ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   معالم الاغتباط لشهر رمضان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256838)

ابوالوليد المسلم 11-04-2021 11:08 PM

معالم الاغتباط لشهر رمضان
 
معالم الاغتباط لشهر رمضان



الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر




الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمده سبحانه وأشكر له فضله وإحسانه، وأسأله للجميع المزيد من التوفيق للإحسان والإعانة، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، الذي شرع للأوقات ما يناسبها من العبادات، ويسَّر العبادة للعباد في جميع الحالات، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله خاتم النبيين وسيد المرسلين، وأُسوة المؤمنين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، الذين آمنوا به وعذروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أُنزل معه، أولئك هم المفلحون.







أمَّا بعدُ:



فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ذي العظمة والجلال، في كل وقت وحال، فإن التقوى وصية الله تعالى للأولين والآخرين، ومفتتح دعوة النبيين والمرسلين، وزبدة الكتاب المبين، وأول وصية النبي الأمين لكل من يودعه من المسلمين، وهي موجب الفلاح والسعادة في الدارين.







عباد الله:



لقد أظلَّكم شهر عظيم، وقارَبكم وافد كريم بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ألا وهو شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، وجعله الله تبارك وتعالى موسمًا عظيمًا من مواسم الرحمة والغفران، والعتق من النيران، ووراثة الجنان.







أيها المسلمون:



شهر رمضان ظرف فريضة الصيام، وشجرة القيام، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وفيه يسير صالح العمل - مع مضاعفته ومضاعفة الثواب عليه - فضلاً من الله عز وجل، وفيه تُغل مَردة الشياطين، وفيه تُفتح أبواب الجنة؛ تهيئةً وتشويقًا لعباد الله الصالحين.







أيها المسلمون، ذلكم الشهر الكريم من شرفه أنه أعظم شهر، ليله ونهاره يسمع فيه الثناء، ويستجاب فيه الدعاء في سائر الأنام، وفيه يَعظُم شأن الصدقات، وتُعتق فيه الرقاب من الموبقات، وفيه ليلة القدر التي هي ليلة مباركة خير من ألف شهر، وهي في العشر الأواخر منه باتفاق، ولذا كانت عشره الأخير من أفضل ليالي السنة على الإطلاق، وفيه يفرح الصائمون بفطرهم حين يفطرون، ويوم هم لربهم يلتقون، وكم فيه من الخير الميسر، والأجر الكريم المدخر بما لم يخطر على بال البشر.







معشر المسلمين، استبشروا بقدوم رمضان، واسألوا الله الكريم أن يبلغكم إياه، فإنه المنان وتهيَّؤوا لاستقباله، وأعدوا له ما يعينكم على صالح أعماله، ويحول بينكم وبين تضييع أوقاته وإهماله، أو مبارزة الله تعالى بما لا يليق بعظمته وجلاله، فكما أن صالح الأعمال في رمضان مضاعفة، فإن السيئات فيه معظمة، فاجتهدوا فيه من الصالحات، واتقوا فيه السيئات، واحفظوا فيه الأوقات، واستعينوا بالله تعالى، وأخلصوا له في جميع الحالات، فإن الشيء بغير الله تعالى لا يكون، ولغيره لا يدوم، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله.







أيها المؤمنون، إن من معالم الفرح بقدوم رمضان والاستعداد له، أن يتفرغ المرء من مشاغل دنياه، وأن يحصي ماله إن كان من أهل الزكاة، وأن يرتب وقته ليشغله بما أمكن من طاعة الله، وأن يجعل له خطة عمل في الليل والنهار، دون تضييع المسؤولية أو إخلال بواجب أو تفريط في أمانة، بل يسدِّد ويقارب، ويُقسِّم وقته وَفْق الغايات والمطالب.







فيعتني أولًا بحفظ الصيام، ثم يُثنيه بتكميل القيام، ويجود على أهله بطيب النفقة، ويجدِّد ما ينوي إخراجه من الزكاة والصدقة، ويخصص وقتًا لحفظ وتلاوة القرآن، وآخر للفقه فيما يحتاج إليه من الأحكام، ويجعل من وقته شيئًا لصلة الأرحام، وما أمكن من إطعام الصوام، فإنه بالنية الصالحة والعزيمة الصادقة، وحفظ الوقت وتحرِّي مهمات العمل، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم - يتحقق الفلاح وتَعظُم الأرباح؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].







بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.





الساعة الآن : 03:55 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.67 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.87%)]