعى …. اتقوا الله معشر المسلمين ، واقبلوانصح الناصحين وعظة الواعظين ، وأعلموا أن هذا العلم دين ، فانظروا ما تصنعون ، وعنمن تأخذون ، ومن تقتدون ، ومن على دينكم تأمنون ، فأن أهل البدع كلهم مبطلون ،أفاكون آثمون ، لا يرعون ولا ينظرون ولا يتقون ، ولا مع ذلك يؤمنون على تحريفما تسمعون ، ويقولون ما لا يعلمون في سرد ما ينكرون ، وتسديد ما يفترون ، والله محيط بمايعملون ، فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبيين . فإن علماءكم الأولين ومنصلح من المتأخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون ، واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين، ولدينه هادمين ، ولعراه ناقضين موهنين ، بتوقير هم أو تعظيم ، أشد من أن تأخذواعنهم الدين ، وتكونوا بهم مقتدين ولهم مصدقين موادعين مآلفين ، معينين لهم بمايصفون على استهواء من يستهوون ، وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين ، لرأيهم الذييرون ، ودينهم الذي يدينون ، وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون )) تاريخ دمشق /6/362 ويقول الشيخ الفاضل حامل لواء الجرح والتعديل الوالد الشيخ ربيع بنهادى المدخلي (( وإن اسعد الناس بهديه وإتباعه وحبه وموالاته ونصرة ما جاء به منالحق : هم صحابته الكرام ، ومن اتبعهم من القرون ألمفضله ، ومن سلك سبيلهم وترسمخطاهم إلى يوم الدين )) .. أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين ويقول الشيخ الفاضل عبيد الجابري (( أهل السنة عندهم ميزان مستقيم ومنهج سليم ،فهم يبغضون البدع ويستنكرونها ، وكذلك يبغضون المبتدعة الذين يدعون إلى بدعهم ،وينافحون عنها ، وينشرونها ، بما أتوا من قوة ، وما استطاعوا من وسيله ، ويحذرونمنهم ومن مجالستهم ، ومن ذالك ما رواه ابن بطه في ((الابانه الكبرى )) عن أيوبالسخيتاني قال : قال لي أبو قلابه : يا أيوب احفظ عني أربعة (( لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر ، وإذا ذًٌََََُكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك ، ولا تمكنأهل الأهواء من سمعك فينبذوا فيه ماشاؤا – يقروا فيه ما شؤا ؟ وروى عن مصعب بن سعد – رحمه الله ، رحم الله الجميع قال : (( لا تجالس مفتوناُ ، فإنه لن يخطئك منه إحدىاثنين ، إما أن يفتنك فتتابعه – أو قال – فتتبعه ، أو يؤذيك قبل أن تفارقه )) الحدالفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل وعلى كل أخ صادق مخلص قرأ هذه المدونة أن يدعُ لنا بظهر الغيبوالله مجيب الدعاء ، وعلى من وجد بها خطاء أن يبلغنا به وله الثواب . وصلى اللهعلى نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين . من هم السلف؟ السلف الصالح هم الصدر الأول الراسخون فى العلم ، المهتدون بهدى النبى صلىالله عليه وسلم ، الحافظون لسنته ،اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامةدينه ، ورضيهم أئمة الأمة ، فجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده ، وأفرغوا جهدهم فى نصحالأمة ونفعها، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم. وقد أثنى الله تعالى عليهم فىكتابه بقوله : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم {الفتح:29}،وقوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضيالله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوزالعظيم {التوبة:100}. فذكر تعالى المهاجرين والأنصار ثم مدح أتباعهم ، ورضى ذلك منالذين جاءوا من بعدهم. وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال : ومنيشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصلهجهنم وساءت مصيرا {النساء:115}. فيجب اتباعهم فيما نقلوه ، واقتفاء أثرهمفيما عملوه ، والاستغفار لهم قال تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لناولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوفرحيم {الحشر :10}.{تحرير المقالة -للقلشانى} منهج السلف المراد بمنهجالسلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان وأتباعهموأئمة الدين ممن شُهِد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه في الدين ، وتلقى الناس كلامهمخلفاً عن سلف كالأئمة الأربعة وسفيان الثورى والليث ابن سعد وابن المبارك والنخعىو البخارى ومسلم وسائر أصحاب السنن ، دون من رُمِي بالبدعة أو اشتهر بلقب غير مرضيمثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والمعتزلة. فكل من التزم بعقائد هؤلاءالأئمة وفقههم كان منسوباً إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان، وكل منخالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بهم نفس الزمان والمكان. {العقائدالسلفية - آل بوطامي} وعلى ذلك فالسلفية اصطلاح يطلق على طريقة الرعيل الأول ومنيقتدون بهم فى تلقي العلم ، وطريقة فهمه ، وليس محصوراً فى دور تاريخي معين،والسلفية بذلك تمثل الفهم الصحيح للإسلام وليست قاصرة على الفترة الزمنية المباركةكما يزعم من يريدون تعريتها عن مضمونها الأدلة على وجوب اتباع منهجالسلف تضافرت أدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على أن الصحابة رضى اللهعنهم هم خير القرون على الإطلاق لما لهم عند الله من المنزلة العالية والمكانةالسامية فقد مدحهم ربهم وزكاهم من فوق سبع سموات ومدح من اتبع سبيلهم وسار علىهديهم، وذم من خالفهم، وكل ذلك يؤكد وجوب الاقتداء بهم رضوان الله |
الساعة الآن : 05:37 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour