عندما رقصت العصافير (قصة للأطفال)


أسعد الديري








في الصباح الباكرِ قالت الشجرةُ للعصفورِ: ما لك وحيدًا أيها العصفور؟ أين أصدقاؤك العصافيرُ، لقد اعتدتُ على سماع غنائِكم الجميل الذي يُدخِلُ إلى قلبي البهجة والسرور؟!

نظر إليها العصفور بحبٍّ وقال: يا لوفائك أيتها الشجرة! بعد قليل سيعودون، أنت تستحقين أكثرَ من الغناء؛ لأنك تمنحين العصافيرَ الأمان!

طار العصفور بعيدًا، ووقف قربَ النهر، نظر النهر إليه وسأله: أين أنت يا صديقي؟ أين أصدقاؤك؛ أنا قَلِق عليهم! لقد انتظرتكم طويلًا هذا الصباح؟

نظر العصفور إلى النهر بحنانٍ، وقال: يا لكَ من صديق مخلص أيها النهر، سأبلغ أصدقائي بمحبَّتك لهم.

طار العصفور ووقف قربَ حقل من الزهور، فسألته الزهرة: أهلًا بصديقنا العصفور، أين هم أصدقاؤُك العصافير لقد اشتقنا إليهم؟


قال العصفور بودٍّ: شكرًا لمحبتك لنا أيتها الزهرة الجميلة، إن أصدقائي في طريق العودة.

وفجأة لمح العصفورُ سربًا من العصافير في الأفق، فأسرع إلى الشجرة والنهر والزهرة؛ ليبلِّغَهم بعودة أصدقائه العصافير.

وحين التقى العصفور بأصدقائه وأبلغهم أن الشجرةَ والنهر والزهورَ ينتظرونهم بشوقٍ، رقصت العصافير من الفرح.

أقسمُ أن العصافير رقصَت من الفرح.