ملتقى الشفاء الإسلامي - كيف أتصرف إذا اعتدى علي أحد

كيف أتصرف إذا اعتدى علي أحد

أ. شروق الجبوري

السؤال

♦ ملخص السؤال:

طالبة في المرحلة المتوسِّطة، كثيرًا ما تسْمَع أشخاصًا يَسخرون منها، أو يُحاولون إهانتَها، ويكون تصرُّفها وقتها كأنها لم تسمعْ شيئًا، وتسأل: ماذا أفعل لو حاول أحدُهم إهانتي بالضرْب، ما أفضل تصرُّف من الممكن أن أفعلَه وقتها؟

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في المرحلة المتوسِّطة، كثيرًا ما أسْمَع أشخاصًا يَسخرون مني، أو يُحاولون إهانتي، ويكون تصرُّفي وقتها كأنني لم أسمعْ ما يُقال، أو أبتسم وأكمل طريقي!

لكن ماذا أفعل لو حاوَل أحدُهم إهانتي بالضرْب؟ ما أفضل تصرُّف من الممكن أن أفعلَه في حال اعتدى عليَّ أحدٌ، حتى لو كان ضربًا خفيفًا؟

الجواب

ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

أرى أنَّ أُسلوب التجاهُل الذي تستخدمينَه في المواقف المُزعِجَة هو أسلوب جيدٌ، ومناسب في الغالب، لتجنُّب الاحتكاك غير السليم مع الأشخاص الذين لا يَحتَكِمُون إلى المعاملة الحسنة في حياتهم الاجتماعية، لكن هذا الأسلوب لا بدَّ أن يرتبطَ بتصوُّرات فكريةٍ وسلوكيَّات أخرى مِن قِبَلك، حتى يُؤتيَ ثمارَه، ويجعلك في موقع أكثر قوة.

إذ لا بدَّ لكِ يا عزيزتي من التفكير في قدراتك الشخصية؛ لتَزيدي مِن شعورك بالثقة، والتي هي أحدُ المصادر المهمة لشعورك بالقوة، واعلمي أنَّ إحساسك واقتناعَك بأنك إنسانة قوية وقادرة على مواجَهة المواقف الصعبة سينعكس تمامًا على سُلُوكياتك وإيماءاتك ونظراتك، وهو الأمرُ الذي سيوصِّل رسالةً مهمةً ومباشرة إلى الآخرين لتُشعريهم بأنك قوية، ولا يُوجد لديك مَخاوف من أيِّ منهم.

مِن ناحيةٍ أخرى، أنصَحُك بتدريبِ نفسك على اختيار الكلماتِ والعبارات التي تُبدي انزعاجك أو اعتراضك على السلوكيات التي يَقومُ بها البعضُ تُجاهَك، دون أن تتضمَّنَ بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر أيَّ تقليل مِن شأن المقابل، كي لا يُؤخَذَ عليك أي مأخذٍ، فتكونين في موقع القوَّة والحق، ويكون المقابل في موقع الإحْراجِ.

كما أنصحك بزيادة لياقتك البدَنية، مِن خلال اتباعك الغذاء الصِّحِّي، وممارسة الرياضات المناسبة؛ لأنَّ وُصُولك إلى اللياقة والقوة البدنية يُسهم أيضًا وبشكل مباشر في ارتفاع مستوى ثقتك بنفسك وبقدراتك.

وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى اللهِ تعالى أن يحفظَك مِن كلِّ شرٍّ، ويَمُنَّ عليك بقوَّة وخير من عنده، وينفع بك