ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   كيف أحافظ على ابني الرضيع بعد الطلاق؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=258286)

ابوالوليد المسلم 11-05-2021 02:11 AM

كيف أحافظ على ابني الرضيع بعد الطلاق؟
 
كيف أحافظ على ابني الرضيع بعد الطلاق؟


أ. عائشة الحكمي


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


راسلتكم مِن قبلُ بخصوص زوجتي، وأنها لا تُطيعني، وطلبتُ منكم النصيحة هل أطلقها أو لا؟ فشكر الله لكم على النصيحة.


لكن ... زادت المشكلةُ، ورَفَعَتْ زوجتي قضيةَ طلاقٍ ضِدي للضرَر، وتَمَّ الطلاق دون إثبات الضرَر، لكنه وقَع لإصرارها عليه، ولم يقف الأمر عند ذلك الحدِّ، بل سَعَوْا في تشويه سُمعتي، فلا يمرُّ يومٌ إلا وأجد اتصالًا من الشرطة أو المحكمة على أتْفَه الأسباب!


رُزِقتُ بطفلٍ منها، عُمره الآن خمسة شُهور، ولم أرَهُ إلى الآن إلا مرة واحدةً، والحمدُ لله ألتَزِم بنفقة ابني المادية وكل احتياجاته، لكني لا أريد أن أفقدَه معنويًّا، لا أريد أن يخافَ مني في المستقبل أو عندما أجلس معه!


حكمت المحكمةُ لي برُؤيته ساعة أُسبوعيًّا، فأَشِيروا عليَّ ماذا أفعل؟ وكيف أقترب منه في هذه الساعة؟



الجواب

بسم الله الموفَّق للصواب
وهو المستعان


مرحبًا بك أخي الكريم وأهلًا، وبارك الله لك في نِعمة الولد، وأراك مِن بَنِيه أولادًا بَرَرة، وأسباطًا وحفَدة، اللهم آمين.


وبعدُ:
فإنَّ مِن أهم الأمور التي تشتد الحاجة إلى أن تعرفها كوالدٍ ما يلي:
أولًا: إنَّ ذاكرة الصبيِّ الرضيع منذ ولادته إلى أن يتم عامه الأول محدودةٌ جدًّا، مِن أجل ذلك يحتاج الرضيعُ إلى تواصُل مستمرٍّ مع والديه؛ لكي لا ينساهما، مِن هنا آمل أن تُقَدِّرَ تلك الساعة الأسبوعية التي أوْجَبَها لك حُكْم القضاء، وأن تستمتعَ بها بصُحبة ابنك قدْر ما تستطيع، على أن تعلمَ أن أقلَّ مِقدارٍ من الوقت لخَلْقِ الأُلْفَة بين الرضيع وأبويه هو ساعةٌ واحدة في اليوم، وليس ساعة واحدة في الأسبوع! وكنتُ سأقترح لعلاج هذه المشكلة أن تتعاوَنَ معك والدتُه عبر تذكير ابنكما بأبيه في فترة غِيابه مِن خلال الصوَر؛ لذا أرجو أن تَتَلَطَّفَ معها؛ مِن أجْلِ إقناعها بتقديم مصلحة ابنكما فوق كلِّ المُشاحَنات التي بينك وبينها.

ثانيًا: لقد وهَب الله - سبحانه وتعالى - الأمهات الوالدات مَزايا بيوكيميائية تقوِّي الترابط العاطفي بينهنَّ وبين أولادهنَّ مِن خلال زيادة هرمون الأكسيتوسين في أجسادهنَّ خلال فترة الرضاعة، وفي إمكان الآباء خَلْق مِثْل هذا الترابُط الحميمي بينهم وبين أولادهم مِن خلال التدريب والممارَسة؛ لذا كلما ازداد الوقتُ الذي تقضيه بصُحبة ابنك العزيز ستزيد كفاءتك الوالدية والتربية - إن شاء الله - فلا تقلقْ مِن ارتكاب بعض الأخطاء عند أداء دورك الأبوي على أن تعاهِد نفسَك بالتعلُّم مِن أخطائك، وأن تتلافاها في الوقت بعد الوقت.

ثالثًا: بناء جُسور الثِّقة بينك وبين ابنك الرضيع، مِن خلال مناغاته ومُلاعبته وإسماعه صوتك وتكليمه بما يَسُرُّه حتى يألَفه، سواء كان تكليمك عن طريق قراءة القصَص، أو من خلال المُلاعَبة العفَوية التي تخلق معها بعض الأحاديث القصيرة.

رابعًا: عند إطعامه في هذه الساعة احرصْ على أن تجعلَها ساعةً مُثمرةً مِن التفاعل الاجتماعي، أطْعِمْهُ بحُبٍّ، والمسْهُ بحنانٍ، وانظرْ إليه بسعادة، وكلِّمه بما يهوى مِن الكلام.

خامسًا: ما دامتْ أنها ساعةٌ واحدة، فيلزمك استثمارها في اللّعب معه، في إمكانك التوجُّه إلى أحد المراكز المتخصِّصة في بَيْع ألعاب الأطفال، وسؤالهم عن اللعبة المناسبة لعمر ابنك العزيز؛ لإحضارها معك عند كلِّ زيارة.

هذا ما يحضرني قوله لك في هذا الوقت، وفي هذه المرحلة مِن عمر ابنك، وحتى يتمَّ عامه الأول - بمشيئة الله - أو تتغير أحوالك مع زوجتك يكون لكلِّ حادثٍ حديثٌ - إن شاء الله.

وعسى الله أن يُصلحَ الحال، وينعم البال، ويرزقك وزوجتك الحكمة وحُسن التربية، ويعوضك عنها مَن هي خير لك منها، اللهم آمين.


والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب




الساعة الآن : 03:32 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.01 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.93%)]