ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   اكتشفت خيانة زوجتي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=258467)

ابوالوليد المسلم 17-05-2021 04:28 AM

اكتشفت خيانة زوجتي
 
اكتشفت خيانة زوجتي
أ. مروة يوسف عاشور





السؤال



ملخص السؤال:

رجلٌ متزوِّج ولديه طفلٌ، سَمِعَ مكالَمةً هاتفية بين زوجتِه وشخصٍ آخر، وعندما واجه زوجتَه انهارتْ وطلبت السماح والعفو، لكنه يُفكِّر في الطلاق، ولا يَستطيع العيشَ معها بعد خيانتَها.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجل متزوجٌ ولديَّ طفلٌ، اكتشفتُ أن زوجتي على علاقةٍ بشخص عبر الهاتف، فقد سَمعتُها تتحدَّث إليه بكلِّ ارتياح، ولا أعلم هل الْتَقَتْ به أو لا، لكن ما صدَمني حقًّا كلامهما في الهاتف في الأمور الجنسية!




أدتْ صَدْمتي هذه إلى أمراضٍ عُضوية، وظللتُ أيامًا أُعاني مما أنا فيه، ولم أتمالكْ نفسي وبكيتُ بكاء شديدًا! وجدتُها تَصرُخ صراخًا شديدًا، وتسأل عن مشكلتي بكل انفعالٍ، فأخبرتُها بما سمعتُ في الهاتفِ، فارتَمَتْ على الأرضِ تَطلُب العفوَ والسماح، فخرَجتُ من البيت ولم أَعُدْ، وقررتُ أن أطلقَها.




الأدهى والأمَرُّ مِن ذلك أنها تلومني أنني السبب فيما وصلتْ إليه؛ إذ لم أعاشِرْها مِن مدة، وهذا بالفعلِ حاصلٌ بسبب الأعمال اليومية المُرهِقة، والتي تُسبِّب لي القلقَ وتؤثِّر على قدرتي الجنسية، هذا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر كنتُ أبتعد عنها بسبب المشاكل اليومية التي تُسبِّبها في البيت كلما أتيتُ من العمل، مما أدَّى إلى أن أكرهها ولا أستمتع بها.




أنا متأكِّد أنها تُحبني كثيرًا، ولا أعلم هل فعلًا تقصيري معها هو السبب فيما وصلتْ إليه أو لا؟ أنا في حيرة شديدةٍ، ولا أستطيع أن أتمالَك نفسي، وأفكِّر في ابني الصغير وكيف سيبتعد عني!




هي تَطلُب السماح والسترَ، ولا أريد أن أُبْقِيَ عليها خوفًا أن يترَبَّى ابني في حضن امرأة مثل هذه تَخون زوجها، أريد الطلاق لأي سببٍ، لكن لا أجد أي سبب مقنعٍ إلى الآن.




فماذا أفعل؟ هل أُبقي عليها وعلى ابني وأظل طوال حياتي أُعاني ألَم الخيانة؟ أو أُطلِّقها وأهدم هذه الأسرة وأترك ابني معها؟


الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياك الله أخي الكريم، لا أعتقد أنها تُحبك كثيرًا كما تظنُّ، فالحنانُ وحُسن الخُلُق والكرَم لا يكون كافيًا للمرأة في كثيرٍ منِ الأحوال لمحبة الرجل، والحبُّ لا يتحقق إلا بأمورٍ أخرى؛ منها: استشعارها بمَحبتك ومَشاعرك التي مِن الواضح أنها تَفتقدها وبشدة مما أدَّى - مع ضَعْفِ الوازع الدينيِّ لديها - إلى وُقوعها في تلك العلاقةِ الآثمةِ.




لا شك أنها خاطئة وآثمة بفعلتِها، لكن علينا أن نكونَ أكثر إنصافًا لغيرنا، كما نُحسن الإنصافَ في حقِّ أنفسنا؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفرقان: 68 - 71]، فقاتلُ النفس وفاعلُ الفاحشةِ يَتوب اللهُ عليه متى ما صدَق في توبتِه، ويُبدِّل ما عمل مِن سوء حسنات، كرمًا منه وفضلًا، والإنسانُ لا يَقْدِرُ على المغفرة ولا يَسعُه أن يُسامحَ غيره، والغريبُ أننا نولي ذلك الفعلَ أكثر مِن غيره من ذنوبٍ قد تكون عند الله أعظم؛ لأننا نراه يَمسُّ كرامتنا وليس لعِظَم المَعصية.




قد لا تَقْدِر على الغفران، ولا يرضى قلبُك العفو، لكن تذكَّرْ أنك قد تقَع في مثلِ ذلك، وتذكَّر أنك اعترفتَ بأنك تبغضها لأفعالٍ لم تَذْكُرْها، وعلى كل حالٍ فأنتَ بين أمرَينِ:

إما أن تُطلِّقَ إن استمرَّ تفكيرُك على هذا النحو، وتَبَيَّن لك أن قلبك لن يصفوَ لها من جديدٍ، وأنصحك حينها أن تستخيرَ ربَّك، وصلاةُ الاستخارة معروفة، وأنصحك أيضًا أن تكونَ كريمًا في فراقها وألا تحرمها حقَّها، فلم يثبتْ لك نوع العلاقة التي بينهما إلا بأحاديثَ هاتفيةٍ وقفتَ عليها.




ونصيحتي لك: ألا تفضحَ أمرها مهما ألَحَّ عليك الناسُ في معرفة سبب الطلاق؛ فالسترُ على المؤمنين مِن أجَلِّ الأعمال وأعظمها أجْرًا.




أو أن تستمرَّ في زواجك، وحينها أنصحك أن تُجددَ العلاقة الطيبة بينكما، وتبحثَ عن سُبُلٍ تعفُّ بها زوجتك عاطفيًّا؛ ببثها مشاعر المحبة، ومنحها الثقة في استمرار العلاقة بينكما، وأنصحك أيضًا إن ترجَّح لك ذلك ألا تُذكِّرها بذنبها، ولا توبِّخها على فعلتِها؛ ولا تجرحها بكلامٍ لاذع تلميحًا أو تصريحًا، ولكي لا تعيشَ مَقهورًا فتذكَّرْ يا أخي أنَّ كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وكم مِن تائبٍ مِن ذنبِه خيرٌ مِن غيرِه لم يقترف الذنبَ.





أرشدك اللهُ لما فيه الخير والصلاح لكما ولولدك




والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل




الساعة الآن : 11:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.83 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.73%)]