جواز التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
جواز التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد يغتنم زائر النبي صلى الله عليه وسلم الفرصة ويتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو على بعد خطوات منه عليه الصلاة والسلام، وقد يواجه المتوسل بمن يمنع هذا التوسل أو يصفه بالشرك من عند نفسه بلا دليل ولا برهان، لذلك فقد وجدنا لزيادة الفائدة أن نبين في هذا الموضوع جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، وأنه ليس شركاً ولا حراماً ولا بدعة. إعلم أخي المسلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير اللّه، لأنه ليس عبادة لغير اللّه مجرد النداء لحي أو ميت، ولا مجرد الاستغاثة بغير اللّه، ولا مجرد قصد قبر نبي للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستعانة بغير اللّه تعالى. تعريف العبادة : فهذه الأمور لا ينطبق عليها تعريف العبادة عند اللغويين، لأن العبادة عندهم: "الطاعة مع الخضوع"، قال الأزهري الذي هو أحد كبار اللغويين نقلاً عن الزجاج الذي هو من أشهرهم: "العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع"، وقال مثله الفراء، وقال بعضهم: "العبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع"، وقال بعضٌ: "نهاية التذلل". فكيف يقول بعض من لا حظّ له من العلم إن الذي يتوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم صار مُشركاً لأنه عبد غير الله!، وقد بيّنا أن العبادة هي غاية الخضوع والخشوع، ولا نعتقد بأحد مِنَ المسلمين الذين يتوسّلون بالنبيّ صلى الله عليه وسلم أنهم يعبدونه أو يعتقدون أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يضر وينفع على الحقيقة، بل الذي نعتقده فيهم أنهم يدينون لله بأنه هو الضّار والنافع على الحقيقة وإنما يتوسّلون بالنبي صلى الله عليه وسلم لمقامه عند الله عز وجل، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والسلف الصالح من التوسل لذلك كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخذ علماء الخلف منهم جواز التوسّل . فالذي يدعو الله بجاه محمد فهذا القول جائز ليس شركاً، فلا تلتفت أخي المسلم لمن يرمون الناس بالشرك لأنهم يدعون الله بجاه محمد، وإليك الأدلة على ما نقول: الدليل على جواز التوسل: والدليل على جواز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ما رواه الطبراني في معجميه الكبير والصغير عن الصحابي عثمان بن حُنيف: حديث الأعمى : أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمانَ بن حنيف، فشكى إليه ذلك، فقال: "ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل: اللّهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، ثم رُحْ حتى أروح معك". فانطلق الرجل ففعل ما قال ثم أتى باب عثمان، فجاء البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان بن عفان، فأجلسه على طنفسته فقال: "ما حاجتك؟"، فذكر له حاجته، فقضى له حاجته، وقال: "ما ذكرتُ حاجتَك حتى كانت هذه الساعة"، ثم خرج من عنده فلقي عثمانَ بن حُنيف فقال: "جزاك اللّه خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيّ"، فقال عثمان بن حُنيف: "واللّه ما كلمته ولكن شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال صلى اللّه عليه وسلم: "إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول اللّه إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد، فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصلّ ركعتين ثم قل هؤلاء الكلمات" ففعل الرجل ما قال، فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط". الطبراني يصحح حديث الأعمى : قال الطبراني: "والحديث صحيح"، ففيه دليل على أن الأعمى توسّل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في غير حضرته، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول اللّه، ثم دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حُنيف: فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر . جواز قول يا محمد وأما الدليل على جواز قول يا محمد مع الاعتقاد أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة إلا اللّه فهو ما رواه الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد تحت باب: ما يقول الرجل إذا خدرت رجله، قال : " خدِرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد ". |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
ينقل الموضوع الى ملتقى الفتاوي الشرعية لكي يفتينا شيخنا أبو البراء الأحمدي في هذا الأمر بارك الله فيه. جزاكم الله خيراً |
[quote=القائد العربي;375720]
السلام عليكم ورحمة الله بداية الحديث : أجمع العلماء السابقين واللاحقين من أهل السنة والحديث على عدم جواز التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام . ونحن نأخذ العلم من أهل العلم كما تعرف لذلك نحن ملتزمين بما ذهب إليه العلماء بهذا الخصوص . ثانيا : لا يوجد حديث أو أية كريمة تشير إلى جواز التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام نهائيا لذلك لا سند شرعي يدعم قولك لخص العلماء تعريف العبادة بقولهم: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، فمثال الأفعال الظاهرة الصلاة، ومثال الأقوال الظاهرة التسبيح، ومثال الأقوال والأفعال الباطنة الإيمان بالله وخشيته والتوكل عليه، والحب والبغض في الله. وشروط صحتها إثنان هما أحدهما: أن لا يعبد إلا الله، وهو الإخلاص الذي أمر الله به، ومعناه أن يقصد العبد بعبادته وجه الله سبحانه، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }(البينة:5) والثاني: أن يعبد الله بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع، قال تعالى: { أَم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }(الشورى: 21) معنى كلمة التوسل : جاء في كتاب التوسل أنواعه و أحكامه للشيخ الالباني رحمه الله التوسل في اللغة والقرآن معنى التوسل في لغة العرب : وقبل الخوض في هذا الموضوع بتفصيل أحب أن ألفت النظر إلى سبب هام من أسباب سوء فهم كثير من الناس لمعنى التوسل وتوسعهم فيه وإدخالهم فيه ما ليس منه وذلك هو عدم فهمهم لمعناه اللغوي وعدم معرفتهم بدلالته الأصلية ذلك أن لفظة ( التوسل ) لفظة عربية أصيلة وردت في القرآن والسنة وكلام العرب من شعر ونثر وقد عني بها التقرب إلى المطلوب والتوصل إليه برغبة قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ( القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل ) وقال ابن فارس في ( معجم المقاييس ) : ( الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل إذا رغب والواسل : الراغب إلى الله عز وجل وهو في قول لبيد : أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم بلى كل ذي دين إلى الله واسل ) . وقال الراغب الأصفهاني في ( المفردات ) : ( الوسيلة : التوصل إلى الشيء برغبة وهي أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة قال تعالى : وابتغوا إليه الوسيلة } وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى : مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحري مكارم الشريعة وهي كالقربة والواسل : الراغب إلى الله تعالى ) . وقد نقل العلامة ابن جرير هذا المعنى أيضا وأنشد عليه قول الشاعر : إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل هذا وهناك معنى آخر للوسيلة وهو المنزلة عند الملك والدرجة والقربة كما ورد في الحديث تسمية أعلى منزلة في الجنة بها وذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم : ( صحيح ) ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله إلى الوسيلة فإنها منزلة لا تبتغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم التوسل به أقسام أحدها أن يتوسل بالإيمان به وهذا التوسل صحيح مثل أن يقول اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي هذا لا بأس به وهو صحيح وقد ذكره الله تعالى في القرآن في قوله (ربنا إننا سمعنا مناديناً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار) ولأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً ثانياً أن يتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم أي بأن يدعو للمشفوع له وهذا أيضاً جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللهم إن نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله فيدعو الله سبحانه وتعالى بالسقية فالتوسل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه هذا جائز ولا بأس به القسم الثالث أن يتوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في حياته أو بعد مماته فهذا توسل بدعي لا يجوز وذلك لأن جاه الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينتفع به إلا الرسول صلى الله عليه وسلم أما أنت بالنسبة إليك فإنك لا تنتفع به لأنه ليس من عملك وشيء ليس من عملك لا ينفعك وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو أن ترزقني الشيء الفلان لأن الوسيلة لابد أن تكون وسيلة والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء فلابد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد ولا نافع وللعلم فقط هذه الكلام الذي كتبته ليس من عندك بل منقول حرفا من أحد المنتديات وللعلم أيضا هذا الكلام هو من صلب العقيدة الصوفية وعقيدة الاحباش فاحذر يا أخي أن تنقل ما لا تعلم والسلام على من إتبع الهدى وتجنب الاهواء والبدع |
مواصلة الرد على القائد العربي فما هي الاستغاثة ؟ والأستغاثة لأننى أعرف موضوعك التالي الاستغاثة دعاء خاص يكون عند الضيق أو الاضطرار. فهي أحد أنواع الدعاء؛ فما يقال عن الدعاء من أحكام يقال عن الاستغاثة. لقد جاءت آيتان في القرآن تنصص على الاستغاثة بالله هما: * (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9). وهؤلاء هم أهل بدر y . * (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ) (الأحقاف:17). والشاهد أن الاستغاثة لم ترد شرعيتها في القرآن بغير الله. الطلـب من المخلـوق نوعــان أما قوله تعالى عن موسى u : * (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَــى حِينِ غَفْلَةٍ مــِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (القصص:15). لأن هذه استغاثة سببية ليست مختصة بالله وحده. فإن الدعاء أو الطلب من المخلوق نوعان: 1. طلب في ما يقدر على إجابته. وذلك في حال حضوره وسمعه ما يطلب منه كأن تدعو أخاك أن يحمل لك حاجتك، أو يدفع عنك عدوك، أو يخلصك من حريق أو غرق. وفي هذا يقول سبحانه: *(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2). ومنه استغاثة الرجل المذكور بموسى u . 2. أما الدعاء أو الطلب الممنوع والذي عليه مدار حديثنا وبحثنا فهو دعاء المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، وذلك حين يكون غائباً أو ميتاً؛ فهو لا يسمع ولا يبصر ولا يقدر على إجابة من يدعوه. وفي هذا يقول سبحانه: * (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5). لا يستغـاث إلا باللــه كماجاءتآياتأخرى تحصر الاستغاثة بالله وحده وتنهى عن الاستغاثة بغيره منها: * (أَمنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62). إذ يقرر اللهتعالى هنا أن الذي يجيب دعاء المضطر إنما هو إله. وبما أنه ليس من إله مع الله؛ إذن لا يصح دعاء غير الله وإلا كان بمنزلة دعاء المعدوم. بل هو كذلك حقاً وواقعاً. وفي هذا يقول تعالى: * (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (العنكبوت:42). والحاصل أن الاستغاثة بغير الله تجعل من ذلك الغير إلها مع الله، وذلك شرك. وكون المستغاث أو المدعو من دون الله يضفي عليه صفة الإله ورد في مواضع أخرى كقوله تعالى: * (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101). و(آلهة) جمع (إله). *(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (الإسراء:56). وفيالآيةتسفيه لمن يدعو غير الله لكشفما بهمن ضر؛لأنهلا يملك كشفه عنه، كما أنه لا يملك تحويله إلى غيره. المشركــون القدمــاء كانـوا يوحــدون اللـه بدعــاء الاستغاثــة والعجيب أن مشركي العرب كانوا إذا وقعوا في شدة وكرب توجهوا إلى الله بالدعاء فاستغاثوا به، وتركوا آلهتهم التي كانوا يدعونها وقت الرخاء. فلم يكن العرب أيام جاهليتهم يستغيثون بغير الله! وقد ثبت هذا في آيات كثيرة من القرآن منها: * (وَإِذَا مَسَّ الأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (الزمر:8). * (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس:22). بل إن منهم من إذا ركب البحر فهبت عليهم عاصفة، أو وقع في شدة وكرب فوجد نفسه قد نسي آلهته التي كان يدعوها من قبل, واندفع هو ومن معه يستغيثون بالله وحده علم بطلان ما كان يصنع من قبل من دعاء آلهته وقت اليسر والرخاء ، بعد أن تحقق من عجزها عن إغاثته وقت الشدة والبلاء. وفي ذلك يقول تعالى: * (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (لقمان:32). ومقتصد أي سالك سبيل القصد أي الاعتدال بمعنى أنه سيستمر على توحيد الله فلا يدعو غيره بعد إذ نجاه من تلك الشدة. وهذا يبين أن الناس في زماننا قد انحدروا في شركهم إلى أسوأ مما كان عليه المشركون في الجاهلية الأولى!. |
والأستعانة حتى أقطع عليك الطريق مـا هـي الاستعانــة ؟ فما هي الاستعانة ؟ ولماذا لا تجوز إلا بالله ؟ الاستعانة طلب العون. فإذا كانت بالحي فيما يقدر عليه جازت. يقول تعالى: * (وَتَعَاوَنُواعَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2). ومنه قول ذي القرنين الذي حكاه عنه تعالى بقوله: * (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌفَأَعِينُونِيبِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) (الكهف:95). ويقول النبي r : (( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) رواه مسلم. وكذلك هو حكم الاستعانة بالأسباب المادية والمعنوية كما قال تعالى: * (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153). وهذه كما تستعين بالعكاز أو العصا. الاستعــانة الشركيــة أما إذا كانت خارجة عن نطاق الأسباب، كأن تكون استعانة بميت، أو غائب لا سبب بينك وبينه يوصل معونته إليك فإنها شرك محرم. قال تعالى: * (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نسْتَعِينُ) (الفاتحة:5). وتقديم ضمير المفعول (إياك) يفيد الحصر كما قال الشاعر: (إياكِ أعني واسمعي يا جارة)؛ ولذلك جاء الضمير متقدماً على الفعلين: (نعبد) و (نستعين) كليهما. والمعنى: كما أن العبادة محصورة بالله وحده فكذلك الاستعانة. الاستعــانة عبـــادة بل الاستعانة أحد أفراد أو أنواع العبادة. ولكن لأهميتها وعظمتها أفردها الله تعالى بالذكر، لا لأنها شيء آخر مغاير العبادة. وهذا الأسلوب مألوف جداً في لغة العرب, يسميه العلماء بـ(عطف الخاص على العام), ويكثر وروده في القرآن كما قال تعالى: (وَمَاأُمِرُواإِلالِيَعْبُدُوااللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(البينة:5). ولا شك في أن الصلاة والزكاة المعطوفة على العبادة من العبادة، وليست شيئاً آخر غيرها. وكما قال أيضاً: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:98). وجبريل وميكال من الملائكة، وقد عطفا عليها عطف الخاص على العام. وهكذا. والاستعانةالخارجةعنالأسبابمنجنس الدعاء فهي عبادة بهذا الاعتبار أيضاً؛ ولذلك لم ترد منسوبة لغير الله في القرآن قط . ومن هذا الباب جاء قوله تعالى: * (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا) (الأعراف:128). * (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18) * (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (الأنبياء:112). ومن ذلك قولهrيخاطبابنعمه عبد الله بن عباس t : ((يا غلامإنيأعلمككلمات: احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه أحمد والترمـذي وقال: هذا حديث حسن صحيح |
وأصل معاك إلى النهاية التوسل [ التوسـل المقتــرن باعتقــاد باطــــل إذا كان الدعاء بجاه علي مصحوباً باعتقاد كونه يسمع ويعلم وينفع ويضر, وأنه لا بد من توسطه فهذا شرك لا يغير منه كون الدعاء قد توجه به صاحبه إلى الله لفظاً مع تعلق قلبه بعلي حقيقة وقصداً. وليتق الله أولئك الدعاة والعلماء الذين يبررون للعوام أباطيلهم, بل يعلمونهم كيف يشركون بالله شركاً مغلفاً؛ فإن ما يفعلونه ما هو إلا حيلة وخدعة لا تنطلي على الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. والألفاظ لا تغير من حقيقة المقاصد عند الله شيئاً. التوســل الخـــالص أما إذا كان الدعاء موجهاً إلى الله خالصاً, ومن دون اعتقاد أن علياًيسمعأويعلم, أوينفع أو يضر, أو أنجاههشرط لقبول الدعاء, إنما التوسل بالجاه أفضل وأكثر مظنة للاستجابة -فهذا الدعاء خرج من دائرة الشرك. وقد أجازه أكثر العلماء شهرة في المحافظة على جناب التوحيد ومحاربة الشرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي في (مجموع الفتاوي). وجعله الشيخ الألباني في مقدمته على (شرح العقيدة الطحاوية) من فروع المسائل، ولم يدخله في المسائل الاعتقادية الأصولية. ولكن… العوام لا يدركون الفرق كم من هؤلاء الناس الذين يدعون الله بالجاه يدعونه دون هذه التصورات أو الاعتقادات الباطلة في علي وغيره من الأولياء؟! لا شك أنهم قليلون قلة لا اعتبار لها. حتى تكاد تقتصر على العلماء الذين انحصرت مهمتهم على دلالة العوام على الطرق السهلة المعبدة التي تصل بهم إلى هاوية الشرك من حيث لا يعلمون! والعوام لا يخطر على بالهم هذا التجريد. وهم عادة لا يعرفون هذه التفصيلات, ولا هذا الفصل بين الدعاء المجرد والدعاء المقيد أو المصحوب بتلك الاعتقادات الفاسدة. وهكذا يتبين أن الاعتراض مسألة أشبه بالمسائل الافتراضية الذهنية منها بالواقعية؛ فيكون المنع من التوسل بالجاه هو الأولى بناء على مجموع الصورة الكلية الواقعة للتوسل, وسداً لذريعة الوقوع في الشرك. وهي حاصلة قطعاً. ويتبين أيضاً أن المجيز لهذا التوسل إنما ينظر إلى المسألة نظرة موضوعية مجردة. إنه يقوم بتفكيك الدعاء إلى عناصره الأولية فيأخذ منه ما يطابق العنوان فقط –وهو التوسل بالجاه- فيطلق عليه حكم الجواز لخروجه عن دائرة الشرك, ذاهلاً عن الصورة الكلية الحاصلة التي لا تقبل التفكيك واقعاً. وأرى أن هذههي العقدة التي حصلتبين من أباح التوسل المجرد بالجاه وبين من حرم التوسل بجميع أشكاله حتى لو كان الدعاء خالصاً لله دون أي شائبة شركية. وأدخله في العقيدة, ومنهم من جعله من أصولها! إن الفريق الأول نظر إلى الموضوع نظرة ذهنية تجريدية, بينما نظر الفريق الثاني إليه نظرة واقعية فعلية. ولو حُرِّر موضع الخلاف لانحلت العقدة والله أعلم. التوســل بدعــاء الأحيـــاء أن التوسل بالجاه صيغة من الدعاء مبتدعة لم ترد في كتاب ولا سنة. ولم تؤثر عن أحد من الصحابة y . ولا دليل عليها سوى الشبهات. وأقواها حديث استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس عم النبي e , وحديث الأعمى على ضعفه. وكلاهما في التوسل بدعاء الحي: فالأعمى توسل إلى الله تعالى بدعاء النبي e في حياته وحضرته, وعمر توسل بدعاء العباس الذي قام فدعا لهم. وإلا لما عدل عن التوسل بجاه النبي eإلى سواه. ولو كان بصر الأعمى قد رده الله بمجرد توسله بجاه الرسول لكان كل أعمى بعد وفاته eلا يحتاج إلى رد بصره إلى أكثر من أن يقوم فيتوضأ ويصلي ركعتين ثم يقول: اللهم بجاه النبي محمد e ردّ عليّ بصري, فيرد الله عليه بصره وينتهي كل شيء! ولسمعنا بقصص لا تنتهي من رجوع بصر العميان إليهم بمجرد توسلهم بجاه الرسول e.وهذا غير حاصل. فما الشيء الذي كان موجوداً عند دعاء الأعمى في حضرة النبي e -على فرض صحة الحديث- وفُقِد بعد وفاته؛ فصار دعاء العميان فاقداً للاستجابة ؟ إنه دعاء الرسول! والتوسل بدعاءالرسول e في حياته - وكل حي متمكن من الدعاء - مشروعلاحرج فيه. وقد جاء منصوصاً عليه في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْإِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْجَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَلَهُمُالرَّسُولُلَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء:64). |
ان كنت من طلاب الحق فراجع نفسك وهاأنا اريك بعض اخطائك راجيا منك اصلاحها اخي الحبيب ان في كلامك تهجم صريح على سلف الامه وذلك باقوالك التالية: وقد يواجه المتوسل بمن يمنع هذا التوسل أو يصفه بالشرك من عند نفسه بلا دليل ولابرهان، لذلك فقد وجدنا لزيادة الفائدة أن نبين في هذا الموضوعجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، وأنه ليسشركاً ولا حراماً ولا بدعة. ثم أردفت تشرح ذلك من تلقاء نفسك فقلت: أعلم أخي المسلم أنهلا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهمبدعوى أن ذلك عبادة لغير اللّه، لأنه ليس عبادة لغير اللّه مجرد النداء لحي أو ميت،ولا مجرد الاستغاثة بغير اللّه، ولا مجرد قصد قبر نبي للتبرك، ولا مجرد طلب ما لمتجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستعانة بغير اللّه تعالى. وانت بذلك ترد كلام الائمة وسلف الامة وتقول(وقد يواجه المتوسل بمن يمنع هذا التوسل أو يصفه بالشرك من عند نفسه بلا دليل ولابرهان،). واليك أقوال اهل العلم في ذلك إن كانت غابت عنك: أقول الحنفية في(شرح كتاب الكرخي): "قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، قال وأكره أن يقول: بحق فلان، وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام"إهـ. وقال ابن بلدجي في(شرح المختار): "ويكره أن يدعو الله تعالى إلا به فلا يقول: أسألك بفلان، أو بملائكتك، أو بأنبيائك ونحو ذلك، لأنه لا حق للمخلوق على خالقه"اهـ قال الإمام ابن القيم في الإغاثة(247): "ما يقول فيه أبوحنيفة وأصحابه: (أكره كذا) عند محمد بن الحسن حرام، وعند أبي حنيفة وأبي يوسف هو إلى الحرام أقرب، وجانب التحريم عليه أغلب" ومنه يُعلم أن التوسل بحق النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه كأن يقول: اللهم بجاه النبي ارزقني أو اللهم بحق النبي وفقني =محرمٌ عند الحنفية قولاً واحداً، أقول الحنابلة أما مذهب الحنابلة في هذا التوسل المبتدع فمعروف أنهم يمنعون من ذلك ويبالغون فيه لاسيما في هذه الأزمان وقد نقل الآلوسي في جلاء العينين ص452عن الحنابلة في أصح القولين: أنه مكروه كراهة تحريم وهذا إذا كان الداعي متوجهاً إلى ربه متوسلاً إليه بغيره؛ مثل أن يقول: أسألك بجاه فلان عبدك، أو بحرمته أو بحقه. وأما إذا توجه إلى ذلك الغير فطلب منه كما يفعله كثير من الجهلة فهو شرك. اهـ ولا يخفى قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه: (التوسل) تحت عنوان(دفع توهم): "هذا ولا بد من بيان ناحية هامة تتعلق بهذا الموضوع وهي أننا حينما ننفي التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وجاه غيره من الأنبياء والصالحين فليس ذلك لأننا ننكر أن يكون لهم جاه، أو قدر أو مكانة عند الله، كما أنه ليس ذلك لأننا نبغضهم وننكر قدرهم، ومنـزلتهم عند الله ولا تشعر أفئدتنا بمحبتهم. أخيراً: ترى هل دريت يا هذا بأنك حينما تقول ذاك الكلام فإنك ترد على سلف هذه الأمة الصالح،
وهذا فيه طعن صريح بأئمة المسلمين كالإمام أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله تعالى، وقد قال أبو حنيفة: أكره أن يتوسل إلى الله إلا بالله"إهـ. وفي فتاوى العز بن عبد السلام: "أنه لا يجوز سؤال الله سبحانه بشيء من مخلوقاته لا الأنبياء ولا غيرهم"اهـ. ولعل الاعتداء المذكور في قوله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين)، وما يوافقه من قوله صلى الله عليه وسلم: ( سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء) -لعله- ينطبق على الأدعية والاستغاثات والتوسلات المتبدعة. وشيء لم يفعله رسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون ولا هو من سبيل المؤمنين لا شك أن تركه خير من فعله، فكيف وقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم عموماً يستفاد ذلك من أحاديث كثيرة؟ ونهى عنه الأئمة الأعلام الذين عليهم مدار الإسلام؟ ولم يُعرف هذا التوسل وينتشر إلا عند المتأخرين الضالين حاشا المؤمنين المتبعين لسنة سيد المرسلين. ويغني عنه التوسل المشروع الذي شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله وعمل به الخلفاء الراشدون ومن تبعهم من المحسنين، وهو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا والتوسل بالإيمان والأعمال الصالحة المخلَصة، فهذا هو الطيب المرغب فيه مثل قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"،"ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين"،"وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)(وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) إلخ إلخ. ولذلك كان دعاء الأنبياء إنما هو الافتقار إلى الله والتوسل إليه بأسمائه وصفاته. فمن دعاء موسى عليه السلام: (رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين) فتوسل بأرحم الراحمين أي توسل بصفة الرحمة التي تليق به سبحانه، وقال في آية آخرى: (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا) فتوسل إليه سبحانه بقدرته على الهداية والإضلال وتقديره لكل شيء وبأنه ولي المؤمنين دون الكافرين فأحرى أن يغفر لأوليائه، وهذا غاية التلطف في الدعاء، وكان قبل ذلك قد توسل إلى الله بتنـزيهه والتوبة إليه عندما قال: (سبحانك تبت إليك). وكذلك أيوب عليه السلام توسل إلى الله بصفة الرحمة فقال: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، ولذلك روي في الحديث أن من قال: يا أرحم الراحمين ثلاثاً قال له الملك الموكل: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسلْ اهـ. وكذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتوسل إلى الله برحمته مثل قوله: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" وتوسل يونس عليه السلام إلى ربه بوحدانيته قال: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فاستجاب له ونجاه من بطن الحوت، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتوسل إلى الله بوحدانيته يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت) الحديث فقال عليه الصلاة والسلام: لقد دعا الله باسمه الأعظم. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) اهـ رواه الترمذي وغيره. فلم يقل يونس مثلاً: اللهم نجني بجاه جبريل أو بجاه إبراهيم أو بحق خاتم المرسلين محمد أو بحق مخلوق آخر بل توسل إلى الله بالله، كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك)، وكذلك شرع الله لنا التوسل إليه بتوبتنا كقول موسى عليه السلام: (سبحانك تبت إليك)، وكقول آدم: (ربنا ظلمنا أنفسنا) الآية. وشرع لنا كذلك التوسل بأعمالنا الصالحة التي هي خالصة لله كما في حديث الثلاثة الذين انسد عليهم الغار في الجبل فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم التي قصدوا بها وجه الله من بر الوالدين والعفاف عن الزنا مع القدرة عليه وإعطاء الأجير حقه فنجاهم الله سبحانه وتعالى وفرج عنهم، ولم يتوسل هؤلاء المخلصون بذوات المخلوقين أو بجاههم لأنه شنيع غير جائز ولا مشروع، ولوكان جائزاً وفيه فضيلة للجؤوا إليه وهم المضطرون. بل توسلوا إلى الله بما يحبه سبحانه ويرضاه من صالح الأعمال الخالصة له. فهم على عكس الضالين المبتدعين من هذه الأمة الذين أفضل دعائهم التوسل بجاه المخلوقين وأجسامهم، وهذا غفلة عما يحبه الله ورسوله ومعاندة لما شرعه الله ورسوله. وكذلك مما شرعه الله ومضى عليه الصحابة والتابعون التوسل إلى الله بدعاء الحي الصالح والتأمين على دعائه ومن ذلك لجوء الصحابة رضوان الله عليهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ليدعو لهم، كحال الأعمى الذي لجأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يدعو له لعل الله يرد عليه بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ أخرت ذلك فهو خير لك، وإن شئتَ دعوتُ. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك(أي بدعائه) نبي الرحمة يا محمد يارسول الله إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في وشفعني فيه" فردَّ الله عليه بصره. رواه الترمذي وغيره(1) وهذه من جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم والحديث وإن ضعّفه بعض العلماء فقد صححه آخرون، وهو صريح بالتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب الله دعاءه ورد على الرجل بصره(2) ولا شك أن ردّ بصر الرجلكان بدعاء النبي لا بدعاء الرجل -وإلا لشفي كل أعمى دعا بهذا الدعاء ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم هذا الرجل الدعاء أن يربطه بالله ويعلق قلبه عليه ويجعله يثق به سبحانه ويرشده إلى أهمية الدعاء لا أن يكون متواكلاً وهذا شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب الأسلمي لما سأله مرافقته في الجنة: (أعِنِّي على نفسك بكثرة السجود).رواه مسلم754 . (1) قال بعض المدرسين: إذا أريد إعمال هذا الحديث الآن. فليأت طالب الدعاء إلى رجل يظن به الصلاح ثم ليطلب منه الدعاء ويمكن لذلك الصالح أن يجيبه بقوله: إن شئتَ صبرتَ فهو خير لك، وإن شئتَ دعوتُ. فإن أصر على طلب الدعاء فليأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم ليقل: اللهم إني توجهت إليك بعبدك فلان في حاجتي الفلانية. اللهم فشفعه في وشفعني فيه. ويدعو له ذلك الصالح. وهو توسل بالدعاء واقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فيرجى له الإجابة. (2)تنبيه:هذا الحديث الذي رواه عثمان بن حنيف رضي الله عنه صحيح دون القصة التي ذكرها الطبراني وفيها أن عثمان بن حنيف علَّمها رجلاً له حاجة عند عثمان بن عفان لا يَلتفِت إليه -زعم- قال الألباني في كتابه (التوسل صـ95): "هذه القصة ضعيفة منكرة لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها والاختلاف عليه فيها ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث"اهـ.وثمّة شبهات وردت في أحاديث غير ثابتة يلهج بها أهل الأهواء مثل حديث: من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك إلخ رواه أحمد وابن ماجة ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي وعطية ضعيف كما قال النووي في الأذكار والذهبي وابن تيمية والهيثمي والبوصيري والألباني وغيرهم. قال الذهبي في الضعفاء(1/88): مجمع على ضعفه.وقال البوصيري في مصباح الزجاجة(2/52): "هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء"اهـ ومع ضعف هذا الحديث فليس فيه التوسل بالمخلوقين وإنما حق السائلين على الله أن يجيبهم وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم(حق العباد على الله أن لايعذبهم)؛يعني إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئاً، وكقوله تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)= =وكذلك حديث دعائه صلى الله عليه وسلم لأم علي فاطمة بنت أسد الذي رواه الطبراني وفيه: اغفر لأمي فاطمة بنت أسد بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي؛ فإن راويه المتفرد به روح بن صلاح قال عنه الألباني: اتفقوا على تضعيفه. وكذا حديث توسل آدم بحق محمد صلى الله عليه وسلم لمّا اقترف الخطيئة الذي رواه الحاكم والطبراني من طريق عبد الرحمن بن زيد قال الذهبي: موضوع. وقال في الميزان: خبر باطل. وكذا قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(3/360). وقد بيَّن الله تبارك وتعالى في سورة الأعراف دعاء آدم وحواء لما اقترفا الخطيئة: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). أما الأثر الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح(2/397) وعزاه لابن أبي شيبة -قال- بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار-وكان خازن عمر- قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر ..الحديث. فهذا الأثر غير صحيح من أصله وإذا كان صحيحاً إلى الراوي أبي صالح السمان-كما قال الحافظ- فمالك الدار الذي روى عنه أبو صالح القصة مجهول فكان ماذا؟! قال الألباني في كتابه التوسل صـ131: (مالك الدار غير معروف العدالة والضبط وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في المصطلح) اهـ وقال الحافظ المنذري في الترغيب 2/41: (مالك الدار لا أعرفه). وكذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/125. وكذلك الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم رأى المنام المزعوم غير معروف وتسمية سيف بن عمر التميمي له –بأنه بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة- لا تساوي شيئاً لأن سيفاً هذا متهم بوضع الحديث ومتفق على ضعفه عند المحدثين كما قال الألباني؛ قال ابن حبان: (يروي الموضوعات عن الأثبات, وقالوا: إنه كان يضع الحديث). ثم إن هذه القصة تخالف ما استقر عند المسلمين أن الدين قد أكمله النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته وعلّمهم إذا أصابهم القحط أن يخرجوا إلى المصلى ويستسقوا ويدعوا ربهم كما فعل هو في حياته صلوات الله عليه. فهل يحتاج هذا الأمر أن يذهب هذا الرجل إلى القبر ليعلم النبي أمته ماذا يفعلون؟! وهل كان عمر رضي الله عنه غافلاً عن السنة وعما يصلح الرعية إلى هذا الحد؟! لا نملك إلا أن نقول :سبحانك هذه القصة لا تصح بمرة , لا من جهة الشرع ولا من ناحية الصناعة الحديثية وبالله التوفيق. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوانى الكرام الافاضل اعتذر بداية على التدخل في الموضوع ولكن اتمنى من حضراتكم التريث قليلا وانتظار الشيخ ابو البراء الاحمدى ليقدم الفتوى الصحيحة تم نقل الموضوع هنا لهذا السبب (واسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) وانا مع استفتى قلبك ولو افتوك ليس صحيح ان ينصب الجميع نفسه مفتياً ليقول رأيه :icon14: اتقوا الله وكفى تبارز وعناد في الحوار حتى وان كان صاحب الموضوع او المحاورون مخطئون اتمنى ان يكون النقاش بهدوء اكثر وان يترك الموضوع لاصحاب الدراية والائمة هكذا سيكون افضل انتظروا اهل العلم رجاء واعتذر مجددا على التدخل وفقكم الله لكل خير |
اقتباس:
وفقك الله اختي الفاضلة وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به والشيخ ابو البراء شيخنا جميعا . ونحن يا أختي الفاضلة لم نسبقة ونفتي انما رددنا على اخطاء وتهجم على العلماء وعلى الائمة من السلف وننتظر شيخنا ابو البراء للبت في فتوى شرعيه. وما قولك( ليس صحيح ان ينصب الجميع نفسه مفتياً ليقول رأيه :icon14: اتقوا الله وكفى تبارز وعناد في الحوار ) فنحن يا اختي الكريمة لم ننصب انفسنا مفتين لكن احببنا التوضيح . ولم نعاند في حواره بل استخدمت معه احسن الالفاض وارق العبارت, وإن كان النقد في الاصل شديد لكن انتي اذا احببتي ان تغسلي يدك وكانت متسخة فانتي تفركينها بقوه هل ذلك لانك تكرهينها كلا ولكن لانك تريدين ان تزيل منها ماعلق بها من درن وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك. |
[quote=فراشة المنتدى;378266]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أسف جدا قرئت ردك متأخرا لن أطيل بالحديث بس كلمتين والسلام نحن لا نعاند ولا نجادل وتوصيفك لنا بهذه الصفات توصيف غير صحيح إطلاقا ولولا أننى اعرف حسن نيتك ونقاء سريرتك لكنت دخلت معك بالرد من أوسع الابواب وأشملها والرد على مداخلتك ... لكن نقرء منك النصح والاخوة بالنسبة لما قلت عته فتاوي هذا الموضوع تكلم به العلماء وأهل العلم منذ أمد طويل ومع إحترامنا الشديد وتقديرنا اللامحدود لشيخنا وسيدنا أبو البراء نقول لقد افتى بهذا الموضوع من هم يتفوقون علما على الشيخ ونحن نقلنا فتواهم هنا وهى الفتوي التى يعمل بها أهل السنة والجماعة والسلف هذه الموضوع ليس جدلي كما تعتقدين الموضوع منتهي بالنسبة لأهل السنة ثم إنه الموضوع ترك فترة ولم يجب عليه أحد فتطوعنا لنقل كلمة أهل العلم ليس أكثر ولا أقل ثم لو أن الشيخ ابو البراء عنده تعليقا على الامر يخالف ويتعارض مع ما أوردناه لذكره ولكن وأنا متأكد من كلامي شيخنا يوافقنا على ما كتبنا لذلك صمته كان بمعنى القبول والرضا . ثم يا أختي قلت إن صاحب الموضوع مخطئ ... هذا غير صحيح يا أختي كاتب الموضوع مؤمن ومقتنع بكل كلمة من كلامه لانه أساس الاختلاف معه وهو يتبع للعقيدة الاشعرية ثم إننا طلبنا منه الحوار ولكن رفض وأيضا لو أعطيناه المجال لكتب بعد هذا الموضوع ثلاث مواضيع الاول :عن جواز الاستعانة الثاني : عن جواز الاستغاثة الثالت :عن أراء ابن تيمية والالباني فى الموضوع وحتى لا يخفى عليك الامر وتصبح الامور واضحة جدا لك هذا الموضوع موجود نصا فى أحد المنتديات الاشعرية ومن ثم يليه المواضع المذكورة ومع السلامة |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوانى الافاضل ابو مالك اليمانى وابو كارم والقائد العربي بارك الله فيكم جميعا
وانا عندما كتبت الرد لم اقصد اتهام حضراتكم او اخانا الفاضل القائد العربي باي شيئ وساكتب ردى الان احتراما لحضراتكم لتعبكم في الرد على ما كتبته مع انى لم انتظر تعقيب على ردى لانى لا احب النقاش في امور منتهية ،عموما واكرر ان قصدى من الامر كان ان هذا القسم هو خاص للشيخ الفاضل ابو البراء الاحمدى ليقول فتواه وتم نقل الموضوع خصيصا من الادارة لهذا السبب حتى لا يحدث تشاد في الحوار بين الاعضاء اتمنى ان تكن النقطة واضحة ، وجزاكم الله خيرا على تطوعكم في نقل الفتوى بسبب انشغال الشيخ بارك الله فيه مع انى كنت افضل انتظار الشيخ خاصة في مثل تلك المواضيع ، على العموم لكل شخص رأيه وجزاك الله خيرا اخى الفاضل ابو مالك على التوضيح الذى اوردته في مداخلة حضرتك وانا لم اكن اتهجم على حضرتك اطلاقا والامر الاخر وحتى لا يفهم كلامى خطأ مرة اخرى ، ساقتبس من كلام حضراتكم اخى الفاضل ابو كارم حضرتك تقول انى قلت ان كاتب الموضوع ( الاخ الفاضل القائد العربي ) مخطئ انا لم اقل هذا ابدا :icon14: انا قلت (حتى وان كان صاحب الموضوع او المحاورون مخطئون ) لم اخصص الخطأ لكاتب الموضوع دون غيره وهذة جمله عامة قصدت منها ان الجدل في الحوار في امور منتهية لا فائدة منها رحم الله امرئ ترك الجدال وان كان له محق ( هذا معنى الحديث على ما اتذكر) هذا بالضبط ما قصدته فانا لم اقل رأيي في الموضوع ان كان احد من حضراتكم مخطئ انا لم اقصد هذا اتمنى ان تكون هذة النقطة واضحة
(هذه الموضوع ليس جدلي كما تعتقدين الموضوع منتهي بالنسبة لأهل السنة ) انا لا اعتقد ان الموضوع جدلى بل عنيت بكلمة الجدال هنا للحوار وليس للموضوع فالجدال في الحوار يفتح باب لن يغلق ابدا بما ان حضرتك مقتنع بما تقوله والاخ الفاضل القائد العربي مقتنع بما يقوله هذا ما قصدته عن العناد والجدال فى الحوار ان كلاكما متمسك بما يعتقده فلا داعى للحوار هنا لان الامر كالدائرة المغلقه :icon14: ام انى مخطئة ؟؟ وما قصدته ان يترك الامر للشيخ ان يقول ما يراه حتى وان شابه قولك وقول الاخ الكريم ابو مالك اليمانى فسيكون افضل من الشيخ على الاقل من ناحية قبوله من الاخ الفاضل القائد العربي ويترك الامر لحضرته سواء اقتنع ام لم يقتنع (الحلال بين والحرام بين)
ان حضرتك مقتنع ان الاخ الفاضل القائد العربي مقتنع بما يقوله وهذا واضح من موضوعه من البداية فلا فائدة من الحوار على ما اعتقد وهذا رأيي الشخصى لان الحوار لن يفيد الا في زيادة العناد والتمسك بالرأى في النهاية اعتذر ان بدر منى ما ازعجكم ولا حظت ان كلمة ينصب نفسه مفتيا هى ما ازعجتكم فاعتذر ان ازعجتكم الكلمة . ما قصدته ان نسد بابا للحوار لا طائل منه . انا لم اقصد التجريج في اى احد من حضراتكم اطلاقا وان شاء الله يكون كلامى مفهموم دون اى لبس هذة المرة واعتذر من الشيخ الفاضل ابو البراء على استخدام مساحته الخاصة للفتوى بارك الله في حضراتكم جميعا اعتذر مجددا على الاطاله ولكن فقط اردت توضيح الامور كلها في مداخلة واحدة واسفة على الازعاج |
[quote=فراشة المنتدى;379140]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا حول ولا قوة إلا بالله الان يا أختي سوف أرد عليكِ أقول لك هذا المكان للفتاوي الشرعية والشيخ يجيب عن الاسئلة ومعظم الاسئلة الواردة هنا هي أسئلة حياتية يومية تتعلق بالسائل أولا وأخيرا ... أما القائد العربي فقد وضع من عنده فتوى مفصلة حسب العقيدة الاشعرية تفيد بجواز التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام لا أعرف أين وضعها ثم نقلها أبو سيف الى هنا هذه المسئلة ليست مسئلة شخصية بل تضرب فى صميم عقيدة التوحيد ...كانت مداخلتى ومداخلة أبو مالك ردا على حديثه وحسب ما نؤمن به على ضؤء الكتاب والسنة أنا أقول لك شيئا القائد العربي وباعترافه أشعري العقيدة يخالفنا نحن فى العقيدة وفى أمور عديدة ... نحن لا نسمح له أو لغيره بالترويج لأي مذهب غير مذهب أهل السنة والجماعة .. أن يضع مقالا ثم يهرب ثم يبقى المقال 48 ساعة ولا أحد يرد عليه هذا شيئ مؤسف جدا ... وهذا الموضوع أصلا غير موجهه للشيخ ابو البراء أما بإنك لم تفهمي المقصود من قولى عن خطأ القائد العربي سوف أقول لك قصدي هو وأمثاله مخطئون وغارقين فى الخطأ إن كانوا يعتقدون بإمكانية الترويج للعقيدة الاشعرية فى هذا المكان مخطئون تماما ولا مجال لذلك ما دمنا بإذن الله موجودين هنا نتصدى لهم ولأمثالهم و ثم تقولين حوار وجدال طلباه للحوار لكنه رفض ولم يرد علينا نقول لك سوف أجادل لابعد الحدود حتى يتوقف عن مثل هذه النقليات المغرضة . ثم إعلمي أننى لم أضع ردودي لاجله ...بل لتوضيح ما قاله وحفاظا على عقيدة المسلمين فى هذا المكان ..حذرا من أن ينطلي عليهم قوله العقيم ثم قصة الاقتناع ...يا سيدتى الله لا يجعله يقتنع ما بتفرق معاي كثير مش مشكلتي هاي . انا مسلم وعلى هدي أهل السنة والجماعة من حقي أن أقول وأنقل ما يقول مشايخنا وهذا المكان معتقده مثل معتقدي أهل السنة والجماعة والقائد العربي مخالف لنا هو عقيدته أشعرية إذا حاول نشر عقيدته هنا لن يحصل له طيب لا هو نفسه ولا كل من يشد على يديه يروح يتكلم فى ملتقيات الاشاعرة مش هون ملوش مكان هون أبدا واذا بدوو يدخل هون يلتزم بالقوانين وما يتكلمش بشئ ما بيفهم فيه نحن فى ردودنا لم نتحاور معه ...نحن نقول الحق فقط صراحة ...أنا مستغرب من موقفك يعني مشكلتك إنو المكان مخصص لابو البراء طيب يا أختي ..خلاص أنا أسف لو سمحتي يا إدارة أنقلوا الموضوع على قسم أديان ومعتقدات ثم إعلمي إن القائد العربي ومن صياغة موضوعه يضع فتوى ولا يطلب فتوى لا من الشيخ أبو البراء ولا من غيره .... الحق على الاخ أبو سيف ليش بينقل الموضوع هون الموضوع مكانه الحذف مباشرة أو وضعه فى قسم أديان وحقائق وتغير إسم الموضوع الى رأي الاشعرية بمسألة التوسل بالرسول ورد أهل السنة عليهم من الكتاب والسنة |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى الفاضل ابو كارم انا اقول لحضرتك ان كنت تتكلم معى فيجب على حضرتك ان تتكلم معى باحترام وليس بهذة الطريقة هذة الطريقة لا تكون معى ابدااااااا انا احترمت حضرتك فيجب عليك ان تحترمنى في الحوار انا لا اسمح اطلاقا لك بمخاطبتى بهذة الطريقة اطلاقا ان كنت لا تحترم الاخرين في حواراتك فهذا لا يخصنى ولكن اذا كان الحوار معى فاتمنى من حضرتك ان تلتزم باداب الحوار معى اظن انى واضحة جدا هذه المرة اما عن ردى على حضرتك فمن الواضح ان حضرتك لا تفهم ردى لذلك لن اوضح اكثر في امان الله |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
أخي أبو كارم ، أخي أبو مالك اليماني و أختي فراشة المنتدى عندما رأيت ردودكم اقتنعت بنجاح مهمة القائد العربي في زرع بذرة الخلاف بين أبناء سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام. نحن جميعاً جَمَعنا هذا الموضوع على شيء واحد فقط.. الغيرة على دين الله و العقيدة الصحيحة ، لذلك سيقفل هذا الموضوع على امل أن نجتمع ثانية في مواجهة موضوع مشابه لنفس الهدف و لكن بقوة متوحدة الإتجاه ان شاءالله. في أمان الله. |
[quote=أبوسيف;379309]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أخي أبو كارم ، أخي أبو مالك اليماني و أختي فراشة المنتدى عندما رأيت ردودكم اقتنعت بنجاح مهمة القائد العربي في زرع بذرة الخلاف بين أبناء سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام. نحن جميعاً جَمَعنا هذا الموضوع على شيء واحد فقط.. الغيرة على دين الله و العقيدة الصحيحة ، لذلك سيقفل هذا الموضوع على امل أن نجتمع ثانية في مواجهة موضوع مشابه لنفس الهدف و لكن بقوة متوحدة الإتجاه ان شاءالله. في أمان الله.[/quote] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الأحد ، المُنزَّه عن الشريك والولد ، وصلى الله على محمد النبى أفضل من عبد ، وأفضل من ركع لله وسجد ، أمره ربه بالتوحيد فكان خير الموحدين ، وأمرنا ربنا باتباعه فنسأله سبحانه وبحمده ،أن نكون ممن عبده فوحَّده ، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، وبعد فإنى وقفت عند موضوع اعتصر له قلبى أسى وحزنا ، رجل يريد أن يجعل فى دين الله ما ليس فيه ، وهذا يبين لنا سفها فى العقل ، وجهلا فى العلم ، وشكا فى الدين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . ومن هنا أثبت فخرى واعتزازى بكل من انبرى لهذه الفرية ، ولا ألوم الشدة فى هذا الموطن فهو موطنها ، ولكنى ألوم الميوعة والتقزُّم بمعنى التقريب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . وأقول لمن أراد طريق الله المستقيم ، يا من تريد طريق الحق اتبع الحق ، ولا تركن إلى المضللين ، واتبع عباد الله السالكين دروب العلم بفهم ويقين ، ويملكون الدليل بالحجة والبرهان ، وأقول لمن اتبع هواه فأضله الله على علم ، اعلم أن وقتنا ثمين ، إن أردت ضياعه فقد أتعبت نفسك ، فلن يضيع إن شاء الله ، فإنا نسير فى طريق الجنة وليس لنا فى هذا الطريق إلا الحرص عليه ، ورغم حدة سيوفنا فى الحق ، وقوة حجتنا بالدليل والبرهان ، وقدرتنا على إلهاب ظهر المضللين بقوة سياط عقيدتنا ، إلا أنه لا وقت عندنا للخوض فى ظلمات الجهل وحديث الجهلاء . فمن أراد الخير والحق فليتجول معى فى رياض هذه المسألة : حتى يعرف معنى التوسل والوسيلة ، وما ينبغى له فعله تجاه ذلك : فالتوسل لغة : التقرب والتوصل إلى المطلوب المرغوب . أما الوسيلة : فهى القربى والواسطة التي يتقرب ويتوصل بها إلى تحصيل المطلوب المرغوب . والتوسل نوعان : توسل شرعى ، وتوسل بدعى شركى . والتوسل الشرعى أنواع أربعة : النوع الأول : التوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا . فعلى الداعى إذا دعا أن يدعوا باسم من أسماء الله تعالى أوصفة من صفاته كأن يقول : اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم أن تعافيني ، أو يقول : اللهم إنى أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي وترحمني ، ويُشرَّع أن يقول الداعي : يا كريم أكرمنى ، يا غفور اغفر لي ، يا رحيم ارحمني ، فقد قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} سورة الأعراف . قال مقاتل فى سبب نزولها : أن رجلاً دعا الله في صلاته ، ودعا الرحمنَ ، فقال أبو جهل : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً ، فما بال هذا يدعو اثنين ؟ فأنزل الله هذه الآية . راجع زاد المسير لابن الجوزىوكما عند السيوطى بسند حسن من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلمإذا نزل به هم أو غم قال : { يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث } . النوع الثانى : التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالإيمان والعمل الصالح : فيمكن أن يتقرب المتوسل إلى الله بتوحيده سبحانه وبحمده ، وإيمانه به ، ومحبته ، وتعظيم أمره ونهيه ، وكذا إيمانه برسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعته ، ومحبته ، واتباعه وتوقيره ، ومحبة أولياء الله ، ومعاداة أعدائه ، والتوسل بذلك على وجهين : الوجه الأول : أن يتوسل بذلك إلى حصول رضاء الله وجنته . والدليل قول الله تعالى : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)} سورة آل عمران ، وقوله تعالى : { الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} سورة آل عمران . الوجه الثانى : أن يتوسل بذلك إلى إجابة الدعاء . فكان دعاء يونس عليه السلام : { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} سورة الأنبياء فقال الله تعالى : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } . وأدعية الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فى الغار حيث قالوا : { إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم } والحديث بتمامه عند البخارى ومسلم . والحاصل أنهم لما توسلوا إلى اللّه بصالح أعمالهم ، فرَّج اللّه عنهم فخرجوا يمشون . النوع الثالث : التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح شرط أن يكون حىٌّ حاضر: فلا بأس أن يُطلب من الرجل الصالح الحي الحاضر أن يدعو الله له ، ومن ذلك توسل الصحابة إلى الله بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، ،فكما عند البخارى من حديث أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذ قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ". قال فيُسقون . ومن ذلك توسل الناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فكما عند أبى داود بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع " . النوع الرابع: التوسل إلى اللّه تعالى بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إليه وحده لاشريك له ، كما قال أيوب عليه السلام حينما أصابه المرض: { أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) } سورة الأنبياء . فكانت الإجابة من ربه سبحانه وبحمده : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } سورة الأنبياءوالتوسل البدعى الشركى : وكونه بدعى شركى : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ، ولم يدع الناس إليه ، ولم يعده من القربات ، وإنما جعله المتأخرون من الصوفية والمعتزلة ومن تابعهم من أعظم القربات . كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع ، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا عمل الصحابة والتابعون به . دل على عدم مشروعيته وابتداعه . هو ما يقوم به بعض الجهلاء من توسُّلات لم تثبت بدليل صحيح ، وإنما تكون عن جهل فى العلم ، وقلةٌ فى المعرفة ، واتباع لهوى النفس ، مثل التوسل بأى شخص أيا كان قدره ودرجته ، وهذا التوسل غير مشروع ، ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لما التحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى عدلوا عن التوسل به ، فكان مامر معنا من توسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – بالعباس - رضي الله عنه - وهذا دليل على أن التوسل أولا كان بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم بدعاء عمه العباس ، ولو كانوا يسألون الله سبحانه وتعالى بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لما عدلوا عن ذلك ، لأن جاهه صلى الله عليه وسلم أعظم من جاه العباس ، وجاهه صلى الله عليه وسلم لم ينقطع بوفاته . فتوسُّلُ المُتوسِّل بقوله : " أسألك يا الله بحق فلان " فهو محذور من وجهين : الوجه الأول : أنه قسَمٌ بغير الله وهذا لا يجوز . فالتوسل إلى الله عز وجل بجاه الأنبياء والصالحين ومكانتهم ومنزلتهم عند الله ، مُحرَّم ، بل هو من البدع الشركية المحدثة ، لأنه توسل لم يُشرِّعه الله عز وجل ولم يأذن به . قال تعالى : { قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)} سورة يونس . ولأن جاه الصالحين ومكانتهم عند الله إنما تنفعهم هم ، كما قال الله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) } سورة النجم ، ولذا لم يكن هذا التوسل معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقد نص على المنع منه وتحريمه غير واحد من أهل العلم ، فقال أبو حنيفة رحمه الله : يُكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أوليائك ورسلك أو بحق البيت الحرام والمشعر الحرام } . الوجه الثانى : أنه يدل على أنه يعتقد أن لأحد من المخلوقين على الله حقا ، والأصل فى عقيدتنا أنه ليس لأحد على الله حق ، إلا ما أحقه سبحانه على نفسه نِعمةً منه وفضلا ، وإذا كان لأحد على الله حق أحقه على نفسه بوعده الصادق فهو خاص لصاحب الحق وليس لغيره ، وليس من الدين إذا دعى الداعي بقوله : " يا رب لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعائي " فلا يجوز لأحد ذلك ، وإنما هو من الاعتداء على الله في الدعاء ، وقد قال تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) } سورة الأعراف . الخلاصــــــــة اعلم رحمنى الله وإياك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادة كما تقدم ، والعبادة مبناها على الاتباع لا على الابتداع . هذا مذهبنا نحن أهل السنة والجماعة ، وأُحذر عموم الأمة من المخالفين المتضادين مع عقيدتنا عقيدة السلف الصالح للأمة فإنهم يوردون بعض الشبهات والاعتراضات في باب التوسل ، ليوهموا عوام المسلمين على أن ما ذهبوا إليه صحيح ، كاستنادهم بقول عمر فى أمر التوسل بالعباس ، وهذا الحديث بنصه هو الدليل الواضح البين على جهالتهم وسفاهتهم ،إذ كيف يحتجون به وهو ضدَّ دعواهم ، فاحتجاهم به أصل من أصول أدلتنا على بطلان دعوى التوسل عندهم ، ولا تخرج شبهات هؤلاء عن أحد أمرين : الأول : إما يوردون أحاديث ضعيفة أو موضوعة يستدلون بها على ما ذهبوا إليه ، وهذه السبيل تفضح زيغهم وضلالهم ، فقد فضح علماء الحديث أمرها وما تركوا شاردة ولا واردة فى مثل هذه الأحاديث إلا وأصَّلوها وبينوا عدم صحتها ، ومن ذلك :{ توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم } ، وفى رواية { إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم } وهذا حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم ، ولا هو في شيء من كتب الحديث وقال شيخنا العلامة الألبانى فى السلسلة الضعيفة والموضوعة جـ1 / ، 76أنه حديث باطل لا أصل له . وكقولهم : { إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور } ، وفى رواية :{ إذا أعيتكم الأمورفاستغيثوا بأهل القبور } ، وهو حديث مكذوب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل العلم . وكقولهم : { لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه } ، وهو حديث باطل يدل على نزعة الشرك عند المنتسبين لدين الإسلام ، وضعه لهم بعض أسيادهم من المشركين . وكقولهم : { لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال : يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك ، فقال : غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك } ، وهذا حديث باطل لا أصل له ، وكقولهم بأن الله قال لنبيه : { لولاك ما خلقت الأفلاك } . وهذا الحديث رواه الحاكم فى مستدركه وتتبعه الذهبى بقوله : هذا الحديث موضوع . فمثل هذه الأحاديث المكذوبة والروايات الملفقة التى لاأصل لها ، لا يجوز لمسلم أن يلتفت إليها فضلا عن أن يحتج بها ويعتمدها في دينه ، فانتبهوا ياعباد الله . اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم آمين |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
بارك الله فيك أخي أبو البراء على الجواب الكافي و الشافي ، جعل الله أعمالك كلها في ميزان حسناتك و نفع بعلمك الأمة الإسلامية جزاك الله خيراً |
| الساعة الآن : 02:48 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour