ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   افتح أبواب الأمل (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=263327)

ابوالوليد المسلم 02-08-2021 02:44 AM

افتح أبواب الأمل
 
افتح أبواب الأمل
نهى فرج




قاموس الطفل كله كلمات ومعانٍ ومرادفات إيجابية، مُفادها الأمل والعزيمة والإصرار والقدرة.
يتمكن الطفل من الحَبْوِ، وبإصرار يبدأ في محاولات ومرات عديدة للوقوف، ويَتْبَعُها السير، ويَليها الجري.

نعم، حينما كنت طفلًا صغيرًا يا ولدي، كان شأنك شأن كل الأطفال، لا يعرفون معنى اليأس، ولا يَمَلُّون من المحاولة والتَّكرار، بل يستمرُّون إلى أن يتمكنوا من اكتساب مهارات جديدة.
دومًا تجد التحفيز والإيمان بقدرتهم للوصول إلى ما يريدونه، وهما المحرِّك الرئيس لكل إنجازات الطفل.

الطفل يدرك أنه قادر، أنه يستطيع أن يحوِّل خياله إلى حقيقة، يستطيع أن يكوِّن أحلامًا وآمالًا، ومؤمن بقدرته على رؤيتها وتحقيقها في الواقع.
يبدأ الطفل في النمو، وقد تنمو معه ثقته بنفسه وبقدراته، وقد يجد مِن حوله مَن يُشجعه ويُحفزه، فيستمر في معرفة واكتساب مهارات وعلوم جديدة، وتزداد المرادفات الإيجابية في قاموس حياته.

وقد يَخفِت الأمل تدريجيًّا في نفس الطفل مع السنين، إلى أن تختفي كل الكلمات والمحفزات من حياته، وتُستبدَل بكلمات كلها خيبة أملٍ ويأسٍ من غد، وتقليلٌ من قدراته وإمكانياته.
أخطر عدوٍّ هو الإحباط واليأس، وأن تَستسلم يا بُني لكلمات مثل: لن أتمكَّن، مستحيل، لا جدوى من التعب والمحاولة.

هذه الكلمات قاتلةٌ لكل أملٍ، مدمِّرة لكل خطوة إيجابية، ربما تَخطِر على بالك، وتتمكن من عقلك، وتسيطر عليه، وقد تَسمعها من الآخرين.
من السهل أن تعتقد أنك غير قادرٍ على إنجاز بعض المهامِّ، وأنها تَفوق قدراتك وإمكانياتك، وينجح هذا الزُّنبور الذي لا يَكف عن زنِّه وإيذائه، وبثِّ سُمه في مسمعك - إلى أن يصلَ إلى ذهنك، ويتمكَّن من السيطرة الكلية على أفكارك، ومِن ثَمَّ سلوكك، فيتمكن من تشويه أفكارك وإعاقة تحرُّكاتك.

عليك المثابرةَ والصبر والسعي المستمر بشتى الطرق، ولا تجعل اليأس ينتصر ويَمنعك من الوصول إلى أهدافك، ولا تَلتفت إلى مَن يُحبط عزيمتك، ويُغلق أبواب الأمل.
كلما تمكَّن اليأس من قلبك، استبدِل التحفيز الذاتي به، وكنْ على يقين أن الله معك، يُجيب دعاءك، ويوفِّقك لما هو خير لك.

يا بُني، لقد وهبَك الله قدرات وطاقات كبيرة، لقد ميَّزك الله بمميزات عديدة، نقِّب عنها، وأزِل هذه الأوهام المقيِّدة، تخلَّص من مفاهيمَ شأنها إلحاق الضرر بك، ولا تتوقف عن النهوض إلى الإمام.
نعم، يُمكنك، نعم أنت قادرٌ على تغيير نفسك إلى الأفضل، قادر على تطوير نفسك، تستطيع أن تنعَم بالتقدم والتطور في حياتك، يُمكنك الشعور بالهدوء النفسي والرضا عن حياتك.

تخلَّص من الأفكار السلبية واستبدِل بها أفكارًا إيجابية، عليك كتابةَ تصوُّر وتخطيط لِما تسعى نحو تحقيقه، وتَحَلَّ بالصبر!
المحبطون قد يَخترقون طريقك، فلا تَسمح لهم بالمرور، لا تُمكنهم مِن هدم طموحاتك.

النجاح لن يأتي سريعًا، ولن تجد طريقك مزيَّنًا بالأزهار، بل قد تكون الإخفاقات كثيرة، والصعوبات والأشواك مع كل خُطوة، وعليك إدراكَ أن العقبات أمرٌ لا مَفرَّ منه، ولا بد من العبور عليه.
ثِق بنفسك وبقدراتك، وأن الله هو الوهاب لهذه النعم التي أنعمها عليك، وهذا العطاء هبةٌ لك أنت وحْدك، ودورك أن تستغلَّه بما يُحقق النفع والفائدة لك.

وكلما اكتشفتَ طاقاتك، وكلما أحسنتَ الظن بالله - وفَّقك الله، ومنَحك أكثر مما كنتَ تأمُل وتتمنَّى الوصول إليه.
عقلك وقلبُك وكلُّ حواسِّك، أنت مسؤول عن استخدامها، وأنت محاسب على كيفية استخدامك لها، فلا تجعل اليأس يتمكَّن منك، ولا تجعلْ خيبة الأمل وقِلة الحِيلة تَهزِم عزيمتك.

معك أقوى الإمدادات المعينة من دعاء وصبرٍ وحُسن ظنٍّ بالله؛ فافتَح الأبواب المؤصدة، وأنت على يقين أن الله قريب مجيبٌ، فعَّال لما هو الأفضل لك.

وأنت قادرٌ على تزويد قاموس حياتك بكلمات وأفعال وقرارات إيجابية ومصيبة.

استرجِع ذكريات الطفولة، لقد تمكَّنت وبتفوُّق مِن تَخطِّي كلِّ المهامِّ، من التطور والنهوض بنفسك، نعم استطعتَ أن تتعلم الكثير، وكان شعارك: أنا أقدر، لا مستحيلَ.



الساعة الآن : 05:15 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.97 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.03%)]