ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   والدنا لديه الملايين، ويدعي الفقر! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=273237)

ابوالوليد المسلم 21-01-2022 04:35 PM

والدنا لديه الملايين، ويدعي الفقر!
 
والدنا لديه الملايين، ويدعي الفقر!
أ. عصام حسين ضاهر


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبي يدَّعي أنه لا يملك مالًا، ولا يقْدِر أن يفعلَ شيئًا لنا، وعندما أرادتْ أمي أن تُسافرَ لإجراء عمليةٍ جراحيَّةٍ، قال: ليس معي مال لذلك! كذلك في عُرس أختي، قال: ليس معي مال لذلك! فاقترضْنا مِنَ الأقارب!
المشكلةُ أنَّ الوالدَ - سامحه الله - عنده مِن المال الكثير، ويُشارك في مشاريعَ كبيرةٍ بالمليون وأكثر! وعندما نقول له: نُريد مالًا لشيءٍ ما، يقول: ليس معي مالٌ لذلك!
والحمد لله عندنا أملاكٌ، لكنه يأبَى أن يبيعَ جزءًا منها، مع مشاركته في مشاريع وهميةٍ، وقد نصحناه أن يتَّجه للتجارة، لكنه أغلق باب النقاش والتفكير لأبعد الحدود!

أفيدوني، ما الحل معه؟!


الجواب:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والاه، وبعدُ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأهلًا بك - أخي الكريم - على صفحات شبكتنا الحبيبة، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم مِن فضْلِه العظيم، وأن يُغْنِيَنا بحلاله عنْ حرامه.

يبدو لي مِن رسالتِك أن والدك شحيحٌ في النفقةِ عليكم، فهو لا يؤدِّي حقكم عليه، ويفضِّل دائمًا أن يدخلَ في مشروعاتٍ عن أن ينفقَ عليكم مِن ماله الذي وهبَه الله إياه.
ولا شكَّ أنَّ خُلُق البُخل خُلُقٌ بغيضٌ، يَعافُه أصحابُ الفِطَر السليمة، وتنفرُ منه النفوسُ التي تحب العطاء؛ ولذلك ذمَّه الله تعالى في أكثرَ مِنْ موضعٍ في كتابه العزيز؛ فقال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ﴾ [الإسراء: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 180].
وكان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذُ مِنَ البُخل؛ فيقولُ: ((اللهم إني أعوذُ بك مِنَ الكسَلِ، وأعوذُ بك مِنَ الجُبنِ، وأعوذُ بك مِنَ الهرَمِ، وأعوذُ بك مِنَ البُخْلِ))؛ [صحيح البخاري].
وقال عليٌّ - رضي الله عنه -:"إنه سيأتي على الناس زمانٌ عَضوض، يَعَضُّ المُوسِرُ على ما في يدِه، ولم يُؤْمر بذلك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]".
ولقد رغَّبَ إسلامُنا الحنيفُ في النفَقةِ على الأهل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((دينارٌ أنفقتَه في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَه في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَه على أهلِك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك))؛ [صحيح مسلم].
وما أجمل ما قاله الشاعر العربي:

وَيُظْهِرُ عَيْبَ المَرْءِ فِي النَّاسِ بُخْلُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَيَسْتُرُهُ عَنْهُمُ جَمِيعًا سَخَاؤُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تَغَطَّ بِأَثْوَابِ السَّخَاءِ فَإِنَّنِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَرَى كُلَّ عَيْبٍ فَالسَّخَاءُ غِطَاؤُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



لذلك أنصحكم بما يأتي:
أولًا: أن تُحسِنوا التصرُّف في الأموال التي تحصلون عليها منه، ولا تُنفِقوها إلا فيما تحتاجون إليه مِن أشياء ضرورية، وأن تبتعدوا عن الاستغراق في الكماليات.
ثانيًا: إذا استمرَّ في الإصرار على عدم الإنفاق عليكم، والامتناع عن تلبية متطلباتكم الأساسية؛ فللزوجةِ أن تأخذَ مِن ماله بغير علمِه، ولكن شريطةَ أن يكونَ ذلك على قدر الحاجة فقط؛ فقد ورَد أنَّ هندَ بنتَ عتبةَ قالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحِيحٌ، وليسَ يُعْطيني ما يَكفيني وولدي إلا ما أخذتُ منهُ، وهو لا يعلمُ، فقال: ((خُذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ))؛ [صحيح البخاري].

ثالثًا: حاولوا أن تستعينوا بأهل الخبرة ممن تثقون بهم، مِن أجل أن يتحدَّث مع والدكم عن كيفية اختيار المشروعات الناجحة التي تعود عليه بالنفع العظيم، ويجنبه الخسائر الفادحة التي يتعرَّض لها كثيرًا - على حدِّ قولك - في حياته.
رابعًا: اكتبْ بعضَ الآثار الواردة عن فضل النفقة على الأهل، ومن الممكن أن تستعين بما ورد هنا، ثم ضعْها في مكانٍ يراه والدُك، ويتردَّد عليه كثيرًا، وسترى أن لذلك تأثيرًا إيجابيًّا في مشاعرِه وتصرفاته تُجَاهكم - إن شاء الله.
خامسًا: تحلَّوْا بالصبر والرِّفق في تعامُلكم مع أبيكم، فبحُسن الخُلُق والمعامَلة ستحصلون على ما تريدونه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا نُزِع من شيءٍ إلا شانَه))؛ [صحيح الجامع].
سادسًا: لا تهملوا الدُّعاء، واستعينوا بالله تعالى، واطلبوا منه أن يشرحَ لكم قلب أبيكم، وأن يرقِّق قلبه عليكم، وأن يجعله يوسِّع عليكم في النفقة.


أسأل الله تعالى أن يصلحَ العلاقة بينكم، وأن يصبَّ عليكم الخير صبًّا









الساعة الآن : 06:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.80 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]