ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   هل في الزواج من امرأة أنا غير مقتنع بها ظلم لها؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=288056)

ابوالوليد المسلم 26-01-2023 06:59 PM

هل في الزواج من امرأة أنا غير مقتنع بها ظلم لها؟
 
هل في الزواج من امرأة أنا غير مقتنع بها ظلم لها؟
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
رجل في الأربعين من عمره، لديه ثِقَلٌ في اللسان، غير متزوج، يبحث عن زوجةٍ، ويسأل: هل لو تزوجتُ امرأةً أنا غير مقتنع بها سأكون ظالمًا لها؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجل في الأربعين مِن عمري، لدي ثقل في اللسان، ولا أعمل بسبب ظروفٍ مرَضية، أريد الزواج، لكن للأسف مميزاتي قليلة، فهل إذا تزوجتُ امرأةً أنا غير مقتنع بها سأكون ظالمًا لها؟

للأسف الفرص الزوجية المتاحة لي كانتْ مُحبِطَة جدًّا؛ فمثلًا إحداهنَّ مُطلقة ولديها طفل وغير متعلمة، وثانيهنَّ تعليمُها أقل مني بكثير، والثالثة غير متزوجة ومتقدمة في السن أو عانس، وغير جميلة.

أنا في حيرةٍ مِن أمري، وأخشى إنْ قبِلْتُ الزواج مِن امرأةٍ غير مقتنع بها أن أكونَ آثمًا أو ظالمًا لها!
أخبِروني ما الأمور التي يمكن للرجل أن يتنازلَ عنها في المرأة (الجمال أو التعليم أو الأخلاق...)؟


الجواب:

الأخ الكريم حياك الله.
قبل أن تُفكِّر في ظُلم الآخرين، عليك أن تُفكِّر في تجنُّب ظُلم نفسك، وحرمانها حقها في الظفَر بزوجةٍ تقر بها عينك، ويسعد بها قلبك!

نعم، لقد تخطيتَ سنًّا كبيرًا دون زواج، حتى فتاة الثلاثين التي يسميها المجتمع عانسًا، قد لا تقبلك؛ فعدد غير قليل مِن الفتيات اللاتي تجاوزن الثلاثين ممن أعرفهنَّ لم يتزوجْنَ إلا شبابًا في أعمار قريبة جدًّا مِن أعمارهنَّ، ولم يقبلن الرجل الأربعيني لأنهنَّ يَرَوْنَهُ كبيرًا!

الزواج أيها الفاضل كغيره مِن الأرزاق يَخضع لأمور قد تكون منطقيةً، وأحيانًا تبدو بالنسبة لنا بعيدةً عن العقل، وعلى المرء أن يُوازِنَ بين أحلامه وإمكانياته التي قد تُساعد على تحقيق تلك الأحلام بقدرٍ يختلف مِن شخص لآخر، فلا يتجاوز الحدَّ في الأحلام، ولا يسترسل مع الأمنيات، فيقذفه الواقعُ بأحجار صلبة تُشعره بالعجز عن تقبُّل الواقع والتخلي عن الأمنيات، التي لا يرى بوادر لتحقيقها؛ فيُصاب بالإحباط والتخبط والتحيُّر بين الحرمان والإقبال على أمرٍ لا رغبة له فيه!

ذكرتَ أنك تعاني ثقلًا في اللسان، وأنك تُعدُّ كبيرًا في السن، ولستُ أرى في هذين الأمرين عيبًا مقارنة بأمرٍ ذكرتَه عرَضًا، في حين أنه يهم كل فتاة في المقام الأول قبل ما ذكرت؛ فبقاؤك بلا عملٍ قد يكون السبب الأول لرفض بعضهنَّ، وإن لم تُفصحْ لك عن ذلك، وإن كنتَ تمتلك من المال ما يكفيك لسنواتٍ، فكلُّ فتاة وأهلها يحرصون على دخل ثابتٍ يَضْمَنُ لابنتهم حياةً كريمةً في ظل الغلاء الذي يُعانيه المجتمع حاليًّا.

لستُ أرى في ثقل اللسان مانعًا عن العمل، إلا أن يكون عملك في مجال التعامل مع الجمهور، أو التحدث إلى العملاء، ونحو ذلك، وإلا فسائر مجالات العمل لا تتطلب اللباقة في الحديث، أو حتى سلاسة المنطق، فاسعَ يا أخي إلى ما قد يُرجِّح كفة القبول لديك، ويُرغب فيك إحداهنَّ.

بخصوص التنازل الذي تسأل عنه، فكلُّ تنازل سوى التنازل عن الدين قد يكون مقبولاً بحسب رؤية الشخص، ولك كاملُ الحرية فيه، والأمرُ لا يرجع لصفاتٍ معينة مِن الجمال والمستوى الاجتماعي والتعليمي أو الفِكري، أو غيرها مِن الشروط، بقدر ما يرجع إلى القبول النفسي والانجذاب القلبي، فقد يميل قلبك لفتاة أقل جمالًا مِن غيرها، وقد تهفو نفسك إلى فتاةٍ أدنى فِكرًا أو مالًا مِن سواها، وقد ورد في الحديث: ((الأرواح جنود مُجنَّدة؛ ما تعارَف منها ائتلَف، وما تنافَر منها اختلف))؛ متفق عليه.

والحبُّ إن أصاب قلبًا فإنه يرى محبوبه أكمل وأجمل وأفضل الناس، فلا يلتفت لعُيوب قد تكون واضحةً جلية للناس، لهذا أنصحك أن ترفقَ بنفسك، ولا تُرغمها على ما لا تميل إليه لرغبتك في الزواج، ووسِّع نطاقَ بحثك، وأظهر ميزاتك أمام مَن ترغب فيها، ولا تُقبل عليها بتردد وانعدام ثقة؛ فصورتُك التي تراها عن نفسك تنعكس؛ فيَراها من حولك ويستشعرونها بقوة.

استشعر نِعَم الله عليك، وأحسِنِ استغلالها، ولا تقلقْ بشأن رزقٍ قد كَتَبَهُ الله لك قبل أن تولد، وخلاصةُ إجابتي عن تساؤلك:
لا تقبل مَن لا ترغب فيها، فتبني بيتًا على أنقاض مشاعر مُحطَّمة توشك أن تهدمه، ولا تقلقْ بشأن التنازل إن رضي قلبك وسعد بالفتاة ما لم يكنْ هذا التنازل في الدين والخُلق؛ ((فاظفرْ بذات الدين تربت يداك)).

همسة أخيرة: عليك أن تسعى في علاج ثقل اللسان لديك لأجل نفسك، لا لأجل زوجةٍ أو مجتمعٍ؛ فأنت تستحق مِن نفسك الرعايةَ والاهتمام، والحل الأول أن تذهبَ إلى طبيبٍ مختص في النطق والتخاطب؛ ليُشير عليك بما يتوجب فِعلُه بعد ذلك، فقد يكون مؤشرًا لعرَضٍ يجب عدم إهماله، والعلاجُ بفضل الله في كافة المجالات الطبية الآن يختلف كثيرًا عما سبَق، فالتمس المعافاة، واستَعِنْ بالله، وتوكَّلْ عليه، والله أسأل أن يتم عليك نعمة العافية.
وفقك الله، وأقَرَّ عينك بزوجةٍ صالحةٍ طيبة
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



الساعة الآن : 11:37 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.36 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.99%)]