ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   توجيهات عامة في العشر الأواخر من رمضان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256897)

ابوالوليد المسلم 12-04-2021 10:59 PM

توجيهات عامة في العشر الأواخر من رمضان
 
توجيهات عامة في العشر الأواخر من رمضان

















الشيخ أحمد الزومان




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].







أمَّا بعدُ:



عباد الله، بين أيدينا عشر مباركة، فيها ليلة العمل الصالح فيها خير من ألف شهر، فيتأكد في هذه العشر قيام الليل لإدراك ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان؛ ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين، فاستهلت السماء في تلك الليلة، فأمطرت، فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرت إليه، انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينًا وماءً"؛ رواه البخاري (2018)، ومسلم (1167)، فصادفت ليلة إحدى وعشرين.







وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوها في العشر الأواخر - يعني: ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبنَّ على السبع البواقي))؛ رواه البخاري (2015)، ومسلم (1165)، واللفظ له.







ففي هذا الحديث أن ليلة القدر تكون في ليلة ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع وعشرين، وقد قال أُبي بن كعب رضي الله عنه: "إنَّها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنَّها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّها تطلع يومئذ لا شعاع لها"؛ رواه مسلم (762).







فهذه أحاديث صحيحة، ولا يمكن الترجيح بينها، فلذا أصح الأقوال أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في أوتاره، وهي ليست في ليلة بعينها دائمًا، بل تتنقل، والله أعلم.







فمن الخطأ قيام البعض في ليلة بعينها على أنها ليلة القدر، وترك القيام في باقي العشر، فقد يُحرم مَن هذه حاله ليلة القدر، فيفوته خير كثير.







إخوتي، إنه ليحز في النفس زهد البعض في هذه الليلة المباركة، فتجد من يصلون آخر الليل في العشر الأواخر قلة، مع أن الله متَّعهم بالصحة والفراغ، فعلامَ التواني؟ وإلى متى والواحد منا يتبع نفسه هواها؟





والنفسُ كالطفلِ إن تُهمله شَبَّ على https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










فلا بد من مجاهدتها على طاعة الله حتى تستقيم، فإتعاب النفس بالطاعة إنما هو لأجل إراحتها بعد موتها.







أخي، يا من تؤم المصلين في الصلاة المفروضة وفي صلاة القيام، أُذكرك أن السنة تناسب أركان الصلاة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أطال القراءة أطال الأركان الأخرى، فأطال الركوع والرفع منه، والسجود والجلسة بين السجدتين، وإذا خفَّف القراءة خفَّف بقية الأركان الأخرى، هذا هدْي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفرض، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدت قيامه فركعته، فاعتداله بعد ركوعه، فسجدته فجلسته بين السجدتين، فسجدته فجلسته ما بين التسليم والانصراف - قريبًا من السواء"؛ رواه البخاري (792)، ومسلم (471).







وكذلك هذه سنته في صلاة النفل، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمِع الله لمن حمده، ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه"؛ رواه مسلم (772).







من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، واعتكف أزواجه معه في حياته وبعد وفاته، ونحمد الله أنا نرى هذه السنة تُحيا في كثير من مساجدنا، إلا أن الملاحظ أن أكثر المعتكفين هم من الشباب، ويقل فيهم كبار السن ممن ابيضت لحاهم، أو كادت، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في الستين من عمره، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم معه، فينبغي لمن ليس لديه شغل يشغله - من ارتباط بعمل، أو بمتابعة أولاد - أن يعتكف في هذه العشر ولو يومًا؛ متابعةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وطلبًا للأجر؛ ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7].







أخي الشاب، يا من هجرت اللهو والعبث، ولازمت المسجد معتكفًا، نُحيِّي فيك هذه الإرادة والهمة العالية، فأنت تذكرنا بصالحي شباب هذه الأمة أسامة بن زيد، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهما، لكن أذكرك أن الاعتكاف سنة، فإذا تعارض مع واجب فدعه، وأقبل على الواجب، فمثلاً: إذا كان أهلك في حاجتك، وطلبوا منك أن تبقى قريبًا منهم؛ تقضي حوائجهم، وتذهب بهم لِما يحتاجونه من الأماكن، فأطِعْهم، وكن معهم، فبر الوالدين واجب، فيُقدَّم على سنة الاعتكاف.







الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعدُ:



عباد الله، أُمتنا الإسلامية تعيش في حال ضعف وتفرُّق وتناحر، تكالَب عليها كفرة أهل الكتاب وغيرهم، فاحتلال وقتل في بلاد العرب والعجم، واقتتال داخلي بين المسلمين، فتزهق أنفس معصومة من غير سبب، وتغريب لكثير من المسلمين، وإبعاد لهم عن دينهم، وفقر ومسغبة في بعض بلاد المسلمين، ومع كل ذلك، فهي مستهدفة في دينها وفي أمنها وفي وحدتها، وفي شبابها وفي نسائها وفي تعليمها، فلا أقل من الدعاء لهذه الأمة، لا سيما في الأوقات الفاضلة، فيُدعى لعامتها وخاصتها بالهداية والتوفيق، وردِّها إلى جادة الصواب؛ لتعمل بكتاب ربها وسنة نبيها، وأن يكبت الله أعداءها.







معاشر الأولياء، الأسواق النسائية محل فتنة للرجال والنساء، وتُخشى الفتنة على من أكثر التردد عليها من حاجة ومن غير حاجة من الرجال والنساء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))؛ رواه مسلم (671).







فليكن خروج النساء للحاجة، ولينظر الولي: ما المناسب في خروج المرأة للسوق؟ وذلك راجع لاعتبارات عدة.







ومن واجبات المسؤولية التي حملها الله الرجال؛ حيث جعل لهم القوامة على النساء، فمن واجباتنا النظر فيما يُشترى من ملابس، ومدى بُعدها عن المخالفات الشرعية والعادات الحسنة، فليكن لنا دور توجيهي في شراء ملابس العيد وغيرها، فيبتعد أهلنا عن شراء الملابس التي فيها تصاوير ذوات الأرواح، أو القصيرة، أو التي تظهر بعض بدن المرأة - كظهرها وبطنها - أو التي فيها عبارات بذيئة، أو تمجِّد بعض الكفار.







ومن الخطأ الظاهر ترك الأولاد الصغار يتجولون على دراجتهم أو على أرجلهم في وقت متأخر من الليل في الشوارع، أو في أماكن بعيدة عن الحركة مع قلة خبرتهم في الحياة، وجهلهم بمسالك أهل الشر ومقاصدهم، فيجب التنبه التام لهذا الأمر، وأخذ الحيطة؛ حتى لا يتعرضوا للأذى.







عباد الله، الزكاة من العبادات المؤتمن عليها الشخص، فيجب على من وجبت عليه الزكاة أن يتحرى مستحقيها ولا يكتفي بمجرد أنه اعتاد أن يعطيها أناسًا بأعيانهم، فالفقير لا يبقى فقيرًا، فربما اغتنى عنها. ولا يحل لمن أغناه الله عنها طلبُها، ولو أُعطي الزكاة تعيَّن عليه ردُّها، ثم مَن حلت له الزكاة يجب أن يأخذ قدر حاجته، ويصرفها في حوائجه من غير إسراف، فالمشاهد من صنيع بعض من يأخذون الزكاة الإسراف في المال في خاصة أنفسهم، أو فيما يعطونه لأولادهم وأهلهم من أموال.








أخي، ألِفنا وجهك في هذا الشهر، واستبشرنا بارتيادك المساجد ومحافظتك على الصلوات الخمس، لكن لا نريد أن تَقصُر محافظتك على صلاة الجماعة في رمضان فقط، وتُفرِّط فيها في غير رمضان، فهذا من تلاعب الشيطان، فالواجب واجب في رمضان وفي غيره، فاعقد العزم أخي على الاستمرار على المحافظة على الصلوات جماعة في المسجد، فالعبادة لا تحد بوقت، بل منتهاها خروج الروح؛ ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، واحذر أن يُفاجِئَك الموت وأنت مفرط في صلاة الجماعة، أسأل الله أن يثبتك، وأن يشرح صدرك، وأن يسعدك في الدارين.







أخي، يا من صُنت سمعك عن الحرام في رمضان، فعاهدتَ ربَّك ألا تسمع الغناء في رمضان، وصنت بصرك عن الحرام في رمضان، فابتعدت عن المناظر المحرمة في رمضان - من قنوات وأفلام ومواقع - لا أقول لك إلا كما قلت لأخيك الذي قصر المحافظة على صلاة الجماعة في رمضان، فاثبت ثبَّتك الله على ما أنت عليه.





الساعة الآن : 10:49 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 21.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.20 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.44%)]