ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أتمنى موت والدي.. فهل أنا مخطئ! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=254305)

ابوالوليد المسلم 04-03-2021 11:04 PM

أتمنى موت والدي.. فهل أنا مخطئ!
 
أتمنى موت والدي.. فهل أنا مخطئ!


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي شخصٌ لَدَيه عُقَدٌ نفسيَّة منذ صِغَره، ولا يَقبل الحديث عنها، يُحبني جدًّا، لكنَّه يُظهِر حبَّه لي بالتسلُّط والأمر والنهي وَفْق هواه، ولا يَقبل الرفض، وتفكيره هو الصحيح فقط، أجد نفسي معه في حديثي وكلامي شخصًا آخرَ، فأتعامَل معه برسميَّة والْتِزَامٍ، وهو مَن عوَّدني على هذا الشيء؛ لأنه في صغري كان عصبيًّا وشديدًا معي، لدرجة أنني أصبَحت أخافه وأهَابه، وهذه عُقدة لديَّ لن تنحلَّ أبدًا.
في بعض الأوقات يُحَدِّثني عن والدتي، وأنه لا يحبُّها، بل يَسبُّها ويَشتمها في حضوري وأمامي؛ مما يجعل دمي يَفور، وأتمنَّى لو قتلته.
عَلِمت أنه كان يَضرب والدتي، ووالله إنها في صغري كانت تُدرس لي، وتَأخُذني إلى المستشفيات، وتَسهر وأنا مريض، ووالدي لَم أرَه يومًا يفعل هذا، بل في أحد الأيام مَرِضتُ ونِمتُ في المستشفى، ونامَت أُمي على الأرض بجانبي وليس لَدَيها غِطاء.
وبعد سنين عرَفتُ أنه يتعاطى الحشيش المخدر منذ أكثر من 30 سنة، وقد كنتُ أراه معه في صِغَري، لكني لَم أكُنْ أعرِف ما هذا الذي يَتعاطاه، وعندما كَبِرت أصبَح يُخفيه عني، لكني أتذكَّر جيدًا ما كان يَحمل معه، وهو يظنُّ أننا لا نعلم عن هذا الأمر شيئًا.
أصبحَتْ حريَّتي مُرتبطة بوالدي، فلو أردت فعل أي شيءٍ، فلا بد أن أُفَكِّر أولاً فيما يُريده هو، وهل سيُعجبه أم لا؟
ولا يَدعني أتَّخِذ قراراتي بنفسي، فهو شخصٌ قليلُ الإيمان بالله للأسف، ولا يُصلِّي، حتى أخَوَاتي المُتزوِّجات يختلق معهنَّ الكثير من المشكلات، وفي آخر مرَّة قال لي: اذهَبْ إلى أُختك، وقلْ لها: اختاري؛ أنا، أو زوجك!
أتمنَّى موته؛ لكي أرتاح، وتَرتاح أمي، وتعيشَ حياتها، ويرتاح أَخَوَاتي، فهل أنا مُخطئ في إحساسي هذا؛ لأنني أحسُّ بالذنب بسبب هذا الإحساس؟
ولا أدري ماذا أعمل؟

أُريد راحة والدتي ورَاحتي، وراحة أخَوَاتي، أُريدهنَّ سعيدات، وليس هناك مَن يُمسك سعادتهنَّ وحُريَّتهنَّ، ويَفْعَلْنَ ما يُرِدْنَ.


الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِه وصحْبه ومَن والاهُ. أمَّا بعدُ:
فما ذَكَرتَه - ومع شديد الأسف - حالُ كثيرٍ من الآباء الذين لا يُدركون نعمة الأبناء، ولا يَعلمون الأُسس الشرعيَّة للتعامل معهم، وبدايةً أُذكِّرك بأهميَّة الإيمان بالقدر؛ فهو القوة الدافعةُ لك، والمعينةُ للصبر على البلاء، ومن أعظم المصائب بعد الشِّرك بالله المصيبةُ في الوالد، فكلُّ شيءٍ من عند الله، وقد شاءَه وكتبَه وقدَّره؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22 - 23].
وكلُّ ما ينالُكَ من أذًى هو بقضاء الله وقدره؛ إذ لا يكون شيءٌ إلاَّ بمشيئته وقُدرته وخَلقه، ونحن المسلمين نُؤمن بالقدر؛ خيرِه وشرِّه، وحُلوِه ومُرِّه، ونؤمن أنَّ القدر لا شرَّ فيه بوجهٍ من الوجوه؛ فإنه عِلمُ الله وقدرتُه وكتابُه ومشيئتُه، خيرُه وشرُّه؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11].
وهو الرجل تُصيبه المصيبة، فيَعلم أنها من عند الله، فيَرضى ويُسَلِّم؛ كما رُوِيَ عن ابن مسعود، وقولُه تعالى: ﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾؛ أي: يُوفِّق الله قلبَه بالتسليم لأمره، والرضا بقضائه؛ كما في "تفسير الطبري" (23 / 421).
هذا، والإيمان بالقدر يتجلَّى في الصبر على المصائب التي تَجري بلا اختيارٍ منا؛ كالمرض، وقَسوة الوالد، والثوابُ فيها على الصبر عليها، لا على نفس المُصيبة، وقد بيَّن النبيُّ طُرُقَ الخلاص من الهمِّ والغمِّ الذي يُصاحب الصبر على تلك الأقدار المُؤلِمة، فرَوى الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما أصابَ أحَدًا قطُّ هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خَلْقك، أو أنزَلتَه في كتابك، أو استَأْثَرت به في علم الغيب عندك - أن تَجعلَ القرآن ربيعَ قلبي، ونور صدري، وجلاءَ حُزني، وذَهابَ همِّي، إلاَّ أذهبَ الله همَّه وحُزنه، وأبدَله مكانه فَرَجًا))، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمُها؟ فقال: ((بلى، يَنبغي لِمَن سمِعَها أن يتعلَّمها)).

قال الإمام ابن القيِّم في "شفاء العليل" (ج1/ ص 274 - 275):
"فقد دلَّ هذا الحديث الصحيح منها، أنه استوعَبَ أقسامَ المكروه الواردةَ على القلب؛ فالهمُّ يكون على مكروه يُتَوَقَّع في المستقبل، يَهتمُّ به القلب، والحزنُ على مكروهٍ ماضٍ من فوَات محبوبٍ، أو حصولِ مَكروه، إذا تَذَكَّره أحدثَ له حزنًا، والغمُّ يكون على مكروهٍ حاصلٍ في الحال يُوجِب لصاحبه الغمَّ؛ فهذه المكروهاتُ هي من أعظم أمراض القلب وأدوائِه، وقد تنوَّع الناسُ في طُرق أَدْوِيَتها والخلاص منها، وتبايَنَتْ طُرُقُهم في ذلك تبايُنًا لا يُحصيه إلاَّ الله، بل كلُّ أحدٍ يسعى في التخلُّص منها بما يَظُنُّ أو يَتَوَهَّم أنه يُخلِّصه منها، وأكثرُ الطُّرُق والأدوية التي يَستعملها الناس في الخلاص منها، لا يَزيدها إلاَّ شدَّةً لِمَن يتَداوى منها بالمعاصي على اختلافها من أكبر كبائرها، إلى أصغرها، وكمَن يتَداوى منها باللهو واللعب، والغناء وسَماع الأصوات المُطربة، وغير ذلك.
فأكثرُ سَعْي بني آدمَ أو كلُّه، إنما هو لدَفْع هذه الأمور، والتخلُّص منها، وكلُّهم قد أخطَأ الطريق، إلاَّ مَن سعى في إزالتها بالدواء الذي وصَفه الله لإزالتها، وهو دواءٌ مُركَّبٌ من مجموع أمور، مَتَى نَقَصَ منها جزءٌ، نقَص من الشفاء بقَدْره، وأعظمُ أجزاء هذا الدَّواء، هو التوحيد والاستغفار؛ قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]، وفي الحديث: ((فإن الشيطان يقول: أُهلِكُ بني آدمَ بالذنوب، وأَهْلَكوني بالاستغفار، وبلا إله إلا الله، فلمَّا رأيتُ ذلك، بَثَثْتُ فيهم الأهواء)).
فهم يُذنبون ولا يَتوبون؛ لأنهم يَحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا؛ ولذلك كان الدعاءُ المُفرِّج للكرب مَحضَ التوحيد، وهو: ((لا إله إلا الله، العظيمُ الحليمُ، لا إله إلاَّ هو ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا هو ربُّ السموات وربُّ الأرض، وربُّ العرش الكريم)).
وفي الترمذي وغيره عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دعوة أخي ذي النون ما دَعَاها مكروبٌ، إلاَّ فرَّج اللهُ كرْبَه: لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنتُ من الظالمين)).
فالتوحيد يُدخِل العبدَ على الله، والاستغفارُ والتوبة يَرفع المانع، ويُزيل الحجاب الذي يَحجب القلب عن الوصول إليه، فإذا وصَل القلبُ إليه، زال عنه همُّه وغمُّه وحزنُه، وإذا انقطَع عنه، حصرتْه الهمومُ والغمومُ والأحزانُ، وأتَتْهُ من كلِّ طريقٍ، ودخَلتْ عليه من كلِّ بابٍ؛ فلذلك صدَر هذا الدعاء - المُذْهِبُ للهمِّ والغمِّ والحزن - بالاعتراف له بالعبوديَّة حقًّا منه ومن آياته، ثم أتْبَع ذلك باعترافه بأنه في قَبضته وملكه، وتحتَ تصرُّفه بكون ناصيتِه في يده، يُصرِّفُه كيف يشاء، كما يُقاد مَن أمسَك بناصيتِه شديدُ القُوى، لا يستطيع إلاَّ الانقيادَ له، ثم أتْبَع ذلك بإقراره له بنفاذ حُكمه فيه، وجَرَيانِه عليه؛ شاء أم أَبَى، وإذا حَكَم فيه بحُكْمٍ، لَم يَستطع غيرُه بردِّه أبدًا، وهذا اعترافٌ لربه بكمال القدرة عليه، واعترافٌ من نفسه بغاية العجز والضَّعف، فكأنَّه قال: أنا عبدٌ ضعيفٌ مسكين، يَحْكُمُ فيه قويٌّ قاهرٌ غالِبٌ، وإذا حَكَم فيه بحُكْمٍ، مَضَى حكمُهُ فيه، ولا بدَّ، ثم أَتْبَع ذلك باعترافه بأنَّ كلَّ حُكْمٍ وكلَّ قضيَّة ينفذها فيه هذا الحاكم، فهي عَدْلٌ مَحضٌ منه، لا جَوْرَ فيها، ولا ظُلم بوجهٍ من الوجوه، فقال: ((ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ))، وهذا يَعَمُّ جميعَ أقضيتِه - سبحانه - في عبدِه؛ قضاءَه السابق فيه قبل إيجاده، وقضاءَه فيه المُقارن لحياته، وقضاءَه فيه بعد مَماته، وقضاءَه فيه يوم مَعاده، ويتناوَل قضاءَه فيه بالذنب، وقضاءَه فيه بالجزاء عليه، ومَن لَم يثلج صدره لهذا - ويكون له كالعلم الضروري - لَم يَعرِفْ ربَّه وكمالَه، ونفسَه وعينَه، ولا عَدْلَ في حُكْمِه، بل هو جهول ظلوم، فلا عِلمَ ولا إنصافَ، ثم قوله - بعد ذلك -: ((عدلٌ فيَّ قضاؤُك))، دليلٌ على أنَّ الله - سبحانه - عادلٌ في كلِّ ما يَفعله بعبده من قضائه كلِّه؛ خيرِه وشرِّه، حُلوِه ومُرِّه، فعلِه وجزائِه، فدلَّ الحديثُ على الإيمان بالقدر، والإيمانُ بأنَّ الله عادلٌ فيما قضاه، فالأوَّلُ التوحيد، والثاني العدل، وذلك خيرٌ مَحضٌ"؛ ا.هـ من "شفاء العليل"، موضع الحجَّة منه مُختصرًا.

وقال أيضًا (ج1/ ص 268 - 269):
"قد تقدَّمَ أنَّ القدرَ لا شرَّ فيه بوجه من الوجوه؛ فإنه عِلمُ الله وقدرتُه وكتابُه ومشيئتُه، وذلك خيرٌ محضٌ، وكمالٌ من وجهٍ، فالشرُّ ليس إلى الربِّ تعالى بوجهٍ من الوجوه؛ لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وإنما يدخُل الشرُّ الجزئيُّ الإضافيُّ في المَقضيِّ المُقدَّر، ويكون شرًّا بالنسبة إلى محلٍّ، وخيرًا بالنسبة إلى محلٍّ آخرَ، وقد يكون خيرًا بالنسبة إلى المحل القائم به من وجهٍ، كما هو شرٌّ له من وجهٍ، بل هذا هو الغالب، وهذا كالقِصاص، وإقامة الحدود، وقتْل الكفَّار؛ فإنه شرٌّ بالنسبة إليهم لا من كلِّ وجهٍ، بل من وجهٍ دون وجهٍ، وخيرٌ بالنسبة إلى غيرهم؛ لِما فيه من مصلحة الزَّجر والنَّكال، ودَفْع الناس بعضَهم ببعضٍ، وكذلك الآلامُ والأمراضُ، وإن كانتْ شرورًا من وجهٍ، فهي خيراتٌ من وجوه عديدة، وقد تقدَّم تقريرُ ذلك؛ فالخيرُ والشرُّ من جنس اللذَّة والأَلَم، والنَّفع والضُّرر، وذلك في المقضي المُقدَّر، لا في نفس صفة الربِّ، وفعلِه القائمِ به.
فإنَّ قَطْع يد السارق شرٌّ مُؤلِمٌ ضارٌّ له، وأمَّا قضاءُ الربِّ ذلك وتقديرُه عليه، فعَدْلٌ وخيرٌ وحِكمةٌ، فإن قيل: فما الفرقُ بين كون القدر خيرًا وشرًّا، وكونِه حُلوًا ومُرًّا، قيل: الحلاوةُ والمرارةُ تعودُ إلى مباشرةِ الأسباب في العاجل، والخيرُ والشرُّ يرجع إلى حُسن العاقبة وسُوئِها، فهو حُلوٌ ومرٌّ في مَبدئِه وأوَّلِه، وخيرٌ وشرٌّ في مُنتهاه وعاقبته، وقد أجرى الله - سبحانه - سُنتَه وعادتَه أنَّ حلاوةَ الأسباب في العاجل تُعقبُ المرارةَ في الآجِل، ومَرارتُها تُعقبُ الحلاوةَ؛ فحُلْوُ الدنيا مُرُّ الآخرة، ومرُّ الدنيا حُلْوُ الآخرة، وقد اقْتَضَت حكمتُه - سبحانه - أن جعَل اللَّذات تُثمِر الآلام، والآلامُ تُثمر اللذَّات، والقضاءُ والقدرُ مُنتظِمٌ لذلك انتظامًا لا يَخْرجُ عنه شيءٌ البتَّةَ، والشرُّ مَرجِعُه إلى اللذَّات وأسبابها، والخيرُ المطلوبُ هو اللذَّاتُ الدائمةُ، والشرُّ المرهوبُ هو الآلامُ الدائمة؛ فأسبابُ هذه شرورٌ - وإن اشْتَمَلت على لذَّةٍ ما - وأسباب تلك خيراتٌ - وإن اشْتَمَلَت على ألَمٍ ما - فألَمٌ يُعقِبُ اللذَّة الدائمَّة أَوْلَى بالإيثار والتحمُّل من لذَّةٍ تُعقِبُ الألَم الدائمَ، فلذَّةُ ساعةٍ في جَنبِ ألَمٍ طويلٍ كلا لذَّةٍ، وألَمُ ساعةٍ في جَنبِ لذَّة طويلةٍ كلا ألَمٍ"؛ ا .هـ مُختصرًا.
إذا عَلِمتَ هذا، فتَعامَلْ مع والدِكَ من منظورٍ ومُنطَلَقٍ شرعيٍّ، وهو إن لَم يتَّقِ الله فيك، فالواجبُ عليك أن تتَّقي الله فيه، وادعُ له كثيرًا: أن يشرحَ الله صدرَه، ويُنوِّرَ قلبَه، ويَأخذَ بناصيته للبرِّ والتقوى، واجتَهِدْ أن تَضَعَ له برنامَجًا دَعَويًّا طويلَ الأَمَد؛ عسى الله أن يَجعلَ استقامتَه على يديك، ولا سيَّما وقد ذكَرتَ أنه يحبُّك، فهذا خيرٌ مِن تَمنِّي مَوته الذي هو مَحضُ فِكرة شيطانيَّة قُذِفتْ في قلبك بسبب قَسوة الوالد، وأمَّا ما تَلْقاه والدتُك وأَخَواتُك منه، فهو أيضًا ابتلاءٌ لهم نَرجو من الله أن يُثيبَهنَّ عليه، ويَرفعه عنهنَّ، ويهدي والدَكَ، آمين.




الساعة الآن : 01:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 16.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.82 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.55%)]