ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحج والعمرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=75)
-   -   أهوال لقيها الحجاج (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=260218)

ابوالوليد المسلم 10-06-2021 10:52 PM

أهوال لقيها الحجاج
 
أهوال لقيها الحجاج













عبدالعزيز بن سليمان بن حسن السيد




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:







فهذه أخبار جمعتها من كتب التاريخ وأخبار مكة المكرمة زادها الله تعالى تكريمًا وتعظيمًا، حول ما لقيه فئام من الحُجَّاج من الأهوال، سواء أكان ذلك أثناء حجهم أو الذهاب أو الإياب، وما هذه الأخبار إلا نماذج، وإلا فالشواهد كثيرة، على الأهوال المريرة، وسيرى الناظر في ثنايا مقالة: «أقوام حيل بينهم وبين الحج» أشياء لم أوردها هنا.







ومن وازن بين مظان هذه الأخبار قد يرى اختلافًا بين رواياتها، والسنين الواقعة فيها، فليتنبه.







وقد يعجب الناظر في هذه الأخبار من بعض الأفاعيل الصادرة عن بعض الحُجَّاج وغيرهم من المسلمين، والأمر - على فرض صحته وعدم تأويله - إنما هو في حق بعض دون بعض، وقلة دون كثرة، فلا يخلو عَصرٌ ومِصرٌ ممن تنكب الصراط المستقيم، والهدي القويم، نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات.







ولن يعدم المتأمل في هذه الأخبار من العبرة والعظة، كحسن الختام الذي قدره الله تعالى على بعض، ورفعة الدرجات، وتمحيص السيئات، بهذه البلايا، وغير ذلك مما لا يخفى على متأمل. وليتذكر الحاج أهوال من سبق، وليعتبر بمن مضى، ففي ذلك من السلوان والتخفيف ما فيه.







وهذا أوان الشروع في المقصود، وبالله تعالى التوفيق:



في سنة 200: قدم جماعة من الحُجَّاج مكة عراة منهوبين، وسبب ذلك ذكره صاحب «شفاء الغرام».







وفي سنة 228: أصاب الناس في الموقف حرٌّ شديد وأضر بهم، ثم أصابهم مطر فيه برد، واشتد البرد عليهم بعد ساعة من ذلك الحر! وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة، فقتلت جماعة من الحجاج.







وفي سنة 232: أصاب الحجيج في الرجوع عطش شديد حتى بيعت الشربة بالدنانير الكثيرة، ومات خلق كثير من العطش، رحمهم الله. قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 251: ظهر إسماعيل بن يوسف.. بمكة، فهرب منه نائبها جعفر بن الفضل.. فانتهب إسماعيلُ بن يوسف منزلَه، ومنازل أصحابه، وقتل جماعةً من الجند وغيرهم من أهل مكة، وأخذ ما في الكعبة من الذهب والفضة والطيب وكسوة الكعبة، وأخذ من الناس نحوا من مئتي ألف دينار، ثم خرج إلى المدينة النبوية، فهرب منه عاملها علي بن الحسين بن إسماعيل، ثم رجع إسماعيل بن يوسف إلى مكة في رجب، فحصر أهلَها حتى هلكوا جوعًا وعطشًا، فبيع الخبز ثلاث أواق بدرهم، واللحم الرطل بأربعة، وشربة الماء بثلاثة دراهم، ولقي منه أهل مكة كل بلاء، ثم رجع عنهم إلى جدة، بعد مقام سبعة وخمسين يومًا، فانتهبَ أموالَ التجار هنالك، وأخذ المراكب، وقطع الميرة عن أهل مكة حتى جلبت إليها من اليمن، ثم عاد إلى مكة، لا جزاه الله خيرًا عن المسلمين، فلما كان يوم عرفة لم يُمَكِّن الناس من الوقوف نهارًا ولا ليلًا، وقَتل من الحجيج ألفًا ومئة، وسلبهم أموالهم، ولم يقف بعرفة عامئذ سواه، ومن معه من أصحابه، لا تقبل الله منهم صرفًا ولا عدلًا. قاله الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 262: خاف الناس أن يبطل الحج، وسبب ذلك: أنه في هذه السنة وقع بين الجزارين والحناطين -أو الخياطين- بمكة قتال يوم التروية، فخاف الناس أن يبطل الحج، ثم تحاجزوا إلى أن يحج الناس، وقتل منهم تسعة عشر رجلا.







وفي سنة 266: وَثَبَت طائفة مِن الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها..وأصاب الحجيج منهم شدة عظيمة، وبلاء شديد. قاله الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 269: قطعت الأعراب على الحجيج الطريق، وأخذوا منهم خمسة آلاف بعير بأحمالها. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 276: عاد حجاج اليمن من مكة، فنزلوا واديا، فأتاهم السيل فحملهم جميعهم، وألقاهم في البحر. نص عليه صاحب «الكامل».







وفي سنة 289: انتشرت القرامطة بعد موت المعتضد في الآفاق، وقطعوا الطريق على الحجيج، وتسمى بعضهم بأمير المؤمنين، فبعث المكتفي إليهم جيوشا كثيرة، وأنفق أموالا غزيرة، حتى أطفأ الله بعض شرهم، قبحهم الله. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 295 ثاني عشر ذي الحجة: كانت واقعة بين عج بن حاج وبين الأجناد بمنى، فقتل منهم جماعة.. وهرب الناس إلى بستان ابن عامر، وأصاب الحُجَّاج في عودهم عطش عظيم، فمات منهم جماعة، وحُكِي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه.







وفي سنة 302: قطعت الأعراب وطائفة من القرامطة الطريقَ على الراجعين من الحجيج، وأخذوا منهم أموالا كثيرة، وقتلوا منهم خَلقا، وأسروا أكثر من مئتي امرأة حرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 303: قُدم إلى المقتدر بالله بجماعة مِن الأُسارى مِن الأعراب الذين كانوا قد عَدَوا على الحجيج في تلك السنة، فلم تتمالك العامة أن عدت عليهم فقتلوهم، فأُخذ بعضهم فعوقب؛ لكونه افتات على السلطان.







وفي سنة 303 أيضا: عاد الحُجَّاج وقد لقوا من العطش والخوف شدة.. نص عليه صاحب «الكامل».







وفي سنة 317: قتل عدو الله القرمطي في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمئة من الرجال والنساء، وهم متعلقون بأستار الكعبة ورَدَم بهم زمزم، وفرش بهم المسجد وما يليه، وقتل في سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة وغيرهم زهاء ثلاثين ألفا، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك، وأقام بمكة ستة أيام ولم يقف أحد تلك السنة بعرفة..







وفي سنة 341 أو في التي قبلها: كان بين الحُجَّاج العراقيين والمصريين قتال بسبب الخطبة بمكة.







وفي سنة 349: انصرف حجاج مصر من الحج، فنزلوا واديا وباتوا فيه، فأتاهم السيل ليلا، فأخذهم جميعهم مع أثقالهم وجمالهم، فألقاهم في البحر. نص عليه صاحب «الكامل».







وفي سنة 355: قطعت بنو سليم السابلة على الحجيج من أهل الشام ومصر والمغرب، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وكان عليها من الأموال والأمتعة ما لا يُقَوَّم كثرة، وكان لرجل يقال له: ابن الخواتيمي، قاضي طرسوس مئة ألف دينار وعشرون ألف دينار عينا [كذا، وفي «مرآة الزمان»: مئة وعشرون ألف دينار]، وذلك أنه أراد التحول من بلاد الشام إلى العراق بعد الحج، وكذلك وقع لكثير من الناس، وحين أخذت الجمال تركوهم على برد الديار لا شيء لهم، فقل منهم مَن سَلِم، وما أكثر مَن عطب، فإنا لله وإنا إليه راجعون. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 379: خرج ابن الجراح الطائي على الحُجَّاج بين سَمِيراء وفَيْد، ونازلهم، فصالحوه على ثلاثمئة ألف درهم، وشيء من الثياب، فأخذها وانصرف. نص عليه صاحب «الكامل».







وفي سنة 413: جرت كائنة غريبة، ومصيبة عظيمة، وهي أن رجلا من المصريين من أصحاب الحاكم [أي: العبيدي]، اتفق مع جماعة من الحُجَّاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم الجمعة وهو يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله، فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى يُعبَد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي يمنعني مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت، وجعل يرتعد، فاتَّقاه أكثر الحاضرين، وتأخروا عنه؛ وذلك أنه كان رجلا طوالًا جسيمًا.. وعلى باب المسجد جماعة من الفرسان وقوف ليمنعوه ممن أراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر، فوجأه بها، وتكاثر عليه الناس، فقتلوه وقطعوه قطعا وحرقوه، وتتبعوا أصحابه، فقُتل منهم جماعة، ونَهَبت أهلُ مكة ركبَ المصريين، وتعدى النهب إلى غيرهم أيضا، وجرت خبطة عظيمة وفتنة كبيرة جدًّا، ثم سكن الحال بعد أن تُتُبِّع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد، غير أنه سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة.. فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك واللك [نوع من الأصباغ]، وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر، واستمر على ما هو عليه الآن، وهو ظاهر لمن تأمله.







وفي سنة 415: هلك عدد كثير بعقبة واقِصة من الحُجَّاج العراقيين، عَطَّلت عليهم الأعراب المياه والقُلُب [أي: الآبار] ليأخذوا الركب، وتسمى سنة القرعاء. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 424: لم يحج العراقيون ولا المصريون أيضا خوفا من البادية، وحَجَّ أهل البصرة مع من يَخفِرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 447: كان بمكة غلاء شديد، وبلغ الخبز عشرة أرطال بدينار مغربي، ثم تعذر وجوده، فأشرف الناس والحُجَّاج على الهلاك، فأرسل الله تعالى عليهم من الجراد ما ملأ الأرض، فتعوض الناس به، ثم عاد الحاج فسهل الأمر على أهل مكة، وكان سبب هذا الغلاء: عدم زيادة النيل بمصر عن العادة، فلم يحمل منها الطعام إلى مكة. نص عليه صاحب «الكامل».







وفي سنة 485: سار الحُجَّاج هذه السنة من بغداد، فقدموا الكوفة، ورحلوا منها فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان، وبُعْد العسكر، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، وانهزم باقيهم، ونهبوا الحجاج، وقصدوا الكوفة فدخلوها، وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها، فرماهم الناس بالنشاب، فخرجوا بعد أن نهبوا، وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء، فوصل الخبر إلى بغداد، فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا، فأدركهم العسكر، فقتل منهم خلق كثير، ونهبت أموالهم، وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة.







وفي سنة 506: حج بالناس أمير الجيوش نظر الخادم، ونالهم عطش شديد.







وفي سنة 539: كانت فتنة عظيمة بين الأمير هاشم بن فليتة العلوي، أمير مكة، والأمير نظر الخادم أمير الحاج، فنهب أصحاب هاشم الحُجَّاج وهم في المسجد يطوفون ويصلون، ولم يرقبوا فيهم إلا ولا ذمة.







وفي سنة 544: أقام الحُجَّاج بمكة إلى انسلاخ ذي الحجة من هذه السنة، ونهبهم العرب بعد رحيلهم من مكة في ثالث عشر المحرم سنة 545.







وفي سنة 557: وصل الحُجَّاج إلى منى، ولم يتم الحج لأكثر الناس؛ لصدهم عن دخول مكة والطواف والسعي، فمن دخل يوم النحر مكة وطاف وسعى كَمُل حجه، ومن تأخر عن ذلك منع دخول مكة؛ لفتنةٍ جرت بين أمير الحاج وأمير مكة.







كان سببها: أن جماعة من عبيد مكة أفسدوا في الحاج بمنى، فنفر عليهم بعض أصحاب أمير الحاج، فقتلوا منهم جماعة، ورجع من سَلِم إلى مكة، وجمعوا جمعا، وأغاروا على جمال الحاج، وأخذوا منها قريبا من ألف جمل، فنادى أمير الحاج في جنده، فركبوا بسلاحهم، ووقع القتال بينهم، فقُتل جماعة، ونُهب جماعة من الحاج وأهل مكة، فرجع أمير الحاج ولم يدخل مكة، ولم يقم بالزاهر غير يوم واحد، وعاد كثير من الناس رجالة لقلة الجمال، ولقوا شدة.







وفي سنة 565: بات الحاج بعرفة إلى الصبح، وخاف الناس خوفا شديدا لما كان بين أمير مكة.. وأخيه.







وفي سنة 571: لم يتمكن الحُجَّاج العراقيون من إقامة غالب مناسك الحج؛ لفتنة كانت بين أميرهم، وبين صاحب مكة، قال صاحب «شفاء الغرام»: وكانت فتنة عظيمة اتفقت فيها أمور عجيبة. ثم ساق خبرها نقلا عن الإمام ابن الأثير وغيره.







وفي سنة 583: كانت بعرفة فتنة بين الحُجَّاج العراقيين والشاميين استظهر فيها العراقيون على الشاميين، وقتل من الشاميين جماعة، ونهبت أموالهم، وسُبِيت نساؤهم إلا أنهن رددن عليهم، وجُرح أمير الركب الشامي جراحات أفضت به إلى الموت في يوم النحر، وسبب هذه الفتنة مبسوط في «شفاء الغرام».







وفي سنة 603: حج برهان الدين صدر جهان بن مازه البخاري رأس الحنفية ببخارى، فلما حج لم تحمد سيرته في الطريق، ولم يصنع معروفا، وكان قد أُكرم ببغداد عند قدومه من بخارى، فلما عاد لم يُلتفت إليه لسوء سيرته مع الحجاج، وسماه الحُجَّاج صدرَ جهنم.
يتبع

ابوالوليد المسلم 10-06-2021 10:53 PM

رد: أهوال لقيها الحجاج
 
وفي سنة 604: تسبب برهان الدين المذكور آنفا بموت نحو من ستة آلاف من الحجيج العراقي، والخبر ذكره صاحب «البداية والنهاية»، وفي «مرآة الزمان» ختم الخبر بقول المصنف: وحججت أنا في هذه السنة، وهي الرابعة وستمئة، ورأيت مِن الموتى ما أذهلني.. ومشينا ثلاثة أيام في الأموات.








وفي سنة 608: وقعت فتنة للحاج بمنى، وسبب ذلك: أن باطنيا وثب على بعض أهل الأمير قتادة، صاحب مكة، فقتله بمنى ظنا منه أنه قتادة، فلما سمع قتادة ذلك جمع الأشراف والعرب والعبيد وأهل مكة، وقصدوا الحاج، ونزلوا عليهم من الجبل، ورموهم بالحجارة والنبل وغير ذلك.. وتمكن أمير مكة من نهب الحاج، فنهبوا منهم من كان في الأطراف، وأقاموا على حالهم إلى الليل، فاضطرب الحاج، وباتوا بأسوأ حال من شدة الخوف من القتل والنهب، فقال بعض الناس لأمير الحاج لينتقل بالحُجَّاج إلى منزلة حجاج الشام، فأمر بالرحيل، فرفعوا أثقالهم على الجمال واشتغل الناس بذلك، فطمع العدو فيهم، وتمكن من النهب كيف أراد، فكانت الجمال تؤخذ بأحمالها، والتحق من سَلِم بحجاج الشام، فاجتمعوا بهم، ثم رحلوا إلى الزاهر، ومنعوا من دخول مكة، ثم أُذِن لهم في ذلك، فدخلوها وتمموا حجهم، وعادوا.. إلى آخر الخبر الذي انتهى بالاعتذار إلى الحجاج!







وفي سنة 617: كانت فتنة بمكة وقت الحج، غُلِّقتْ فيها أبواب مكة دون الحجاج، وقُتل فيها أمير الحُجَّاج العراقيين، والخبر مبسوط في «مرآة الزمان».







وفي سنة 619: حج في هذه السنة الملك المسعود أقسيس بن الكامل صاحب اليمن، فبدت منه أفعال ناقصة بالحرم الشريف مِن سُكرٍ، ورشق حمام المسجد بالبندق مِن أعلى قبة زمزم، وكان إذا نام في دار الإمارة يُضرَب الطائفون بالمسعى بأطراف السيوف؛ لئلا يشوشوا عليه وهو نَوِمٌ سَكِرٌ، قبحه الله تعالى، ولكن كان -مع هذا كله- مهيبا محترما، والبلاد به آمنة مطمئنة. قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.







وقال بعضهم: رأيتُ غلمانه في المسعى يضربون الناس بالسيوف في أرجلهم ويقولون: اسعوا قليلا قليلا، فإن السلطان نائم سكران في دار السلطنة التي بالمسعى، والدم يجري من سيقان الناس!







وفي سنة 663 في الموسم إلى سنة 665: كان غلاء شديد بمكة لم يُسمع بمثله في ذلك العصر قط.. كما وصفه بعضهم.







وفي سنة 677: ازدحم الحُجَّاج في خروجهم إلى العمرة من باب المسجد الحرام المعروف بباب العمرة؛ فمات بالزحمة جمع كثير يبلغون ثمانين نفرا.







وفي سنة 683: كان بين صاحب مكة وأمير الحاج المصري كلام، أفضى إلى أن أغلق صاحب مكة أبوابها، ولم يُمَكِّن أحدا من دخولها؛ فلما كان يوم التروية أحرق الحُجَّاج باب المعلاة، ونقبوا السور، وهجموا على البلد.. إلى أن وقع الصلح بينهم. وللحادثة رواية أخرى.







وفي سنة 689: كانت فتنة بين الحُجَّاج وأهل مكة، وتقاتلوا في الحرم، والأصل في ذلك أجناد من المصريين.. وانتهى الأمر إلى أن شهرت السيوف بالحرم الشريف، نحوا من عشرة آلاف سيف، ونهبت جماعة من الحُجَّاج وجماعة الحجازيين، وقتل من الفريقين جمع كثير، قيل: فوق أربعين نفسا، وجرح خلق كثير..







وقد اختلف في سبب الفتنة، وشيء من تفاصيلها..







وفي سنة 698: كانت على الركب الشامي هَوشة بمكة، وقُتِل جماعة، وجرح نحو ستين نفسا، ونُهِب مَن كان منهم داخل مكة. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 705: كانت بمنى جفلة عظيمة، وحصل الحرب بين المصريين والحجازيين، وكان مقدم الركب المصري كافرَ النفس، مِقداما على الجرائم، سفك من البشر جماعة، وجعل عوض نحر البُدْن نحرهم.



وفي الخبر اختلاف في تفاصيله، وسنةِ وقوعه.







وفي سنة 730: كانت فتنة عظيمة بين الحُجَّاج المصريين وأهل مكة، قال الراوي: وليس الخبر كالمعاينة، ولما كان يوم الجمعة عند طلوع الخطيب المنبر، حصلت هوشة، ودخلت الخيل المسجد الحرام، وفيهم جماعة من بني حسن ملبين غائرين، وتفرق الناس، وركب الأمراء من المصريين، وكانوا ينتظرون سماع الخطبة، فتركوها، وركب الناس بعضهم بعضا، ونهبت الأسواق، وقتل من الخلق جماعة من الحُجَّاج وغيرهم، ونهبت الأموال، وصلينا نحن الجمعة والسيوف تعمل، وطفت أنا ورفيقي طواف الوداع جريا، والقتل بين الترك والعبيد الحرامية من بني حسن.. واستشهد من الأمراء..، وجماعة نسوة، وغيرهم من الرجال، وسلمنا من القتل، وكانت الخيل في إثرنا يضربون بالسيوف يمينا وشمالا... وجعل أكثر الناس يتركون ما ثقل من أحمالهم، ونهب الحاج بعضه بعضا، وكان في جملة مَن راح جمل محمل لنا فيه جميع ما رزقنا الله من نفقة وثياب وزاد، واحتسبناه، وحمدنا الله على سلامة أنفسنا.







وفي سنة 737: وصلت كتب الحُجَّاج في الثاني والعشرين من المحرم تصف مشقة كثيرة حصلت للحجاج؛ من موت الجمال، وإلقاء الأحمال، ومشي كثير من النساء والرجال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على كل حال. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 743: وقعت فتنة بعرفة بين الحُجَّاج المصريين وبين أهل مكة من أهل مكة، من قبل الظهر إلى غروب الشمس، قُتِل فيها جماعة ومن الترك ستة عشر نفرا، ومن أتباع الأشراف ناس قليل، ونَفَر الناس من عرفة قبل الغروب، كما في «سمط النجوم».







قال في «شفاء الغرام»: كان الظفر فيه للأشراف.. ولم يعتمر أكثر الحُجَّاج ولم يطوفوا طواف الوداع خوفا على أنفسهم، وتعرف هذه السنة بسنة المظلمة -وفي «سمط النجوم»: الظلمة-؛ لأن أهل مكة في نفرهم من عرفة سلكوا الطريق التي تخرجهم على البئر المعروفة بالمظلمة، وهي غير الطريق التي يسلكها الحجاج.







وفي 747: حصل على الناس غلاء عظيم في أيام الموسم والحج. قال الحافظ ابن فهد المكي رحمه الله تعالى: ولم يُعهد مثل ذلك فيما سلف.







وفي سنة 761: كان بمكة فتنة بين أهلها من بني حسن وبين الترك الذين قدموا إلى مكة للإقامة بها في موسم هذه السنة عوض الترك الذين كانوا قدموا مكة في سنة ستين وسبعمئة.







وسبب هذه الفتنة: أن بعض الترك نزل في الدار المعروفة بدار المضيف عند باب الصفا، فطالبه بالكراء بعض الأشراف من ذوي علي بن قتادة، وحصل بينهما منازعات أفضى الحال فيها إلى أن ضرب التركي الشريف فقتله الشريف، فثار عليه الترك، فصاح، فحمى له بعض الشرفاء فثارت الفتنة، وقيل في سبب الفتنة غير ذلك.







وفي سنة 774 في محرم منها: اشتد الحر على الحاج الشامي وهم رجوع، فمات منه بوادي الأُخيضر خلق بالعطش، واقتتل منهم جمع على الماء، فقتل منهم جماعة من الازدحام، ذكره صاحب «نيل الأمل».







وفي سنة 780: وقع للحاج في عودهم محن شديدة؛ من موت الجمال وتزايد الأسعار.. ثم اشتد الأمر على الحجاج؛ وعلفوا جمالهم مما معهم من زادهم الذي هو قوتهم، وانقطع كثير منهم في الطرقات جوعا وتعبا.. وتفصيل الخبر في «السلوك» للعلامة المقريزي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 788: كانت بمكة فتنة في أيام الموسم، وحج الناس خائفين، وسبب هذه الفتنة أن بعض الباطنية قتل أمير مكة محمد بن أحمد بن عجلان...







وفي سنة 797: كان بمكة قتل ونهب في الحُجَّاج في يوم التروية، وفي ليلة عرفة بطريق عرفة، وسبب هذه الفتنة: أن بعض القُوَّاد اختطف شيئا في المسجد الحرام، واحتمى ببعض أصحابه؛ فجرى بينهم وبين الحُجَّاج مقاولة بالمسجد الحرام، أفضت إلى مقاتلته، فشهرت السيوف بالمسجد الحرام، وصارت الفتنة به وبخارج المسجد، ونُهِبت الأموال، وجاء أمير الحج الحلبي في خيل ورجل، فلقيه بعض القُوَّاد بأسفل مكة، وجرى بين الفريقين قتال كان الظَّفر فيه للقُوَّاد، وطمع الحرامية في الحجاج، فنهبوهم نهبا ذريعا في خروجهم إلى منى، وفي ليلة عرفة.. بين عرفة ومزدلفة، وقتلوهم، وتعدى النهب إلى أهل مكة واليمن، وحج الناس خائفين، ورحل الحُجَّاج أجمعهم في يوم النفر الأول.







وفي سنة 800: حصل للحجاج الذين كانوا مع المحمل اليمني عطش بقرب مكة، مات فيه جماعة منهم، رحمهم الله تعالى.







وفي سنة 809: انضم إلى المغاربة في عودهم حاجُّ الإسكندرية وغزة والقدس، فنُهِبوا جميعا، ونزل بالمغاربة بلاء كبير. ذكره صاحب «إتحاف الورى».







وفي سنة 810: هلك جماعة كثيرة من الحُجَّاج المصريين الضعفاء، لعنف أمير حجهم في السير، وتفصيل الخبر وسببه في «إتحاف الورى».







وفي سنة 812: كان بين بني حسن من أهل مكة وبين أمير الحاج المصري مشاجرة عظيمة، أفضت إلى قتل بعض الحُجَّاج ونهبهم غير مرة، ولم يحج بسبب ذلك من أهل مكة إلا اليسير.







وسبب هذه الفتنة ساقه صاحب «شفاء الغرام» مطولاً، ثم قال: وكنت ممن يسر الله له الحج في هذا العام، ولما وصلنا إلى الموضع المعروف بالمأْزِمين: وجدنا الجمال فيه معقورة، وكدنا أن نرجع من الخوف، فقوى الله تعالى العزم وسَلَّم، وله الحمد... وتعرض أهل الفساد للحاج في توجههم من عرفة إلى منى، ونهبوهم وقتلوهم وجرحوهم، وذلك في ليلة النحر، ولم نستطع أن نبيت بالمزدلفة إلى الصباح، فرحلنا منها بعد أن أقمنا بها مقاما تتأدى به السنة، ووقع بمنى في ليلة النحر قتل ونهب... ولولا مراعاة الشريف حسن في هذه الفتنة للحجيج، لكثر عليهم العويل مع الحزن الطويل، فالله تعالى يبقيه، ومن الشر يقيه.







وفي سنة 817 في يوم الجمعة خامس ذي الحجة: حصلت في المسجد الحرام فتنة عظيمة، انتُهكت فيها حرمة المسجد كثيرا، لما حصل فيه مِن القتال بالسلاح والخيل، وإراقة الدم فيه، وروث الخيل وطول مقامها فيه.







وسبب ذلك: أن أمير الحج المصري أدَّب بعض غلمان القواد.. على حمل السلاح، لنهيه عن ذلك، وسَجَنه، فرغب مواليه في إطلاقه، فامتنع الأمير؛ فلما صُلِّيَت الجمعة هاجم جماعة من القواد المسجد الحرام من باب إبراهيم... وانتهوا إلى مقام الحنفية؛ فلقيهم الترك والحجاج، واقتتلوا، فخرج أهل مكة من المسجد، فتبعهم الترك والحجاج، فقاتلوهم.. فظهر عليهم المصريون أيضا، وانتهب بعض العوام من المصريين السوق..، والسوق الذي بالمسعى، وبعض بيوت المكيين؛ فلما كان آخر النهار أمر أمير الحاج بتسمير أبواب المسجد الحرام، إلا ثلاثة أبواب.. إلى آخر الخبر الذي انتهى بالصلح وتسكين الخواطر، بعد أن حصل في الفريقين جراحات كثيرة، مات بها غير واحد من الفريقين.







قال في «شفاء الغرام»: ولا أعلم أن المسجد الحرام انتُهك نظير هذا الانتهاك من بعد الفتنة المعروفة بفتنة قندس، في آخر سنة إحدى وستين وسبعمئة إلى تاريخه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.







وفي سنة 826 في الثالث والعشرين من محرم: قدم الركب الأول من الحجاج، وقدم المحمل ببقية الحاج من الغد، وكانت سنة مشقة إلى الغاية؛ توالت فيها الأمطار الخارجة عن الحد، زيادة على أربعين يوما، وأتت سيول مهولة، مع غلاء الأسعار بمكة.. وكثر موت الجمال، ومشت النساء والصغار عدة مراحل، ومات كثير من الناس، واشتد الحر، ثم اشتد البرد، ومع هذا كله كثرة الخوف، كما في «السلوك»، وبنحوه في «نيل الأمل».







وفي سنة 834: حصل للحاج عطش عند رجوعهم.. فمات منهم ناس كثير، قيل: قدر ثلاثة آلاف، كلهم من الركب الأول، ومات من الجمال والدواب شيء كثير جداً، ونُهِب لمن مات من الأموال ما لا يُحصى، ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في «إنباء الغمر».







وفي سنة 861: ورد الخبر بأنه حصل للحاج عطشٌ، مات به جماعة، كما في «نيل الأمل».







وفي سنة 955 في يوم النحر: وقعت فتنة بمنى، تعرف عند أهل مكة بالهبة، بين الشريف أبي نمي وبين أمير الحاج المصري، وبموجب هذه الفتنة: نفر الأمير وجميع الحاج من منى يوم النفر الأول قبل الزوال، وأراد بعض الحُجَّاج العود إلى منى للرمي قبل فواته والمبيت مع جند صاحب مكة، فتعذر عليه ذلك؛ لانتشار الأعراب في الطرق ورؤوس الجبال.







وفي سنة 1078 في اليوم الثامن من ذي الحجة: دخل الحاج الشامي واليماني والمدني -وسبقهم في الدخول المصري-، وفيه: طلعوا إلى عرفات.







وأما أهل العراق وأهل نجد وأهل الحجاز وسائر العرب لم يحجوا؛ لما حصل لهم من التعب والجوع، والخوف المذهب للهجوع.







وفي هذا العام: جاء الحُجَّاج بدراهم فاسدة كاسدة، وأخربوا بها معاملة البلاد؛ بحيث إن كل ثلاثة منها بدرهم من الجياد مِن حيث القدر والقيمة، فصار كل يردها، فَغَلَت الأسعار، وأمسك كل على ما عنده من الطعام، وهلكت الرعية، ووقعت الفتنة بين المسلمين بسببها.. وتفصيل الخبر في «سمط النجوم العوالي».







وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.







الساعة الآن : 07:30 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 33.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.15 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.41%)]