نبي الإسلام - متجدد
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif سلسلة متجددة سأحاول بفضل الله تعالى وقوته أن أنقل عبر حلقاتها وبشكل مختصر بعض مقتطفات عن حياة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وتتحدث حلقات هذه السلسلة المباركة فقط عن السيرة الذاتية للحبيب صلى الله عليه وسلم : ولادته،نشأته،بيته،شمائله،...،ولن أتطرق إلى المراحل التي مرت بها الدعوة الشريفة. إخواني الأفاضل،أرجو من فضيلتكم الدعاء لله عزوجل أن يوفقني في هذا الطرح المبارك وان يبارك لي في أوقاتي لأتم هذه السلسلة المباركة. وأسأل الله تعالى ألا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأن يصلح نياتنا وأعمالنا وأن يجعل عملنا كله خالصا لوجهه الكريم وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه. بسم الله أبدأ |
نبي الإسلام - متجدد
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif نبي الإسلام http://home.no.net/anyas/anyaflower201.gif 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته 1-1- التعريف بأبوي الرسول – صلى الله عليه وسلم – أب الرسول - صلى الله عليه وسلم - : إسمه: عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وملقب بالذبيح فائدة : للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهذا عرضها باختصار حتى لا نبعد من ساحة الأنوار. كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها. وظلت زمزم مطمورة إلى عهد(شيبة الحمد عبد المطلب)، فأري في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها، ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله، وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش، وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل، فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!! فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح، وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة يدعو الله - عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب قائم يدعو الله - عز وجل - عند هبل، فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله (لا لسواه) عبد الله والد رسول الله. فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح، وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه، وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة. مولده: ولد بمكة عام (81ق هـ - 53 ق هـ - 544- 571م) زواجه من آمنة: قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضع. وفاته : اختلف في وفاته، هل توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين: أحدهما: أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حمل. والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر. وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره،وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك،ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً مكان وفاته : ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله من بني النجار فمات عندهم بالمدينة، وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له، والاستشفاع به، ودعائه - والعياذ بالله -، وهذا لغلبة الجهل على المسلمين لقلة العلماء، وقلة الرغبة في طلب العلم. أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - اسمها:آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر أمها برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. مولدها:لم نجد لها تاريخاً. زواجها : لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم وفاتها: قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً، لما يريد به من كرامته، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب. وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم - آمنة توفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة. الموضوع الذي يليه بحول الله: ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته 2-1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم أولاً: مكان ولادته صلى الله عليه وسلم ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة على القول الصحيح الذي عليه الجمهور، واختُلف في مكانه من مكة على أقوال: أحدها: في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المولد في شعب مشهور بشعب بني هاشم – وكانت بيد عقيل-. قال ابن الأثير -رحمه الله تعالى-: قيل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهبها عقيل بن أبي طالب فلم تزل بيده حتى توفي عنها، فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، وقيل: إن عقيل باعها بعد الهجرة تبعاً لقريش حين باعوا دور المهاجرين. الثاني: أنه - صلى الله عليه وسلم- ولد في شعب بني هاشم، حكاه الزبير. الثالث: أنه ولد - صلى الله عليه وسلم- بالرَّدم. الرابع: بعسفان. قال الدكتور محمد أبو شهبة: وقد صارت هذا الدار إلى محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج، ذلك أن ابن عقيل بن أبي طالب باع دور من هاجر من بني هاشم ومنها هذه الدار، وقد أدخلها محمد بن يوسف هذا في داره التي يقال لها: البيضاء، ولم تزل كذلك حتى حجت الخيزران أم الرشيد، فأفردت ذلك البيت وجعلته مسجداً، وقيل: إن التي بنته هي السيدة زبيدة زوجته حين حجَّت وقد بقى هذا المسجد حتى هدم أخيراً. ثانياً: زمان ولادته صلى الله عليه وسلم اليوم: لما أخذت أشهر الحمل بالسيدة الشريفة آمنة بنت وهب تتقدم وهي تترقب الوليد الذي حملته في بطنها تسعة أشهر، ولما بلغ الكتاب أجله، وبعد تسعة أشهر أذن الله للنور أن يسطع وللجنين المستكن أن يظهر إلى الوجود، وللنسمة المباركة أن تخرج إلى الكون، لتؤدي أسمى وأعظم رسالة عرفتها الدنيا في عمرها الطويل. قال الإمام الشامي: الصواب أنه - صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين. روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن يوم الاثنين فقال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه). وروى يعقوب بن سفيان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين. الشهر: أما عن الشهر الذي ولد فيه وتاريخ هذا اليوم فقد اختلف فيه العلماء، فقال ابن إسحاق: ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل. وقال ابن كثير: ولد -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول وقيل ثامنة، وقيل عاشرة، وقيل: لثنتي عشرة منه، وقال الزبير بن بكار ولد في رمضان وهو شاذ حكاه السهيلي في "الروض". وقيل في التاسع من شهر ربيع الأول. العام: أما العام: فقال ابن إسحاق - رحمه الله تعالى-: عام الفيل، قال ابن كثير وهو المشهور عند الجمهور، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري: وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء، وحكاه خليفة بن الخياط وابن الجزَّار وابن دحية وابن الجوزي وابن القيم وغيرهم إجماعاً. وروى البيهقي والحاكم، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الفيل. يعني عام الفيل. وروى ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال: ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفيل كنا لِدَيْنِ ومن هنا نأتي على القول بأنه ولد في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول لأول عام من حادثة الفيل هذا هو القول الذي عليه أغلب العلماء. إرهاصات بالبعثة وروى ابن سعد أن أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: لما ولدته خرج مني نور أضاءت له قصور الشام. وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت روى ذلك البيهقي. قال الشيخ الألباني – رحمه الله- في كتابه : "صحيح السيرة النبوية" (14) ما نصه : " ذكر ارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران ورؤيا الموبذان وغير ذلك من الدلالات و ليس فيه شيء". الموضوع الذي يليه بحول الله:مقدمة حول نشأته (صلى الله عليه وسلم) |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله اليك أخي الكريم ونفع بك على نقلك المبارك جعله الله في ميزان حسناتك وأود ان أنبه أخي الكريم على الحرص بأن يكون النقل من مصادر موثوق بها والمعلومات كلها صحيحة ودقيقة لكي تكون مرجعا لأعضاء وزوار الملتقى. وفقك الله لما يحب ويرضى |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مقدمة حول نشأته صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه – يصطفي من عباده ما يشاء ويختار، وقد اختار الله لإنقاذ البشرية خليله وحبيبه محمداً (صلى الله عليه وسلم) ، وقد تم اختيار الله لمحمد من قبل خلق آدم، ولكن الله أظهر للوجود ، وجعله خاتم رسله وأنبيائه فلا نبي بعده. وقد أحاط الله نبيه ورعاه وحماه منذ ولادته، فإنه في يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل لثمانية، وقيل لعشرة، وقيل لثنتي عشرة وعليه الأكثر، وذلك عام الفيل ظهرت تباشير الصباح وولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم، وهي التي سميت بعد ذلك بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وهي الآن مكتبة عامة. وكانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية أمة أبيه، وأول من أرضعته ثويبة أمة عمه أبي لهب. ثم استُرضع (صلى الله عليه وسلم) في بني سعد بن بكر، وكان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي ليكون أنجب للولد، وكانوا يقولون إن المُربَّى في المدينة يكون كليل الذهن، فاتر العزيمة، فجاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم فكان الرضيع المحمود المبارك من نصيب حليمة السعدية. وحصل له ( صلى الله عليه وسلم) وهو في بادية بني سعد بن بكر حادثة شق الصدر، فقد روى مسلم عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) أتاه جبريل - عليه السلام- وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس (رضي الله عنه) : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره، ثم أشفقت عليه مرضعته فأعادته إلى أمه، وتوجهت به أمه إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه بني عدي بن النجار، وبينما هي عائدة أدركتها منيتها في الطريق، فماتت بالأبواء ، ودفنت هناك. وكأن الله يقول: هذا الغلام لا يؤثر عليه أبوه، وأمه بنوع من التربية، والله (عز وجل) سيتولى تربيته وتهذيبه. والأكثر على أن وفاة أمه آمنة كان وله (صلى الله عليه وسلم) من العمر ست سنوات، فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقَّ له رقة لم تُعهد له في ولد. روى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال: ثم توفيت أمه فيتم في حجر جده فكان – وهو غلام - يأتي وسادة جده فيجلس عليها، فيخرج جده، فتقول الجارية التي تقوده: أنزل عن وسادة جدك، فيقول عبد المطلب: دعي ابني فإنه يُحس بخير، ثم توفي جده ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلام. وتُوفي عبد المطلب وكان عمر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ثماني سنوات، فكفله شقيقُ أبيه أبو طالب، وكان به رحيماً، وكان مُقلاً في الرزق، فعمل النبيّ (صلى الله عليه وسلم) برعي الغنم مساعدةً منه لعمه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه ) عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟، فقال: (نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: كنَّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمرّ الظهران نجني الكباث، فقال: (عليكم بالأسود منه فأنه أطيب). فقيل: أكنت ترعى الغنم؟ قال: (نعم وهل من نبي إلا رعاها) . ثم اشتغل (صلى الله عليه وسلم) بالتجارة، روى عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن الزهري في سرده للسيرة قال: فلما استوى وبلغ أشده ، وليس له كثير مال استأجرته خديجة ابنة خويلد إلى سوق حباشة، وهو سوق بتهامة، واستأجرت معه رجلاً آخر من قريش، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يحدث عنها: (ما رأيت من صاحبة أجيرٍ خيراً من خديجة). وهذه نبذه قصيرة عن مولده وكيفية تنشئته – عليه الصلاة والسلام - وأعماله التي قام بها في نشأته، وقبل بعثته. وسوف يأتيك - أخي القارئ - ذلك كله مفصلاً- إن شاء الله - . الموضوع الذي يليه بحول الله : مرضعاته صلى الله عليه وسلم |
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com3.gif http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif حياك الله أختنا الفاضلة " أم أيمن " وجزاك الله خيرا على ردك الطيب ودعائك المبارك وبفضل الله تعالى أنقل الموضوع من مصدر موثوق ومساق من مراجع يأخذ بها عند أهل العلم في بحوثاتهم في السيرة النبوية العطرة: السيرة النبوية لابن هشام ، دلائل النبوة للبيهقي، دلائل النبوة لأبي نعيم ،مجمع الزوائد للهيثمي، صحيح مسلم،صحيح البخاري،الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري...إلى غير ذلك من المراجع الوثوقة. وأفضل أن أختصر في الموضوع ،وعدم التطرق إلى التفاصيل الدقيقة حتى يكون القصد من نقل هذا الموضوع " نبي الإسلام " أقرب إلى تحقيق مبتغاه وهو التعريف بمراحل الحياة العطرة للرسول الكريم معلم البشرية :eek:محمد صلى الله عليه وسلم:eek:منذ ولادته إلى لقاء ربه عزوجل. فما كان من توفيق فمن الله عزوجل وماكان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان لعنه الله ونسأل الله تعالى التوفيف وأن يتقبل منا ويتجاوز عنا وأن يخلص أعمالنا وأقوالنا لوجهه الكريم ويثبتنا على الحق حتى نلقاه. بارك الله فيك أختنا الكريمة " أم أيمن " |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مرضعاته صلى الله عليه وسلم إن أول مرضعة تشرفت برضاعه (صلى الله عليه وسلم) والدته الشريفة العفيفة الطيبة : آمنة بنت وهب الزهرية التي رأت من آيات النبوة ما رأت. ثم ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت عمه حمزة كذلك، فكان أخاً للنبي من الرضاعة. وهو عمه صنو أبيه ، ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية من بني سعد بن بكر رضع مع ابنتها الشَّيْماء بنت الحارث بن عبد العزى.وإليك توضيح وبيان ذلك مفصلاً: 1. ثويبة: أول مرضعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كانت جارية أبي لهب، وأرضعت النبيّ بلبن ابنها مسروح، وكانت تدخل على النبيّ بعد أن تزوج خديجة فكانت خديجة تكرمها، وأعتقها أبو لهب لما هاجر النبيّ إلى المدينة. وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يبعث إليها من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر سنة سبع، ومات ابنها مسروح قبلها . فهي أول ما أرضعته وهي مولاة عمه أبي لهب، وكانت قد بشرت عمَّه بميلاده فأعتقها عند ذلك، ولهذا لمَّا رآه أخوه العباس ابن عبد المطلب بعد ما مات، ورآه في شرِّ حالةٍ، قال له: ما لقيت؟ فقال: لم ألق بعدكم خيراً، غير أني سُقيت في هذه ، وأشار إلى النقرة التي في الإبهام بعتاقي ثويبة. وأصل الحديث في الصحيحين. فلمَّا كانت مولاته قد سقت النبيّ (صلى الله عليه وسلم) من لبنها عاد نفع ذلك على عمّه أبي لهب، فسقي بسبب ذلك، مع أنه الذي أنزل الله في ذمه سورة في القرآن تامَّة وهي سورة المسد. الثانية : حليمة السعدية: كانت حليمة بنت أبي ذؤيْب السعدية أمّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي أرضعته تحدِّث: أنها خرجت من بلدها مع زوجها، وابن لها صغير ترضعه مع نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرُضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء لم تُبق لنا شيئاً. قالت: فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبيّنا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغديه قال ابن هشام: ويقال: يغذيه ولكنّا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتاني تلك، فلقد أدمْتُ بالركب، حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة نلتمس الرُّضعاء، فما منّا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك: أنا إنّما كنّا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنّا نقول: يتيم؟! وما عسى أن تصنع أمه وجدُّه؟ فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم، فلآخذنه قال: لا عليكِ أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة، قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره. **الخير الذي أصاب حليمة: قالت: فلما أخذته رجعت به إلى محلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن. **لطيفة: ذكر غير ابن إسحاق أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان لا يقبل إلاّ على ثديٍ واحدٍ، وكانت تعرض عليه الثدي الآخر، فيأباه كأنه قد شعر – عليه السلام- أن معه شريكاً في لبنها، وكان مفطوراً على العدل، مجبولاً على المشاركة والفضل12. فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنّا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لَحَافِل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريّاً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة. قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تَعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة، قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك. قالت: ثم خرجنا وركبت أتاني، وحملته عليها معي، فوا الله لقطعتْ بالرّكب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب ويحك! أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهن: بلى والله إنها لهي هي، فيقلن: والله إن لها لشأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبُناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعاً لبُناً، فلم نزل نتعرَّف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصله؛ وكان يشبّ شباباً لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنته حتى كان غلاماً جفراً. **رجوع حليمة به إلى مكة أول مرة: قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته، فكلّمنا أمّه، وقلت لها: لو تركت بُني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردَّته معنا13. **زوج حليمة ونسبه: اسم أبيه من الرضاعة (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة بن مَلان بن ناصرة بن قصيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن قال ابن هشام ويقال: هلال بن ناصرة. **أولاد حليمة: قال ابن إسحاق: وإخوته من الرضاعة: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وخذامة بنت الحارث، وهي الشيماء، غلب ذلك على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به. وهم لحليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث، أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويذكرون أن الشيماء كانت تحضنه مع أمّها إذا كان عندهم. قال ابن إسحاق: فاسترضعت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن قصيَّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيّلان. فائدة: قيل (فصيّة) بالفاء تصغير: فصاة، وهي النواة، وقال أبو حنيفة: حب الزبيب الثالثة: امرأة من بني سعد غير حليمة روى ابن سعد عن ابن أبي مليكة – رحمه الله - أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عند أمه حليمة. الرابعة خولة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار، أم بردة الأنصارية: قال الإمام الشامي: ذكر الإمام أبو الحسن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم المعروف بابن الأمين أنها أرضعت النبيّ (صلى الله عليه وسلم). وقال: ذكرها العدوي وتابعه في العيون والموارد ، وهو وهم إنما أرضعت ولده (صلى الله عليه وسلم) إبراهيم، كما ذكر ابن سعد وأبو عمر وغيرهما وعليه جرى الحافظ في الإصابة كما رأيته بخطه، ونصه بعد أن ساق نسبها: مرضعة ابن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وهذا هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ السقيمة في إسقاط ابن، ولم أر من نبّه على ذلك ، ثم بعد مدة رأيت القاضي عز الدين بن القاضي بدر الدين بن جماعة - رحمهما الله تعالى - ذكر في سيرته المختصرة ابن الابن وهم في ذكرها في الرضاع ، وأن بعض العصرين حلوا ذلك عنه من غير تعصب. انتهى فسررت بذلك وحمدت الله تعالى". انتهى15. الخامسة أم أيمن بركة: ذكرها القرطبي. والمشهور أنها من الحواضن لا من المراضع. السادسة والسابعة والثامنة: قال أبو عمر - رحمه الله تعالى - : أنه (صلى الله عليه وسلم) مُرَّ به على ثلاث نسوة من بني سُليم فأخرجن ثديهن فوضعناه في فيه فدرَّت عليه ورضع منهن. التاسعةأم فرْوة ذكرها المستغفري: ثم روى عن ابن إسحاق عن أم فروة ظئر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} سورة الكافرون. (فإنها براءة من الشرك) قال أبو موسى المديني - رحمه الله - اختُلف في راوي الحديث: فقيل : فروة ، وقيل : أبو فروة ، وقيل : أم فروة ، وهذا أغرب الأقوال. قال الحافظ في الإصابة: بل غلط محض وإنما هو أبو فروة ، وكان بعض رواته لمَّا رأى عن أبي فروة ظئر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ظن أنه خطأ والصواب أم فروة ، فرواه على ما ظن فأخطأ هو، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة بل يُطلق على زوجها أيضاً، وقد أخرجه أصحاب السنن الثلاثة من طرق عن ابن إسحاق عن ورقة بن نوفل عن أبيه. هكذا أخرجه أبو داود والنسائي من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق مجرداً وفيه على أبي إسحاق اختلاف وهذا هو المعتمد. انتهى العاشرة أمه صلى الله عليه وسلم: أرضعته سبعة أيام. ذكر ذلك جماعة منهم صاحب المورد والغُرر الموضوع الذي يليه بحول الله : من تولى كفالته صلى الله عليه وسلم؟ |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته من تولى كفالة النبي صلى الله عليه وسلم إن من رعاية الله لنبيه- صلى الله عليه وسلم – أن هيأ له من يرعاه ويكفله بعد ولادته، فقد هيأ الله لكفالته بعد ولادته أمه، ثم جده، ثم عمه، حتى صار رجلاً يقوم برعاية نفسه، والله يؤيده، ويحميه ويحرسه، ويعصمه من الناس. وقد امتن الله عليه بذلك في كتابه الكريم حيث قال: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} سورة الضحى (3). إلى قوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} سورة الضحى (6)(8). وكان من الذين سخرهم الله لإيوائه وكفالته أمه، ثم ما لبثت أن توفيت، فكفله جده، ثم لما توفي كفله عمه، وإليك بيان ذلك: أولاً: كفالة أمه صلى الله عليه وسلم: لقد عادت بالحبيب - صلى الله عليه وسلم- مرضعته حليمة السعدية لتكفله أمه آمنة، ويرعاه جده عبد المطلب ، والله - تعالى - كالئ الكل وحافظهم. وبهذا كانت آمنة الوالدة أول كافل للنبي - صلى الله عليه وسلم- في صباه، وشاء الله - تعالى - أن تخرج آمنة بغلامها الذكيّ النقي الطاهر إلى يثرب (المدينة) لتزيره أخواله من بني عدي بن النجار إذ هم أخوال أبيه، وخال الأب خال الابن، لأن أمّ عبد المطلب والد عبد الله هي سلمى بنت عمرو النجاريَّة. ولما وصلت آمنة بالأبواء عائدة من المدينة إلى مكة أدركتها المنية فماتت بها، وحضنت الحبيب محمداً الغلام اليافع مولاة أبيه أم أيمن بركة باركها الله ورضي عنها. إنها أم أسامة حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وابن حبه زيد بن حارثة مولاه - رضي الله عنه وأرضاه - ، فوصلت به حاضنته أم أيمن مكة المكرمة فسلمته إلى جده عبد المطلب. ثانياً: كفالة جده عبد المطلب: وبعد موت أم النبيّ - صلى الله عليه وسلم- كفله جده عبد المطلب، وضمَّه إليه، ورقَّ عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا، وإذا نام، ولا يأكل طعاماً إلا ويقول: (عليّ ابني) فيؤتى به إليه، وبذلك عوَّضه الله. بحنان جده عن حنان الأبوين، وكانت حاضنته أم أيمن بعد وفاة أمه يعترف لها بذلك، ويقول: (هي أمي بعد أمي). وكان عبد المطلب كثيراً ما يقول لها: يا بركة لا تغفلي عن ابني فإني وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة. وكان الجد يُسر لما يرى من مخايل الشرف والعزة على حفيده محمد، فقد كان لعبد المطلب فراش يوضع في ظل الكعبة، وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له، فكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- – يأتي وهو غلام يافع فيجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب، والغبطة تملأ نفسه: دعوا ابني، فو الله إن له لشأناً!. ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيمينه ويضمه إليه. فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى ابنه أبا طالب بكفالة النبيّ وحياطته، ثم مات عبد المطلب، ودفن بالحجون، وكانت سن النبيّ ثماني سنين. ثالثاً: كفالة عمه أبي طالب له: ثم كفله عمه أبو طالب، ولم يكن أبو طالب بأكبر بني عبد المطلب، ولا بأكثرهم مالاً، ولكنه كان أشرف قريش وأعظمها مكانة، وأكرمها نفساً، وقد أحب أبو طالب ابن أخيه محمد حباً شديداً، لا يحبه أحداً من ولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصَبَّ به صَبابة . لم يصب مثلها بشيء قط. وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شبعوا، فكان إذا أراد أن يؤكلهم قال: كما أنتم حتى يأتي ولدي، فيأتي النبيّ فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، فيعجب أبو طالب، ويقول: إنك لمبارك. وكان الصبيان يصبحون رمصاً شُعثاً . ويصبح محمد دهيناً كحيلاً، وقد زاده حباً في نفسه ما كان يتحلَّى به النبيّ في صباه من طيب الشمائل، وكريم الآداب في هيئة الأكل، والشرب، والجلوس، والكلام، مما يعز وجوده في هذه السن بين الصبيان، ويدل على أن الله - سبحانه - فطره من صغره على خير الخلال والآداب . وخرج به عمّه إلى الشام في تجارة وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وذلك من تمام لطفه به، لعدم مَنْ يقوم به إذا تركه بمكة، فرأى هو وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه - صلى الله عليه وسلم- ما زاد عمّه في الوصاة به والحرص عليه، كما رواه الترمذي في جامعه بإسناد رجاله كلهم ثقات، من تظليل الغمامة له، وميل الشجرة بظلها عليه، وتبشير بحيرة الراهب به، وأمره لعمه بالرجوع به لئلا يراه اليهود فيرومونه سوءً. الموضوع الذي يليه بحول الله : مكانة النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعض أعماله قبل البعثة |
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الكريم عمي جلال على الموضوع القيم والسيرة العطرة اسأل الله ان يجعل هذا النقل في ميزان حسناتك ومما يسرك يوم القيامة دمت بحفظ الله ورعايته |
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com3.gif http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif بارك الله فيك أخونا الفاضل " أبو آية " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (1) كانت حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة حياة فاضلة شريفة، لم تعرف له فيها هفوة، ولم تُحصَ عليه فيها زلّة، لقد شبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوطه الله - سبحانه وتعالى - بعنايته، ويحفظه من أقذار الجاهلية، لما يريده له من كرامته ورسالته، حتى صار أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزهاً وتكرماً حتى صار معروفاً (بالأمين). لقد نشأ سليم العقيدة، صادق الإيمان، عميق التفكير، غير خاضع لترهات الجاهلية، فما عُرف عنه أنه سجد لصنم، أو تمسح به، أو ذهب إلى عرّاف أو كاهن، بل بُغِّضت إليه عبادة الأصنام، والتمسح بها.وكذلك بُغِّض إليه قول الشعر فلم يعرف عنه أنه قال شعراً، أو أنشأ قصيدة، أو حاول ذلك؛ لأن ذلك لا يتلاءم مع مقام النبوة، فالشعر شيء والنبوة شيء آخر.ولم يكن الشعراء بذوي الأخلاق، والسير المرضية، فلا عجب أن نزهه الله سبحانه عن الشر، والرسالة تقتضي انطلاقاً في الأسلوب والتعبير، والشعر تقيد والتزام.وصدق الله حيث يقول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} (69) سورة يــس. ومع هذا فقد كان يتذوق ما في الشعر من جمال وحكمة وروعة، ويستنشده أصحابه أحياناً، ولا عجب فهو القائل: (إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة). البخاري مع الفتح ، كتاب النكاح، باب الخطبة (9/5146) (9/ 109) ولم يشرب صلى الله عليه وسلم خمراً قط، ولا اقترف فاحشة، ولا انغمس فيما كان ينغمس فيه المجتمع العربي حينئذ من اللهو، واللعب، والميسر (القمار)، ومصاحبة الأشرار، ومعاشرة القيان، والجري وراء القيد الكواعب على ما كان عليه من فتوة، وشباب، وشرف نسب، وعزة قبيلة، وكمال، وجمال وغيرها من وسائل الإغراء. لهذه الصفات والمميزات كانت المكانة الرفيعة له بين قومه، فكان يُدعى بالصادق الأمين، فهو صدوق عند قومه، وهو الأمين، فكان محل ثقة الناس وأماناتهم، لا يأتمنه أحد على وديعة من الودائع إلا أدّاها له، فكانت قريش لا تضع أمانتها إلا عنده لما سُمع من أمانته وصدقه، ولا يأتمنه أحد على سر أو كلام إلا وجده عند حس الظن به، فلا عجب أن كان معروفاً في قريش قبل النبوة (بالأمين) لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه، وأمانته حتى إنه لما بنت قريش الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره فوصولا إلى موضع الحجر الأسود اشتجروا فيمن يضع الحجر موضعه، فقالت كل قبيلة: نحن نضعه، ثم اتفقوا على أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ. الحجر فوضعه موضعه - صلى الله عليه وسلم- ). ثم طفق لا يزداد فيهم على السِّنِّ إلاّ رضاً، حتى سموه الأمين، قبل أن ينزل عليه الوحي. قال: وطفقوا لا ينحرون جزوراً للبيع إلا دعوه ليدعو لهم فيها. وهذا يدل دلالة واضحة أنه - عليه الصلاة والسلام- بلغت مكانته درجة رفيعة عند قومه وعشيرته، وهذا شيء اختاره الله - عز وجل - لكي يمهد لرسالته. الموضوع الذي يليه بحول الله : تتمة ل: مكانة النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعض أعماله قبل البعثة |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (2) أعماله - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة: لقد قام النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته بأعمال عدة، وذلك ليعلمنا الجد والعمل، وخدمة النفس، وأن أفضل ما أكل ابن آدم من عمل يديه، وأنه لا ينبغي الاعتماد على الغير، بل ينبغي الجد والعمل لخدمة النفس، وأن ذلك مما يؤجر عليه الإنسان عن هو أصلح نيته، كما أنه لابد من التحلي بالأخلاق الرفيعة كالتواضع، والصدق والأمانة ، وغير ذلك من الأخلاق النبيلة، ومن هذه الأعمال التي قام بها النبي قبل البعثة ما يلي: أولاً: رعيه - صلى الله عليه وسلم – للغنم وافتخاره بقُرَشيَّته: قال ابن إسحاق: وحدثني ثور بن يزيد، عن بعض أهل العلم، ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعيّ: أن نفراً من أصحابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال: (نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمّي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام، واستُرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخٍ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْماً لنا إذا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بَطست من ذهب مملوءة ثلجاً، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي، فشقاه و استخرجا منه علقة سوداء فطرحاها. ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. ثم قال: زنه بألفٍ من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك، فوا الله لو وزنته بأمته لوزنها) قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من نبي إلا وقد رعى الغنم)، قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: (وأنا). وإنما أراد ابن إسحاق بهذا الحديث رعايته الغنم في بني سعد مع أخيه من الرضاعة، وقد ثبت في الصحيح أنه رعاها بمكة أيضاً على قراريط لأهل مكة. الروض 1/192. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: (ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). ورث سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- عن أبيه خمسة من الإبل، وقطيعاً من الغنم، وجارية هي أم أيمن (أعتقها الرسول فيما بعد)، وزوجها مولاه زيد بن حارثة فولدت له أسامة. ثانياً: عمله - صلى الله عليه وسلم- بالتجارة: كانت خديجة - رضي الله عنها - سيدة تاجرة ذات شرف، ومال، وتجارة تبعث بها إلى الشام، وكانت تستأجر الرجال، وتدفع إليهم المال مضاربة ، وكان رجال قريش تُجاراً، ومن لم يكن تاجراً فليس عندهم بشيء. وكان النبيّ قد ناهز العشرين من عمره المبارك، وأصبح شاباً جلداً قوياً، أغر الطالع ، ميمون النقية، يزين شبابه الغض ما يتمتع به من حلو الشمائل، وكرم الأخلاق من أمانة، وصدق حديث، وعفة، وعزوف عما ينغمس فيه أمثاله من الشباب من لهو ومجون، فكان ذلك مما وجَّه نفس السيدة خديجة إلى أن يعمل لها في تجارتها، فأرسلت إليه، فلما جاء إليها قالت له: دعاني إلى طلبك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك، فذكر ذلك لعمه أبي طالب، فقال له: إن هذا لرزق ساقه الله إليك. وفي رواية أخرى : أن أبا طالب هو الذي عرض على النبيّ أن يعمل لها في تجارتها، وأنها – ولا شك - ستفضله على غيره، وأن أبا طالب هو الذي سعى إليها، وقال لها: هل لك يا خديجة أن تستأجري محمداً؟ فقد بلغنا أنك استأجرت فلاناً ببكرين، ولن نرضى لمحمد إلا بأربعة أبكار، فقالت: هذه الكلمة تنم عن تقدير صادق، وحس مرهف، وشعور يفيض بالحب والحنان. لو طلبت هذا لبغيض بعيد لأجبتك، فكيف، وقد طلبته لحبيب قريب!! فرجع الشيخ أبو طالب مغتبطاً، وحدّث ابن أخيه بما سمع، ولا تَسَلْ عما كان لهذه الكلمات الصادقة من أثر في نفس النبيّ الشاب. ثم خرج النبيّ بتجارة خديجة إلى الشام وكانت سَّنه تخطو إلى الخامسة والعشرين، وكان خروجه لأربع عشرة ليلة من ذي الحجة ومعه غلام خديجة (مَيْسَرة، حتى وصل سوق (بصرى) وفي رواية، سوق حباشة (سوق من أسواق العرب) وفي رواية أخرى بتهامة فنزل تحت ظل شجرة في سوق (بصرى) قريباً من صومعة راهب يسمى (نطورا) فقال: ما ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال: رجل من قريش أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة، وفي رواية بعد عيسى- إلا نبيّ!!. ولا تَسَل عما غمر نفس ميسرة من حب، وتقدير لسيده محمد لقد رأى تظليل الغمام له في مسيره هذا، ولمس عن كثب الكثير من أخلاقه، وبره، وعطفه، وحسن معاملته وأمانته، وسمع من(نطورا) ما سمع، فلا عجب إن كان حّدث سيدته بعد عودته بما رأى وما سمع، وما وجده منه من حسن خلق. وباع النبيّ التجارة وابتاع، وعاد بربح وفير، وعاد معه غلام خديجة، ووصل الركب في الظهيرة إلى مكة، وخديجة في عليّة لها، فرأت النبيّ تكسوه المهابة والجلال، فلما دخل عليها أخبرها بخبر التجارة وما ربحت، فسرت لذلك سروراً عظيماً، وخرج النبي، وترك ميسرة يقص على سيدته من شأن سيده محمد ما شاءت نفسه أن يقص. الموضوع الذي يليه بحول الله : الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم ؟ |
جزالك الله خيراااا وادام يداك الطاهرة تكتب خيرااااا |
نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (3) الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم 2/1 لعل لله حكمة في رعي النبيّ للغنم، فالرعي يكسب صاحبه يقظة حتى لا يعدوا الذئب على شاة منها ويجعله حريصاً على المصلحة، صابراً على المشاق، مثابراً على الهدف كي يوفر لغنمه مآكلها ومشاربها.. ثم إن الرعي بعد ذلك يدع للراعي فرصة للتأمل في مظاهر الطبيعة ، ونظام الكون حين يجلس في امتداد الصحراء يلحظ غنمه... والمتتبع لتاريخ الأنبياء يجد أن للغنم دوراً في هذا التاريخ... فإسماعيل - عليه السلام - ترتبط قصة حياته بكبش أنزله الله فداءً له وتصديقاً لرؤيا أبيه.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * ... إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*} سورة الصافات(103)- (107). وموسى - عليه السلام- وهو في الوادي المقدس ، حال المفاجأة الكبرى، جرى هذا الحوار: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى؟ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى*} سورة طـه(18). ولما ائتمر القوم بموسى وتوجه تلقاء مدين وقعت أحداث كان للغنم فيها نصيب، فقد سقى للمرأتين ثم دعي إلى بيت أبيهما الشيخ الكبير، وانتهى الأمر بالزواج من إحداهما، وظل مع أبيها عشر سنين يرعى له الغنم: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}سورة القصص(26)(27)(28). وداود - عليه السلام - تسور عليه الخصمان مكان عبادته ليحكم بينهما في شركة لأحدهما تسع وتسعون نعجة، وللأخر نعجة واحدة، وأراد صاحب النصيب الكبير أن يستأثر بالشركة كلها لنفسه، فحكم داود وعدل، وبين عبرة الحياة: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ...} سورة ص(24). وأشار القرآن إلى قصة نزاع بسبب الغنم تحاكم فيها أصحابها إلى داود وسليمان - عليهما السلام - فحكم سليمان وهو صغير بحكم غير حكم أبيه، وكان حكم سليمان أرفق: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}سورة الأنبياء(78) (79). وقال أكثر أهل العلم: إن الحرث الذي حكم فيه سليمان وداود – {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} – بستان عنب، والنفش: رعي الغنم ليلاً خاصة. وقيل : كان الحرث المذكور زرعاً. وذكروا أن داود حكم بدفع الغنم لأهل الحرث عوضاً عن حرثهم الذي نفشت فيه فأكلته. وقال بعض أهل العلم: اعتبر قيمة الحرث فوجد الغنم بقدر القيمة فدفعها إلى أصحاب الحرث، إما لأنه لم يكن لهم دراهم أو تعذر بيعها، ورضوا بدفعها، ورضي أولئك بأخذها بدلاً من القيمة. وأما سليمان فحكم بالضمان على أصحاب الغنم، وأن يضمنوا ذلك بالمثل بأن يعمروا البستان حتى يعود كما كان حين نفشت فيه غنمهم، ولم يضيع عليهم غلته من حيث الإتلاف إلى حين العود، بل أعطى أصحاب البستان ما شية أولئك ليأخذوا من نمائها بقدر نماء البستان فيستوفوا من نماء غنمهم نظير ما فاتهم من نماء حرثهم ، وقد اعتبر النماءين فوجدهما سواء.. قالوا: وهذا هو العلم الذي خصة الله به وأثنى عليه بإدراكه .. هكذا يقولون - والله تعالى أعلم-. لقد كان للرعي دور أساسي في التاريخ الإنساني، ولا زال للأنعام ارتباطها الوثيق بحياة الإنسان ... وصدق الله حيث يقول: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} سورة يــس(71 - 73). والأنبياء ما هم إلا بشر يعيشون مجتمعهم بكل معالمه الإنسانية، ولعل في رعي الغنم توطئة لرعي الخلق وسياستهم.... وفي رعي الغنم من الفوائد ما يعجز الإنسان عن تحصيلها من غير هذا العمل، وقد يرى كثير من الناس أنه- صلى الله عليه وسلم - رعاها كعادة قومه، ولم يكن يبتغي من وراء ذلك إلا الكسب الذي يستطيع به مواجهة متطلبات الحياة فقد كان عمه فقيرا ذا عيال، وهو فوق ذلك سيد قومه، وكان للسيادة حينئذ من التكاليف ما يعجز الثرى المليء. لم تكن السيادة يومئذ بابا واسعا من أبواب الرزق كما هي الآن، ولكنها كانت عبئا ثقيلا تنوء به كواهل الرجال، حيث كان السيد يتحمل استضافة القادمين، وغرم الغارمين، وتبعات أفراد القبيلة إلى غير ذلك مما كان يقوم به سيد القوم، وهو يشعر أنه يؤدي واجبا عليه لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً. يقول أصحاب هذه النظرة القصيرة المادية: إن محمداً رعى الغنم ليساعد عمه الفقير، وليعينه على تكاليف الحياة الباهظة، وليرد جميلا أسداه إليه حين كان عاجزاً عن الكسب غير قادر على إعالة نفسه. وليس في ذلك عيب لو اقتصر عمله على تلك الغاية؛ لأن فيها من الوفاء وحسن المعاشرة، وحفظ الجميل ما يجعل فاعله عظيما في أعين الناس. يتبع بحول الله |
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif بارك الله فيك أختنا الفاضلة " يافا فلسطين " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم |
رد: نبي الإسلام - متجدد
1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (3) الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم 2/2 لم يكن أمر رعيه الغنم – صلى الله عليه وسلم – قاصرا على إرادة الكسب ومساعدة عمه، بل كان من وراء ذلك مقاصد عظيمة، وفوائد جليلة لا يدركها أصحاب النظر القاصر، لأنها أمور تدق عن الإدراك إلا لذوي البصائر والألباب، أذكر منها : 1. يقظة الراعي: إن الراعي يجب أن يكون يقظا واعيا مدركا لما حوله، وذلك لأن الغنم كثيرة الجري سريعة الحركة، شديدة النفور، فإذا غفل عنها راعيها تفلتت منه، وصعب عليه جمعها وردها إلى مرعاها، وتكون بعد ذلك عرضة لا فتراس الضواري من السباع، ومهددة بالفناء والضياع. وهذه الصفة ليست موجودة في كثير من الناس، وكثير من الناس يغادرون الحياة دون أن يتصفوا بها، فأما الذين يمارسون رعي الغنم، ويخرجون معها في الصباح ينتجعون أماكن الرعي، ويعودون بها آخر النهار ممتلئة موفورة، كاملة غير منقوصة، فهؤلاء يكتسبون تلك الصفة بالممارسة حين يفقدونها بالفطرة والوراثة. 2. حرصه على رعيته: ومحافظة الراعي على رعيته، وحرصه على سلامتها أمر تحتمه عليه هذه الوظيفة، إذ لوكان مهملا، أو متهاونا لأدى ذلك إلى أوخم العواقب، حيث تتعرض لها الذئاب فلا تجد من يدفعه، وتفترسها الوحوش وهو غافل عنها. وأما الراعي الحاذق فهو الذي يتفقد غنمه، ويجمعها كلما تفرقت وإذا شذت منها واحدة ردها إلى الجماعة، فهو لا يهدأ له بال، ولا تغمض له عين ما دامت غنمه تسرح هنا وهناك، وأن حرصه ليدفعه لأن يدفع عنها كل معتد، ويحفظها من التعرض للمهالك حتى يعود بها سالمة من كل سوء. 3. حسن السياسة: وتلك من أهم الصفات التي يستفيدها الراعي من وظيفته؛ لأن رعي الغنم يحتاج إلى سعة الصدر وحسن الحيلة، وطول البال، وإذا فقد الراعي شيئا من ذلك ضاق بغنمه فنقرها، أو ضاقت هي بها فنفرت منه، ويرجع آخر النهار وقد فقد الكثير من رعيته إن لم يكن فقدها كلها. ومن حسن سياستها أن يرتاد بها المراعي الخصبة، وألا يدع واحدة منها ترجع دون أن تأخذ كفايتها من الرعي، وألا يترك بعضها يعتدي على بعض، فتنطح القرناء منها الجماء، وتحول بينها وبين الأكل والشرب فتهزل، ثم تتعرض للهلاك. 4. الأمانة: ومن أعظم صفات الراعي الأمانة؛ لأنه مؤتمن على ما تحت يده، فإذا لم يكن أمينا عرض رعيته لكثير من المفاسد، وهذه الصفة هي جماع ما تقدم من الصفات، فهي التي تجعل الراعي يقظا حتى يؤدي الأمانة كما استلمها، وهي التي تجعله حريصا عليها؛ لأن فقد شيء منها تعمدا خيانة، وهي التي تدفعه لحسن سياستها؛ لأنه إذا لم يرعها الخصب من المراعي، ويحافظ على كيانها يكون قد خان الأمانة. زد على ذلك أنه يستطيع أن يبيع منها ويدعي أنها فقدت، ويحلب لبنها لنفسه ويحرم أولادها منه إلى غير ذلك مما يسد حياة الغنم، ويضيع الفائدة على صاحبها. ونحن إذا نظرنا إلى هذه الصفات وجدناها ضرورية لكل من يقوم بهذا العمل، وإذا كانت تلك الصفات ضرورية فيمن يرعى الغنم، أفلا يكون من يرعى الناس ويقوم على أمورهم أشد حاجة إليها ممن يرعى الغنم؟؟. أعتقد أنه لا يختلف اثنان في ذلك، ولهذا أراد الله – عزوجل – لرسله أن يرعوا الغنم قبل البعثة لتتأصل فيهم هذه الصفات، وليتدربوا عمليا عليها، وليقودوا أممهم على أساسها قيادة رشيدة. ولقد رأينا هذه الصفات واضحة جلية في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان يقظا لما يفعله أصحابه لا يرى مخالفة ويسكت عنها، وكان يتفقد أصحابه إذا غابوا، ويطمئن عليهم إذا حضروا، ويعودهم إذا مرضوا. كذلك كان حريصا عليهم، وما أعظم وصف الله – سبحانه – له بقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة(128). وفي حديثه – صلى الله عليه وسلم – ما يصور لنا هذا الحرص أروع تصوير حيث يقول: (مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حولها، جعل الفراش، وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مثلي ومثلكم , أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني وتقحمون فيها). كما كان – صلى الله عليه وسلم – يسوس أمته سياسة حكيمة رشيدة، فكان يدلها على الخير، ويبعدها عن الشر، ويرتاد بهم مناهل البر، فيأخذ بأيديهم إلى المعالي، ويعينهم على طاعة الله، ولم يترك – صلى الله عليه وسلم – شيئا مما ينفعهم إلا دلهم عليه، ولم يترك شيئا مما يضر بهم إلا حذرهم منه فكان كما قال الله - تعالى - : {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة(128). وبهذا نعلم أن رعيه – صلى الله عليه وسلم – الغنم لم يكن فقط للتكسب ، وجلب الرزق، وإنما كان إلى جوار ذلك وسيلة للتربية والتدريب على رعاية أمة أراد لها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم |
نبي الإسلام - متجدد
2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-1 - كناه صلى الله عليه وسلم للنبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- عدة كُنى وهي: أ- "أبو القاسم"- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وهو أشهرها. روى البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لا تجمعوا اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، والله يرزق، وأنا أقسم). وعن محمد بن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي). قال ابن القيم: وكان هديه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تكنية من له ولد ومن لا ولد له، ولم يثبت عنه نهي عن كنية إلا الكنية بأبي القاسم، فصح عنه أنه قال: (تسموا باسمي, ولا تكنوا بكنيتي) البخاري ومسلم. فاختلف الناس في ذلك على أربعة أقوال: أحدهما: أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقاً، سواء أفردها عن اسمه أو قرنها به، وسواء محياه وبعد موته، وعمدتهم عموم هذا الحديث الصحيح وإطلاقه. وحكى البيهقي ذلك عن الشافعي، قالوا: لأن النهي إنما كان لأن معنى هذه الكنية والتسمية مختصة به -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، وقد أشار إلى ذلك بقوله: (والله لا أعطي أحداً ولا أمنع أحداً وإنما أنا قاسم، أضع حيث أمرتُ). قالوا: ومعلوم أن هذه الصفة ليس على الكمال لغيره. واختلف هؤلاء في جواز تسمية المولود بقاسم: فأجازه طائفة، ومنعه آخرون، والمجيزون نظروا إلى أن العلة عدم مشاركة النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فيما اختصَّ به من الكُنيةِ، وهذا غيرُ موجودٍ في الاسمِ، والمانعون نظرُوا إلى المعنى الذي نهى عنه في الكنية موجود مثله هنا في الاسم سواء، أو هو أولى بالمنع، قالوا: وفي قوله: (إنما أنا قاسم) إشعارٌ بهذا الاختصاص. القول الثاني: أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمِهِ وكنيتِهِ، فإذا أُفرد أحدُهما عن الآخرِ، فلا بأسَ. قال أبو داود: باب مَن رأى أنْ لا يجمع بينهما، ثم ذكرَ حديثَ أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال (مَنْ تَسمَّى باسمي,فلا يتكنَّى بكُنيتي,ومن تكنَّى بكنيتي,فلا يتسمَّى باسمي)، وقد رواه الترمذيُّ –أيضاً- من حديثِ محمَّد بن عجلان عن أبيه عن أبي هُريرة, وقال: حسن صحيح، ولفظه: (نهى رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسمى محمداً أبا القاسم، قال أصحاب هذا القول: فهذا مقيد ومفسر لما في الصحيحين من نهيه عن التكني بكنيته، قالوا: ولأن الجمع بينهما مشاركة في الاختصاص بالاسم والكنية، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر زال الاختصاص. القول الثالث: جواز الجمع بينهما وهو المنقول عن مالك واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أبو داود والترمذي من حديث محمد بن الحنفية عن علي -رضيَ اللهُ عنهُ- قال: قلت يا رسول الله إن ولد لي ولد من بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: (نعم) قال الترمذي حديث حسن صحيح.وفي سنن أ بي داود عن عائشةَ, قالتْ: جاءتِ امرأةٌ إلى النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,فقالتْ: يا رسولَ اللهِ, إني ولدتُ غُلاماً فسميتُهُ مُحمَّداً, وكنيته أبا القاسم فذُكِر لي أنك تكره ذلك؟ فقال: (ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي)، أو (ما الذي حرَّم كنيتي وأحلَّ اسمي) قال: هؤلاء وأحاديث المنع منسوخة بهذين الحديثين. القول الرابع: أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وهو جائزٌ بعد وفاتِهِ، قالُوا: وسبب النَّهي إنما كان مُختصاً بحياته، فإنه قد ثبت في الصحيحِ من حديثِ أنس قال: نادى رجل بالبقيع: يا أبا القاسم! فالتفت إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله إني لم أعنِكَ وإنما دعوت فلاناً. فقال الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (تسمَّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) البخاري ومسلم. قالوا: وحديث علي فيه إشارة إلى ذلك بقوله: إنْ وُلد لي مِن بعدك ولدٌ، ولم يسألْهُ عمَّن يوُلد له في حياتِهِ، ولكن قال عليٌّ-رضيَ اللهُ عنهُ- في الحديث: (كانت رخصة لي) وقد شذَّ مَن لا يُؤبه لقولِهِم فمنع التسمية باسمه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قياساً على النَّهي عن التكني بكنيته. والصواب أن التسمِّي باسمه جائز والتكني بكنيته ممنوعٌ منه، والمنعُ في حياتِهِ أشدُّ، والجمعُ بينهما ممنوعٌ منه، وحديثُ عائشةَ غريبٌ لا يُعارَض بمثلِهِ الحديثُ الصَّحيحُ, وحديثُ علي- رضيَ اللهُ عنهُ- في صحتِهِ نَظَرٌ، والترمذي فيه نوع تساهل في التصحيح، وقد قال علي: (أنها رخصة له) وهذا يدل على بقاء المنع لمن سواه، والله أعلم. ب - "أبو إبراهيم" صلى الله عليه وسلم روى البيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك-رضيَ اللهُ عنهُ- أنه لما وُلد إبراهيمُ ابنُ النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من مارية كاد يقعُ في نفس النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- منه حتى أتاه جبريل، فقال: (السَّلامُ عليكَ يا أبا إبراهيم). "أبو الأرامل" ذكره ابن دحية وقال: ذكره صاحب الذخائر والأعلاق. "أبو المؤمنين" قال الله -تعالى-: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ))الأحزاب : 6، وقرأ أبي بن كعب -رضيَ اللهُ عنهُ-: (وهو أبٌ لهم) أي: كأبيهم في الشفقة والرأفة والحنوِّ-والله تعالى أعلم. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -2- أفضل أهل الأرض نسبا صلى الله عليه وسلم |
نبي الإسلام - متجدد
2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-2 - أفضل أهل أرض نسبا صلى الله عليه وسلم يعدّ نسبه -صلى الله عليه وسلم- في الناس من خيرِ أهلِ الأرضِ نَسَبَاً على الإطلاقِ، فنسبُهُ من الشَّرفِ في أعلى ذروةٍ، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذْ ذاك أبو سفيان بين يدي ملكِ الروم. فالنَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش وهم بنو هاشم، وقريش أشرف قبيلة في العرب، وأزكاها نسباً، وأعلاها مكانة، ففي مسلم: أن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قال: (إن الله عَزَّوجَلَّ- اصطفى مِنْ ولدِ إبراهيمَ إسماعيلَ, واصطفى مِن بني إسماعيلَ كنانةَ, واصطفى من كنانة قريش, واصطفى من قريش بني هاشم, واصطفاني مِن بني هاشمٍ). وقد رُوي عن العَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-:عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,أنه قالَ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين,ثُمَّ تخيَّر القبائلَ فجعلني مِنْ خيرِ قبيلةٍ,ثُمَّ تَخيَّرَ البيوتَ فجعلني من خيرِ بيوتِهم,فأنا خيرُهم نَفْسَاً,وخيرُهم بيتاً). ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-؛ لاتضاح نسبه بينهم، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا الطعن في نسبه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-. نَسَبُ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-المُتفقُ عليهِ بينَ النَّسَّابين وأهلِ السِّيَرِ: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب – واسمه شَيبة- بن هاشم– واسمه عمرو- بن عبد مناف – واسمه المغيرة- بن قصي – واسمه زيد- بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو الملقب بقريش- وإليه تنسب القبيلة – بن مالك بن النضر – واسمه قيس- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة – واسمه عامر- بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أما النسب المختلف فيه فهو جزءان: جزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم -عليه السلام-، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليه السلام. ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليه السلام-. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -3- توضيح في معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم |
رد: نبي الإسلام - متجدد
حياكم الله على هذه السلسلة الرائعة
جزاك الله عنا كل خير |
رد: نبي الإسلام - متجدد
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com3.gif http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif بارك الله فيك أختنا الفاضلة " مجندة القسام " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم |
نبي الإسلام - متجدد
2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-3 - توضيح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن جُبير بن مُطْعِم–رضيَ اللهُ عنهُ- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يقولُ: (إنَّ لي أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناسُ على قدمي، والعاقب الذي ليس بعده نبيٌّ). أما مُحمَّد: فهو اسم مفعول من حَمَّد، فهو مُحَّمد، إذا كان كثير الخصال التي يُحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود, فإنَّ محموداً من الثلاثي المجرَّد، ومُحمَّد من المضاعف للمبالغةِ، فهو الذي يُحمَد أكثر مما يُحمَد غيرُهُ من البشر، ولهذا –والله أعلم- سُمِّي به في التوراة لكثرة الخصال المحمودة التي وُصف بها هو ودينه وأمته في التوراة. وقد ورد في القرآن في عدة مواضع: 1-في سورة "آل عمران": قال-تعالى-: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}آل عمران:144. 2- في سورة "الأحزاب" : قال-تعالى-: {مَا كَانَمُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} الأحزاب:40. 3- في سورة"محمد" : قال-تعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} محمد:2. 4- في سورة"الفتح": قال-تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح:29 . · وأما أحمد: فهو اسم على زنةِ أفعل للتفضيل، ومشتق من الحمد. وقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة " الصف"، قال-تعالى-:" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ" الصف:6. فائـدة: لا يَصِحُّ في فضلِ التَّسميةِ بِمُحمَّدٍ أو أحمدَ حديثٌ : لم يصحَّ في فضلِ التَّسميةِ بِمُحمَّدٍ أو أحمدَ حديثٌ، بل قال الحافظُ أبو العَبَّاسٍ تقي الدِّينِ ابنُ تيميَّة الحَرَّاني -رحمه الله تعالى-: كُلُّ مَا وَرَدَ فيه فهُو موضوعٌ. ولا بنِ بُكيرٍ جُزءٌ معروفٌ في ذلكَ كُلُّ أحاديثِهِ تالفةٌ. · الأُمِّي: وهو الذي لا يُحْسِنُ الكتابةَ. · المتوكِّل: في صحيح البخاريِّ عن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ, قال: قرأت في التوراة صفةَ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: محمد رسول الله، عبدي ورسولي وسميته المتوكِّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا سخَّابٍ في الأسواق ولا يجزي بالسيئةِ السيئةَ، بل يعفو ويصفحُ، ولن أقبضَهُ حتى أقيمَ به الملةَ العَوجاءَ، بأن يقولوا: لا إله إلا الله).4 وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-أحقُّ النَّاسِ بهذا الاسمِ؛ لأنَّهُ تَوكَّلَ عَلَى اللهِ في إقامةِ الدِّينِ توكلاً لم يُشركْهُ فيه غيرُهُ. · وأما المقفِّي: هو الذي قفَّى على آثار من تقدمه، فقفَّى الله به على آثار من سبقه من الرسل، وهذه اللفظة من القفو، يُقال قفاه يقفوه: إذا تأخر عنه، ومنه قافية الرأس، وقافية البيت، فالمقفِّي: الذي قفَّى من قبله من الرسل، فكان خاتمهم وآخرهم. · نبي التوبة: فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض، فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله، وكان -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أكثر الناس استغفاراً وتوبة، حتى كانوا يعدُّون له في المجلس الواحد مائة مرة، (رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم). · نبي الرَّحمة: فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم، أما المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرحمة، وأما الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله، وتحت حبله وعهده، وأما من قتله منهم هو وأمته فإنه عجلوا به إلى النار، وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدة العذاب في الآخرة. · الفاتح: فهو الذي فتح الله به الهدى بعد أن كان مرتجاً، وفتح به الأعين العمي، والآذان الصم والقلوب الغلف، وفتح الله به أمصار الكفار، وفتح به أبواب الجنة، وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح، ففتح به الدنيا والآخرة، والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار. · الأمين: معناه القوي الحافظ الذي يوثق بأمانته ويرغب في ديانته، فهو أحق العالمين بهذا الاسم، فهو أمين الله على وحيه ودينه، وهو أمين من في السماء، وأمين من في الأرض، ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة: الأمين. · الضَّحوك القتَّال:اسمان مزدوجان، لا يُفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين، غير عابس، ولا مقطب، ولا غضوب ولا فظ، قتَّال لأعداء الله، لا تأخذه فيهم لومة لائم. · البشير: فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب، والنذير: المنذر لمن عصاه بالعقاب. وقد سماه الله عبده في مواضع من كتاب منها قوله: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}الجن: 20، وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}الفرقان: 1 وفي الحديث الصحيح أنه قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر). · سراجاًمنيراً: سماه الله سراجاً منيراً، وسمى الشمس سراجاً وهاجاً. والمنير: هو الذي يُنير من غير إحراق، بخلاف الوهاج، فإنه فيه نوع إحراق وتوهج. نسأل الله أن يرزقنا حب نبينا، وأن يجعلنا من المتبعين له، والمقتفين أثرة والمستنين بسنته، وصلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -4- مطابقة أسمائه صلى الله عليه وسلم لمسماها |
رد: نبي الإسلام - متجدد
صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ
بارك الله فيك اخي على هذا الطرح الرائع |
رد: نبي الإسلام - متجدد
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com3.gif http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif بارك الله فيك أخي الفاضل " عاشق البيان " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم |
رد: نبي الإسلام - متجدد
2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-4 - مطابقة أسمائه صلى الله عليه وسلم لمسماها قال ابن القيم: لما كانت الأسماء قوالب المعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها ارتباط وتناسب، وأن لا تكون معها بمنزلة الأجنبي المحض، الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثير في أسمائها في الحسن، والقبح، والثقل، واللطافة، والكثافة، كما قيل: وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب // إلا ومعناه إن فكرت في لقبه وإذا علمت ذلك تأمل كيف اشتقت للنبي- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من صفاته أسماء مطابقة لمعناها فضمن الله تعالى أسماء رسوله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ثناءه وطوى أثناء ذكره عظيم شكره. وقال -أي ابن القيم- وهو يتكلم عن اسمه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- محمد: وهو علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وإن كان علماً محضاً في حق كثير ممن يسمى به غيره - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-. وهذا شأن أسماء الرب - تبارك وتعالى-، وأسماء نبيه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف مدح فلا تضاد فيها العلمية الوصفية بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين، فهو الله الخالق البارئ المصوِّر القهَّار، فهذه أسماء له تعالى دالة على معانٍ له هي صفات.وكذلك أسماء النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وإلا لو كانت أعلاماً محضة لا معنى لها لم تدل على مدح. وتعدد الأسماء لشيء يدل على عظم هذا الشيء. وقد تعددت أسماء الله - سبحانه وتعالى- فله الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأسماءه سبحانه كلها حسنى بالغة في الحسن، وأسماء الله هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية.وقد قال ابن القيم -رحمه الله-: ولما كان المقصود بالاسم التعريف والتمييز، وكان الاسم الواحد كافياً في ذلك، كان الاقتصار عليه أولى، ويجوز التسمية بأكثر من اسم واحد، كما يوضع له اسم وكنية ولقب، وأما أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه ورسوله فلما كانت نعوتاً دالة على المدح والثناء لم تكن من هذا الباب، بل من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى وعظمته وفضله. وقال: وبالجملة فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها، وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف، فهو كذلك في أسماء الأعلام، وما سمي رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، محمداً وأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه، ولهذا كان لواء الحمد بيده وأمته الحمَّادون، وهو أعظم الخلق حمداً لربه - تعالى-. نماذج تدل على مطابقة أسمائه لمسماها -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: 1. الأمين: فهو - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أمين؛ لأنه حافظ الوحي قوي على الطاعة، وأمين يُوثق بأمانته ويُرغب في ديانته، حتى إن قريشاً كانت تسميه بهذا الاسم، وذلك مشهور، وقد كانت تضع عنده بعض الأمانات لحفظها، ولعلمها أنه أمين، وفي قصة بناء الكعبة واختلاف قريش على وضع الحجر، ورضاها بحكم النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بينهم عندما حكَّموا أول من يدخل من باب المسجد، فكان أول داخل هو الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، فكان قولهم عندما دخل: هذا الأمين رضيناه. ولقد ارتضاه الله لحمل رسالته إلى الناس كافة، وهذا يدل على أنه أفضل الناس وأحسنهم في كل شيء، ومنها الأمانة قال تعالى: ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)) التكوير : 19-21. وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضيَ اللهُ عنهُ- مرفوعاً: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساءً). 2.الصادق: روى البخاري عن ابن عَبَّاسٍ قال: لما نزلت: ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ))الشعراء :214 صعد النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- على الصفا، فجعل ينادي: (يا بني فهر، يا بني عدي!) لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش. فقال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟)، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: (فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم. ألهذا جمعتنا؟ فنزلت ((تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ))المسد :1(8). إن هذا الحديث يدل على صدق النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنه كان صادقاً في أقواله وأعماله حتى أن قريش قالت له: ما جربنا عليك إلا صدقاً، ويدل على أنه كان مشهوراً بينهم بهذا الأمر، حتى أن ابن مسعود -رضيَ اللهُ عنهُ- كان يقول: حدثني رسول الله وهو الصادق المصدوق، وقد قال الله -تعالى- في تزكيتة: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى))النجم: 3، وقال: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ))الحاقة :44-46. 3.الكريم: عن عائشة -رضيَ اللهُ عنهُ- قالت: ما ضرب رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله -عزوجل-. 4.رؤوف رحيم: سماه الله بهذا، فقال: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ))التوبة : 128. ورأفته ورحمته - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قد تجلت وظهرت في معاملته لأصحابه، والناس الذين من حوله، وتجاوزت حتى إلى الحيوانات، وسيرته - عليه الصلاة والسلام- مليئة بذلك، منها عطفه على الفقراء والمساكين، وتعليم الجاهل بالتي هي أحسن وذلك مشهور في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، ورحمته بالحيوان ومثالها: قصة الجمل الذي جاء يشكو صاحبه، والحمرة التي أخذ الصحابة أولادها وغير ذلك كثير. 5.الشجاع: كان النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أشجع الناس، وقد قال علي بن أبي طالب -رضيَ اللهُ عنهُ-: كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه). وروى أحمد حديثاً عن علي رضيَ اللهُ عنهُ قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً. وعن البراء قال: (كان والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا الذي يحاذى به، يعني النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-). وعن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزع وركب رسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فرساً لأبي طلحة فقال: (ما رأيناه من شيء وإن وجدنا لبحراً). رواه مسلم بلفظ: (كان بالمدينة فزع، فاستعار النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فرساً لأبي طلحة يقال له: مندوب فركبه فقال: (ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحراً). 6.المتواضع: عن أبي بردة قال: قلت لعائشة -رضيَ اللهُ عنهُا-: ما كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يصنع في بيته، قالت: (كان في مهنة أهله). وعن أسامة بن زيد أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ركب يوماً حماراً بإكاف عليه قطيفة فدكية فردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن خزرج، وذلك قبل وقعة بدر. وعن أنس قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه، لما يعرفون من كراهيته. والأحاديث التي تدل على تواضعه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- كثيرة. ومن خلال ما سبق يتضح مطابقة أسمائه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- لمسمَّاها. نسأل الله أن يرزقنا حب نبينا ويمن علينا باتباع سنته، ويجعلنا من المتمسكين بها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -5- تعدد أسمائه صلى الله عليه وسلم |
نبي الإسلام - متجدد
2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-5 تعدد أسماءه صلى الله عليه وسلم قال العلماء –رحمهم الله-: إن كثرة الأسماء دالة على عظم المسمَّى ورفعته، وذلك للعناية به وبشأنه، ولذلك ترى المسميات في كلام العرب أكثرها محاولة واعتناء. والعرب إذا كان الشيء عظيماً عندهم فإنهم يطلقون عليه أسماء كثيرة، ومن ذلك: الأسد والسيف، فقد تعددت أسماء هذين الشيئين لدلالة على عظمهما. فمن أسمائه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ما ورد في حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله علي وسلم يقول: (إنَّ لي أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناسُ على قدمي، والعاقب الذي ليس بعده نبيٌّ). وقد ذكر الإمام الشامي في كتابه "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد": أنه وقف على خمسمائة اسم، وقال: مع أن في كثير منها نظراً(3). وسأذكر هذه الأسماء التي ذكرها على سبيل الإجمال، وقد لا أذكر بعض هذه الأسماء لما فيه من مخالفات شرعية، ولا ما يذكر في مباحث أخرى غير هذا المبحث. هذه الأسماء التي ذكرَها الإمامُ الشاميُّ هي: الأبر، الأبطح، الأبلج، الأبيض، الأنقى، الأجود، أجود الناس، الأجل، الأحسن، الأخشم، أحيد، الآخذ الحجزات، الآخذ الصدقات، الأخشى لله، الأدعج، الأدوم، أذن خير، الأرجح، أرجح الناس عقلاً، الأرحم، أرحم الناس بالعيال، الأزج، الأزكى، الأزهر، الأسد، أشجع الناس، الأشد حياءً من العذراء في خدرها، الأشنب، الأصدق، أصدق الناس لهجة، الأطيب، الأعز، الأعظم، الأعلم بالله، الأغر، أفصح العرب، أكثر الأنبياء تبعاً، الأكرم، أكرم الناس، أكرم ولد آدم، الإكليل، الأمجد، الآمر الناهي، الإمام، إمام الخير، إمام العالمين، إمام العاملين، إمام المتقين، إمام النَّبيّين، إمام الناس، الأمان، الأمنة، الأمة، الألمعي، الآمن، أنعُم الله، أنفس العرب، أوفى الناس ذماماً، الأنور المتجرد، الأواه، الأوسط، الأولى، أول شافع، أول مشفع، أول المسلمين، أول من تنشق عنه الأرض، أول المؤمنين، آية الله، البارع، البالغ، البيان، الباهر، الباهي، البحر، البَدْءُ، البديع، البدر، البر، البرهان، البشر، بشرى عيسى، البليغ، البها، البهي، البينة، البيان، التالي، التذكرة، التقي، التهامي، ثاني اثنين، الجامع، الجَدّ، الجليل، الجهضم، الجوَّاد، الجوَاد، الحاكم، الحامد، الحامي، الحائد لأمته عن النار، حبيب الله، حبيب الرحمن، الحجازي، حجة الله على الخلائق، الحجة البالغة، حرز الأميين، الحرَمِيَّ، الحريص، الحريص على الإيمان، الحفي، الحق، الحكيم، الحليم، الحُلاحِل، الحمَّاد، الحمد، الحميد، الحنان، الحنيف، الحيي، الخاتِم، الخاتَم، الخاشع، الخاضع، الخافض، الخالص، الخبير، خطيب النَّبيّين، خطيب الأمم، خطيب الوافدين على الله تعالى، الخليل، خليل الرحمن، خليل الله، الخليفة، خليفة الله، الخير، خير الأنبياء، خير البرية، خير الناس، خير العالمين، خير خلق الله، خير هذه الأمة، دار الحكمة، الداعي لله، الدامغ، الداني، الدعوة، دعوة إبراهيم، دعوة النَّبيّين، دليل الخير، دهتم، الذاكر، الذُّخر، الذكَّار، ذكر الله، الذَّكر، ذو الجهاد، ذو الحطيم، ذو الحوض المورود، ذو الخلق العظيم، ذو السيف، ذو السَّكينة، ذو الصراط المستقيم، ذو طيبة، ذو العزة، ذو العطايا، ذو الفتوح، ذو الفضل، ذو المدينة، ذو المعجزات، ذو القضيب، ذو القوة، ذو المقام المحمود، ذو الميسم، ذو الهراوة، ذو الوسيلة، الراجي، الراضع، الراضي، الراغب، راكب البراق، راكب البعير، راكب الجمل، راكب الناقة، راكب النجيب، الرَّجِل، الرَّجيح، الرَّحِب الكف، رحمة الأمة، رحمة العالمين، رحمة مهداة، الرؤوف الرحيم، الرَّسُول، رسول الله، رسول الملاحم، الرشيد، الرِّضا، الرضوان، رضوان الله، الرفيق، الرفيع الذكر، رفيع الدرجات، الرقيب، ركن المتواضعين، الرهاب، الروح، روح الحق، روح القدس، الزاجر، الزاهر، الزاهد، الزاهي، زعيم الأنبياء، الزكي، زَلِف، الزمزمي، الزَّين، زين من وافى القيامة، سابق العرب، السابق بالخيرات، الساجد، سبيل الله، السَّبط، السَّجِي، السَّديد، السراط المستقيم، السريع، سعد الخلائق، سعيد، السلام، السلطان، السميع، السَّمِيّ، السند، السيد، سيد الثقلين، سيد الكونين، سيد ولد آدم، سيد الناس، السيف، سيف الإسلام، سيف الله، الشارع، الشافع، الشفيع، الشفاء، الشمس، الشهاب، الشهم، الشهيد، الصابر، الصاحب، صاحب الآيات، صاحب المعجزات، صاحب الأزواج الطاهرات، صاحب البرهان، صاحب البيان، صاحب التاج، صاحب التوحيد، صاحب الخير، صاحب الدرجة العالية الرفيعة، صاحب الرداء، صاحب السجود للرب المعبود، صاحب السرايا، صاحب الشرع، صاحب العطاء، صاحب العلامات الباهرات، صاحب العلو والدرجات، صاحب الفضيلة، صاحب الفرج، صاحب القدم، صاحب المغنم، صاحب الحجة، صاحب الحوض المورود، صاحب الكوثر، صاحب الحطيم، صاحب الخاتم، صاحب السلطان، صاحب السيف، صاحب الشفاعة العظمى، صاحب اللواء، صاحب المحشر، صاحب المدرعه، صاحب المشعر، صاحب المعراج، صاحب المقام المحمود، صاحب المنبر، صاحب النعلين، صاحب الهراوة، صاحب لا إله إلا الله، الصادع، الصادق، صاعد المعراج، الصالح، الصبور، الصبيح، الصدوق، الصدق، الصدِّيق، الصراط المستقيم، الصفوة، الصفوح، الصَّفيَّ، الصنديد، الصَّيِّن، الضابط، الضارب بالحسام، الضارع، الضَّحاك، الضمين، الضيغم، الضياء، الطاهر، الطيب، الطراز المعلم، الطهور، الطيب، الظاهر، الظفور، العابد، العادل، العارف، العاضد، العافي، العالم، العليم، العامل، العائل، العبد، عبد الله، العدة، العدل، العربي، العروة الوثقى، العزيز، العصمة، العطوف، العظيم، العفو، العفيف، العلامة، العلم، علم الإيمان، علم اليقين، العمدة، العماد، العين، عين العز، الغالب، الغطمطم، الغفور، الغني، الغياث، الفاتح، الفارق، الفاضل، الفائق، الفتاح، الفجر، الفخر، الفدغم، القرط، الفصيح، الفضل، فضل الله، الفطن، الفلاح، الفهم، فاتح الكنوز، فئة المسلمين، الفاري، القاسم، القاضي، القانت، القائد، قائد الغر المحجلين، قائد الخير، القائل، القائم، الفتُول، قُثَم، قدم صدق، القرشي، القريب، القسم، القمر، القوي، القيِّم، الكاف، الكافَّة، الكافي، الكامل، الكثير الصمت، الكريم، الكفيل، الكنز، الكوكب، اللبيب، اللسان، اللسن، اللوذعي، الليث، المؤتمن، المؤمل، المؤيَّد، المؤيِّد، الماء المعين، المأمون، المؤمن، الماجد، الماحي، المانح، المانع، المبارك، المبرأ، المبتهل، المبشِّر، المبعوث بالحق، المبلِّغ، المبيح، المبيِّن، المتبتل، المبتسم، المتبع، المتربِّص، المترحم، المتضرع في الدعاء، المتقن، المتقي، المتلو، المتلو عليه، المتمكِّن، المتمِّم لمكارم الأخلاق، المتمم، المتهجد، المتوسط، المتوكل، المتين، المثبَّت، المثبِّت، المجادل، المجاهد، المجتبى، المجتهد، المجيب، المجير، المجيز، المجيد، المحجة، المحرض، المحرم للظلم، المحفوظ، المحكَّم، المحلل، المحرم، المحمود، المحيد، المخبت، المخبر، المختار، المختص، المختص بالقرآن، المختص بآي لا تنقطع، المختَّم، المخصوص بالعز، المخصوص بالمجد، الخضَم، المخلص، المدثر، المدني، مدينة العلم، المذكِّر، المذكور، المرء، المرتجى، المرتضى، المرتل، المرحوم، مرحمة، المرسل، المرشد، مرغم، المرغب، المزكي، المزمل، المزموم، مزيل الغمة، المسبح، المستجيب، المستعيذ، المستغفر من غير مأثم، المستغني، المستقيم، المسدد، المسوى به، المسعود، المسلِّم، المسيح، المشاور، المشذَّب، المشفَّع، المشفوع، مشقح، المشهود، المشيح، المشير، المصافح، المصارع، المصباح، مصحح الحسنات، المصدِّق، والمصدَّق، الصدوق، المصطفى، المصلح، المصلي، المصون، المضخم، المضري، المضيء، المطاع، المطهَّر، المطيع، المظفَّر، المعروف، المعزَّر، المعصوم، المعطي، المعظَّم، المعقِّب، المعلِّم، المعلَّم، معلِّم أمته، المعلِن، المعلَّى، المعمم، المعين، المغني، المفتاح، مفتاح الجنة، المفخَّم، المفضال، الفضل، المفلَّج، المفلح، المقتصد، المستقيم، المقدَّس، المقدِّس، المقدَّم، المقِّدم، المقرئ، المقسط، المقسِّم، المقصوص، المقوَّم، مقيم السنة، المكتفي بالله، المكرَّم، المكفي، المكلَّم، المكي، المكين، الملاحمي، الملبي، مُلَقَّى القرآن، المليك، الملك، المليء، الممنوح، الممنوع، المنادي، المنادَى، المنتجب، المنتخب، المتنصر، المنجد، المنذر، المنزَّل عليه، المنصف، المنصور، المنقذ، منَّة الله، المنيب، المهاب، المهاجر، المهداة، المهدي، المهذَّب، المورود حوضه، الموصل، المؤتى جوامع الكلم، الموحى إليه، المولى، الموعظة، الموقَّر، الموقن، الميزان، الميسر، الميمم، النابذ، الناجز، الناس، الناسخ، الناسك، الناشر، الناصب، الناصح، ناصر الدين، الناضر، الناطق بالحق، الناظر من خلفه، الناهي، النَّبيّ، نبي الراحة، النَّبيّ الصالح، نبي الأحمر، نبي الأسود، نبي الحرمين، نبي زمزم، نبي المرحمة، نبي الملحمة، نبي الملاحم، النبأ، النجم، النجم الثاقب، النجيب، النجيد، نجي الله تعالى، النذير، النسيب، النعمة، نعمة الله، النقي، النقيب، النور، نور الأمم، الهادي، الهاشمي، الهجود، الهدى، هدية الله، الهمام، الهيِّن، الواسط، الوعد، الواسع الواعظ، الوافي، الوالي، الوجيه، الورع، الوسيم، الوسيلة، الوصي، الوفي، ولي الفضل، الوهاب، الوليّ، اليتيم، اليثربي(4). وجُلُّ هذه الأسماء أوصافٌ اشتقَّها العلماءُ من القرآن أو السنة أو باجتهاد، وذكروا أسماء أخرى أعرضنا عن ذكرها؛ لأنها من الإسرائيليات أو شبيهة بالخرافات, أو تتعلق بها مخالفات شرعية, أو مأخوذة من أحاديث موضوعة. فـائدة: قال ابن القيم: وأسماؤه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- نوعان: أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل، كمحمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفَّي، ونبي الملحمة. والثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله كرسول الله، ونبيه، وعبده، والشاهد، والمبشر، والنذير، ونبي الرحمة، ونبي التوبة. وقال: وهو يتحدث عن أسمائه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: وكلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال. ومن خلال ما ذكر يتضح لنا أن هذه الأسماء التي ذكرت جلها أوصاف، ولذلك نقل الغزالي -رحمه الله تعالى- الاتفاق وأقره الحافظ في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- باسم لم يسمه به أبوه، ولا سمَّى به نفسه الشريفة، والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين. الموضوع الذي يليه بحول الله : 3- بيت النبوة |
رد: نبي الإسلام - متجدد
|
رد: نبي الإسلام - متجدد
[quote=طلحه;665579]
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com3.gif http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif بارك الله فيك أخي الفاضل " طلحة " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم |
رد: نبي الإسلام - متجدد
3- بيت النبوة 3-1-زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- اللاتي دخل بهن وبعض خصائصهن أ .1خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها-: بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب. خديجة هي أول من آمن بالله ورسوله، وكانت تدعى في الجاهلية: "الطَّاهرة"، وكانت قبلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عند أبي هالة هند بن النبّاش، فولدت له هند بن أبي هالة خال الحسن والحسين، وصَّاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم خلف عليها بعد" أبي هالة" عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، فولدت له جارية يقال لها هند، وهي خالة الحسن والحسين، وربيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة بمكة، وهو ابنُ خمس وعشرين سنة، وبقيت معه إلى أن أكرمه الله برسالته فآمنتْ به ونصرته فكانت له وزير صدق، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين في الأصح، وبين موتها وموت أبي طالب ثلاثة أيام، ودفنت بالحجون، ولها خمس وستون سنة. خصائصها - رضي الله عنها-: منها: أن النبي –صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج عليها غيرها.ومنها: أن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته مارية. ومنها: أنها خير نساء الأمة مع اختلاف في تفضيلها على عائشة - رضي الله عنها- على ثلاثة أقوال. وللمزيد يرجى مراجعة كتاب جلاء الأفهام. (180). ومنها: أن الله سبحانه بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)). قلت : القصب : لؤلؤة مجوفة واسعة ,والصخب : الضجة والغلبة , والنصب : التعب . ومنها: أنها لم تسؤهُ قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة. ومنها: أنها أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة. وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: ((أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم). 2. سَوْدةُ بنت زمْعَة -رضي الله عنها -: وهي سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبد شمس، بن عبد وُدّ، بن نصر، بن مالك بن حِسْل، بن عامر، ابن لؤي. تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد موت خديجة قبل العقد على عائشة، وكانت قبل ذلك عند السَّكران بن عمرو العامريّ. فأسنت عند رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهَّم بطلاقها، فقالت: لا تطلقني، فأنت في حِل من قسمي فإنما أحِبُّ أن أُحشر في أزواجك، فإني وهبت يومي لعائشة - رضي الله عنها -. فأمسكها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفي. وهذا من خواصها - رضي الله عنها - أنها آثرت بيومها حِبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تقرباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحُباً له، وإيثاراً لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها -. وتوفيت في خلافة عمر – - رضي الله عنها- يتبع بحول الله وقوته |
الساعة الآن : 05:25 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour