ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   فكرة الترحم مطلقا على أي إنسان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=276831)

ابوالوليد المسلم 15-05-2022 11:48 PM

فكرة الترحم مطلقا على أي إنسان
 
فكرة الترحم مطلقا على أي إنسان


أحمد قوشتي عبد الرحيم



في ظني أن فكرة الترحم مطلقا على أي إنسان من أجل أنه إنسان وبغض النظر عن دينه ، دون أن يكون لذلك ضوابط وحدود ما : فكرة خيالية ولا يوجد قط من يلتزم بها على طول الخط مهما ادعى ذلك .
فقد تجد من يتكلم عن رحمة الله التي وسعت كل شيء ، وعن أن الإسلام دين الرحمة ، وأن الجنة بيد الله لا بيد البشر وأن ربك رب قلوب والمهم الأخلاق ، وأنك لا تدري على ماذا مات فلان وكيف ختم له ، ووو......إلخ
ثم إذا جاء لميدان التطبيق العملي فسوف تجده يناقض ذلك حيث يترحم انتقائيا وبقواعد وضعها هو بنفسه تبعا لهواه ولمواقفه السياسية والفكرية والعاطفية ، مما يجعل ترحم الناس على وسائل التواصل جزءا من التعبير عن مكنون نفوسهم وأحكامهم على الميت أكثر من كونه التزاما بإنسانيتهم المدعاة .
وحاول مثلا أن تراقب موقف هذا الفريق عند موت مخالفه فكريا أو سياسيا أو عدو وطنه ونظام الحكم الذي يعيش فيه ، أو من سرق ماله وتسبب في ظلمه - حتى لو كان مسلما - ستجده ساكتا وربما شامتا شاتما معبرا عن فرحه وسروره، والأمثلة في الواقع أكثر من أن تذكر .
ويمكن أيضا أن تسأل هذا القائل بجواز الترحم على أهل الكتاب هكذا مطلقا : هل سيترحم مثلا على نتانياهو عند موته وهل ترحم من قبل على شارون وبيجين وموشي ديان وبن جوريون ، مع أنهم جميعا بشر وهم أهل كتاب لا فرق مؤثر في الحكم بينهم وبين النصارى ، وإذا كان المانع من الترحم أنهم قتلوا وشردوا المسلمين وفعلوا فيهم الأفاعيل فهذا لا يقيد رحمة الله الواسعة ، ومن أدرانا على ماذا ماتوا ، فربما تابوا ، ويمكن أيضا أن يكونوا أسلموا سرا ، ثم إن جرائمهم ضد المسلمين من القتل والتشريد على شناعتها مجرد كبائر وطالما كفرهم الأصلي لا يمنع من الترحم عليهم فهل يمنع منه المعاصي مهما عظمت ؟؟؟؟
سيقول ساعتها مستبشعا لوازم مذهبه : كلا أنا لا أترحم على هؤلاء المجرمين إنما أترحم فقط على من خدم البشرية أو دافع عن الحق ونصر المظلومين وخدم القضية الفلسطينية مثلا .

وهذا هو المقصود ، فأنت في نهاية المطاف وضعت ضابطا من عندك لمن تسوغ الترحم عليه ، ولم تجعل الإنسانية وحدها هي المعيار .
بينما نحن بحثنا عن الضابط الذي اعتبره الشرع في باب الترحم والاستغفار والصلاة على الميت فلم نجد إلا الإسلام .











الساعة الآن : 08:53 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.70 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]