ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أكره زوجي وأهله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=278003)

ابوالوليد المسلم 21-06-2022 10:30 PM

أكره زوجي وأهله
 
أكره زوجي وأهله
د. رحمة الغامدي

السؤال:

ملخص السؤال:
سيدة متزوجة رغمًا عنها من رجل مسافر خارج البلاد، وهي تعيش مع أمه، وهناك مشكلات بينها وبين أم الزوج، والزوج لا يحل تلك المشكلات، وهي تتحمل ذلك من أجل الأولاد فقط.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا متزوجة منذ 9 سنوات بدون مُشاورة مني، كنتُ أظنُّ أنني سأعيش حياةً سعيدة، لكن للأسف أعيش حياةً سوداء!


أعيش مع أهل زوجي، وزوجي يغيب للسفر عامًا، ويأتي شهرًا كل سنة، ووالدةُ زوجي مُتَسَلِّطةٌ جدًّا، وتتدخَّل في كلِّ شيءٍ في حياتي، وتتصل بزوجي أثناء سفَرِه وتشكو مني، وتخبرُه بأشياءَ لا أفعلها، وهو يُصدِّقها، ثم يتصل عليَّ ويُوَبِّخني!


تعبتُ نفسيًّا مِن هذه الحياة، أصبحتُ أكرهه، وأكره أهله، ولا أريد الحياةَ معهم، لكني أتحمَّلُ مِن أجل أولادي!

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وبه نستعينُ.
أشْكُر ثقتَك - عزيزتي - في شبكة الألوكة، وبعدُ:


فقد لمستُ مِن خلال جملة: "أكره زوجي" أنكِ تُحِبِّين زوجك، ولكن تنزعجين مِن سُلوكياته، وسُلوكيات أمِّه، والذي جعلك تشعرين بذلك أنك تبحثين عن حياةٍ سعيدةٍ كأيِّ فرد في هذا الكون، وترين أنَّ زوجك وأمَّه هما السبب في عدم سَعادتك.

والدليلُ على أنك تُحبينه تحمُّلك العيش معه كلَّ هذه السنين، وصبرك على بُعده عنك أنت وأبناؤك حسب قولك: (ويأتي شهرًا كل سنة)، كما أنَّ بقاءَك معه هذه المدة يدُلُّ على أنَّ لديه خصالًا أخرى إيجابيَّةً، إلى جانب ما ذكرتِ عنه مِن سلبيةٍ، وهذا موجودٌ في جميع الناس بلا استثناء، وهناك مِن الزوجات مَن تُعاني أكثر مما تُعانين أنت، ورغم أنك لم تُوَضِّحي السببَ في ابتعادِه عنكم كلَّ هذه الفترة في السنة الواحدة، كما أنك لم تُوَضِّحي متى كان تأثُّر العلاقة بينك وبينه؛ هل بعد اختيارك للعيش مع أهله؟ أو مِن قبل؟ - فإني أوصيك قبل أن تتخذي قرارَ طلَب الانفصال عنه بالتالي:
اكتبي قائمةً بصفات زوجك الإيجابية، وقائمةً أخرى بصفاته السلبية، وستجدين الإيجابيات الخفيَّة واضحةً أمامك.

اكتبي ما تتوقعين أن يكونَ حالك أنت وأبنائك بعد الطلاق؛ (هل تثقين في أنك ستحصلين على السعادة؟).

ما الحلول التي جربتِها مع والدة زوجك، وزوجك كذلك، قبل أن تُفَكِّري في هذا الأمر؟ (الحوار البَنَّاء - الهدية - التجاهل والتغافل - الرسائل التذكيرية - تقوية العلاقات بكل الوسائل الممكنة - وغيرها).

تذَكَّري أن أبناءك بحاجةٍ إلى التضحية، واقرئي عن قصص الأمهات اللاتي تحمَّلْنَ الكثير مِن الأذى والظلم مِن أجْلِ أبنائهنَّ، وعوَّضَهن اللهُ الكريم بصلاح وبِرِّ أبنائهنَّ لهن، وهذا مِن أهم أهداف كلِّ أمٍّ.

عَوِّدي نفسك الرضا بالحياة، واشغلي نفسك بعملٍ ولو كان تطوُّعيًّا، وخاصة أنَّ زوجك لا يكون عندك إلا شهرًا في السنة!

تذَكَّري أنَّ بداية التغيير صعبةٌ بعض الشيء، لكنها ممكنة، فابدئي بنفسك ومِن ثَم الآخرين.

ثِقي تمام الثِّقة بأنه كلما اقتربتِ مِن الله بالعبادة بمفهومها الشامل - تحسَّنَتْ ظروفُ حياتك، وكفاك الله شَرَّ خلقه، بل وسخَّرهم لك.

الْجَئِي إلى اللهِ بالتوبة والاستغفار والإكثار مِن الدعاء، بأن يختارَ لك الخيرة الطيبة، ورَدِّدي قولَ: اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصْلِح لي شأني كله، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرْفَةَ عينٍ.

اقرئي كثيرًا في: فنِّ التعامُل بين الزوجين، تقدير الذات، التعامل مع الشخصيات الصعبة، وغيرها مِن المواضيع التي تُنَمِّي قدراتك، وترفع مستوى مهاراتك، وثقِّفين بها زوجك بطريقةٍ غير مباشرةٍ.

وأخيرًا، تذكَّري أننا بشَرٌ نُصيب ونُخطئ، وأنَّ الله غفورٌ رحيم، فما حالنا نحن؟ وما أجملَ أن يكونَ قلبُك لا يحمِل كُرهًا لأحدٍ مِن المسلمين، فكيف بزوجِك وأبي طفليك؟ وكيف بأمِّ هذا الزوج الذي أنجبته؟ هذا قضاءُ الله وقَدَرُه، فارْضي به إيمانًا بالله وشكرًا له، وحاولي أن تُسَدِّدي وتقاربي، وربما يأتي يومٌ تندمين أنك قلتِ لنفسك: إنني أكره زوجي!





الساعة الآن : 11:32 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.76 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.06%)]