ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى النحو وأصوله (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=122)
-   -   الحرف والكلمة والكلام (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=265856)

ابوالوليد المسلم 30-09-2021 03:17 AM

الحرف والكلمة والكلام
 
الحرف والكلمة والكلام
أبو زياد النحوي




تيسير النحو العربي (2)


أولًا: الحرف:
كما قال النحاة: "اللغة أصوات"، وأصغر وحدة صوتيَّة هي حروف الهِجاء (بكسر الهاء)، وحروف الهِجاء هي مادَّة تكوين الكلمة والكلام.

حروف الهِجاء يسمِّيها النحويون "حروف المباني"؛ لأنَّ الكلمات تُبني منها كما أنَّ المنازل تُبني من الأحجار، وعدَد هذه الحروف تسعة وعشرون حرفًا؛ كما قال سيبويه، وقد زاد رحمه الله حرف "الهمزة"، وعلى هذه الحروف يدور الكلام العربي كله، وكلُّ حرف من هذه الحروف يمثِّل وحدةً صوتيَّة لغوية، ويسمِّيها البعض: الحروف المُعجمية، أو الألفبائية، أو حروف المعجم، أو حروف الألف باء؛ وهذا كلُّه صواب.

ثانيًا: الكلمة:
النحاة يُعرِّفون الكلمةَ بأنها: "اللفظ الدالُّ على معنًى مفرد"، مثل قولنا: زيد - عمرو - ضرب - قام - قرأ، وغيرها.

وهم بهذا يقررون أنَّ الكلمة لها صِفات تتَّصف بها، وهي:
(أ) اللفظ: لأنَّ اللغة أصوات عند النحاة، فلا بدَّ لها من النطق والتلفُّظ، واللفظ هو: الصَّوت المُدرك بالسمع.

(ب) المعنى: فكلُّ لفظ يدلُّ على معنًى يكون كلمةً عند النحاة، فقولنا: (زيد)، هذا لفظ يدلُّ على ذاتٍ مسمَّاة به، بخلاف قولنا: (ديز)؛ فإنَّه لفظ لا يدلُّ على معنًى.

(ج) الإفراد: فلا يكون مركَّبًا، والمفرد هو: الملفوظ مرَّةً واحدةً، نحو: زيد - عمرو - عائشة - فاطمة، فكلُّ هذه الكلمات تدل على الإفراد.

ثالثًا: الكلام:
♦ الكلام أو اللغة: هو وسيلة التفاهم والتواصل بين الناس، وسواء قلنا: اللغة أو الكلام فلا حرَج؛ لأنَّنا نتحدث عن وسيلة التخاطُب والتفاهم بين المجموعة البشريَّة، وكِلا اللفظين يَصدق عليه أنه وسيلة التفاهم، والنُّحاة يقولون: "اللغة أصوات"، والأصوات نقول في تعريفها: "ما تدرك بالسمع"، فنخلص بهذا إلى أن الكلام - أو اللغة - هو: أصوات ندرِكها بأسماعنا، تحمل معاني يقَع بها التفاهم والتواصل بين الناس.

في كتب النحو - مثل الأجرومية أو الألفية - يقولون: الكلام: "هو اللَّفظ المفيد..."؛ إلخ.

اللفظ: هو الصَّوت الذي يدرك بالسمع، وشرطه عند النحاة الإفادة؛ لذلك لو تحقَّقَت الإفادة بغير صوتٍ، لا يحكمون عليها بأنَّها كلام عربي؛ مثل الإشارة، فلو أشار إليك أحد أن "اجلِس"، هل أفاد؟
الجواب: نعم، لكنه ليس كلامًا عربيًّا عند النحاة؛ لأنَّ الكلام أصوات مَسموعة مدركة بالسمع بإجماع النُّحاة...


والكلام في لغة العرب يأتي في صورتين:
الأولى: جملة فعلية، مثل: قام زيدٌ، فـ "قام" فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، و"زيدٌ" فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة على آخره، وقد حكَمنا على هذه الجملة بأنَّها فعليَّة؛ لأنَّها بدأَت بفعل.

والصورة الثانية: الجملة الاسمية، وهي جملة المبتدأ والخبر، كقولنا: اللهُ ربُّنا؛ فالاسم الكريم "الله" مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة على آخره، و"ربُّ" خبَر مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة على آخره، و"نا" ضمير متَّصل مبنيٌّ على السكون في محلِّ جرٍّ بالإضافة، والله المستعان.









الساعة الآن : 09:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.45 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.24%)]