ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   الطريق إلى العلم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=274902)

ابوالوليد المسلم 01-03-2022 06:57 PM

الطريق إلى العلم
 
الطريق إلى العلم
عبدالله بن عبده نعمان العواضي






قال ابن كثير رحمه الله: من آتاه الله العلم فقد أراد به خيراً كثيراً؛ لقوله تعالى: ﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عليه[1].



قال ابن القيم رحمه الله: صحة الفهم، وحسن القصد من أعظم نعم الله على العبد[2].



عُجْب المرء بنفسه أحد حساد عقله، ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه [3].



قال ابن حزم رحمه الله: إن أُعجبتَ بعلمك فاعلم أنه لا خاصة لك فيه، وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت. ولقد أخبرت عن عبد الملك بن طريف - وهو من أهل العلم والذكاء - وكان لا يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته، فركب البحر فمر له هول شديد فأنساه ما كان يحفظ ولم يعاوده ذلك الذكاء بعد. وأنا أصابتني علة فأفقت منها وقد ذهب ما كنت أحفظ، إلا ما قدر له فما عاودته إلا بعد أعوام[4].



لا تفرح بكثرة علمك، فمن ازداد علما ازداد وجعاً، ومن عظمت مكانته عظمت مهمته، ومن كثرت نعم الله عليه كثرت حاجة الناس إليه.



قال سفيان الثوري رحمه الله: لو قل علمي لقلَّ حُزني.



قال ابن المقفع: استحي الحياء كله أن تخبر صاحبك أنك عالم وأنه جاهل مصرحاً أو معرّضا، وإن استطلت على الأكفاء فلا تثقن منهم بالصفاء، فإن أنست من نفسك فضلاً فتحرّج أن تذكره أو تبديه. واعلم أن ظهوره منك بذلك الوجه يقرر لك في قلوب الناس من العيب أكثر مما يقرر لك من الفضل. واعلم أنك إن صبرت ولم تعجل ظهر ذلك منك بالوجه الجميل المعروف، ولا يخفين عليك أن حرص الرجل على إظهار ما عنده وقلة وقاره في ذلك باب من البخل واللؤم، وأن من خير الأعوان على ذلك السخاء والتكرم[5].



قال محمد بن أبي بكر ابن جماعة رحمه الله: أعرف خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها[6].



في حديث تلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وشدة معاناته عند نزوله عبرة لطالب العلم في التعب والعناء في تلقي العلم ووعيه.



قال ابن المقفع: من الحمق التماس العلم والفضل بالدعة [7].



قال الجاحظ رحمه الله: سمعت الحسن اللؤلؤي يقول: مرّت أربعون سنة ما قِلت، ولا بِت، ولا اتكأت إلا والكتاب على صدري[8].



قال قتادة رحمه الله: القلم نعمة من الله، ولولا ذلك لم يقم ولم يصلح عيشي[9].



أمة لا تقرأ لا تعمل، وأمة لا تعمل لا تسود.



قال رئيس باكستان الأسبق محمد علي جناح: أحسب أني لن أصبح شيئا مذكوراً في الدنيا بغير القراءة [10].



باع أبو الحسن الفالي الأديب كتبه فوجد مشتريها مكتوباً في أحدها بخط أبي الحسن:



أنستُ بها عشرين حولاً وبعتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لقد طال وجدي بعدها وحنيني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وما كان ظني أنني سأبيعها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولو خلدتني في السجون ديوني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



ولكن لضعفٍ وافتقار وصبية https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

صغارٍ عليهم تستهلّ شؤوني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فقلت ولم أملك سوابق عبرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مقالة مكويِّ الفؤاد حزين https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وقد تخرج الحاجات يا أم مالك https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كرائم من رب بهن ضنين[11] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






قال ابن حزم رحمه الله: أجل العلوم ما قرّبك من خالقك، وما أعانك على الوصول إلى رضاه[12].



وقال أيضاً: من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها - وهو قادر عليها - كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر، وكغارس الشَعراء – نوع من الحمص- حيث يزكو النخل والتين[13].



قال ابن زيد رحمه الله: وجدت الهوى ثلاثة أثلاث، فالمرء يجعل هواه علمه، فيدال هواه على علمه، حتى إن العلم مع الهوى قبيح وذليل. فهذا الذي قد جعل الهوى والعلم في قلبه فهو من أزواج النار. فإذا أراد الله به خيراً استفاق وانتبه، فإذا هو عون للعلم على الهوى حتى يدال العلم على الهوى، فإذا حسنت حال المؤمن واستقامت طريقته كان الهوى ذليلاً. وكان العلم غالباً قاهراً، فإذا كان ممن يريد الله به خيراً ختم عمله بإدالة العلم فتوفاه الله حين توفاه وعلمه هو القاهر وهو العامل به. وهواه القبيح ليس له في ذلك نصيب ولا فعل، والثالث الذي قبح الله هواه بعلمه فلا يطمع هواه أن يغلب العلم، ولا أن يكون له مع العلم نصف ولا نصيب[14].



قال ابن حزم رحمه الله: العلوم الغامضة كالدواء القوي، يصلح الأجساد القوية ويهلك الأجساد الضعيفة[15].



قال الجاحظ رحمه الله: وقد قالوا: ليس مما استعمل الناس كلمة أضر بالعلم والعلماء من قولهم: ما ترك الأول للآخر شيئاً[16].



قال عتبة بن مسلم رحمه الله: صحبت ابن عمر رضي الله عنهم أربعة وثلاثين شهراً، فكان كثيراً ما يُسأل فيقول: لا أدري، وكان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئا إلا قال: اللهم سلّمني وسلّم مني[17].



قال المنفلوطي رحمه الله: قال لي بعض الناس: إن قوماً يُغرقون في مدحك فهلا زجرتهم. فقلت: إن آخرين أغرقوا في ذمي فلم أصنع شيئاً، فدع الأكاذيب يقرع بعضها بعضاً؛ فربما استطارت من تلك المعركة شرارة تضيء للناس مكان جوهرة الحقيقة المهانة تحت الأقدام، فليلتقطوها[18].



قليل من التوفيق خير من كثير من العلم [19].





[1] تفسير ابن كثير (5/ 272).




[2] إعلام الموقعين (1/ 76).




[3] مختارات المنفلوطي (242).




[4] مداواة النفوس (1/ 388).




[5] مختارات المنفلوطي (377).




[6] المشوق (23).




[7] كليلة ودمنة (96).




[8] المشوق (55).




[9] تفسير ابن جرير (24/ 527).




[10] الإبداع العلمي (26).




[11] المشوق (65).




[12] مداواة النفوس (1/ 344).




[13] مداواة النفوس (1/ 344).




[14] تفسير ابن جرير (22/ 288).




[15] مداواة النفوس (4/ 101).





[16] الإبداع العلمي (26).




[17] إعلام الموقعين (2/ 459).




[18] النظرات (377).




[19] النجم الوهاج (1/ 191).



الساعة الآن : 02:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.79 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.68%)]