الاختصار في باب ظن وأخواتها وإن وأخواتها
الاختصار في باب ظن وأخواتها وإن وأخواتها أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن ظنَّ وأخواتها: يتجلَّى الاختصار هنا في "باب علمت أنَّك قائمٌ"، وفي هذا الشأن يقول السيوطي: "وباب علمت أنك قائمٌ؛ لأنَّه مُنْحَلٌّ لاسْمٍ وَاحِدٍ سَدَّ مَسَدَّ المفعولين [1]"؛ أي: يقوم المصدر المؤول هنا مقام المفعولين معًا ويسدُّ مسدَّهما، وفي ذلك اختصار للكلام. ومن مظاهر الاختصار في هذا الباب حذف المفعولين، وعن ذلك يقول السيوطي: "وأمَّا حَذْفُ المفعولين اقتصارًا فَلا يَجُوْزُ بِلا خِلافٍ؛ لأنَّ أصلهما المبتدأ والخبر وذلك غيرُ جائزٍ فيهما، وإمَّا اختصارًا فيجوزُ نقله عن الجمهور، ومَنَعَهُ طائفَةٌ منهم ابن الحاجب وَصَحَّحَهُ ابن عصفور"[2]. فالحذفُ لدليلٍ يُسَمَّى اختصَارًا، ولغيرِ دَلِيْلٍ يُسَمَّى اقْتِصَارًا، فَحَذْفُ المفعولين هنا لدليلٍ جائزٌ وفاقًا كقوله: بأيّ كتابٍ أم بأيَّة سُنّةٍ ♦♦♦ تَرى حبّهم عاراً عليّ وتَحْسِبُ؟ أي: وتحسب حبهم عارًا. (إنَّ) وأخواتها: قال النحاة: " إِنَّمَا دخلت " إنَّ " على الكلام للتوكيد عِوَضًا من تكرير الجملة، وفي ذلك اختصارٌ تاَمٌّ مع حصول الغرض من التوكيد، فإن دخلت اللام في خبرها كان آكد، وصارت " إنَّ واللام " عوضًا من ذكر الجملة ثلاث مرات، وهكذا " أنَّ " المفتوحة إذ لولا إرادة التوكيد لقلت مكان قولك بلغني أن زيدًا منطلق بلغني انطلاق زيد [3]". [1] الأشباه (1 /51). [2] همع الهوامع (1 /549550) (بتصرف) . [3] ينظر: اللباب (1 /205)، والأشباه (1 /52). |
الساعة الآن : 06:56 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour