ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   ~~~يوم القيامة ؟؟؟ ولماذا هو يوم ~~~مع الشيخ الشعراوي.. (تم الموضوع) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=38640)

منيبة الى الله 09-11-2007 04:58 PM

~~~يوم القيامة ؟؟؟ ولماذا هو يوم ~~~مع الشيخ الشعراوي.. (تم الموضوع)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا وسيد الخلق أجمعين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم..

أحبائى فى الله

يوم القيامة
ولماذا هو يوم
؟
كتاب نادر جدا للشيخ محمد متولى الشعراوى

نقلته أخت في الله لاحد المنتديات الاسلامية
يتحدث الكتاب عن
يوم البعث بالأضافة الى توضيح ما اجتهد فى تصوره شيخنا الجليل رحمة الله عليه ؛ كيف تكون حياة البرزخ...!

*********

*((ولندرة هذا الكتاب وعدم طبعه ونسخه حاليا ؛؛ أردت أن أقوم لكم بسرد ما بهذا الكتاب العظيم من خواطر شيخنا الشعراوى عن يوم القيامة ولما هو يوم ؟؟؟

تابعونا هداكم الله ورزقكم العلم والمعرفة والقرب من الله عز وجل ؛؛ ففى هذا الكتاب ما سيجعلك تخشع وتسجد باكيا مستغفرا تائبا بكل ما تملك من أيمان ؛؛ وما أحوجنا الى كل هذا الحب والتقرب الى الله
كى نكون ممن رضى الله عنهم ورضوا عنه اللهم آمين..))

**-كان هذاكلام الأخت صاحبة الموضوع-
***********

وأنا إن شاء الله سأقوم بنقل الموضوع لكم ..لأني قرأته وأعجبني جداا أتمنى أن ينال إعجابكم أنتم كذلك..

********
اللهم اجعل عملنا كله صالحات واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لغيرك شيئا..




منيبة الى الله 09-11-2007 04:59 PM

الفصل الأول
لماذا القيامة يوم ؟
الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون ؛ وحدد لكل شىء فيه ميلادا ونهاية ؛؛ فالأرض لها ميلاد ولها نهاية ؛ والشمس لها ميلاد ولها نهاية ؛؛ وكل ما فى الكون له ميلاد وله نهاية الا ما شاء الله لأن الله سبحانه وتعالى له طلاقة القدرة فى كونه ؛؛ فلا شىء يعلو مشيئته ولا شىء يخرج عن مشيئته وهذا الكون الذى نعيش فيه مخلوق بالأسباب أى أن الله سبحانه وتعالى جعل فيه أسباب لكل شىء..
فالكون فيه عنصران
عنصر ينفعل لك فيعطيك بلا أسباب ؛؛ كالشمس والهواء والمطر وغير ذلك ؛؛ وعنصر ينفعل بك أن أخذت باسباب الله فى الأرض أعطاك وان لم تأخذ بأسباب الله لا يعطيك ..
فالأرض ان حرثتها وسقيتها وبذرت الحب ؛؛ أعطتك الثمر الوفير وأن لم تأخذ بالأسباب لا تعطيك شيئا ..!
الثروات الموجودة فى باطن الأرض والجبال .. أن بحثت عنها أعطتك وان لم تبحث عنها لا تعطيك وهكذا ..
والكون بالأسباب نسميه الحياة الدنيا ؛ فهى مخلوقة من الله جل جلاله بالأسباب ؛ فاذا أنتهت الحياة الدنيا أنتهى عمر الكون وجاء يوم القيامة وبدأ خلق آخر لله سبحانه وتعالى ؛؛ وفى الجنة تنتهى الأسباب ويصبح العطاء من المسبب مباشرة وهو الله تعالى ؛ فلو خطر ببالك نوع معين من الفاكهة مثلا تجده أمامك دون البحث فالأسباب قد أنعدمت ولم يبقى سوى المسبب وحده فهو الذى يمنحك مباشرة ..
وعند أنتهاء الأسباب

منيبة الى الله 09-11-2007 05:02 PM

يبدأ شىء جديد أسمه يوم القيامة
وفيه تبدأ حياة جديدة ؛؛ أما نعيم مقيم واما عذاب أبدى ؛ حياة ليس فيها موت ؛؛ ولكن فيها خلود ؛؛ حياة ليس فيها أختبار ولكن فيها جزاء ؛ حياة ليس فيها عمل ولكن الأمر فيها من الله والى الله ..
والله سبحانه وتعالى
أخبرنا فى منهجه أن الحياى الدنيا فيها الأختبار وفيها الأبتلاء والأمتحان ..
أختبار للأيمان بالله ؛؛ وأمتحان لحب الله فى القلب ؛؛ وابتلاء للطاعة والمعصية ؛ و كلنا نمر بهذا الأمتحان ومن فاز ينعمه الله فى الجنةومن كفر وعصى واستكبر ؛؛ ينتظره عذاب النار وبئس المصير ..
ويوم القيامة
يوم مشهود نخرج فيه من القبور لنقف بين يدى الله .. والحق تبارك وتعالى أطلق على القيامة لفظ يوم ..
وأن يوم عند بعض الناس هو من شروق الشمس الى غروبها وعند البعض الأخر هو من شروق الشمس الى شروقها فى اليوم التالى ..
والحق سبحانه وتعالى
وهو لازمن عنده ؛؛ حدد يوم القيامة بأنها يوم ؛؛ فكم عدد ساعات ذلك اليوم ؟ وكم الزمن الذى يستغرقه ؟ وهل هو ينتهى بغروب الشمس أم ماذا ؟
نقول اننا لكى نفهم معنى يوم ؛ لا بد أن نناقش مفهوم الزمن ؛؛ الزمن مخلوق من مخلوقات الله تعالى ؛ مخلوق تعودنا الحياة معه فى الدنيا وكل شىء فى الحياة الدنيا يقاس بالزمن ..
والزمن هو مقياس حياتنا
؛ هو مقياس الأحداث التى نمر بها ؛ والزمن من حجب الغيب ؛ فهو يحجب عنا الماضى فلا ندرى ما حدث فيه ؛ الا أن نقرأه فى كتب التاريخ أو يرويه لنا الرواة ..
والزمن هو حجاب المستقبل
فنحن لا ندرى ماذا سيحدث غدا ؟؟ فما هو الا حاضر نعيشه وماض عشناه ومستقبل لا ندرى ما هو قضاء الله فيه ..
و الزمن يملكن ولا نملكه
فلا يستطيع شخص أن يخرج خارج حدود الزمن ؛ بان يظل طفلا مثلا لايكبر !
ولا شابا لا يصل الى مرحلة الشيخوخة ؛؛ ولا يستطيع أحد أن يعيد الماضى ليصحح ما فيه من أخطاء ..

منيبة الى الله 09-11-2007 05:02 PM

ولكن الله سبحانه
هو خالق الزمن فلا زمن عنده

فليس هناك ماضى أختفى عن علمه ولا مستقبل خرج عن قضائه ولا أحداث تجد .. بل كل ما فى الكون بما فيه حتى يوم القيامة وما بعد القيامة فى علم الله سبحانه وتعالى ..
وأذا قرأنا الية الكريمة :
" انمآ أمره اذآ أراد شيئا" أن يقول له كن فيكون " .. يس
فلا بد أن تلتفت الى قوله تعالى .. يقول : (له) .. أى أن لهذا الشىء وجودا فى علم الله ؛ ولكنه سبحانه وتعالى يبديه لنا بكلمة ( كن ) فيكون الشىء ظاهرا لنا نعرفه .
على أن الله أراد أن نعلم أن الزمن شىء نسبى يجريه الله على من يشاء ؛ ور يجريه على من يشاء ؛؛ وأن هناك مراحل يسقط فيها الزمن عن الأنسان وذلك حتى نهرف المعنى الحقيقى للزمن ؛ وهو أنه مقياس للأحداث ؛ اذا توقفت ؛ توقف أحساسنا بالزمن وفقد معناه ..
فعندما ينام الأنسان ويسكن فان معنى الزمن عنده يتوقف ؛ فاذا استيقظ لا بيعرف كم من الزمن قد انقضى فى نومه الا اذا نظر فىالساعة أو أذا نام والشمس مشرقة وأستيقظ بعد الغروب فهو بالتخمين يستطيع أن يقول أنه قد نام بضع من الساعات التى تساوى من وقت ما نام وهو المعلو بالنسبه له وبعد الغروب ؛ وتلك التجربة الجميع يعيشها وهى فقدان الأحساس بالزمن أثناء النوم ..
وأكبر مثل على ذلك هم أهل الكهف
لقد لبثوا فى كهفهم فترة قال الله عنها أنها ثلاثمائة سنين و ازدادوا تسعا.
ضرب الله على أذانهم طوال تلك السنين حتى لا يشعروا بالحياء ويستيقظوا من نومهم وثباتهم العميق ..
اذ أن الأذن هى أداة الأستدعاء لبنى آدم
هى الحاسة الوحيدة التى لا تنام ؛ وان اردت أن توقظ شخصا
ناديته فأنه يستسقظ من نومه على صوت النداء..
هؤلاء الفتية ناموا أكثر من ثلاثمائة سنة ثم استيقظوا !!
فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الزمن كان له تأثير عليهم ؟؟؟؟
والى لقاء آخر بأذن الله تعالى

نسمة الايمان 09-11-2007 06:20 PM

جزاك الله خيرا اختي الكريمة منيبة الى الله على المجهود المبارك
بداية موفقة باذن الله
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وأخرجنا من هذه الدنيا على كامل الإيمان، وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين
زادك الله علما ونفع بك الإسلام والمسلمين
وتقبل منك عملك خالصا لوجهه الكريم
اللهم آمين


يثبت الموضوع للفائدة

الحياة1 09-11-2007 06:52 PM

السلام عليكم
جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر

منيبة الى الله 11-11-2007 02:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمة الايمان (المشاركة 406895)
جزاك الله خيرا اختي الكريمة منيبة الى الله على المجهود المبارك

بداية موفقة باذن الله
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وأخرجنا من هذه الدنيا على كامل الإيمان، وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين
زادك الله علما ونفع بك الإسلام والمسلمين
وتقبل منك عملك خالصا لوجهه الكريم
اللهم آمين

يثبت الموضوع للفائدة

بارك الله فيك مشرفتنا الكريمة نسمة الإيمان
أسعدني مرورك وتعليقك
وجزاك الله خيرا على تثبيت الموضوع
دمتي في حفظ الرحمان.

منيبة الى الله 11-11-2007 02:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحياة1 (المشاركة 406911)
السلام عليكم
جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر


وأنت أهل الجزاءأختي الكريمة الحياة..

شكرا لمرورك الذي أسعدني..

منيبة الى الله 11-11-2007 02:34 PM

ونبدأ من حيث توقفنا
هؤلاء الفتية ضرب الله على آذانهم فناموا أكثر من ثلاثمائة سنة ثم
استيقظوا !
فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الزمن كان له تأثير عليهم ؟؟
فلو فرضنا جدلا أن اجلهم أمتد ولم يأتهم الموت ؟؟
كانوا على الأقل قد ناموا وشعرهم أسود ؛؛ وقاموا وقد ابيض شعرهم وطالت ذقونهم أو تحول شبابهم الى كهولة .!
ولكن الله سبحانه وتعالى أخرجهم من حكم الزمن..
ولذلك فعندما قاموا كان اول سؤال نطقت به شفاههم كما أخبرنا الله جل فى علاه فى سورة الكهف :
"وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ" ( من الأية 19 من سورة الكهف )..
مجرد السؤال هنا ؟؟ كم لبثتم ؟
وهذا يدلنا على ان هؤلاء الفتية خرجوا من حكم الزمن .. لماذا ؟؟
لأنهم حين استيقظوا نظر بعضهم الى بعض فلم يجدوا تغيرا كبيرا فى اشكالهم عندما لجأوا الى الكهف ولاذوا به !
ولقد قاموا من نومهم وهم تقريبا على نفس الهيئة التى ناموا عليها الا من تغير طفيف فى طيلة ذقونهم قليلا!
فقالوا لبثنا يوما أو بعض يوم
اذن فقياسهم زمن النوم على الزمن العادى الذى ينامه الأنساندليل على أنهم قد خرجوا من حكم الزمن طوال فترة نومهم ولأنهم لم يكن عندهم من لت قياس الزمن ما يحدد لهم الفترة التى قضوها أثناء النوم !
مثل آخر
" أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها " (من سورة البقرة الأية 259)
هذا الرجل الصالح تساءل عن قدرة الله سبحانه وتعالى ؟
تقول الأية :
"فأماته الله مائة عام ثم بعثه" ( من الأية 259 سورة البقرة ).
أراد الحق جل جلاله أن يريه آيه من آيات الله فى طلاقة القدرة .. فأماته مائة عام ثم بعثه .
وهنالا بد من وقفة بالنسبه لأهل الكهف ؛ لقد أخرجهم الله عز وجل من حكم الزمن وهم احياء وظلوا على قيد الحياة نائمين أكثر من ثلثمائة سنة ؛ ولكنه تبارك وتعالى لم يمتهم
ولذلك يقول الحق جل جلاله :
" وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " ( من سورة الكهف الأية 18 )
وكلمة وهم رقود ولم يقل وهم أموات دليل على انهم كانوا أحياء ولكنهم نائمون وقوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " يلفتنا الى ان الله سبحانه يريد أن يبقى أجسادهم سليمةخلال فترة النوم ؛؛ وهكذا كانت حكمة التقليب التى نقوم بها نحن الأن حتى تبقى اجساد المرضى سليمة والتى لم نفهمها الا بعد تقدم العلم..
و
والى لقاء أخر بأذن الله تعالى..

قاصرة الطرف 11-11-2007 04:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
مشرفتنا الغالية على هذا النقل الطيب
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة
موضوع مهم جدا لكل منا جزاك الله خير
وجزاك الجنة

الأفق 12-11-2007 04:41 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي منيبة

موضوع قيم ونقل موفق

الله يجنبا واهوال يوم القيامة

جزاك الله خير ووفقك

درة الشفاء 12-11-2007 10:24 PM

جزاك الله خيرا اختي منيبة على الموضوع الهام

نحن بانتظار التتمة ان شاء الله

الله يبارك فيك يا اختي

دمت بود و حفظك الله

ranaraslan 13-11-2007 12:08 PM

بارك الله فيك

منيبة الى الله 13-11-2007 05:38 PM


جزاكم الله خير الجزاء حبيباتي في الله
مشرفتنا الغالية حمامة السلام
مراقبتنا المميزة الأفق
بنت بلادي الحبيبة درة الشفاء
والغالية رنا
على مروركن الذي أسعدني جداا
نفعنا وإياكم .. ورزقنا الاخلاص في القول والعمل..

منيبة الى الله 13-11-2007 05:39 PM

ونستكمل معا
كيف أن النائم والمتوفى يخرجون عن نطاق الزمن
مثلا آخر أعطاه الله لنا فى
سورة البقرة
يبين فيه الن الميت يخرج أيضا من حكم الزمن ؛ فحياة البرزخ من لحظة الوفاة الى ساعة البعث لا زمن فيها ولذلك نقرأ قول الحق تبارك وتعالى :
"فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ " ( من الأية 259 سورة البقرة )
هذا الرجل الصالح حين اماته الله مائة عام ثم بعثه .. لم يحس طوال الفرتة بين الموت والبعث بالزمن ..
قياسا على الوقت الذى ينامه الأنسان عادة .
حينئذ أخبره الحق تيارك وتعالى بقوله :
"ٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ"
ثم أراد الله جل جلاله ان يلفته الى طلاقة قدرته فى مخلوقين من مخلوقاته ؛؛ أراه الطعام لم يحدث له شىء رغم أنه مر عليه مائة عام ؛؛؛ فلازال كما هو لم يتلف ولم يؤثر فيه الزمن .!
ثم اراه الحمار الذى كان يركبه ؛ وقد مضى عليه قانون الزمن فأصبح عظاما نخرة ؛؛ وذلك مصداقا لقوله تبارك وتعالى:
فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) من البقرة الأيه 259
ونظر الرجل الى طعامه ..!
فوجده كأنه لم يمر عليه ساعة ..!
ونظر الى حماره فوجده قد مات ثم تعفن ثم تحلل .!
حتى أصبح عظاما نخرة .. وهكذا أراه الله تبارك وتعالى قدرة الخالق سبحانه
فى أن يجعل عنصر الزمن يمر على الحمار ولا يمر على الطعام ..!
بل جعله يشهد ما هو أعظم ..!
دلالة على قدرة الحق تبارك وتعالى فى أنه امام عينيه جعله يشهد تلك العظام النخرة تعود الى الحياة ويبعث الحمار الذى مات وتحلل الى الحياة من جديد ..!
فقال الرجل الصالح :
لما شهد تلك القدرة الجبارة التى لا ياتيها الا الخالق من لدنه :
ُ" قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
شهد بان الله على كل شىء قدير بعدما كان يتعجب ويتساءل كيف سيحي الله هذه القرية بعد أن دمرت ومات كل من فيها ؟؟؟
والقدرة تجلت فى موته هو نفسه مائة عام ثم بعث فى نفس هيئته فلم يتخيل أنه سوى أن نام يوما أو بعض يوم ..!
والطعام الذى مر عليه مائة عام وظل على حاله صالح للأكل لم يتعفن ولم يتغير لونه ولا رائحته ..!
والحمار الذى كان عظاما نخرة عاد الى الحياة وأعاده مشهودا وليس غيبيا أذ راى الرجل بعينيه الحمار تدب فيه الحياة بعد تحلله التام ...!
وبكل ذلك نصل الى التيقن من أن الزمن
خلق من خلق الله تعالى خاضع تماما لأرادة الله سبحانه ..
فان شاء جراه على بعض خلقه وان شاء أخرج خلقه من حيز الزمن وهم احياء مثلما حدث لأهل الكهف ؛؛ وان شاء أخرجهم من الزمن مثل الرجل الصالح الذى أماته مائة عام ...!
والميت فى حياة البرزخ لا زمن عنده
مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى :
" ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة "
( من آيه 55 من سورة الروم )
والمجرمون منذ بداية الخلق حتى يوم البعث لبثوا فى قبورهم ربما مئات الألوف من السنين وربما أكثر من ذلك ولكن لازمن عندهم فى حياة البرزخ ...
لذلك لا يعرفون عدد السنين التى أمضوها فى مقابرهم فى أنتظار يوم البعث ..
والى لقاء آخر بأذن الله تعالى
نعرف فيه معنى
اليوم
؟




راضية82 13-11-2007 10:57 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على النقل الطيب
اللهم ارحم شيخنا الجليل الشيخ محمد متولى الشعراوي
اللهم احفظ مشرفتنا الغالية و اجعلها من حملة كتابك و اجعلها و كل اعضاء الشفاء رفقاء النبي صلى الله عليه و سلم في الفردوس الاعلى
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

منيبة الى الله 16-11-2007 04:29 PM

أمييييييييييييييييييين .. جزاك الله خير الجزاء حبيبتي في الله راضية على الدعاء الرائع.. ولك مثله إن شاء الله..
ومشكورة على مرورك بموضوعي..

منيبة الى الله 16-11-2007 04:33 PM

ونستكمل معا
الله سبحانه أراد ان يجعل الأنسان ينتبه الى ان قدرة الله ليس لها قيود ..والزمن كما علمنا خاضع لمشيئة الله تعالى..
واليوم
عند الله مختلف مقداره بحسب المهمه التى ستقضى فيه ..
ولذلك نج فى القرى، الكريم قول الحق تبارك وتعالى :
" وان يوما" عند ربك كألف سنة مما تعدون "
( من الأيه 47 من سورة الحج )
وقوله سبحانه وتعالى :
" تعرج الملئكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "
( من الأيه 4 سورة المعارج )
هاتان الآيتان الكريمتان اللتان حاول المستشرقون استغلالهما فى الأدعاء بأن هناك تناقض فى القرآن الكريم ..! اذ كيف يكون اليوم الف سنة ؛ ويكون فى نفس الوقت خمسين سنة !!!
والرد هنا بانكم انتم لا تفهمون اللفته الأيمانية الكبيرو فى هاتين الآيتين ..
فالله سبحانه يريدنا أن نفهم أنه خالق الزمن ؛؛ يخلق لكل حدث ما يناسبه ..!
فأذا أراد سبحانه يوم مدته الف سنة خلقه ..
وأذا اراد يوما مقداره خمسون ألف عام خلقه ..
وأذا اراد يوما مدته مليون سنة خلقه ..
فليس هناك قيود على قدرة الخالق جلل جلاله ..
ولقد شاء الله سبحانه
أن يكون اليوم فى الأرض مقداره 24 ساعة ليتناسب وقدرات البشر ؛؛ لن الجسد البشرى يناله التعب بعد ساعات ؛ فهو بعد أن يعمل ثمانى أو عشر ساعات يحتاج للراحة ؛ حتى يتمكن من تجديد نشاطه ويبدأ العمل من جديد ..
حتى اولئك الذين يعملون 24 ساعة متواصلة لا يستطيعون تحدى طبيعة الخلق ؛؛ بل نجدهم محتاجين للنوم أربعا وعشرين ساعة متواصلة ..
أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الأنسان وصانعه ؛؛ جعل له نهارا يوازى عدد ساعات قدرته على العمل ويزيد قليلا ؛ وليلا يستوعب عدد ساعات حاجته الى الراحة ويزيد قليلا ..
وهكذا نرى أن خلق الليل والنهار مناسب لقدرات الأنسان على العمل وحاجته الى الراحة ؛ فكأنه من تمام كمال خلق الأنسان هو تحديد عدد ساعات الليل والنهار بأربع وعشرون ساعة ..
ولكن اذا كان من تمام الخلق أن يخلق الله سبحانه يوما مقداره ألف سنة فأنه جل جلاله يخلقه ويوجده بكلمة ((( كن ))) حتى يناسب ذلك اليوم المهام التى خلق من اجلها ذلك اليوم والأحداث التى ستقع فيه ...





منيبة الى الله 16-11-2007 04:35 PM

ولكن أين يوم القيامة من هذه الأزمنة ؟؟

ان يوم القيامة ما الا غيب عنا لا نستطيع أن نحدد زمنه ولكننا مما علمنا من القرآن الكريم ؛ نعلم أن زمن يوم القيامة يتسع لكل أحداث ذلك اليوم بحيث لا يؤجل حدث الى يوم آخر ولا يتم حدث بأستعجال لأن الوقت قد أنتهى ..!
بل أن الله سبحانه خلق هذا اليوم بقدر ما سيتم به من أحداث .. بحيث يحشر الناس جميعا كل فى مكانه ويحاسب الناس جميعا كل بحسابه ..
وهكذ نعرف أن يوم القيامة قد يكون ساعات وقد يكون سنوات وقد يكون الف سنة وقد يكون مليون سنة ..! وذلك كله وفقا لما قدر الله من أحداث فى ذلك اليوم..
ولكن لماذا أسماه الله سبحانه يوم ؟؟
لنعلم أنه ليس له غد ..
وأن الحساب لن يتم جزء منه فى يوم ويؤجل الباقى الى الغد ..
بل سيظل الحساب مستمرا ومشاهد يوم القيامة تتم دون ان تكون هناك فترة راحة أو دون ان يكون هناك تأجيل ؛؛ حتى يقضى بين الناس .. كل الناس .... منذ عهد آدم الى الذين سيشهدون قيام الساعة ؛ فكل هؤلاء سيقفون بين يدى الله ولن يفلت واحدا من حساب الله له ..
ونجد سؤال يظهر لنا :
ان خلق الله منذ عهد آدم يقدر ببلايين البشر أنهم محتاجون لملايين السنين كى يتم حسابهم ويقرأ كل منهم كتابه ؟؟
ولكن هذا السؤال يضع قيود على فهم السائل لقدرة الله سبحانه تعالى ؛؛ فالسائل هنا أخذ الحساب بمفهوم القدرة البشرية المحدودة ...
ولكن قدرة الله جل جلاله بلا قيود ولا حدود ....!
ولقد سئل على بن أبى طالب رضى الله عنه ؛؛؛ كيف سيحاسب الله الناس جميعا فى وقت واحد ؟؟؟
قال :
كما يرزقهم فى وقت واحد ...!
وهنا تتجلى القدرة الخارقة لله سبحانه وتعالى والتى لا يدركها العقل البشرى المحدود ..
وتتوارد اسئلة أخرى :
كيف سيأتى الله بكل منا يوم القيامة بصورته وجسده الدنيوى ؟؟
والرد على ذلك بان الله سبحانه قد قربها لنا حتى يمكن أن نستوعبها بان جعل لكل أنسان بصمة لا تتكرر فى أى من خلقه على مدار الخلق جميعا ؛؛ وان لكل جسد رائحة لا تتكرر ؛ واكبر دليل على ذلك هو الكلب البوليسى الذى يعرف المجرم من رائحة عرقه من وسط الألوف ..!
ولكل جسد شفرة خاصة
فلو نقلنا عضو من جسد شخص الى جسد شخص أخر فأنه يتعرف عليه ويلفظه لأنه علم أنه ليس منه ..!
بينما لو جرح الأنسان فأن الجسم يقوم بعمل انسجة جديدة وخلايا ليلتئم الجرح لأنه تعرف على الجرح وعلم أنه منه ومن خلال تلك الشفرة التى لا تتكرر..!
لكل صوت بصمة ؛ ولكل أسنان بصمة
وكلما تقدم العلم البشرى أكتشف بصمات مختلفة لى جسم الأنسان لا تتكرر ..!
فهل لا يكفى كل ذلك دليلا على ان الله سبحانه وتعالى يمتلك القدرة الفائقة فى التعرف على بعضنا بتلك الميزات التى تبين أختلافنا عن بعض ؛؛ افلا نتدبر قول الله تعالى :
"وفى أنفسكم أفلا تبصرون" ( الأية 20 من سورة الزاريات )
بهذا يمكننا أن نقول
أننا علمنا أن الزمن خلق من خلق الله
وأن الله قادر على ان يخرجنا من حيز الزمن
وأن الله قادر على ان يخلق يوم مقداره مائة الف عام
وقادر على خلق يوم مقداره 12 ساعة
وقادر على خلق يوم مقداره الف عام !
أى ان الله سبحانه قادر على كل شىء بالمعنى المطلق"
وكل الأحداث التى قدرها الله أن تقع فى يوم القيامة ستقع ؛ وأن كل انسان مميز عن سائر البشر تميزا يجعله يبعث يوم القيامة بزاته .. وهى نفس الزات التى قضت رحلة الحياة الدنيا..
ولن يكون هناك أى خطأ فى ان ياخذ أحد كتاب احد بل أنه كتابك الذى فيه ما فعلت ..
أحصاه الله ونسيه بنى آدم ..!
والى لقاء آخر
نتكلم عن حياة القبر وحياة البرزخ
فالى لقاء

توتاله توته 20-11-2007 06:51 AM

اللهم بارك لك وبك مشكور

ranaraslan 22-11-2007 12:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك

منيبة الى الله 22-11-2007 01:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتاله توته (المشاركة 413768)
اللهم بارك لك وبك مشكور

جزاك الله خيرا..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ranaraslan (المشاركة 415110)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك

أهلا بك غاليتي .. بارك الله فيك على مرورك الكريم..

منيبة الى الله 22-11-2007 01:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيدهم اجمعين

سيدنا محمد عليه صلوات الله وتسليمه..
نعود لنستكمل معا
حوارنا عن حياة القبر أو الحياة
البرزخية
يقول الحق تبارك وتعالى
" قالوا ربنآ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل " ( الأية 11 من سورة غافر
ولكن الأيه الكريمة
لم توضح كيفية حدوث ذلك أو ترتيبه ..
فتأتى الأيه الكريمة الثانية فى قول الحق تبارك وتعالى
" كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون " ( الأيه 28 من سورة البقرة).

ونجد فى هذه الأية الكريمة
أن الحق تبارك وتعالى حدد لنا مراحل الحياة كلها الى يوم القيامة مرتبة ..
أولا ..
كنا أمواتا ثم أحيانا الله سبحانه وتعالى ..
ثم يميتنا ؛؛ ثم يبعثنا أحياء يوم القيامة ليتم الحساب ..
ونلاحظ من ذلك
أن حلقة الحياة فى الدنيا قد بدأت بالموت ولم تبدأ بالحياة..!
وكان المفروض فى مفهومنا نحن على الأقل أن تبدأ بالحياة ؛؛ وبداية الخلق كما نفهمها هى الحياة ؛؛ ولكننا بهذا المفهوم لانكون قد عرفنا معنى الحياة ..!

الناس تفهم وتعى معنى الحياة بانه الفترة الزمنية التى يكون للأنسان فيها وجود..
ومعنى الموت هو العدم او اللاشىء ..
والحقيقة غير ذلك تماما ..!
فالله سبحانه يقول :
" الذى خلق الموت ليبلوكم أيكم أحسن عملا هو العزيز الغفور " (الأيه 2 من سورة الملك ).

أذن ..
الموت ليس عدما ؛ ولكنه خلق من خلق الله كالحياة ؛ كلاهما خلق من خلق الله ؛؛ ولكل خلق قوانينه وحياته وما يتم فيه ؛ والله سبحانه وتعالى وحده القادر على ان ينقل مخلوقاته من عالم الموت الى عالم الحياة .. أو ينقلها من عالم الحياة الى عالم الموت..
هنا نتوقف ونتساءل

ماهو معنى الحياة ؟
وما هو معنى الموت ؟

بعض الناس يقول ان الحياة هى الحس والحركة الظاهرة لنا ..
وان كل شىء ليس فيه حس ولا حركة كالجماد ..نقول انه ليس بحقيقة..
ولكن هذا قول خطأ ..
فكل شىء فى الدنيا فيه حياة ولكنها حياة تلائم مهمته ..
والحق تبارك وتعالى يقول:
" فما بكت عليهم السمآء والأرض وما كانوا منظرين " ( الأيه 29 من سورة الدخان ).

الأرض تبكى .. السماء تبكى .. والجبال تسبح .. والحصى يسبح ..
فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين..
أى أن كل فى هذا الكون فيه حياة ولكن تناسب مهمته .. فكل شىء فيه حس وحركة ولكن لا ندركها نحن ولكنها موجودة ..!

يقول الحق تبارك وتعالى :

" ثم استوى الى السمآء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا" أو كرها"قالتآ أتينا طآئعين" ( الأيه 11 من سورة فصلت ).

وهنا يجب أن نلتفت الى أن الله سبحانه قال:
قالتا
لنعرف ان الأرض والمساء لهما لغة تتحدثان بها وأنهما يسمعان أيضا .. مصداقا لقوله جل جلاله :

" اذا السمآء انشقت.. .. وأذنت لربها وحقت "
( الأيه 1 ؛2 من سورة الأنشقاق ).

ومعنى أذنت أى سمعت بأذنها فانقادت لأمر الله تبارك وتعالى لمجرد سماعها .. فأذنت أى استمعت لربها وأطاعت الأمر ؛ امرها الله سبحانه بالانشقاق يوم القيامة..

وهكذا نرى أن كل شىء فى الكون له حياة تناسب مهمته وأن الأعتقاد بان الجماد ميت لا حياة فيه اعتقاد غير صحيح..

خلق الله سبحانه حياتين

الحياة الدنيا ..

وهى الحياة الموقوتة وكل شىء فيها موقوت وله نهاية .. نهاية تصيب كل منا فيها بشكل مختلف او متشابه فمنا من يعيش ساعات ومنا من يعيش الى أرزل العمر ومن منا يعيش شهورا او سنوات ..
ولكن فى النهاية ..
لا بد من الشىء الحتمى وهو نهاية الحياة الدنيا والنتقال الى عالم الموت .. وخلق الحياة الأخرة الأبدية التى ليس فيها موت .. فعمر الموت ينتهى ببداية الحياة الأخرة الأبدية والتى فيها النعيم المقيم والنعمة التى لا تفارق ..
وخلق الحق سبحانه عالم الموت قبل المجىء الى الحياة الدنيا .. وعالم الموت تبدأ الحياة فيه بعد الخروج من الحياة الدنيا وقبل بلوغ الحياة الأخرة ..

ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى :

" وان الدار الأخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " ( من الأيه 64 من سورة العنكبوت ).

والى لقاء آخر

نستكمل فيه ما بدأنا عن حياة البرزخ
وما قبل الحياة الأخرة
.....





ranaraslan 22-11-2007 01:39 PM

مشاء الله
بوريك فيك يا غالية

dodyhmn 24-11-2007 08:57 PM

جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك


منيبة الى الله 26-11-2007 01:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ranaraslan (المشاركة 415143)
مشاء الله
بوريك فيك يا غالية


مشكورة حبيبتي في الله على تتبعك للموضوع..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodyhmn (المشاركة 416652)
جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك


وأنت أهل الجزاء.. بارك الله فيك..

منيبة الى الله 28-11-2007 11:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

نعود لنستكمل

الله سبحانه وتعالى حين خلق آدم .. خلق فى آدم ذريته كلها من آدم الى ان تقوم الساعة .. مصداقا لقوله تبارك وتعالى :
" واذ اخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا"من الأيه 172 من سورة الأعراف.

ولكى نفهم هذا لا بد أن نقول أن الحياة لا يمكن أن تستمر الا اذا كانت حلقاتها متصلة ..

فحياتى من أبى وحياة أبى من جدى ولو أبى توفى قبل أن اوجد فى الحياة ما استمرت الحياة وما جئت الى الدنيا ..

أذن

فنحن موجودون منذ خلق آدم
ولكننا موجودون فى عالم الذر .. وهو عالم تنطلبق عليه قوانين الموت ؛ وعندما يأتى أمر الله ننتقل من عالم الذر الى عالم الدنيا .. عالم الحياة بالأسباب ..

ونقضى فى عالم الحياة الدنيا ما شاء الله لنا أن نقضى فيه ؛؛ ثم يأتى الأجل فننتقل الى عالم الموت .. ثم ننتقل بعد ذلك الى عالم الحياة الأخرة وهذا هو معنى الأيه الكريمة :

" وكنتم أمواتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون" من الأيه 28 من سورة البقرة .

الله سبحانه وتعالى كشف لنا برحمته

أن الأنسان ينتقل من الحياة الدنيوية الى الموت بطريقتين:
فالأنسان عندما يحتضر يرى ما لم يكن يراه ويعرف مصيره اما الى الجنة واما الى النار والعياذ بالله .

الصورتان اللتان أعطاهما لنا الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم .. هما صورة المؤمن وصورة غير المؤمن وهما يغادران الحياة الدنيا الى حياة البرزخ ..

يقول الحق تبارك وتعالى :
" الذين تتوافهم الملئكة طيبين يقولون سلم عليكم ادخلو الجنة بما كنتم تعملون" الأيه 32 من سورة النحل.

هذه هى صورة المؤمن وهو يحتضر

تحيط به ملائكة الرحمة ويلقون عليه السلام ويستبشرون ويبشرونه بالجنة .. فترى اساريره انبسطت لأنه ذاهبالى خير مما كان فيه .. انها ساعة بشارة .. ساعة يسر ؛؛ ساعة فرح يتمناها كل مؤمن ..

أن يرى ملائكة الرحمة ويبشر بالجنة .

تأتى بعد ذلك

الصورة الثانية وهى للكافر والعاصى والعياذ بالله

يقول الحق تبارك وتعالى :

" ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملئكة يضربون وجوههم وادبرهم وذوقوا عذاب الحريق" الأيه 50 من سورة الأنفال

وفى هذه الأيه الكريمة نعرف حالة الموت عند الكافر
يرى ملائكة العذاب ؛؛ وبدلا من أن يلقوا عليه السلام
يواجهونه بالضرب على وجهه وعلى مؤخرة جسده ؛؛ وينذرونه بالعذاب الأليم وبعذاب جهنم .. فيتمنى فى هذه اللحظة لو لم يولد..!

فى هذه اللحظة فقط يشعر بجريمته الكبرى التى ارتكبها فى حياته وكل ما حصل عليه من متع حرام ..!
كل لحظات السعادة المحرمة لا توازى لحظة عذاب واحده ..

فتتشمج سمات وجهه ويملؤها الغم والهم..
والذى لن يزول عنه أبدا

ويرى مقعده من اللنار .. مصير أسود يتمنى أن يفلت منه ولكنه لا يستطيع .. فقد خمدت بشريته وأنتهت فترة الأختبار بالنسبه له ..

وأصبح لايملك لنفسه شيئا .. أنتهت الأرادة البشرية تماما..

وأصبح مقهورا لأمر الله جل فى علاه..

؛؛

والى لقاء آخر

نرى فيه من خلال
القرآن الكريم لحظات أحتضار الظالمين

فالى لقاء أخر

ان شاء الله



المشتاقة للجنة 28-11-2007 02:10 PM

اخيتي جزاك الله خير الجزاء على هدا النقل القيم والمفيد في ميزان حسناتك وبارك الله في الاخت التي نقلته لقد سجلت الصفحات عندي وانا باذن الله متابعة معك واصلي حبيبتي فهدا ما نحتاج اليه بالفعل

أبو عوف 28-11-2007 02:29 PM

كلام جميل .. أسأل الله أن يوفق الجميع

منيبة الى الله 29-11-2007 12:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة للجنة (المشاركة 419219)
اخيتي جزاك الله خير الجزاء على هدا النقل القيم والمفيد في ميزان حسناتك وبارك الله في الاخت التي نقلته لقد سجلت الصفحات عندي وانا باذن الله متابعة معك واصلي حبيبتي فهدا ما نحتاج اليه بالفعل

وأنت خير الجزاء أختي ليلى أسعدني مرورك والذي أسعدني أكثر كلامك ..
بارك الله فيك..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عوف (المشاركة 419228)
كلام جميل .. أسأل الله أن يوفق الجميع

أهلا بك أخي أبو عوف.. مشكور لمروك الكريم..

منيبة الى الله 29-11-2007 12:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


فلنستكمل معا


~


صورة أخرى من صور لحظات أحتضار الظالمين


" ولو ترى اذ الظلمون فى غمرت الموت والملئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق" من الأيه 93 من سورة الأنعام..



تلك الصورة وصفها الحق تبارك وتعالى فى كتابه العزيز ليبين تلك اللحظات العسرة فى حياة الظالمين وانتقالهم الى مرحلة الموت والأحتضار .. نجد الملائكة يتحدونهم أن يخرجوا أنفسهم من العذاب بما كان لهم من جحبروت فى الأرض وهم عاجزون بالطبع .. لأن بشريتهم قد خمدت ونفوزهم أنتهى وكل شىء فيهم أصبح مقهورا لله سبحانه وتعالى بلا أختيار منهم..



وهكذا وضح لنا كيف ينتقل الصالحون الطيبون من الحياة الى الموت .. وكيف ينتقل الكافرون الظالمون من الحياة الى الموت ..



الصالحون تحيط بهم الملائكة تبشرهم بالجنة والراياحين وماذا اعد الله لهم ؛؛ وتهون عليهم لحظة الموت وخروج الروح بالكلام الطيب .. بينما نجدهم


فى حالة موت الكافر الظالم تضربه الملائكة وتبشره بالعذاب المهين المقيم .. وتكون لحظات الأحتضار عسة وخروج الروح عسير ..



وتخرج الروح من الجسد..


ويموت الأنسان ..



ولكن هل الموت هو العدم؟؟


لا


أنه الخروج من عالم الحياة ... والحياة خروج من عالم الموت..



أى أن كلا منهما



ما هو الا خروج من عالم من خلق الله سبحانه


الى عالم اخر من خلق الله عز وجل .. له قوانينه وطرق الحياة المختلفة فيه .. وما يخضع الأنسان له فى حياة الموت مختلفا تماما عن ما يخضع له من قوانين فى الحياة الدنيا..



وحياة البرزخ



هى ما بعد الحياة الدنيا


وينتقل الأنسان اليها مرورا بمرحلة الموت


والله سبحانه وتعالى ستر عنا قوانين الحياة فى مرحلة البرزخ ولكنه اعطانا من خلال القرآن الكريم أمثلة توضح لنا نواحى معينة فى حياة ما بعد الموت وما يحدث فيها وهو ما يؤكد الحياة التى بعد الموت والتى بين الحياة الآخرة والحياة الدنيا..


وأول شىء بقوانين حياة البرزخ أننا نرى ما لم نكن نراه فى الدنيا..


اذ ان الرؤية فى الحياة الدنيا محدودة ولكن بعد الموت ترفع الغشاوة عن أعيننا لنرى أشياء كثيرة ..


مصدقا لقول الحق تبارك وتعالى :


" لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد" الأيه 22 سورة ق..



فمنذ ساعة الأحتضار



يرى الأنسان ما لم يكن يراه فى الدنيا لأن الله كشف عنه غطاء الدنيا فيرى عالما جديدا .. هذا العالم موجود ولكنه لا يراه خلال رحلته الدنيوية..



ورسول الله عليه أفضل صلوات الله وتسليمه قال:


( الناس نيام فاذا ماتوا أنتبهوا)


كيف يكون الأنسان فى الحياة الدنيا نائما ؟؟


وعندما يموت ينتبه !


مع أننا نرى الميت نائما بلا حراك !


الأنتباه


يحدث هنا .. لأنه رأى ما لم يكن يراه وعرف أن كل ما أخبره الله به من غيب حقيقة وواقع موجود يراه امامه بكل وضوح ولكن كان محجوبا عنه فى الحياة الدنيا..!



والأنسان حين يموت



يسمع كل ما يقال من حوله ولكنه لا يستطيع أن يرد ولا حتى ان يعبر ؛ وذلك لأنه هنا اصبح فى عالم آخر غير عالم الأحياء وخرج من قوانين الحياة الدنيا ولذا فقد بطلت كل أساليب تعامله مع الأحياء.



ففى غزوة بدر



وبعد أن انتهت المعركة


أقبل رسول اللهhttp://forum.amrkhaled.net/images/sm...salla-icon.gif وسلم على القتلى من الكفار فقال:


( بئس عشيرة النبى كنتم لنبيكم .. كذبتمونى وصدقنى الناس وخذلتمونى ونصرنى الناس ؛ وأخرجتمونى وآوانى الناس ) ..


ثم أمر بهم فسحبوا الى قليب من قلب بدر .. فطرحوا فيه .. ثم وقف وقال:


( يا عتبة بن ربيعة ؛ ويا شيبة بن ربيعة ؛ ويا فلان ويا فلان .. هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟؟ فأنى وجدت ما وعدنى ربى حقا ) : فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : يا رسول الله أتخاطب أقواما جيفوا .


فقال رسول الله http://forum.amrkhaled.net/images/sm...salla-icon.gif : والذى نفسى بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم ميتون لا يستطيعون الجواب) ..



وهذا دليل على ان الموت ليس بعدما ولكنه انتقال الى حياة أخرى لها قوانينها الخاصة بها..



والى لقاء آخر








توتاله توته 04-12-2007 02:08 AM

السلام عليكم
جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
__________________

منيبة الى الله 04-12-2007 03:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتاله توته (المشاركة 423250)
السلام عليكم
جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
__________________

وأنت أهل الجزاء أخيتي..
و مشكورة على مرورك الكريم..

منيبة الى الله 04-12-2007 03:59 PM

ونعود لنستكمل
اكبر دليل على أن هناك حياة أخرى لها قوانينها ..
اذا قرأت القرآن الكريم
تجد قول الحق سبحانه و تعالى :
" يأيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الأخرة كما يئس الكفار من أصحب القبور " الأيه 13 سورة الممتحنة ..
الله سبحانه وتعالى يحذر المؤمنين من أن يتخذوا الكفار اولياء .. وذلك لأن الكفار يئسوا من الأخرة .. فهم اما منكروها .. واما لا يرجون منها خيرا ..ولو كانوا يرجون الخير لعملوا من اجلها .. وهنا نتوقف عند قول الحق تبارك وتعالى :
" كما يئس الكفار من أصحاب القبور "
لنتساءل : لماذا يئس الكفار ؟؟؟
والجواب:
الكفار يئسوا لأنهم عرفوا يقينا مصيرهم .. وعرفوا يقينا أن الله لن يشملهم برحمته .. ومعرفة هذا تقتضى فهما لأن اليأس لايصيب الأنسان الا أذا علم ان ما يرجوه هو المستحيل ..
ولو كان الموت عدما ما يئس الكفار وما أحسوا بشىء ؛ فالعدم ليس فيه أى نوع من الفهم والأدراك أو الرؤية أو الأحساس بشىء..
ولكن الكفار يئسوا من أن يجدوا أى نوع من الرحمة فى الأخرة وهذا لا يمكن أن يحدث الا اذا كان هناك فهم وادراك ..
أذن
الموت ليس عدما ولكنه عالم بقوانينه يستطيع الأنسان فيه أن يفهم وأن يعرف .. واذا اردنا دليلا آخر عما يحدث فى حياة البرزخ التى يكون الأنسان فيها بعد الموت ..
فلنقرأ قول الحق سبحانه وتعالى :
" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب " الأيه 46 سورة غافر..
الحق تبارك وتعالى يخبرنا ...
أن آل فرعون سيعرضون على النار كل صباح ومساء ..
ولكن متى ؟؟؟
هل هذا العرض فى الحياة الدنيا ؟؟
بالطبع لا
لأنه لو كان ذلك حدث وراوا النار مرة واحده وهم فى الحياة الدنيا .. لآمنوا على الفور ..!
بل لكانوا أشد الناس ايمانا لأنهم راوا العذاب ومدى شدته .. ولما بقوا دقيقة واحده على كفرهم .. ولكن آل فرعون ظلوا على كفرهم وعنادهم وعبادتهم للبشر .. حتى أغرقوا فى البحر ..
والأية الكريمة تخبرنا بأنهم :
سيقادون فى الى أشد العذاب فى الأخرة وسيكونون فى الدرك الأسفل من النار ..
أى أنهم سيذوقون العذاب فعلا وهذا مؤكد فى الأيات بالقرآن الكريم ..
فاذا كانوا :
لم يعرضوا على النار ولا رأوها فى الدنيا
وفى الأخرة سيدخلون النار ويلقون أشد العذاب ...
فمتى يعرضوا على النار صباحا ومساء؟؟
أنه فى المرحلة التى بين الموت والبعث ..
آى فى حياة البرزخ
وتلك من الأدلة والبراهين التى ذكرها الله سبحانه فى القرآ، الكريم على ان الموت ليس عدما ولكنه وجود بقوانين خاصة .. يوجد فيه نوع من الفهم والا ما يئس سكان القبور من الآخرة ..!
وما عرض قوم فرعون على النار .. لأن عرضهم يقتضى فهما بأنهم سيعزبون فى تلك النار التى يروها صباحا ومساء..
وهناك من الأشياء الكثيرة التى تحدث للميت ويحس بها وهو بين الدنيا والآخرة..
واذا كان الموت خلقا ؛؛ والحياة خلقا ..
وكلاهما فيه الأحساس بشكل يختلف عن الأخر وكلاهما له قوانينه وكلاهما بعيد عن العدم ..
على اننا لا بد أن نلتفت الى ان:
الحق سبحانه وتعالى :
يذكر الموت قبل الحياة فى آيات كثيرة من القرآن الكريم ..
ذلك لأن الموت شابقا للحياة .. وأنه سبحانه يريد دائما أن يلفتنا الى الموت ..
حتى تكون الذكرى والسعى والهرولة الى الخير والأيمان والعمل الصالح ..
ولأن الدوافع الحياتية متمكنة فى النفس البشرية فهى ليست بحاجة الى تذكرة ..!
فهى موجودة بالفعل فى النفس البشرية وأوجدها الله تعالى حتى يتم عمارة الدنيا ..
ولكن الأنسان فى حاجة الى الألتفات الى الموت وأنه حقيقة ولا هروب منها..
وأنه انتقال الى الأخرة فلابد من أن نعمل من اجل حياة الموت والتى بدورها تنقلنا الى الدار الأخرة وهى اما شقى وأما سعيد ....
والى لقاء آخر

المشتاقة للجنة 04-12-2007 07:49 PM

جزاك الله الفردوس الاعلى اخيتي على هدا العمل القيم

منيبة الى الله 11-12-2007 11:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة للجنة (المشاركة 423701)
جزاك الله الفردوس الاعلى اخيتي على هدا العمل القيم


وأنت اهل الجزاء أختي ليلى.. بارك الله فيك على المتابعة..

منيبة الى الله 11-12-2007 11:23 AM

والى هنا
نكون قد بيننا معنى الموت والحياة وان كلاهما خلق من خلق الله سبحانه..
ولكن الحياة التى تستمر ولا يليها موت هى الحياة الآخرة واما الموت فانه ينتهى عند البعث فليس بعد البعث موت .. ولكن حياة الخلد أما فى نار جهنم ونستعيذ بالله منها او فى الجنة اللهم آمين ..
قبل الحساب
نبأنا الحق تبارك وتعالى فى كتابه العزيز
ان الأنسان يخرج من الحياة الدنيا بطريقتين ...
اما تحيط به الملائكة يبشرونه بالجنة وما ينتظره من نعيم يهونون عليه لحظات سكرات الموت ..
واما محاطا بملائكة العذاب والعياذ بالله .. يضربونه على وجهه وعلى مؤخرة جسده وينذرونه بالنار وعذاب الحريق ... فيتمنى فى هذه اللحظة لو لم يولد ويستشعر الجريمة الكبرى التى ارتكبها فى حق نفسه ..
ولكن بعض العلماء يقولون
انا الله سبحانه وتعالى حدد طريقة الخروج من الدنيا الى حياة البرزخ فى القبر على أساس ثلاث حالات :
ففى سورة الواقعة يقول الحق سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" فأما ان كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) واما ان كان من أصحب اليمين (90) فسلم لك من أصحب اليمين (91) وأما ان كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) وتصلية جحيم" ( الأيات من 88 _94 ) سورة الواقعة ..
ان هذه الآيات الكريمة
لم تبين الحالة التى يغادر عليها الأنسان الحياة الدنيا .. ذلك أن المقربين وأصحاب اليمين هؤلاء وهؤلاء تتلقاهم ملائكة الرحمة ويبشرون بالجنة ولكن لكل درجات تختلف عن الأخر..
فالمقربون او السابقون
لهم الدرجات العلى والمقام العال عند ربهم ولا يحسب أحد أن السابقين او المقربين هم الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وحاربوا فقط ...! وأن من جاء بعدهم لن يصل الى درجاتهم مهما فعل ...!
فأن الله هو العدل سبحانه ويأبى العدل ان يحرم محبا لله متفانيا فى العبادة من الدرجة العالية فى الآخرة..
لذلك نجد القرآن الكريم يخبرنا
أن هؤلاء السابقين أو المقربين الذين هم أقرب خلق الله الى الله سيكونون من الأولين ومن الآخرين ولكن كثرتهم ستكون من الأولين ..
وأقرا قول الحق سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين " ( الأيتان 13 ؛ 14 من شورة الواقعة )..
ان عدل الله سبحانه وتعالى يأبى الا يجعل الباب مفتوحا لكل مجتهد فى عبادته .. راغب فى التقرب اليه .. ليجزيه اعلى الدرجات فى الأخرة .. ما دام قد أخلص لله ورعاه فى كل شئون حياته ..
ولكن القول بالقلة والكثرة
الكثرة فى الأولين والقلة فى الأخرين .. يلفتنا الى علم سبحانه واحاطته بحال خلقه .. وكيف ان الدنيا ببريقها ستجذب الناس أكثر وأكثر كلما تقدم الزمن .. بحيث يقل عدد المخلصين فى عبادة الله سبحانه والحريصين على رضاه والمجاهدين فى سبيله ..
وقد أنبانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامات كثيرة ..
تتحقق كلما أقتربت الساعة .. وكل هذه العلامات التى تحققت ترينا ان البعد عن منهج الله سيزداد .. والمعصية ستكثر والأخلاص فى القلب سيقل ..
حتى ان الناس يحاولون تفسير الدين على ما يرضى أهوائهم ومصالحهم الدنيوية ... وتزخرف المساجد بينما تخرب القلوب التى يملؤها الرياء والنفاق ..
ونعود مرة اخرى الى ساعة الأحتضار
تلك الساعة التى يكون فيها الأنسان بين الحياة والموت !
ونقول ان هذه الساعة اذا جاءت فان النسان يعلم يقينا أنه سيموت فليس فى هذه الساعة كذب ..! ولا فيها أحساس بامكان الهروب ..
اذ أن الانسان يكشف عنه الكثير من الحجب فيعلم يقينا أنها ساعة الرحيل ..
وقد يرى الملائكة من حوله سواء ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب والعياذ بالله ويسمعهم وفى تلك اللحظة فان بشريته تكون قد خمدت فلم تعد له أرادة فى عمل دنيوى يمكن ان يفعله ..
وفى هذه اللحظة ايضا لا تقبل التوبة ..
لأنه ما دام الأنسان قد رأى ملائكة الموت وعلم يقينا بأنه راحل او ميت فلايوجد ايمان بالغيب ولكن يوجد يقين مرئى بالحقيقة وليس مع العين وما تراه ايمان .. فمتى رأت العين وشاهدت فليبس مع العين أين .. فالأيمان هو بما لاتراه .. اما ما تراه وتشاهده فليس ايمانا ولذلك لا يمكن ان تقول لشخص جالس معك : أنا أؤمن بانك جالس معى ولكن الأيمان يكون بالغيب المحجوب عنك وخلاف ذلك فهو ليس الا مشهدا ....
والى لقاء آخر

ranaraslan 12-12-2007 03:53 PM

جزاكي الله كل خير اختي منيبة الى الله
ربنا يجعله في ميزان حسناتك

ام ايمن 14-12-2007 04:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله مجهود رائع
أحسن الله اليك اختي المنيبة الى الله ونفع بك وجعل ذلك في ميزان حسناتك

(فارس الخير) 14-12-2007 05:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله مجهود رائع


الساعة الآن : 04:19 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 119.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.26 كيلو بايت... تم توفير 1.96 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]