ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=94440)

ahmed1954 07-03-2010 07:18 PM

واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 



الإخوة والأخوات حياكم الله ورزقكم من محبته ورضوانه عفوا ورحمة



وجعل مثونا ومثواكم الجنة ان شاء الله



سنعيش معا في واحة المتقين من رياض الصالحين وهى الحياة التي ينشدها كل منا ويعمل من أجلها فيراعى حقوق الله وحقوق العباد سيرا على القران والسنة وبما تعلمناه من سيره السلف والخلف ومن أجل هذا سننطلق فى واحة المتقيين سعيا

الى رياض الصالحين بنزهة ربانية حول الاحا ديث الصحيحة التى انفرد بها الامام النووي رضى الله تعالى عنه في كتابه الذى لاتخلو مكتبه مسلم منه نبحر فى الاحاديث عمقا وراء المعانى والشرح مع ربطها بقصص من واقع ماضيانا وحاضرنا الاسلامي حتى نصل بالمعانى الى دروس مستفادة للنطلق بها الى واقعنا بحياة عمليه و دعوة ربانية الى الله



لقد بدا الرسول صلى الله عليه وسلم معلما فى مدرسة الصحابة فتخرج منها علماء أفذاذ كانوا لنا سيرة صادقة ترتبط بواقع من خلاله حققوا انتصارات اذهلت العالم سواء كان فى دعوة نشر الاسلام جهادا في سبيل الله ومن بعدهم خلف تتبعوا هذا النهج وفهموها فهما شاملا كاملا فظلت هذة المدرسة تعطى من نبعها الصافى في عهد النبوة وتتمد بغرسها الى كل زمان ومكان حتى كانت تلك الفئة المؤمنة ظاهرة فى الارض متمسكة بقران ربها وسنة نبيها لتظل الارض عامرة بالصالحين لتعود بنا الى الاسلام كما كان وتحرر الاوطان وتنشر الاسلام ويعم الخير والامان فى ربوع المعمورة بعد ان طغى فيها الشر والظلم والطغيان فلا امن ولا امان ولا معنى للحياة التى ينشدها الاسلام أسال الله تعالى ان يوفقنا الى هذا العمل الطيب



الذى نقربة الى الله تعالى قربه نتعلم منها ونصل من خلالها الى رضا رب العباد والفوز بالجنة ان شاء الله تعالى ..



وأخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين

ٍٍٍِِِِِِِِِِِِِِِ~~~~~~~~~~~~التوقــــــــــيع~~~ ~~~~~~~~~~~
[i]============ ======
من السهل أن تحب ..
ولكن من الصعب أن تجبر الناس على حبك !
============ ======

جنه الاسلام 08-03-2010 01:48 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
جزاك الله خيرا اخى الكريم
أحمد
على الموضوع جعله الله بميزان حسناتك
ورزقك الفردوس الاعلى

ahmed1954 08-03-2010 06:56 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://www.minia.gov.eg/News/Documen...1%D8%A7%20.jpg

ahmed1954 08-03-2010 07:34 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
رياض الصالحين

الاخلاص


باب الإخلاص وإحضارالنية فيجميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية


القرآن الكريم
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
قَالَ اللَّه تعالى


في سورة البينة
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ



وقَالَ تعالى في سورة الحج

لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ


وقَالَ تعالى في سورة آلعمران


الاحاديث

1 - وعَنْ أميرالمؤمنين أبي حفص عمربن الخطاب رَضيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول

إنماالأعمال بالنيات،وإنما لكلامرئ مانوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أوامرأة ينكحها فهجرته إِلَى ماهاجرإليهمتفق عَلَى صحته


2 - وعَنْ أم المؤمنين أم عبداللَّه عائشة رَضيَ اللَّه عَنْها قَالَت قَالَ رَسُول اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم: يغزوجيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء مِنْ الأرض يخسف بأولهم وآخرهم> قَالَت قلت: يارَسُول اللّهِ كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس مِنْهم؟قَالَ: <يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون عَلَى نياتهم> مُتّفَقٌ عَلَيْهِ. هذالفظ البخاري.


3 - وعَنْ عائشة رَضيَ اللَّه عَنْها قَالَت قَالَ النبي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم: <لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية،وإذا استنفرتم فانفروا> مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومعناه: لاهجرة مِنْ مكة لأنها صارت دار إسلام


4 - وعَنْ أبي عبداللَّه جابربن عبداللَّه الأنصاري رَضيَ اللَّه عَنْهُما قَالَ: كنامع النبي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم في غزاة فقَالَ: <إن بالمدينة لرجالا ماسرتم مسيرا ولاقطعتم واديا إلاكانوا معكم حبسهم المرض.




*******************************

اللهم اعز الاسلام والمسلمين



نور من الله 08-03-2010 07:57 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
مشكور اخى الكريم على النقل الطيب منك
بارك الله فيك
وبالتوفيق

ريحانة دار الشفاء 08-03-2010 10:05 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
[QUOTE=ahmed1954;910853]
الباب الأول


رياض الصالحين

الاخلاص


باب الإخلاص وإحضارالنية فيجميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية


القرآن الكريم
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
قَالَ اللَّه تعالى


في سورة البينة
وماأمرواإلاليعبدوااللَّه مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة.



وقَالَ تعالى في سورة الحج

لن ينال اللَّه لحومهاولادماؤها ولكن يناله التقوى مِنكم


وقَالَ تعالى في سورة آلعمران

قل إن تخفوامافي صدوركم أوتبدوه يعلمه اللَّه.

الاحاديث

1 - وعَنْ أميرالمؤمنين أبي حفص عمربن الخطاب رَضيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول

إنماالأعمال بالنيات،وإنمالك لامرئ مانوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله،ومن كانت هجرته لدنيايصيبهاأوامرأة ينكحها فهجرته إِلَى ماهاجرإليه> متفق عَلَى صحته


2 - وعَنْ أم المؤمنين أم عبداللَّه عائشة رَضيَ اللَّه عَنْها قَالَت قَالَ رَسُول اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم: <يغزوجيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء مِنْ الأرض يخسف بأولهم وآخرهم> قَالَت قلت: يارَسُول اللّهِ كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس مِنْهم؟قَالَ: <يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون عَلَى نياتهم> مُتّفَقٌ عَلَيْهِ. هذالفظ البخاري.


3 - وعَنْ عائشة رَضيَ اللَّه عَنْهاقَالَت قَالَ النبي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم: <لاهجرةبعدالفتح ولكن جهادونية،وإذااستنفرتم فانفروا> مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومعناه: لاهجرةمِنْ مكةلأنهاصارت دار إسلام


4 - وعَنْ أبي عبداللَّه جابربن عبداللَّه الأنصاري رَضيَ اللَّه عَنْهُما قَالَ: كنامع النبي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم في غزاة فقَالَ: <إن بالمدينة لرجالا ماسرتم مسيراولاقطعتم واديا إلاكانوامعكم حبسهم المرض.




***************************************

اللهم اعز الاسلام والمسلمين



اخى الكريم ارجو الانتباه عند النقل وارجوا اخذ مسافه بين كل كلمه وآخرى كى يتسنى للقارء فهم ما تهدف إليه
جزاكم الله خيرا
كما ارجو تعديل مشاركاتكم قدر الامكان
شكرا وبالتوفيق

ahmed1954 09-03-2010 01:17 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
السلام عليكم

بارك الله فيكم وفى جميل مافعلتم فعلا حاولت التعديل لكن بدون جدى وسنحاول مره اخرى ان شاء الله ................. احترامى

ahmed1954 09-03-2010 01:25 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الاخوه والاخوات الكرام تحية الاسلام السلام

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته

باب الاخلاص كما نعرف هو باب واسع والخوض فيه سيكون شئ من الصعب بمكان لكن سنجول في رحاب الحديث الاول منه والذى يشتمل على صفاء اخلاص الانسان فى علاقاته بصفه خاصه مع رب العالمين وبصفه عامة مع بنى البشر كافه

دون تفريق بين اى موانع لكن كلا حسب طبعه وصفته ومعتقده

فالاسلام علمنا باأن نعامل الناس من منطلق ذاتنا بعلاقتنا الربناية لا من طباع الاخرين

والحديث الاول من هذا الباب هو حديث النية كما نعلم وهو




http://www.muslma1.net/up/images/1hc...2kchw6dzle.gif


ومع الحديث وفى رحابة سنعيش مع معانى مهمه ومتعدده منها

- الاخلاص

- النية

- الاعمال

- الهجرة

تابعونا وادعمونا بالمدخلات والتعليقات فهذا يسرى الموضوع روحا وجمالا

احترامى لجميع الاخوه والاخوات

ahmed1954 10-03-2010 01:08 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الإخلاص
الإخلاص: عمل من أعمال القلوب، بل هو في مقدمة الأعمال القلبية، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به.
والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عمله ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس، الظاهرة أو الخفية، من إرادة مغنم، أو شهوة، أو منصب، أو مال، أو شهرة، أو منزلة في قلوب الخلق، أو طلب مدحهم، أو الهرب من ذمهم، أو إرضاء لعامة، أو مجاملة لخاصة، أو شفاء لحقد كامن، أو استجابة لحسد خفي، أو لكبر مستكن، أو لغير ذلك من العلل والأهواء والشوائب، التي عقد متفرقاتها هو: إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل، كائنا من كان، وكائنا ما كان




وأساس إخلاص العمل: تجريد "النية" فيه لله تعالى.
والمراد بالنية: انبعاث إرادة الإنسان لتحقيق غرض مطلوب له.
فالغرض الباعث هو: المحرك للإرادة الإنسانية لتندفع للعمل، والأغراض الباعثة كثيرة ومتنوعة، منها، المادي والمعنوي، ومنها: الفردي والاجتماعي، ومنها: الدنيوي والأخروي، ومنها التافه الحقير، والعظيم الخطير، منها ما يتعلق بشهوة البطن والجنس، ومنها ما يتصل بلذة العقل والروح، منها ما هو محظور، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب



وإنما يحدد هذه البواعث: عقائد الإنسان وقيمه التي يؤمن بها، ومعارفه وأفكاره ومفاهيمه التي كونها بالدراسة أو بالتجربة، أو بتأثير البيئة، وبالتقليد للآخرين.
والمؤمن الحق هو الذي غلب باعث الدين في قلبه باعث الهوى، وانتصرت حوافز الآخرة على حوافز الدنيا، وآثر ما عند الله تعالى على ما عند الناس، فجعل نيته وقوله وعمله لله، وجعل صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، وهذا هو الإخلاص.


**************************************

اللهم اجعلنا من المخلصين لدين النبي محمد رسول رب العالمين

ahmed1954 20-03-2010 11:35 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 


معنى الاخلاص

الإخلاص: إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد، وهو: أنه يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون أي شيء آخر، من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى، ويصح أن يقال: الإخلاص تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين.
ويصح أن يقال: الإخلاص: التوقي عن ملاحظة الأشخاص.
وقال شيخ القوم الجنيد: الإخلاص: سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله.
وقد ورد في ذلك حديث قدسي ذكره القشيري بسنده عن رب العزة قال: "الإخلاص سر من سرى، استودعه قلب من أحببت من عبادي".
وقال أبو عثمان: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى فضل الخالق.
وقال حذيفة المرعشي: الإخلاص: أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن.
وسئل بعضهم عن الإخلاص، فقال: ألا تشهد على عملك غير الله عز وجل.
وقال ذو النون: ثلاث من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
وقال سهل بن عبدالله: لا يعرف الرياء إلا مخلص.

ahmed1954 24-03-2010 07:35 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
فضل النية والإخلاصhttp://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gif - 1
لا غرو ـ إذا كان هذا شأن النية وأهمية الإخلاص ـ أن تتكاثر النصوص من القرآن والسنة في بيان فضلهما ومنزلتهما في الدين.
وقد أمر الله في كتابه بالإخلاص، وحث عليه في أكثر من سورة، وخصوصا في القرآن المكي، لأنه يتعلق بتجريد التوحيد، وتصحيح العقيدة، واستقامة الوجهة، فقال تعالى لرسوله: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين، ألا لله الدين الخالص).
وقال له: (قل الله أعبد مخلصا له ديني، فاعبدوا ما شئتم من دونه).
وقال له: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
وقال سبحانه: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).
وقال سبحانه: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا).
وقال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد).
وقد بينا أن القرآن يذكر النية والإخلاص بصيغ مختلفة، مثل: إرادة الآخرة، وإرادة وجه الله تعالى، أو ابتغاء وجهه وابتغاء مرضاته، وذكرنا من آيات كتاب الله ما يدل عليه.

وأحيانا يعبر عن ذلك بقوله: (في سبيل الله) وخصوصا مع الإنفاق والجهاد والقتال. وقد صح الحديث أن القتال لا يكون في سبيل الله، إلا إذا كان هدفه وغايته: أن تكون كلمة الله هي العليا، ومثل ذلك يقال في الإنفاق والجهاد بكل صوره، فلا يكون ذلك في سبيل الله ما لم يتحرر المقصود به، وهو إعلاء كلمة الله.
وقد بين القرآن الفرق بين غاية المؤمنين وغاية الكافرين في قتالهم، فقال: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)، فالأولون يقاتلون لإعلاء كلمة الله، وهي كلمة التوحيد والحق والعدل والخير، التي تتمثل في دينه وشرعه، والآخرون يقاتلون، لإعلاء كلمة الطاغوت، وهو كل ما يعبد أو يعظم ويطاع طاعة مطلقة من دون الله، وهي كلمة الشرك والباطل والظلم والشر والطغيان.

ahmed1954 29-03-2010 08:45 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
إنما الأعمال بالنيات

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه. (رواه إماما المحدّثين: أبو عبد الله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).
شرح وفوائد الحديث
دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح العمل ، وحيث فسدت فسد العمل ، ، وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال :
(الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد .
(الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.
(الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ، ويرى نفسه مع ذلك مقصراً ، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل عمله مع ذلك أم لا ، وهذه عبادة الأحرار ، وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله !
أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟). فإن قيل : هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟ . قيل : قال الغزالي رحمه الله تعالى : العبادة مع الرجاء أفضل ، لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط .
وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين ، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب ، فمن أعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله.
الحال الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني: ((يقول الله تعالى : أنا اغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه )).
وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب (( الرعاية )) فقال : الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه . والرياء نوعان : أحدهما : لا يريد بطاعته إلا الناس والثاني : أن يريد الناس ورب الناس ، وكلاهما محبط للعمل ، ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية ))عن بعض السلف ، واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى:( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ ) (الحشر : 23) ، فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك ، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره ، فهو تعالى أكبر ، وكبير ، ومتكبر .
وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ وما فعل من أجل الناس رُدَّ . ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس ، فأصل الصلاة مقبول ، وأما طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس .
وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟ فقال : أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل ، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس ، فلا تقبل صلاته لأجل التشريك في أصل العمل ، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل . قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص ان يعافيك الله منهما .
ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها الناس ، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس ، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة ، أو زكاة واجبة ، أو يكون عالماً يقتدى به ، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل ، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع ، وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل ، قال صلى الله عليه وسلم: (( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به )).
قال العلماء : فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس . قال المرزباني ، رحمه الله تعالى عليه : يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته : حضور القلب ، وشهود العقل ، وخضوع الأركان ، وخشوع الجوارح ، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء ، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات )) أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات ، قال الحارث المحاسبي : الإخلاص لا يدخل في مباح ، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة ، كرفع البنيان لا لغرض الرعونة ، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً . قال : ولا إخلاص في محرم ولا مكروه ، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه ، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى ، كالنظر إلى الأمرد ، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة ، قال : فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن ، والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق ، والصدق لا يفتقر إلى شيء . لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة ، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها ، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه ، فكل صادق مخلص ، وليس كل مخلص صادقاً ، وهو معنى الاتصال والانفصال ، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله ، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال )) يحتمل : إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال ، أو قبول الأعمال ، أو كمال الأعمال ، وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ، ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالة النجاسة ، ورد الغصوب والعواري ، وإيصال الهدية وغير ذلك ، فلا تتوقف صحتها على النية المصححة ، ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ، ومن ذلك ما إذا أطعم دابته ، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب ، وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب ، ذكره القرافي ، ويستثنى من ذلك فرس المجاهد ، إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها أثيب على ذلك كما في صحيح البخاري ، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا .
واعلم أن النية لغة : القصد ، يقال نواك الله بخير : أي قصدك به . والنية شرعاً : قصد الشيء مقترناً بفعله ، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم ، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض ، مثال الأول : الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة ، وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف ، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية ، وكذلك الغسل : يقصد به تنظيف البدن في العادة ، وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟ فقال: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى )) ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة ، كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية ، وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه ، فالمميز هو النية .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإنما لكل امرىء ما نوى )) دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات ، ولا التوكيل من نفس النية ، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية ، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح ، والتفرقة مع القدرة على النية . وفي الحج : لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين ، أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية ، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن ، صدق ، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع ، ثم نوى بعد ذلك ، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا .
قوله صلى الله عليه وسلم :(( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )).
أصل المهاجرة المجافاة والترك ، فاسم الهجرة يقع على رموز :
الأولى : هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ففروا منه إلى النجاشي ، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين ، قاله البيهقي .
الهجرة الثانية : من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة ، وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة ،وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة ، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً ، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام :
(الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة ،و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا هجرة بعد الفتح )) . هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان .
(الثاني): الخروج من أرض البدعة ، قال ابن القاسم : سمعت مالكاً يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.
(الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام ، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم .
(الرابع) : الفرار من الأذية في البدن ، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه ، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه ، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال :{إٍنًّي مُهَاجِر ُ إِلى رَبًّي } [العنكبوت :26] . وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّب ُ} [القصص:21].
(الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة ، إلى الأرض النزهة ، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج .
(السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال ، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه .
وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة : طلب دين وطلب دنيا ، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع :
(الأول) سفر العبرة قال الله تعالى :{أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم } [الروم:9]. وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها .
(الثاني) : سفر الحج .
(الثالث): سفر الجهاد.
(الرابع) : سفر العبرة المعاش.
(الخامس): سفر التجارة والكسب الزائد على القوت ، وهو جائز لقوله تعالى : {لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم } [البقرة : 198].
(السادس) : طلب العلم .
(السابع) :قصد البقاع الشريفة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )).
(الثامن) : قصد الثغور للرباط بها .
(التاسع): زيارة الإخوان في الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم: (( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرسل الله ملكاً على مدرجته . فقال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تؤديها قال : لا ، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال : فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته )). رواه مسلم . وغيره .
الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم .
الرابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه .
الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر ، قال الماوردي : فإن صار له بها أهل وعشيرة ، وأمكنة إظهار دينه ،لم يجز له أن يهاجر ، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام .
السادسة : هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة ، بغير سبب شرعي ، وهي مكروهة في الثلاثة ، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.
السابعة : هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى {واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِع ِ} [ النساء :34]. ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان ،و الكلام ،و جواب السلام وابتداؤه .
الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه ، وهي أعم الهجر.
قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله )) : أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.
(( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها .. الخ )) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس ، فسمي مهاجر أم قيس . فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب : إنه لم يخرج في الظاهر لها ، وإنما خرج في الظاهر للهجرة ، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم ،وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( فهجرته إلى ما هاجر إليه )) يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة ، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة ، فإن كان الباعث له الحج فله الثواب ، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج ، وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا ، ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا ، لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد ، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

ahmed1954 05-04-2010 08:56 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://www.muslma1.net/up/images/1hc...2kchw6dzle.gif

أبومحمودالسوري 05-04-2010 09:21 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خيرا
وان شاء الله نكون من المخلصين لله وللرسول وللإسلام
آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــين
ودمتم بحفظ الله ورعايته

ahmed1954 08-04-2010 04:47 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه

ما هي أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات

الـسـؤال

ما هي أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات ؟.

الـجـواب


الحمد لله
سئل الأمام ابن تيمية السؤال التالي :
يتفضل الشيخ الإمام , بقية السلف , وقدوة الخلف , أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب , تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية بأن ينبهني على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات
فأجاب رحمه الله تعالى :
وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم , فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد .
لكن ما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره :
أن ملازمة ذكر الله دائماً هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة , وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم : ( سبق المفردون , قالوا يا رسول الله : ومن المفردون ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) .
وفيما رواه أبو داوود عن أبي الدرداء رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم , وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إعطاء الذهب والورق , ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله , قال ذكر الله ) .
والدلائل القرآنية والإيمانية بصراً وخبراً ونظراً على ذلك كثيرة .
وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره , وعند أخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام , وأدبار الصلوات , والأذكار المقيدة , مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع , ودخول المنزل و المسجد والخلاء والخروج من ذلك , وعند المطر والرعد , إلى غير ذلك .
وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل يوم وليلة - ومن أحسن ما صنف في هذا الباب كتاب من الحجم الصغير ( صحيح الكلم الطيب ) وهو مستقي من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ( الكلم الطيب ) وهو من تحقيق العلامة الألباني - .

ثم ملازمة الذكر مطلقاً , وأفضله لا إله إلا الله .
وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه .
ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه , وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله .
ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض , أوجلس مجلساً يتفقه أو يفقهه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله ( فقهاً ) , فهذا أيضاً من أفضل ذكر الله .
وعلى ذلك إذا تدبرت لم تجد من الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف .

وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة , فما ندم من استخار الله تعالى .
وليكثر من ذلك ومن الدعاء , فإنه مفتاح كل خير
ولا يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي
وليتحرَّ الأوقات الفاضلة , كآخر الليل , وأدبار الصلوات , وعند الأذان , ووقت نزول المطر , ونحو ذلك .




ahmed1954 09-04-2010 09:35 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
  • دوافع الإخلاص :
  • خشية الله
  • النظام الرباني المتكامل في آيات الله
  • وحدة الهدف و سموه
  • اتهام النفس بالتقصير
  • النوايا الصادقة هي الإخلاص لله
  • النوايا المنحرفة عن الإخلاص لله شرك
  • الإخلاص من ثمرات التوحيد الخالص
  • العلم الراسخ
  • العلم بالله و شرعه و العلم بأمراض القلوب و علاجها
  • صحبة أهل الإخلاص و الصلاح
  • قراءة سير المخلصين من السلف الصالح و العلماء
  • المجاهدة للنفس بإخفاء الأعمال و دفع الخواطر
  • الدعاء و الاستعانة بالله تعالى
  • معرفة حقيقة الدنيا و الزهد فيها
  • استحضار الإنسان أمر الله به
  • استحضار كون الإخلاص شرطاً لصحة العمل و قبوله
  • علمه بأن الله تعالى يعلم السر و الجهر
  • علمه بأن الناس ليس لهم من الأمر شيء و لانفع و لاضر لديهم إلا بإذن الله
  • علمه بأنه سيجازى و يحاسب على حقيقة أعماله
  • استحضاره عظيم ثواب الله تعالى و عظيم عقابه
  • علمه بأن الأعمال الخالصة قد تشفع لصاحبها في وقت حاجته إليها
  • علمه بأن الإخلاص صفة تعرض و تزول
  • يقينه بإمكانية تحصيل الإخلاص
  • علمه بالله بأسمائه و صفاته

ahmed1954 09-04-2010 09:35 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
  • دوافع الإخلاص :
  • خشية الله
  • النظام الرباني المتكامل في آيات الله
  • وحدة الهدف و سموه
  • اتهام النفس بالتقصير
  • النوايا الصادقة هي الإخلاص لله
  • النوايا المنحرفة عن الإخلاص لله شرك
  • الإخلاص من ثمرات التوحيد الخالص
  • العلم الراسخ
  • العلم بالله و شرعه و العلم بأمراض القلوب و علاجها
  • صحبة أهل الإخلاص و الصلاح
  • قراءة سير المخلصين من السلف الصالح و العلماء
  • المجاهدة للنفس بإخفاء الأعمال و دفع الخواطر
  • الدعاء و الاستعانة بالله تعالى
  • معرفة حقيقة الدنيا و الزهد فيها
  • استحضار الإنسان أمر الله به
  • استحضار كون الإخلاص شرطاً لصحة العمل و قبوله
  • علمه بأن الله تعالى يعلم السر و الجهر
  • علمه بأن الناس ليس لهم من الأمر شيء و لانفع و لاضر لديهم إلا بإذن الله
  • علمه بأنه سيجازى و يحاسب على حقيقة أعماله
  • استحضاره عظيم ثواب الله تعالى و عظيم عقابه
  • علمه بأن الأعمال الخالصة قد تشفع لصاحبها في وقت حاجته إليها
  • علمه بأن الإخلاص صفة تعرض و تزول
  • يقينه بإمكانية تحصيل الإخلاص
  • علمه بالله بأسمائه و صفاته

ahmed1954 20-04-2010 11:12 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
من فوائد هذا الحديث:


.1هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء:مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث، وحديث عائشة: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ [7]فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح، مثاله:




.2من فوائد الحديث: أنه يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض، والعبادات عن المعاملات لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ولنضرب مثلاً بالصلاة، رجل أراد أن يصلي الظهر، فيجب أن ينوي الظهر حتى تتميز عن غيرها. وإذا كان عليه ظُهْرَان، فيجب أن يميز ظهر أمس عن ظهر اليوم، لأن كل صلاة لها نية.


.3من فوائد الحديث:الحثّ على الإخلاص لله عزّ وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسّم الناس إلى قسمين:


قسم: أراد بعمله وجه الله والدار الآخرة.

وقسم: بالعكس، وهذا يعني الحث على الإخلاص لله عزّ وجل .
والإخلاص يجب العناية به والحث عليه، لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خلق الناس من أجلها، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)


.4ومن فوائد الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتنويع الكلام وتقسيم الكلام، لأنه قال: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وهذا للعمل وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى وهذا للمعمول له.


ثانيهما: تقسيم الهجرة إلى قسمين: شرعية وغير شرعية، وهذا من حسن التعليم، ولذلك ينبغي للمعلم أن لايسرد المسائل على الطالب سرداً لأن هذا يُنْسِي، بل يجعل أصولاً، وقواعد وتقييدات، لأن ذلك أقرب لثبوت العلم في قلبه، أما أن تسرد عليه المسائل فما أسرع أن ينساها.


.5من فوائد الحديث: قرن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى بالواو حيث قال: إلى الله ورسوله ولم يقل: ثم رسوله، مع أن رجلاً قال للرسول صلى الله عليه وسلم :مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: بَلْ مَاشَاءَ اللهُ وَحْدَه


.6ومن فوائد الحديث: أن الهجرة هي من الأعمال الصالحة لأنها يقصد بها الله ورسوله، وكل عمل يقصد به الله ورسوله فإنه من الأعمال الصالحة لأنك قصدت التقرّب إلى الله والتقرب إلى الله هو العبادة.

.

أم عبد الله 21-04-2010 12:23 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
ماشاءالله مجهود نسأل الله تعالى ان يكون في ميزان حسناتكم

يثبت الموضوع لأهميتة

ahmed1954 21-04-2010 04:36 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
السلام عليكم

دائما نسعد بهذا الدعم الطيب وهذا ان شاء الله تعالى هو طريق الدعاة الى الله


الذين لا يتركون شارده ولا وارده يكون منها نفعا للاسلام والمسلمين الا دلوا عليه


نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم

وان يرزقنا واياكم جنته ........... أمين يارب العالمين


أسد السنة 22-04-2010 11:41 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا علي هذا الموضوع القيم
ولكن من باب النصح
ارجو منك عدم كتابة الموضوع بلون واحد
برجاء تلوين الموضوع لغاية نبيلة وهي متعة مشاهدة الموضوع
ليس إلا
تقبل تحياتي

http://gallery.7oob.net/data/media/19/jaz2.gif

ahmed1954 23-04-2010 05:24 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
السلام عليكم

جزاكم الله خير على المتابعه ونصيحة مقبوله وفى محلها

تحياتى

ahmed1954 26-04-2010 10:00 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

بسم الله الرحمن الرحيم

وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا ونبينا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين .... أما بعد .

النية .... ضوابط وآثار


ماهو مفهموم النية :

عبر عن ذلك بعض العلماء فقالوا :

النية شرط لتصحيح العمل، والمراد بالنية القصد- يقال: نوى كذا بمعنى قصده، ويراد بالنية في الاصطلاح العزم على الفعل، فمن عزم على فعل من الأفعال قيل بأنه قد نواه، وبعض العلماء يعرف النية بأنها قصد التقرب لله -عز وجل-، وهذا لا يصح؛ لأن النية على نوعين: نية صحيحة بقصد التقرب لله -عز وجل-، ونية التقرب لغيره، وهذه أيضا من أنواع النيات، ولكل حكمه.

وقوله هنا: شرط يراد بالشرط ما يلزم من عدمه عدم الحكم، ولا يلزم من وجوده وجود الحكم ولا عدمه لذاته، مثال ذلك: الطهارة شرط للصلاة، يلزم من انتفاء الطهارة انتفاء صحة الصلاة، لكن لا يلزم من وجود الطهارة وجود الصلاة، أو انتفاؤها



ahmed1954 26-04-2010 10:01 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 


أهمية النية ..

قال تعالى في محكم تنزيله : {
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
}

يقول في تفسير الجلالين : (
والذين صبروا على الطاعة والبلاء وعن المعصية ابتغاء طلب وجه ربهم لا غيره من أعراض الدنيا وأقاموا الصلاة وأنفقوا في الطاعة مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون يدفعون بالحسنة السيئة كالجهل بالحلم والأذى بالصبر أولئك لهم عقبى الدار أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة
)

------------------------------------------------------

أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط، قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال: حدثنا شعبة ، قال: حدثنا العلاء ، عن أبيه
عن أبي هريرة قال: قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : : (((قال الله تبارك وتعالى: أنا خير الشركاء، من عمل عملاً، فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، هو للذي أشرك به)).)

ففي هذا الحديث القدسي تبين أن عدم الاخلاص في النية قد يوقع الانسان في ظلام الشرك ,
------------------------------------------------------

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، قال: حدثنا يحيى بن معين ، قال: حدثنا محمد بن بكر ، قال: حدثنا عبدالحميد بن جعفر ، قال: حدثني أبي ، عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل : (((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عنده، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)).).

وهو حديث آخر بنفس المعنى ..و تبرز فيه الأمور التي ستحصل للعبد الذي لم يخلص في عمله بالدنيا

------------------------------------------------------


أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال: أخبرنا الملائي ، قال: حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال: : (سمعت جندباً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أسمع أحداً غيره يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدنوت قريبا منه، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سمع يسمع الله به، ومن راءى يرائي الله به )) .).

أيضاً يظهر من هذا الحديث ما يحصل للعبد المقصر من ناحية الاخلاص وتعدى ذلك الى الرياء وطلب السمعة .. حيث من يرائي في الدنيا

يرائي الله به أي يفضحه يوم القيامة والعياذ بالله .

------------------------------------------------------




ahmed1954 26-04-2010 10:02 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

أهمية النية ..

قال تعالى في محكم تنزيله : {
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
}

يقول في تفسير الجلالين : (
والذين صبروا على الطاعة والبلاء وعن المعصية ابتغاء طلب وجه ربهم لا غيره من أعراض الدنيا وأقاموا الصلاة وأنفقوا في الطاعة مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون يدفعون بالحسنة السيئة كالجهل بالحلم والأذى بالصبر أولئك لهم عقبى الدار أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة
)

------------------------------------------------------

أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط، قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال: حدثنا شعبة ، قال: حدثنا العلاء ، عن أبيه
عن أبي هريرة قال: قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : : (((قال الله تبارك وتعالى: أنا خير الشركاء، من عمل عملاً، فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، هو للذي أشرك به)).)

ففي هذا الحديث القدسي تبين أن عدم الاخلاص في النية قد يوقع الانسان في ظلام الشرك ,
------------------------------------------------------

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، قال: حدثنا يحيى بن معين ، قال: حدثنا محمد بن بكر ، قال: حدثنا عبدالحميد بن جعفر ، قال: حدثني أبي ، عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل : (((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عنده، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)).).

وهو حديث آخر بنفس المعنى ..و تبرز فيه الأمور التي ستحصل للعبد الذي لم يخلص في عمله بالدنيا

------------------------------------------------------


أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال: أخبرنا الملائي ، قال: حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال: : (سمعت جندباً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أسمع أحداً غيره يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدنوت قريبا منه، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سمع يسمع الله به، ومن راءى يرائي الله به )) .).

أيضاً يظهر من هذا الحديث ما يحصل للعبد المقصر من ناحية الاخلاص وتعدى ذلك الى الرياء وطلب السمعة .. حيث من يرائي في الدنيا

يرائي الله به أي يفضحه يوم القيامة والعياذ بالله .

------------------------------------------------------


ahmed1954 26-04-2010 10:03 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

أهمية النية ..

قال تعالى في محكم تنزيله : {
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
}

يقول في تفسير الجلالين : (
والذين صبروا على الطاعة والبلاء وعن المعصية ابتغاء طلب وجه ربهم لا غيره من أعراض الدنيا وأقاموا الصلاة وأنفقوا في الطاعة مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون يدفعون بالحسنة السيئة كالجهل بالحلم والأذى بالصبر أولئك لهم عقبى الدار أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة
)

------------------------------------------------------

أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط، قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال: حدثنا شعبة ، قال: حدثنا العلاء ، عن أبيه
عن أبي هريرة قال: قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : : (((قال الله تبارك وتعالى: أنا خير الشركاء، من عمل عملاً، فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، هو للذي أشرك به)).)

ففي هذا الحديث القدسي تبين أن عدم الاخلاص في النية قد يوقع الانسان في ظلام الشرك ,
------------------------------------------------------

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، قال: حدثنا يحيى بن معين ، قال: حدثنا محمد بن بكر ، قال: حدثنا عبدالحميد بن جعفر ، قال: حدثني أبي ، عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل : (((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عنده، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)).).

وهو حديث آخر بنفس المعنى ..و تبرز فيه الأمور التي ستحصل للعبد الذي لم يخلص في عمله بالدنيا

------------------------------------------------------


أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال: أخبرنا الملائي ، قال: حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال: : (سمعت جندباً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أسمع أحداً غيره يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدنوت قريبا منه، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سمع يسمع الله به، ومن راءى يرائي الله به )) .).

أيضاً يظهر من هذا الحديث ما يحصل للعبد المقصر من ناحية الاخلاص وتعدى ذلك الى الرياء وطلب السمعة .. حيث من يرائي في الدنيا

يرائي الله به أي يفضحه يوم القيامة والعياذ بالله .

------------------------------------------------------


ahmed1954 26-04-2010 10:03 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
وأيضاً :

أخبرنا علي بن محمد القباني ، حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقاص .عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : (((
الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجرإليه
)).).

فهذا الحديث المعروف قد برز فيه أهمية النية بشكل واضح تغنينا عن تفسير أسطره

------------------------------------------------------


وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً : { حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو نعيم حدثنا عبادة بن مسلم حدثنا يونس بن خباب عن سعيد الطائي أبي البختري أنه قال حدثني أبو كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا
فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء
)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الترمذي : حسن صحيح }

فبمجرد أن نوى العبد نية خالصة لوجه الله في سبيل القيام بأمر ما كتبت له حتى وان "لم يستطع" القيام بها فيما بعد ... وهذه نقطة مهمة وهذه تعتبر من النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين .. فلله الحمد والفضل والمنة .

------------------------------------------------------



ahmed1954 26-04-2010 10:04 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
أما ما أثر عن السلف :
أخبرنا عبد الله بن سعيد حدثنا عبد الله بن الأجلح قال حدثني أبي عن مجاهد : ( قال طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله بعد فيه النية).

وهنا تبرز أهمية أخرى للنية .. حيث أنه على العبد أن لا يترك العمل الصالح لمجرد أنه لم يشعر بنية كبرى في هذا العمل .. لذا عليه الشروع بالعمل متجازاً وساوس الشيطان وبعدها يفتح الله عليه ويرزقه بالنية التي تعين وتشجع العبد للمواصلة في العمل الصالح .

------------------------------------------------------


أضيف بعد كل هذه الأدلة من الكتاب والسنة وأحدايث السلف بأن أقول أن من ينوي بالعمل الصالح ويجعله خالصاً لوجه الله تعالى فإنه لا يلقى

ذلك فقط في الآخرة ويجازى عليه فحسب .. بل يجد ذلك في الدنيا أيضاً ....

فكم من عبد نوى بأن يسافر الى أرض بغية أن يطلب علماً نافعاً فيها مع قلة مؤنته للقيام بذلك ثم كفاه الله تلك المؤنه ..

ونستدل بذلك بحديث عمر رضي الله عنه : ( عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته ، و رزقه من حيث لا يحتسب ، و من انقطع إلى الدنيا و كله الله إليها .).

لذا أخي المسلم عليك عندما تعمل أي عمل حتى لو كان دنيوي أن تبتغي فيه وجه الله .. وتذكر دائماً بأن ما تعمله من أعمال دنيوة يمكن أن تحولها الى عبادات عندما تجعلها لله تعالى .. حتى الطعام والشراب .. فإن نويت أن تأكل حتى تتقوى على طاعة الله أصبحت تلك عبادة .. وقس على ذلك ما تشاء



في نهاية حديثي هذا عن النية .. أود أن اتكلم بإيجاز عن البدع والأخطاء التي حدثت حول النية والمفهوم الخاطئ لذلك ...

حيث انتشر بين أوساط الأمة الاسلامية أناس لم يفهموا معنى النية بشكل صحيح فأصبحوا يجهرون بها ... مثل مانراه الآن من تلفظٍ بجمل معينة عند الشروع في الصلاة , كأن يقول أحدهم "
نويت أن أصلي أربع ركعات صلاة العشاء مستقبلاً القبلة متطهراً إماماً أو مأموماً أداءً أو قضاءً ....الخ من العبارات حتى أن بعضهم قد لا يتبقى عليه سوى أن يذكر اسم المسجد والشارع وعنوان الحي الذي يقع فيه !! .

سبب انتشار هذا الخطأ (خاصة عند الشافعية) هو حينما قال الامام الشافعي رحمه الله : تفتتح الصلاة بفرضين وسنة، الفرضان هما: النية والتحريم، والسنة رفع اليدين،
فلما نقل هذا اعتقد الشافعية أنه يريد التلفظ بها، فصاروا يتلفظون بالنية عند الصلاة .. وهذا أصل هذه البدعة ..

ولذلك قيل للإمام أحمد : تقول قبل التحريم شيئاً؟ قال: (لا. إذ لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه).
أي: لم ينقل عنهم أنهم كانوا يتلفظون بقول: نويت أن أصلي أربع ركعات صلاة العشاء مستقبلاً القبلة متطهراً إماماً أو مأموماً أداءً أو قضاءً. لم ينقل عنهم ذلك، فلا حاجة إلى ذلك.
ولكن النية محلها القلب، فينوي بقلبه ولو لم يحرك قلبه، وذلك أنه يكفي فيه العزم التصميم على الشيء


ahmed1954 26-04-2010 10:05 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا النية الصالحة والخالصة لوجهه الكريم وأن يبعد عنا حب الرياء والسمعة والشهرة انه ولي ذلك والقادر عليه ..


وأصلي وأسلم على أشرف الانبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين



ahmed1954 29-04-2010 10:36 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://1.bp.blogspot.com/_R_SOc45HyT...fmc/s400/2.gif
http://4.bp.blogspot.com/_R_SOc45HyT...EBA/s400/5.gifرسالة قصيرة منك لأخوتك فى الله تقرب بينكم وتتحابوا فى الله وتأخد أنت ثوابها


بحثت - ما لقيت – أجمل– من –-كلمة – أدخلك الله جنة الفردوس بلا حساب

الله يجعلك ممن يقال لهم ابشر بروح وريحان ورب راض غير غضبان

اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان..آمين

هي طب للقلوب - نورها سر الغيوب - ذكره يمحو الذنوب – لا إله إلا الله

ارفع رصيدك – اقرأ وأرسل – سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أهديك نخلة – ردد معاي – سبحان الله والحمد لله والله أكبر ستجدها في الجنة

يوم تحس بضيق وفراغ (ردد): لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الضالمين

خير ما أتمنى في الوجود دعاؤك لي عند السجود – ومرافقتك في جنة الخلود

أجمل من الورد –وأحلى من الشهد – ولا تحتاج إلى جهد – سبحان الله وبحمده

بماذا تفكر الآن – افتح المصحف – صفحة322 – آية 1 – دعواتك

معي دقائق!الله اكبر، سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، هل ارتحت؟دعواتك

الدعاء نجى يونس وأهلك قوم نوح ورفع قدر سليمان وأظهر دين محمد فلا تتردد

الملائكة عند دخول أهل الجنة الجنة تحييهم السلام وتحيتهم فيها سلام.فبادر بها

من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

قال عليه الصلاة والسلام - طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا

المؤمن إذا مات تمنى الرجعة إلى الدنيا ليكبر تكبيره أو يهلل تهليله أو يسبح تسبيحة

خير ما تمنى في الوجود دعاؤك لي عند السجود ومرافقتك في جنة الخلود

من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا..الرجاء النشر

إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس
.

ahmed1954 05-05-2010 09:07 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ahmed1954 05-05-2010 09:08 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

قال العلماء‏:‏ التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى، فلها ثلاثة شروط‏:‏

أحدها ‏:‏ أن يقلع عن المعصية‏.‏

والثانى‏:‏ أن يندم على فعلها‏.‏

والثالث‏:‏ أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً‏.‏ فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته‏.‏وإن كانت المعصية تتعلق بآدمى فشروطها أربعة‏:‏ هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها‏.‏ ويجب أن يتوب من جميع الذنوب ، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقى عليه الباقى‏.‏ وقد تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة‏:‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون‏}‏ ‏(‏‏(‏النور‏:‏ 31‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏استغفروا ربكم ثم توبوا إليه‏}‏ ‏(‏‏(‏هود‏:‏ 3‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏‏{‏ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً‏}‏ ‏(‏‏(‏التحريم‏:‏ 8‏)‏‏)‏‏.‏

1/13 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

2/14 - وعن الأغر بن يسار المزنى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ياأيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب في اليوم مائه مرة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

3/15 - وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصارى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏





ahmed1954 13-05-2010 06:51 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الله الرحمن الرحيم


{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }





إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا ، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة ؟!

وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31 ]. وما من نبي من الأنبياء إلا دعا قومه إلى التوبة ، كما قصص الله علينا ذلك في كتابه الكريم في مواضع متفرقة من كتابه .

معنى التوبة :

التوبة في اللغة تدل على الرجوع ؛ قال ابن منظور : أصل تاب عاد إلى الله ورجع . ومعنى تاب الله عليه : أي عاد عليه بالمغفرة .

والتواب بالنسبة إلى الله تعني كثرة قبوله التوبة عن عباده ، أما بالنسبة للعبد : فهو العبد كثير التوبة . والمعنى الاصطلاحي قريب من المعنى السابق .

شروط التوبة الصحيحة :

ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر وهي :

أولاً : الإقلاع عن الذنب : فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره ، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر .

ثانيًا : الندم على الذنب : بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها .

ثالثًا : العزم على عدم العودة إلى الذنب : وهو شرط مرتبط بنية التائب ، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب .

رابعًا : التحلل من حقوق الناس : وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس ، فلا بد أن يعيد الحق لأصحابه ، أو يطلب منهم المسامحة .



إلى متى تصح التوبة ؟

سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب ؟ ويأتي الجواب في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ النساء : 17، 18 ]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ).

ولا بد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها ؛ لقوله تعالى : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } [ الأنعام : 158 ].

التوبة النصوح :

يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } [ التحريم : 8 ]، وقد ذكر العلماء في تفسيرها أنها التي لا عودة بعدها ، كما لا يعود اللبن في الضرع . وقيل : هي الخالصة . وقيل : النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر إذا ذكر .

ولا شك أن التوبة النصوح تشمل هذه المعاني كلها، فصاحبها قد وثَّق العزم على عدم العودة إلى الذنب ، ولم يُبق على عمله أثرًا من المعصية سرًا أو جهرًا ، وهذه هي التوبة التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً .

أقبل فإن الله يحب التائبين :

ليس شيءٌ أحب إلى الله تعالى من الرحمة ، من أجل ذلك فتح لعباده أبواب التوبة ودعاهم للدخول عليه لنيل رحمته ومغفرته ، وأخبر أنه ليس فقط يقبل التوبة ممن تاب ، بل يحبه ويفرح به : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ } [ البقرة : 222 ].

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ، حتى اشتد عليه الحر والعطش ، أو ما شاء الله . قال : أرجع إلى مكاني ، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ).


لا تيأس فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا :

لا تدع لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم ، فقد دعا الله إلى التوبة أقوامًا ارتكبوا الفواحش العظام والموبقات الجسام ، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين وحرقوهم بالنار ، ذكر الله قصتهم في سورة البروج ، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة : { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } [ البروج : 10 ].

وهؤلاء قوم نسبوا إليه الصاحبة والولد فبين كفرهم وضلالهم ، ثم دعاهم إلى التوبة : { أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ المائدة : 74 ].

وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها ، طالبة تطهيرها ، فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ).

واستمع معي إلى هذا النداء الرباني الذي يفيض رحمة : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر : 53 ].

فماذا تنتظر بعد هذا ؟ فقط أقلع واندم واعزم على عدم العودة ، واطرق باب مولاك : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } [ البقرة : 186 ]. أذرف دموع الندم ، واعترف بين يدي مولاك ، وعاهده على سلوك سبيل الطاعة ،




ahmed1954 21-05-2010 12:57 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

شرح وفوائد الحديث

قوله تعالى :((عنان السماء ))، هو بفتح العين المهملة قيل هوالسحاب وقيل : ما عن لك منها، أي ظهر إذا رفعت رأسك.

قوله تعالى:(( ثم استغفرتني غفرت لك ))، هو نظير قوله تعالى:{ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً }[النساء:110]. الاستغفار لا بد أن يكون مقروناً بالتوبة. قال الله تعالى :{وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه }[هود:3].وقال تعالى:{وتوبوا إلى الله جمعياً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }[النور:31].

واعلم أن الاستغفار معناه طلب المغفرة وهو استغفار المذنبين ، وقد يكون عن تقصير في أداء الشكر؛ وهو استغفار الأولياء والصالحين ، وقد يكون لا عن واحد منهما بل يكون شكراً وهو استغفاره صلى الله عليه وسلم واستغفار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم ( سيد الاستغفار : الله أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استعطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأوبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )). وقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه :(:(( سيد الاستغفار : الله أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استعطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأوبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )). وقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه :(( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً. وفي رواية ـ كبيراً ـ ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )). انتهى






ظافر الشـهري 22-05-2010 01:10 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير

ahmed1954 22-05-2010 01:22 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ahmed1954 25-05-2010 12:45 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://14.img.v4.skyrock.net/147/bmw...1776234582.jpg


روى مسلم في صحيحه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:

"يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة "[2]


فالتوبة واجبة على كل إنسان، كما قال الله تعالى في كتابه:


{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:31].



وذلك أن إنسانًا ما لا يزعم لنفسه أنه مطهر من كل ذنب، ومن كل خطيئة، لقد جاء في الحديث: "كل بني آدم خطاء"[3]، ولكن لا يضرُّ الإنسان أن يُخطئ، وإنما يضرُّه أن يتمادى في الخطأ والخطيئة، أن يستمرَّ في الغفلة عن الله والإعراض عنه ...



إن آدم أبا البشر أخطأ ونسي ولم يجد له الله عزما، ولكنه سرعان ما راجع نفسه، وعاد يقرع باب ربه، ويقول: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف:23]، {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة:37].
إن الإنسان يُخطئ وتزلَّ قدمه فيهوي إلى المعصية، ولكنه يستطيع أن يَرقِع ما فتقه بالتوبة.




التوبة هي الممحاة التي منحها الله للإنسان، ليستطيع أن يغسل بها ذنوبه، وأن يتطهر بها من ماضيه، وأن يتحرر من آثاره، {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:31]، و "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"[4]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة:222].




حقيقة التوبة ومعناها
ولكن ... ما التوبة؟ ما معناها؟
إن التوبة ليست كلامًا يقال باللسان، كما يظن بعض الناس، حين يقول: تبتُ إلى الله، ورجعتُ إلى الله، وندمتُ على معصية الله، وعزمتُ على طاعة الله ...
لا ... هذا ليس هو التوبة.



فالتوبة مزيج مُركَّب من عدة أشياء:


أولها: الندم على معصية الله ... أن يغمر القلب شعور بالأسى والحسرة على ما فرط في جنب الله، شعور يشبه ذلك الشعور الذي حدَّث الله عنه في كتابه، شعور الثلاثة الذين خُلِفوا، حين ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا، إن الله هو التواب الرحيم.
هذا هو الندم، الأسى، الحزن، الحسرة.



لا بد من هذا الشعور ... ثم هناك شيء آخر، يولِّده هذا الشعور هو النية... والعزم الصادق على إصلاح الأمر، وتدارك ما فات ... العزم على الطاعة، وعلى ترك المعصية، فلا يعود إليها كما لا يعود اللبن إلى الضَّرع.
لا بد من هذه العزيمة الأكيدة الوثيقة ...



ثم شيء آخر، وهو أن يعمل صالحًا بالفعل، مكان السيئات يبدِّلها حسنات وصالحات، يُغيِّر ما كان عليه ... بدل قول الزور يتكلم الحق، بدل عمل السوء يعمل صالحًا، بدل بيئة السوء يُغيِّرها إلي بيئة حسنة، بيئة صالحة، تُساعده على فعل الخير ...
لا بد من هذا ... ومن هنا كان القرآن يجعل بعد التوبة ... الإيمان بالعمل الصالح: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}[مريم:60].


قرن التوبة بالإيمان، لأن المعاصي -وخاصة الكبائر- تخدش الإيمان وتجرحه، فـ"لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"[5].

فلا بد أن يُجدِّد إيمانه بالتوبة ... وأن يعمل بعد ذلك صالحا ... هذا هو المزيج ... الذي لا بد منه في التوبة.



ثم إذا تاب ... فإن الله سبحانه وتعالى، يقبل منه ... سُنة من سُنن الله تعالى.
قيل لرابعة العدوية: إذا تبتُ .. تاب الله عليَّ؟ قالت: يا هذا بل إذا تاب الله عليك تبتَ. ثم قالت له: أما سمعتَ قول الله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[التوبة:118].



موانع التوبة




ولكن ... ما الذي يُعجز الناس عن التوبة؟ ما الذي يُؤخرهم أن يتوبوا؟ هذه مسألة لا بد أن نعرفها.





إن الذي يُؤخر الناس عن التوبة عدة أمور:

أولها: التسويف



التسويف ... طول الأمل ... اعتقاد الإنسان أنه لا يزال له في العُمر مُتسع، وفي الحياة مدى بعيد.

إن ابن العشرين يظن أن أمامه مُتسع ... وابن الثلاثين يقول ... وابن الأربعين ... فإذا بلغ الخمسين ... للستين ...

كل إنسان عنده أمل ... وهذا للأسف يُضيِّع على الناس فُرص التوبة، فمَن الذي يدري أيعيش اليوم أم لا يعيش؟

مَن الذي يدري إذا خرج من بيته أيعود إليه حيا أم يعود إليه ميتًا؟ أيعود إليه حاملاً أم يعود محمولاً؟

تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري إذا جنَّ ليل هــل تعيش إلى الفجر؟
فكم من سليم مات من غير عِلَّة وكم من سقيم عـاش حينًا من الدهر
وكم من فتى يُمسي ويُصبح آمنًا وقد نُسجت أكفانه وهو لا يــدري





الشيء الثاني:


هو الاستهانة بالمعصية

الاستهانة بالمعصية ... الاستخفاف بها، استصغار المعصية ... يظن أن هذا شيء بسيط، وهذا ليس من شأن المؤمن، فقد جاء في حديث البخاري: "المؤمن يري ذنبه كالجبل، يخاف أن يقع عليه، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال هكذا وهكذا"[6]. أطاره من على أنفه ...


مرض بعض الصالحين، فدخل عليه مَن يعوده، فوجده يبكي بكاءً حارًا، فقيل له: يا أبا فلان ... مالك تبكي؟ وأنت الذي فعلت وفعلت ... ما رأينا عليك حُرمة انتهكتَها، ولا فريضة تركتَها ... فقال: والله ما أبكي على ذلك، ولكن أبكي لأني أخاف أن أكون قد أتيت ذنبًا أحسبه هينًا وهو عند الله عظيم[7].


وقد قال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر المعصية، وانظر إلي كبرياء من عصيته.
فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بالمعصية، فقد قيل: أن الذنب الذي يخشى ألا يغفر هو الذي يقول فيه صاحبه، ليت كل ذنب فعلته مثل هذا. استصغارًا له، واستهانة بشأنه.



المانع الثالث: الاتكال على عفو الله


ثم هناك مانع نفسي آخر ... هو ... الاتكال على عفو الله، وهذه أمنية يبذُرها الشيطان في قلب بعض الناس: {يأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف:169]، هكذا كان يفعل اليهود ... يأخذون متاع الحياة الدنيا ويقولون: سيغفر لنا، ينظرون إلى جانب العفو والمغفرة، ولا ينظرون إلى جانب البطش والعقاب، والله تعالى يقول: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}[الحجر:49،50].
صحيح أن رحمته وسعت كل شيء، ولكن لمَن كتب هذه الرحمة؟ إنه يقول:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:156]، ويقول:{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف:56].




فإذا نظر الإنسان إلى قوله تعالى:{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}، فيكمل الآية {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}[غافر:3].



المؤمن بين الرجاء والخوف


وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن بين الرجاء والخوف، {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9]، كالذين حدَّث الله عنهم: {يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}[الاسراء:57].


كان بعض الصالحين يقول:

ما بال قلبك ترضى أن تُدنِّسه وثوبك الدهر مغسول من الدَّنس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
أيها الإخوة: ينبغي أن نُسارع بالتوبة ... ينبغي أن نُبادر فنُراجع حسابنا مع الله عز وجل، ونصحح أخطاءنا، ونقف على باب ربنا مُستغفرين تائبين، نقول: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف:23]، خير ما نخرج به من رمضان توبة صادقة نصوح، نكفر بها سيئاتنا، ونغسل بها أوزارنا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم:8].
أسأل الله عز وجل، أن يتوب علينا، وأن يوفقنا إلى التوبة الصادقة النصوح.. إنه سميع قريب
وصلى الله على محمد وآله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[8].







ahmed1954 27-05-2010 10:11 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

عبرات تائبة

يا إلهي جاء بي حر ذنوبي
جاء بي خوف مصيري
ساقني يا رب تأنيب ضميري
ألهبت قلبي سياق الخوف من يوم رهيب
كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي
آه يا مولاي ما أعظم حوبي

يا إلهي أنت لا تطرد من جاءك يبكي
وأنا ذي سوف أحكي
أنا لا أعرف ما تعلم عني
أنت أدرى غير أني بئت يا رب بما قد كان مني
فاعف عني لا تهني ولنفسي لا تكلني
أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب
غير درب الحق ما سافرت فيه
كان إبليس معي في درب تيهي
يجتبيني وأنا يالغبائي أجتبيه
كان للشيطان من حولي جند خدعوني غرروا بي
وأذا فكرت في التوبة قالوا لا تتوبي ربنا رب قلوب
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
غر ني يا رب مالي و جمالي و فراغي و شبابي
زين الفجار لي حرق حجابي
يالحمقي كيف مزقت و قصرت ثيابي
أين عقلي حين فتحت للموضة شباكي وبابي
أنا ما فكرت بأخذ كتابي بيميني أو شمالي
أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب
أه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي أنا ما فكرت في يوم الحساب
حين قدمني إبليس شاة للذئاب
يالجهلي كيف أقدمت على قتل حيائي
وأنا أمقت قتل الأبرياء
يا إلهي أنت من يعلم دائي ودوائي
لا أريد الطب من أي طبيب
أنت لي أقرب من كل قريب
أه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي إهد من سهل لي مشوار غيي
فلقد حيرني أمر وليي
أغبي ساذج أم متغابي
لم يكن يسئل عن سر غيابي عن مجيئي و ذهابي
لم يكن يعنيه ما نوع صحابي
كان معنيا بتوفير طعامي وشرابي
جاء لي بالسائق الهندي في عز الشباب
يتمشى بي في الأسواق من غير رقيب
مشيتي مشية حمقاء لعوب
أسلب الألباب من كل لبيب
أشتري النار بمكياجي وطيـبي
أه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي يا مجيب الدعوات يا مقيل العثرات
أعف عني أنت من أيقض قلبي من سباتي
وإنا عاهدت عهد المؤمنات
أن تراني بين تسبيح و صوم وصلاة يا إلهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي
أنا ألغيت زوايا انحرافي
وتشبثت بطهري و عفافي
أنا لن أمشي بعد اليوم في درب الرذيلة
جرب الفجار كي يردونني كل وسيلة
دبروا لي ألف حيلة
فليعدوا لقتالي ما استطاعوا
فأمانيهم بقتلي مستحيله
يا إلهي جئت بالثوب الذي أذنبت فيه
وأنا آمل في ثوب قشيب من سميع قادر بر مجيب
تبت يا رحمن فارحم عبراتي وشحوبي
واغسلن بالعفو يا مولاي حوبي

ahmed1954 03-06-2010 04:28 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق




الثاني عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن
الشرح




هذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية للمؤلف رحمه الله وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاث وصايا عظيمة الوصية الأولى قال اتق الله حيثما كنت وتقوى الله هي اجتناب المحارم وفعل الأوامر هذه هي التقوى أن تفعل ما أمرك الله به إخلاصا لله


واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل وتنزها عن محارم الله مثاله تقوم بما أوجب الله عليك في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي الصلاة فتأتي بها كلمة بشروطها وأركانها وواجباتها وتكملها بالمكملات



فمن أخل بشيء من شروط الصلاة أو واجباتها فإنه لم يتق الله بل نقص من تقواه ما نقص من المأمور في الزكاة تقوى الله فيها أن تحصي جميع أموالك التي فيها الزكاة وتخرج زكاتك طيبة بها نفسك من غير بخل ولا تقتير ولا تأخير فمن لم يفعل فإنه لم يتق الله في الصيام تأتي بالصوم كما أمرت مجتنبا فيه اللغو والرفث والصخب والغيبة والنميمة وغير ذلك مما ينقص الصوم ويزيل روح الصوم ومعناه الحقيقي وهو الصوم عما حرم الله عز وجل وهكذا بقية الواجبات تقوم بها طاعة لله وامتثالا لأمره وإخلاصا له



واتباعا لرسوله وكذلك في المنهيات تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل حيث نهاك فانتهي الوصية الثانية أتبع السيئة الحسنة تمحها أي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات كما قال الله عز وجل إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقال الله تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون وكذلك الأعمال الصالحة تكفر السيئات كما ما قال النبي عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر


وقال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فالحسنات يذهبن السيئات الوصية الثالثة خالق الناس بخلق حسن والوصيتان الأوليان في معاملة الخالق والثالثة في معاملة الخلق أن تعاملهم بخلق حسن تحمد عليه ولا تذم فيه وذلك بطلاقة الوجه وصدق القول وحسن المخاطبة وغير ذلك من الأخلاق الحسنة وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضل الخلق الحسن حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وأخبر أن أولى الناس به صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه منزلة يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا فالأخلاق الحسنة مع كونها مسلكا حسنا في المجتمع ويكون صاحبها محبوبا إلى الناس هي فيها أجر عظيم يناله الإنسان في يوم القيامة فاحفظ هذه الوصايا الثلاث من النبي صلى الله عليه وسلم والله الموفق

صديقة الدموع 04-06-2010 11:28 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن : 09:20 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 139.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 137.96 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (1.27%)]