ملتقى الشفاء الإسلامي - عاجـل البشـــرى ......

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قبل أيام قليلة قرأت في هذا القسم موضوعا جيدا لإحدى الأخوات الكريمات الفضليات ومواضيعها كلها جيدة[1] . أعجبت بذلك الموضوع وشكرتها على ما قدمت , وعلى اهتمامها ونشاطاتها المتعددة في هذا الملتقى .

فبارك الله فيها وأحسن إليها وجازاها كل خير وفضل .

لكن المفاجأة حدثت لي حين أخبرتني أنها لم تعجب بشكري , بل تعذبت به !
فقالت :

"عندما يمدحني أحد أو يطريني أبكي وأخاف أن يكون قد نقص من أجري بقدر ما تلقيت من مدح وشكر ! "

هي وجهة نظر لها أدلتها والمقتنعين بها .
فقد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان لا يأكل الطعام اللذيذ ويقول أخشى أن ينقص ذلك من أجري يوم القيامة , ولما قدِّم له طعام قال:" لولا أني أخاف أن تنقص حسناتي يوم القيامة لشاركتكم في الأكل ولكني سمعت الله تعالى يقول لأقوام:

{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}.

وكذلك حديث خَبَّابٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما قَالَ:

(هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا ..........) صحيح البخاري

فهذا المذهب يرى أن أي متعة أو خير أو فرح يناله العبد في هذه الدنيا فهو نقص من أجره يوم القيامة

إلا أنني لا أقول بهذا الرأي ولا أراه صوابا, بل أرى أن الله كريم بلغ من كرمه أنه يجازي العبد على العمل الصالح الواحد مرتين مرة في الدنيا ومرة أخرى يوم القيامة .

أوليس هو القائل :

(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى , وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) .

(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً , وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

قال ابن كثيرفي تفسيره : من أحسن عمله في الدنيا أحسن الله إليه في الدنيا والآخرة.
أما هذا الحزن أو البكاء الذي ذكرته الأخت فأرى أنه من عمل الشيطان !
فالشيطان له أهداف كثيرة منها أن يُحزن المؤمنين أي يجعل المؤمن يعيش في حزن وهم وغم و...................

قال الله تعالى وهو يتحدث عن عمل الشيطان :

(.....ليُحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا .....)

فالإنسان بالعكس عليه أن يفرح عندما يفعل خيرا وينتشر خيره ويعم إحسانه
ويتحدث عنه الناس أنه من أهل الخير , فهذا من فضل الله :
قال الله تعالى :"

" قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا "

َ
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ أو (ويحبه الناس)عَلَيْهِ قَالَ:" تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ" صحيح مسلم

شكرا

والسلام عليكم

[1] ) ماعدا واحدا !