ارجو من الجميع المشاركة هذه عقيدتنا وهذا ما ندعوا إليه
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً. وبعد: هذه عقيدتنا .. وهذا الذي ندعو إليه .. ونجاهد في سبيله .. والذي نموت، ونُبعَث، ونلقى الله تعالى عليه إن شاء الله: فإني أشهد ـ ظاهراً وباطناً ـ بأن الله تعالى واحدٌ أحد، فردٌ صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. كان الله ولم يكن معه ولا قبله شيء .. فأول ما خلق اللهُ القلم .. ثم خلق العرش .. ثم قدر مقادير الخلق، وما هو كائن ـ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ـ إلى يوم القيامة. له تعالى الأسماء الحسنى، والصفات العليا، لا شبيه، ولا مثيل، ولا نظير له في ذاته، ولا في شيء من خصائصه وصفاته، أو ربوبيته وألوهيته I، كما قال تعالى عن نفسه: ) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى:11. نثبت ونؤمن بجميع أسماء الله الحسنى وصفاته العلا الثابتة في الكتاب والسنة من غير تأويل، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل .. وعلى ما كان عليه النبي r وأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين. كما ونؤمن بأن لله تعالى أسماء وصفاتاً لا نعلمها مما استأثر به في علم الغيب عنده. ونؤمن أنه تعالى هو الغني عن عباده، وعباده هم الفقراء إليه، فكل الخلق قائم به، محتاج إليه، وهو قائم بذاته، قيوم على خلقه، كما قال تعالى:) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران:2. وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( فاطر:15. وقال تعالى:) فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران:97. وللحديث بقية |
بارك الله فيك الأخ الكريم أبو عبد الرحمان .. في انتظاربقية الحديث الممتع .. نفعنا الله به وإياك.. |
وفيكي بارك الله يا اخت منيبة
اسأل الله العظيم أن يجعلنا واياكي وجميع المسلمين من المنيبين الى الله تعالى شكر الله لكي مرورك الكريم |
هذه عقيدتنا وهذا ما ندعوا اليه 2
ونؤمن أنه تعالى هو المألوه المعبود بحق المستحق للعبادة .. لا معبود بحق سواه .. يجب أن يُعبد وحده .. وما سواه لا تجوز عبادته في شيء؛ لأنه مخلوق ومربوب لا يستحق أن يُعبد في شيء .. ولو عُبد فعبادته باطلة، وهي من الشرك بالله تعالى.
لا مُطاع لذاته إلا الله .. ولا محبوب لذاته إلا الله .. وما سواه يُحب له ويُطاع فيه I .. وأيما مخلوق يُحب أو يُطاع لذاته فقد جُعل نداً لله U، وعُبد من دون أو مع الله، كما قال تعالى:) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ (البقرة:165. فالله تعالى خلق الخلق .. وأرسل الرسل .. وأنزل الكتب لغاية واحدة؛ وهي أن يعبدوا الله تعالى وحده ولا يُشركوا به شيئاً، كما قال تعالى:) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56. وقال تعالى:) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (البينة:5. وقال تعالى:) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (النحل:36. وهو حق الله تعالى على عباده .. فإن أدوا له سبحانه هذا الحق لا يُعذبهم، ويدخلهم جنته. والعبادة التي يجب أن تُصرف لله تعالى هي: العبادة الجامعة والشاملة لجميع ما يحبه الله تعالى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، كما قال تعالى:) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام:162-163. والعبادة لا تُقبل إلا بشرطين: أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لا يشوبها الرياء، وأن تكون مشروعة مأموراً بها، كما قال تعالى:) فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الكهف:110. وقال تعالى:) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك:2. ) أحسنُ عملاً ( قال السلف: أي أصوبه وأخلصه. وفي الحديث، فقد صح عن النبي r أنه قال:" إن الله لا يقبلُ من العملِ إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه ". وقال r:" قال الله U: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشركَ فيه غيري فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك ". هذا فيما يخص آحاد الأعمال التعبدية، أما إن أريد مجموع العبادة وما يقوم به العبد نحو ربه من أعمال تعبدية، فإنه لا بد من أن يضيف إلى الشرطين السابقين شرط ثالث: وهو الكفر بالطاغوت، والبراءة من الشرك كله؛ ما ظهر منه وما بطن؛ لأن الشرك يبطل العمل، ويحبطه، ويمنع من قبوله، كما قال تعالى:) وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأنعام:88. وقال تعالى:) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الزمر:65. وللموضوع بقية |
بارك الله فيك اخي الكريم على الطرح المبارك
هذا هو المطلوب من كل انسان في هذا الكون ان يفرد العبادة والطاعة لله وحده وان لا يشرك بالله احد فلا معبود بحق الا الله نشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله بارك الله فيك اخي الكريم بالتوفيق |
هذه عقيدتنا وهذا ما ندعوا اليه 3
والله تعالى كما له الخَلْقُ فله الأمر والحكم في الخلق .. فهو سبحانه الذي خلق .. وهو الأعلم بما يناسب ما خلق، فلا ينفذ في خلقه وملكه إلا أمره، وما سواه فأمره باطل، ومردود، ومرفوض، كما قال تعالى:) أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف:54. وقال تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (يوسف:40.
فحكمه هو العدل المطلق .. والحق المطلق .. وهو الأحسن والأجمل والأنفع .. وهو الذي يجب أن يُتبع، وكل ما خالفه فهو باطل ومردود، وهو حكم الجاهلية، كما قال تعالى:) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (المائدة:50. وقال تعالى:) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ (غافر:20. ونعتقد بتوحيد الله تعالى في ألوهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته .. ولا نقول: أن توحيد الله تعالى في الحاكمية أو التحاكم هو توحيد رابع أو خامس .. وإنما نعتقد أن منه ما يدخل في توحيد الألوهية، ومنه ما يدخل في توحيد الربوبية، ومنه ما يدخل في توحيد الأسماء والصفات. ونؤكد على أهميته ونخصه بالذكر لاعتقادنا أن فتنة الأمة في هذا العصر تأتي من جهة مناقضة توحيد الله تعالى في حاكميته .. والخروج عن حكمه وشرعه إلى حكم وشرائع الطاغوت! ونؤمن أن الدين عند الله هو الإسلام .. وهو دين جميع الأنبياء والمرسلين .. ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين، كما قال تعالى:) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (آل عمران:19. وقال تعالى:) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران:85. وما كان من خلاف بين الرسل أو الديانات السماوية فهو في الشرائع لا في العقائد والأصول، كما قال تعالى:( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) المائدة:48. وللحديث بقية |
وفيك بارك الله
وشكر الله لك مرورك الكريم |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا و سهلا بحضرتك معنا في ملتقيات الشفاء الإسلامي و أشكر حضرتك على هذه المواضيع المفيدة إن شاءالله و لكن بما أن الموضوع هو أجزاء متسلسلة لذا ، أرى أن يتم دمج السلسلة مع بعضها للفائدة العامة و لسهولة التواصل بالأجزاء من الأعضاء وفقك الله لما يحب و يرضى في أمان الله و حفظه |
كما ترين يا اخت ملاك
فأنت المراقبة وما نحن الا اعضاء وما أردنا بطرحنا الا النفع فإذا رأيت ما أقترحتيه مفيدا ونافعا فافعلي أسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا |
بارك الله فيك اخي الفاضل.. لقد تم دمج المواضيع للفائدة.. |
ونؤمن ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله .. وأنه حبيبه وخليله .. سيد الأنبياء والمرسلين .. أرسله الله تعالى رحمة للعالمين ـ أنسهم وجنهم ـ بشيراً ونذيراً، كما قال تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء:107. وقال تعالى:) تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ( الفرقان:1. وقال تعالى:) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (صّ:87.
فالإنس والجن منذ مبعثه r وإلى يوم القيامة حظه من بين الأمم والشعوب .. لا يسع أحد ممن سمع به اتباع غيره .. فمن سمع به ولم يؤمن به، ولم يتبعه فهو من أهل النار. وهو r خاتم الأنبياء والمرسلين .. لا نبي بعده .. كما قال تعالى:) وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (الأحزاب:40. فمن زعم بعده أنه نبي مرسل فهو كذاب أشر، وكافر مرتد. ونشهد أنه r قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده .. صلوات ربي وسلامه عليه. هو قدوتنا وأسوتنا .. ودليلنا إلى الله تعالى، وإلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة .. ما من شيء يقربنا إلى الله تعالى وإلى الجنة إلا وقد بينه لنا وأمرنا به، وما من شيء يبعدنا عن الله تعالى ويقربنا إلى النار إلا وقد بينه لنا ونهانا عنه. تركنا r على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فمن تمسك بغرسه وسنته r فقد نجا، ومن خالفه وتنكب عن سنته فقد هلك، كما قال تعالى:) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (الأحزاب:21. وقال تعالى:) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران:31. تجب طاعته واتباعه في جميع ما أمر وبلغ عن ربه .. فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله؛ كما قال تعال:) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (آل عمران:132. وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (النساء:59. وقال تعالى:) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (الأنفال:1. وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (محمد:33. ومن طاعته r التحاكم إليه وإلى سنته .. فمن رد حكمه وسنته فقد رد حكم الله .. ومن رد حكم الله فقد كفر. قال تعالى:) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء:65. وقال تعالى:) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59. وقال تعالى:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور:63. والفتنة هنا يُراد بها الشرك والكفر. وقال تعالى:) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (الأحزاب:36. فكل امرئٍ ـ مهما علا شأنه ـ يُخطئ ويُصيب، يؤخذ منه ويُرد عليه .. يجوز أن يُقال له أخطأت وأصبت .. إلا النبي r لا يجوز أن يُفترض في حقه إلا الحق والصواب، والعدل؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، كما قال تعالى:) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (النجم:3-4. ولقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الحجرات:1-2. تُرد الأقوال بقوله .. ولا يُرد قوله بأقوال الآخرين .. مهما علا كعبهم وشأنهم. تجب محبته .. والصلاة عليه .. كما يجب توقيره وتعظيمه من غير غلوٍّ ولا جفاء؛ فقد نهانا النبي r عن ذلك، فقد صح عنه r أنه قال:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما أنا عبده، فقولوا عبدُ الله ورسولُه " البخاري. وقد سمع r جارية تنشد وتقول: وفينا نبيٌّ يعلمُ ما في غدٍ! فقال r:" لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين " البخاري. فمن أبغضه .. أو أبغض دينه وحكمه .. أو شتمه .. أو استهزأ به .. أو انتقص من قدره شيئاً .. فقد كفر، وخرج من الإسلام، كما قال تعالى:) قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (التوبة:65-66. وسنته r ـ الآحاد منها والمتواتر ـ العمل بها واجب وملزم، وهي حجة في الأصول والفروع، والعقائد والأحكام. وهذا التفريق بين العمل بالحديث المتواتر دون حديث الآحاد في مسائل الاعتقاد هو من الأمور المحدثة في الدين .. وهو من صنيع أهل الكلام والأهواء .. وهو بخلاف الدليل، وما كان عليه سلفنا الصالح في القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخير والفضل. وللحديث بقية |
حديث مفيد أفادك الله عليه و هذا فعلا هو ديننا الحنيف و ما نحيا من أجله بارك الله بك و نفع بك في أمان الله و حفظه |
ونترضى على جميع أصحاب النبي r الأنصار منهم
والمهاجرين، وغيرهم ممن أسلم بعد الفتح .. فنواليهم ونوالي من والاهم وأَحبهم، ونعادي من عاداهم وأَبغضَهم، ونلعن من لعنهم، ونكفِّر من كفرهم؛ لأن الطعن بهم هو طعن بالدين .. وطعن بكتاب الله .. وطعن بسيد الأنبياء والمرسلين، فلا يتجرأ على الطعن بهم ولا يغتاظ منهم إلا كل منافق كافر. قال تعالى:) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (الفتح:18. والذين بايعوا النبي r تحت الشجرة كانوا أكثر من ألف وأربعمائة صحابي .. والله تعالى إذ يرضى عنهم فهو يرضى عنهم لدينهم وإيمانهم، وحسن جهادهم ونصرتهم للنبي r. وقال تعالى:) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح:29. والذين معه هم أصحابه من المهاجرين والأنصار .. كما أن الآية دلت أن أصحاب النبي r لا يغتاظ منهم إلا الكفار، كما قال تعالى:) ليَغيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ (. وقال تعالى:) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (التوبة:65-66. وهؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم لم يستهزئوا بالله وآياته ورسوله تحديداً، وإنما استهزءوا بالصحابة، فقالوا عنهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ يعني أصحاب النبي r ـ أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء!! فعُد ذلك استهزاء بالله تعالى الذي زكى الصحابة وأثنى عليهم خيراً، واستهزاء بآياته التي ورد فيها رضى الله تعالى عن الصحابة، واستهزاء برسوله r الذي أثني خيراً على أصحابه .. فكفروا بذلك بعد إيمانهم. ونعتقد أن جميع الصحابة عدول .. وهم خير خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين .. وأن قرنهم خير القرون .. وأنهم هم الأفقه، والأعلم، والأحكم، والأسلم .. بالنسبة لمن جاء بعدهم .. من سلك طريقهم ومنهجهم .. والتمس فهمهم .. فقد رشد ونجا .. ومن يُشاقهم، ويتبع غير منهجهم وسبيلهم فقد ضل وغوى، كما قال تعالى:) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء:115. وأولى الناس دخولاً في ) سبيل المؤمنين ( هم أصحاب النبي r. وأفضل الصحابة هم الذين أجمعت الأمة على فضلهم، وهم: أبو بكر الصديق، ثم الفاروق عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب .. رضي الله تعالى عنهم أجمعين. ونعتقد أن خير القرون بعد قرن النبي r وأصحابه .. قرن التابعين لهم بإحسان؛ ثم القرن الثاني ثم الثالث .. ثم يفشوا الكذب، وتضعف الأمانة حتى يُقال في بني فلانٍ رجلٌ أمين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما الخلف ممن جاءوا بعد القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخير والفضل .. فقيمتهم تأتي من جهة التزامهم بغرس وفهم من سلَف .. فمنهم المكثر، ومنهم المقل .. ولكل له قَدْراً .. جعلنا الله تعالى وإياكم من المكثرين وللحديث بقية ان شاء الله |
ونعتقد أن المؤمنين أخوة .. وأن الموالاة فيما بينهم واجبة .. وأنهم يد على من سواهم، يمشي بذمتهم أدناهم .. وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يُسلمه، ولا يخذله، ولا يحقره.
فالمسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعِرضه .. لا يجوز الاعتداء عليه في شيء، كما لا يجوز تكفيره بالظن، والمرجوح، أو المتشابهات .. إلا أن يُرى منه كفراً بواحاً لا يحتمل صرفاً ولا تأويلاً، لنا فيه من كتاب الله وسنة رسوله دليل صريح. فمن أبغض عامة المسلمين أو شتمهم .. أو كفَّرهم .. فهو كافر منافق؛ إذ لا يبغض جميع المسلمين إلا منا فق كافر بالإسلام، ومبغض له. والمرء من المسلمين الذي فيه صلاح وفسوق .. فيه موجبات الموالاة والمجافاة؛ فيُوالى من وجه، ويُجافى من وجه، بحسب ما فيه من صلاح أو فسوق .. ولا يُجافى على الإطلاق إلا من آثر الكفر والشرك على الإيمان وكان من المجرمين. ونحترم علماءنا ونجلهم .. ونعرف لهم فضلهم وحقهم .. ونتوسع لهم في التأويل فيما أخطأوا فيه .. ولا نعتقد بعصمتهم أو أنهم فوق الخطأ أو التعقيب .. أو أنهم فوق أن يُقال لهم أخطأتم وأصبتم! ولا نتعصب لهم ولا لأقوالهم فيما يخالف الحق .. ولا نتابعهم فيما أخطأوا فيه .. فالحق أولى بالاتباع، وهو أحب إلينا مما سواه. ونقول في الإيمان ما قال به السلف الصالح، ودلت عليه نصوص الشريعة بأنه: اعتقاد، وقول، وعمل، يزيد بالطاعات، وينقص بالذنوب والمعاصي، لا ينتفي مطلقاً إلا بالكفر والشرك. والعمل منه ما يكون شرطاً لصحته، ينتفي الإيمان بانتفائه، ومنه ما يكون دون ذلك. ولا نقول: لا نكفر أحداً بذنب ما لم يستحله ..! وإنما نقول: لا نكفر أحداً بكل ذنب، أو لا نكفر أحداً بذنب دون الشرك ما لم يستحله. فالشرك كفر لذاته، وكذلك أي قول أو عملٍ كفري فهو كفر لذاته لا يُشترط له الاستحلال .. أو أن يكون معقوداً حله في القلب! ولا نقول: أن المرء لا يكفر إلا بالجحود أو الاستحلال القلبي .. كما يزعم أهل التجهم والإرجاء .. فإن الكفر أو سع من حصره بالجحود: فمنه الكفر الذي يأتي من جهة الإعراض والتولي، ومنه الكفر الذي يأتي من جهة العناد، والكبر، ومنه الكفر الذي يأتي من جهة الطعن والاستهزاء، ومنه الكفر الذي يأتي من جهة الكره والبغض لما أنزل الله، ومنه الكفر الذي يأتي من جهة الموالاة ومظاهرة المشركين .. ومنه الكفر الذي يأتي من جهة الشك بالله تعالى، وبوعده ووعيده .. ومنه الكفر الذي يأتي من جهة التوجه بأي نوع من أنواع لعبادة للمخلوق .. فهذه الأنواع كلها يمكن أن يكفر المرء من جهتها وإن لم يكن جاحداً للحق أو مستحلاً للكفر في قلبه! كذلك الجحود والتكذيب يمكن أن يكون باللسان والعمل، كما يمكن أن يكون بالقلب .. وجميعها تسمى كفر جحود .. وهذا كله قد دلت عليه نصوص الشريعة. من أظهر لنا الإسلام حكمنا بإسلامه، وعاملناه معاملة المسلمين، ومن أظهر لنا الكفر ـ من غير مانع شرعي معتبر ـ أظهرنا له التكفير، وحكمنا بكفره ظاهراً وباطناً، وعاملناه معاملة الكافرين. ونعتقد كفر من لا يعمل بالتوحيد، وكفر من انتفى عنه مطلق العمل وجنسه، لقوله تعالى:) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران:31. فالذي ينتفي عنه مطلق الاتباع ينتفي عنه مطلق الحب لله U .. ومن كان كذلك لا شك في كفره. وقال تعالى:) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (طـه:124. وقال تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (السجدة:22. ونعتقد كفر تارك الصلاة .. ولو كان مقيماً لغيرها من الفرائض .. لورود الأدلة والآثار الصريحة في ذلك. ولا نؤثِّم ولا نبدِّع من لا يرى كفره .. إلا إذا كان لا يرى كفره لأن الصلاة عمل، وتارك العمل كلياً عنده ليس بكافر! ونعتقد كفر من توجه إلى الأموات والقبور بالدعاء والسؤال والاستغاثة؛ لأن الدعاء عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى .. وكذلك من صرف أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق. قال تعالى:) حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (الأعراف:37. وقال تعالى:) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (الأنعام:41-42. وقال تعالى:) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (الأنعام:56. وقال تعالى:) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (الأعراف:197. |
الساعة الآن : 10:24 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour