لماذا لايتغير الاخوان؟(متجدد).
الإخوان المسلمون أكبر حركة وفصيل إسلامي على مستوى العالم يتخذ المنهج الوسطي، ويسعى إلى التغيير والإصلاح كمنهج حركي تلتزم به الجماعة لتحقيق أهدافها والتي تتمثل في إقامة العدل والحرية والمساواة والشورى ووحدة الأمة ونهضتها، وهي تتخذ لذلك وسائل عديدة، ومن أجل ذلك تعترضها عقبات كثيرة، وتفرض عليها تضحيات عظيمة، وتتألَّب عليها قوى الفساد وأعداء الحرية, وهي صابرة ومصابرة، تتلقى الضربات تلو الضربات وهي ثابتة على نفس الطريق، تعيد المحاولة مراتٍ ومراتٍ، وسهام النقد لا تتوقف من القريب والبعيد، من الصديق والخصم على حد سواء، مع اختلاف المقاصد والنوايا. وازدادت المطالبة للإخوان بالتغير والتطور، حتى اختلط الأمر على الناس والمهتمين بشأن الإخوان، وعلى الإخوان أنفسهم، وصار مع كل مناسبة- وأحيانًا من غير مناسبة- تتجدد الدعوة للإخوان، تطالبهم بأن يتغيروا ويطوِّروا أنفسهم، ولأن التغيير سنة من السنن الربانية والتطور مطلب إنساني للتقدم والتطور لذلك كان عدم الاستجابة لهذه الدعوات من قبل الإخوان يعني التقوقع والقولبة ورفض الحضارة والسير عكس حركة التاريخ، ولأن هذا الأمر ينطوي على مغالطات كثيرة واختلاط للأمور بعضها ببعض وفساد للاستنتاج لفساد الاستدلال، من هنا كان لا بد من الغوص في أعماق هذا الموضوع ومناقشته بشفافية ووضوح، واضعين نصب أعيننا التقدم والتطور والحرية والعدل والشورى ونهضة الأمة ووحدتها. بدايةً لا بد من تحرير بعض المصطلحات لتكون منطلقات الحديث ثابتةً وواضحةً أمام أعيننا: الغايات: الغايات هي أسمى المقاصد وأعلى الأهداف، وهي التي أجملها الإخوان في شعارهم (الله غايتنا)؛ أي غايتهم ومبتغاهم هو رضا الله وحده من كل أعمالهم وحركاتهم وسكناتهم وأهدافهم ووسائلهم. المبادئ: هي الأُطُر العامة أو السياسات العامة التي تحكم حركة الجماعة لتحقيق غايتها، وهي التي وضعها مؤسسو الجماعة للالتزام بها، وهي من الثوابت التي لا تتغير بتغير الظروف والأحوال، ومثال عليها التدرُّج في التغيير، والتغيير السلمي, وعدم تبني الخلاف الفقهي أو الالتزام برأي فيه أو إلزام الأفراد برأي معين. الإجراءات: هي ما تتخذه الجماعة من تدابير لتنفيذ الوسائل وتحقيق الأهداف, وهي من المتغيرات التي يجب على الجماعة ممثلةً في أبنائها- كلٌّ في موقع مسئوليته- أن يسعى إلى تطوير الأدوات وتغييرها وتنوعها ما أمكن لذلك من سبيل، ومن ذلك الانتخابات مثلاً، دخولها أو الإحجام عنها، والآلية التي تُتخذ لتنفيذها وخوضها، وأفضل السبل لإنجاحها، كذلك وسائل التعبير عن الرأي ووسائل الضغط؛ مثل التظاهر والوقفات والمسيرات ووسائل الضغط المختلفة إعلاميًّا وسياسيًّا ومجتمعيًّا.. كلُّ هذه إجراءاتٌ تتغير بتغيُّر الظرف وتحتاج إلى التطوير والتحسين والتنوع والاحترافية في الأداء، وفي هذا الجانب توجد مسافاتٌ كبيرةٌ بين ما يؤدَّى وبين الاحترافية في الأداء. محاور العمل: هي المجالات التي تعمل من خلالها الجماعةُ للوصول إلى غايتها، وهي حقٌّ أصيلٌ لقيادة الجماعة وثابتٌ من ثوابتها، لا يقرُّه الغير ولا تفرضه الظروف، ولا يقترحه الأفراد، بل على الأفراد الالتزام بالعمل من خلال هذه المحاور، وهذه المحاور تشمل السياسي والدعوي والإداري وغيرها من المحاور، وهنا كان الجدل الدائر حول التغيير الذي ينشده البعض ويطلبه البعض الآخر، ألا وهو التخلي عن بعض هذه المحاور؛ إيثارًا للسلامة وحفاظًا على الجماعة وضمانًا للسير دون الاصطدام والتعثر، ومثال ذلك التخلي عن المحور السياسي والتركيز على المحور الدعوي. هذه المحاور وُضعت مسبقًا لتحقِّق الأهداف القريبة والبعيدة، ووُضعت بعد دراسة متأنية بعيدًا عن ضغوط العقبات وتغيُّر السياسة وتقلُّبها, والجماعة التي تغيِّر محاور عملها طبقًا لتغير السياسة لن تحقق شيئًا من أهدافها، وسينحرف مسارها, ولكن يجب أن يكون هناك مرونةٌ لتغليب محور على آخر، والتركيز على محور لحساب آخر، وكذلك التقديم والتأخير، والإسراع والإبطاء، تماشيًا مع الظروف والواقع دون التخلي عن أيٍّ من محاور العمل. مسارات العمل: وهو الخط العملي الذي تسلكه الجماعة وتعمل من خلاله في محاور العمل المختلفة لتحقيق الأهداف، ومنها الحزب، الذي يعتبر مسارًا سياسيًّا من المسارات التي تنفَّذ من خلالها أعمالُ المحور السياسي، والجمعيات الخيرية وأعمال البر كمسار للمحور المجتمعي، وهكذا، وهذه المسارات تتغير وتتطور وتستجد فيها مسارات جديدة كل يوم يجب الأخذ بها. من خلال التعرف على هذه المصطلحات نستطيع أن نقول: إن التغيير مطلوبٌ في الإجراءات والوسائل، وهي محلُّ نقد من أبناء الجماعة؛ أملاً في تحسين الأداء، وهذا حقهم على جماعتهم، وأنا أدعو من هنا كلاًّ في موقعه وحدود مسئوليته أن يسعى إلى تطوير نفسه وتحسين أدائه، وأن يعلم أنه يعمل في جماعة هي محطُّ أنظار العالم كله ومحطُّ آمال الكثيرين من أبناء هذه الأمة، فوجب على الجميع العمل بما يقتضيه عليه انتماؤه، مع تقبل النصح والنقد للأداء؛ لأن الكمال لله وحده، وليس هناك حدود في التجويد والإتقان، ولكن هناك مستوى ينبغي ألا نقل عنه، وأن نبحث عن كل جديد. كما أقول للمنتقدين من أبناء الجماعة: إن التغيير والتطوير في الوسائل وكذلك كفاءة الأداء أمرٌ مطلوبٌ لدى الجميع، لكنه في ذات الوقت هو أمرٌ كمِّيٌّ وليس قطعيًّا؛ بمعنى أنه أمر يشمل درجات الإجادة المختلفة من الحسن والجيد والممتاز والأحسن والأفضل، ولا يعني المقابلة في المعنى بين الصواب والخطأ, ومن هنا تتغيَّر النظرة إلى التطوير وتقلُّ الحدَّة في النصح، ومعها نحسن تشخيص الواقع ليحسن علاجه والتدرج في الإصلاح والتطوير. نقطة أخرى وهي أن جماعة الإخوان لها مرشد واحد ومكتب إرشاد واحد؛ أي أن لها رأسًا تدير هذا الهيكل الكبير، والبعض يرى أن هذه نقطة ضعف للجماعة؛ حيث إن كبر الهيكل وضخامته يؤدي إلى ترهُّلٍ في الأداء وعائقٍ في المناورة سياسيًّا, وهذا الطرح يفتقد إلى الرؤية الواضحة لطبيعة التنظيم وطبيعة الحركة، وإلا لو صحَّ ذلك لكانت الجيوش التي تضم عدة ملايين في الجيش الواحد عائقًا في حركتها، وهي التي تعتمد بشكل أساسي على الحركة والمناورة وكفاءة التنظيم والانضباط، من خلال الإدارة المركزية, فوجود هيكل وتنظيم وقيادة عامل قوة وليس عامل ضعف، ولكنَّ هذا الهيكل والتنظيم يحتاج إلى كفاءة ومهارة في الأداء للأفراد، والضعف في الأداء مرجعُه إلى ضعف المهارات والقدرات لدى الأفراد، وهذا هو محلُّ التطوير والإصلاح. كما أن التطوير في الأداء وابتكار الوسائل أمرٌ لا يرتبط بالقرار الإداري، وإن كان حرص القيادة على التطوير والدعوة إليه يجب أن يكون من أولويات القيادة وأحد مهامِّها، ومع هذا يبقى التطوير دافعًا ذاتيًّا لكل فرد في الجماعة، وهو بابٌ غير مغلَق أو محتكَر من جهة من الجهات، ولذلك لا يصح أن نطالب بالتطوير والإصلاح من القيادة دون أن نسعى إليه ونمارسه، فاختيار مكان "معركة بدر" كان باقتراح أحد الجنود (الحباب بن المنذر) ليغيِّر الموقع الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن دخول الإخوان انتخابات 1987م كان برأي أحد أفراد الصف غير المعروفين، كذلك فإن الذي اخترع صواريخ القسام لم يكن قياديًّا في حماس ولا مهندسًا في تصنيع الصواريخ، ولم يكن يعرف كيف تُصنَّع، ولا قوة الدفع، ولا كيفية الإطلاق والتفجير، لكن الذي كان يعرفه ويشغل تفكيره كيف يبتكر وسيلةً يقاوم بها الأعداء، ويقلل بها الخسائر في صفوف المجاهدين.. هذا الدافع هو الذي جعله يسعى ويسأل ويجرِّب حتى كُتِبَ له النجاح، وكما يقولون "الحاجة أمّ الاختراع"، نعم.. إنه الشاب نضال فرحات الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين ربيعًا, ولم يكن قائدًا من القيادات ولم يمنعه ذلك من السعي الدءوب لتحقيق مراده. نعم.. تحتاج الجماعة إلى التطوير والتحسين والتجويد في الأداء، ولكنَّ هذا التطوير في الإجراءات والوسائل والآليات والمسارات، ولكن لا يُعقل أن نطالب بتغيير المبادئ أو محاور العمل والأداء، وإلا كان المطلوب تعديل وتغيير هذه الجماعة بجماعة أخرى ذات مبادئ مختلفة وأهداف مختلفة ومحاور أداء مختلفة، وأعتقد أنه لا يطلب هذا محبٌّ ولا منصفٌ ولا يجرؤ على التصريح به خصمٌ عاقلٌ أما غير هؤلاء فقد ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، ذهبوا إلى تأليب المجتمع وحشده ضد الجماعة، وضغطوا بكل قواهم لإسقاط الجماعة سياسيًّا، حين عجزوا عن مواجهتها في الميدان، فنسبوا إليها كلَّ قبيح لم تفعله، واستخدموا الإعلام لتزييف الحقائق وإثارة الرأي العام؛ في الوقت الذي تحاصَر فيه الجماعة إعلاميًّا وتُمنع من أي منبر يصل إلى الناس، ولم تترك لك إلا الفضاء الإلكتروني الذي لا يطلع عليه إلا أبناءُ الجماعة فقط، وهو تحت ضغط مستمر، وليس أمام الجماعة خياراتٌ كثيرةٌ، وهذا ليس مبرِّرًا للسكوت أو للتقوقع، ولكن هذا يفرض على أبناء الجماعة وأفرادها التفكير في البدائل التي تخدم الدعوة بدلاً من السعي المستمر إلى النقد دون العمل والبناء. |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبي الرحمه جزاكم الله الفردوس وجعل كل كلمه في ميزانكم كالجبال ووفقكم وثبتكم على الحق ولقنكم الشهاده وحفظكم |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟
اقتباس:
اولا حياكى المولى وبورك مرورك والله اسال قبول دعواتك وممتن لكى اختاه اللهم خذ من دى حتى ترضى عنى |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟(متجدد).
ومن الاهم ايضا استنارة الفكر وصحية المتهج
|
الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بينما كان المسلمون يتخبَّطون في الجهل والظلام، حينما انزوى مفهوم الإسلام الشامل وانحصر مكانه الفعلي ليصبح في المسجد فقط، ولم يعُد له مكانٌ في توجيه الحياة، وبينما كان المسلمون يترنحون من جراء السقوط المدوي للخلافة الإسلامية، والذي أدَّى إلى ضياعِ هويَّة الأمة، وفقدانِها لمصدر عزتها، وافتقادِها معالم المشروع الحضاري لنهضتها وقيامها بدورها الرائد في الشهادة على الناس، ووسط هذا الظلام الدامس.. يأتي شابٌّ في الحادية والعشرين من عمره قد ارتوى من النيل ماءً عذبًا فراتًا، ومن الإسلام هديًا ونبراسًا، ومن القرآن شرعةً ومنهاجًا، فيخاطب قومه: "يا قومنا إننا نناديكم والقرآن في يميننا والسنة في شمالنا وعمل السلف الصالحين من أبناء هذه الأمة قدوتنا، نناديكم إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وهدي الإسلام"، "الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا فهو دولة، ووطن، أو حكومة، وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء"، فأسس دعوة الإخوان على ركائز ثلاث من (الفهم العميق والتكوين الدقيق والعمل المتواصل)، فتأتي هذه السلسلة لنتناول فيها بشيء من الإيجاز غير المخل، هذه الركائز الثلاث. أفهام مغلوطة قبيل ظهور دعوة الإخوان، كانت الأمة الإسلامية قد وصلت إلى حالة بعيدة من الفوضى الفكرية وخلل كبير في الفهم، تمثل في صور شتى وفرق عدة، فريق اختلط عليهم ما هو أصل بما هو فرع، وفريق تصلب لفروع حاربوا من أجلها إخوانهم المسلمين، وثالث ضيعوا أصولاً وحاربوا من دعاهم إليها، وآخر قصر الدين على بعض الشئون، وخامس فهم أن الإسلام هو كل ما هو شديد فشددوا على أنفسهم وعلى الناس، وفريق تساهل في كل شيء، وسابع تسرع في الكفر والتكفير، وآخر اعتقد أن للقرآن باطنًا يخالف الظاهر، وتاسع انطلق من خلال مفهوم خاطئ للولاية، وبالتالي تنوعت أفهام الناس عن الإسلام على أنه: حدود العبادة الظاهرة، أو الخلق الفاضل أو الروحانية الفياضة، أو الغذاء الفلسفي للعقل والروح، أو المعاني العملية الحيوية، أو العقائد الموروثة والأعمال التقليدية، هذه هي نظرة الناس وفهمهم للإسلام الحنيف، فظهرت كما يقول أ. جمعة أمين دعوات كثيرة تفتقد إلى الفقه الدقيق والفهم العميق. وكان منها من يتستر خلف شيء من الهدي الظاهر، ويهمل التكاليف الحقيقية الشاقة الطويلة الغالية الثمن ويحصر دعوته في ذلك ويقصرها على رواد المساجد، ينتفض انتفاضة الأسد إذا انتقص فضل، ويغمض عينيه إذا هدم فرض وأزيل واجب، ومن يرى نصرة الإسلام في الخروج في سبيل الله لدعوة الناس لبعض العبادات من صلوات وأذكار ودعوات رقيقة وحسن وضوء وتلاوة قرآن، ومن تشدد وتعسف، وأفرط وغالى، فقطع الأوصال والأرحام، وحارب في غير ميدان، وفاضل الجميع وساواهم بالكافرين، واختلط عليه الولاء والبراء، وقد أحسن الإمام البنا وصف حال المسلمين مع الإسلام بقوله: "خلعوا عن الإسلام نعوتًا وأوصافًا ورسومًا من عند أنفسهم، واستخدموا مرونته وسعته استخدامًا ضارًّا مع أنها لم تكن إلا للحكمة السامية، فاختلفوا في معنى الإسلام اختلافًا، وانطبعت للإسلام في نفس أبنائه صور عدة تقرب أو تبعد أو تنطبق على الإسلام الأول الذي مثله رسول الله وأصحابه خير تمثيل". وجاء الإخوان في موعد مع القدر، وفي ظل هذا المناخ المتردي الذي ضاع فيه الإسلام وفهم على غير مقاصده، جاء الإمام البنا، وكأن الله عز وجل قد ألهمه الطريق الصائب لنفض الغبار عما علق بمفهوم الإسلام في الأذهان، وإبراز صورته الصحيحة الشاملة المتكاملة، وكما يقول أحد تلامذته أ. طلعت الشناوي "جاء الإمام جامعًا بين الفهم الشامل الصحيح للقرآن ولهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الدراسة العميقة للتاريخ وتجاربه، ولسنن الله في التمكين، وكذلك البصيرة النافذة لواقع الأمة الإسلامية وتشخيص دائها ومعرفة وسائل العلاج وأولوياته"، فأعاد الإمام البنا بدعوته المتكاملة هذا الفهم السليم الذي كاد أن يندثر، وحملت الجماعة هذا الفهم ودعت إليه، وتحملت في سبيل تثبيته في المجتمع الكثير من المحن والابتلاءات والدماء والشهداء، فكم من دماء سفكت وأطفال يتمت ونساء رملت وأمهات ثكلت حتى ثبت هذا الفهم عبر هذه السنين الثمانين. ففي زمن اختلطت فيه الغايات ما بين المادية الطاغية والشهوات الهابطة والرغبات الدنيئة، ردد الإخوان "الله غايتنا"، وفي زمن غابت فيه القيم واعتلى دائرة المثل الأعلى أسافل الناس هتف الإخوان "الرسول قدوتنا"، وفي زمن تزاحمت فيه المناهج والأفكار والشرائع والقوانين، أعلن الإخوان "القرآن دستورنا"، وفي زمن تفرقت فيه السبل ما بين مسالك الشيطان ودروب الهوى، جهر الإخوان "الجهاد سبيلنا"، وفي حين داعبت الغفلة الأماني واستولت الشهوات على القلوب نطقت أفئدة وأرواح وألسنة الإخوان "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، ومضت الدعوة قويةً شامخةً بهذا الفهم، رغم مرور ما يقارب ثمانين عامًا، إلا أنها ماضيةٌ في طريقها على نفس المبادئ، لم تنحرف أو تتبدل أو تنطفئ شعلتها أو تنكس رايتها، برغم كل المحن والمؤامرات وكل المعوقات والتضييق والإيذاء، وتتوالى الأجيال وتتلاحم في هذه الدعوة وهي على نفس الدرب والمبادئ والأهداف التي تجاهد من أجلها، حتى أصبحت هي الطليعة الرائدة في ميدان المعركة بين الإسلام والباطل، وأصبحت- بفضل الله- أمل الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لتقودها لاستعادة مجدها بإذن الله. نرى ذلك بعين اليقين، فندرك أن ذلك بفضل الله وبركته ورعايته لهذه الدعوة، وندرك أيضًا مدى قوة التأسيس، والتربية وإعداد الرجال في هذه الجماعة على يد الإمام الشهيد، والرعيل الأول. إسلامنا جاء الإمام البنا وحال الأمة في فهم الإسلام على ما سبق بيانه، فجعل قوله تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: من الآية 108)، منطلقًا لدعوته، فبين أن إسلام الإخوان المسلمين قائمٌ على ركائز ثلاث، يعتقدها الإخوان ويؤمنون بها ويعملون ويدعون ويضحون في سبيلها: 1- يعتقد الإخوان المسلمون أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شئون الناس في الدنيا والآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية، أو الروحية دون غيرها من النواحي مخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، فأيقن الإخوان أن الإسلام هو هذا المعنى الكلي الشامل، وأنه يجب أن يهيمن على كل شئون الحياة وأن تصطبغ جميعها به وأن تنزل على حكمه، وأن تساير قواعده وتعاليمه وتستمد منها ما دامت الأمة تريد أن تكون مسلمةً إسلامًا صحيحًا. 2- يعتقد الإخوان المسلمون أن أساس التعاليم الإسلامية ومعينها هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذان إن تمسكت بهما فلن تضل أبدًا، وأن كثيرًا من الآراء والعلوم التي اتصلت بالإسلام وتلونت بلونه تحمل لون العصور التي أوجدتها والشعوب التي عاصرتها، ولهذا يجب أن تستقي النظم الإسلامية التي تحمل عليها الأمة من هذا المعين الصافي معين السهولة الأولى، وأن نفهم الإسلام كما كان يفهمه الصحابة والتابعون من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وأن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية حتى لا نقيد أنفسنا بغير ما يقيدنا الله به، ولا نلزم عصرنا لون عصر لا يتفق معنا. 3- يعتقد الإخوان المسلمون أن الإسلام كدين عام انتظم كل شئون الحياة في كل الشعوب والأمم لكل الأعصار والأزمان، جاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة وخصوصًا في الأمور الدنيوية البحتة. ومن هنا أدرك الإخوان بأنه لا يمكن أن ينصلح حال الأمة إلا إذا صلح تَصوُّرُها عن دينها أولاً، وأنه منهجٌ متكاملٌ للحياة، وصالح لكل زمان ومكان، ولقد صدق الإمام البنا حينما بيَّن أن دعوة الإسلام بهذا الفهم "قد امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمن، وامتدت عرضًا حتى وسعت آفاق الأمم، وامتدت عمقًا حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة". فهم الإخوان كانت انطلاقة الإمام البنا، وكانت كلمات المؤسس رحمه الله "ولكننا أيها الناس فكرة وعقيدة، ونظام ومنهاج، لا يحدده موضع ولا يقيده جنس ولا يقف دونه حاجز جغرافي ولا ينتهي بأمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها ذلك لأنه نظام رب العالمين ومنهاج رسوله الأمين" والتي على أساسها تحركت دعوة الإخوان، فغرست عبر 80 عامًا في نفوس الإخوان وأبناء الأمة جميعًا، أن الفهم الصحيح الشامل هو محور الارتكاز، وهو العامل الأساسي الذي يجب توفره من أجل سلامة المسير، وأنه المشرب الذي يستقي منه أبناء الدعوة، وأن المخلص العامل الذي لا يحسن الفهم الصحيح، ولا يُنزِل الأمورَ منازلها قد يضل ضلالاً كبيرًا، والخوارج أكبر دليل عملي على ذلك، وأن الفرق بين الحفظ والفهم كالفرق بين الجسد والروح، فالحفظ جسد والفهم روحه، وأن العبرة ليست بكثرة المعارف والمحفوظات والأعمال. وإنما العبرة بجودة الفقه وصحة الفهم وسلامة الإدراك، وأن التمكين لدين الله لن يتم إلا على أساس الفهم الصحيح الشامل للإسلام الذي جاء به الحبيب محمد- صلى الله عليه وسلم- دون تحريف أو تقصير أو اجتزاء، وأن الإسلام لا يمكن تطبيقه وتحقيقه في أرض الواقع بفهم ناقص أو بفهم قاصر أو بفهم منحرف أو فيه خطأ في التصور والاعتقاد، وأن الفهم الصحيح يمهد الطريق للعمل الجاد على بصيرة، وأن صاحب الفهم الصحيح صاحب بصيرة نافذة ووعي تام، وأن الفهم الصحيح هو مرجعيتنا عند الاختلاف أو بروز صورة للانحراف عنه، وأن الفهم الصحيح للإسلام ضد الفهم الضيق الذي يحصر الإسلام في جانب أو ناحية أو جزء منه، فالإسلام كلٌّ لا يتجزأ، وأن الدعوة للإسلام لا يصلح معها إكراه، ولا تنتشر بإجبار، ولا تستمر بضغط، بل هو فهم وإدراك وإقناع، وأن الفهم الصحيح للإسلام ضابط لكل عمل ولكل اجتهاد ولكل خلق وسلوك من أن ينحرف بصاحبه عن الجادة. واستمرت مسيرة دعوة الإخوان عبر 80 عامًا وهي على هذا الفهم في حدود أصول الفهم العشرين التي وضعها الإمام البنا، والتي تهدف إلى: إدراك الفهم الصحيح للإسلام، العمل الراشد للإسلام والتجمع حوله، والحذر من خط الانحراف، وجمع المسلمين على فهم واحد، وتضييق شُقة الخلاف بين العاملين للإسلام، أن واجبنا هو السعي لإحياء الفهم الذي كاد أن يندثر. فوائد جمة لله در ابن القيم رحمه الله حين قال "صحة الفهم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده فيميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال"، ومن هنا أدرك الإخوان أن للفهم فوائدَ جمةً، وثمارًا يانعةً، على الفرد والجماعة والأمة والمجتمع ومن ذلك: 1- يحفظ للجماعة خطها الإسلامي الصحيح، وينفي عنها خبثها ومحاولات الالتفاف عليها. 2- يمنع ظهور المدارس الفكرية المتعددة داخل مدرستنا الدعوية الموحدة، بل هو مشرب واحد ومنبع واحد. 3- يمنع كل ما هو دخيل على الإسلام أن يلحق به، ولا يسمح بأي فكرة مناهضة بسبب عاطفة أو تساهل في إحداث بلبلة داخل الجماعة المباركة. 4- يعين على حسن التطبيق، ويعين على سلامة العمل، ويقي من العثرات. 5- يحمي المسلم والجماعة والأمة من الخطأ والانحراف في التصور والاعتقاد والسلوك. 6- يحرر العقيدة من زيف الجمود وما يمكن أن يداخلها من أوهام وشبهات. 7- يكسر الجمود الذي أصاب العقل بالتقليد وغلق باب الاجتهاد على السواء. 8- يحمي المسلم من إتباع الهوى والظن أو الانحراف، ويعينه على تحديد إطار الفهم السليم بعيدًا عن الغلوِّ والتجاوز. مجالات الفهم حينما قال الإمام البنا في رسالة المؤتمر الخامس "إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ" أدرك الإخوان المسلمون عبر تاريخهم الطويل أن العاملين للإسلام بحاجة إلى الفهم الصحيح، من أجل تصحيح المسار، حتى نوجد الإسلام في أرض الواقع بصورة صحيحة، فقد يصح فهم المسلم لغايته ويخطئ في الوسيلة أو أسلوب التغيير، وقد يصح له ذلك فيخطئ في المنهاج الذي يسير عليه، أو في إحدى طرائق الدعوة أو التربية، ولذلك أيقن الإخوان أن المجالات التي يجب أن نعمل فيها الفهم هي (الغاية التي نسعى لها- الوسيلة التي نستخدمها- التغيير الأمثل الذي نسلكه- المنهاج الصحيح الذي نعتمده- الهوية التي يجب أن نحملها- الجهاد الحق الذي نشعله- طرائق الدعوة والتربية التي ننتهجها.. إلخ). محطات مهمة 1- الفكرة الجيدة عند الإخوان يتوقف نجاحها على أمور ثلاثة (أن يتصورها أهلها تصورًا صحيحًا، أن يؤمنوا بها إيمانًا عميقًا، أن تجتمع قلوبهم عليها اجتماعًا قويًّا). 2- الفهم الصحيح يتطلب (الإيمان بهذا الفهم الصحيح الشامل- العمل به- دعوة الناس جميعًا إليه- حمل الناس جميعًا على العمل به)، وأن نتحمل في سبيله ما قد نلاقيه. 3- معوقات أمام صحة الفهم (النظرات الجزئية المتناثرة- السطحية في التفكير- إهدار الوقت والموارد- الخلط بين الوسائل والغايات). 4- الفهم الصحيح الشامل يعاني من (تحريف الغالين- انتحال المبطلين- تأويل الجاهلين). 5- يجب علينا (تحري الوقوع في الخلط والغلط- التزام الفهم السليم دون إفراط أو تفريط أو مغالاة أو نقص). 6- الانحراف عن الفهم الصحيح للإسلام سببه (جهل أو إتباع الهوى، أو إعجاب برأي، أو تأويل خاطئ، أو جعل القرآن تابعًا لا متبوعًا). نتيجة الفهم كانت النتيجة الطبيعة لهذا الفهم الصحيح الشامل عبر سنوات الدعوة الثمانين، أن كان الإخوان المسلمون جماعة تلتقي عندها آمال محبي الإصلاح، والشعوب المستضعفة، والمسلمين المصادرة حقوقهم، فهم: 1- دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى معينه الصافي، من الكتاب والسنة. 2- طريقة سنية: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. 3- حقيقة صوفية: إذ يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة فيه سبحانه. 4- هيئة سياسية: لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد. 5- جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، وأن تكاليف الإسلام لا تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح. 6- رابطة علمية وثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم. 7- شركة اقتصادية، فالإسلام يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، و"من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له". 8- فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. وهكذا نرى أن شمول الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجه نشاط الإخوان إلى كل هذه النواحي، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلى ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعًا ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعًا. الختام لقد حرص الإمام البنا على الفهم الصحيح، وبدأ أركان البيعة بالفهم، ووضع له أصولاً عشرين؛ لتشمل كافة النواحي العقائدية والعبادية والفكرية التي يمكن أن يتعرَّض لها الأخ في مسيرته الدعوية؛ لتمثِّل له سياجًا حاميًا من الزَّلل والانحراف، لقد جعل الإمام الفهم الركن الأول من أركان البيعة؛ ليحمي الصف من الخطأ أو الانحراف، ومن هنا فإن كلَّ أخ بايع الله في هذه الدعوة يجب أن يجعل من نفسه حارسًا أمينًا على هذا الفهم من أي تغيير أو انحراف؛ وإن الوفاءً ببيعته مع الله، يستوجب عليه أن يلتزم بحدود هذا الفهم في حركته وعمله، وخطبه وأحاديثه، وتأليفه وكتابته، وفي تصريحاته العامة والخاصة، وفي مجالسه العلنية والسرية. --------- |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بارك الله فيك اخى الكريم ابو مصعب المصرى على المعلومات القيمه جعلها الله بميزان حسناتك بالتوفيق |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
اقتباس:
مشكورة اختى لمرورك الطيب ونسال الله الفهم القويم والعمل الكريم المتقبل وللعلم المقال منقح بنقلان طيب |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
نسال الله ان نحمل هم الدعوة ولا تحملنا الدعوة |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
السلام عليكم وبارك الله فيك اخى على توضيح الكثير وان شاء الله نكون ممن يحملون هم الدعوة وممن ينفعون بها.... جزاك الله خيرا وفى انتظار المزيد ل......تعم الفائده والمعرفه.... وتقبل مرورى.. فى امان الله اخى.. |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
اقتباس:
ونسال الله الاخلاص |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
جزاك الله كل خير أخي الفاضل أبو مصعب المصري
على هذا الطرح الراااااااااائع و نسأل الله أن تتحقق فينا صفات الداعية الناجح حتى نتستطيع أن نكمل المشوار الذي بدأه أساتذتنا الأفاضل و الله المستعان |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بسم الله الرحمن الرحيم http://up.jro7i.com/uploads/36dc8867c0.gif وجزاك الله خيرا ..أوضحت لنــــا كثيــــر من الحقائـق التي كنـــا في غفلة منها. ربما تقصير من عند انفسنـا.. وربما تعمد *البعض* اخفاء بعض الحقائق وتزييفها.. |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اهدنا صراطك المستقيم واجعلنا من المتمسكين بكتاب الله وسنته لا من الضالين ربا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب اللهم افتح بيننا وبين قومنــــــــــا بالحق وانت خير الفاتحين اللهم انصر الاسلام وأعل كلمه المسلمين اللهم انصر بنا الاسلام واعز بنا الاسلام واهزم بنا كل شرك وضلاله ونسألك ياربنا الغفران عن كل تقصير او اهمال بارك الله فيك اخى فى الله وجزاك الجنه واسكنك فردوسه الاعلى ولا حرمك اللذه الكبرى لذه النظر الى وجه ذو الجلال والرفعه |
وسنبقى هذه الدعوة ما دام القرآن دستورها والجهاد سبيلها..
مشكور أخي أبو مصعب المصري وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بوركت اخي الكريم
وجزاك ربي خيرا كثيرا على هذه المعلومات الطيبة النافعة |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
اخوانى واخواتى كل باسمه ولقبه جزاكم الله خيرا لمروركم الطيب |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : : الله غايتنا والرسول قدوتنا و القرآن دستورنا والجهادفي سبيل الله أسمى أمانينا ما أروع هذا الشغار وما أبلغه ويا ليت شباب هذا الزمان يفقهونه ويعملون به وما أروع سيرة الإمام حسن البنا ولا ريب أن بعض المتخصصين صنفوه بمجدد القرن العشرين ولا يمكن تجاهل بأي حال من الأحوال ما قدمه الإخوان المسلمون من تضحيات لكي تقوم الصحوة الإسلامية في كثير من البلدان العربية نتمنى أن يعي شبابنا وأن يستفيدوا من الطرح القيم الذي تفضلت به والمهم أن يعملوا به وأن لا يكون مجرد عبور وشكر جزاك الله أخونا أوفر الجزاء ورزقك الإخلاص في القول والعمل |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
اقتباس:
مشكورة اختى الفاضلة لمرورك الطيب ونسال الله استنارة الفكروالفهم بما يوفق النهج القويم |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
ايها الاحباب بقى ان اقول للجميع
انه ربما يقول البعض بين السطور ان اخوان الامس ليسوا كااخوان اليوم والعكس اقول ان اخوان اليوم والامس يحملان نفس المنهج ونفس الفكرة ولاتبديل ولا تغيير والسلام عليكم |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : : اقتباس:
اقتباس:
نقول بإذن الله ثلة من الأولين وقليل من الآخرين وإن أخطأنا نتمنى منكم إثبات كلامكم وبارك الله فيكم |
رد: الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق
اقتباس:
الشكر موصول مجددا اليكى اختاه وجزاكى ربى خيرا |
الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
جماعة من المسلمين، ندعو ونطالب بتحكيم شرع والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق، والبينة، والدليل.الله، الحرية فريضة، وحق فطري منحه الله لعباده، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وعقائدهم، والحرية تعني حرية الاعتقاد، والعبادة، وإبداء الرأي، والمشاركة في القرار، ومزاولة حق الاختيار من خلال الاختيار الحر النزيه، فلا يجوز الاعتداء على حق الحرية، أو حق الأمن، ولا يجوز السكوت على العدوان عليها أو المساس بها. العلم دعامة من دعائم الدولة الإسلامية، والتفوق فيه واجب على الأمة، والعمل سبيل لتأكيد الإيمان، كما هو سبيل لتقدم الأمة، وتوفير كافة سبل الدفاع عن أمنها، والذود عن حرياتها، وردع العدوان، وأداء الرسالة العالمية التي أوجبها الله عليها في تأكيد، وتثبيت معاني ومعالم السلام، والتصدي للهيمنة، والاستعمار، والطغيان، وسلب أو نهب ثروات الشعوب. أساس التعاليم، والمفاهيم، والأخلاق، والفضائل، والقوانين، والتركيبات، والضمانات، والضوابط، والإصلاحات هو كتاب الله، وسنة رسوله اللذان إن تمسكت بهما الأمة فلن تضل أبدًا. والإسلام في فهم الإخوان المسلمين انتظم كل شئون الحياة لكل الشعوب، والأمم في كل عصر، وزمان، ومكان، وجاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة، خصوصًا في الأمور الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية لكل شأن، ويرشد الناس إلى الطريقة العملية للتطبيق عليها، والسير في حدودها. وإذا كانت الصلاة عماد الدين، فالجهاد ذروة سنامه، والله هو الغاية، والرسول هو القدوة والإمام والزعيم، والموت في سبيل الله أسمى الأماني. وإذا كان العدل هو أحد دعائم الدولة في مفهوم الإخوان، فإن المساواة واحدة من أهم خصائصها، وسيادة القانون المستمد من شرع الله؛ لتحقيق العدل يؤكد على المساواة. العلاقة بين الأمم والدول هي علاقة التكافل والتعاون وتبادل المعرفة، وسبل ووسائل التقدم على أساس النِّدِّيةِ، ولا مجال للتدخل، كما لا مجال لفرض النفوذ والهيمنة والسيطرة أو تهميش ومصادرة حق الآخر. والإخوان المسلمون جماعة تلتقي عندها آمال محبي الإصلاح، والشعوب المستضعفة، والمسلمين المصادرة حقوقهم. إنهم دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى معينه الصافي، إلى كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- وطريقة سنية، إذ يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، خاصةً في العقائد والعبادات. وهي حقيقة صوفية، يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة فيه سبحانه. وهم هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة. وهم جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح. وهم رابطة علمية وثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان.. والعلم. وهم شركة اقتصادية، فالإسلام يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له). كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. هذا الفهم للإسلام يؤكد على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والآخرة مصادر تمويلنا يعتمد الإخوان علي تمويل ذاتي ،بمعنى أن الاخوان يعتمدون على تمويل اعضاء الجماعة للأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان ،ووفقاً للنظام الأساسي للجماعة فإن اعضاء الجماعة مقسمين على حسب ما تصنفهم الجماعة إلى مؤيد ومنتسب ومنتظم وعامل،على التوالي ووفقاً لآليات تحددها الجماعة يتم تصعيد العضو من مرحلة أو تصنيف إلى آخر وذلك بعد اجتياز عدد من الاختبارات السلوكية والتثقيفية داخل الجماعة،وعليه يبدأ العضو في دفع اشتراك شهري للجماعة يقتطع من دخله الشهري بحد أدنى 3% وحد أقصى 7%، ويستثنى من ذلك الإخوان المصنفين كمؤيدين والطلاب وأصحاب الدخول الضعيفة. كما أن بعض الانشطة التي يمارسها الاخوان تمول نفسها ذاتياً مثل المستشفيات ودور الرعاية التي تقدم خدماتها نظير رسوم الخدمة ولا نقبل قرش واحد من الخارج ابدا ولا ياتينا ولن نقبل بقى ايها الاحباب كلمة اؤجهها لكل من شغل نفسه بعيوب غيره الاولى ان تنشغل بعيبك انت فربما تجد اخ او اخت لايحافظ على النوافل ولا يقيم الليل ولا يستطيع غض بصره ومقصر فى كل الامور (كلنا ذلك) وياتى للنقد الهدام ولاحول ولا قوة الابالله اخى الكريم -اختى الكريمة دع ما يربيك الى ما لايريبك ولا تبخس الاخرين اخواتهم فى الاسلام والحمد لله على نعمة هم المستنير |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
ومن العجب ايها الاحبة ان بعض الاخوة ربط بين موقف مصر من ما اشيع من الامن
وبين تمويل حزب الله لها وهوشى يدعو ا للضحك طويلا |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
يا اخي الحبيب اما سمعت كلمة قالها ياسر عرفات يوما يا جبل ما يهزك ريح يا اخي الاخوان اخذوا علي عاتقهم حمل هم الدعوة الاخوان جماعه من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين يا اخي فليظن من يظن وليشكك من يشكك هي لله اخي من قبل ومن بعد وهل اجمع البشر علي وجود الله؟؟ مازال هناك حتي يومنا هذا من لم يقنع بوجود الله رغم تلك الادله الماديه والمعجزات الي تملا الكون وتتضح امام الاعين جهارا نهارا لكنهم تعاموا اخي والقيت الغشاوة علي بصائرهم واعينهم اخي ستبقي دعوة الاخوان ذلك الحارس القوي مهما تقاولوا عليها ومهما شككوا فيها يا اخي هم يحسدوننا علي ذلك الحب الذي يربط قلوبنا وتلك النعمة التي لو عرفوها حق المعرفه لجالدونا عليها اشكر لك موضوعك القيم دمت بكل خير |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أخى الفاضل ( أبو مصعب ) لا يسعنى ألا أن أقول بارك الله بك وجزاك الله كل خير على ما تقدمت وبينتة فى مقالك هذا وإن كنت ممن لا يشككون فى فكر وعقيدة الجماعة ولا حتى فى مصدر تمويلها ، ولكنك مشكوراً تفضلت وعرضت بشكل واضح مفهوم تلك الجماعة وماهيتها ... ولا أدرى إن كان كل هذا بسبب طلبى من حضرتك التفسير لموقف الجماعة مما أثير أخيراً بشأن خلية حزب الله ، أم لا ... ولكن لا بأس فقد وضحت الأمور جلياً وجزاك الله كل الخير ، فى أمان الله . |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
استاذى الحبيب واخى الفاضل لافض الله فوك وابقاك لى اخ فاضلا ومعلما طيبا وجزاكم الله خيرا |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
اختى الفاضلة اولا ارجو ان اكون وفيت ثانيا اعلم ان حضرتك لاتشككين فى اى شى ولكن الاعلام موجه ضد الاخوان فلابد من الاشارة ولاحقا باذن الله سانزل هنا فى الركن مواقف الاخوان من كل شى ونظرتهم لكل شى فابقوا معنا وجزيتى خيرا لمروك الطيب |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
كفيت ووفيت استاذنا الفاضل أبو مصعب جزاك الله خيرا وكما قال أخى أشرف يا جبل ما يهزك ريح من يريد معرفتهم الأفضل ان يخالطهم وياريت بعدها يعطينا رأيه بوركتم أخوتى |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
استاذتى الفاضلة سحر جزاكى ربى خير واصبتى فيما قلتى والاعجب اننا نجد اناس ليسوا من الارض ويتكلمون بمقياس التجريح فقط |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد يا اخوتي كيف تضيع دعوة فيها امثالكم كل والله لن يخزيكم الله ابدا.. يا اخوتي هيا هيا بنا هيا خلوا القلوب صحيا خلوا القلوب حيا.. النصرة دي جاية لو نخلص النية ... عدتي كل الصعاب يا دعوة الاخوان ومازالت هناك صعاب ونعديها بأمر الله وموعدنا في الجنة غدا نلتقي بوركت وسلمت يمناك اخي الكريم ابو مصعب |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
|
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يسري جزاك الله كل خير على ما كتبت نعم الإخوان حاليا هم أفضل حزب في مصر ( وإن كان عليهم بعض المؤاخذات والأخطاء ) إلا أنهم مازالوا أفضل من الوفد والغد وغيرهم ممن هم كغيرهم،،، ولكن ما أثير عن ما قاله الأستاذ مهدي عاكف فهو حقا مثير للجدل وهذا مطابق تماما لما قاله الأخ خالد مشعل عندما عرف تواجد حزب الله في مصر فبصراحة شديدة لم يكن هناك داعي أبدا لما قالوه هما الاثنين مما جعل حولها الشبهات التي تثار من كل جانب وأنت تعلم ما هي تلك الشبهات المهم أن وضعهم الآن أصبح شائك جدا هما الاثنين وهما بذلك يخسران شعبية أكثر هم في غنى عن خسرانها أرجو أن يكون كلامي قد فهم وقد شرحت لك رأيي بالضبط بارك الله فيك |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
اخى الحبيب شريف اولا حياكى ربى واحيى حيادك وصراحتك واؤكد على امر ان الاخوان اسمهم الاخوان المسلمين وليسوا المعصومين نحن بشر نصيب ونخطا ولم ندعى الملائكية ابدا وكل يؤخذ من كلامه ويرد الا النبى صلى الله عليه وسلم وجزاكم الله خيرا لمرورك الطيب وحيادك الشريف يا شريف |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
|
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
بارك الله فيك اخي الحبيب على الطرح الذي يوضح مبادئ هذه الدعوة
ودعوة تحمل فكر "الصلاة عماد الدين، فالجهاد ذروة سنامه، والله هو الغاية، والرسول هو القدوة والإمام والزعيم، والموت في سبيل الله أسمى الأماني " انّا لها ان تنتهي فباذن الله هي امتداد للدعوة الاسلامية على امر العصور ونسأل الله تعالى التوفيق والثبات بارك الله فيك اخي الحبيب بالتوفيق |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
جزاك الله خيرا اخي ابومصعب
على الايضاح والاستفاضة ,بوركت اخي العزيز,نسال الله ان يوفقكم لما يحبه ويرضاه,ونسال الله ان يرزقكم الاخلاص في القول والعمل |
رد: الى كل مشكك...هذا نحن ....وهذا تمويلنا
اقتباس:
والشكر موصول لاخى الحبيب سامى وعودا حميدا |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟
وفى هذه الايام حملات ضارية للنيل من الاخوان على كافة الاصعدة الاعلامية والسياسية
وحسبنا الله ونعم الوكيل |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟
اخي الحبيب بداية جزاك الله كل خير.. وبارك فيك .. واحمد الله تعالي ان هدانا للانتساب لهذه الجماعه..ونسأله تعالي ان يثبتنا علي هذا الطريق وبعد اخي كلماتك لا اجد ما اقوله بحقها فقد اصبت كبد الحقيقه الثوابت والمتغيرات في الدعوة كثيرة لكن هناك ثوابت لا تتغير قد يتبدل الترتيب والاولويات لكن ابدا لا تتغير الثوابت اخي فليقولوا ما شاءوا دعوتنا تسير بخطي وئيده متزنه لانها دعوة الله ونهج الانبياء اي تغيير يريدونه اخي ان تصبح الجماعه مثل تلك الاحزاب الهلاميه التي لا تثمن ولا تغني من جوع ام تكون كباقي الجماعات التي تخلت عن مبادئها وثوابتها واعلنت خنوعها للسلطه وسدة الحكم هم يطلبزن هذا التغيير الذي يتناسب مع مصالهم هم وليس من اجل مصلحة الاسلام والمسلمين الاخوان لم يعلنوا انهم يمثلون جميع المسلمين وانما هم جماعه من المسلمين لهم اهدافهم التي يسعون من اجلها ويتفانون من اجل تنفيذها وسيتحقق هذا الهدف شاء من شاء وابي من ابي بوركت اخي وتقبل الله منا ومنكم |
رد: لماذا لايتغير الاخوان؟
اقتباس:
ووالله انه لشرف انى تشرفت بك وبورك مرورك اخى والحمد لله على ذلك |
الساعة الآن : 05:45 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour