ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   استجلاب الخادمات أخطار ومحاذير! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256523)

ابوالوليد المسلم 08-04-2021 05:33 AM

استجلاب الخادمات أخطار ومحاذير!
 
استجلاب الخادمات أخطار ومحاذير! [1/2]























تحقيق/إشراقة الحاج






تأثيرات اجتماعية وثقافية وصحية واقتصادية على الأسرة والأبناء!



لا يختلف اثنان في أن المجتمع السعودي مثل غيره من المجتمعات التي دعت فيها ملابسات الحياة العصرية الحديثة ومقتضيات النمو الاقتصادي العمراني الاجتماعي والتعليمي إلى تزايد الطلب للاستعانة بالخادمة .. وبنظرة متأملة للواقع نجد أن المشاكل التي أفرزتها الخادمة والتي لا تنفك تتحدث عنها البيوت والمجالس ووسائل الإعلام لا يوجد مثلها في أي من المجتمعات الأخرى من حيث الأثر على الأسرة والأبناء.







ولعل خصوصية هذا المجتمع ونهجه الملتزم وتقاليده المستمدة من هذا النهج الذي يشكل تماسًا مع الواقع العقائدي والثقافي الموروث للخادمات دورًا لا يستهان به في المشكلة.







إن التواجد المتزايد لهذه الفئة بالبيوت جعل منها ظاهرة اجتماعية يترتب عليها الكثير من المشاكل المربكة, بل وأبعد من ذلك كما تصف الدراسات والبحوث, ففي دراسة ميدانية علمية حديثة لمكتب التربية العربي لدول الخليج بعنوان: [المربية الأجنبية في البيت العربي الخليج] للدكتور إبراهيم خليفة اتضح أن الأخطار تتجاوز الأسرة والطفل ونموه المعرفي واللغوي والاجتماعي والنفسي لتعد من أكبر المعوقات التنموية المستقبلية، وعليه فإن تحليل مثل هذه النتائج يجعل الأمر يحتاج لوقفة جادة ..تقفها الأسر عامة والأمهات خاصة لحماية أطفالهم وتربيتهم بحسب احتياجات وثقافة مجتمعهم بدون الخادمة، أو بوجودها إن دعت الحاجة، حيت يمكن تفادي الآثار المترتبة على ذلك مستقبلاً .. طالما أننا نمسك بزمام الحاضر الآن.







[المتميزة] عبر هذا التحقيق آلت على نفسها أن تسهم في التبصير بحجم الظاهرة وعن الآراء والمقترحات التي تقدم الحلول والمعالجات التي تقلل الآثار السلبية، وتلقي الضوء على استجلاب الخادمات: بداياته وأسبابه وأخطاره ومحاذيره بجانب معالجة السلبيات وذلك من خلال لقاء الأسر [آباء، أمهات، أبناء] والدعاة وبعض المتخصصين في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والنفسي ومكاتب الاستقدام.







مفهوم الخادمة:



دعونا أولاً نتحدث عن مفهوم الخادمة في التحقيق, من هي؟ وماذا تعمل؟ حتى لا يلتبس علينا الأمر مع بعض وظائف العمالة المنزلية الأخرى .. فالخادمة بحسب ما كُتب في لوائح العمل هي امرأة أنثى تعمل لدى أسرة واحدة أو مجموعة أسر تخدمهم وتعاونهم في أعمال المنزل بمجهودها البدني والعملي وخبراتها التي في معظم الأحوال لا تستند فيها على شهادة أو درجة علمية, اللهم إلا في بعض الطبقات الاجتماعية والعلمية وهي لقاء هذه المعاونة في خدمة ربة المنزل تقبض راتبًا شهريًا يحدد بموجبه عدد ساعات عملها والأيام.



ويندرج تحت مفهوم الخادمة مهن معاونة أخرى كالمربية والطاهية .. إلخ..







تاريخها:



إن التاريخ قديمًا وحديثًا يشير إلى وجود هذا النمط من الأعمال والذي لم يخلُ منه مجتمع من المجتمعات .. فالله سبحانه وتعالى سخر بعضنا لخدمة بعض قال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً ﴾ [الزخرف:32]، وتقسيم الله الأرزاق يتفاوت من واحد لآخر, فجعل البعض يحتاج للآخر ويقوم على خدمته لقاء أجر...







إن المجتمع الإسلامي والعربي مليء بالتجارب التي تدل على السماحة والتعايش الإيجابي مع الخدم دون مشقة، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل الخدم ولم ينكر استخدامهم وما رده على فاطمة رضي الله عنها حينما شكلت إليه ألم الرحى في يديها إلا دليلاً على ذلك إذ لم ينكره، فكل ما تقدم يدل على أن الخادم موجود في عهدنا البعيد, وقد زادت استخدامه مؤخرًا ظروف التداعيات الاقتصادية والتطورات التي أعقبتها تغيرات اجتماعية جعلت الدول النامية والفقيرة يتجه أبناؤها وبناتها للخدمة عند الدول الغنية .. وعليه فإن مجمل القول: إن وجود الخادمات للمعاونة بالمنازل في وقت الحاجة الملحة أمر لا حرج فيه ولا حرمة, إنما تكمن الحرمة في وجود خادمة غير مسلمة ولا ملتزمة بالضوابط, اقتضتها ظواهر سطحية تتجاوز أعباءها المعاونة لتمثل دور الأم في التربية والمساس باللغة والسلوك والعقيدة .. وبيت لا يعبأ بالضوابط الشرعية يترك لها الحبل على الغارب...لذلك فإن حرص الأسرة على تأدية دورها الرئيس هو الذي يبعد شبح المخاطر ويجعل الخلافات ذات وضع نسبي.







وجودها .. لماذا؟
24 عامًا هي عمر التعامل المنظم بين أرباب المنازل ومكاتب الاستقدام الأهلية التي تنظم وتلبي الطلب على الخادمات, وكثيرة هي الأنشطة الاقتصادية التي لابست الحاجة للخدم من [خدمات تعقيب، تأشيرة ..إلخ] والأكثر هي السنوات التي سبقت هذه الفترة حيث كانت الاستعانة بالخادمة موجودة ولكنها ليست واضحة بالصورة التي ظهرت بها اليوم .. فلماذا الحديث عن الخادمة الآن؟ وما هي الأسباب التي دعت بالمجتمع لاحتياجها واستضافتها لتحل بديمومة؟ وهل الحاجة اجتماعية أم اقتصادية؟ ومتى بدأت؟








ردًا على ذلك حدثنا الدكتور عبد الله الحمود [الكاتب الصحفي وصاحب مكتب الحمود للاستقدام] قائلاً: "طبقًا لما ساد في مجتمع المدينة والقرية والحي في العقود الماضية من تكافل اجتماعي ما كانت النساء والأمهات يحتجن للخادمة, ولكن مع تقديرنا للوقت الراهن وما حدث من طفرة وما آل إليه الوضع من ترامي المدن وكبر المنازل وما جهزت به من وسائل جعل من الصعب حضور الأقارب والجيران للمساعدة كما في السابق كما أن تحسن الظروف الاقتصادية منذ السبعينيات أوجد أسرًا تنشد الرفاهية وما لابس ذلك من محاور ضعيفة للاحتياج مثل الزواج والدراسة والوظيفة كما لعب التقليد من أجل المباهاة والمفاخرة دوره في هذا الاحتياج ..".







أما عن كثرة الحديث عن آثار الخادمات في هذا الوقت بالذات فيُرجح الحمود أن ذلك يرجع لعدة احتمالات:
استقدام دون حاجة فعلية من البعض.
إطلاق العنان من الأسرة للخادمة لتتولى أمر كل شيء بالبيت.




عدم وجود ولو خطة بسيطة لدى الأسر للتعرف على الخادمة وانتمائها الديني والعرقي والتعامل معها وفق تركيبتها الاجتماعية.







ويرى الحمود أن استجلاب الخادمات يشكل قضية اجتماعية, والاحتياج اجتماعي محض ولا يفترض أن يكون معه أي مجال آخر كالاقتصاد، وربما يمكن القول بأن الاقتصاد يعاني في حالة المضي قدمًا في استقدام العمالة المنزلية.







الطفرة .. والواقع المر:
فضيلة الشيخ إبراهيم بن يحيي أحمد الحكمي [عضو الدعوة والإرشاد بالإدارة العامة للسجون بالرياض، خطيب جامع الخيال] تحدث لنا عن أسباب الاستعانة بالخادمة قائلاً: [الطفرة لعبت دورها في الواقع المر الذي تعانيه الأسر من الخادمة وما أعقب ذلك من تقليد وتبذير] ويقول أيضًا: [معظم المستخدمات للخادمات والمربيات من المثقفات وحملة الشهادات ومن الأسر الثرية، حيث المرأة تعمل والدخل الشهري مرتفع, كما لوحظ أن لديهن أكثر من طفل تقل أعمارهم عن ست سنوات, كما أن الإقامة في المدن الكبيرة ويشير كل ذلك إلى الترف بسبب الطفرة .. أما المباهاة فهي عامل آخر قال عنه: إن المرأة تتعالى على زميلاتها وقريباتها بكثرة الخدم والحشم وقد ذم الله الترف، حيث قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ﴾ [الإسراء:16]، كما أن هناك دورًا آخر للطفرة يعد ضربًا من التبذير يلاحظ فيه أن معظم الأسر التي ستتقدم الخادمات لا تعمل فيها ربة المنزل سواء داخله أو خارجه، وإنما تقضي الوقت بين النوم والسهر مع الصديقات والتجول في الأسواق".








الدراما والإعلام:
وإذا انتقلنا للإعلام نجد أنه لعب دوره في ظاهرة الخادمات .. عن هذا الدور تقول نورة باحسين الأستاذة بدار الإيمان لتحفيظ القرآن الكريم: "لعبت وسائل الإعلام دورًا لا يخفى عبر الأعمال الدرامية التي تظهر تميز الخادمة وتعاونها وتميز الأفراد الذين تقوم على خدمتهم والمنازل التي تخدمها وجعلها قمة النظام والنظافة بجانب عرضها لأكثر من خادمة في المنزل حيث إن خادمة واحدة لا تكفي .. وتعتقد نورة باحسين أن الدراما قد كرست لدور الخادمة في المنزل, وأزكت روح التقليد والمحاكاة للواقع الأصلي .. وتضيف: إن الطفرة التي شهد معها الفرد زيادة في الدخل وتطورًا في المفاهيم خاصة بعد أن تعلمت المرأة وشاركت في العمل وما تلا ذلك من تطور في مفهوم الأسرة والمنزل من اتساع وزيادة العدد كأنما ختم وجود الخادمة للمساعدة وجعلها وجهًا حضاريًا, وبذلك اتخذت المرأة أكثر من الخادمة متخذة بذلك طابع الترف المنهي عنه شرعًا".








النظرة الاجتماعية:
كما تعد الطفرة الاجتماعية للأعمال المنزلية والعلاقات العائلية وما حدث فيها من تطور نتيجة التوسع في التعليم والتوجه نحو الوظيفة عوامل مساعدة أخرى حدثتنا عنها الأستاذة الكاتبة فاطمة العتيبي [مديرة تحرير مجلة المعرفة لشؤون تعليم البنات]، حيث قالت: "إن ارتفاع مستوى الدخل بعد الطفرة وتحسن المستوى التعليمي والعلمي للمرأة وجميع أفراد الأسرة صاحبه تطور وتوسع في دائرة العلاقات العائلية والاجتماعية وانفتاح في حلقة التواصل والاجتماعيات والزيارات، وما تبع هذه العلاقات من مظاهر وولائم وخدمات جعل البعض يرغبون في الخادمة.








وتشير فاطمة العتيبي لنظرة بعض النساء المتعلقة بالمحافظة على المظهر وتقول: "إن النساء المتعلمات أو العاملات يرون في الخادمة عنصرًا معاونًا لتكون الواحدة منهن أكثر قدرة على أداء واجبها والتزاماتها داخل وخارج البيت، وترى فاطمة العتيبي أن التوسع التعليمي أعاد الكثير من الأمهات والنساء لمواصلة التعليم, وقد زاد ذلك من أعبائهن خاصة المتزوجات اللائي لديهن أبناء في المراحل التعليمية.







الحاجة الصحية:
وتعد الظروف الصحية وما يتعلق بها من مرض وإعاقة أحد الأسباب التي تدعو ربة الأسرة للاستعانة بالخادمة, وتواصل فاطمة العتيبي قائلة: "إن كبر السن ووجود أعداد كبيرة من الأطفال وما يتطلبه البيت الذي توسع كثيرًا عن ذي قبل من أعمال تنظيم وتنظيف جعل البعض يتجه نحو الخادمة, بل وغير ذلك المفهوم الذي يربط بين الدخل والخادمة, فصارت الخادمة في كل وسط".








التقليد والمفاخرة:
قيل: إن الخادمة شر لا بد منه .. أما المستشار الاقتصادي المعروف الأستاذ الدكتور زيد الرماني [جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية] فيضيف: "شر لا بد منه عند الضرورة" وعلى حسب قوله فإن الموجه العارمة لاستقدام الخادمات لحاجة تصبح مبررة ومنطقية .. ويؤكد الدكتور زيد بعض الحقائق بخصوص الحاجة لخادمة وعملها في المنزل قائلاً: [لم تكن الخادمة في أي وقت من الأوقات ضرورة على الإطلاق بل كانت غالبًا لحاجة معينة مؤقتة غير دائمة، واستقرا ء التاريخ قديمًا وحديثا يؤكد ذلك إذا سلمنا جدلاً بضرورة استقدام الخادمة في بعض الأحيان ولبعض الأسر فينبغي أن تكون هذه الضرورة مقدرة بقدرها ومنضبطة .. وإذا قلنا: إن الخادمة ليست ضرورية بشكل عام فإننا نؤكد أنه لا يترتب على استقدامها لحاجة مؤقتة ضرر كبير, ولكن مما لا شك فيه أن استقدامها بشكل عام مؤشر خطير وعامل مؤثر على مختلف الأصعدة وأن المباهاة والتقليد والمحاكاة سبب في تكثيف الظاهرة وآثارها ومآسيها التي لا تعد.




يتبع





ابوالوليد المسلم 08-04-2021 05:33 AM

رد: استجلاب الخادمات أخطار ومحاذير!
 
ونعود مرة أخرى للأستاذ عبد الله الحمود الذي يتحدث لنا عما يستلزمه الاستقدام لهن من حذر قائلاً: "حيث هناك من يحتاج إليهن فلا بد أن يضع في باله أن هناك ضيفًا غريبًا سيحل على الأسرة وأن هناك تدابير لابد منها للتعامل مع هذا الصنف البشري الذي يختلف عن نظيره الذي يعمل في مؤسسة اقتصادية أو غيره وعلى هذا الأساس فينبغي التعامل بما يتطلبه التعامل الإنساني وأن يكون الاستقدام للاحتياج الشديد ويفترض أن لا يؤتى بها للمباهاة والتفاخر، إن الحذر في المعاملة لابد منه حتى وإن سلمت أخلاقهن, فهن عرقيًا ينتمون لجذور متعددة وعادات وتقاليد تختلف عما لدينا.







وحيث وصل بنا الحديث إلى هذه النقطة فإننا بعد ذلك نريد أن نتعرف على الدواعي والأسباب التي حدت الأسر للاستعانة بالخادمة .. من خلال الاستطلاعات نتوصل للأسباب بجانب الآثار المترتبة التي نلمحها من الأسطر التالية:
نوم بغرفة واحدة:




فاطمة الدريس موظفة:



احتجتها لرعاية طفلتيَّ اللتين دون سن المدرسة بعد التحاقي بإحدى المؤسسات للعمل عقب انفصالي عن زوجي, وحيث إنني انتقلت للإقامة مع والديَّ المسنين كان لابد من الخادمة .. الآن كبرت بناتي ولم أستطع أن أستغني عنها .. فهي تهتم بنا جميعا وتلبي طلباتنا .. تستذكر مع بناتي وتنام معهن في غرفتهم كأنها أختهم.







إغراق خشية الطمع:
أم سلطان: امرأة مسنة وزوجها كذلك, وقد فرغ البيت عليهما بعد زواج الأبناء, ولأن البيت الكبير الذي يؤمه الأبناء والأهل قالت: ["قواي لم تعد مثل أول, ولذا أحتاج الآن الخادمة والطاهية والسائق، لا أستغني عنهم، يملأون عليَّ المنزل في غياب أولادي وأحفادي, وحيث إنني أخشى طمعهم فلا أبخل عليهم بشيء .. نتسامر مع بعضنا .. ولا توجد مشكلة من أي نوع .. فالشروط الشرعية منطبقة عليهم".








منى اليوسف [ربة منزل]، قالت: يتذمر زوجي من انشغالي بالأطفال الستة وبدارنا الواسعة وضيوفنا الكُثُر, لذلك استعنت بها برضاه .. هي نظيفة واعية ولكنها لا تلتزم بالزي الشرعي رغم أنها مسلمة, وهذا غالبًا ما يوقع الخصام بيني وبين زوجي, فهو كثيرًا ما يراها].







تبذير وإهدار:
شيخة موظفة في أول شهر زواجها لديها خادمة لأنها اعتادت عليها بمنزل أهلها, وحيث إنها لا تعرف عن المطبخ شيئًا اشترطت على زوجها أن يأتي بخادمة قبل الزواج .. تقوم خادمتها بكل شيء, ولكنها تشكو قلة مهام شغالتها مقارنة بما تدفعه لها.








نظرة حضارية:
أم أحمد حاجتها للشغالة لها منطق آخر تقول: [كبرت البنات وكبرتُ وتحولنا لمنزل أكبر رغبة مني في الراحة, وتحت تأثير بناتي ورغبتهن في المحافظة على مظهرهن استقدمناها ... إنها غير مسلمة لكنها محتشمة ولا علاقة لها بالأولاد إلا بنظافة غرفهم في غيابهم .. تضيف أم أحمد: الشغالة صارت ضرورة ولا أحد من أقربائنا أو معارفنا إلا لديه واحدة.








الأمن المفقود:
أم محمد [موظفة] تقول: "أترك كل يوم بيتي وأطفالي وأنا في قمة القلق عليهم من أن يحدث لهم لا قدر الله شيء، فعلى مدى استقدامي الطويل للخادمات لم أجد واحدة يعتمد عليها، ومعظمهن غير أمينات، غالبًا ما تمتد أيديهن للممتلكات الخاصة بنا .. أما شعري وشعر بناتي الذي وجدته في حقيبة إحداهن فهو أمر لم أستطع تجاوزه أبدًا".








فتنة وشقاق:
فاطمة حكت فتنة وشقاقًا حيث إن شغالتها فتنتها مع زوجها وأمه حيث استمعت لحديث دار بينها وبين أمها ونقلته لأم زوجها, ومنذ ذلك الحين أم زوجها لا تطيقها.








انحراف أخلاقي:
إحداهن رفضت ذكر اسمها قالت: "لدي شغالة منذ أكثر من عشر سنوات تدير شؤون المنزل بكل اقتدار, ونعُدُّها أحد أفراد أسرتنا إلى أن لاحظت ابني ذا 16 عامًا يتسلل لغرفتها, ومنذ ذلك الوقت لم يعد يغمض لي جفن وأفكر في التخلي عنها ولكني لا أستطيع".








عواطف مضطربة:
منى ابنتها ذات العامين تناديها باسم الخادمة وتقضي كل الوقت معها حتى في حالة تواجدها .. قالت: سيطر عليّ شعور بأن ابنتي تحب الخادمة أكثر مني فقمت بطردها, ومنذ ذلك الحين ابنتي عصبية ودائمة الصراخ وتتبول في الفراش ليلاً..








تأثير ثقافي:
فاطمة عمرها لا يتجاوز الثامنة تلعب مع إخوانها في حديقة المنزل والخادمة هي الحارس الأمين, تقول فاطمة: إنها تحب خادمتها سونتاري وتستأنس بها؛ لأنها تقضي وقتها معهم كما أنها تحكي لهم القصص والحكايات عن بلادها .. وقالت: إنها تعلم الكثير من الكلمات التي تخاطب بها الخادمة بنات جنسها!".
كذب .. وكذب!
هند ذات الأربعة أعوام تشكو لوالديها عقب عودتهما ضرب الخادمة جينيا لها، وتستدعي جينيا، وتظل تبكي هي الأخرى .. مصرة أنها لم تمد يدها عليها .. والوالدان حائران ولا يدريان أيهما تكذب!!








طيلة العام مصابة بزكام:
محمد ذو العشر سنوات قال: إن أمه تفرض عليهم الخادمة في كل شيء حتى في زياراتهم العائلية .. يقول: إنها غير نظيفة فهي تسمح الصحون بأطراف ملابسها ويبتسم ضاحكًا [طيلة العام مصابة بزكام].








غريب في بيتي:
أبو محمد شكا من الغربة التي يعانيها في بيته, فهو محظور الحركة ويجب عليه طرق أية غرفة قبل الدخول، وترك أي إشعار يوضح أنه في الطريق . أنا غريب في بيتي!








من يقنع البنات وأمهم؟!
أبو أحمد قال: "أنا غير مقتنع برغبة زوجتي وبناتي في الاستعانة بالخادمة, وأخشى على بناتي منها, فهن دائمات الاستعانة بها .. كما أنها تقاربهن في السن .. أود الاستغناء عنها ولكن من يقنع البنات وأمهم؟!








فساد عقيدة:
أبو ياسر شكا من كون الخادمة غير مسلمة ومشكلة إيجاد بديل عنها يقول: "لقد تنازلت لنا عنها أسرة صديقة .. وهي جيدة في كل خدماتها إلا أن أبناءنا يتحلقون حولها عند الصلاة ويتساءلون دومًا عن شعائرهم وبعض أقوالها بل يقلدونها.. نحاول الاستغناء عنها وهي غير راضية وتناشدنا دومًا بأن أهلها في عوز".








إذن هل الحاجة مسوغ للقبول بخادمة غير مسلمة؟ وهل الحاجة مسوغ للخادمة لترك بلادها وأهلها وأولادها والسفر من أجل العمل..؟







للإجابة على هذه الأسئلة التقينا مولياتي روياني البس وإينا من إندونيسيا وماجلين من سيريلانكا وبيث باي وديسي من الفلبين وسألناهن عن الأسباب التي دعتهن لمغادرة بلادهم وكيفية المعاملة التي يلاقونها من الأسرة التي يعملون بها, وقد جاءت الإجابة محصورة في الأسباب الآتية:
[الحاجة والقهر، إيجاد فرصة عمل ووضع أفضل رغبة في إكمال الدراسة، مساعدة الزوج والأبناء والأهل].








وبذلك تشير هذه الأسباب إلى الدوافع الاقتصادية والطموحات الذاتية كأسباب رئيسة لسفر الخادمات للعمل خارج حدود بلادهن.







أما عن طبيعة المعاملة التي يلاقونها, فقد أكدت أنها بمقدار العطاء, فكلما كان العمل دون تقصير كانت المعاملة ممتازة.







لكن ما هو العمل الذي يقمن به؟ وهل هن قادرات على إنجازه على الوجه الأكمل؟ وهل يجدن وقتًا للراحة؟
قال البعض: إنهن يجدن وقتًا للراحة ليلاً, فأسرهن تنام مبكرة وتصحو مبكرة أيضًا، أما البعض الآخر فأسرهن تنام بعد ساعة متأخرة, لذلك يقمن بالخدمة لوقت متأخر, ولكن هناك وقت للنوم بعد العصر حيث ينام الجميع: أما البعض فيشكين من عدم وجود وقت كاف للنوم مع الخدمة على مدار اليوم, وقال البعض: إنهن لا يجدن وقتًا لأداء شعائرهن الدينية فيقمن بممارستها على مرأى من أفراد الأسرة.








وعن كيفية تعاملهن مع الصغار.. قلن: إن ما يعانين من تعب يؤثر على نفسياتهن, فغالبًا ما يستعملن الزجر أو التجاهل وقالت بيث: إن معاملة ربة المنزل السيئة لها تجعلها تفرغ شحنتها وغضبها في الصغار، وشكا بعضهن تأخر الراتب.








لا شك أن نظرة لهذه الاستطلاعات مع آباء وأمهات وأطفال وخادمات تجعلنا نستشف الآثار السلبية التي تخيم من الخادمات على الأبناء وربة الأسرة كما تعطينا مؤشرًا لمشاكل الخادمات .. وفي ذات الوقت تؤكد على بعض الأسباب التي ذكرها متحدثونا في التحقيق .. من خلال هذه الاستطلاعات حاولنا تتبع المشكلات وعرضها لمعرفة الحلول والاقتراحات للمعالجة.







تأثيرات سلبية:
الدكتورة مضاوى السعيد [مديرة الوحدة الصحية الرابعة بشؤون تعليم البنات] حدثتنا عن دور الأم وما آل إيه في ظل وجود الخادمة قائلة: [لا أحد ينكر دور الأم وما آله إيه في ظل استعانتها بالخادمة, ويحز بالنفس ما تقوم به قلة من الأمهات بالاعتماد الكلي على العاملة المنزلية في جميع متطلبات الأسرة وترك شؤون إدارتها للخادمات ليفعلن ما يشأن دون رقيب أو حسيب مما يوجد أرضية لبذور العديد من العادات السيئة والدخيلة على المجتمع, وتضيف السعيد: إن هذه الآثار تنعكس سلبًا على الأبناء نتيجة فقدانهم حنان الأم وعدم إحساسهم بالأمن والأمان مما يسهل غرس القيم الدخيلة].








انطواء وعدوان:
وتبدي الأستاذة الجازي إبراهيم العباس [مساعدة مديرة الوحدة الصحية الرابعة] شعور الأسف تجاه وعي بعض الأمهات دورهن في الحياة وترك المسؤولية كاملة للخادمة دون أن يدركن ما قد يتسبب به هذا الإهمال من إشكالية وضياع وانهيار للبناء الأسري، وتؤكد الجازي على الآثار المترتبة على استجلاب الخادمة قائلة: [ترعرع الطفل بعيدًا عن أحضان والدته يجعله فاقدًا للمحبة ولحنان أمه ورعايتها بل وتوجيهاتها وإرشاداتها التي تثير حيرته, ولا شك في أن ذلك يولد لدى الطفل شعورًا بعدم الثقة بالنفس والاضطهاد والقلق وعدم الأمان, وقد ينشأ الطفل عدوانيًا ومنطويًا على نفسه].








كساد اللغة:
النمو اللغوي الثقافي أكثر عرضة للضياع لدى الأطفال في ظل وجود الخادمة, يقول د. عبد الله الحمود: "إن اللغة العربية المكسرة التي يلهج بها الصغار تحت تأثير الخادمة أدت إلى كساد لغتهم العربية وجعلت الطفل يتحدث بلغتين: بلغة الشغالة ولغة الأم, وهذا أثر سلبي واضح وأسلوب تربوي دخيل .. بالنسبة للثقافة فإن الخادمات يأتون بثقافات مختلفة وتراث مختلف [دينها، لغتها، عاداتها، وتقاليدها] المختلفة عما لدينا وحيث إننا نتيح الفرصة لنتعلم منها لا أن نعلمها لا شك في أنها تلقى فرصة لتشارك في التربية والتغيير في كثير مما لدى الطفل من لغة وثقافة خاصة في ظل ابتعاد الأم عن دورها الرئيس.








تفكيك الأسرة:
ومن وجهة نظر فضيلة الشيخ إبراهيم الحكمي أن المشكلة تتمثل في عنصرين من حيث التأثير السلبي على الروابط الأسرة والاجتماعية:




أولها: الحيرة والقلق على المستوى الأسري والتمزق الاجتماعي والخوف من الأضرار التي تؤكدها الحوادث والجرائم المستمرة في الظهور.
ثانيها: القلق العام على المستوى الاجتماعي بسبب استعمال الظاهرة وما يترتب عليها من خطر يهدد حرمات الأسرة وقيم وعقيدة المجتمع.








أما الآثار السلبية ففصلها فضيلة الشيخ الحكمي فيما يلي:
خطورة الخادمة على الزوجة والبنات.
خطورة الخادمة على الزوج والأبناء.
خطورتها على الأبناء في جانب حياتهم ولغتهم وأخلاقهم وعاداتهم ونفسياتهم.
حرمة الخلوة بين الخادم والخادمة وأهل البيت.
حرمة تشغيل الكفار وتفضيلهم على المسلمين لما لذلك من مخاطر على المسمين.








اختلاط واحتكاك:
يرجع فضيلة الشيخ إبراهيم أسباب استجلاب الخدم من الأسر والمجتمع لتعود الناس على حياة الترف, وهذا كسبب أدى بالكثيرين إلى الخمول والكسل وحرم الجيل الجديد من التعليم بمدرسة البيت والتدريب في ميادينه المختلفة, ولذا فقد الكثيرون الجد والحزم حتى في الأمور الخاصة، ولأن بعض البيوت تستقدم وتستأجر الخادمة غير المسلمة فإن ذلك وسيلة للاختلاط والاحتكاك بهم وهذا كما يرى الشيخ يورث المودة والألفة والأنس بها وذلك يتناقض وملة إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام قال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء ﴾ [الممتحنة:4]، كما أن استخدام الكافر طمأنينة إليه وثقة به والله يقول: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة:8]، لذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجهم من جزيرة العرب قال صلى الله عليه وسلم: [أخرجوا المشركين من جزيرة العرب].








وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: إن استقدام المربيات غير المسلمات محرم شرعًا من ناحيتين:
مخالفة وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره بعدم تمكين غير المسلمين من السكن في جزيرة العرب.
خطرهم على عقيدة الأطفال وسلوكهم ولغتهم.








وتؤيد الأستاذة نورة باحسين ما تقدم ذكره من كلام سماحة الشيخ فيما يخص التأثير الديني لغير المسلمة قائلة: "إن وجودها وصلاتها صلاة النصارى ولبسها الصليب فعلاً ينقل للأطفال العقيدة الفاسدة, كما أن الاختلاط بها يؤدي لانحراف الأبناء والبنات ويؤثر على المراهقين وعلى الزوج عاطفيًا كما يكون مدخلاً للكثير من الخلافات الزوجية.
وتعلق نورة على مجيء الخادمات دون محرم بأنه لا يجوز مهما كان, والأسرة الواعية هي التي تستعين بمسلمة ومعها زوجها.








وحيث إن بعض السلبيات الناجمة للمعاملة دور فيها تقول نورة: "تستنفذ بعض الأسر الخادمة وتحملها فوق طاقتها ولا تلتزم بسداد راتبها أو معاملتها معاملة حسنة وإن لم تخدش عفتها ودينها فلا يكون للخادمة مفر إلا استخدامها المسلك السيئ واتجاهها لأذية من تخدمهم أو أذية نفسها أو الهروب أو الانتحار ومكاتب ترحيل الخادمات تزخر بالكثير من المآسي فتلك باعت أرضها لتأتي وتلك لم يسدد راتبها لسنوات.. إن الأمر بحق يحتاج لوقفة جادة حتى يعالج معالجة صحيحة.






الساعة الآن : 07:08 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 47.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.28 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.29%)]