ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   كيف أبعد أخي عن العادة السرية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=256916)

ابوالوليد المسلم 13-04-2021 01:54 AM

كيف أبعد أخي عن العادة السرية
 
كيف أبعد أخي عن العادة السرية


أ. عائشة الحكمي





السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

حياكم الله وبيَّاكم، وجزاكم الله عنَّا كلَّ خيرٍ، شكر اللهُ لكم سَعْيكم، فكنتم - وما تزالون - عونًا للمستشيرين الحيارَى، بعد عوْنِ الله - عز وجل - فشكرًا جزيلًا، والشكرُ موصولٌ للأستاذة المبارَكة/ عائشة الحكمي، وأتمنَّى أن تجيبَ عن استشارتي هذه، فقد بدأتُ حقًّا في تطبيق نصائحِها.



أخي الآن يُمارس الرياضة بانتظامٍ، ويُمارس بعضَ الأنشِطة، ويُداوِم على الصلاة في البيت، وقد تغيَّر بعضَ الشيء، لكنه لم يُقلعْ عن العادة السرية!



كنتِ قد أشرتِ عليَّ - في استشارة سابقة - بأنْ أستعينَ بأخي الكبير، وبالفعل فعلتُ ذلك، لكنه كان في كلِّ مرة ينسى، ثم سافر، ولم يُكَلِّمْه في الموضوع.



أنا عازمةٌ الآن على أن أتحدَّثَ معه بخصوص ذلك، وحبذا لو تساعدينني، كيف أُفاتحه في الموضوع؟ وكيف أُبَيِّن له أنَّ ما يفعلُه تصرُّف سيئ جدًّا؟



في الواقعِ مُشكلتُه تتعدَّى ذلك بكثيرٍ، فمنذُ أيامٍ أرسلتْ لنا مُدَرِّستُه تُخبرنا بأنه تغيَّر جدًّا في الفصل الدراسي الحالي، وأصبح يكره الدراسة جدًّا، ولا يطيق المدرسين، كذلك أصبح شاذَّ الفِكر.



لاحظتُ أيضًا أنه دائمَ الحزن، تظهر عليه العصبيَّة الشديدة، مع الغُموض الشديد.



والحقيقةُ أن أخي كره الدراسة قبلَ هذا؛ بسبب أمي؛ إذ كانتْ تضغط عليه، وتُعنِّفُه وتحرمه مِن اللعب، وحتى الخروج مع الأصدقاء، مُعتَقِدة بذلك أنها تُشجعه على الدراسة، لكنها قتلتْ في نفسه حبَّ الدراسة!



اقترحتُ عليها أن أتولَّى أنا مُتابعةَ مَساره الدراسي؛ فأنا - ولله الحمد - طالبةٌ مُتفوِّقة في الجامعة، وفي إمكاني مُساعدته؛ رحَّب الجميعُ بالفكرة، وسُرَّ أخي جدًّا، فأنا - ولله الفضلُ والمنةُ - قريبةٌ منه، وهادئة الطباع، ومُتَفَهِّمة، وهو يسمع مني ويثق بي، بدأتُ معه بالتدريج، وأنا أُحاول الآن أن أجعلَه يستعيد ثقته بنفسه، فقد أمضى سنوات خائفًا مِن غضب أمي وصُراخها.



اقتربتُ منه أكثر في الآونة الأخيرةِ، واكتشفتُ أنه يُعاني كبْتًا رهيبًا لمشاعرِه، وخوفًا شديدًا وقلَقًا، والعادةُ السريةُ ما هي إلا وسيلةٌ يشعر مِن خلالها بالتنفيس عنْ مَشاعره.



اكتشفتُ أيضًا أنَّ لدَيْه صديقةً يُكَلِّمها عبر (الفيس بوك)، فهو الآن يمرُّ تمامًا بما مَرَرْنا به أنا وأخي الكبير.



والداي يتشاجران كثيرًا منذ أن كان أخي صغيرًا، وهو يسمع ويرى مُشاجراتهما، وهما بعيدان جدًّا عنه، ولا يحدِّثهما في شيءٍ عنه، مع أنه طيبٌ وحنونٌ معهما، لكنه لا يثق بهما.



أخشى على شخصيتِه جدًّا، وأُريد مُساعدته، فكيف أُعَزِّز ثقته بنفسه وأدفعه نحو الأفضل، وأقوِّي لديه الوازع الديني - الغائب في بيتنا؟ فكَّرْتُ في دفْعِه لإيجاد أصحاب طيبين، لكنه يُحب أصدقاءَه جدًّا، هم ليسوا سيئين، لكنهم يمُرون بما يَمُرُّ به! أخي يُحدِّثني عنهم كثيرًا، وأعلم أنه لن يُغيرهم في هذه الفترة.



لا أفهم لماذا يتزوَّج الناسُ وهم لا يملكون أدنى فكرةٍ عن التربية؟ يعتقدونها أكلًا وشربًا - سبحان الله!



أتمنى أن تساعديني في رسْمِ خطَّةٍ أتبعها معه للتخلُّص مِنْ كلِّ الأمور السيئة التي يقوم بها، مع العلم أن عُمره 14 سنة.



سائلةً المولى - عز وجل - أن يجزيكم عنَّا خير الجزاء.




الجواب

بسم الله الموفق للصواب

وهو المستعان



مرحبًا بك يا صديقتي العزيزة وأهلًا!

إن لم يكنْ في تأخُّر جوابي عذرٌ تقبلينه، فاجعليه ذنبًا يغفره قلبُك الطيبُ، وعسى الله أن يُبارك فيك، وفي "تربيتك" لأخيك العزيز، ويسعدك وأهلك بهدايته، واستقامته، وصلاح حاله، آمين.



الخطوة التالية هي: تحويل العلاقة الأُخوية إلى صداقةٍ حميمةٍ، فلْتكوني صديقةً وفيَّةً لأخيك، فكِّري كما يُفَكِّر الأصدقاءُ حين يرغبون في إسعاد بعضهم بعضًا، وستقفين من هذه الصداقة على احتياجات أخيك النفسية والعاطفية، وبعض مشكلاته الجنسية ودوافعه لممارَسة الاستِمناء.



استَميلي قلبَه بالتواصُل الفكريِّ والعاطفيِّ مِن خلال (الفيس بوك)، فإن كانتْ له حساباتٌ أُخر في (تويتر) أو (تمبلر) ونحوهما، فسَجِّلي نفسك في مِثْل هذه الشبكات الاجتماعية، مِن أجْلِ مُشاركته بعض اهتماماته، ولاستخدام هذه المواقع في حلِّ مشكلاته، ونقْل أفكارك ونصائحك إليه بطريقةٍ غير مباشرةٍ بواسطة نَشْر الرسائل الوعظية، والصور ذات المحتوى الهادف، مع الاهتمام البالغ بمَواضيعه تعليقًا وإعجابًا ومشاركةً!



أما ثقة أخيك المتهالِكة، ففي الإمكان ترميمها مِن خلال الآتي:

منْح أخيك المزيد مِن الفُرَص كي يعملَ الشيء الصعب بنفسه، ثم الثناء عليه متى نجح، فإن لم ينجحْ فلا يُعاقَب، ولا يُوبَّخ، بل يُعطى الفُرصة مرارًا حتى ينجحَ، فإن كانتْ هناك حاجةٌ لتوبيخه، ففي خلوةٍ وبلُطْفٍ.



التركيز على نِقاط قوته ومميزاته ومهاراته، وإبرازها بالمديح والتشجيع، اعطيه مثلًا بعضَ المال على أن يُصمِّمَ لك شيئًا بواسطة برنامج (الفوتوشوب) إن كان ماهرًا فيه، أو امتدحيه عند والديك وهو يسمع مديحك، ونحو ذلك.



اعرضي عليه أن تُساعديه في شرح بعض ما يُشكل عليه مِن الدروس، وتصميم بعض الاختبارات التجريبيَّة له.



كافِئيه مادِّيًّا ومعنويًّا إذا أظهر تفوُّقًا أو اهتمامًا بالدراسة.



إن استطعتِ الاستعانة بالمرشد الطلابيِّ "المرشد الاجتماعي" في المدرسة فحَسَن، فهذا دورُه في الاهتمام بمشكلات الطلاب النفسيَّة والاجتماعيَّة والعلميَّة.



تذكَّري دائمًا أنَّ المراهقَ يهتم برأي الآخرين فيه، وقد يكون رأيهم سببًا في تدمير مستقبله، أو سببًا في بنائه، وفتْقِ مَواهبه، ونفْع أمته، فليكنْ رأيك في أخيك إيجابيًّا على الدوام، وفطِّني والديك بهذا الأمر مِن خلال توجيه الرسائل المباشرة وغير المباشرة إليهما.




أما الاستمناءُ فمشكلةٌ جنسيةٌ لا يُمكن اجتثاث عُرُوقِها إلا بالزواج؛ ((يا معشرَ الشباب؛ مَن استطاع منكم الباءَة فلْيَتَزَوَّج))؛ متفق عليه، فلا تقيسي أخاك بنفسك، ولا تُقاربي بين زمنك وزمانه هذا، ولا تتعجَّلي النتائج، بل اعطي الوقتَ حقَّه في البُرء والعلاج، واجهدي جهدك في تقوية الوازع الديني لديه، وإيقاظ المخافَة والرقيب الداخلي في نفسه، فالخوفُ مِن الله - عز وجل - يكفُل للمرء عدمَ الانسياق وراء شهواته، ويكفُّ النفسَ الأمَّارةَ بالسوء عن هواها، ويَزَعُها عن مُمارسة الاستمناء والاستمتاع المحظور، واتخاذ الأَخْدان والصديقات!



واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وله الحمدُ والنعمةُ، وبه التوفيق والعِصْمَة



الساعة الآن : 11:35 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.98 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.85%)]