ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=257369)

ابوالوليد المسلم 22-04-2021 07:35 PM

شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر
 





شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر












الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
















متن الحديث:



عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: صائم. قال: ليس من البر الصيام في السفر». وفي لفظ لمسلم: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم».







الشرح:



وهذا الحديث الشريف موضوعه: حكم الصوم في السفر لمن يشق عليه الصوم ويرهقه.



وهذا السفر الذي ذكره جابر هو سفر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، وكانت في رمضان سنة ثمان من الهجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الناس متزاحمين، ورجلاً قد ضلل عليه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمره، فقالو: إنه صائم، وبلغ به الظمأ هذا الحد، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس من البر الصيام في السافر.







فالله عز وجل لا يريد من عباده تعذيب أنفسهم، فالله عز وجل غني عن هذا.







ومن فوائد هذا الحديث النبوي الشريف: أن صوم المسافر مع التعب والمشقة ليس من البر.







وأيضاً: المشروع للعبد أن يأخذ برخصة الله تبارك وتعالى، وألا يجهد المرء نفسه فيما رخص له فيه.







ومن الفوائد: أن البر معناه: هو الطاعة، وقيل: هو الخير، وقيل: هو التوسع في الطاعة.







وهاهنا سؤال: متى يكون الصيام في السفر ليس من البر، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؟



فيقال: إذا وجدت المشقة أو غلب على الظن حصول الضرر.



وإذا ظُن به الإعراض عن رخصة الله تعالى التي رخص لعبادة.



ومن خاف على نفسه الرياء أو العجب إذا صام في السفر.



وإذا كان ذلك مدعاة للقعود عن العمل والتطلع لخدمة الآخرين له.







هذه الإجابات أشار إليها الحافظ بن حجر -رحمه الله تعالى- في فتح الباري، ومن يسهل عليه الصيام، ولا يوجد معه تعب ولا مشقة مثل: السفر القصير، أو الوسائل المريحة، ولا يحتاج إلى خدمة الناس له وإذا كان القضاء يشق عليه بعد رمضان، فالصيام في حقه أفضل، لأنه أبرأ للذمة، وثانياً: أنه لا توجد مشقة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خير حمزة بن عمرو الأسلمي، قال: «إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر» فيدل هذا على تساوي الطرفين في هذا الباب وهذه المسألة، وأنه مخير بين الصيام والإفطار في حال السفر في مثل هذه الحالات، أما إذا شق عليه الصيام، فهذا ليس من البر، وإذا كان لا يشق عليه الصيام، ولا يتأثر بذلك، فإنه يصوم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإدراكاً للزمن الفاضل، ولأنه قد يصعب عليه القضاء بعد ذلك.








ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- من فوائد الحديث: جواز الازدحام على رؤية الأشياء الغريبة.







وأختم بأن الرواية المنتشرة:



«ليس من أمبر أم صيام في أمسفر» فهذه الرواية على شهرتها، إلا أنها رواية لا تصح كما نبه لذلك المحدث: الألباني في الإرواء وفي السلسلة الضعيفة، وذكر أنها شاذة.








نسأل الله للجميع العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.












ابوالوليد المسلم 06-10-2021 02:32 PM

رد: شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر
 
لا اله الا الله


الساعة الآن : 12:07 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.50 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]