ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الندم بعد فوات الأوان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=290089)

ابوالوليد المسلم 16-03-2023 08:46 AM

الندم بعد فوات الأوان
 
الندم بعد فوات الأوان





- هل يندم الكفار على كفرهم يوم القيامة ويتمنون أن لو كانوا مسلمين؟ الجواب: نعم، ودليله قوله -تعالى-: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} (الحجر:2).

- عن صالحِ بن أبي طَريفٍ، قال: قُلْتُ لأبي سعيدٍ الخُدريِّ: «أسمِعْتَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في هذه الآيةِ؟»، أي قال: شيئا فيها؟. فقال: نَعم سمِعْتُه يقولُ: «ويُخرِجُ اللهُ أُناسًا مِن المؤمِنينَ مِن النَّارِ بعدَما يأخُذُ نِقمتَه منهم» قال: «لَمَّا أدخَلهم اللهُ النَّارَ مع المُشرِكينَ» قال المُشرِكونَ: «أليس كُنْتُم تزعُمونَ في الدُّنيا أنَّكم أولياءُ؟ فما لكم معنا في النَّارِ؟» فإذا سمِع اللهُ ذلكَ منهم أذِن في الشَّفاعةِ؛ فيتشفَّعُ لهم الملائكةُ والنَّبيُّونَ حتَّى يُخرَجوا بإذنِ اللهِ، فلمَّا أُخرِجوا قالوا: يا ليتَنا كنَّا مِثْلَهم فتُدرِكَنا الشَّفاعةُ فنخرُجَ مِن النَّارِ! فذلكَ قولُ اللهِ -جلَّ وعلا-: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}، (الحجر: 2).

- أي: سيندمُ الذين كَفَروا باللَّهِ علَى ما كانوا فيه مِنَ الكفرِ، ويتمَنَّونَ لو كانوا مُسلِمينَ في الدُّنيا، مُوَحِّدينَ، مُنقادِينَ لأمرِ اللهِ -تعالى-، وخاضعينَ لأحكامِه . كما قال -تعالى-: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ،(الأنعام: 27). فهم في وضع بائس، ويقولون عبارات الندم، فبعد أن عاينوا النار ووقفوا عليها قالوا: «ياليتنا»، وهي كلمة تدل على التحسر الشديد على ما فات.

- وقال -سُبحانه-: {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}، (الأنعام: 31) .

قالوا: «يا حسرتنا!» من شدة معرفتهم بعظم ما ضيعوا، وحزنا على ما فاتهم.

- وأيضا قال -عزَّ وجلَّ-:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}،(الفرقان:27). وقصتها أنَّ عقبةَ بنَ أبي مُعيطٍ دعا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إلى طعامِهِ فقال: «ما أنا بآكلٍ حتَّى تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأني رسولُ اللهِ»، فشهِدَ بذلِكَ فلقِيَه خليلٌ له؛ فلامَهُ على ذلك؛ فقال ما يبرِئُ صدورَ قريشٍ منِّي؟ قال: «أنْ تأتيَهُ في مجلسِهِ فتبزُقَ في وجههِ»، ففعل فلم يزدِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أنْ مسحَ وجهَهُ، وقال: «إنْ وجدتُكَ خارجًا من جبالِ مكةَ أضربُ عنقَكَ صبرًا»، فلمَّا كان يومَ بدرٍ وخرج أصحابهُ أبَى أنْ يخرجَ، وقال: «قد وعدَني هذا الرجلُ إنْ وجدَني خارجًا من جبالِ مكةَ أنْ يضربَ عنُقي صبرًا»، فقالوا: «لك جملٌ أحمرُ لا يدرَكُ؛ فلو كانت الهزيمةُ طِرتَ»، فخرجَ معهم فلمَّا هُزِمَ المشركون، وحلَّ به جمله في جددٍ من الأرضِ فأُخِذَ أسيرًا فضربَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنقَهُ صبرًا.

- وقال -جلَّ جلالُه-: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الزمر:54 - 58).

- وعن ابنِ عبَّاسٍ -رَضِيَ الله عنهما-، قال: «ما يزالُ اللهُ يشفَعُ ويُدخِلُ الجنَّةَ، ويَرحَمُ ويَشفَعُ، حتى يقولَ: «من كان من المُسلمينَ فَليدخُلِ الجنَّةَ»، فذاك حين يقولُ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}.



سالم الناشي




الساعة الآن : 12:18 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.38 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.25%)]