ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=275741)

ابوالوليد المسلم 28-03-2022 01:19 AM

ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (1)


أ. د. حامد طاهر



تقديم:
هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

ومعنى هذا: أنني لم أقترح في هذه الإصلاحات كلها أمرًا يفوق طاقة الجهاز التنفيذي الذي يتولى إصدار القرارات ويتابع تنفيذها، وحتى حين كنت أطالب العلماء والباحثين -أو حتى المصريين العاديين- بأمر إصلاحي، فقد كنت على ثقة من أنه في مقدورهم، وأنهم يستطيعون القيام به.

والواقع أن الأفكار -من حيث علاقتها بالواقع- يمكن أن تنقسم إلى قسمين: أحدهما بعيد التحقيق، والثاني قريب التحقيق.

وبحكم دراستي الفلسفية أرجأت في هذه السلسلة الأفكار البعيدة التحقيق إلى المؤلفات ذات الطابع الأكاديمي أو التنظيري، بينما ركزت في تلك اللمحات الخاطفة على الأفكار التي يمكن تنفيذها على الفور بمجرد قرار، كما أنها لا تكلف الدولة الكثير من الأعباء.

أما نتيجتها، فهي مزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

1- ماذا لو انضمت وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة، وأصبحت الاثنتان وزارة واحدة، تنتج الثقافة وتسوقها إعلاميًّا!


2- ماذا لو انفصلت هيئة الآثار عن وزارة الثقافة، وانضمت إلى الوزارة المناسبة تمامًا لها، وهي وزارة السياحة!

3- ماذا لو غيَّرنا اسم وزارة الأوقاف إلى وزارة الشؤون الدينية، وجعلنا بها قسمًا خاصًّا للشؤون المسيحية، ثم نقلنا هيئة الأوقاف إلى مكانها الطبيعي في وزارة التضامن الاجتماعي!

4- ماذا لو تم إنشاء خط "سكة حديد" بين مصر والإسكندرية عبر الطريق الصحراوي، ويكون قطارًا متطورًا وسريعًا، يمكنه قطع المسافة في ساعة واحدة، وحبذا لو كان بنظام الـ "pot"؛ لكي لا تغرم مصر شيئًا!

5- ماذا لو صدر قرار بتفعيل "بنديرة" التاكسي، وإعادتها للعمل كما كان يحدث في الماضي، وكما يحدث حاليًا في كل الدول المتحضرة!

6- ماذا لو ألغينا رخصة السيارة التي يصدر منها العادم بنسبة أكبر من المعدلات المقررة لصحة الإنسان، وتلوث البيئة!

7- ماذا لو منعنا بائع "الروبابيكيا" من المناداة على بضاعته - إذا كانت له بضاعة!- بمكبر صوت، يقلق راحة الناس في بيوتهم، وخاصة في يوم الجمعة المبارك!

8- ماذا لو أعدنا للرصيف وضعه، وعاقبنا - بالغرامة أو الحبس - كل من يتجرأ على تقطيعه، أو حجز سيارته أمام منزله بالجنازير!

9- ماذا لو طبقنا خطة محكمة لمنع القطط والكلاب الضالة من التجول في الطرقات، والتوحش بجوار أكوام القمامة!

10- ماذا لو أسرعنا بإصدار اتحاد الشاغلين، وليس اتحاد الملاك، حتى يستوعب كل من يسكن في بيت، سواء كان بالتمليك أو بالإيجار؛ لكي يشارك في صيانته والحفاظ عليه!

11- ماذا لو أجبرنا التلفزيون على التزام الدقة في إذاعة مواعيد برامجه، وفي مقدمتها نشرة الأخبار!

12- ماذا لو قسمنا الجامعات الكبيرة العدد إلى جامعات صغيرة، ووضعنا سقفًا يحدد العدد في أي جامعة بأربعين ألفًا، كما هو الحال في جامعة "بكين" بالصين!

13- ماذا لو اشترطنا على أصحاب العقارات الجديدة تخصيص محل في عماراتهم يخصص لبيع الخبز في المنطقة، بدلاً من عرضه على الرصيف معرضًا لكل أنواع التلوث الصحي!

14- ماذا لو شجعنا زراعة أشجار الظل في الميادين والشوارع، وخصصنا مكافأة لمن يتابعها بالعناية، وعقوبة لمن يتسبب في موتها!

15- ماذا لو قامت كل مدرسة وكلية بزراعة شجرة في أحد الأماكن المميزة بها، بحيث تطلق عليها شجرة المعرفة!

16- ماذا لو حاكت باقي المحافظات محافظة الإسكندرية في طريقة جمع القمامة، من خلال شركة منضبطة، تقوم بعملها في صمت، وعلى أفضل وجه ممكن، ودون أن نسمع مشكلات إدارية، ومالية، وبيرقراطية بين شركة النظافة والمحافظة؟

17- ماذا لو أنشأنا - على غرار جمعية قدامى المحاربين - جمعية أخرى لقدامى الوزراء، يجتمعون فيها، ويتبادلون الذكريات، ويمكن أن تؤخذ آراؤهم في مختلف الموضوعات المطروحة على المجتمع، خاصة وأن لديهم خبرات متراكمة، وآمالاً كانوا يريدون تحقيقها، ولم يفعلوا!

18- ماذا لو نشرت الصحف أعداد العاملين والموظفين، الذين يستعين بهم رجال الأعمال المصريون في مصانعهم وشركاتهم؛ إذًا لعَرَف المجتمع مدى مساهمة هؤلاء الأبطال في تشغيل العمالة، والحد من أزمة البطالة لدى شباب الوطن!


19- ماذا لو تحلى بعض المذيعين المخضرمين والجدد - وكذلك الوافدين على التلفزيونات الأرضية والفضائية - بقدر من التواضع في مخاطبة الشخصيات التي يستضيفونها، أنا شخصيًّا لا أحب أن أشارك في برامجهم، وإذا شاركت واستفزوني، فسوف أتركهم وأمضي!


20- ماذا لو رفعنا نسبة مشاركة العاملين في المؤسسة المراد خصخصتها إلى خمسين في المائة، وطرحنا الباقي لمن يشاء من المستثمرين، هكذا فعلت بريطانيا، ونجحت بدون "دوشة دماغ"!

21- ماذا لو لحقنا طريق مصر الإسكندرية الصحراوي قبل فوات الأوان، ورفعنا منه تلك الاستراحات العشوائية التي بدأت تقام على جانبيه - بصورة غير حضارية - وتجذب حولها سائقي "اللوريات"، ومدمني "الشيشة"، وخلافه!

22- ماذا لو استطلعنا آراء جمهور كرة القدم في استحسان أو استبعاد أصوات المعلقين على المباريات، خاصة:
وأن بعضهم صوته أجش.
وبعضهم انفعالي أكثر من اللازم.
وبعضهم يكثر من الحديث عن ذكرياته الكروية، وبعضهم يصدر أحكامًا قاسية على اللاعبين.
وبعضهم - بكل صراحة - ثقيل الدم!


23- ماذا لو فرضنا ضريبة أعلى على مياه الشرب، التي تذهب لملء حمامات السباحة داخل "الفلل" الخاصة؛ لأنها تستهلك كميات ضخمة من المياه، الناس الآخرون في حاجة إليها من أجل إطفاء عطشهم!


24- ماذا لو أكثر المحافظون من المرور في شوارع محافظاتهم - مع مفاجأة المصالح الحكومية - للاطلاع على سير العمل، وحسن تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين!


25- ماذا لو تفضل مدير إدارة مرور الجيزة، بالمرور على أول شارع أحمد الزيات - بين السرايات - ليرى بنفسه أنه قد امتلأ بالسمكرية، وركن السيارات على صفين، وأحيانًا إلقاء بعض السيارات النافقة. الغريب أن إدارة مرور الجيزة تقع في نهاية هذا الشارع!


26- ماذا لو استجاب السيد محافظ القاهرة - وهو بالمناسبة من أكفأ المحافظين - لاقتراحنا بعمل ساتر يحجب المقابر عن شارع صلاح سالم؛ احترامًا للموتى، ومحاكاة لكل مقابر العالم التي لا تظهر للأحياء!


27- ماذا لو اهتم رؤساء الأحياء والقابعون في المحليات بأمرين في غاية الخطورة، وهما: البلاعات المفتوحة في بعض الشوارع، وأسلاك الكهرباء العريانة، وكل منهما مصيدة سهلة لأرواح أطفالنا جميعًا!

28- ماذا لو فكرنا - منذ الآن - في إنشاء جامعة للمتميزين، وأقصد بهم: الحاصلين في الثانوية العامة على 90%، وما فوقها، بدلاً من توزيعهم على مختلف الجامعات المصرية، وذوبانهم بعد ذلك في مياه البحر المالح!


29- ماذا لو أعادت وزارة الطيران النظر في إلغاء خطها الجوي إلى محافظة الوادي الجديد، بحجة عدم جدواه الاقتصادية؛ لأن المسألة تتعلق هنا باقتصاد مصر كلها، وخاصة في هذه المحافظة المؤهلة لكي تكون إحدى أهم المحافظات السياحية الكبرى، ومنطقة جذب للاستثمارات المحلية والعالمية.
فقط لو وفرنا لها المواصلات: البرية المريحة، والجوية السريعة!


30- ماذا لو تحلت الصحف القومية، والحزبية، والمستقلة، بالشفافية التي تنادي كلها بها، وأعلنت في مربع صغير بالصفحة الأولى عن عدد النسخ التي يطبع منها كل عدد يوميًّا أو أسبوعيًّا؛ وبذلك يقف المجتمع على مدى انتشارها، ومكانتها الحقيقية لدى الناس!

ابوالوليد المسلم 16-06-2022 07:55 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (2)


أ. د. حامد طاهر





رأينا في الحلقة السابقة أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

ومعنى هذا: أنني لم أقترح في هذه الإصلاحات كلها أمرًا يفوق طاقة الجهاز التنفيذي الذي يتولى إصدار القرارات ويتابع تنفيذها، وحتى حين كنت أطالب العلماء والباحثين -أو حتى المصريين العاديين- بأمر إصلاحي، فقد كنت على ثقة من أنه في مقدورهم، وأنهم يستطيعون القيام به.

والواقع أن الأفكار -من حيث علاقتها بالواقع- يمكن أن تنقسم إلى قسمين: أحدهما بعيد التحقيق، والثاني قريب التحقيق.

أما نتيجتها، فهي مزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.
فإلى بقيتها؛؛

31- ماذا لو قدم رؤساء الأحياء جائزة رمزية لساكني كل منزل يزرعون أمامه شجرة، ويرعونها حتى تكبر، وتظلل المكان، وتملأ الجو بالأكسجين!

32- ماذا لو قمنا بتوعية الشباب حول عدم إرسال رسائل الـ "sms"، وتحمل تكاليفها التي تعيش عليها، وتتكسب منها -بصورة فاحشة- القنوات الفضائية العربية، ثم تبث لهم مادة إعلامية خالية من المضمون الجيد والهدف الأخلاقي؛ يعني: هم الذين يموِّلون من جيوبهم ما يضرهم!


33- ماذا لو أخلص رجال الأعمال عندنا نواياهم نحو خدمة مجتمعهم، بدلاً من أن ينفقوا أموالهم في الترويج لأنفسهم في قنوات فضائية، أو صحف مستقلة، أصبحوا يمتلكونها، ثم يدعون أنهم بعيدون تمامًا عن إدارتها؟ من يصدق ذلك!


34- ماذا لو قام كل منا بترشيد استهلاكه اليومي من الماء والكهرباء؛ إذًا لتوفرت منهما موارد وطاقة كبيرة، يمكن استغلالها في دفع حركة التنمية في المصانع والمزارع، لكن لا بد أن يتأكد المواطن من أن ما يوفره يصب مباشرة فيما يفيده!


35- ماذا لو قدمتم التحية معي لمصلحة الأحوال المدنية التي نجحت حتى الآن في إنجاز ملايين الأرقام القومية بصورة رائعة، وكذلك في الشكل الحضاري الذي أصبحت عليه شهادات الميلاد، بعد استخراجها من الكمبيوتر!

36- ماذا لو انتهت -ولغير رجعة- أعطال التليفونات الأرضية والمنزلية، ويتوقف عن اللف والدوران ذلك العامل الذي يحمل في يده سماعة، وعلى كتفه سلك، وفي عينيه نظرة تسول من صاحب التليفون العطلان، والتي تحولت مع مرور الوقت إلى نظرة تحد وانتقام!

37- ماذا لو تابع السادة المحافظون -وبكل حزم- سلوك بعض السكان الذين يمدون جنازير أمام أبواب منازلهم؛ لحجز مكان لسياراتهم في الشارع، الذي هو ملك الدولة، وليس ملكية خاصة لهم، إن هذا العمل يثير النفوس في المجتمع، كما ينعكس سلبًا على المظهر الحضاري لمصرنا المعاصرة لدى السائحين الأجانب!

38- ماذا لو خصصنا جائزة تميز للمحافظات؛ بحيث تكون هناك لجان قومية تتابع ما يحدث في كل محافظة من: تطوير، ونظافة، وتجميل، إلى جانب انضباط الأداء، وسيولة الإدارة في كل مصالح المحافظة، ثم تقوم بمنح جائزة سنوية لأفضل محافظة؛ وبالتالي أفضل محافظ!

39- ماذا لو خصص التلفزيون برنامجًا للتوعية الغذائية؛ بحيث يعرض فيه ما الذي تأكله شعوب العالم، وما الذي تتجنبه؛ إذًا لأدرك الشعب المصري أن الدهون -وأهمها: السمن البلدي، والنباتي- ضارة بالصحة، بل تكاد تكون قاتلة، فضلاً عن أنها أحد مسببات السمنة، التي يعمل الرجال والنساء معًا على التخلص منها، ولكن هيهات!


40- ماذا لو غير المهندسون المعماريون عندنا تصوراتهم حول بناء المساكن؛ بحيث يصبح المطبخ عبارة عن حجرة متسعة، وليس مكانًا ضيقًا، كما هو الحال وجرت عليه العادة.

إن هذا يوفر حجرة السفرة -التي لم يعد لها داع! - فالأسرة يمكن أن تتناول طعامها في المطبخ، ولا ترهق ربة البيت نفسها في نقل الطعام، وتنظيف الأماكن.

إن ما أطالب به يوجد في الغرب، وكذلك في البلاد العربية المحيطة بنا؛ فأين نحن!

41- ماذا لو خصصنا سنة كاملة للصيانة: أهميتها، وأنواعها، ودورها في الحفاظ على آثارنا القديمة، ومعمارنا الحديث، والآلات التي نستخدمها في مختلف مجالات حياتنا اليومية.

إن الصيانة هي الشيء الوحيد الذي لا يهتم به المصريون، مع أنه أساس كل البلاء وراء مظاهر التدهور والقبح، التي تشوه من حولنا صفحة البيئة الجميلة!

42- ماذا لو تفضل "الرادار" الذي يضعه رجال المرور على الطرق السريعة لمراقبة تجاوز حدود السرعة المقررة -وبالمناسبة هو يعمل بكفاءة عالية- فقام بتسجيل حركة السيارات التي تسير في عكس الاتجاه تمامًا! وهنا يمكن أن نتساءل: هل يسجل لوحاتها؟ وإذا سجلها، فهل يرصدها من الأمام، أم من الخلف؟

43- ماذا لو بدأنا ننشر في المجتمع ثقافة حسن استخدام "الملح والسكر"، وهما الأبيضان اللذان يتسببان في معظم أمراض: الضغط، والسكر، ولين العظام، بالإضافة إلى السمنة والبدانة، وأضرار أخرى يعرفها الأطباء وخبراء التغذية جيدًا.

وأنا أقترح هنا أن يخصص لهذا الموضوع الخطير في التلفزيون برنامج يكون عنوانه: "ملح وسكر"!

44- ماذا لو خصصت النوادي الرياضية محاضرات توعية مكثفة للاعبي كرة القدم تؤكد عليهم فيها عدم الاعتراض -بتاتًا- على قرارات الحَكَم، وأن يدرك هؤلاء اللاعبون: أن محاولة إرجاع الحَكَم عن قراراه بالتودد إليه، أو بالتشويح في وجهه، وأحيانًا بالاشتباك معه - لن يكون له أي أثر سوى الإساءة لتقاليد اللعبة الجميلة، ونفور الجمهور من الذين يقومون بهذا العمل!

45- ماذا لو أعيد النظر في إيجارات المساكن القديمة التي كادت تخرج تمامًا من ملكية أصحابها.

أليس من المآسي أن يستمر إيجار بعض الشقق في بعض الأحياء الراقية كـ: "الزمالك"، و"جاردن سيتي"، و"مصر الجديدة" بما لا يزيد عن خمسة أو ستة جنيهات في الشهر!

إن استمرار هذا القانون هو السبب الرئيسي في تراجع الناس عن بناء مساكن للإيجار، والكل أصبح يتجه للبيع فقط، وبأعلى الأسعار!

46- ماذا لو أصدر السادة المحافظون قرارًا بمنع استخدام بائعي "الروبابيكيا" للميكروفونات، التي أصبحت مصدر إزعاج لا يحتمل.

قال لي أحد الأصدقاء: لم أستطع أن أستقبل مكالمة مهمة من طبيبي، بينما ميكرفون "الروبابيكيا" يملأ الشارع كله بالضجيج!

47- ماذا لو قمنا بتغيير أسماء الشوارع والميادين التي تحمل أسماء لا تتماشى مع تاريخ مصر العريق، ولا نهضتها الحديثة.

مازلنا نشاهد: "لاظوغلي، و"سيمون بوليفار"، وهلم جرًّا، ولا نرى: "علي مبارك، ورفاعة الطهطاوي"، والأدباء، والفنانين، والعسكريين، والصحفيين، والأطباء، وكل من أضاء شعلة في مسيرة الوطن!

48- ماذا لو خصصنا جائزة لمذيع أو مذيعة التلفزيون التي تخاطب الضيوف بأسلوب مهذب، ولا تقاطعه أثناء حديثه، أو تتعالى عليه في جلستها!

49- ماذا لو اعترفنا بأن "الميكروباص" أصبح هو وسيلة النقل الجماعي الأولى في مصر، فإذا تم هذا الاعتراف -دون مكابرة- أمكن بعد ذلك وضع قوانين مرور تنظم سيره، وتضبط إيقاعه!

50- ماذا لو خصصنا مقررًا دراسيًّا في المدارس للأمثال الشعبية، التي تعد أحد كنوز الشعب المصري، والخارجة -مباشرة- من البيئة المصرية، والمعبِّرة عن خبرة أجدادنا وأسلافنا القدامى، والمجمع على صدقها وأصالتها!

الجيل الجديد لم يعد يعرف عن تلك الأمثال الرائعة شيئًا!

51- ماذا لو التزمنا -منذ الآن- بنشر الثقافة العلمية في المجتمع، وشجعنا أفراده على التزود المستمر بها، لكي نقضي على: الخرافات، والأقاويل المرسلة، والمعلومات المزيفة، وأهم من ذلك كله نُسكِت المروِّجين لها، سواء في المجالس الخالصة، أو على شاشات الفضائيات!

52- ماذا لو ردمت محافظة الإسكندرية الملاحات، وأتاحت أرضها الفسيحة للأهالي؛ لكي يبنوا عليها مساكن، ويقيموا فوقها مشاريع، بدلاً من تخصيصها حتى الآن لاستخراج ملح ملوث!

53- ماذا لو اعترفنا بأن أهم ثلاث مشكلات تستنزف جيوب المصريين، هي: المخدِّرات، والدروس الخصوصية، وفاتورة المحمول!


54- ماذا لو أجبرنا كل صاحب سيارة أن يؤمِّن عليها ضد الحوادث من خلال شركات متنافسة، بدلاً من ذلك التأمين الصوري الذي لا يعوِّض أحدًا عن خسارته!

55- ماذا لو تحلينا بالشجاعة، وواجهنا قانون الإيجار العتيق والظالم، الذي ما زال يربط إيجار الشقة القديمة في "جاردن سيتي"، و"الزمالك"، و"روكسي" بأربعة أو خمسة جنيهات، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي بملاك أمثال هذه الشقق إلى الجنون، وخاصة حين يشاهدون ملاك الأبراج المجاورة لهم يبيعونها بمئات الآلاف من الجنيهات!

56- ماذا لو عقدنا معاهدة مع "لندن" بالذات تقضي بإعادة المتهربين من سداد ديونهم لبنوك مصر، وكذلك المرتكبين جرائم في حق شعبها!

57- ماذا لو أدخلنا ضمن مناهج التعليم زيارة الآثار المصرية والمتاحف، وحددنا لها درجة في تقييم التلميذ الذي يشارك في الرحلة، ويتفاعل مع مدرِّسيه من خلال الأسئلة والاستفسارات!

58- ماذا لو التزمت المدارس بجدول الحصص اليومي، وأعلنت عنه للتلميذ كل أسبوع، كما كان يحدث في أيامنا، لكي لا يضطر إلى حمل جميع كتب المدرسة في حقيبته فوق ظهره، مما يستبب في انحنائه الدائم طوال العمر!


59- ماذا لو شجعت الحكومة كل محافظة في مصر على التخصص في صناعة محددة أو أكثر، كما هو الحال في محافظة دمياط، التي تخصصت: في الأثاث، والجبن، والحلويات!

60- ماذا لو أسرعنا بإصدار قانون الشاغلين، الذي يحمل مسؤولية صيانة المباني السكنية على من يَشغَلها، سواء بالتمليك أو الإيجار، لكن هذا يتطلب تخصيص قضاء نوعي يتولاه، وشرطة خاصة تهتم بمشكلاته!

ابوالوليد المسلم 23-06-2022 04:48 AM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (3)


أ. د. حامد طاهر






علمتم من الحلقتين السابقتين لهذه السلسلة؛ أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

ومعنى هذا:
أنني لم أقترح في هذه الإصلاحات كلها أمرًا يفوق طاقة الجهاز التنفيذي الذي يتولى إصدار القرارات ويتابع تنفيذها، وحتى حين كنت أطالب العلماء والباحثين - أو حتى المصريين العاديين - بأمر إصلاحي، فقد كنت على ثقة من أنه في مقدورهم، وأنهم يستطيعون القيام به.

والواقع أن الأفكار - من حيث علاقتها بالواقع - يمكن أن تنقسم إلى قسمين: أحدهما بَعيد التحقيق، والثاني قريب التحقيق.

أما نتيجتها، فهي مزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

واليوم نعيش مع مجموعة أخرى منها:
61- ماذا لو أن السكة الحديد أتاحت الفرصة أمام المواطن لحجز تذكرة السفر ذهابًا وإيابًا، بدلاً من اقتصارها على الذهاب فقط.

إن أي برنامج كمبيوتر حديث يمكنه أن يقوم بهذه المهمَّة بمنتهى البساطة، ألا يحدث ذلك في شركات الطيران!

62- ماذا لو بدأت الحكومة مشروعًا لتغطية المصارف التي تمر بالقرب من القرى أو تعبر المدن، ناشرة في الجو الروائح الكريهة، ومحتضنة قواقع "البلهارسيا"، ومصدرة الذباب والبعوض، وما يترتب على ذلك كله من أمراض مستوطنة، وأوبئة فتاكة!

63- ماذا لو فرضنا على باعة اللحوم أن يقدموها في عبوات محددة الكمية، والوزن، والسعر، وأن يعرضوها للزبائن في ثلاجات، كما يحدث في أوربا، التي هي أشد بردًا، وأقل تلوثًا!

64- ماذا لو ألزمنا كل طالب جامعي بمحو أمية أربعة أشخاص خلال فترة دراسته، وأن يحصل لقاء ذلك على درجة معينة، تكون جزءًا من تقييمه العام عند التخرج.

تصوروا كم شخصًا يمكن محو أميته على مدى عشر سنوات في مصر!

65- ماذا لو دعونا القادرين في المجتمع على توجيه تبرعاتهم، وزكاة أموالهم؛ لإنشاء مصانع للسجاد اليدوي في المدن والقرى.

هذه هي أفضل طريقة للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع وتأهيلهم؛ ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع.

66- ماذا لو قمنا بتفعيل أكاديمية البحث العلمي، من خلال تكليفها بدراسة أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع بالفعل؛ وبذلك لا نتركها تدرس موضوعات من اختيارها هي.

67- ماذا لو فتحنا باب الاستثمارات الأجنبية؛ لإنشاء، وتأجير "جراجات" تحت الأرض، أو متعددة الطوابق بنظام الـ "pot"؛ بحيث تؤول ملكيتها لنا بعد مدة زمنية محددة! ألا يخفف ذلك من تكدس السيارات على جانبي الشوارع، وتعطيلها لحركة المرور، وسير المشاة!

68- ماذا لو شجعنا القطاع الخاص على بناء فنادق الدرجة الثانية؛ لكي تستوعب المصريين مع السياح.

إننا لا نمتلك حاليًا سوى فنادق الخمس نجوم، و"لوكندات" السعادة والأحلام، وليس بينها وسط!

69- ماذا لو حققنا الحلم، ونفذنا مشروع المليار نخلة - الذي سبق أن دعوت إليه - خاصة وأن سوسة النخيل الوافدة قد اجتاحت آلاف النخيل المصري.

إن النخلة شجرة معطاءة، ولا حدود لأوجه الاستفادة منها!

70- ماذا لو فتحنا عيوننا وعقولنا أيضًا على دول جنوب وشرق آسيا في مسيرتها الناجحة على طريق التنمية والتقدم.

لقد رأيتهم بنفسي، وأروع ما فيهم أنهم يعملون كثيرًا، ولا يتكلمون إلا قليلاً!

71- ماذا لو بدأنا نربط بين أبنائنا وحضارة مصر القديمة، إنهم لا يعرفون عنها سوى معلومات قليلة، تقدم إليهم بثقل دم في المدارس.

هذه الحضارة الرائعة ما زالت بحاجة إلى إعلام متطور يقدمها للناس بصورة محببة؛ لأنها في النهاية هي جزء من شخصيتنا، والكثير من عناصرها يعيش في أعماقنا!

72- ماذا لو أصدر السادة المحافظون قرارًا فوريًّا بتحويل جميع "الخرابات" المهجورة في المدن وبين المساكن إلى "جراجات" للسيارات، وأسواق دائمة لمنتجات الشباب؟ وفي نفس الوقت: إعادة تخصيص "الجراجات" أسفل العمارات إلى وظيفتها الأساسية، بدلاً من تحويلها إلى محلات تجارية؟


73- ماذا لو بدأنا - مرة أخرى - في مشروع إنتاج سيارة مصرية، وذلك بدلاً من "موزايك" السيارات الواردة من كل بلاد العالم، والمتجولة في شوارعنا.


يقال: إن أصحاب التوكيلات وراء تعطيل هذا المشروع، لكنهم قلة قليلة جدًّا، ونحن الغالبية!

74- ماذا لو فكرنا جديًّا في منع السيارات و"الموتسيكلات" التي تصدر عادمًا يلوث البيئة، ويدخل مباشرة في رئة الإنسان المصري؛ فيحطم جهازها المناعي، ويسبب له مختلف أنواع الأمراض، وفي مقدمتها السل!


75- ماذا لو تنازل أحد المتخاصمين عن حقه، وتقدم إلى خصمه طالبًا مسامحته؛ فالعمر أقصر من أن نقضيه في المنازعات، والحياة أجمل من أن نفسدها بالخصومة، ونعكرها بالعناد!


76- ماذا لو قمنا بتفعيل جمعيات حماية المستهلك؛ لكي تقف ضد احتكار بعض التجار، وتمسك انفلات الأسعار، وتحمي المواطنين من الغش الزراعي والصناعي! إنها الجمعيات الوحيدة التي أحب أن أشارك فيها، ويشرفني أن أكون أحد أعضائها.

77- ماذا لو بدأنا خطة نشطة لتنمية الثروة السمكية في مياهنا.

لدينا نهر النيل، وبحيراته، وأجزاء ممتدة على شواطئ البحر المتوسط، والبحر الأحمر.

لم يبق إذًا سوى التخطيط العلمي الجيد، والتنفيذ الذي تصب نتيجته في خدمة المجتمع!

78- ماذا لو قررنا أن نكافح الذباب والناموس، وهما الحشرتان اللتان يتسبب عنهما الكثير من الأمراض والأوبئة، وهما - كما يشاهد الجميع - الأكثر انتشارًا في مصر.

79- ماذا لو تعودنا أن نستمع إلى الشباب أكثر من أن نلقي إليهم مواعظنا، ونتحدث لهم عن ذكرياتنا؛ إنهم أيضًا لديهم حياتهم المليئة بالمواعظ والذكريات!

80- ماذا لو استمعنا بجدية لشكوى المواطنين من ماكينات الصرف الآلي التي تضعها البنوك ثم تتعطل، ولا يتم إصلاحها بالسرعة اللازمة، وهو الأمر الذي يتنافى تمامًا مع الغرض من إتاحتها للناس في الشوارع!

81- ماذا لو قصرنا الجوائز التي نقدمها للفائزين في مختلف المجالات على مكتبة صغيرة؛ وبذلك نعيد للكتاب قيمته في حياتنا، ونضعه من جديد في المكان اللائق به.

ألم نقرأ أن الخليفة المأمون كان يكافئ المترجم بوزن الكتاب الذي يترجمه ذهبًا!

82- ماذا لو دعونا الفنانين التشكيليين إلى استخدام واجهات وحوائط العمارات كلوحات لأعمالهم الفنية.


لكن قبل ذلك، أرجو أن نتيح لهم فرصة لزيارة مدينة "ليون" بفرنسا؛ ليشاهدوا فيها ما أتمنى أن يحدث مثله في المدن المصرية.

83- ماذا لو بدأنا بمكافأة من يحترم مواعيده، فيلتزم ببداية الوقت ونهايته، ثم بعد ذلك نتدرج، فنقرر عقوبة على الذين لا يحترمون الوقت؛ وبذلك نقترب من الدول المتقدمة التي يقدر فيها الجميع قيمة الوقت.

84- ماذا لو قلل المصريون من استخدام التليفون المحمول؟


لقد أصبح يكلفهم أكثر من 13 مليار جنيه سنويًّا، تخرج من جيوبهم مباشرة إلى شركات المحمول.

والسؤال الآن: ماذا يستفيدون؟ وأي شيء يحققون!


85- ماذا لو شجعنا الناس في المدن على زراعة المسطحات المتاحة في شققهم وبيوتهم بأشياء مفيدة، مثل: الطماطم، والنعناع، والبقدونس، فضلاً عن الأزهار والورود!

86- ماذا لو تحملت الدولة تكاليف تسجيل براءة الاختراع التي يتقدم بها الشباب، بدلاً من تحملهم أعباء مالية إلى جانب إبداعاتهم الفكرية!

87- ماذا لو بدأنا من الآن خطة لتحويل الطرق بين المحافظات إلى طرق مزدوجة، وجعلنا بكل طريق أكثر من حارة لمرور السيارات، بدلاً من تلك الممرات المختنقة التي تعوق حركة المرور، والاقتصاد أيضًا!


88- ماذا لو أنشأت كل جامعة إذاعة خاصة بها، تبث عليها المحاضرات التي لها طابع العموم؛ ليستفيد منها الطلاب والجمهور معًا!


أيام دراستي العليا في جامعة "السوربون" كنت أسمع كثيرًا لإذاعتها الخاصة، وأستفيد مع الآخرين منها كثيرًا!

89- ماذا لو دعونا المصريين وغيرهم لمسابقة كبرى يكون موضوعها الرئيسي، هو كيفية الاستفادة من الصحراء.


ألا يكون هذا مدخلاً لمحاولة انتشار السكان عليها، بدلا ًمن التكدس حول النيل، وفوق الأراضي الزراعية التي لم تعد تتحمل المزيد!

90- ماذا لو شجعنا المحالَّ التِّجارية على قبول إنتاج ربات البيوت - الذي يتم إنجازه بأيديهن في المنازل - ولا نقتصر فقط على التعامل مع المصانع وحدها، لكي نشجع هذا القطاع الكبير والواعد على المزيد من الإنتاج والإبداع فيه!


ابوالوليد المسلم 24-06-2022 07:32 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (4)


أ. د. حامد طاهر







رأينا في الحلقات السابقة لهذه السلسلة؛ أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

آملاً في المزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

ونستكمل اليوم بعضًا من هذه الأفكار، منها:
91- ماذا لو شددنا الرقابة جيدًا على المقابر؛ لكي نمنع حفاري القبور من العبث بها بعد رحيل أهل المتوفَّى.
لقد علمت أنهم يقومون بإخراج الجثة، ثم يبيعونها بالكامل أو بالقطاعي لبعض طلبة الطب!


92- ماذا لو بدأنا من الآن مشروعًا لتطوير العشوائيات، واستعنا في ذلك بالخبرة الصينية، التي قضت عليها في مدينتي "بكين وشنغهاي"؛ وذلك ببناء أبراج كبرى تضم سكان العشوائيات، وتتيح لهم بجانبها الحدائق والمتنزهات.

93- ماذا لو جعلنا جدول مباريات كرة القدم - التي تعشقها الجماهير - يتوافق مع أيام العطلات؛ لكي يتفرغ الناس تمامًا لها، ولا يعطلوا أعمالهم، وأعمال الناس من حولهم في أيام العمل الرسمي!

94- ماذا لو أصدر السادة المحافظون قرارًا فوريًّا بمنع مكبرات الصوت من الشوارع، وخاصة بعد أن أصبحت هي وسيلة النداء الأساسية لباعة "الروبابيكا"!


95- ماذا لو خصصنا - مثل اليابان - تلفزيونًا تعليميًّا بالكامل يقوم في الصباح الباكر ببث برامج: للحضانة، ثم للابتدائي، والإعدادي، وينتهي بالجامعة!


96- ماذا لو استدعينا المسؤول الأول عن التعليم الابتدائي، وسألناه: ما هو الهدف الرئيسي من هذا التعليم؟ فإذا كان هو إجادة القراءة والكتابة، فما هو الناتج الفعلي لدى أبنائنا تلاميذ تلك المرحلة!


97- ماذا لو أنشأنا للشباب العاطل عن العمل شركات للنظافة، وجعلنا مرتباتهم مجزية، بدلاً من أن نستورد شركات من أوربا للقيام بتلك المهمة!


98- ماذا لو جمعنا أعيادنا القومية في يوم واحد، يتم الاحتفال اللائق به، بدلاً من تلك الأعياد المبعثرة والتي لم تعد تزيد عن كونها إجازة عن العمل، تعطل فيها المصالح، وتغلق البنوك!


99- ماذا لو فكرنا جديًّا في إنشاء وزارة لتنمية الصعيد؛ بحيث تكون مؤقتة بإنجاز مهمتها الرئيسية، وهي جذب الاستثمار إلى الصعيد، وإنشاء المشروعات الصغيرة، وتشغيل الشباب، وتفعيل دور القرية المنتجة، وبذلك نحد من الهجرة المستمرة من جنوب الوادي إلى شماله، الذي لم يعد يتحمل مزيدًا من العمالة الجنوبية المهاجرة، والتي لا توقفها عادة سوى مياه البحر الأبيض المتوسط.

100- ماذا لو بدأنا من الآن التفكير جديًّا في إقامة رمز جديد للقاهرة؛ بحيث يضاهي برج "إيفل" في باريس، وتمثال الحرية في أمريكا!

101- ماذا لو قسمنا المساحة بين مصر والإسكندرية على ما يسمى بالطريق الصحراوي إلى أربع محطات، في كل واحدة استراحة على اليمين، وأخرى على اليسار.

102- ماذا لو أتحنا للشباب فرصة تكوين شركات صغيرة؛ لتوزيع الخضروات والفواكه على البيوت لمن يريد، وأنا واثق من أنهم سيقدمون بذلك خدمة جليلة، سواء لربات البيوت، أو للنساء العاملات اللاتي لا يجدن الظروف الملائمة للخروج يوميًّا للتسوق.


103- ماذا لو أعلنا النيل كله محمية طبيعية: لا يجوز الاعتداء على شطآنه، ولا تلويث مياهه، ولا إلقاء البهائم النافقة فيه!

104- ماذا لو انضمت في مكان واحد كل من أكاديمية البحث العلمي، والمركز القومي للبحوث!
أليست الأهداف النهائية واحدة؟
أم أنها كثرة مؤسسات وفقط!

105- ماذا لو بدأنا - منذ الآن - التفكير في إنهاء عهد تشغيل الحيوانات في الأعمال التي يمكن للآلات أن تقوم بها.
قال لي أحدهم: كيف آمن على سيارتي من اصطدام عربة "كارو" بها؟
وأنا أقول: كيف نأمن على الحمار نفسه، وسط سيل السيارات التي تمرق بجواره!

106- ماذا لو فتح مجمع اللغة العربية بالقاهرة أبوابه الموصدة في وجه المرأة منذ إنشائه حتى الآن، خاصة وأن بعض النساء المصريات قد بلغن في مجال اللغة مستوى أعلى من كثير من الرجال، سبق أن أشرت إلى المرحومة عائشة عبد الرحمن - بنت الشاطئ - الآن يوجد عندنا:
"د. أميرة حلمي مطر، فلسفة".
"د. صفاء الأعسر، علم نفس".
"د. جيهان رشتي، إعلام".
الكاتبة المتميزة "سكينة فؤاد"، والقائمة طويلة!

107- ماذا لو أعيد النظر في اسم وزارة الموارد المائية! لقد كان اسمها في الماضي وزارة الري، والواقع أنها جزء لا يتجزأ من وزارة الزراعة.

وأنا أتساءل: أي ري يمكن أن يوجد بعيدًا عن الزراعة؟
وهل وزارة الموارد المائية مسؤولة فقط عن الموارد، ولا علاقة لها بكيفية تصريف ما تستورده من مياه؟

108- ماذا لو أعيد فصل وزارة الصناعة عن وزارة التجارة؟

يا ناس هذا مجال، وذلك مجال آخر تمامًا!

109- ماذا لو أعدنا تقسيم المواطنين في مصر إلى ثلاث فئات عمرية: الطفولة، والشباب، والمسنين. وبالتالي مطلوب المساواة بينها في الأهمية والاهتمام!


110- ماذا لو فكر مسؤولو التعليم والإعلام معًا في إنشاء تلفزيون تعليمي بالكامل، كما هو الحال في اليابان، يكون عمله الأساسي موجهًا إلى مساعدة أطفال الحضانة، وتلاميذ المدارس، وطلبة الجامعات على مراجعة واستذكار دروسهم، وبحيث يختار لهم أفضل المدرسين والأساتذة مع أحدث تكنولوجيا الاتصال والمعلومات.

ملحوظة:
في اليابان لا توجد دروس خصوصية!

111- ماذا لو ساعدنا الشباب على اكتشاف مشروعات جديدة، يطلقون فيها طاقاتهم، ويبدؤون في ممارسة أعمالهم الخاصة، بدلاً من انتظار وظيفة حكومية، محدودة الأفق والراتب، ولا تحقق ما يطمحون إليه من جمع ثروة معقولة، وتكوين أسرة سعيدة.


وفيما يلي بعض أفكار مشروعات لمن يريد:
112- إنشاء مخابز "حلويات دايت"، تكون منتجاتها قليلة أو معدومة السكر والدهون، وتباع لراغبي التخسيس، ومرضى السكر الذين أصبحت أعدادهم في مصر بالملايين!

113- إنتاج عيش الغراب أو "المشروم"، والذي لا يتكلف كثيرًا في إنتاجه، ولا في أماكن تكاثره، ويمكن أن يتم في "بدروم" منزل رطب ومظلم، وقد أصبح يباع بسعر جيد؛ نتيجة الإحساس بفوائده الغذائية والطبية معًا.


114- إنشاء مصانع صغيرة لصنع السجاد اليدوي، الذي يوضع على الأرضيات، أو يعلق كزينة على الحوائط، ويُقبِل عليه السائحون في كل أنحاء العالم.

115- اشتراك عدة شباب في عمل مناحل عسل على تخوم أي قرية في مصر، ثم القيام بعد ذلك بتعبئته وتوزيعه مع عدم محاولة الغش فيه؛ لكي يكتسب مصداقية لدى الزبائن.

116- إنشاء شركات صيانة متخصصة وصغيرة، تقدم خدماتها لمن يريد، بَدءًا من إصلاح "الأسانسيرات"، حتى تنظيف خزانات المياه فوق أسطح العمارات العالية.


117- التشارك في إعطاء دروس تقوية لمن يحتاج إليها من صغار التلاميذ في مختلف فروع العلوم والتخصصات، وهنا ينبغي على المحليات أن تتيح لهم أماكن مناسبة لهذا العمل.


118- أقول وأتساءل: ماذا لو بدأ الشباب بذلك؟


وفي نفس الوقت: ماذا لو فتح الصندوق الاجتماعي الأبواب لاستقبالهم فيه، ومد يد العون لهم؟
وأعتقد أن هذه هي وظيفته الأساسية.

119- ماذا لو أعلنا النيل من أوله إلى آخره محمية طبيعية: لا يجوز ردمه، ولا البناء عليه، ولا تلويث مياهه، ولا إلقاء الحيوانات النافقة فيه، ولا غسل الأواني على شواطئه!


120- ماذا لو شجع المحافظون الناس على استنبات أشجار الظل في الشوارع، ورعايتها حتى تكبر، وبذلك نجعل من المدن المصرية مكانًا صالحًا للسكنى والتنفس!




ابوالوليد المسلم 26-06-2022 11:57 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (5)
أ. د. حامد طاهر




رأينا في الحلقات السابقة أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.



والواقع أن الأفكار - من حيث علاقتها بالواقع - يمكن أن تنقسم إلى قسمين:

أحدهما بعيد التحقيق.

والثاني قريب التحقيق.



أما نتيجتها، فهي مزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

فإلى بقيتها؛؛


121- ماذا لو بدأت إدارات المرور - منذ الآن - خطة حازمة لعدم الترخيص للسيارات التي تلوث البيئة بعوادمها القاتلة، وتغريم من يقودها كما فعلت بالنسبة لحزام الأمان، مع أنه أقل ضررًا!




122- ماذا لو قمنا بحملات مرورية لرفع السيارات غير المستعملة من الشوارع، والتي لا يتبقى منها سوى الهيكل الصفيح، وتكون مغطاة أحيانًا بغطاء متهرِّئ، ويستخدمها الأشقياء في ارتكاب أعمال فاضحة!



123- ماذا لو سهلنا الأمور على المواطنين، وجعلنا بطاقة الرقم القومي متضمنة البيانات الانتخابية للمواطن، وبذلك نضمن ذهاب أعداد أكبر للانتخابات، ونتجنب البحث، وإعادة البحث عن اسم الشخص حين يذهب للإدلاء بصوته في أي انتخابات!



124- ماذا لو تشجعت أحزاب المعارضة - الورقية - التي اقترب عددها من خمسة وعشرين حزبًا، وقامت بتوحيد نفسها في حزبين أو ثلاثة كبرى، وعملت على تقديم خدماتها الاجتماعية للناس قبل أن "تدوش دماغهم" بخطابها السياسي المتشابه في معظم عناصره!



125- ماذا لو التزم القضاة تمامًا بمبدأ الفصل بين السلطات، وابتعدوا عن الاشتغال بالسياسة، ومن يريد منهم أن يعمل بها يترك القضاء، وينضم لأحد الأحزاب السياسية، بدلاً من تلك البلبلة التي يثيرها بعضهم، وتنتهي دائمًا بالانتقاص من مكانة القضاء العظيم!



126- ماذا لو ركزنا على إنتاج ما يتقنه العامل المصري بالفعل، ونترك للشعوب الأخرى ما تجيده؛ إننا نتقن المشغولات اليدوية، وأعمال النسيج مثلاً، ولا نجيد إنتاج التليفون المحمول والكمبيوتر!



127- ماذا لو فكرنا جديًّا في تنفيذ مشروع المليار نخلة - الذي سبق أن دعوت إليه - وهو بسيط للغاية، لكنه مربح جدًّا: فنقوم بزرع النخيل على كل المصارف والترع، بحيث ترعاها كل محافظة، ثم انظروا بعد ذلك لما يمكن أن نَجْنِيه من خيرات النخلة الواحدة!



128- ماذا لو قصرنا الإفتاء في الدين على من هو مؤهل علميًّا له، حتى نتجنب فوضى الفتاوى الخاطئة والخارجة واللامعقولة، وتبقى بعد ذلك وظائف للمؤذن، ومقرئ القرآن، ولإمام المسجد، وللداعية، وهؤلاء جميعًا ليس من حقهم الإفتاء.



129- ماذا لو قلدنا - في مجال الخصخصة - أسلوب السيدة "تاتشر"، التي طبقته بنجاح في بريطانيا.



حين كانت تريد بيع مؤسسة عامة تطرح أسهمها للعاملين فيها بنسبة 50%، والباقي للمواطنين بنسبة 25%، ثم لمستثمر واحد بنسبة الـ 25%؛ وبذلك نضمن للمؤسسة مشاركة المجتمع كله في إدارتها، ولا نتركها لشخص واحد!



130- ماذا لو جعلنا لاستهلاك كل شقة من الماء عدادًا خاصًّا بها، كما هو الحال في الكهرباء والغاز؟

وذلك بدلاً من أن يتحمل جميع السكان - حتى ولو كانوا مسافرين - استهلاك الماء من أصحاب الشقق المأهولة بالفعل!



131- ماذا لو أعدنا للمجتمع كله شعار: "قيمة كل امرئ ما يحسن"، وهذا معناه التركيز على الجودة والإتقان، النابعين من العمل الجاد والابتكار المستمر.



ما زال الكثير منا يتكلم ولا يعمل، وإذا عمل جاءت نتيجته هزيلة؟



132- ماذا لو اتجهت مصر لتصدير إنتاجها الزراعي والصناعي المحدود، إلى إفريقيا، التي هي في أشد الحاجة إليها، بينما تتعرض في كل وقت لمضايقات من أوربا عند التصدير لها، مع أن المسألة لا تتعلق أحيانًا بجودة المنتَج أو رداءته، وإنما بمواقف سياسية وعنصرية!



133- ماذا لو فكرنا جيدًا في العشوائيات؟

نحن الذين صنعناها بإهمالنا؛ في عدم بناء مساكن لائقة للناس، وتركنا الجشعين يبنون عمارات مخصصة فقط للأغنياء، وإذا لم نتدارك الأمر؛ سوف تصبح العشوائيات هي الغول الذي سوف يبتلع ساكني عمارات الأغنياء!



134- ماذا لو أطلعنا المواطن المصري على الموقف الاقتصادي للبلد في نهاية كل يوم من خلال النشرة الاقتصادية؛ لكي يعرف:

كيف زاد أو نقص الإنتاج؟

وكيف ارتفع أو انخفض الجنيه بالنسبة لباقي العملات؟

وما هي المجالات الواعدة للاستثمار أولاً بأول!



135- ماذا لو وضعنا إشارات إرشادية في مداخل المدن ومخارجها؛ بحيث توضح للغريب عن المدينة:

كيف يخرج؟ وإلي أين يتجه!



136- ماذا لو أعلنا عن مسابقة دولية لتجميل مداخل العاصمة؟ أليست تستحق؟

الواقع أن هناك مدنًا أخرى أصغر منها بكثير، نجح المحافظون بتجميل مداخلها على نحو رائع!



137- ماذا لو ركزنا في تعليم أبنائنا على إتقانهم للغة العربية، وإجادتهم اللغة الإنجليزية التي أصبحت بالفعل هي اللغة الأولى في العالم؛ إنهم بذلك يمكنهم الترابط مع تاريخهم، والتواصل بسهولة مع الشعوب الأخرى!



138- ماذا لو توقف كل وزير تربية وتعليم عن اللعب في نظام الثانوية العامة، وكذلك في النظام التعليمي بعامة.



أما التطوير، فينبغي أن ينصبَّ على المقررات والمادة التعليمية، ووسائل عرضها وتوصيلها للطلاب، ثم امتحانهم فيها!



139- ماذا لو خصصنا في التلفزيون المصري قناة لنشر الثقافة العلمية، وأتينا لها بالبرامج الأجنبية الممتازة التي تتحدث عن تطور العلوم والفنون، وتأثيرها في حياة البشر؛ ألا يقلل ذلك من مساحة الجهل والشائعات والشعوذة!



140- ماذا لو قام عضو مجلس الشعب - بمجرد انتخابه - بإنشاء مكتب استشاري خاص به، يجمع له المعلومات، ويصنفها، ويعد له الأسئلة والاستجوابات، ويستقبل شكاوى المواطنين وكلياتهم، وبهذا الشكل يقترب كثيرًا من عضو "الكونجرس" في أمريكا!



141- ماذا لو زدنا معدل السرعة على الطرق السريعة إلى "120 ك.م" في الساعة، بدلاً من المائة الحالية، وخاصة بعد أن أصبحت السيارات أكثر حداثة، وتحسنت كثيرًا أحوال تلك الطرق؛ نتيجة رسوم المرور المدفوعة لها!



142- ماذا لو عرضنا على الشباب المصري في كل المحافظات تجربة أهل دمياط، الذين تفوقوا في إنتاج: الجبن، والحلويات، وصناعة الأثاث الجيد.



التلميذ عندهم يعمل في ورشة والده بعد انتهاء المدرسة، وطالب الجامعة يقف مكان والده في الورشة خلال الإجازة، الكل يعمل وينتج، ولا يشكو!



143- ماذا لو تعودنا أن نعيد للطالب ورقة إجابته بعد تصحيحها؛ إننا نحتفظ بها في "الكونترول" لمدة خمس سنوات، ثم نعدمها، في حين أن الطالب يحتاج إليها ليقف على كيفية أدائه في الامتحان، ولا تكون لديه أدنى شبهة في أنه لم يأخذ حقه من الدرجات!



144- ماذا لو أنشأنا داخل إدارة المرور قسمًا يتولى إقامة "المطبات" الصناعية في طول البلاد وعرضها: ما هي مواصفاتها؟ وأين توضع؟ وكيفية مساءلة المفسدين لها؟ وذلك بدلاً من ترك الأمر فوضى كما هو الحال عليه الآن!



145- ماذا لو قمنا - منذ الآن - بتشجيع التجار على تحديد أسعار بضائعهم، بدلاً من تركها للفصال مع المشتري، وهو الأمر الذي يعطل عملية البيع والشراء، كما أنه يضلل مصلحة الضرائب



146- ماذا لو خصصنا في التلفزيون برنامجًا مدروسًا بعناية، وجذابًا عن المرور: أصوله وآدابه؟ وكيف يتصرف السائق في مختلف المواقف؟ الواقع أن كثيرًا ممن حصلوا على رخصة القيادة يجهلون الكثير عن أصول المرور وعلاماته؛ ولهذا لا يلتزمون بها، وهذا يسبب الكثير من الحوادث المؤلمة!



147- ماذا لو عمل رئيس كل حي - منذ الآن - على جمع الباعة الجائلين في سوق موحد، يؤجر لهم حسب المساحة، ويمكن من خلاله مراقبة سلامة بضائعهم، وأسعارها!



148- ماذا لو حددنا مدة أي اجتماع بساعتين؛ لأن هذه المدة هي التي يظل فيها العقل متيقظًا، والحواس مستعدة للاستقبال والإرسال، وبعدها يمكن أن يتشتت الجهد، وتضعف الذاكرة، ويحل التثاؤب والملل، ولا يصبح العقل قادرًا على الحكم فضلاً عن الاستيعاب!



149- ماذا لو قصرنا جامعة الأزهر على الكليات التي تخصص فيها، وهي: كلية أصول الدين، وكلية الشريعة والقانون، وكلية اللغة العربية، ثم كلية الدعوة الإسلامية.


أما باقي الكليات، فليس لديها من الأزهر إلا الاسم، وهي لا تكاد تختلف عن أي كليات مماثلة في باقي الجامعات المصرية؟




150- ماذا لو أبعدنا عن نفوسنا شبح الخوف من الزيادة السكانية، وركزنا - بدلاً من ذلك - على دقة الإنتاج ووفرته، وأعطينا أولوية قصوى للتدريب والتأهيل المهني، وحاولنا ابتكار مشروعات جديدة في مناطق جديدة، وفتحنا أمام الشباب كل الفرص للتجربة والخطأ!





ابوالوليد المسلم 27-06-2022 12:16 AM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (6)


أ. د. حامد طاهر







رأينا في الحلقات السابقة لهذه السلسلة؛ أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة من الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

آملاً في المزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

ونستكمل اليوم بعضًا من هذه الأفكار، منها:
151- ماذا لو وضعنا نصب أعيننا دائمًا: تقدم مصر، وازدهارها، وإصلاح كل ما يفسد فيها، وتشجيع كل مبادرة جيدة بها، وعدم الوقوف في وجه كل من يقوم بعمل، أو يطرح فكرة، أو يعرض وجهة نظر!

152- ماذا لو بدأنا نبث ثقافة الزواج البسيط، الذي يمكن الارتباط فيه بخاتم من الفِضَّة، ودفع مهر متواضع، وترك الشباب يصنعون عشهم بالتدريج، والتوقف عن البهرجة الزائفة التي تقام في ليالي الخطوبة والزواج بفنادق الخمس نجوم!

153- ماذا لو ألغينا اتحاد الطلبة من الجامعات، وتوسعنا - بدلاً منه - في نظام الأسر الجامعية: لكل أسرة مشرف من الأساتذة، ومقرر من الطلبة، وتضم من خمسين حتى مائة طالب وطالبة، يتلاقون على مختلف الأنشطة، ويتنافسون فيما بينهم، وينتخب بعضهم بعضًا دون صراعات؛ وبذلك تزدهر الحياة الجامعية!

154- ماذا لو أنشأنا من الآن معهدًا للتحاور الدولي، تكون مهمته الرئيسية تخريج مجموعة من الشباب المصري المتميز في اللغات الأجنبية بعد تزويدهم بمناهج الحوار وأساليبه، وإلمامهم بعقلية الغرب وطرق تفكيره؛ ليصبح قادرًا على المشاركة في المؤتمرات والمفاوضات التي تجريها مصر مع الدول الغربية؛ لأن هذه المنطقة بها فراغ كبير!

155- ماذا لو أقمنا بمناسبة عيد الأضحى مجازر في مختلف الأحياء؛ لكي تتم فيها عملية الأضحية، بدلاً من إراقة دمائها في الشوارع، وعلى مرأى ومسمع من العالم، وخصوصًا الأطفال؟

156- ماذا لو أقمنا للمتحدثين عن تطوير التعليم مدرسة وجامعة، يقومون فيهما بتطبيق نظرياتهم، ثم نرى النتائج بعد مرحلة دراسية متكاملة، فإن نجحت عممناها، وإن فشلت سامحناهم!

157- ماذا لو أنشأنا في كل مدرسة، وكل جامعة منتدى للحوار الحر، يديره التلاميذ والطلاب، ويجلس فيه المدرسون والأساتذة مستمعين، وبذلك نسقط من نفوسهم حاجز الخوف من التعبير عن أنفسهم!

158- ماذا لو قمنا بتفعيل منظمات حماية المستهلك؛ إنها لا تقل أهمية عن منظمات حقوق الإنسان، وهي صمام الأمان الحاسم ضد انفلات الأسعار، وجشع التجار؟

159- ماذا لو خصصنا عامًا نطلق عليه "عام النظافة"، يقوم فيه كل أفراد المجتمع بتنظيف: الشوارع، والحواري، وأماكن العمل، والمتنزهات، ويعاقب فيه كل أعداء النظافة!

160- ماذا لو جعلنا الكتاب ضمن هدايانا التي نقدمها للأحباب والأصدقاء، بدلاً من الحلويات التي قد تصيبهم بمرض السكر، أو الورود التي ما تلبث أن تجف!

161- ماذا لو تخيلنا - أقول: تخيلنا - أن تقوم الصين بتصدير رغيف خبز بلدي، وآخر إفرنجي لنا في مصر، ألن يكون شكله أفضل، وحجمه أكبر، وثمنه أرخص!

وربما - أقول: ربما - وضعوا على حروفه بعض اللمبات الملونة التي تضيء وتنطفئ، أو وضعوا في داخله أسطوانة تحتوي على أغنية مصرية جميلة! كما هو الحال في فوانيس رمضان الصينية!

162- ماذا لو خصصنا - منذ الآن - مشروعًا قوميًّا لتبطين شواطئ النيل بالحجارة و"الأسمنت"؛ حتى لا تتسرب مياهه في الأراضي، ونقوم في نفس الوقت بالاستفادة من الفاقد منه في مياه البحر الأبيض المتوسط!

163- ماذا لو أجبرنا المقاهي بعمل كابينة تليفون عمومي، ودورة مياه محترمة لكل من الرجال والنساء، حتى تكون قابلة لاستقبال السياح، فضلاً عن المواطنين!

164- ماذا لو فكرنا في تطبيق النظام الغربي الذي يفرض على الصيدليات عدم صرف أي دواء إلا "بروشتة" معتمدة من طبيب أو عيادة صحية!

165- ماذا لو قمنا بتفعيل قانون عدم استخدام "كلاكس" السيارة إلا في حالة الضرورة القصوى، وبالتالي يعاقب كل من يستخدم "الكلاكس" بدون حاجة، وكذلك الأراذل الذين ينادون به على زملائهم في المنازل!

166- ماذا لو أعدنا الاعتبار للتعليم الفني، الذي يخرج أصحاب المهارات اليدوية، الذين تتقدم بهم حركة العمران في المجتمع، وزودناه بالمعلمين المهرة، والأجهزة، والأدوات اللازمة، ومنحنا خريجيه الرواتب المناسبة!

167- ماذا لو منعنا منعًا باتًّا رش الشوارع بمياه الشرب، وعاقبنا بالتالي أصحاب المقاهي والمحلات الذين يرشون أمام محلاتهم من ماء الحنفيات، الذي قامت الدولة بتكريره ونقله إلى الناس في منازلهم!

168- ماذا لو ألزمنا الجزَّارين بتقطيع اللحوم في عبوات محددة، مسجل عليها: الكمية، والسعر، وتاريخ الاستهلاك، وفي نفس الوقت نمنع منعًا باتًّا عرض اللحوم بتلك الصورة القابلة لمختلف عوامل التلوث!

169- ماذا لو تقدمنا بطلب رسمي للدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، وجعلت من منطقة "العلمين" مسرحًا لعملياتها العسكرية، وملأتها بالألغام، تاركة لنا أكثر من نصف مليون فدان صالحة للزراعة، دون أن نجرؤ على المشي فيها، أو الاقتراب منها!

170- ماذا لو بذلنا - منذ الآن - اهتمامًا خاصًّا بمدارس وكليات التمريض؛ لكي نرتفع بتلك المهنة التي لا تقل أهمية عن مهنة الطب!

171- ماذا لو نظمنا حركة سير سيارات "السرفيس"، بعد أن أصبحت هي وسيلة النقل الأولى في المدن والضواحي!

172- ماذا لو قمنا بعمل جاد ومتطور؛ لتغليف منتجاتنا الزراعية والصناعية بصورة جيدة وجذابة، بدلاً من عرضها وتقديمها حتى الآن في صورة متهرئة!

173- ماذا لو أعدنا التفكير في مسألة حبس الصحفيين، وشطبنا هذا القانون من حياتنا الإعلامية والفكرية، ونكتفي - بدلاً من ذلك - بالغرامة المالية لمن يثبت مخالفته للقوانين والأعراف.

أما حرية النشر، فهي من حقوق الإنسان العالمية، ولا بد من احترامها، وعلى كل من يعترض على أي فكرة مخالفة أن يرد عليها بفكرته الخاصة؛ وبذلك نصبح جزءًا من منظومة العالم الديمقراطي!

174- ماذا لو عاقبنا بشدة المسؤولين عن ترك أعمدة النور مضاءة في وضح النهار، وفوق الكباري! لقد شاهدتها بنفسي على كوبري "6 أكتوبر" الساعة 12 ظهرًا!


175- ماذا لو خصصنا عامًا للنظافة: التوعية بها، وتحقيق متطلباتها، وتنفيذ بعض مشروعاتها، ورصد الجوائز القيمة لمن يقوم بها، ومعاقبة من يتسبب في إفسادها.

إن النظافة تستحق أن تكون مشروعًا قوميًّا لمصر كلها، يمكن - بتنفيذه خلال عام واحد - أن يغير شكل الحياة القبيحة من حولنا، ويجعل مصر - بحق - قلب العالم المتحضر، من حيث المكان والمكانة معًا!

176- ماذا لو تحققت بالفعل فكرة الرجل الألماني، الذي دعا إلى إنشاء هرم ألماني يكون مخصصًا لدفن مئات الآلاف من الراغبين، وسيكون أكبر عدة مرات من هرم "خوفو" الشهير!

هل سنظل نرفع صوتنا بأن هرمنا من عجائب الدنيا السبعة، أم نحاول تطوير منشآتنا السياحية، ونعيد النظر في الفكرة التي سبق أن طرحتها حول إنشاء مدينة "رمسيس"، تضم كل آثاره ومتعلقاته، باعتباره أحد رموز الفراعنة الكبار، ويتم إنشاؤها في طريق الواحات!

177- ماذا لو قلدنا اليابان في تخصيص تلفزيون تعليمي يواكب كل مراحل التعليم، من الحضانة حتى الجامعة؛ وذلك للتخفيف من حدة الدروس الخصوصية، التي أصبحت تستهلك 15 مليار جنيه من دخل الأسرة المصرية!

178- ماذا لو أنشأنا مسابقة بجوائز بين الأحياء، تمنح للحي الذي ينجح في تقليل نسبة التلوث به، وكذلك الضوضاء؟

179- ماذا لو أعدنا الحياة في شرايين المسرح المدرسي الذي يختصر لأبنائنا في المدارس الكثير من تجارب الحياة، ويعلمهم حسن التعبير عن أنفسهم، والقدرة على تواصلهم مع زملائهم، كما يشجعهم على مواجهة الجمهور والمواقف الصعبة، وأهم من ذلك كله يعودهم على القراءة، وكيفية الأداء اللغوي الصحيح!

180- ماذا لو شجعنا كل محافظة في مصر أن تبذل كل ما في وسعها؛ لكي تكون منتجعًا سياحيًّا؛ حيث تقدم للسياح وجبات خاصة بها، وتؤجر لهم مساكن مناسبة يقيمون فيها، ويكفي أن أشير هنا إلى أن هذا العمل تم في فرنسا على مستوى كل قرية، وليس كل محافظة!


ابوالوليد المسلم 04-07-2022 05:16 AM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (7)


أ. د. حامد طاهر



رأينا في الحلقات السابقة لهذه السلسلة؛ أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة من الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

آملاً في المزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.

181- ماذا لو قمنا بتوعية أصحاب المقاهي والمحلات التجارية حول مياه الشرب، التي تتحمل الدولة الكثير من أجل جلبها من النيل وتكريرها ثم توزيعها على البيوت؛ لكي تطفئ عطش المواطنين، وبالتالي فمن غير المعقول - ولا المقبول - أن تُرَش بها الشوارع، على أن تخصص مواسير آتية من النيل مباشرة لهذا الغرض!

182- ماذا لو أدرك المجتمعون أن ترك التليفون المحمول مفتوحًا أثناء الاجتماع من الآداب غير المستحبة تمامًا، خاصة إذا كان رنته تصدر موسيقا شبابية، ويحمله رجل كبير في السن، وأسوأ من ذلك الشخص الذي يقف للصلاة في المسجد، وتليفونه المحمول يرن في جيبه!


183- ماذا لو بذل الموظفون جهدًا أكبر؛ لكي يسهلوا الأمور على الجمهور المتردِّد عليهم، وبدلاً من أن يعقدوا المسائل، ويطلبوا المزيد من: الأوراق، والأختام، والدمغات، يمكنهم أن يختصروا ذلك كله؛ احتسابًا لهم عند الله تعالى، وهو أرحم الراحمين!

184- ماذا لو شجعنا المستثمرين الجادين على إنشاء شركات صيانة متخصصة، تقوم بتوظيف العمالة الماهرة، وتتولى متابعة المنشآت والأجهزة لإصلاحها عند العطل، وإطالة عمرها عند العمل؛ وبذلك نحمي المواطنين من فوضى التعامل مع "الصنايعي" الفهلوي الذي لا يعمل، وإذا عمل لا يتقن عمله!


185- ماذا لو أعادت وزارة التنمية الإدارية النظر في قرارها المفاجئ بجعل يومي الجمعة والسبت إجازة، وتكديس العمل في خمسة أيام فقط من الثامنة حتى الثالثة والنصف، هذا النظام الجديد متعثر، والدليل على ذلك: تدافع السيارات الخاصة و"الباصات"، وازدحام الناس في الشوارع، وفي قلب مواعيد العمل الرسمي نفسه، بالإضافة إلى الشكاوى العديدة للمرأة العاملة التي لها أبناء وبنات في دور الحضانة!

186- ماذا لو بدأنا من الآن التفكير في تخصيص أماكن خارج المدن لإصلاح السيارات وخاصة التي تسبب للناس - وخاصة للمرضى منهم - إزعاجًا يفوق قدرتهم على التحمل!

187- ماذا لو قامت الداخلية بنقل إدارات المرور من وسط الكتلة السكانية، وبعض هذه الإدارات يتسبب في إغلاق شوارع بكاملها لعمل الفحص والتسجيل.


إن أي صاحب سيارة لن يجد صعوبة في الذهاب إلى مكان خارج الكتلة السكانية!

188- ماذا لو فكرنا فعلاً في أن ننشئ جامعة في كل محافظة، بشرط أن يتم بناؤها فوق الظهير الصحراوي لها، وليس كما حدث في كل من جامعة الزقازيق وجامعة المنيا، التي اقتطعت مساحة هائلة من أجود الأراضي الزراعية، تاركة ما خلفها من صحراء حتى الآن كما هي!


189- ماذا لو أعيد النظر في مدة معاش أعضاء هيئة التدريس بالجامعات باعتبارهم عملة نادرة مثل القضاة، وتحدد السن بسبعين عامًا للجميع، وبدون ألقاب: أستاذ عامل، وأستاذ متفرغ، وغير متفرغ، وقام مجلس الشعب بالموافقة على هذا القانون دون دوشة ولا حساسيات!


190- ماذا لو قامت محافظة القاهرة بوضع خطة متكاملة لإخلاء المدافن من ساكنيها الأحياء، وبناء مساكن مناسبة لهم بالقرب من تلك المدافن؛ لكي لا تتأثر مصالحهم، مع ضرورة إنشاء سور مشجر على المدافن يحجب رؤيتها عن السيارات الرائحة والغادية في شارع "صلاح سالم"!

191- ماذا لو اعترف القائمون على التلفزيون المصري بتخلفه عن مجاراة القنوات الفضائية العربية النشطة، وحتى المصرية التي نشأت مؤخرًا، ثم قاموا - بالتالي - بعملية نقد ذاتي: لأسلوب إدارته، وتضخم أعداد العاملين فيه - 40 ألف موظف - وضحالة ثقافة مذيعاته ومذيعيه، وبطء خروج كاميراته إلى مواقع الأحداث اليومية، ورتابة وجوه الضيوف التي نشاهدها على شاشته منذ أكثر من ربع قرن!

192- ماذا لو حافظنا على كميات الدواء المصري في صيدلياتنا من خلال اشتراط صرفه "بروشته" من طبيب معتمد أو مستشفى؛ وذلك بدلاً من بيعه للمصريين وغيرهم الذين أصبحوا يدركون رخص أسعاره، فيقبلون عليه بشراهة، وبعضهم يشتريه من مصر ليبيعه في صيدليات الدول المجاورة!


193- ماذا لو حاكينا الصين في تجربتها الإدارية، التي تجعل سن المعاش للرجل ستين عامًا، والمرأة خمسة وخمسين عامًا.


وإذا حصل الابن على نفس مؤهل الأب أو الأم يمكنه أن يأخذ مكانه في العمل، وفي هذه الحالة يخرج الأب أو الأم بمعاش مبكر، وبذلك يتم تبادل الوظائف بسلاسة من خلال تواصل الأجيال!

194- ماذا لو خصص كل محافظ في محافظته مجموعة للمتابعة السريعة، بحيث تكون مهمتها الرئيسية؛ التأكد من: صلاحية الطرق للمشاة والسيارات، وعدم تراكم أكوام القمامة على جانبي الطريق، والتزام المقاهي والمحلات بالعمل في أماكنها دون التجاوز في عرض الشارع، وأخيرًا التأكد من أغطية البلاعات التي أصبحت خطرًا يهدد حياة المارة، والأطفال!


195- ماذا لو فكرنا قليلاً في تقسيم الجامعات الكبرى - ذات الأعداد الضخمة - إلى جامعات صغيرة، ويستحسن في هذه الحالة أن تقسم حسب التخصصات؛ فتكون هناك جامعة للعلوم الطبية، وأخرى للعلوم الهندسية، وثالثة للعلوم الأساسية، ورابعة للعلوم الإنسانية والاجتماعية؟


196- ماذا لو نهضنا بدار الكتب المصرية؛ لكي تحاكي مكتبة الإسكندرية: في جودة التنظيم، ونظافة المكان، وشيوع الصمت، واستدلال القراء على ما يريدون الاطلاع عليه بسهولة، وإحضار الكتب لهم دون تأخير!


197- ماذا لو أعلنا بشفافية عن المبالغ التي تحصلها بوابات العبور على الطريق الصحراوي بين مصر والإسكندرية؛ لكي يعرف المواطنون حجمها، وأين تذهب؟ وما الذي ينفق منها على إصلاح الطريق!


198- ماذا لو كنا فكرنا قليلاً قبل توسعة المطار الحالي، في إنشاء مطار آخر أبعد قليلاً في صحراء طريق السويس الشاسعة مثلاً؛ لأن المطار الحالي أصبح قريبًا جدًّا من الكتلة السكانية، وتكاد الطائرات تصطدم بأسطح العمارات القريبة منه!

199- ماذا لو بدأنا بما بدأت به جميع الدول المتقدمة في تحقيق نهضتها الشاملة، وتنفيذ خطط التنمية على أكمل وجه بإصلاح التعليم، الذي هو المدخل الحقيقي لأي نهضة، ومفتاح كل تنمية، وبالمناسبة ليس إصلاح التعليم لغزًا ولا فزورة، إنه عبارة عن وصفة محددة الخطوات والمناهج، يمكن استعارتها كما هي من أي بلد متقدم؟


200- ماذا لو فتحت شركة "مصر للطيران" من خزائنها قليلاً؛ لكي تحسن الخدمة في استراحة الدرجة الأولى ورجال الأعمال؛ حيث لا يقارن ما يوجد بها من مشروبات وبعض المعجنات بما يوجد عشرات أضعافه في مطارات الدول العربية، وأعتقد أن ثمن التذاكر المرتفع يمكن أن يغطي خدمة متميزة ومحترمة!

201- ماذا لو قدمتم التحية معي لضباط مطار القاهرة الدولي ومعاونيهم الذين يعاملون المسافرين والقادمين بالكثير من الأدب والذوق، ويسرعون بإنهاء إجراءاتهم، وهذا ما لا نجده بنفس الكفاءة في الكثير من مطارات العالم، وكذلك لا ننسى تحية تقدير لضباط المراقبة الجوية المشهود لهم بالكفاءة، وبعدم اصطدام الطائرات بعضها ببعض، كما يحدث في بعض المطارات الأخرى.

202- ماذا لو كثفنا زراعة الأشجار، وأشعنا الخضرة في المناطق السكنية المحيطة بمطار القاهرة، التي تبدو من الجو متجهمة، وقريبة من لون الصحراء، ومع الأسف تشعر الراكب الأجنبي أنه لن ينزل في مدينة تموج بالحركة والحياة!

203- ماذا لو ألقى المسؤولون عن المطار نظرة على أكشاك بيع الجرائد والصحف داخل المطار، ولا أدري هل يلاحظون - كما لاحظت - عدم وجود الصحف القومية، وانتشار صحف المعارضة!


204- ماذا لو تفضل السيد مدير مطار القاهرة بالمرور على مكان استلام الحقائب، وشاهد بنفسه بعض العاملين يتعمدون تأخير شنط الدرجة الأولى؛ حتى يقلق أصحابها، ثم يتدخلون لنجدتهم من أجل الإكراميات!

205- ماذا لو حاربنا الفساد بدون ضجيج، وقمنا على الفور بتنفيذ القانون المصري على الجميع دون تفرقة، أو حساسيات، وعلى فكرة، الفاسدون يعرفون بعضهم جيدًا، وبمجرد معاقبة واحد منهم سوف يدفع الآخرين للانضباط!


206- ماذا لو أصدرنا قرارًا بمنع دخول السلع الصينية، التي عطلت الصناعة المصرية عن الانطلاق، وذلك بدءًا من منافذ دخول البضائع في المطارات والموانئ، ويمكن تبرير هذا القرار بمبدأ الإغراق الذي هو أحد مبادئ معاهدة التجارة الحرة المتفق عليها من جميع دول العالم!

207- ماذا لو قمنا بتوعية الحجاج والمعتمرين بعدم الإسراف في شراء البضائع والسلع والهدايا الواردة كلها من الصين، ومع ذلك يتبرك بها المصريون على أساس أنها مشتراة من جوار الحرمين الشريفين!


208- ماذا لو منعنا منعًا باتًّا شعار: "البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل"، الذي يهدر حقًّا أصيلاً للمشتري في مراجعة نفسه، وخاصة عندما يكتشف أن السلعة التي اشتراها ليست على المستوى المطلوب، أو كما كان يتوقعها.


209- ماذا لو أعطينا سلطات أوسع لمديري المدارس؛ لكي يتمكنوا من منع الباعة الجائلين الذين يبيعون للتلاميذ أشياء للأكل، غير معروفة المصدر، ولا مضمونة السلامة، بجوار المدارس مباشرة، وبالطبع لا بد أن تعاونهم الشرطة في ذلك!

210- ماذا لو خصصت وزارة البيئة - وهذا من صميم مسؤوليتها - عامًا لتجميل العواصم المصرية، ورصدت المكافآت لكل مكان يقوم أهله أنفسهم بتجميله، وإظهاره بالصورة الحضارية التي تليق بمكانة مصر وقيمتها. المهم أن النظافة تأتي دائمًا قبل التجميل!



ابوالوليد المسلم 25-07-2022 08:30 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (8)


أ. د. حامد طاهر



211- ماذا لو حول بعض أصحاب المقاهي مقاهيهم إلى مقاه ثقافية، تقام فيها ندوات الشعر والأدب، ويجتمع فيها المثقفون؛ للحديث والحوار مع شرب الشاي والقهوة، أليس من المؤسف ألا توجد في القاهرة كلها سوى قهوة واحدة فقط هي قهوة ريش!

212- ماذا لو استفاد التلفزيون المصري من المبعوثين العائدين من الخارج، بعد الحصول على شهاداتهم في مختلف التخصصات العلمية؛ لكي يحدثونا عما شاهدوه هناك في البلاد المتقدمة من مظاهر التقدم، وكيف يمكننا هنا أن نأخذ بها؟ وذلك بدلاً من أن يذوب هؤلاء المبعوثون في الزحام، وتضيع - مع مرور الوقت - مشاهداتهم القيمة في البلاد التي أكملوا دراستهم فيها!

213- ماذا لو فتح ميدان الأزهر على ميدان الحسين، وذلك بإزالة مشيخة الأزهر القديمة، والتي بنيت بدلاً منها مشيخة حديثة ورائعة بجوار حديقة الأزهر.

إن الميدانيين بهذا الشكل سوف يشكلان اتساعًا رائعًا، بشرط أن يخصص فقط للمشاة، ويمنع منه مرور السيارات!

214- ماذا لو أعيدت تسمية الشوارع والميادين بأسماء الشخصيات المصرية التاريخية، وتلك التي ساهمت في دفع النهضة الحديثة على أرض مصر، مطلوب لجنة وطنية تقوم بهذا العمل؛ لكي تؤكد الروابط بين تاريخ مصر العريق ونهضتها الحديثة، وبين أبنائنا الذين أجاب أحدهم في الامتحان بأن المتصوفة رابعة العدوية مدفونة في مدينة نصر!

215- ماذا لو حاولنا أن نتقبل الحياة بحلوها ومرها.

إنها لم تكن منذ ملايين السنين سوى: وردة محاطة بشوك، وحديقة تسرح فيها الثعابين، وحقول قصب تعوي فيها الذئاب.
ومع ذلك، فإن الإنسان الغافل يريد أن تكون الحياة كلها رحلة جميلة على شاطئ ملئ بالنخيل!

216- ماذا لو التزم التلفزيون المصري بموعد نشرة الأخبار بالضبط؛ بحيث لا يتقدم ثانية ولا يتأخر دقائق.
كان هذا يحدث في الإذاعة المصرية سابقًا، وكان يعلم أبناء جيلي احترام دقة المواعيد، ووقت الآخرين!

217- ماذا لو زدنا الرقابة قليلاً على حضانات الأطفال.
في كل حضانة توجد أخطاء، وهناك شكاوى من أولياء الأمور. والأطفال المساكين لا يستطيعون الشكوى مما يحدث لهم بدءًا من الإهمال، وانتهاءً بترك الأكبر منهم يعتدي على الأصغر!

218- ماذا لو صدر قرار حاسم بتوحيد مواصفات "المطبات" الصناعية؛ لكي لا تتأذى السيارات المارة فوقها.

وكذلك قرار آخر بأماكنها المناسبة تمامًا لها، وخاصة في أماكن: الأسواق، والمدارس، والمستشفيات!

219- ماذا لو قدمتم التحية معي لأصحاب قرار نقل إدارات مرور الجيزة إلى مكان فسيح بمدينة "ستة أكتوبر".
إنها في الواقع توجد بين البيوت السكنية، وتشغل شوارع بأكملها من أجل: الفحص، وامتحانات القيادة، واستخراج الرخص المسحوبة... إلخ، والمشكلة فقط هي: لماذا تأخر هذا القرار حتى اليوم!

220- ماذا لو فتح المهندسون المعماريون في كل "مول" عدة مداخل ومخارج واسعة؛ بحيث يخرج منها الزائرون عند حدوث حريق، بدون ذلك التزاحم الذي نشاهده حتى الآن، وسقوط البعض تحت الأقدام، واختناق البعض من الدخان.


هل هذا صعب يا ناس!

221- ماذا لو ألزمنا - أولئك - المتقدمين في قرعة الحصول على أراض من الدولة، بالبناء خلال الثلاث سنوات الأولى، وفي حالة العجز عن ذلك ترد القطعة بنفس ثمنها إلى الدولة؛ لكي ينتفع بها شخص آخر، وبذلك نقضي على مسألة "التسقيع"، التي أصبحت منهجًا يستخدمه الكبار والصغار معًا، وتؤدي إلى رفع أسعار الأراضي بصورة جنونية، لا مبرر لها!


222- ماذا لو سير السادة المحافظون دوريات في الأحياء، تكون مهمتها رصد ومعاقبة السكان وأصحاب المحلات، الذين يستخدمون مكبرات الصوت، ويزعجون باقي السكان، ويتحول المكان بها إلى فوضى لا تليق بحياة حضارية في العصر الحديث!


223- ماذا لو طبقنا معايير الملكية الفكرية على ما أنشره في هذا العامود بجريدة المساء!


لقد دعوت أكثر من مرة إلى تسيير خط "سكة حديد" سريع، وبنظام الـ "pot" بين القاهرة والإسكندرية، يمكنه أن يقطع المسافة في أقل من ساعة.

وأخيرًا سمعت أن هناك مباحثات تجري مع بعض الدول للقيام بهذا المشروع، دون أن يشار - من قريب أو بعيد - إلى صاحب الفكرة، ولا إلى مكان نشرها.

أليس هذا عيبًا في مجال سرقة الأفكار، التي أصبحت أغلى من الثروة المادية في كل أنحاء العالم! على العموم، عِوَضنا على الله، ما دام المشروع سينفذ!

224- ماذا لو قامت جمعيات المجتمع المصري النسائية بحملة جادة لمحاربة تدخين المرأة "للشيشة" في الفنادق والكافتيريات، وعلى المقاهي أحيانًا، وإذا لم يكن ذلك بدافع مراعاة الحياء، وجمال المرأة، فهناك الضرر الأكبر الذي يهدد صحتها ويكاد يودي بحياتها!


225- ماذا لو أقنعتني وزارة المالية عن سبب تحصيل ضريبة المبيعات من المشتري، وليس من البائع! ولماذا تحصلها الوزارة من الشخص الذي يأكل في مطعم؟ أريد أن أعرف فقط: هو أكل ودفع، فلماذا تحصل منه ضريبة مبيعات!

226- ماذا لو فكر التلفزيون بهدوء وموضوعية في تجديد نفسه، وعليه أن "يتفضل" بمشاهدة بعض القنوات الفضائية - العربية والمصرية - الناجحة، وما تقدمه من برامج إخبارية وتثقيفية أصبحت تجتذب ملايين المشاهدين، لكن مشكلة التلفزيون عندنا أنه ما زال مصرًّا على إعطاء المذيعات القديمات رئاسة قنوات أو شبكات؛ إما مجاملة أو تقديرًا لجهودهن، وهكذا غابت البرامج الجذابة، وهرب المشاهد المصري إلى "الدش"!

227- ماذا لو قام الإخوة الفلسطينيون والمهاجرون في البلاد الغربية بمساعدة إخوتهم داخل فلسطين، من خلال العمل الإعلامي الذي يُطلِع العالم على ما يجري لأهاليهم وأبنائهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعاني من أسوأ أنواع الاحتلال على وجه الأرض: أين هم؟ وكيف يعيشون؟ وبماذا يشعرون؟ وهل توجد بادرة واحدة على وجودهم خارج أرض فلسطين!

228- ماذا لو قامت جامعة الدول العربية - بالإضافة إلى الاجتماعات التي تعقدها ولا تؤدي إلى أي نتيجة ملموسة - بالدعوة إلى فكرة إنشاء خط "سكة حديد" يمر بين بلدان العالم العربي، ناقلاً: البشر والبضائع والثقافات، ومحدثًا التقارب - ولا أقول الوحدة!- الذي يمهد لتبادل المصالح الحقيقية بين أبناء الأمة الواحدة! هل يعتبر هذا عملاً صعبًا على العرب الذين سبق أن بلغت حضارتهم كلاً من الهند والصين!


229- ماذا لو التزم كل منا بالوظيفة المخصصة له، وأتقن العمل الذي أسند إليه، بدلاً من أن يقوم بوظيفة أخرى، أو عمل مغاير؟


230- ماذا لو طرحنا السؤال التالي على اتحاد الكتاب: ماذا تفعل للكتاب؟ وما الذي تقدمه للكتابة؟


231- ماذا لو صعَّدت مصر حملتها الدبلوماسية والإعلامية معًا ضد حلفاء الحرب العالمية الثانية، وكذلك ألمانيا، الذين اشتركوا جميعًا في زرع منطقة "العلمين" بالألغام التي ما زالت تنفجر حتى اليوم في المصريين العابرين.

من حق مصر أن تأخذ مساعدة مالية وفنية لإزالة هذه الألغام، وتعمير تلك المنطقة الرائعة على شاطئ البحر المتوسط.

للعلم المساحة تزيد عن نصف مليون فدان!

232- ماذا لو قلل المصريون من استخدام المحمول، الذي أصبحوا يتكلمون فيه - على الفاضي والمليان - ويحملهم فاتورة وصل مجموعها إلى أكثر من مليار وثلاثمائة مليون جنيه.

وما الفائدة في أن الجميع يتحدث في المحمول؟ في أي شيء؟ الله وحده هو الذي يعلم.

أما ما نشاهده على أرض الواقع، فهو أن فاتورة المحمول تقصف ظهر رب الأسرة، ولا يوجد عائد حقيقي من المحمول على أفرادها!

233- ماذا لو توقفت بعض الجرائد الكبرى عن تخصيص ملحق، أو صفحات، يقال إنها "ضاحكة"، وهي في الواقع تمتلئ "بالنكت البايخة"، ومقالات الكتاب الذين "يستظرفون" وهم ليسوا كذلك. وأقول من كل قلبي: إنني لم أجد فيها شيئًا واحدًا يضحك أو يسلي! وبيني وبينهم استطلاعات آراء القراء المساكين، الذين يقرأونها وهم مكشرون!



234- ماذا لو أخبرني أحد عن الشخص الذي وهب مساحة هائلة من الأراضي لأحد رجال الأعمال المتعثرين حاليًا، ويقال إنه سيبيع منها 600 فدان، بسعر المتر - لاحظ المتر، وليس الفدان - بمبلغ 1800 جنيهًا! أنا شخصيًا غير قادر على إجراء هذه الحسبة، لكن الملائكة الذين أوكلهم الله -تعالى- بمراقبة أعمال البشر، هم الذين سوف يحسبونها عليه، وعلى من وهبها له!


235- ماذا لو ألزمنا مستوردي السلع، والبضائع، ولعب الأطفال من الصين وتايوان وأمثالهما، بضرورة أن تكون هذه السلع والبضائع قابلة للإصلاح بعد حدوث الأعطال بها؛ لأنني مع الجميع نلاحظ أن عدة التليفون الصيني بمجرد عطلها السريع تنتهي وترمى في "الزبالة"، وكذلك لعب الأطفال.


وبالمناسبة: أين جهاز حماية المستهلك؟ وهل يبدو على وجوه العاملين به أي قلق بهذا الشأن!

236- ماذا لو تابعنا في الشتاء احتياجات الأحياء والقرى إلى مياه الشرب، وقمنا بالعمل اللازم في هذا المجال، حتى لا يفاجئنا الصيف، وتبدأ من جديد الشكوى، التي تحولت إلى مظاهرات واعتصامات من أجل الحصول على شربة ماء!

237- ماذا لو خصص السادة الوزراء والمحافظون يومًا بالكامل لمقابلة الجمهور، والاستماع إلى شكواه، لكي يقتربوا قليلاً من نبض الشارع كما يقال؛ وذلك بدلاً من أن ينفصلوا عنه داخل مكاتبهم، ويكتفوا بتقارير العاملين حولهم - وهي غالبًا وردية!- ولكي لا يُصدِروا بعد ذلك تصريحات تتناقض تمامًا مع الواقع الذي يعيشه الناس في الشارع، والأسرة داخل المنزل!

238- ماذا لو قدمتم التحية معي للكاتب الصحفي - والمحاور التلفزيوني الناجح جدًّا - الأستاذ "محمود فوزي"، الذي يقدم برنامجًا بعنوان: "على نار هادئة"، في قناة فضائية مصرية، ويتميز بطرح أسئلة جيدة، والاستماع بأدب واحترام لضيفه حتى يستكمل فكرته.


من أروع ما قدمه أخيرًا لقاء مع الناشر - المشهور المجهول - الحاج "محمد مدبولي"، والذي لم تستضفه - خلال مشوار أربعين سنة في خدمة الثقافة المصرية والعربية - أي قناة في التلفزيون المصري!

239- ماذا لو فتحنا معًا ملف حراسة القبور، وبعض القائمين عليها الذين يسمحون بنبشها بعد الدفن، والتأكد من انصراف جميع المشيعين، ثم يخرجون جثة المتوفَّى أو المتوفاة، ويبيعونها بالجملة أو بالقطاعي لطلبة كليات الطب.

أتحداك أن تضمن لجثتك بعد الوفاة أن تظل في مكانها، ولا يعبث بها أحد!

240- ماذا لو تأملنا قليلاً في موضوع الجمارك التي تأخذها مصر على البضائع التي تنتج مثيلاً لها! المفروض أن فلسفة الجمارك في كل بلاد العالم تقوم على حماية الصناعة الوطنية من المنافسة العالمية، مع أن هذه الفلسفة بدأت تسقط هي الأخرى مع تطبيق اتفاقية التجارة الحرة - الجات - والسؤال الآن: لماذا هذه الجمارك المرتفعة جدًّا على السيارات المستوردة، مع أننا لا ننتج مثيلاً لها يستحق الحماية؟

هذا فقط مجرد تساؤل، أرجو أن تكون له إجابة مقنعة لدى "بتوع" الجمارك!

241- ماذا لو ألزم السادة المحافظون - وهذا في مقدورهم أيضًا - أصحاب المقاهي بعدم فتحها لتدخين الشيشة في الصباح الباكر، "وأضعف الإيمان" هنا أن يبدأ عمل المقاهي من منتصف النهار على الأقل!

242- ماذا لو أرسلنا بعثات تعليمية وتدريبية إلى "ماليزيا"، التي نجحت نجاحًا باهرًا في استخراج الزيت من النخيل، لا سيما وأننا نعاني بشدة من ارتفاع سعر زجاجة الزيت، حتى تجاوز سعرها تسعة جنيهات، وهي مستمرة في الزيادة.

ألا يجدر بنا أن نتعلم من الناجحين، بدلاً من أن نظل نشكو ونحن في مقاعدنا جالسون!

ملاحظة: نخيل "ماليزيا" يختلف عن نخيل مصر، فهو أقل حجمًا، ولا يثمر تمرًا حلوًا.

243- ماذا لو قامت وزارة التربية - وكذلك وزارة التعليم العالي - بشراء حقوق إعادة البث من قناة الجزيرة الوثائقية؛ لكي تقوم ببثها على تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، واسمحوا لي أن أؤكد لكم أن المعلومات الواردة في برامجها من أهم ما يحتاجه المتعلم المثقف في عصرنا الحاضر.


ودعوني أعترف بأنني كنت من أوائل الذين هاجموا قناة الجزيرة الإخبارية عند ظهورها؛ بسبب انحيازها الواضح، لكنني أمام الجزيرة الوثائقية لا بد أن أقدم لها باقة تقدير!


244- ماذا لو قامت البلدية بإعادة رصف الشارع الذي تشق صدره وتخرج أحشاءه لتركيب "ماسورة" مياه، أو "كابل" كهرباء، أو أنبوب غاز، أو توصيلة خاصة لإحدى العمارات.

الحال أنها تترك المكان متهرئًا، وكأن الأمر لا يعنيها، وإنني أتساءل:
لماذا لا توضع تكاليف إعادة الرصف على عاتق المستفيدين من خدمة شق الشارع؟
هل هذا صعب!

245- ماذا لو تعقلنا قليلاً قبل اتخاذ قرارات هوجاء؟ عندما طالبت في هذا العامود بجعل السرعة على طريق "مصر إسكندرية" الصحراوي 120 ك م في الساعة، بدلاً من مائة كيلو متر نظرًا لتعدد حواريه، وجودة "سفلتته"؛ فإن إدارة المرور قررت - من جانبها - أن تجعل الطريق مفتوحًا؛ يعني: بدون حد أقصى للسرعة.


وهكذا انتقلت من التضييق إلى الانفلات، بدلاً من أن تتبع المنهج العلمي، وهو الذي ينصحنا بالتدرج المعقول!

246- ماذا لو قامت وزارة الثقافة بترميم قبة جامعة القاهرة؛ لتصبح على غرار قبة القلعة الفضية، بدلاً من لونها - المُجَنْزر- الذي لم يعد يليق بالمنظر العام للجامعة العريقة، التي تحتفل هذا العام 2008 بمرور مائة عام على إنشائها!


247- ماذا لو قام مجلس الشعب بتفعيل نظام التصويت الإلكتروني الموجود به، والذي لا يعمل، لكي نعرف عند التصويت على قرار: كم عدد المؤيدين، وعدد المعارضين، وعدد الممتنعين على التصويت، وهذه بالطبع مسألة توثيقية هامة جدًّا للتاريخ النيابي في مصر!


248- ماذا لو تشجعت وزارة التعليم العالي، وأصدرت قرارًا حاسمًا بتغيير اسم الأكاديميات من المعاهد العليا الخاصة؛ حيث لا تتناسب - على الإطلاق - مع هذا الاسم ذي التاريخ العريق، والذي يقتصر إطلاقه في الدول الغربية على المؤسسات العلمية والبحثية التي تهتم: بتوثيق اللغة، ودراسة العلوم، والفنون، والآداب على أيدي كبار الأساتذة والمتخصصين، وترصد باسمها أعلى الجوائز في تلك المجالات، وتكون موضوعة مباشرة تحت الرعاية الملكية أو رئاسة الجمهورية!


249- ماذا لو سألنا علماء الدين، ثم علماء النفس والاجتماع عن أفضل الوسائل لنزع الحقد والحسد من نفوسنا؛ لكي نصبح إخوة متحابين، يراعي بعضنا مشاعر بعض، ويعطف بعضنا على بعض، ويسامح بعضنا بعضًا، بدلاً من حالة الغل والحقد والحسد التي تكاد "تفط" من العيون!


250- ماذا لو دعونا المؤرخين المصريين - وبعضهم ممتاز في تخصصه - لكي يؤلفوا لنا كتابًا عن تاريخ مصر، يتم وضعه على ثلاثة مستويات: الأول للأطفال، الثاني لطلبة الثانوي والجامعة، والثالث للمتخصصين. المهم أن يشمل - بوضوح - المراحل الأساسية في تاريخ هذا البلد، وأهم انتصاراته وانكساراته، وأن يتحلى بالصدق والأمانة وتوثيق الأحداث؛ حتى يحظى بالمصداقية من الجميع!

هل تعلمون أن مثل هذا الكتاب ما زال غائبًا عن ثقافتنا المعاصرة!





ابوالوليد المسلم 25-07-2022 08:31 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (9)


أ. د. حامد طاهر






251- ماذا لو نظرنا حولنا في البلاد العربية والإسلامية، وقررنا إنشاء مسجد كبير يعكس انطلاقه النهضة المصرية المعاصرة مع الحفاظ على الطابع التقليدي القديم، بحيث نضاهي به أمثال المساجد الضخمة التي أقامتها "ماليزيا"، وسلطنة "عمان"، و"المغرب"، وكل واحد منها أكبر من مسجد الأزهر عشر مرات على الأقل!

252- ماذا لو ألزم السادة المحافظون - وهذا في مقدورهم - كل أصحاب العمارات ذات "الجراجات" المغلقة بفتحها وتشغيلها؛ لكي تستوعب عددًا من السيارات المركونة في عرض الشوارع!

253- ماذا لو قال لنا أعضاء مجالس الإدارات بكل صراحة، عن الفرق بين فائض الميزانية - الذي يوزعونه على أنفسهم - وبين الحوافز التي توزع على باقي العاملين في المؤسسة.

الغريب أنهم يصرفون من فائض الميزانية، سواء كسبت المؤسسة أو خسرت، بينما لا يصرفون الحوافز للعاملين "الغلابة" إلا إذا كسبت، ودائمًا تخسر المؤسسة ويفوز بالغنيمة أعضاء مجلس الإدارة!

254- ماذا لو فكرنا - منذ الآن - في منع سير عربات "الكارو" وسط السيارات.


المنظر غير حضاري على الإطلاق، ولا شك أنه يؤثر على حركة الاستثمار من ناحية، وانطلاقة السياحة من ناحية أخرى، فضلاً عن الاستهانة الواضحة بحقوق الحيوان!


255- ماذا لو قام كل محافظ بالمرور كل يوم من شارع مختلف في محافظته؛ إذًا لأصبح لدينا360 شارع نظيف وجميل في المحافظة، فإذا تخيلنا - أقول: تخيلنا - أن يذهب لمقر المحافظة من شارع، ويعود إلى منزله من شارع آخر؛ لارتفع عدد الشوارع النظيفة والجميلة إلى720 شارعًا في العام الواحد، تصوروا!


256- ماذا لو وضعت وزارة التربية والتعليم - ومعها وزارة التعليم العالي - إستراتيجية ذات خطط قابلة للتنفيذ؛ من أجل إتقان اللغة العربية، وإجادة اللغة الإنجليزية.

الأولى هي لساننا القومي، والثانية هي وسيلة التواصل الأساسية مع العالم المعاصر.

إنهم في "سويسرا" يعلمون أبناءهم ثلاث لغات، وفي كل من: فرنسا، وإيطاليا، وروسيا يعرفون جيدًا - إلى جانب لغاتهم القومية - اللغة الإنجليزية، وفي كل بلاد "آسيا" يعرفون الإنجليزية.

وليس المطلوب - طبعًا - أن يدرس التلميذ القواعد، وإنما أن يتحدث بها بالفعل!

257- ماذا لو تنبهت وزارة التعليم العالي إلى الحقيقة المفجعة التالية: الجامعات الحكومية مكتظة بأعداد زائدة عن طاقتها من الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس، وبالذات في تخصصات معينة، قليلون جدًّا، ومع ذلك فإن الباب مفتوح على مصراعيه أمام المعاهد الخاصة والجامعات الخاصة؛ للاستعانة بهم في التدريس، وتحميلهم بأعباء تستهلك وقتهم وتستنفذ مجهودهم لقاء مبالغ مرتفعة تقدمها لهم، وبذلك يجري استنزاف الجامعات الحكومية من أساتذتها، وهذا أحد عوامل ضعف عمليتي التعليم والبحث العلمي، اللذين نشكو جميعًا من نتائجهما، فما الحل؟

258- ماذا لو ألزمنا المطابع بكتابة عدد النسخ التي تطبعها: من الكتب، والمجلات، والجرائد - في مربع صغير بجوار العنوان؛ إذًا لوقفنا على القيمة الحقيقية لها في نفوس الجماهير، وعلمنا - في نفس الوقت - هل تكسب أم تخسر؟ وتكلف الدولة وأصحابها الشيء الفلاني!

259- ماذا لو قامت الجهة المسؤولة - ولست أدري ما هي بالضبط - لمتابعة الأشجار الموجودة في شوارع القاهرة، وعواصم الأقاليم، خاصة وأن الاعتداءات عليها أصبحت متكررة، وتتم غالبًا في الليل، وعندما أشاهدها أحس أن شخصًا يقدم أمامي على قتل كائن حي! حرام عليكم! الشجرة قيمة كبرى ينبغي: مراعاتها، والحفاظ عليها، ومعاقبة كل من تسول له نفسه الاعتداء على غصن واحد منها!


260- ماذا لو قامت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الإعلام في إعادة برامج "أوائل الطلبة"، التي كانت تعقد بين مختلف المدارس - وأضيفت هنا الجامعات - سواء في المقررات الدراسية أو المعلومات العامة، على أن يشارك في ذلك بعض المشهورين المحبوبين إلى أبنائنا التلاميذ؛ حتى يقبلوا على مشاهدة تلك البرامج، والتفاعل معها. ويمكن أن تكون الجوائز مكتبات مهداة من مكتبة الأسرة!


261- ماذا لو قامت وزارة الزراعة بتكريم الفلاح الذي تنتج أرضه أكثر وأفضل من زملائه، سواء في: الحبوب، أو الخضروات، أو الفواكه، وأن تخصص جوائز مجزية لهذا العمل.


إن الفلاح المصري يستحق الكثير من إعادة الاعتبار، وإلقاء الضوء الإعلامي الكافي على ما قدمه ويقدمه لباقي المصريين!

262- ماذا لو بدأنا - منذ الآن - وقبل أن يحل علينا وعليكم بالخير والبركات عيد الأضحى المبارك - بتخصيص مجازر في كل حي بالمدن، وكل قرية بالريف؛ لذبح الأضاحي فيها، بعيدًا عن عيون الأطفال، وكاميرات الدول الأجنبية التي تصور هذا المشهد في الشوارع على أنه نوع من وحشية المسلمين، مع أن المسلمين هم أطيب شعوب العالم!


263- ماذا لو توسعنا من جديد في زراعة النخيل في مصر، وبعثنا الحياة مرة أخرى في الصناعات المتعددة التي تدور حول البلح، وسعف النخيل؟ أؤكد لكم أن هذا المجال يمكنه أن يتيح آلاف فرص العمل أمام الشباب، ويقضي على نسبة كبيرة من البطالة في الريف!

264- ماذا لو تجاهلنا تمامًا كل الدعوات التي يطلقها بعض ضعفاء العقول والهمم - من وقت لآخر - بخصوص نقل العاصمة! يا عالم أين هي العاصمة التي بحجم القاهرة قد انتقلت إلى مكان آخر؟ الواقع أن هذه الدعوة وراءها العجز عن حل مشكلات القاهرة، مع أن الحل أمر ميسور لمن لديه الهمة، ويستمع إلى النصائح التي يقدمها هذا العامود كل يوم أحد في جريدة المساء على مدى أكثر من عام، لكن أين من يقرأ، وإذا قرأ استوعب!


265- ماذا لو وجهت شركات السياحة بعض رحلاتها الترفيهية إلى دول جنوب وشرق آسيا؛ إذًا لتعرف المصريون على أوجه النشاط العديدة والمعاصرة والمدهشة في تلك البلاد بالإضافة إلى تاريخها العريق، والذي حاول الغرب أن يطمسه في أذهاننا.

كفانا اتجاهًا كاملاً إلى أوربا وأمريكا؛ فإننا لم نحقق من وراء ذلك إلا الحسرة والندامة، والمعاملة الخشنة في المطارات!

266- ماذا لو فكرنا - من الآن - في مد خط "مترو" إلى "استاد القاهرة"؛ لكي يوفر على عشاق الساحرة المستديرة عناء الذهاب والعودة في مواصلات عامة وخاصة أو على أرجلهم، كذلك ما الذي يمنع من التفكير في إنشاء "استاد" أكثر اتساعًا في مدينة "6 أكتوبر"، بدلاً من أن نترك "الاستاد" القائم حاليًا لعوامل الزمن حتى يصبح عجوزًا متهالكًا!


267- ماذا لو شجع بعضنا بعضًا على وضع زهرية ورد في شرفات منازلنا، كما يفعل السوريون، وكما يوجد في بيوت المغاربة؛ إذًا لابتسم وجه القاهرة، وتخلص من مظاهر القبح التي تبدو من تراكم "الكراكيب"، أو من أقفاص الأرانب.

أما عشش الفراخ والحمام، فقد كادت تختفي - والحمد لله - بعد ظهور وباء "أنفلونزا" الطيور!

268- ماذا لو تأملنا قول "أحمد شوقي" إن شجعان العقول قليل، وهذا يعني: أن شجعان القلوب كثيرون، أما شجعان العقول الذين يصححون الأخطاء الشائعة، ويبدعون الأفكار الجديدة، ويقودون مجتمعاتهم إلى التقدم الحقيقي والنهضة، فهم لا يظهرون إلا نادرًا، وإذا ظهروا فإنهم يحاربون من مدمني التخلف، وعشاق الجهل، ثم ما يلبث المجتمع أن يعرف فضلهم، ويعترف بجميلهم عليه!


269- ماذا لو صارحنا أنفسنا وحددنا لكل خدمة مقابلاً معينًا، فالتعليم خدمة بمقابل، والصحة خدمة بمقابل، وكذلك: الكهرباء، والغاز، والمواصلات، والاتصالات... إلخ


وهنا قد تسألون: وماذا يفعل الفقير الذي لا يملك هذا المقابل؟ والإجابة بسيطة جدًّا: أن تقوم جهات محددة - مثل: الحكومة، والقطاع الخاص، ورجال الأعمال - بتحمل تكاليف الخدمة عنه؛ وبذلك نحافظ على مستوى الخدمات من ناحية، ونقدمها للجميع بأسلوب محترم من ناحية أخرى، وذلك بدلاً من تخصيص مستشفيات للأغنياء وأخرى للفقراء، وكذلك مدارس وجامعات للفقراء، وأخرى للأغنياء.

270- ماذا لو اشترك المجتمع كله في حل الألغاز الآتية:

مقاعد السكك الحديد كلها كاملة العدد، ومع ذلك تخسر؟

بعض الصحف القومية تبيع مئات الآلاف يوميًّا، ومع ذلك تخسر؟

شركة "مصر للطيران" أيضًا كاملة العدد، ومع ذلك لا تحقق أرباحًا؟

سيارات "الميكروباص" مكتظة بالركاب في كل شوارعنا، ومع ذلك مظهر سائقيها وأحوالهم لا تسر!

وأخيرًا محترفو الدروس الخصوصية يكسبون الآلاف، ومع ذلك يطالبون الحكومة بزيادة الكادر!

271- ماذا لو صدر قرار حاسم بإزالة جميع العوَّامات المقامة على النيل؟ كيف يسمح لشخص أو لعائلة أن تحجز مكانًا في هذا النيل الخالد، وتحجب رؤيته عن باقي المصريين، من المسؤول عن ذلك؟ ومتى يتحرك ضميره!


272- ماذا لو أعدنا التفكير في تخصيص حي كامل للسفارات في ضواحي القاهرة الكبرى، بدلاً من: تناثرها داخل الكتلة السكانية، وصعوبة حراستها في ظروف معينة، وتعرضها - لا قدر الله - لأي حادث إرهابي! إن بعض السفارات تكاد تغلق شوارع بكاملها في وجه سكان القاهرة، وهناك سفارات أخرى متروكة للصدفة!


273- ماذا لو بدأنا بالفعل وضع خطة متدرجة للاستغناء عن تشغيل الحيوانات في الحقول والشوارع كما فعلت كل البلاد المتقدمة في العالم.

لقد حلت الآلات محل العضلات، ولم يعد هناك داع على الإطلاق لاستخدام الحيوانات في العمل الشاق، ثم الإلقاء بها عندما تنفق من الكبر أو المرض على أكوام القمامة أو في نهر النيل!


274- ماذا لو اتجهنا لتحسين حلقات بيع السمك وتنظيفه للمواطنين.

في البلاد العربية المجاورة توجد أسواق نظيفة جدًّا، ومبطنة كلها بالسيراميك، وتغسلها المياه الجارية باستمرار؛ بحيث لا تكاد تشم فيها أي "زفارة" للسمك.

ألسنا نحن في مصر - بلد الحضارة - أولى بذلك وأحق!

275- ماذا لو خصصت الأحياء جزءًا من تصاريح البناء للعمارات التي لا تحتوي إلا على شقق من غرفتين وصالة فقط؛ من أجل سكنى الشباب البادئين في إقامة عش الزوجية.

وحسبنا الله ونعم الوكيل من تلك الشقق التي تضم خمس حجرات وثلاثة حمامات ومستويين... إلخ! ويكاد يصل ثمنها إلى ما يقرب من مليون جنيه!

276- ماذا لو قامت نقابة الصحفيين - بدورها الحقيقي - في محاسبة الصحفي الذي يخرج على أصول وتقاليد وروح المهنة، بدلاً من أن نتركه معرضًا للمحاكم العادية والاستثنائية التي قد تودعه السجن، وتقضي على حياته الصحفية تمامًا. إن أصحاب كل مهنة أحق بمحاسبة أتباعهم، والسهر على حمايتهم، وتوجيه أنظارهم عند اللزوم إلى ما ينبغي وما لا يليق؛ وبذلك نقضي على تلك المعارك الجانبية التي تبعدنا عن تحقيق خطة التنمية التي نتمنى أن نشاهد نتائجها الطيبة على الجميع.

277- ماذا لو أعدنا النظر في مؤسسة كرة القدم، مادامت قد أصبحت هي العشق الأول والأعمق لجماهير الشعب المصري!


المسألة يا ناس تحتاج إلى علم وتخطيط، كما تحتاج إلى حسن إدارة وتمويل، وتحتاج أولاً وأخيرًا إلى صدق همة، وقوة إرادة، وطهارة يد.

أما اللاعبون، فينبغي البحث عنهم في حواري المدن، وساحات القرى وهم يلعبون "الكرة الشراب".

وأؤكد لكم أن المواهب موجودة، لكنها تحتاج فقط إلى دقة ملاحظة، ثم رعاية مستمرة، وتدريب متواصل.

وأما الإداريون في النوادي، فينبغي تخفيض أعدادهم ومكافآته إلى العشر، وهذا أيضًا كثير!

278- ماذا لو قامت وزارة الصحة ووزارة التموين بمنع الجزارين من تعليق الذبائح على أبواب محلاتهم، وتركها معرضة للذباب، وعادم السيارات، ومختلف أنواع التلوث، هل هذا القرار صعب؟ أم أن الحال بهذا الشكل يرضي الجميع!


279- ماذا لو قام رؤساء الأحياء بعدم التصريح "للسمكرية" أن يفتحوا محلاتهم في داخل الكتلة السكانية، وأن يسحبوا بالتدريج تصاريح تلك المحلات التي تطير النوم والراحة من عيون الناس طوال النهار، وجزءًا من الليل!


280- ماذا لو كلفنا عددًا محدودًا ومتميزًا من المؤرخين المصريين بتأليف كتاب مختصر عن تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة حتى الآن؛ بحيث يقتصر على: أهم الممالك، والأحداث، والشخصيات.


هل تتصوروا أن مثل هذا الكتاب الذي يوجد مثله في كل بلاد العالم لا يتواجد عندنا في مصر!

حتى بلغ الأمر أخيرًا أن يأخذ الشعب المصري معلوماته التاريخية من المسلسلات التلفزيونية التي تكون عادة ذات طابع فني ودرامي بعيد عن واقع التاريخ الحقيقي!



ابوالوليد المسلم 25-07-2022 08:32 PM

رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ
 
ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (10)


أ. د. حامد طاهر







281- ماذا لو قدمتم التحية معي للدكتور "عبدالعظيم وزير" - محافظ القاهرة - الذي أرسل لي خطابًا ضافيًا عن بعض المقترحات التي طرحتها للعاصمة العريقة في هذا العامود المتواضع.

وقد أكد سيادته أن المحافظة في سياستها التخطيطية تقوم بمعالجة ما يلي من سلبيات، وأهمها: تفعيل حظر "عربات الكارو"، والمنع القاطع لما يسمى "بالتوك توك"، وكلاهما مما يشوه أي مدينة، كما تقوم المحافظة بمراجعة كافة الجراجات المغلقة، وإلزام أصحابها بفتحها لاستيعاب السيارات المركونة بالشوارع.

وقد تم بالفعل فتح 921 جراجًا خلال عام 2006.

كذلك أكد سيادة المحافظ على إغلاق المقاهي والكافتيريات التي تعمل بدون ترخيص، مع اشتراط ضوابط للجديد منها تحمي البيئة من التلوث الناتج عن شرب الشيشة صباح مساء، وأخيرًا صحح لي سيادة المحافظ ما كنت أحسبه من أن رمز القاهرة هو برج الجزيرة - الذي أصبح أقصر من بعض العمارات السكنية والحكومية - مشيرًا إلى أن رمز القاهرة هو جامع الأزهر الشريف، الذي يعد أول وأقدم جامعة إسلامية في العالم العربي.

282- ماذا لو اصطحبت معي أحد رجال المرور؛ ليشاهد بنفسه سيارات النقل، ونصف النقل، وأحيانًا الملاكي التي تسير في الاتجاه العكسي على طريق "مصر إسكندرية" الصحراوي، والذي تعددت حاراته، وتحسنت أحواله، ولكن ما زال هذا السلوك اللامبالي يحدث فيه!


283- ماذا لو تأملنا كيف كان "محمد على باشا" يتعامل مع العمال؛ لكي ينجزوا له ما يريد من أعمال ضخمة في وقت قصير جدًّا، كان يأتي بشيخ كل مهنة أو حرفة ثم يعينه براتب شهري يصل إلى عشرة جنيهات - وهذا مبلغ كبير جدًّا في ذلك الزمن! - ثم يكلفه باستحضار العدد اللازم من العمال؛ لتنفيذ أي عمل، وكل عام يأخذ أجره يوميًّا حسب حجم عمله والناتج الذي حققه.

هل تتصورون أنه - بهذا الأسلوب - استطاع أن يبني خلال 18 شهرًا في "بولاق" أسطولاً حربيًّا تم نقله إلى السويس؛ لكي يعبر البحر الأحمر وينتصر ويعود.

وهذا ما أدهش المراقبين حينئذٍ في أوربا، وجعلهم يعترفون بعبقرية "باشا" مصر!

284- ماذا لو كشف لنا مجلس الوزراء؛ وأيضًا وزارة التعليم العالي، التي قررت أن تحصِّل من كل طالب في الجامعات المصرية مبلغ خمسة جنيهات، توضع فيما يسمى "صندوق التمويل الأهلي"، عن طريقة توزيع هذا المبلغ الضخم، ولمن يذهب بالضبط؟ وكنت أتمنى أن تخصص حصيلة هذا الصندوق لتوضع مباشرة في صندوق التكافل الاجتماعي الموجود بكل جامعة وكل كلية، ويقوم بدور هام في مساعدة الطلبة على تكاليف الدراسة والمعيشة.

285- ماذا لو فكرنا - منذ الآن - في إنشاء شركة طيران أخرى غير "مصر للطيران"؛ بحيث نكسر الاحتكار في هذا المجال! لماذا هي شركة طيران واحدة؟ ولماذا تظل كذلك!

286- ماذا لو خصص التلفزيون عندنا برنامجًا بعنوان: "دليل المستهلك"، يهدف إلى: توعية الجمهور بالبضاعة الجيدة، وكيفية تمييزها من السلع الرديئة أو المضروبة، ويحث في نفس الوقت؛ لكي يستعلم قبل شراء أي منتج عن تاريخ إنتاجه وموعد صلاحيته، وكيف يقارن بين مختلف السلع من نوع واحد، أو من مصانع متعددة.

إن هذا العمل يتم في تلفزيونات العالم من خلال برنامج "صباح الخير يا...".

المهم في البرنامج أن يكون صادقًا ومتجردًا من أي دعاية للشركات أو المصانع؛ لكي لا يتعرض فيه مقدِّموه ومُعِدُّوه ومُشرِفوه إلى دخول السجن، كما حدث من قبل!

287- ماذا لو فكر القائمون على برنامج "العاشرة مساء" بإعطاء دورة تدريب لغوي لمراسليها الذين يكسرون كل قواعد اللغة العربية الفصحى أثناء إلقاء تقاريرهم. وأقترح - إلى حين حدوث ذلك - أن يلقوا التقارير باللهجة العامية؛ فهذا أرحم من الخطأ في الفصحى!

288- ماذا لو أصدر اللواء "عادل لبيب" محافظ الإسكندرية - وهو رجل حازم - قرارًا بمنع مكبرات الصوت المتجولة في شوارع الإسكندرية، والتي أصبحت تحول أحياء المدينة إلى فوضى، وتملأها بالتلوث السمعي البغيض.


يا ناس، الإسكندرية مدينة جميلة ولا ينبغي ترك مثل هذه التشوهات تفسد جمالها!

289- ماذا لو استمعت محافظة الإسكندرية إلى ملاحظة الدكتور "يوسف زيدان" - مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وهو من أبناء المدينة نفسها - حول مدخل النفق الذي تم تبطين جدرانه بالسيراميك الأزرق، الذي يشبه ما يوضع في الحمامات ودورات


المياه! إن الذوق الحضاري للعاصمة الثانية في مصر يتطلب وضعًا آخر، ولدى الإسكندرية الكثير من الفنانين الذين بإمكانهم أن يزينوا مدخلها الكبير!

290- ماذا لو قام مهندسو البلدية الأشاوس بالمرور للكشف على "مواسير" المياه التي تفاجئنا بالانفجار وإغراق الشوارع، وعندما نسألهم، يقولون: لعل هذا عمرها الافتراضي! الناس في "بلاد بره" يعرفون بالضبط مقدار العمر الافتراضي لكل: ماكينة، أو ماسورة، أو حتى لمبة "نيون"! فلماذا لا نتعلم منهم، ونحاكيهم فيما يحسنون القيام به!


291- ماذا لو قدمتم التحية معي لذلك المسؤول المجهول حتى الآن، والذي سمح باستيراد عدد من دورات المياه المتطورة - والتي يقال: إنها إلكترونية - من ألمانيا، ووضعها في عدة أماكن من القاهرة.

أقول له: شكرًا، وأتمنى أن تعمم هذه الدورات؛ بحيث تصبح في كل شارع كبير أو ميدان رحمة بالعجائز، والسائحين، ومرضى السكر!

تبين لي بعد ذلك أن الذي أشرف على إعدادها وتنفيذها الدكتور "عبدالعظيم وزير" محافظ القاهرة، وأنها صناعة مصرية!

292- ماذا لو أصغى الإخوة في لبنان الشقيق لصوت العقل، وأبعدوا عنهم كل التدخلات الخارجية، سواء كانت عربية أو أجنبية؛ لأن كل طرف يقول لهم: حاولوا أن تحلوا مشكلتكم بأنفسكم، ثم نراه يتدخل لعرقلتها.

293- ماذا لو أسرع الإخوة الفلسطينيون من قيادات حماس وفتح في توحيد صفوفهم، والعمل جبهة واحدة - في ظل الظروف الدولية الحالية التي تتعرض لها قضية الشعب الفلسطيني كله - بهدف تحقيق بعض المكاسب في تلك المرحلة، على أن يؤجلوا باقي الأهداف لمراحل أخرى قد تكون أكثر مواءمة.


وقد وعد الله المؤمنين بأن مع العسر يسرًا!

294- ماذا لو قامت المملكة العربية السعودية - وهي مشكورة على قيامها بمختلف الخدمات العديدة التي تقدمها للحجاج من كل أنحاء العالم - بإنشاء خط "سكة حديد" بين مكة والمدينة وجدة، يوفر على الحجاج والمعتمرين معًا الوقت والمجهود، ويجنبهم "الباصات" المسرعة التي تتعرض لبعض الحوادث، كما أنها غير مريحة على الإطلاق لركابها!


تمت الاستجابة بالفعل لهذه الفكرة، وسمعت أن الملك عبدالله قد أمر بالبَدء في تنفيذها.

295- ماذا لو أعطينا في القانون - للشباب المتزوجين حديثًا، ويرغبون في الطلاق - مهلة سنة كاملة يراجعون فيها أنفسهم، ويحاولون أن يحلوا مشكلتهم التي قد تكون قد نشبت بينهم، وخلال هذه المهلة لا بد للأهل أن يتدخلوا للإصلاح، بدلاً من هذا الوضع الذي أوصل نسبة الطلاق في مصر إلى أكثر من تسعين ألف حالة في السنة، ومعظمهم من المتزوجين حديثًا!


296- ماذا لو أقدم إخوتنا السودانيون الأشقاء جدًّا، على حل مشكلة "دارفور"، بدلاً من تركها معرضة للتدخلات الدولية من كل دول العالم الطامعة في الثروات الكامنة بهذا الإقليم، والذي يعاني أهله - مع ذلك - من الجوع والعطش!


297- ماذا لو فتح كل من الإخوة الجزائريين والمغاربة قلوبهم لحل مشكلة الصحراء، وإنهاء النزاع حولها، وفتح صفحة جديدة من التعاون الذي يحقق لشعوب المغرب العربي المزيد من التنمية والتقدم والازدهار!


298- ماذا لو قامت وزارة التموين بحملة تفتيش مفاجئة على باعة الفواكه التي يعرضونها في أقفاص لأصحاب السيارات الذاهبة والعائدة من الإسكندرية والساحل الشمالي، وعندما يفتح هؤلاء الأقفاص يجدون الصف الأول منها جيدًا، وباقي الصفوف السفلى غير صالحة للأكل.


لمن يلجأ هؤلاء المخدوعون! ومتى توقف وزارة التموين أولئك الباعة المخادعين!

299- ماذا لو ساعدنا المواطن - المستهلك - على استخدام أسلوب خفض أسعار السلع، عن طريق الامتناع عن شرائها، وبذلك نتركها مهملة لدى التجار الجشعين، ومن المعروف أن كل يوم يمر على البضاعة في المخزن يقلل من قيمتها، ويزيد من عبء تخزينها على صاحبها، كما أنه يعرضها للتلف، وأؤكد لكم أن هذا هو أفضل أسلوب لمواجهة الارتفاع الجنوني في الأسعار؛ وبذلك بدلاً من الأساليب التي لا تجدي مثل مراقبة الأسواق، أو مناشدة التجار!


300- ماذا لو خصصنا في مصر عامًا كاملاً للنظافة؛ بحيث تقوم: المدارس، والجامعات، والمصانع، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، وشاغلو المساكن - بتحمل مسؤولية قطاعات محددة لإزالة الأوساخ منها، وإشاعة النظافة فيها.

أنا متأكد أن النظافة كانت أحد مقومات الحضارة المصرية القديمة التي شيد أجدادنا عليها المعابد والأهرامات، وأقام عليها آباؤنا الكنائس والمساجد.

ونحن أيضًا لن نستطيع تشييد نهضة مصرية حديثة إلا إذا قامت على النظافة والتنظيف المستمر!

301- ماذا لو تنازل العرسان الجدد مؤقتًا - أقول: مؤقتًا - عن حجرتي "السفرة والصالون"، اللتين لا يتم استخدامها بصورة كاملة في السنوات الأولى من الزواج.

ألا يوفر ذلك على راغبي إقامة العش السعيد قدرًا لا بأس به من الإنفاق على حجز شقة واسعة جدًّا، وشراء "عفش" مبالغ في أسعاره كثيرًا!

302- ماذا لو ذهب كل موظف إلى عمله بنفس الهمة والنشاط والحيوية التي يذهب بها مشجعو كرة القدم لمشاهدة مباراة أثيرة لديهم في "الأستاد"؛ إذًا لتوافر لمصر فائض الإنتاج الذي تسعى لتحقيقه، وأصبحنا قادرين على المنافسة العالمية التي نتطلع لها!


303- ماذا لو اجتمع العرب على إنشاء إدارة للأزمات؛ بحيث تسارع في حل المشكلات التي تظهر في أي بلد عربي، بالأسلوب الهادئ وبالطريقة العربية المعهودة، بدلاً من أن تترك هذه المشكلات تتفاقم، وتتحول إلى أزمات تستدعي تدخل الدول الأجنبية ذات المصالح الخاصة والمشبوهة! ماذا لو اتفق العرب بدلاً من أن يختلفوا، وتصالحوا بدلاً من أن يتخاصموا، وتقاربوا بدلاً من أن يتباعدوا، واتحدوا بدلاً من أن يفترقوا، وتعاونوا على البر والتقوى، بدلاً من أن يضع كل منهم يده في فم من يريد ابتلاعهم!

304- ماذا لو اتجهت جامعة الدول العربية إلى تنفيذ مشروعات بعيدة عن السياسة التي لا تستطيع معالجتها، وأهمها: إنشاء مجمع للترجمة من اللغات الأجنبية، وتنفيذ مشروع توحيد التعليم الابتدائي في العالم العربي، وإنشاء قناة فضائية تتحدث باسم العرب كلهم - بدلاً من تلك الفوضى الفضائية التي تشوه صورتهم في العالم المعاصر - وإنشاء صندوق عربي موحد لتمويل البحث العلمي، وإنشاء مشروع فعال للقضاء على الأمية في مختلف بلدان العالم العربي.


نسبة الأمية حاليًا تبلغ 40 %، ثم هل تريد الجامعة الموقرة بعد ذلك مشروعات أخرى!

305- ماذا لو بدأنا التفكير - بصورة جدية وموضوعية - في إلغاء المجلس الأعلى للجامعات، وتركنا لها إمكانية وضع لوائحها بنفسها؛ لكي تصبح كل واحدة منها متميزة بشخصيتها المستقلة، كما يحدث في البلاد المتقدمة، ولديكم نموذج الجامعات الناجحة في الولايات المتحدة الأمريكية: إنها تعمل بدون مجلس أعلى للجامعات!




الساعة الآن : 03:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 135.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 134.71 كيلو بايت... تم توفير 0.52 كيلو بايت...بمعدل (0.38%)]