ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى اللغة العربية و آدابها (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=111)
-   -   غايات الأدب الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=254584)

ابوالوليد المسلم 09-03-2021 04:16 AM

غايات الأدب الإسلامي
 
غايات الأدب الإسلامي





يؤمن الأديب المسلم بقول الله عز وجل: {قُلْ إنّ صلاتيْ ونُسُكيْ ومَحيَايَ ومَماتيْ للهِ ربِّ العالمينَ لا شريك لهُ وبذلكَ أُمرتُ وأنا أوّلُ المسلمينَ}. [سورة الأنعام، الآية 162]. وبقولهِ: {أفَحسِبتُمْ أنّما خَلقناكُمْ عَبَثاً وأنّكمْ إلينا لا تُرجَعونَ}. [سورة المؤمنون، الآية 115].





وهذا يعنيْ أنّ للأديب المسلم وجهةً واضحة، وهدفاً محدّداً، يستبينهما مِن قول الله عز وجل: {ومَا خلقتُ الجنَّ والإنْسَ إلاّ لِيعبُدونِ}. [سورة الذاريات، الآية 56].


والأدبُ مَنشطٌ مِن مناشطِ الحياةِ، ومَيدانٌ مِن ميادين الجهاد. وإذا كان الإنسانُ محاسَباً على أفعاله فإنه محاسب على أقواله، ولذا فإنّ الأديب المسلم لا يُطلق لموهبته العنان، بل يضبطها، انطلاقاً من قول الله عز وجلّ: {ما يَلفِظُ مِن قولِ إلاّ لديهِ رقيبٌ عتيدٌ}. [سورة ق، الآية 18].


وغايةُ الأدب في نظر الأديب المسلم تنطلق من غايتهِ في الحياة، وهي خِدمة العقيدة وتحقيق العبودية لله عز وجل، وهي غاية مركزية تتفرع عنها غايات جزئية:


-فهناك الغاية التربوية التي تهدف إلى نقل المُعتقدات والأفكار والعادات والتقاليد المرغوب فيها. وقد تنبّه إلى هذه الغاية عُمر بنُ الخطّاب رضي الله عنه، فكتب إلى أي موسى الأشعري: (مُرْ مَن قِبَلكَ بتعلّم الشعر، فإنه يدلُّ على معالي الأخلاق وصواب الرأي ومعرفةِ الأنساب).


-وهناك الغاية الجمالية التي تُشبع في الإنسان مَيلهُ إلى الجَمال، وتَصقُل ذوقه وترفعه ليعود قادراً على استكشاف مظاهره في مجالي الكون والحياة.

وإننا نلمس هذه الغاية في عدد كبير من آيات القرآن الكريم التي تقدم للقارئ لقطات رائعة من مظاهر الجمال في الوجود، ومن هذه الآيات، ومجال الاستشهاد رَحب:
{وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * وَالنّهَارِ إِذَا جَلاّهَا * وَاللّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا...}. [سورة الشمس، الآيات 1-6].

{أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}. [سورة ق، الآيات 6-11].



وإن الجمال أمرٌ يحبه الله عز وجل، وحريٌّ بالمؤمن أن يحبه، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنّ اللهَ جميلٌ يحبّ الجمال).


-وهناك الغاية الترويحية، التي تهدف إلى التخفيف من أعباء الحياة، وإعطاء النفس دفعة من النشاط، وقد تنبّه إلى ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: (روِّحوا القلوبَ ساعةً بعد ساعة، فإن القلبَ إذا أُكرِهَ عمي).


وقد حقّقَ شعراء الإسلام هذه الغاية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهدِ خلفائه الراشدين، خلال الفتوح الإسلامية، فدافعوا عن الإسلام، وهجَوا أعداءه، ورثَوا شُهداءه، وبثّوا روحَ الحماسة بالحديث عن النصر على جيوش المشركين، وجيوش الفُرس والروم، وصاغوا شعرَ الحكمة، ووضّحوا مظاهر الجمال في الطبيعة.


إخوتنا وأخواتنا القرّاء..


رأينا أن تكون هذه الكلمات التي ذكرها الأديب الأستاذ/ مأمون فريز جرار، في كتابه القيّم (خصائص القصة الإسلامية)، رأينا أن تكون بداية لحوارنا وحديثنا حول غايات الأدب الإسلامي في هذه الحلقة النقاشية المصغرة..


-فهل للأدب الإسلامي غايات أخرى غير ما ذُكر ؟

-وما مصادر هذه الغايات.. ومن أين نستقيها ؟
-وهل تختلف الغايات من فن لآخر؟ ومن أديب لآخر؟
-وهل للغايةُ في الأدب دورٌ أساسي لدى النقّاد بصفة عامّة؛ أم أنها لدى الانطباعيين منهم بخاصّة؟ وما مدى تأثير ذلك على نقدهم؟
-وهل تغيّرت الغايات أو تطورت منذ بدء الشعر الإسلامي في عصر صدر الإسلام حتى الآن؟
- وهل ثمّة شواهدٌ تدل على ما سنقول؟

بشوقٍ وشغف.. سننتظر إثراءكم للموضوع، وحواركم الأنيق، وإجاباتكم عن هذه الأسئلة وغيرها..


ولا شكّ أن في ذلك دعماً للأدب الإسلامي، واكتشافاً وتنبيهاً إلى لأمور قد تُذكر هنا ولم يكن أحد قد انتبه إليها من قبل..


منقول





الساعة الآن : 01:56 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.84 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.94%)]