ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   من أين وكيف نبدأ بالتغيير لإصلاح أنفسنا؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=282678)

ابوالوليد المسلم 19-09-2022 05:58 PM

من أين وكيف نبدأ بالتغيير لإصلاح أنفسنا؟
 
من أين وكيف نبدأ بالتغيير لإصلاح أنفسنا؟


عبدالمجيد قناوي






أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

من عادات النَّاس أنهم يحبُّون الإنسان قـوي الشخصية، ويتوقَّعـون احترام الآخرين لهم، كما يحتاجون لبعض الخصوصية، وإذا أردتَ أن يغـيِّر الناس معاملتهم لك، فعليك أن تتغـير.



وإليك الآن عشرة اقتراحات تساعدك على تغيير طرق أو أنماط تفكيرك وكيفية التفاعل معها، وبالتالي محاولة إصلاح نفسك:

1 - اختر ما تشعر به:

إنَّ العالم مثل المرآة؛ فمعظم مشاكلنا مع الآخرين هي انعِكاس لمشاكلنا مع أنفسنا، فعندما نقوم بهدوء بتغيير أفـكارنا، فإنَّ علاقاتنا مع الآخرين تتحسَّن تلقائيًّا، فعلى الإنسان أن يدرِك قـيمة ذاته، فإذا اعـتمدتَ على الآخرين ليدركـوا قـيمتك، لن يفعلوا ذلك، وسوف تصاب بالإحباط، فـلا تبحث عن قيمتك في أعين الناس، ولا تغـيِّر طبعك لتُرضيهم، ابحث عن قيمتك بنفسك في ضميرك؛ فإذا ارتاح ضميرك، ارتفع مقامك.

اسأل نفسك هذين السؤالين:

1- ما الذي أريد؟

2- ما الذي يجب أن أقوم به للحصول على ما أريد؟

سوف يخبرك الآخرون من آنٍ لآخر: إنَّها أوقات عصيبة، إنَّ الحياة مليئة بالمصاعب، إنَّ العمل مضنٍ وشاق... إلخ، من آراء ووجهات نظر مختلفة.



وعليك أن تخبر نفسك بهدوء:

"إنَّه الواقع من وجهات نظرهم، وأنا أحترمها، وربما أختار أن أتحدَّث إليهم عـنها، ولكـني لست مُلزمًا باتباعها؛ بل أرفض أن أعـتنقها، فأنا أخـتـار ما أشعـر به".



2 - التعـبيـر عـن الـمـشاعـر:

كـن موضوعـيًّا وتحمَّل مسؤولية ما تَشعـر به، وكـن محددًا وواضحًا عـندما تفصِح عمَّا تريد، ستربح بعض الجولات وتخسر البعض الآخر، وعـندما تربح، فإنَّك تُظهـر للآخرين أنَّ بإمكانك الحصول على ما تريد، وعـندما تخسر، فإنَّك عادة سـتـشعـر بأنَّك أفضل حالًا؛ لأنَّك عبَّرتَ عن مشاعـرك.



3 - الصراحة:

كن لبقًا، وقـل الحقـيقةَ كما هي؛ فالصَّراحة مع الآخرين دليل احترامك لهم، ودلـيـل احترامك لنفـسك، كما أنَّ الصراحة أبـسـط كـثيرًا من غـيرها؛ فهي:

"وضـوح وإخلاص مع نـفـسـك".

فمثلًا: عندما تعبِّر عن غضبك، قد لا يعجب ذلك الآخرين، ولكنهم سرعان ما يتغاضون عن ذلك، وسوف تتفاهم معهم بصورةٍ أفضل، وعندما تكبت غضبك وتعاقِب نفسك بدلًا من التعبير عنه (أي: الغضب)، تظل المشكـلة قائمةً، ويزداد الأمـر سُوءًا.



4 - الصدق والاحترام:

كن صادقًا مع نفسك، واحرص في نفس الوقت أن تحترم الآخرين، وإذا اختلف النَّاس معك حول أفكارك أو أسلوب حياتك، فهذا شأنهم وليس شأنك.



5 - المشاركة في الأفكار:

عليك أن تتَّخذ قراراتك بنفسك، ولا تبدأ في إيذاء الآخرين معـنويًّا، فإذا اخترتَ أن توضح أسباب تصرفاتك، فافعـل ذلك بدافع الرغـبة في مشاركـة أفكارك مع شخص آخر وليس إرضاء الآخرين، فإنَّ اقـتناعك الشخصي بتصرُّفاتك يكـفي، ولست مضطرًّا لإقـناع الآخرين.



6 - تحديد التصرُّفات وقدرة التحكُّم في الأمور:

احكم على تصرُّفاتك بنفسك، وحدِّد العادل والمنصف منها من وجهة نظرك، ولا تسمح للآخرين بأن يَدفعوك للشعور بالذنب لأسابيع وسنوات، بناءً على معتقداتهم عن الصواب والخطأ.

ويجب أن تكون قادرًا على قول كلمة: "لا"، وخاصة مع أفراد عائلتك، وبمجرَّد أن تتمكـَّن من قـول: "لا" دون أن تشعـر بالذنب، ستتمكَّن من التحكُّم في أمور حياتك بشكل أكبر، وأن تعـيش أكـثر سعادة مع الآخرين ومع نفـسك.



7 - المبادئ:

لا تخالف مبدأك لتُرضي النَّاس؛ بل عش حياتك على مبدأ:

كن مُحسنًا حتى وإن لم تَلق إحسانًا، ليس لأجلهم؛ بل لأنَّ الله يحب الإنسان المُحسن:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13].

﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].



8 - الصَّداقة:

وإن كنت تشعر بالوحدة والاكتئاب، فلن يفيدك أن تجد شخصًا يعجب بك أو يحبك، فعليك أن تجد شخصًا تستطيع أن تقيم معه صداقة، وإذا كنتَ تريد أن تقابل أناسًا جُددًا وأن تكوِّن صداقات جديدة، فعليك أن تتولى زمامَ المبادرة، وتقوم بالخطوة الأولى.



9 - الثقة بالنفس:

عندما تقول: إنَّك ستفعـل شيئًا ما، وينتهي بك الأمر بعمل شيء مختلف تمامًا، فإنَّك بذلك تقلِّل وتضعف من قـوَّة شخصيتك، وبالتأكيد فإنَّ من الجيد أن تغيِّر رأيك أحيانًا، ولكن لمعظم الوقت يجب أن نظهر لأنفـسنا أنَّنا نتحكَّم في أمور حياتنا عن طريق الالـتزام بما نقوله؛ لأنَّه كـلما التزمت بما تقـطعه على نفـسك، زادت قـوَّة شخصيتك؛ فـلكي تؤثِّر في الآخرين يجب أن تَثق بنفـسك، ولكي تثق بنفسك يجب أن:

"تؤمن بما تقـول، وأن تفعـل ما تقـول".



10 - الاعتناء بالنَّفس وكيفية النَّظر إلى الحياة:

تأكَّد حين تنكسر لن يرمِّمك سوى نفسك، فعليك حمايتها، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقُدرتُك على الوقـوف مرَّة أخرى لا يملكها سواك، وتذكـَّر دائمًا أنَّ الإنسان، إذا أفـرط في الاهـتمام بنفسه، فإنَّ الآخرين سيشعـرون بالإحراج، وفي النهاية سيفِـرُّون منك، فتجد نفسك وحدك...



وتعـلَّم كيف تجعـل الحياةَ بسيطة وممتعة، ولا تأخذها على محمل الجدِّ، ولا تعطِ الأحداثَ فوق ما تستحق، فلا تحمل هَمَّ الدنيا؛ فإنها لله.



ولا تحمل همَّ الرِّزق؛ فإنه من الله: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

ولا تحمل همَّ المستقبل؛ فإنه بيَد الله، فـقـط احمل همًّا واحدًا: كيف تُرضي الله؟ ولا تتصنَّع لتنال رضاء النَّاس؛ فـلو أرضيتَ الله، رَضي عـنك وأرضاك، وكفاك وأغـناك.

هكذا علينا نكون إذا أردنا تغيير أنفسنا.

هكـذا عـلينا نكون إذا أردنا إصلاحَ أنفسنا.

أعوذ بالله مِن الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[الأنفال: 53].

﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7].


الساعة الآن : 09:09 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.88 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.78%)]