ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأمومة والطفل (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=16)
-   -   لقد عاهدت أولادي أن أصبر وأصبر (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=261900)

ابوالوليد المسلم 05-07-2021 01:26 AM

لقد عاهدت أولادي أن أصبر وأصبر
 
لقد عاهدت أولادي أن أصبر وأصبر
هشام محمد سعيد قربان





لله درُّ أمهاتنا في ذلك الزمن الجميل، الذي ما زال بعضنا ينعمُ بما تبقَّى من روحه وريحانه وبركته ونوره، ويا لله ما أعظَمَ حبَّهن لنا، وما أنبَلَ تضحيتَهن من أجلنا:
فكم صبَرْنَ على قسوة بعض آبائنا وغلظتهم وتحجُّرِ مشاعرهم!

وكم ضحَّين بسعادتهن لنسعد! لقد نَسِينَ راحتهن لنرتاح، كأني بهن حين وَلَدْنَنا عاهدن أنفسهن عهدًا وميثاقًا غليظًا، عهد حب وعطاء منهن كأمَّهات لنا ومن أجلنا، عطاء لا يعرف حدًّا، وصبر اغتَرَفْنَه من إيمانهن وأملهن في خير العاقبة، وجزاء لا يحدُّه حسابٌ، أعدَّه الله لأهل الصبر.

ويشتد العجب حين ننظر إلى مستوى تعليم أمهاتنا ومقدار عطائهن، لم تتسنَّ لكثير منهن في زمنهن فرصٌ للتعليم والحصول على الشهادات والدرجات، ولكن ما من منصف يقول: إن قيمة المرء مرهونة فقط بشهاداته ودرجاته!

إن قيمة أمهاتنا جدُّ عظيمة، وهي كامنة في عطائهن وتضحيتهن من أجلنا، ومن يجرؤ على القول: إن الفهم والتبصر حكرٌ على أهل الشهادات والتعليم النظامي؟!
والله إن أمهاتنا لأعلمُ مِن كثير منا، وأفهم بحقائق الحياة، وأجلى بصيرة وتبصرًا.

تقول إحدى الأمهات مخاطِبةً عيالَها بعد أن كبِروا وتزوَّجوا:
"علَّمني ربي ونبيِّي محمدٌ صلى الله عليه وسلم منذ زمن طويل أن أَبْنِي بيتي وعائلتي على عمودينِ؛ إن وهن أو مال أحدُهما، فإن العمود الآخر يسدُّ مسده ويحمل البيت كله ويحميه، ألم يقل ربي: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]؟


فإن وهنت عُرى المودة وخفَتَ ضوءُها في بيت الزوجية بين الزوج والزوجة، فعندها يتقدم عمودُ الرحمة ليحمِل البيت ويحميَه، رحمة قد تكون من أحد الطرفين، ولعلي لا أخطئ أو أبالغ إن قلت: إن رحمة الأم لا منافس لها، ولا متقدم عليها في كل حال، رحمتُها بصغارها وشفقتها على أولادها وفِلْذَات كبدها، وإيمانُها بربها - يمدَّانها بمزيد صبر وإصرار على العطاء بلا استسلام، ﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، وسأصبر وأصبر وأصبر من أجل أولادي، والله لا يُضِيعُ أجرَ الصابرين المحسنين، والعاقبة للتقوى.
جزاكِ الله خير الجزاء يا أمي وبلسم فؤادي، ويا قدوتي في الصبر والتضحية وحسن الظنِّ بالله.




الساعة الآن : 02:35 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.67 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]