ملتقى الشفاء الإسلامي - تخريج حديث: ما يجلسكم هاهنا؟

تخريج حديث: ما يجلسكم هاهنا؟
الشيخ طارق عاطف حجازي

عَنْ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ سَبْعَةٌ: ثَلاثَةٌ مِنْ عَرَبِنَا وَأَرْبَعَةٌ مِنْ مَوَالِينَا، أَوْ أَرْبَعَةٌ مِنْ عَرَبِنَا وَثَلاثَةٌ مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا يُجْلِسُكُمْ هَاهُنَا؟» قُلْتُ: انْتِظَارُ الصَّلَاةِ، قَالَ: فَنَكَتَ بِإِصْبَعِهِ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ نَكَسَ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْنَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «إِنَّهُ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَأَقَامَ حَدَّهَا، كَانَ لَهُ بِهِ عَلَيَّ عَهْدٌ أُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَمَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَلَمْ يُقِمْ حَدَّهَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ: إِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ، وَإِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ».

تخريج الحديث:
إسناده ضعيف: ابن أبي شيبة في «المسند» (512)، والدارمي (1226)، والبخاري في «التأريخ الكبير» (1/ 387)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3173)، وعبد بن حميد (371) كلهم من طريق أبي نعيم نا عبد الرحمن بن النعمان، حدثني إسحاق بن سعد بن كعب بن عُجْرة عن أبيه عن كعب مرفوعًا به.

قلتُ: قال الذهبي في ترجمة عبد الرحمن بن النعمان: قال أبو حاتم: صدوق. وضَعَّفه يحيى، وقد روى عن سعد بن إسحاق العجري فقلب اسمه أولًا، فقال: إسحاق بن سعد بن كعب. ثم غلط في الحديث، فقال: عن أبيه عن جده. فضَعْفه راجح.

وقال في إسحاق بن سعد: لا يُدري من هو أو لا وجود له، بل أرى أنه انقلب اسمه على عبد الرحمن بن النعمان؛ ولهذا لم يذكره عامة من جمع في الضعفاء. والله أعلم.

ورواه الطبراني في «الكبير» (ج19/ رقم 314) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، ثنا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن كعب... فذكره.

قلتُ: قد خالف علي بن عبد العزيز - وهو البغوي - الجماعة، وروايتهم هي المحفوظة.

قال البخاري: قد روى هذا الحديث سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن ابن حبان، عن ابن محيريز، عن عبادة، عن صلى الله عليه وسلم، قال: «خمس صلوات كتبهن الله على عباده...».

فالله أعلم به - يعني بإسحاق - أنه محفوظ أم لا؛ لأن إسحاق ليس يُعرف إلا بهذا، لا أدري حفظه أم لا؟
قال أبو عبد الله (يعني البخاري نفسه): أهاب أنه أراد سعد بن إسحاق.

ورواه أحمد (4/ 244)، والطبراني في «الكبير» (ج19/ رقم 311)، و«الأوسط» (4764)، وابن عبد البر في «التمهيد» (23/ 292 - 293)، والسهمي في «تاريخ جرجان» (ص296 - 297) رقم (497) كلهم من طريق عيسى بن المسيب البجلي عن الشعبي عن كعب بن عجرة مرفوعًا به.

وعيسى: ضعيف. وقال الدوري: قيل ليحيى بن معين: سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟ قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.

قلتُ: وعند الطبراني التصريح بالإخبار، ولكن عيسى لا يُعتمد عليه، ففي الإسناد ضعف وانقطاع.

ورواه الطبراني (312)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 247 - 248)، وابن عبد البر في «التمهيد» (23/ 292) كلهم من طريق السَّري بن إسماعيل عن الشعبي، عن كعب بن عجرة. والسري. قال يحيى القطان: استبان لي كذبه في مجلس واحد، وضَعَّفه غير واحد.

ورواه الطحاوي (3174) بإسناد صحيح، عن الشعبي عن كعب بن عجرة، ففيه الانقطاع فقط.

ورواه الطبراني (313) بإسناد آخر عن الشعبي عن كعب بن عجرة، وفيه: مسكين بن صالح، ذكره الذهبي في «تاريخ الإسلام»، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ويعقوب بن إسحاق العطار، ولم أجد من ترجمه، وكذا قال المعلق على «المعجم الكبير».

وانظر: «الصحيحة» (2/ 498).