ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   كيف أتعامل مع زوجي كثير الكذب؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=257393)

ابوالوليد المسلم 23-04-2021 01:40 AM

كيف أتعامل مع زوجي كثير الكذب؟
 
كيف أتعامل مع زوجي كثير الكذب؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي





السؤال



ملخص السؤال:

سيدة متزوجة تشكو زوجها كثير الكذب؛ إذ يقنعها بأشياء كثيرة خاطئة، كما أنها لا تشعر معه بالأمان ولا الراحة.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ عامين، ولديَّ طفلة، مشكلتي أنَّ زوجي يَكذب عليَّ كثيرًا، ووصل الأمرُ إلى أنه يَستغفلني، ويفعل الخطأ ويقنعني أنه هو الصواب!




لا أستطيع أن أثق فيه ولا في كلامه، ولا أطيق النظر في وجهه! وآخر مشكلة ضربني على ظهري، ولم أستطعْ بعدها تحريك جسمي.




هو مصاب بالرهاب الاجتماعي، ويأخذ أدويةً نفسيةً، وأريد الطلاق منه، لكني أخشى على ابنتي!




لا أشعُر معه بالأمان ولا الراحة، كذلك أراه غير ناضجٍ، وأخشى أن أصابَ منه بمكروهٍ.



فأخبروني ماذا أفعل؟


الجواب



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فتعلمين أيتها الأخت الكريمة أن الكذبَ مِن أقبح الذنوب، ويزداد قبحًا إن كان بين الزوجين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّر منه غاية التحذير، فقال: ((إيَّاكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجلُ يَكذب ويَتَحَرَّى الكذب، حتى يُكتب عند الله كذَّابًا))، وهو في "الصحيحين" عن عبدالله بن مسعود، قال: ولا يكون المؤمن كذابًا، وإنما هو من صفات المنافقين، كما في الصحيحين أيضًا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع مَن كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانتْ فيه خلة منهنَّ كانتْ فيه خلة مِن نفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهَد غدر، وإذا وَعَد أخلف، وإذا خاصم فَجَر)).




والإنسان يقع في الكذب بسبب الغفلة، ودواؤها العلم وتذكُّر الوعيد الشديد الوارد في حق الكاذبين، والابتعاد عن الأسباب التي توقع في الكذب، ومراقبة الله تعالى وخوفه مِن أن يعجلَ العقوبة في الدنيا.




إذا تقرر هذا أيتها الأخت الكريمة، فزوجك بحاجةٍ لمَن يأخُذ بيديه ويَنصحه ويُذكره بالله سبحانه، بلطفٍ ورفقٍ، ولا تكثري اللوم له، وإنما خوِّفيه بالله، ورغِّبيه في التوبة والرجوع إلى الله وتخير الكلمات اللينة، كما يمكنك أن تستعيني على ذلك بأهل الخير والعلم، فخاصة الزواج في السكون، والمودة، والرحمة، فإذا ضيع شيء منها وجب تدخُّل العقلاء من العارفين بأحوالكما؛ ليفصلوا في المشكلة، ويعملوا على إصلاح ذات البين، ومتى صدقت الإرادةُ كان التوفيق الإلهي رفيقها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، ويجب عليكما الخضوع لحُكم الحكمين والعمل به بعد أن يسمعَا شكوى كلٍّ منكما، ويتعرفَا ما يرجى أن يصلح بينكما.





أما عدم شعورك بالأمان فسيزول بالعِشرة وحسن المعاملة، وأما كونه غير ناضجٍ وتخشين منه أن يصيبك بمكروهٍ فأفضل ما يدفع هذا الشك عنك هو سؤال طبيبه المعالج عن حالته الصحية، ومدى خطورتها عليك، فإن طمأنك دفع الهاجس عن نفسك، وأما إن ذَكَر لك أن وجوده خطر عليك، فعندها يجوز لك طلب الطلاق مِن أجل الضرَر.





وأسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان






الساعة الآن : 04:25 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.78 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]