ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   مجبر على دراسة تخصص لا أحبه (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=292479)

ابوالوليد المسلم 27-05-2023 02:19 PM

مجبر على دراسة تخصص لا أحبه
 
مجبر على دراسة تخصص لا أحبه
أ. لولوة السجا

السؤال:

الملخص:
شابٌّ يَشكو مِن معاملة والده، وأنه أجبره على اختيار تخصصه، وهو يعيد فشله في الدراسة إلى هذا الأمر، ويبحث عن حل لمشكلته.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا شابٌّ في العشرين مِن عمري، كان والدي منذ صِغري يَضربني على كلِّ شيء؛ بحجة أني لا أعرف مَصلحتي، وكان يرى أنه هو الصواب في كلِّ شيء، ومِن ثَم لم يكنْ يَتْرُك لي الحرية لاختيار أيِّ شيءٍ!

كنتُ أحلم منذ صِغري أن أكونَ مُسعفًا، لكنه أرغمني على دراسة الهندسة، وعندما رفضتُ ضرَبني وأدخلني الهندسة رغمًا عني؛ ففشلت وضاع مستقبلي.

فكرتُ في الانتحار، لكن لم أستطعْ، وهو كل يوم يَنعتني بالفاشل، تعبتُ مِن الحياة، ولا أدري ماذا أفعل؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
بني، لا أحد يستطيع قَتْل طُموح أحدٍ، وإنما يظهر أنك شابٌّ مُرهَف الإحساس، ويُضاف لذلك كونك لا ترغب مِن أحدٍ أنْ يُمليَ عليك رأيًا حتى لو كان ذلك الشخص هو والدك أو والدتك.

ما ذكرتَه ليس شيئًا غريبًا أو مؤلمًا، ما ذكرتَه يَحْصُل كثيرًا، ويَتَكَرَّر مَشهَدُه، لكن ليست المشكلة هنا، إنما المشكلة تَكْمُن في عدم تفهُّم الأمور، والتمسُّك بالرأي، وعدم التنازُل، سواء أكان ذلك مِن طرف الأب أو الابن.

ونحن هنا نُخاطبك أنت أيها الابن، فنقول: تحمَّلْ يا بني، واصبرْ، ولعل ما يَنالك مِن ذلك إنما هو بسبب ما يَصْدُر منك تجاه والدك، فكما تعلم فإن كل أب يُحب من ابنه الطاعة التامة، ويتأذَّى مِن المخالَفة.

اعلم يا بني أنه يحقُّ لك الاستقلال برأيك، والتمسك به، وعدم الخضوع لرغبات الآخرين، لكن هذا كله يختلف حين يكون الآخر هو الوالد، فما الذي يَضُرك أن تطيع والدك، وتَنْزل عند رغباته، مع محاولة توضيح الأمر وإبلاغه برغبتك، وكونها أنسب لك.

ناقِشْ لكن بهدوء، جادِلْ لكن بلُطف، لا تُهَمِّش آراءهم، حاوِلْ بكلِّ طريقة، افعلْ ذلك بعد أن تستخيرَ، فلعل الخير فيما يقولون ويفرضون عليك.

ومن هنا أُذكرك بقول إسماعيل لأبيه إبراهيم حين قال له: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]؛ فتأمَّلْ قمة الطاعة والامتثال والاستسلام في أشد المواقف.

وأخيرًا عليك بالدعاء، فلعل الله أن يَكفيك الأمر بأيسر الأسباب
وفقك الله لِمَا يُحبُّ ويَرضى







الساعة الآن : 06:03 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.75 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]