ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   قال المصنف رحمه الله: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باق) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256056)

ابوالوليد المسلم 02-04-2021 11:50 PM

قال المصنف رحمه الله: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باق)
 
قال المصنف رحمه الله: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باقٍ)











د. فهد بن بادي المرشدي




قال المصنف: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باقٍ): وهذا فيه الإشارة إلى أن بقاء الدين ليس مرتبطاً بحياته -صلى الله عليه وسلم-؛ وفيه أيضاً أنه -صلى الله عليه وسلم- توفي، وهذا أمرٌ مجمع عليه، دلَّ عليه الكتاب والسنة، كما سيأتي بيانه بالأدلة التي سيذكرها المصنف -رحمه الله تعالى-، خلافاً لما يزعمه غلاة الصوفية الذين يقولون: إنه لم يمت -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كذبٌ وافتراء، وتكذيبٌ لما ثبت ثبوتاً قطعياً في كتاب الله عز وجل، وفي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجمعت عليه الأمة.








قال: (ودينه باقٍ)؛ لأنَّ رسالته -صلى الله عليه وسلم- هي الرسالة الخاتمة العامة الباقية الخالدة، وليست لأقوام معينين، ولا لأزمنة خاصة؛ ولذلك تكفَّل الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم، فقال عزَّ وجل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[1]، وهذا الحفظ يستلزم حفظ بيان هذا القرآن الكريم، وهو السنة المطهرة، قال تعالى:﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾[2]، ولا يمكن حفظ الدين إلاّ بحفظ أهله، وهذا الحفظ يستلزم أيضًا بقاء حملة الكتاب والسنة الذين يبلغون ذلك للأمة إلى يوم القيامة، فهذا الدين محفوظ باقٍ ببقاء أهله إلى أن تقوم الساعة[3]، ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتي أمر الله)[4].







قال المصنف: (لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه): قال أبو ذر –رضى الله عنه-: (تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم)[5]؛ وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي –رضى الله عنه-: قد علمكم نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة فقال: (أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم)[6].







قال المصنف: (والخير الذي دلها عليه: التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه؛ والشر الذي حذرها منه: الشرك، وجميع ما يكرهه الله ويأباه)، فبيَّن المصنف هنا بكلمات معدودات الخير الذي دل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته عليه، فبدأ بأصل الدين الذي لا يصح إلا به، وهو التوحيد، ثم أعقبه ببقية المأمورات في قوله: (وجميع ما يحبه الله ويرضاه)، وهذا يشمل جميع المأمورات الواجبة والمستحبة؛ ثم انتقل إلى الشق الثاني من الدين، وهو المنهيات والمحرمات، وأعظمها الشرك، ويليه المعاصي، فكل المعاصي يكرهها الله عز وجل، ويأباها، أي: يمنعها، فجميع ما يكرهه فقد منع منه[7].










[1] سورة الحجر، الآية [9].



[2] سورة القيامة، الآيات [17-19].



[3] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد بن عبدالله المصلح (76).



[4] أخرجه أحمد في مسنده، برقم: (16881)؛ والترمذي في الفتن، برقم: (2229)؛ وابن ماجه في كتاب: المقدمة، باب: اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برقم: (7)؛ وصححه الألباني في الصحيحة (4 / 110 و 1957).



[5] أخرجه أحمد، برقم: (21361)؛ وأخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب: العلم، برقم (65)؛ وصححه الألباني، ينظر: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، لمحمد ناصر الدين الألباني (1 /192)




[6] أخرجه مسلم في كتاب: الطهارة، باب: الاستطابة، برقم (57).



[7] ينظر: تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (2 /993).







ابوالوليد المسلم 02-04-2021 11:52 PM

رد: قال المصنف رحمه الله: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باق)
 
قال المصنف رحمه الله: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باقٍ)













د. فهد بن بادي المرشدي




قال المصنف: (وتوفي صلى الله عليه وسلم ودينه باقٍ): وهذا فيه الإشارة إلى أن بقاء الدين ليس مرتبطاً بحياته -صلى الله عليه وسلم-؛ وفيه أيضاً أنه -صلى الله عليه وسلم- توفي، وهذا أمرٌ مجمع عليه، دلَّ عليه الكتاب والسنة، كما سيأتي بيانه بالأدلة التي سيذكرها المصنف -رحمه الله تعالى-، خلافاً لما يزعمه غلاة الصوفية الذين يقولون: إنه لم يمت -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كذبٌ وافتراء، وتكذيبٌ لما ثبت ثبوتاً قطعياً في كتاب الله عز وجل، وفي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجمعت عليه الأمة.








قال: (ودينه باقٍ)؛ لأنَّ رسالته -صلى الله عليه وسلم- هي الرسالة الخاتمة العامة الباقية الخالدة، وليست لأقوام معينين، ولا لأزمنة خاصة؛ ولذلك تكفَّل الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم، فقال عزَّ وجل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[1]، وهذا الحفظ يستلزم حفظ بيان هذا القرآن الكريم، وهو السنة المطهرة، قال تعالى:﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾[2]، ولا يمكن حفظ الدين إلاّ بحفظ أهله، وهذا الحفظ يستلزم أيضًا بقاء حملة الكتاب والسنة الذين يبلغون ذلك للأمة إلى يوم القيامة، فهذا الدين محفوظ باقٍ ببقاء أهله إلى أن تقوم الساعة[3]، ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتي أمر الله)[4].







قال المصنف: (لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه): قال أبو ذر –رضى الله عنه-: (تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم)[5]؛ وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي –رضى الله عنه-: قد علمكم نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة فقال: (أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم)[6].







قال المصنف: (والخير الذي دلها عليه: التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه؛ والشر الذي حذرها منه: الشرك، وجميع ما يكرهه الله ويأباه)، فبيَّن المصنف هنا بكلمات معدودات الخير الذي دل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته عليه، فبدأ بأصل الدين الذي لا يصح إلا به، وهو التوحيد، ثم أعقبه ببقية المأمورات في قوله: (وجميع ما يحبه الله ويرضاه)، وهذا يشمل جميع المأمورات الواجبة والمستحبة؛ ثم انتقل إلى الشق الثاني من الدين، وهو المنهيات والمحرمات، وأعظمها الشرك، ويليه المعاصي، فكل المعاصي يكرهها الله عز وجل، ويأباها، أي: يمنعها، فجميع ما يكرهه فقد منع منه[7].










[1] سورة الحجر، الآية [9].



[2] سورة القيامة، الآيات [17-19].



[3] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد بن عبدالله المصلح (76).



[4] أخرجه أحمد في مسنده، برقم: (16881)؛ والترمذي في الفتن، برقم: (2229)؛ وابن ماجه في كتاب: المقدمة، باب: اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برقم: (7)؛ وصححه الألباني في الصحيحة (4 / 110 و 1957).



[5] أخرجه أحمد، برقم: (21361)؛ وأخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب: العلم، برقم (65)؛ وصححه الألباني، ينظر: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، لمحمد ناصر الدين الألباني (1 /192)




[6] أخرجه مسلم في كتاب: الطهارة، باب: الاستطابة، برقم (57).



[7] ينظر: تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (2 /993).


الساعة الآن : 10:21 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.95 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.96%)]