ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أُحبُّ فتاة، وأريد أن أتزوجها مُستقبلًا (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256917)

ابوالوليد المسلم 13-04-2021 01:55 AM

أُحبُّ فتاة، وأريد أن أتزوجها مُستقبلًا
 
أُحبُّ فتاة، وأريد أن أتزوجها مُستقبلًا


أ. عصام حسين ضاهر





السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبٌ في الصفِّ الثاني الثانوي, أحببتُ فتاةً تدرس معي، وبيننا شعورٌ مُتبادَل، أنا إنسانٌ متدين وحكيمٌ - والحمد لله، وهي أيضًا فتاة متدينةٌ، وذات أخلاقٍ عالية، ومِنْ أُسْرَةٍ صالحةٍ، والعلاقةُ بيننا لا تتعدى إطار الأُخُوَّة والصداقة! وأفَكِّر جديًّا في طلب يدِ هذه الفتاة مستقبلًا - إن شاء الله - بنيةٍ صادقةٍ، بشرط أن أنجحَ في مسيرتي وحياتي، وأن أُرَكِّزَ على دراستي، خاصَّة في هذه المرحلة، وإلا فإني لا أستحقها!



أحدُ أساتذتي هو الذي أدْخَل هذه الفكرةَ في رأسي فيما يخصُّ هذه الفتاة بالذات؛ إذ أخبرني أنه حدثتْ معه القصَّة نفسها، وهو الآن مُتَزَوِّج مِن فتاةٍ درستْ معه في المرحلة الثانوية.



لذا أسألكم: هل ما أُفَكِّر فيه يُعَدُّ صوابًا؟



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله ومَن والاه، وبعدُ:

ليس عيبًا أو حرامًا أن تحبَّ، لكن مَن تُحب؟ ومتى تُحب؟



الحبُّ كما عرَّفه علماءُ النفس هو: شعورٌ يملأ القلب، ويفيض على الجوارح، فالحبُّ ثمرةٌ تنبت في القلب، ثم تورق وتثمر على الجوارح، حتى إننا نرى المحبَّ لا يرى فيمَن يحب إلا الأشياءَ الجميلةَ والصفات الإيجابيةَ، بل نرى المحبَّ يُحِبُّ كلَّ شيء يتعلق بمَن يحب، وهذا الذي صوَّره لنا الشعراءُ كثيرًا.





أَمُرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ لَيْلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بِقَلْبٍ فِي جَنَاحِ الوَجْدِ طَارَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فَأَمْكُثُ فِي جَوَانِبِهَا بِشَوْقٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أُقَبِّلُ ذَا الجِدَارَ وَذَا الجِدَارَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif








بُنيَّ الحبيب، ما زلتَ في مُقتبل حياتك، وما زالتْ أمامك المهام الجِسام، وحياتُك الآن في مرحلةٍ حَرِجة؛ لأنك الآن تبني مستقبلك، وترسم لنفسك الطريقَ الذي سيصل بك - إن شاء الله - إلى تحقيق أحلامك وأهدافك، وكما قيل: حقائقُ اليوم أحلامُ الأمس، وأحلامُ اليوم حقائق الغد، فواجبُ الوقت الآن بالنسبة إليك ليس وقت حبٍّ، وإنما وقت عملٍ واجتهادٍ، وبذْلٍ وتضحيةٍ، وصبرٍ ومُثابَرة، وإقبالٍ على طلب العلم.



وسامَح اللهُ مَن أشار عليك بأنه يُمكنك الآن أن تحبَّ هذه الفتاةَ، على أن تتزوَّجها في المستقبل، فهل يملك الإنسانُ مَشاعرَه؟!



وهل تستطيع أن تُسيطرَ على قلبك، بمعنى أن يظلَّ حبُّك عفيفًا دون أن يجرَّك ذلك إلى معصيةٍ؟! وهل تضمن أنك ستظل وفيًّا لها، أو تظل هي وفيَّةً لك؟!



وهل يُمكنك أن تحكمَ على هذه الفتاة بأنها ستُناسبك بعد أن ينضجَ عقلُك، وتصقلك تجاربُ الحياة، وتتغير ظروفُك وأحوالك؟!



وصفتَ نفسَك بالحكيم، وهذا ما أراه الآن بين طيَّات رسالتك، تُرسل إلينا لتستشيرَ، وتعرف مدى صحة تفكيرك في هذا الأمر مِن عدمِه؛ لذلك أُخاطِب فيك عقلًا راجحًا، وإحساسًا راقيًا، ونفْسًا عفيفةً، وعزيمةً صادقةً، أُخاطب فيك مستقبلك، وأحلامَك وأهدافك، ألَّا تسمحَ لنفسك أن تعيشَ في بحرٍ مِن الأوهام والخيالات، لا يعلم مدى استمرارِه إلا الله تعالى.



فدَعْك مِن هذه العاطفة العابرةِ، واستمعْ إلى ما أُقَدِّمه لك مِن نُصْحٍ:

1 - عليك أن تهتمَّ بدراستك ومستقبلك، وتبذلَ ما في وُسعك لتكونَ مِن المتفوِّقين، وأن تنسى أمرَ هذه الفتاة؛ فما زال الوقتُ مبكِّرًا على ذلك.



2 - يجب أن تعلمَ أنك في مرحلةٍ تُسمى: مرحلة المراهقة، وهذه المرحلةُ تتَّسِم بكثرةِ الإعجاب بالجنس الآخر، ولكن سرعان ما ينتهي هذا الإعجابُ عندما تنتهي مرحلة المراهقة وتبدأ مرحلة الرشد؛ لذلك عليك أن تُؤَجِّل أمرَ هذه الفتاة؛ فلربما لا تعجبك هذه الفتاةُ فيما بعدُ.



3 - عليك أن تثقَ فيما عند الله - عزَّ وجلَّ - واعلمْ أنَّ ما كتبه الله لك سيكون.




4 - عليك أن تتَّقي الله في مُعاملتك لهذه الفتاة، وأن تغضَّ بصرك عنها؛ حتى لا تُغضبَ الله تعالى الذي أَمَرَنَا بِغَضِّ البصر في قوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].




5 - عليك أن تتقربَ إلى الله - عز وجل - بالتوبة والاستغفار، فكما قيل: أربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهُد الصدقة، والذِّكْر أول النهار وآخره، وما الزواج إلا نوعٌ مِن الرزق الذي يَسُوقُه الله للإنسان في وقتٍ كتبه الله له فيه.



يَسَّر الله لك أمرَك، وقدَّر لك الخير حيث كان، وأرضاك به





الساعة الآن : 12:01 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.74 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]