ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الداعية وأدواره (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=278063)

ابوالوليد المسلم 23-06-2022 03:34 AM

الداعية وأدواره
 
الداعية وأدواره


عوض عز الرجال متولي عفيفي






لفظ "الداعية": أصله من مادة: "دعا"، وهو إذا ما أطلق يراد به أكثر من معنى، ولا يحدِّده إلا السياق الوارد فيه؛ ولهذا فإطلاق لفظ الداعية يشمل مَن يدعو إلى هدى أو ضلالة، ويؤكِّد ذلك ما رواه أبو هريرة أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن دعا إلى هدًى كان له من الأجر مِثْلُ أجور مَن تبعه، لا ينقص ذاك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام مَن تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا))[1].

فالداعي في اللغة: مأخوذ من دعا إلى الشيء وللشيء: حثَّ عليه، ودعا إلى الله؛ أي: حثَّ على عبادته.

وتعريفه في الوجيز: "هو الذي يدعو لدين أو فكرة"؛ فالداعي من لوازم أفعاله: الدعوةُ كفعل، والدعوة كرسالة يوصلها بدعوة الفعل.

والداعية إلى الله: "هو المكلَّف شرعًا بتبليغ دعوة الله - تعالى - وهو الذي حمل أمانة تبليغ الدعوة إلى الناس، والعمل على نشر الدين الإسلامي في كل مكان".

والداعية القائم بأمور الدعوة إلى الله: هو الذي مدحه الله بقوله - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

والدعوة إلى الله معناها: "طلب الناس أن يؤمنوا بالله - عز وجل - وبكل ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع العمل بهذا الإيمان"[2].

أما عن دور الداعية، فيحتاج بيانه إلى توضيح:
أولاً: ما الدور؟
يعرِّفه د. فكري شحاتة أحمد، بأنه: "مجموعة من الأنشطة السلوكية، التي يُتوقَّع أن يقوم بها الفرد الذي يَشغَل مكانة اجتماعية معينة في المجتمع"؛ فكل فرد له أدوار تتناسب مع كل مكانة معينة، غير أن الأدوار تنقسم إلى قسمين:
أدوار واقعية، وهي: "الأنشطة السلوكية التي يقوم بها الفرد بالفعل".

وأدوار متوقَّعة، وهي: "الأنشطة السلوكية التي يُتوقَّع من الفرد القيامُ بها".

وفي كلٍّ من هذه وتلك، توجد أدوار أساسية، وأدوار مساعدة.

ثانيًا: وعلى هذا، فما هو دور الداعية الذي هو متوقَّع منه القيام به؟
مِن أدوار الداعية الإسلامي:
1- تبليغ الدعوة الإسلامية، والدعوة إليها؛ يقول - تعالى -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].
2- الدعوة إلى ما يؤمِن به، بكل ما يستطيع من وسائل الدعوة؛ ليبلغ الناسَ دين الله.
3- خطيب مفوَّه، كاتب حاذق، طبيب نفسي واجتماعي.
4- يعلِّم الناس أمورَ دينهم، وكيف يتعاملون مع دنياهم بمنهج الإسلام.
5- يحثُّ الناسَ على فعل الخير.
6- يغرس الانتماءَ إلى الإسلام والوطن في نفوس الناس.
7- يغرس الالتزامَ بالإسلام في سلوك الناس.
8- التأكيد على عالمية الإسلام، ووجوب اتباعه.
9- صديق أمين لكل فرد في المجتمع، قائدٌ في محيطه.

ووجود الدعاة وتمسُّكهم بأدوارهم وأدائهم هو الخير، وهو ضمانٌ لمسيرة الخير في المجتمع، وصمام أمانٍ للمجتمع بأسْره، يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

وعن هلال بن خبَّاب قال: سألتُ سعيد بن جبير، قلت: "يا أبا عبدالله، ما علامة هلاك الناس؟"، قال: "إذا هلك علماؤُهم"[3].

أما عن صفات الداعية وآدابه إجمالاً؛ منها:
"حسن الخلق - حليم - متواضع - رفيق بمدعويه - مخالط للناس - مشارك لهم - حسَن الصلة بهم".
"عفيف - يائس مما في أيدي الناس - يدعو الناس إلى مبدأ ودين، لا مصلحة شخصية - يخاطب الناس على قدر عقولهم - يُنَزِّل الناس منازلهم".
"يستر عاصيَهم - يُسِرُّ بالنصيحة - يترفَّع عن مجاراة السفهاء".


[1] صحيح مسلم، كتاب العلم، باب: مَن سنَّ سنة حسنة أو سيئة.

[2] انظر: الدعاة إلى الله في ضوء الكتاب والسنة، د: صابر أحمد طه، ط 1421 هـ - 2001.

[3] انظر: الدعاة في ضوء الكتاب والسنة؛ ص 40، وما بعدها.




الساعة الآن : 06:46 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.24 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.00%)]