ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   التعريض والتلميح في الحوار وثناء المحاور على نفسه عند الحاجة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=279842)

ابوالوليد المسلم 05-08-2022 04:53 PM

التعريض والتلميح في الحوار وثناء المحاور على نفسه عند الحاجة
 
التعريض والتلميح في الحوار وثناء المحاور على نفسه عند الحاجة
د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان




الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ

(تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)


التعريض والتلميح:
قال - عز وجل -– في حوار يوسف مع السجينين: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39].

في هذه الآية الكريمة أسلوب رائع، وأدب رفيع من آداب الحوار، هو التعريض والتلميح والبعد عن التصريح.

فيوسف - عليه السلام - يلمح في حواره مع السجينين؛ حيث كان مليئًا بالثقة والطمأنينة، وفيه التودد والملاطفة معهما؛ ليدخل من مؤانستهما إلى صلب الدعوة وتصحيح العقيدة، فينتهز الفرصة ويعرض لهما موضوع القضية المهمة - بطريقة غير مباشرة -؛ ليكون أنجح لمقصوده، وأقرب إلى القبول، وسماع النصيحة، وبالتالي يكونون مستعدين لتقبل ما يلقى إليهما؛ ذلك أنّه في بعض الحالات يكون أسلوب التعريض والتلميح أنجح للمقصود، وأوقع تأثيرًا في النفس من التصريح.

ثناء المحاور على نفسه عند الحاجة:
1- قال - سبحانه وتعالى - في حوار يوسف - صلى الله عليه وسلم - مع السجينين: ﴿ قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ﴾ [يوسف: 37].

وفي الآية جواز ثناء المحاور على نفسه بالحق، كأن يكون عالمًا وجهلت منزلته في العلم، فوصف نفسه بما هو بصدده، وكان غرضه أن يقتبس منه، وينتفع به في الدين أو الحوار، فيجوز تزكية النفس بالإفصاح عن مقدار علمه في موضوع الحوار أو في أي مسألة لموضوع النقاش، أو كان في ذلك غرض أو مصلحة، وأن ذلك ليس من التزكية المذمومة.


2- وقوله تعالى: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].

وفي الآية أن يوسف - عليه السلام - وصف نفسه - في حواره مع الملك - بالحفظ والأمانة والعلم، وليس هذا من الفخر والإعجاب، وإنما لينفع العباد، ويقيم العدل بينهم.

وهذا الأدب يستخدم في الحوار عند الحاجة، وتحقيق المصلحة والفائدة التي تحقق غاية الحوار.





الساعة الآن : 04:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.93 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]