ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى حراس الفضيلة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=103)
-   -   حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=194143)

ابوالوليد المسلم 27-05-2020 11:59 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(30)



إخلاص الأعمال لله تعالى

من أهم أسس النفسية السوية، وبنائها المتماسك: الإخلاص في التعامل مع الله سبحانه، وصدق التوجه إليه، ولذا؛ نبسط الكلام هنا عن الإخلاص من هذا الوجه.

مفهوم الإخلاص:

الإخلاص في اللغة: كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد، وسورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}(1).

وفي الاصطلاح: أن يقصد العبد بقوله وفعله مرضاة الله تعالى تنفيذًا لأوامره واجتنابًا لنواهيه، دون النظر في ذلك إلى مغنم أو سمعة أو جاه أو لقب. وهو أمر خفي تكتنفه النفس الإنسانية لا يطلع عليه غير الله تعالى، الذي خلق هذه النفس ويعلم ما توسوس بها وما تجول فيها من خير أو شر.

أما النية فهو تمييز العمل، والقصد به وجه الله تعالى.

وبذلك يكون الإخلاص هو الشطر الثاني من النية، أي أنه جزء منها.


يقول عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى«(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(1)
المعجم الوسيط 1/249


(2)
سبق تخريجه





ابوالوليد المسلم 28-05-2020 12:01 AM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(31)


مدار قبول الأعمال على الإخلاص

إذا كان المقصد والدافع إلى أي قول أو عمل أو اتخاذ أي نمط من الحركة في الحياة يبتغي به صاحبه وجه الله تعالى فإن ذلك يحقق معنى الإخلاص ويعدّ صاحبه من المخلصين لله تعالى، وهو الأمر الذي أشار إليه الله تعالى في كتابه المبين في مواطن كثيرة، منها:

قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(1) وقوله: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}(2) وقوله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(3).

وقوله جل ذكره: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا . إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ غ– وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}(4).

وكذلك فإن رسول الله ï·؛ كان يعلّم الصحابة حقيقة الإخلاص والعمل لله تعالى في كثير من المواقف والأحداث، ليتجنبوا الاغترار بالشكل والصورة التي لا تعبر عن حقيقة الشيء وكنهه، وأولى هذه التوجيهات يتمثل في الحديث المشهور بين المسلمين: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى«(5).


وفي هذا الحديث القول الفصل بين ما يكون لله وما يكون لغيره.

ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم«(6).

عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي ï·؛ فقال: الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله ؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله«(7).

* * *

ثم إنه عليه الصلاة والسلام علّق الإخلاص لله وحده دون سواه وجعله من معالم الإيمان وتمامه، لأنه يعبّر عن اليقين المطلق بالله سبحانه وتعالى وأنه المعبود الذي يستحق أن توجه إليه الأعمال والأقوال، من أمر ونهي، وحب وبغض، يقول عليه الصلاة والسلام: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان«(8).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

(1)
[البينة: 5]


(2)
[الزمر: 2]


(3)
[الأنعام: 162]


(4)
[النساء: 145-146]



(5)
سبق تخريجه


(6)
أخرجه مسلم (ص1124، رقم 6542)


(7)
أخرجه البخاري (ص1285، رقم 7458)


(8)
أخرجه أبو داود (ص661، رقم 4681)


ابوالوليد المسلم 28-05-2020 12:03 AM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(32)



منطلق البحث في هذه الشعيرة (الإخلاص)

وأما منطلق هذا البحث فهو الحديث الطويل الذي يتحدث فيه النبي ï·؛ عن أهمية الإخلاص في الأعمال والأقوال في الحياة الدنيا، فضلاً عن جزائه الأوفى عند الله تعالى يوم تقوم الأشهاد، وهو حديث الرهط الثلاثة الذين آواهم الغار:
قال عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله ï·؛ يَقُول:ُ «انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا الله بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ قَالَ النَّبِيُّ ï·؛ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا قَالَ النَّبِيُّ ï·؛ وَقَالَ الثَّالِثُ اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ يَا عَبْدَ الله أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ فَقَالَ يَا عَبْدَ الله لَا تَسْتَهْزِئُ بِي فَقُلْتُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ«(1).
في هذا الحديث بيان وتذكير للأمة عن أصل العلاقة التي تربط العبد بربه وخالقه، وأنها تدخل في كثير من الأحيان في عملية المد والجزر، بين قوة في الإيمان وضعف فيه، بين الصفاء الذي يسدل على النفس السكينة والهدوء وبين الغبش الذي يغيم النفس فيجعلها مرتعًا للوساوس والاضطرابات، إن هذا الأصل يبقى حقيقة في نفس الإنسان ما دامت العلاقة قائمة بينه وبين ربه، وإن غشيها فتور أو ضعف، وهذا الأصل هو الإقرار بتوحيد الله تعالى وأنه لا معبود سواه، وأنه الفرد الأحد الذي بيده ملكوت كل شيء، وأنه الصمد الذي لا يُقصد في الكون سواه.
حتى المشركين في الجاهليات الأولى قبل الإسلام، كان عندهم هذا الاعتقاد في النوازل والمخاطر التي تحدق بهم، وكانت دعواتهم إلى الله وحده من غير وسيط أو صنم، لكنهم سرعان ما كان الشيطان يغشيهم وينسيهم تلك الصعاب بعد نزوحها، فيرجعون إلى أصنامهم وأحجارهم، قال الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (ص362، رقم 2272)

(2)
[العنكبوت: 65]


ابوالوليد المسلم 28-05-2020 12:04 AM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(33)

الأعمال المنقذة بسبب الإخلاص:
وفي هذا الحديث يقدم الرهط الثلاثة: ثلاثة أعمال كانت خالصة لله تعالى، أنقذتهم في ساعة العسرة وأفرجت الصخرة عن الغار الذي آواهم، وهي:
أولاً: بر الوالدين:
وهو من الأعمال الصالحة التي أمر الله عباده بها، ورفع من شأن صاحبها، حيث جاء الأمر الإلهي باقتران هذا العمل بتوحيده سبحانه وتعالى بالعبودية، قائلاً: {وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا غ– وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(1). وأيضًا قوله تعالى: {وَقَضَىظ° رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(2).
وبالمقابل جاء التحذير والوعيد لمن لم يحسن إلى والديه، بل وصل الأمر بهذا التحذير إلى أن إظهار أي علامة أو تلميح يدل على التضجر منهما يدخل في دائرة الإساءة لهما، لقوله تبارك وتعالى: {وَقَضَىظ° رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا غڑ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}(3).
فضلاً عن الأحاديث الكثيرة التي وردت بهذا الشأن، فقد سئل النبي ï·؛: «أي العمل أحب إلى الله: قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله» (4).
وقد تقرب أحد هؤلاء الرهط إلى الله تعالى ببره إلى والديه وذكر موقفًا من مواقفه الكثيرة مع والديه، والذي كان فيه من المخلصين مع الله تعالى، والله أعلم بإخلاصه، من أجل ذلك أفرج الله تعالى بإزاحة جزء من الصخرة عن غارهم.
ثانيًا: ترك الزنا:
الزنا من الكبائر التي نهى الله عنها في كتابه المبين، وعدّها من الفواحش الكبيرة التي تفسد الناس وتفسد المجتمعات، لما له من آثار على أخلاقيات الأمة ومقوماتها واختلاط أنسابها والآثار السلبية المتنامية التي لا تنتهي من جرّائها، فضلاً عن العقوبة الربانية المترتبة عليها في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىظ° غ– إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}(5).
وجاءت السنة النبوية لتؤكد عظم فعل الفاحشة وعقوبته، وكذلك الأجر المترتب على تركه واجتنابه، يقول عليه الصلاة والسلام: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله..» (6).
فكان العمل الثاني الذي تقرب به أحد الرهط الثلاثة إلى الله تعالى، هو الامتناع عن فعل الزنا، بعد أن تهيأت له أسبابه، وسهل عليه الوقوع فيه، ولكن لم يمنعه من ذلك إلا خوف الله تعالى، واستشعاره بمراقبته له، وكان مخلصًا في تلك الوقفة مع الله تعالى، فأزاح الله تعالى بسبب ذلك الإخلاص جزءًا آخر من الصخرة عن باب الغار.
ثالثًا: إعطاء حقوق الأجير:
قال عليه الصلاة والسلام: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعط أجره» (7). وقال في حديث آخر: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» (8).
وهذا يعني أن أكل مال العامل أو الخادم أو الأجير يعد من الأفعال المذمومة التي نهى عنها الرسول عليه الصلاة والسلام، وتوعد من يفعل ذلك بالخصومة والجفاء يوم القيامة، وهذا يدل على أنه سيحاسب حسابًا عسيرًا أمام الله تعالى وسيخاصمه النبي ï·؛؛ لانتزاع حقوق الناس منه إما بإلقاء سيئاتهم عليه، أو أخذ حسناته لهم.
ولأهمية هذا الحق وعلو شأنه عند الله تعالى، تقرّب الأخير من الرهط الثلاثة إلى الله تعالى، بورعه وخوفه من الاقتراب من المال الحرام الذي كان تحت يده وهو لأجير، بل لم يكتف أنه حفظ هذا المال وقام برده إلى صاحبه، بل قام باستثماره حتى ازداد أضعافًا مضاعفة، فذكر هذا الفعل لربه وهو في ذلك الموقف العصيب مع أخويه الآخرَين، حيث لم يدفعه هذا الورع وهذا الفعل إلا خوفه وخشيته من ربه ومحاسبته، والله أعلم به من ذلك، فأزاح الله تعالى عنهم الصخرة كاملة، فخرجوا جميعًا من ظلمة الغار إلى نور الدنيا وسعتها.
لقد قدّم كل نفر من هؤلاء الرهط عملاً واحدًا من الأعمال الصالحة التي كانت خالصة لله تعالى، وهي لا تعبر عن جميع الأعمال الصالحة، فالعمل الصالح الذي يدفعه الإخلاص، لا يتمثل في مجموعة محددة من الأعمال والأقوال، وإنما هو كل عمل أو قول يُبتغى به وجه الله تعالى، صغيرًا كان أو كبيرًا.
------------------------------------
(1) النساء [36].
(2) الإسراء [23].
(3) الإسراء [23-24].

(4) أخرجه البخاري (ص89-90، رقم 527) كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها. ومسلم (ص52، رقم 85) كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله أفضل الأعمال.
(5) الإسراء [32].
(6) أخرجه البخاري (ص230، رقم 1423) كتاب الزكاة، باب الصدقة باليمين. ومسلم (ص415، رقم 1031) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بالقليل.
(7) أخرجه البخاري (ص361-362، رقم 2270) كتاب الإجارة، باب الإجارة إلى صلاة العصر.
(8) أخرجه ابن ماجه (ص350، رقم 2443) كتاب الرهون، باب أجر الأجراء.



ابوالوليد المسلم 28-05-2020 12:05 AM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(34)


الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص (الأعمال القلبية)


ومن هذه الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص ما يلي:
1- الأعمال القلبية:
وهي أحاسيس القلب وأحاديثه وتصوراته نحو خالقه جل شأنه، بصورة تنعكس على واقع الإنسان في حركاته وسلوكه، ومن الأعمال القلبية التي تربط الإنسان بربه:
- التوكل على الله تعالى: وهو الاعتماد على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب، ويجازى الإنسان عليه، بل سبب في حفظه من المكاره والشرور، لقول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(1).
- الرجاء والطمع في رضى الله تعالى ورحمته وجنته، وهو يدخل في باب حسن ظن الإنسان بربه وهو عمل قلبي، يقول الله تعالى: {تَتَجَافَىظ° جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(2).
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني»(3).
ويقول ï·؛ في الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا همّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا»(4).
- الخوف منه جل وعلا، فلا يغطى جانب الرجاء على جانب الخوف في الإنسان، بل لا بد من توازن بينهما لقوله تبارك وتعالى في الآية السابقة: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}(5) وهو من الأعمال القلبية التي يرتبط العبد بربه ويحدد مدى إخلاصه له جلّ وعلا.
- الشكر على نعم الله وآلائه التي لا تعد ولا تحصى، شكرًا قلبيًا صادقًا لله تعالى، حيث يقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ غ– وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(6).
- الصبر على الابتلاءات المختلفة التي يُبتلى بها الإنسان في حياته، من فقر أو مرض، أو ظلم، أو حبس، أو غير ذلك؛ فالعمل الصالح القلبي يكمن في مدى تصبر هذا الإنسان لقضاء الله تعالى وقدره، ومدى تقبله وترضيه لأمر الله تعالى، والآيات القرآنية ملئية بالجزاء الكبير للصابرين في هذه الحياة، منها قوله تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ غ— أُولَـظ°ئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا غ– وَأُولَـظ°ئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(7).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»(8).
كل هذه الأعمال القلبية وغيرها كثيرة ومتفرعة تدخل ضمن العمل الصالح الخالص لله تعالى.
------------------------
(1) الطلاق [3].
(2) السجدة [16].
(3) أخرجه مسلم (ص1169، رقم 2675) كتاب الذكر، باب فضل الذكر والدعاء. والبخاري (ص1272، رقم 7405) كتاب التوحيد.
(4) خرج مسلم (ص68، رقم 128) كتاب الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب.
(5) السجدة [16].
(6) إبراهيم [7].
(7) البقرة [177].
(8) أخرجه مسلم (ص1295، رقم 7500) كتاب الزهد، باب المؤمن أمره كله خير.




ابوالوليد المسلم 30-05-2020 05:52 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(35)

الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص (الأعمال اللسانية)


ومن هذه الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص ما يلي:

2- الأعمال اللسانية (القول):
وهي كل ذكر لله تعالى، في أي موقف كان، فلا ينحصر العمل اللساني في الصلاة فحسب، بل هناك مواطن ومواقف يجب على الإنسان ألا يغفل أو
يتهاون فيها عن العمل اللساني، ومن ذلك:
- قراءة القرآن:
وقراءة القرآن من أهم الأعمال اللسانية الواجب على الإنسان فعلها، لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(1). وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ
هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ}(2).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى كتب له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة»(3).
ويقول أيضًا: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»(4).
- ذكر الله جل وعلا:

وهو من الأعمال اللسانية الذي يشمل كل العبادات القولية، من قراءة القرآن والاستغفار والدعاء وغيرها، وقد أمر الله تعالى بهذه العبادة القولية، وأثنى على أصحابها، وبيّن أهميتها، يقول جل وعلا: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(5). ويقول عليه الصلاة والسلام: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربَّه مثل الحيّ والميّت»(6).
- الدعاء:
وهو من الأعمال اللسانية التي تعين الإنسان على مخاطبة ربه جل وعلا، وطلبه العفو منه والغفران والرضى والجنة، وباللسان يرفع الإنسان إلى خالقه حوائجه ويبث إليه شكاويه ومعاناته، يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(7).
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وباللسان يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، وقد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأداة في مسألة الحسبة بقوله: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»(8).
- الدعوة إلى الله تعالى بالنصيحة والحكمة:
واللسان أداة مهم في دعوة الناس إلى دين الله تعالى وهدايتهم، فإذا أخلص المسلم في هذه الدعوة، وأحسن استخدام هذه الأداة كما كان عليه الصلاة والسلام يستعملها مع صحابته، فإن الله تعالى سيبارك في مسعاه وإنه سيرى ثمار دعوته يانعة ونافعة، يقول الله تعالى: { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(9) وهذه الدعوة كانت باللسان، ويقول أيضًا في قصة موسى عليه السلام مع فرعون: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}(10) أي تحدثا معه بأسلوب لطيف ولين لعله يرجع عما هو عليه من الكفر والضلال، لأن الإنسان إذا أحسن في الكلام مع خصمه وأجزل في البيان، وتأدب معه أثناء الخطاب، فإنه يملك قلبه، ويستولي على مشاعره وأحاسيسه، فإنه ويكسبه دون شك، إلا من خُتم على قلبه وسمعه، وهو الأمر الذي عبر عنه الله تعالى بقوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}(11).
وبالمقابل فإن استخدام اللسان بغير هذا النمط بالقسوة أو الشدة أو الإساءة وغيرها، فإن المخاطَب سيزيد في عصيانه وتمرده، ويشتد في عدائه ومعاندته، وهو ما عبر عنه الله تعالى إتمامًا للآية السابقة: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}(12).
وهنا لفتة مهمة للدعاة والمربين والمصلحين لا بد من الانتباه إليها، لمدى أهميتها وضرورتها في المسيرة الدعوية وهداية الناس، والقدوة في ذلك الرسول الهادي عليه الصلاة والسلام، فقد كان أحسن الناس بيانًا، وألطفهم قولاً، وأقلهم كلامًا، حتى إن الأعرابي الذي يأتيه من البادية بجفائه وقسوته، ما يلبث لحظات إلا وقد تغيرت حاله وتحسنت أخلاقه وأطباعه، ومعلوم قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكاد الصحابة أن ينالوا منه، ولكن النبي ﷺ بحسن خلقه ولطف كلامه، جعل هذا الأعرابي يلين إليه وإلى دعوته، حتى قال: «اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا»(13).
- التدريس:
والتدريس رسالة عظيمة وأمانة كبيرة في أعناق المدرسين والمعلمين، أمام الناس الدنيا، وأمام الله تعالى في الآخرة، وهذه الرسالة بحاجة إلى إتقان وإخلاص لتوصيلها إلى الطلبة، وهي كسائر العبادات، يُجازى الذي يؤديها على وجهها المطلوب، ويُعاقب المتكاسل والمتهاون فيها، وليس من الضروري أن يكون التدريس بمادة شرعية أو دينية، بل تشمل جميع المواد العلمية والدينية.
ولا بد أن يكون المدرس على قدر من الوعي في استخدام أداة اللسان لإيصال المعلومة إلى أذهان المستمعين من الطلبة باختيار أفضل الأساليب وأحسن الكلام.
وعلى مدرسي المواد العلمية ألا يألوا من جهودهم في المزج بين المادة العلمية والأخلاق، لأنهما متلازمان، لا تصلح الحياة بواحدة منها دون الأخرى.
-------------------------------------------
(1) المزمل [4].
(2) النمل [91-92].
(3) أخرجه أحمد (2/ 342، رقم 8475).
(4) أخرجه مسلم (ص325، رقم 804) كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة.
(5) الرعد [28].
(6) أخرجه البخاري (ص1112، رقم 6407) كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله تعالى.
(7) البقرة [186].
(8) أخرجه مسلم (ص42، رقم 47) كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار.
(9) النحل [125].
(10) طه [43-44].
(11) إبراهيم [24-25].
(12) إبراهيم [26].
(13) أخرجه البخاري (ص1051، 6010) كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم.



ابوالوليد المسلم 30-05-2020 05:53 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(36)

الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص (الأعمال العبادية المباشرة)



ومن هذه الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص ما يلي:
3- الأعمال العبادية المباشرة:

ويقصد بها، الأعمال التي أمر الشرع بوجوبها، والتي تحمل الصفة الخيرية والجزاء من الله تعالى، فهي كل ما يقوم به الإنسان من عبادة أُمر بها من كتاب الله تعالى وسنة نبيه ï·؛، وعلى رأسها:
1- الصلاة:
وهي من أركان الإسلام الخمسة، وهي أقوال وحركات يؤديها الله تعالى خمس مرات في اليوم والليلة، في أوقات محددة، بالهيئة نفسها التي كان يؤديها الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي عمود الدين، من أنكرها فقد كفر، وهي أول ما يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، يقول تبارك وتعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}(1). ويقول عليه الصلاة والسلام: « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»(2).
فإذا أخلص المسلم أداء هذه الفريضة كما يريده الله تعالى، فإنه يعد من المؤمنون الصادقين الذين حكى عنهم الله تعالى في آيات كثيرة من كتابه المبين،
كقوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. أُولَـظ°ئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا غڑ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(3). ويكون بعد ذلك أثرها النفسي كثيرًا.
2- الصيام:
وهذا الركن الإسلامي هو من أكثر الأركان بيانًا لمدى إخلاص الإنسان فيه؛ لأنها عبادة قائمة بين الإنسان وربه بحيث لا يقبل الرياء أو الجزاء
في الدنيا من جاه أو مال أو شهرة وغيرها، ومن أجل ذلك تكفل الله تعالى، بمجازاة الصائم مباشرة، لقول النبي ï·؛ فيما يرويه عن ربه في الحديث
القدسي: « قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة»(4).
3- الحج:
والحج ركن من أركان الإسلام، وهو عبادة، يمزج بين الذكر والفعل، إلا أن الجانب الفعلي والحركي أكبر من الجانب القولي، لذا أعدّه كثير من أهل العلم
بأنه عبادة بدنية؛ لكثرة التنقلات والأسفار فيه، ما بين المشاعر وأداء المناسك، يقول الله تعالى: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}(5)، والمسلم الذي يخلص في أداء هذا الركن بأركانه، يرجع كيوم ولدته أمه خاليًا من الذنوب والخطايا، لقوله ï·؛: «من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق
رجع كيوم ولدته أمه»(6).
4- الإحسان إلى الآخرين:
والإحسان باب واسع من أبواب العمل الصالح، ويترتب على الإخلاص فيه أجر من الله تعالى؛ لأنه يشمل كل أنواع الخير والرحمة زيادة عما افترضه الله
تعالى، فهو لا يتوقف عند عمل معين أو ذكر محدد، ولا يتوقف هذا الإحسان إلى البشر فحسب، بل يتعداهم إلى الدواب والطيور وجميع الكائنات
الأخرى، والتوجهيات الإسلامية واضحة وصريحة في هذا الباب، يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه «أن امرأة بغيا رأت كلبا في
يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها»(7).
وينصح عليه الصلاة والسلام الأمة بالرحمة إلى الدواب قائلاً: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح
وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته»(8).
------------------------
(1) النساء [103].
(2) أخرجه مسلم (ص51، رقم 82) كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة.
(3) الأنفال [103-104].
(4) أخرجه البخاري (ص306، رقم 1904) كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم. ومسلم (ص468، رقم 1151) كتاب الصيام، باب صفة اللسان للصائم.
(5) آل عمران [97].
(6) أخرجه البخاري (ص568، رقم 1350) كتاب المحصر.
(7) أخرج مسلم (ص996، رقم 2245) كتاب السلام، باب فضل سقي البهائم.
(8) أخرجه مسلم (ص873، رقم 1955) كتاب الصيد والذبائح، باب الأمر بالإحسان في الذبح.



ابوالوليد المسلم 30-05-2020 05:54 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(37)


ومن هذه الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص ما يلي:
4- الأعمال المالية:
الزكاة: والزكاة من أهم الأعمال المالية التي تدخل في دائرة العمل الصالح، فإذا أخلص الإنسان في إخراج مال الزكاة، فإنه يحصل على مكسبين عظيمين،
وهما: امتثال أمر الله تعالى، والآخر تزكية النفس من حب الدنيا والتفريج عن الشرائح الفقيرة في المجتمع، يقول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِم بِهَا}(1).
وهناك أبواب أخرى لإخراج المال عبرها وإيصالها إلى مستحقيها، وهي الصدقات الطوعية التي حث الله تعالى عباده عليها في آيات كثيرة وبين الجزاء
المترتب عليها، وكذلك الأحاديث النبوية، يقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ}(2).
ويقول تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ غ— وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(3).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفا» (4).
----------------------------
(1) التوبة [103].
(2) البقرة [274].
(3) البقرة [254].
(4) أخرجه البخاري (ص233، رقم 1442) كتاب الزكاة.



ابوالوليد المسلم 30-05-2020 05:55 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(38)

ومن هذه الأعمال الصالحة النابعة من الإخلاص ما يلي:
5- الأعمال المباحة:
ويدخل في دائرة العمل الصالح والإخلاص فيه، جميع الأعمال المباحة والاعتيادية النابعة من الفطرة والحاجة الإنسانية، إذا قصد الإنسان من ورائها رضى الله
تعالى، والأخذ بالحلال الذي أمر به الله تعالى، ومثال بعض هذه المباحات:
1- النكاح: رغم أنه سنة كونية وفطرة إنسانية، إلا أنه يتحول إلى طاعة وعبادة إذا تم عقده بين الزوجين وفق شرع الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام:
«وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا
وضعها في الحلال كان له أجرا» (1).
وهو رحمة ونعمة من الله تعالى لعباده في الحياة، يقول جل شأنه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً غڑ إِنَّ
فِي ذَظ°لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(2).
2- الأكل والشرب: حتى الأكل والشرب وتناول جميع الطيبات التي أودعها الله تعالى في الأرض لعباده، إذا اكتسبت بالحلال، فإنها تتحول إلى عبادة
وعمل صالح للإنسان، إذا ابتغى وجه الله تعالى، من أجل أن يتقوى على الكسب أو وأداء الفرائض والعبادات المختلفة، بل إن الإنسان ليكسب الأجر
على اللقمة البسيطة حينما يناولها في فم زوجته، يقول عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة: «وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت، حتى اللقمة ترفعها إلى فيّ امرأتك»(3).
3- النوم: ومن الأعمال الاعتيادية المباحة التي يشملها العمل الصالح، النوم الذي يعدّ راحة جسدية للإنسان من نصب العمل في النهار، ليقوم بعده
وينطلق من جديد ويباشر أعماله وعباداته، يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} (4).
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لي رسول الله ï·؛: «يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله.
قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقا»(5).
والنوم هو إعطاء الجسد حقه من الراحة، فيكون ذلك أجرًا لصاحبه.
4- السعي في طلب الرزق: وهو من العمل الصالح المنصوص عليه في التشريع الإسلامي صراحة، يقول تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ غ– وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}(6).
والذي يسعى وراء رزقه في الحياة بالطرق المشروعة فإنما هو في جهاد وعبادة ما دام خروجه من بيته وجهده المتواصل من أجل أن يأتي بهذا الرزق الطيب إلى
أسرته فيطعمهم منه، وهو من الأعمال العظيمة التي أشاد بها الرسول ï·؛ بقوله: «أفضل الدينار دينار ينفقه الرجل على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته
في سبيل الله ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله» (7).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا» (8).
5- الإنس والأحاديث في المجالس: ومعلوم أن الإنس والكلام مع الآخرين من الأمور المباحة للإنسان، لأنه بحاجة إلى من يؤنسه في الحياة، ومعلوم أن
الإنسان اجتماعي بفطرته، ولكن يجب ألا يتجاوز هذا الأنس والحديث فيه الحدود المباحة ليتحول إلى لغو وغيبة ونميمة، من أجل هذا جاء النهي من النبي
ï·؛ بقوله: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (9) وإذا دخل في الأنس المزح فيجب أن يكون مشروعًا، فلا يكون كذبًا وافتراء،
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يمزح ولا يقول إلا صدقًا.
بل على المؤمن الواعي أن يستغل مجالس الأنس لأداء رسالته، ويحوّر أحاديثها لصالح دعوته ودينه، ويسعى لتحويلها إلى مجالس العلم والمعرفة ومواجهة
الواقع، بدل اللهو واللعب والسخرية، لأن كثيرًا من رواد هذه المجالس يهربون من هموم الواقع وضغوط الحياة المختلفة، فيكون المدخل عليهم من الأبواب
التي يعانون منها.
----------------------

(1) أخرجه مسلم (ص406-407، رقم 1006) كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.
(2) الروم[ 21].
(3) أخرجه البخاري (ص1162-1163، رقم 6733) كتاب الفرائض، باب ميراث البنات. ومسلم (ص714، رقم 1628) كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث.
(4) النبأ [9].
(5) أخرجه البخاري (ص317، رقم 1975) كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم. ومسلم (ص472، رقم 1159) كتاب الصوم، باب النهي عن صوم الدهر.
(6) سورة الملك، الآية 15.
(7) أخرجه مسلم (ص403، رقم 994) كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال. والترمذي (ص456، رقم 1966) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على الأهل. قال: حديث حسن صحيح.

(8) أخرجه الترمذي (ص536، رقم 2344) كتاب الزهد، باب في التوكل على الله. وابن ماجه (ص607، رقم 4162) كتاب الزهد، باب التوكل واليقين. قال الترمذي: حسن صحيح.
(9) أخرجه البخاري (ص1052، رقم 6018) كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره. ومسلم (ص41، رقم 47) كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف.



ابوالوليد المسلم 30-05-2020 05:56 PM

رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
 
حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(39)


آثار الإخلاص (1-3)


آثار الإخلاص:

إذا أخلص الإنسان في أعماله القلبية واللسانية والمالية وفي كل حركاته وسكناته، فإن الله تعالى سيجازيه على ذلك في الدنيا والآخرة، بالثمرات اليانعة والنتائج الإيجابية كما يلي:
1 – الإخلاص يجرد النفس من العوالق الدنيوية:
الإخلاص يرفع نفس الإنسان ويسمو بها إلى المعالي، ويطهرها من العوالق والأدران الدنيوية الزائلة، فيحل فيها حب الله تعالى، وحب رسوله ï·؛، ويحل
التجرد لله وحده، فيسعى بكل ما أوتي من جهد وقوة أن ينال رضا الله تعالى، وذلك بتقديم الأعمال الصالحة خالصة له جلّ وعلا.
والمتأمل في حال المصلي والمزكي والمتصدق والصائم والمجاهد في سبيل الله تعالى، سيجد أن الذي يدفعه إلى هذا العمل هو استجابته لأمر الله تعالى، إلا ما
رحم الله، وهناك بعض العبادات التي قد يخفيها الإنسان عن الآخرين، وتبقى بينه وبين الله تعالى فحسب، فلا يشوبها رياء ولا مجاملة ولا خداع، مثل الصيام
الذي لا يفيد صاحبه الرياء، ولا يحس من حوله إن أفطر، ومن أجل ذلك جاء الجزاء الإلهي للصائم، بقوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: «الصوم لي
وأنا أجز به» دليل على أن الصائم مخلص في صيامه لله تعالى وليس فيه حظ أو جزاء دنيوي.
وكذلك الحال بالنسبة للذي يبيع روحه في سبيل الله استجابة لداعي الجهاد، فيترك الدنيا بزخرفها وبهارجها، ويترك القصر المشيد، والمركب الفاره، والعيش
الرغيد، ويترك الأهل والولد، امتثالاً لأمر الله، ونصرة للمسلمين، رغم طول المسافة ومشقة الطريق، وما يدفعه إلى ذلك إلا إخلاصه لله تعالى، ومن أجل
ذلك يكتب الله تعالى له الأجر العظيم في الآخرة، والعزة والنصر في الآخرة، وإن قُتِل فيكون شهيدًا، ويُغسل من الذنوب، ويدخل الجنة بغير حساب،
ويحشر مع الأنبياء والرسل، يقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا غڑ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}(1).
ذلك دلالة على أن النفس قد تحررت من أصفاد الدنيا وزخرفها، وانطلقت نحو الله تعالى، وقد وضعت الدنيا في يديها وتحت إرادتها، وليس العكس كما هي حال الكثيرين الذين ملكت نفوسهم الدنيا واستولت عليها من كل جانب.
2 – النجاة لما يتعرض له من المصائب:
ومن أثر الإخلاص لله تعالى في الأعمال، أنه يحفظ صاحبه من المصائب ويقيه شر الإنس والجن، ويدفع عنه ذلّ الأعداء وظلمهم، وحديث الرهط الثلاثة
شاهد على هذا الأمر، وكيف أن الصخرة انفرجت عنهم كاملة عندما كان لديهم رصيدًا من الإخلاص لله تعالى.
ليس هذا فحسب؛ بل إن الإخلاص لله تعالى يبعد عن صاحبه المصائب النفسية وآفاتها، لأنه يَحُول دون وصول الشيطان إلى النفس، ما دام صادقًا في قوله
وعمله وسلوكه مع ربه ومع الناس من حوله.
فالصلوات الخمس المفروضة في أوقات متفرقة في الليل والنهار، وصيام شهر رمضان، والزكاة والحج، والنوافل الأخرى من صلاة وصيام وصدقات، وذكر،
ودعوة وإحسان، كلها تدخل في العمل الذي يقي الإنسان من الشرور والمخاطر في الدنيا، ومن أجل سلامة المؤمن في دينه وعلاقته مع ربه، ومن أجل
سلامة جسمه وماله وأهله، حثّ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على بعض الأذكار والدعوات، في ليله ونهاره، كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص
والمعوذتان، في كل صباح ومساء ثلاث مرات، وكذلك بعض الدعوات يقول عليه الصلاة والسلام: «من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في
الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي»(2).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ï·؛ يعوّذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة
من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» (3).
وغيرها من الأوراد والأذكار التي حث النبي ï·؛ المسلمين عليها، لتكون وقاية وحماية لهم في حياتهم وشؤونهم المختلفة.
-------------------------------
(1) آل عمران [169-170].
(2) أخرجه أبو داود (ص716، رقم 5088) كتاب الأدب، باب ما يقول: إذا أصبح. والترمذي (ص773، رقم 3388) كتاب الدعوات. وكذلك أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
(3) أخرجه البخاري (ص565، رقم 3371) كتاب الأنبياء، باب (10).



الساعة الآن : 03:56 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 98.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 97.84 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.51%)]