ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أتعبتني الحيرة! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=260312)

ابوالوليد المسلم 12-06-2021 03:10 AM

أتعبتني الحيرة!
 
أتعبتني الحيرة!


أ. أروى الغلاييني






السؤال

السلام عليكم،
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عامًا، لي زميل في الدراسة عمره تقريبًا 20 سنة، كنتُ أتعامل معه كأخ وصديق؛ ولكني فوجئتُ أنه يحبني، حين صارحني بالأمر رفضتُ في البداية، لكن مع مرور الوقت أحسست أنه زوج جيد، وأنه يستحق أن أعطيه فرصة، خاصة أنه يحبُّني بطريقة جنونية بعض الشيء!

الآن أنا محتارة جدًّا؛ فأحيانًا أشعر أني لا أريده أبدًا، وأحيانًا أخرى أشعر أنه يستحق، العمر يمثِّل لي أكبر عائقٍ؛ فأنا أريد شخصًا يفوقني في الخبرة، ويكبرني بأعوام، ولكنني أشعر أنه ناضج أكثر مني، فقط من الناحية الدينية!

أخلاقه ودِينه ممتازان، لا يزال في السنة الأولى في التعليم، ولأن الوقت لا يزال مبكرًا على أي ارتباط رسمي؛ فقد اقترح عليَّ أن يأتي في نهاية السنة؛ ليخبر أهلي أنه يريد خطبتي، ولكنه ليس مستعدًّا من الناحية المادية، وليطلب مهلة سنة ليأتي برفقة أهله، ثم نخطب لمدة سنتين؛ أي: نتزوج وأعمارنا 23.

حين تعرفنا أكثر، أخبرتُه أنني موافقة؛ ولكنني الآن في حيرة شديدة من أمري؛ فهناك أشياء تعجبني فيه، وأخرى لا تعجبني؛ طبعه هادئ جدًّا، وأنا لا أحب الهدوء لهذه الدرجة، وهو هادئ مع الآخرين أكثر مما معي، يحبني كثيرًا ويهتم بي، كما أن أفكارنا متشابهة بعض الشيء، يحثُّني كثيرًا على صلاة الفجر، وقراءة القرآن، وارتداء الجلباب، يغار عليَّ كثيرًا، معظم المواصفات التي كنتُ أتمناها في شريك حياتي موجودةٌ فيه، ومع ذلك أشعر أنني مترددة كثيرًا، شكله الخارجي لا يعجبني وكذا حركاته؛ ولكن لا أعلم إن كانت هذه الصفات تستحق أن أرفضه بسببها.

خائفة جدًّا من أن وضعه المادي قد يسبِّب لنا مشاكلَ في المستقبل، وفي الوقت ذاته أشعر أنني سأكون سعيدة برفقته، صلَّيتُ استخارة أكثر من مرة، ولكنني لا زلت محتارة جدًّا، تحدَّث مع أمي هاتفيًّا، وأمي شعرتْ بالارتياح له، كما أنني أشعر أحيانًا كثيرة بالحب تجاهه، وأحيانًا أخرى أشعر أنه لا يزال صغيرًا، أو أنه كأخي.

والدي سأل عنه، فمدحه الناس كثيرًا، كما أن فتاةً ذات دين نصحتْني بالموافقة عليه، والأهم من ذلك كله أنني أعطيتُه كلمة، وأستصعب جدًّا الرجوع عنها، كما أنني أشعر أحيانًا كثيرة بالحب تجاهه.

أفيدوني بارك الله فيكم.



الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السائلة الفاضلة، القادمة من فلسطين الحبيبة، أرض الرباط، اللهم ارزقنا زيارةً قريبة لها، وصلاة بالمسجد الأقصى الشريف.

أتعرفين؟! وأنا أقرأ رسالتكِ لهثتُ تعبًا، وكأني أُلاحِق أفكارك التي أتعبتْك، فخرجتْ منك باندفاع دون تنظيم ولا تصنيف، نعم، حيرتك ظاهرة، وربما مردُّها إلى قلة الخبرة.

جميل أنك استشرتِ، وربما الذي زاد من حيرتك أن والديك لم يعطياكِ قرارًا، بدوتِ لي من النمط البصري، الذي يميل لاستخدام أكثر ما يستخدم من حواسه حاسة البصر في تخزين معلومة واسترجاعها، وفي صفات هذا النمط تفصيلاتٌ لا يتسع المجال لذكرها الآن، وإن رغبتِ اطَّلعي عليها في المواقع التي تبحث في البرمجة اللغوية العصبية، لماذا أقترح عليك ذلك؟ لأن صاحب النمط البصري يريد أن يتَّخذ قراراته سريعًا، ومرجعيته (خارجية)، يريد الآخرين أن يتَّخذوا القرار عنه؛ ليستريح من القلق والحيرة (ويبدو أن نمط الشاب يختلف عن نمطك؛ فهو من كلامك عنه أقربُ ما يكون للحسِّي).

لكن - عزيزتي - قرار الزواج يجب أن يؤخذ تمامًا من قناعة الإنسان نفسه، مستعينًا بالله - جل وعلا - دعاء واستخارة، ومن الناس مشورة، خاصة من يثق برأيهم.

لا تجعلي الشعور بالالتزام تجاهه (أنك أعطيتِه كلمة) هو المحرك لقَبوله، هذه النقطة انْسَيْها تمامًا، إنها حياتك التي تعيشينها معه، وسيكون أبًا لأولادك، وشريكك كل العمر - إن شاء الله - وليس صفقة مؤقتة لسنوات معدودة.

إذًا؛ هذه النقطة لا تتطرَّقي إليها ثانيةً، مع أني أعجب (واسمحي لي أن أقول ذلك!) أنكِ أعطيتِه كلمة دون موافقة والدك ووالدتك، وهذه من قيم الأسر المسلمة؛ بل من أهمها.

وحيث إن الشاب به إيجابيات وسلبيات (ومَن مِن الشباب ليس كذلك؟!)؛ أقترح عليك تأجيل التفكير في هذا الأمر (الزواج منه) لمدة سنة، دون اتصال به (وانتبهي لهذا الأمر من ناحية شرعية - بارك لله فيك).

أعلم أنه سيكون صعبًا؛ لأنك ذكرتِ أنك تشعرين تجاهه بالحب، ولكن لا بد من الانتظار؛ حتى تتيقني من قرارك ومشاعرك، فلا يعود عمره، ولا هدوءُه، ولا حالته المادية، ولا شكله الخارجي - يمثِّل أيَّ إحراج لكِ، أو قلق، أو حيرة، وعندما تتأكَّدين من ذلك، وترتاحين تمامًا، خُذي قرارك وتزوَّجيه، أما إن بقيتْ هذه الأمورُ تسبِّب لك قلقًا وضيقًا، وأنك لن تستطيعي تجاوزها، فانتظري آخرَ ترتاحين أنتِ له بقرارك الذاتي، وليس بكلام قاله الآخرون عنه.

كما أؤكد عليكِ أنك المسؤولة عن قرار الزواج، الوالدانِ والاستشارةُ تساعدك في تلمُّس الطريق؛ لكنه في النهاية هو اختيارك، فتحمَّلي مسؤوليتك كاملة، ولا تقولي أبدًا: إنك تزوجتِه؛ لأنك أعطيتِه كلمة؛ لأنك لو قررتِ عدم الزواج منه، وعلم بذلك، سيتقبل الشابُّ الأمرَ، ويأخذه بعقلانية مطلقة أكثر منك؛ {وليس الذكر كالأنثى}، وسينتظر مدة، قد تقصر أو تطول، ثم يلتفت ليبحث عن أخرى تناسبه وتقبله.

وفَّقك الله لخير وسعادة الدنيا والآخرة.




الساعة الآن : 10:02 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.92 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.17%)]