ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=84)
-   -   لفظ "الجزاء" في القرآن (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=254526)

ابوالوليد المسلم 09-03-2021 12:15 AM

لفظ "الجزاء" في القرآن
 





لفظ "الجزاء" في القرآن














سيد ولد عيسى




يَرِدُ الجزاء في القرآن بمعنى الثواب، ومقابل العمل؛ وقد قال ابن جرير الطبري: "أصل (الجزاء) في كلام العرب: القضاء والتعويض، يُقال: جزيته قرضَه ودَينه أجزيه جزاءً؛ بمعنى: قضيته دَينه، ومن ذلك قيل: جزى الله فلانًا عني خيرًا أو شرًّا؛ بمعنى: أثابه عني، وقضاه عني ما لزمني له بفعله الذي سلف منه إليَّ"[1].







وهذا صحيح، إلا أننا يمكن أن نميز بين ثلاث دلالات للجزاء، كلها يشهد السياق لتخصيص معناها.







والدلالات الثلاث هي:



الأولى: الجزاء بمعنى مطلق المقابل المجانس للفعل أول القول السابق.



والثانية: الجزاء بمعنى العقوبة.



والثالثة: الجزاء بمعنى الثواب والتَّكْرِمة.







وكل واحد من هذه الأقسام منقسم إلى دنيويٍّ وأخروي، وإلى جزاء إلهي قضائي قدري، وجزاء إلهي شرعي أو بشري، مأذون شرعًا.







ولنعرض لكل من هذه النقاط بشيء من التفصيل:



أولًا: الجزاء بمعنى مقابل المطلق:



يمكن أن نأخذ لهذا المعنى الآيات التالية:



1- ï´؟ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ï´¾ [غافر: 17].











2- ï´؟ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ï´¾ [النجم: 39 - 41].















3- ï´؟ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [الجاثية: 28، 29].











4- ï´؟ جَزَاءً وِفَاقًا ï´¾ [النبأ: 26][2].











5- ï´؟ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ï´¾ [الشورى: 40][3].











6- ï´؟ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ï´¾ [يونس: 4].











7- ï´؟ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ï´¾ [إبراهيم: 51].











8- ï´؟ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ï´¾ [الرحمن: 60][4].











9- ï´؟ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ï´¾ [الجاثية: 14][5].











10- ï´؟ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ï´¾ [النجم: 31][6].











11- ï´؟ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [يس: 54][7].











12- ï´؟ فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ï´¾ [المائدة: 95][8].











فهذه الآيات أقرب إلى أن تجعل معنى كلمة الجزاء مطلق المقابل، دون وصفه بخيرية أو شر.



والآية الخامسة جزاء دنيوي شرعي مباح.



والآية الأخيرة جزاء شرعي واجب، دنيوي.



بينما الأخريات كلها جزاء قدري إلهي أخروي، لا يترتب للبشر عليه حكم شرعي، غير الإيمان به.







ثانيًا: الجزاء بمعنى العقوبة:



وقد ورد في القرآن في مواطن كثيرة؛ نذكر منها:



1- ï´؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ï´¾ [البقرة: 85][9].







2- ï´؟ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 191][10].











3- ï´؟ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ï´¾ [آل عمران: 87، 88][11].











4- ï´؟ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ï´¾ [النساء: 93][12].











5- ï´؟ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ï´¾ [المائدة: 29][13].











6- ï´؟ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا ï´¾ [المائدة: 33][14].











7- ï´؟ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ï´¾ [المائدة: 38][15].











8- ï´؟ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ï´¾ [الأنعام: 93][16].











9- ï´؟ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ï´¾ [الأنعام: 146][17].











10- ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ï´¾ [الأعراف: 40، 41][18].











11- ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ï´¾ [الأعراف: 152][19].











12- ï´؟ وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ï´¾ [التوبة: 26][20].











13- ï´؟ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ï´¾ [التوبة: 82][21].











14- ï´؟ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ï´¾ [التوبة: 95][22].











15- ï´؟ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ï´¾ [يونس: 13][23].











16- ï´؟ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ï´¾ [يونس: 27][24].











17- ï´؟ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ï´¾ [يونس: 52][25].











18- ï´؟ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾ [يوسف: 25][26].











19- ï´؟ قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ï´¾ [يوسف: 74، 75][27].











20- ï´؟ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ï´¾ [الإسراء: 63][28].











21- ï´؟ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ï´¾ [الإسراء: 98][29].











22- ï´؟ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ï´¾ [الكهف: 106][30].











23- ï´؟ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ï´¾ [طه: 127][31].











24- ï´؟ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ï´¾ [الأنبياء: 29][32].











25- ï´؟ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون ï´¾ [النمل: 90].











26- ï´؟ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ï´¾ [سبأ: 17][33].











27- ï´؟ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ï´¾ [فاطر: 36].











28- ï´؟ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [الصافات: 38، 39][34].











29- ï´؟ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ï´¾ [فصلت: 27، 28][35].











30- ï´؟ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ï´¾ [الأحقاف: 20][36].











31- ï´؟ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ï´¾ [الأحقاف: 25][37].











32- ï´؟ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [الطور: 16][38].











33- ï´؟ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ï´¾ [القمر: 14][39].











34- ï´؟ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ï´¾ [الحشر: 17][40].











35- ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [التحريم: 7][41].











ثالثًا: الجزاء بمعنى الثواب والتكرمة:



ورد الجزاء بمعنى الثواب والتكرمة في القرآن في مواطن كثيرة؛ منها:



1- ï´؟ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ï´¾ [آل عمران: 136][42].











2- ï´؟ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [المائدة: 85][43].











3- ï´؟ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [الأنعام: 84][44].











4- ï´؟ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [يوسف: 22][45].











5- ï´؟ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [النحل: 96، 97][46].











6- ï´؟ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ï´¾ [الكهف: 88][47].











7- ï´؟ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ï´¾ [طه: 76][48].











8- ï´؟ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ï´¾ [الفرقان: 15][49].











9- ï´؟ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [القصص: 14][50].











10- ï´؟ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [العنكبوت: 7][51].











11- ï´؟ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ ï´¾ [الروم: 45][52].











12- ï´؟ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [السجدة: 17][53].











13- ï´؟ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ï´¾ [الأحزاب: 24][54].











14- ï´؟ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ï´¾ [سبأ: 4][55].











15- ï´؟ فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ï´¾ [سبأ: 37][56].











16- ï´؟ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [الصافات: 80، 105، 110، 121، 131][57].











17- ï´؟ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [الزمر: 34، 35][58].











18- ï´؟ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [الأحقاف: 14][59].











19- ï´؟ كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ï´¾ [القمر: 35][60].











20- ï´؟ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [الواقعة: 24][61].











21- ï´؟ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ï´¾ [الإنسان: 9][62].











22- ï´؟ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ï´¾ [الإنسان: 22][63].











23- ï´؟ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [المرسلات: 44][64].











24- ï´؟ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ï´¾ [النبأ: 36][65].











25- ï´؟ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ï´¾ [الليل: 19][66].











26- ï´؟ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ï´¾ [البينة: 8][67].











خاتمة:



من خلال هذه الجولة مع لفظ الجزاء في القرآن، يتضح من غير ما سبق ذكره من معانيه:



أن الجزاء على الأعمال - خيريًّا كان أو شريًّا - قد يكون دنيويًّا، وقد يكون أخرويًّا.



وأن الجزاء الشري[68] قد يكون دنيويًّا بالتشريع، وقد يكون بالأقدار.







أن جزاء الأعمال الصالحات قد يكون بالأقدار الخيرية في الدنيا والآخرة.



أن الجزاء قد يكون من الله، وقد يكون من خلقه.



أن تخصيص الجزاء بالعقوبة غير أصيل في الشرع، وإنما هو "تخصيص"، وقصرٌ للعام على بعض ألفاظه.



والله أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وسلم.















[1] الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، جامع البيان في تأويل القرآن، 2/ 27، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط: 1، مؤسسة الرسالة، 2000.




[2] هذه الآية وإن كانت وردت في سياق الذم، فإن ظاهرها يقتضي أن الجزاء كان من جنس العمل، وظاهر مثل هذه الألفاظ يحتمل الوجهين.




[3] وهذه وإن كانت في الشر، فالمراد منها أنها جزاء مأذون شرعًا، باعتبار المقابلة بين الجزاء والمجزيِّ به؛ لأن الثاني ليس سيئًا في الحقيقة؛ بمعنى أنه ليس محلَّ نهيٍ شرعي، بينما الأول ظلم محرم، ومثله كل ما في القرآن من هذا الصِّنف.




[4] يحتمل الدنيا والآخرة، وكذلك يحتمل كل جزاء خير من الخالق كان أو من المخلوق.




[5] اخترت الإجمال الوارد في اللفظ في ï´؟ قَوْمًا ï´¾؛ لأنه يحتمل المؤمنين بصبرهم، والكافرين بجُرمهم، على توجيهه للكافرين فقط؛ إذ لا وجهَ لحصر المعنى في أحد الصنفين دون الثاني.

وقد قال بالقول الأخير الطبري وغيره من المفسرين؛ [الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 21/ 80، تحقيق: الدكتور/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر، الدكتور/ عبدالسند حسن يمامة، ط: 1، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، 2001]، وابن عطية؛ [أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن بن تمام الأندلسي المحاربي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، 5/ 83، تحقيق: عبدالسلام عبدالشافي محمد، ط: 1، دار الكتب العلمية – بيروت، 1422هـ].

وقال بالأول - وهو الحصر في المؤمنين فقط - الزمخشري؛ [الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، جار الله، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، 4/ 288، ط: 3، دار الكتاب العربي – بيروت، 1407ه]، والنسفي؛ [الشيخ محمد بن عبدالحق بن شاه الهندي، الإكليل على مدارك التنزيل وحقائق التأويل، 6/ 529، تحقيق: الشيخ محيي الدين أسامة البيرقدار، ط: دار الكتب العلمية].




[6] الظاهر أنه جزاء أخروي، ويحتمل أن يدخل فيه بالتبعية الجزاء الدنيوي لكلا الفريقين.




[7] جزاء أخروي محض، يدخل فيه الخير والشر.




[8] المراد من إيراده في هذا القسم مطلق المثلثة، لا أنه عقوبة دنيوية على تقصير من العبد.




[9] وهذا في شقه الأول عقاب دنيوي قدري إلهي.




[10] وهذا حكم شرعي دنيوي مكلَّف البشر بتطبيقه.




[11] عقاب إلهي قدري، دنيوي وأخروي؛ (دنيوي على تأويل من يرى لعنة الناس على الظالمين من جزائهم الدنيوي).




[12] عقاب أخروي، على انتهاك حكم شرعي.




[13] وهذا خبر عن حكم شرعي قدري أخروي، لا يترتب للبشر عليه غير الإيمان به.




[14] وهذا حكم شرعي متعلق بالدنيا يكلَّف المؤمنون بتطبيقه.




[15] وهذا حكم شرعي متعلق بالدنيا يُكلَّف المؤمنون بتطبيقه.




[16] عقاب دنيوي، قدري، جزاء على مخالفة شرعية.




[17] عقوبة دنيوية تشريعية على الانحراف عن منهج الله، والتعنت في دينه.




[18] عقاب أخروي.




[19] عقاب قدري إلهي دنيوي.




[20] وهذا حكم قدري دنيوي.




[21] وهذا حكم قدري دنيوي.




[22] وهذا حكم قدري دنيوي في جانبه الأول، شرعي في جانبه الثاني؛ فحكمُ إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عنهم حكم دنيوي، وجزاء قدري، وحكمهم في الآخرة قدري جزائي.




[23] عقاب قدري إلهي، دنيوي.




[24] جزاء أخروي محض.




[25] عقاب أخروي.




[26] وهذا حكم دنيوي حكمت به امرأة العزيز، وهو عقوبة دنيوية غير مُقدَّرة شرعًا، بل ولا توافق أحكام الشرع؛ لأن الهم بالعدوان على الناس إذا لم يَصْحَبْهُ عمل، لا تُرتَّب عليه عقوبة شرعية مقدرة، وإذا صحبه عمل، فإما أن يكون فيه تعزير، أو قصاص، أو يصل حدًّا شرعيًّا، كالزنا والحِرابة، ولكلٍّ حكمه المعروف.




[27] حكاية عن عقاب دنيوي، الراجح أنه شرعي لإقرار نبي الله يوسف له، وعدم تعقيب القرآن عليه، ولعله مِن شرع مَن قبلنا الذي نُسخ بشرعنا.




[28] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[29] حكم قدري شرعي جزائي ذو شقين؛ دنيوي هو الإضلال والصرف، وأخروي هو العذاب.




[30] وعد بالعقاب الأخروي.




[31] عقاب قدري دنيوي، بدليل خاتمة الآية، وبدليل الآية الأخرى الكثيرة الدالة على أن جزاء الانصراف عن آيات الله هو الصرف عنها.




[32] وعد بالعقاب الأخروي.




[33] عقوبة دنيوية قدرية.




[34] عقاب أخروي محض.




[35] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[36] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[37] عقاب دنيوي قدري مُعجَّل، ولعذاب الآخرة أشد.




[38] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[39] العقوبة هنا دنيوية إلهية قدرية.




[40] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[41] حكم قدري شرعي جزائي أخروي.




[42] التَّكْرِمة إلهية أخروية.




[43] التكرمة إلهية أخروية.




[44] تكرمة إلهية، دنيوية.




[45] تكرمة إلهية قدرية، دنيوية.




[46] الجزاء أخروي، وإن كانت الحياة الطبية من الجزاء الدنيوي.




[47] التكرمة بشرية دنيوية.




[48] التكرمة إلهية أخروية.




[49] التكرمة إلهية أخروية.




[50] تكرمة إلهية قدرية، دنيوية.




[51] التكرمة إلهية أخروية.




[52] التكرمة إلهية أخروية.




[53] التكرمة إلهية أخروية.




[54] تكرمة إلهية قدرية، دنيوية.




[55] التكرمة إلهية أخروية.




[56] التكرمة إلهية أخروية.




[57] وهذه الآيات كلها يشهد السياق بأنها جزاء دنيوي على العمل الصالح، وأنه مرادٌ بها الذكر الحَسَن بعد الموت، فكل هؤلاء نبيٌّ، نُجِّيَ من عذاب قومه، وجُعل له عقِبٌ باقٍ بعده؛ كنوح، وإبراهيم بنص القرآن، وكهارون بنص السنة، وكإسماعيل بنص السنة، وأما موسى وإلياس، فالله أعلم هل لهما عقب أو لا، لكن تكرمتهما المنصوصة في هذه الآيات هي الذكر الحسن في الدنيا.




[58] التكرمة إلهية أخروية.




[59] التكرمة إلهية أخروية.




[60] تكرمة قدرية دنيوية، وما عند الله خير.




[61] التكرمة إلهية أخروية.




[62] الجزاء المُتعفَّف عنه جزاء دنيوي بشري، مباح أخْذُهُ، وإن كان البحث عنه محلَّ نهيٍ؛ لقول الله تعالى: ï´؟ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ï´¾ [المدثر: 6]، على أحد التأويلين، ولقوله: ï´؟ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ï´¾ [الروم: 39].




[63] التكرمة إلهية أخروية.




[64] تكرمة إلهية أخروية.




[65] التكرمة إلهية أخروية.




[66] المنفي طلب الجزاء الدنيوي.




[67] التكرمة إلهية أخروية.




[68] يكون الخيري كذلك بهما، إلا أني لم أذكره هنا؛ لأني لم أقف على التصريح به مع لفظ الجزاء في الخير، فأما وروده معه قدرًا، فقد ورد في قصص عدد من الأنبياء؛ كيوسف، وإبراهيم، ونوح، وموسى، وهارون، وإلياس، وأما وروده قدرًا مع غير لفظ الجزاء، فقد جاء في خواتيم سورة البقرة أن طاعة المؤمنين وإيمانهم كانت سببَ التخفيف عنهم، وإجابة دعائهم؛ كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال: ((لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ï´؟ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ [البقرة: 284]، قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بَرَكوا على الركب، فقالوا: أيْ رسولَ الله، كُلِّفنا من الأعمال ما نُطيق؛ الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أُنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابَيْنِ من قبلكم سمِعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقْترأها القوم، ذلَّت بها ألسنتُهم، فأنزل الله في إثرها: ï´؟ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ï´¾ [البقرة: 285]، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: ï´؟ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ï´¾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ï´؟ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ï´¾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ï´؟ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ï´¾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ï´؟ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 286]، قال: نعم))؛ [صحيح مسلم، باب بيان قوله تعالى: ï´؟ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ï´¾ [البقرة: 284]، 1/ 115، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، ط: دار إحياء التراث العربي – بيروت].




الساعة الآن : 06:16 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 47.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.03 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.20%)]