ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=312212)

ابوالوليد المسلم 01-03-2025 10:28 AM

الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 
https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
وقفة محاسبة في مطلع شهر الخير والبركات
كتبه/ صلاح عبد المعبود
(1)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمع مطلع شهر رمضان المبارك يبدأ المسلم عامًا إيمانيًّا جديدًا، يُحبّب إليه فيه الإيمان ويزين في قلبه، ويُكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، وعندما يقدم شهر رمضان يكون معه تغير في حياة الإنسان عما تعوده، فهو شهر ليس كباقي الشهور، ومع هذا التغير يقف الإنسان ليجدد حياته ويجدد إيمانه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي
أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
وإن المؤمن في هذه اللحظات ينظر في صحيفته ليعلم أين هو؟ وما مدى قربه من ربه، وهل هو على الطريق المستقيم أم أغواه الشيطان إلى سبله وحبائله، فعاش في التيه لا يدري كيف يعود؟!

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإن الناصح لنفسه تمر عليه الأوقات أو بعض المواقف فتكون موضع نظره ومحط فكره، بل ربما كانت سببًا في تغيير حياته، فلقد جاءه شهر رمضان، وكان معه في العام الماضي أناس يأكلون ويشربون ويتمتعون بالحياة، كما هو الآن، ولكنه لا يجدهم معه اليوم! قد صرعهم الموت وصاروا في ظلمة القبور تحت الثرى، وقد مُد له في أجله ليدرك رمضان آخر.
فهل مِن وقفة محاسبة للنفس؟!

فهو الآن بين عمرين: بين عمرٍ قد مضي وبين عمر قد بقي، وكم ممَن أمَّل أن يكون معنا الآن ليشهد هذا الموسم العظيم فخانه الأمل، فصار فيه إلى ظلمة القبر، وكم مِن مستقبل يومًا لا يستكمله، ومؤمل غدًا لا يدركه، فيا أيها الغافل اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك، يا مسئولًا عن أعماله: اعقل شأنك، يا متلونًا بالزلل اغسل بالتوبة أدرانك، يا مكتوبًا عليه كل قبيح تصفح ديوانك، حاسب نفسك قبل أن تحاسَب، واحذر أن تكون مع الهالكين، وانظر في صحائفك لتمحو هذه الذنوب، واشترِ نفسك ولا تبعها للهوى،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
واعرف قدر ما ضاع، وابكِ بكاء مَن يدري مقدار الفائت، واعلم أن محاسبة النفس هي طريق السالكين إلى ربهم، وزاد المؤمنين في آخرتهم، ورأس مال الفائزين في دنياهم ومعادهم، فما نجا مَن نجا يوم القيامة إلا بمحاسبة النفس ومخالفة الهوى، فمَن حاسب نفسه قبل يوم أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومَن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته.
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ مِن نفسه، وكانت المحاسبة من همته"، وقال أيضًا: "لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه".
وقال ميمون بن مهران -رحمه الله-: "لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة مِن الشريك لشريكه"، وقد جاء الأمر بمحاسبة النفس في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم" (تفسير ابن كثير).
وقال -تعالى-: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8).

قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "ثم ليسألنكم الله -عز وجل- عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا عملتم فيه؟ ومِن أين وصلتم إليه؟ وفيم أصبتموه؟ وماذا عملتم فيه؟".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "فإذا كان العبد مسئولًا ومحاسَبًا على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء:36)، فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب".

وها هو الغزالي -رحمه الله- يجري حديثًا رائعًا مع النفس يحاسبها فيقول: "يقول -أي العبد- للنفس: ما لي بضاعة إلا العمر، ومتي فني فقد فني رأس المال، وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأنساني أجلي، وأنعم علي به، ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يومًا واحدًا حتى أعمل صالحًا، فاحسبي أنك قد توفيت، ثم قد رددت، فإياك أن تضيعي هذا اليوم، فإن كل نفس مِن الأنفاس جوهرة، ويحك يا نفس إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقادك أن الله لا يراك، فما أعظم كفرك! وإن كان مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقلة حياءك... أتظنين أنك تطيقين عذابه؟ جربي إن ألهاك البطر عن أليم عذابه فاحتبسي في الشمس.... أو قربي أصبعك مِن النار.... ويحك يا نفس كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب، وتظنين أنك إذا مت انفلت وتخلصت وهيهات.... أما تنظرين إلى أهل القبور، كيف كانوا جمعوا كثيرًا وبنوا مشيدًا وأملوا حميدًا، فأصبح جمعهم بورًا، وبنيانهم قبورًا، وأملهم غرورًا... ويحك يا نفس، أما لك بهم عبرة؟ أما لك إليهم نظرة؟ أتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة وأنت من المخلدين؟ هيهات هيهات ساء ما تتوهمين.... أما تخافين إذا بلغت النفس منك التراقي؟ فانظري يا نفس بأي بدن تقفين بين يدي الله وبأي لسان تجيبين؟ وأعدي للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا، واعملي في أيام قصار لأيام طوال، وفي دار زوال لدار مقامة، اعملي قبل ألا تعملي، وتقبلي هذه النصيحة، فإن مَن أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار، وما أراك بها راضية" (إحياء علوم الدين).
واعلم أخي في الله، أنه كلما اجتهدت في محاسبة نفسك اليوم استرحت منها غدًا إذ صار الحساب إلى غيرك، وكلما أهملتها اليوم اشتد عليها الحساب غدًا.

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر"، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله -عز وجل-، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب على قوم أخذوا هذا الأمر مِن غير محاسبة".
وقال إبراهيم التيمي -رحمه الله-: "مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل مِن زقومها، وأشرب صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لها: ما تشتهين؟ قالت: أشتهي أن أعود إلى الدنيا فأعمل صالحًا، فقلتُ لها: فأنتِ في الأمنية فاعملي".
ونحن جميعًا أيها الإخوة الأحباب في الأمنية نعمل، نحن في الأمنية التي يتمناها كل مفرط عند الموت، نحن في الأمنية التي يصرخ بها أهل النار في النار، نحن في الأمنية التي يتمناها كل مَن
وقف أمام المليك الجبار، فهلا انتهينا ووقفنا مع أنفسنا وقفة محاسبة ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم، وبدأنا حياة جديدة، فحفظنا أبصارنا عن النظر إلى الأفلام والمسلسلات والمباريات، وحفظنا سمعنا عن سماع الأغاني والموسيقى، وحفظنا ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والكذب والخوض في الباطل، والخوض في أعراض الناس، والكلام فيما لا يعني وفيما لا يفيد، وحفظنا جوارحنا عن سائر أنواع المحرمات والآفات قبل الفوات؟!
والله مِن وراء القصد.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif




ابوالوليد المسلم 02-03-2025 09:08 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
أبناؤنا في رمضان
كتبه/ محمود عمارة
(2)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنرحب بحضراتكم في همسةٍ جديدةٍ مِن همساتنا التربوية، والتي هي بعنوان: "أولادنا في رمضان".
ينبغي على كل ولي أمر أن يقدر حجم المسئولية التي كلفه الله بها في تربية أولاده، قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) (التحريم:6)، وهذه التربية ينبغي أن
تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية فتشمل التربية الجسدية والحركية والنفسية والانفعالية والاجتماعية، وكذلك التربية العقدية والإيمانية والتربية السلوكية والأخلاقية. ويعتبر شهر
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
رمضان مِن أهم المناسبات التي يستطيع ولي الأمر أن يزرع فيه الإيمان في قلب مَن يربيه، وإذا أردنا أن نخرج مِن رمضان بفوائد عظيمة مع أبنائنا، فينبغي أن يُراعَى ما يأتي:
أولًا: ينبغي أن يعلم ولي الأمر أن الصيام ليس فرضًا على أولاده قبل سن البلوغ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ..) وذكر منهم: (وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ)
(رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني)، لكن يجب أن ندرب أبناءنا على الصيام قبل البلوغ.
وينبغي على ولي الأمر أن يراعي الفروق الفردية بين الأولاد، فمَن كان بنيانه قويًّا بدأنا في تدريبيه مبكرًا، ومَن كان بنيانه ضعيفًا انتظرنا حتى قوة بنيانه، وقد كان أصحاب النبي -صلى
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الله عليه وسلم- يصومون ويصوِّمون أطفالهم، فإذا بكوا وأرادوا الفطر أعطوهم اللعب حتى يشغلوهم لوقت الغروب.
ثانيًا: تهيئة الأولاد نفسيًّا لموضوع الصيام، وذلك مِن خلال:
- الكلام المباشر معهم عن فضل الصيام وما أعده الله للصائمين من الأجر والثواب، وكيف أن الله -سبحانه وتعالى- جعل من أبواب الجنة بابًا يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون.

- عمل مسابقة ثقافية بين الأولاد عن فضائل شهر رمضان وفضائل الصيام، وكذلك عمل مسابقة فقهية يسيرة عن احكام الصيام بين أفراد الأسرة ورصد جوائز مادية لها.
- الاهتمام بعمل زينة وتعليقها في حجرة الأطفال.
- ثالثًا: التدرج في الصيام، وتكون البداية بجزء مِن اليوم وليكن أن يصوم ساعتين أو ثلاثة ثم نصف يوم ثم يومًا كاملًا، وإذا أتم صيام يوم بأكمله يشجع ويكافأ على ذلك.

رابعًا: الثناء على صيامه أثناء اليوم أمام زملائه، وأمام أهله: كالعم والخال.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
خامسًا: عمل جلسة تربوية إيمانية أسرية في كتاب مناسب للأطفال، مثل كتاب: "المجالس التربوية" -لكاتب هذا المقال- للمرحلة الإعدادية والثانوية، وكتاب الأساس للأستاذ مصطفي دياب للمرحلة الابتدائية، ويجلس الأب والأم والأولاد معًا، يقرأ الوالد مجلسًا مِن تلك المجالس ثم يناقش معهم حول الدروس المستفادة منها.
سادسًا: التركيز مع الأولاد على المشاركة في العبادات الجماعية، ومِن صور ذلك: عمل مقرأة داخل المنزل بعد صلاة التراويح يوميًّا، وكذلك مشاركة الأولاد في صلاة التراويح أو في جزءٍ منها، مع مراعاة عدم فرص هذا عليهم.
سابعًا: مشاركة الأولاد مع الكبار في إخراج النفقات والصدقات للفقراء والمساكين، وتوزيع شنط رمضان، وكذلك إخراج زكاة الفطر.

ثامنًا: غلق جهاز التلفاز مطلقًا مِن المنزل؛ لأنه يهدم ما نبنيه في أولادنا.
وأخيرًا: الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء أن يهدي الله أبناءنا وأبناء المسلمين.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 03-03-2025 10:04 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
كيف أستقبل رمضان مع أسرتي
أسماء ماجد
(3)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

شهر رمضان الكريم، ليس فقط شهر العبادة والفضل من الله، ولكنه شهر تجتمع فيه القلوب والعائلة على سُفرة واحدة، ويجتمعون في بيت واحد، وهنا تجتمع الذكريات الجميلة علينا، فنحن دائماً وأبداً ما نتذكر رمضان ونحن صغار، نتذكره بالزينة وبالطعام والاجتماع مع العائلة، وغيرها من الذكريات الرائعة، فهيا بنا نجدد ذكرياتنا ونصنع أخرى مع عائلتنا وأسرتنا، فهيا بنا نجيب على السؤال الهام الذي يطرحه البعض مع حلول شهر رمضان وهو كيف أستقبل رمضان مع أسرتي، وذلك من خلال عرض العديد من الأفكار الجذابة لذلك.
هيا بنا نزيّن البيت قبل دخول شهر رمضان المبارك
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
شهر رمضان المبارك حلوله مختلف، فهو يحمل السعادة والنور في القلوب والعقول، لذلك علينا حُسن استقباله في قلوبنا وعقولنا، وكذلك في منازلنا، وقد عهدنا دائماً منذ الصغر على استقبال رمضان بالزينة، وهناك العديد من الأفكار التي تساعدنا على ذلك.
فمن ضمن الأفكار مثلاً تعليق المصابيح الكهربائية على الجدران داخل المنزل، وكذلك وضع العبارات الرائعة مثل ( رمضان كريم ) على الباب، أو على الشرفات والنوافذ.
كما نقوم بشراء فانوس رمضان بأحجام مختلفة، ونقوم بإضاءتها بالشموع أو بالمصابيح الكهربائية والقيام بتعليقها في الغرف أو في غرفة المعيشة، أو في الشرفات.
تنظيم جدول مواعيد لوقت رمضان

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
شهر رمضان الكريم وقت العبادة، ولابد من استغلال كل ثانية فيه لطاعة الله عز وجل واستغلال هذه الأيام المباركة، لذلك يجب استغلال الوقت من خلال عمل جدول للمواعيد والعزومات، كما يجب تخصيص وقت لقراءة وتلاوة القرآن والعبادات المختلفة وكتابة المواعيد التي نريد أن نقوم بها في الشهر الفضيل، فعلى سبيل المثال نخصص وقت للعبادة وتلاوة القرآن ووقت للترويح عن النفس، ووقت لممارسة الهوايات مع أطفالنا، ووقت للمذاكرة ووقت للقراءة وغيرها من الجوانب الحياتية مع أطفالنا الصغير.
تخصيص عدد ساعات نوم معين للأطفال
تعاني بعض الأسر من سهر أطفالهم حتى وقت السحور مما يؤثر على جوانبهم الحياتية خاصة في وقت المذاكرة والدراسة، فلا يستطيعون الاستيقاظ مبكراً للمدرسة أو للمذاكرة، لذلك من الافضل تعويد الطفل على النوم مبكراً حتى في وقت رمضان، فلا ينجذب للتلفزيون أو الأنشطة الترفيهية، بل تخصيص وقتا للنوم في الليل للأطفال، وكذلك النوم قبل الإفطار للقيلولة إذا احتاجوا ذلك.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
تحديد أهداف واضحة للقيام ببعض الأعمال في رمضان
إنها من الأمور الضرورية في شهر رمضان المبارك حتى لا يذهب سدى، فإلى جانب العبادة والطاعة، فيمكن استغلال وقت رمضان في المفيد، مثل القراءة، وتخصيص أيام رمضان في بعض الأنشطة القابلة للتحقيق وتحديد الكتب المختلفة التي تريد قراءتها.

وعلى سبيل المثال يمكن تحديد الأيام التي تريد استغلال فيها هذه الهواية من خلال عمل جدول معين لهذا النشاط أو غيرها من الأنشطة في شهر رمضان المبارك.
شراء بعض الكتب عن رمضان للأطفال
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الأطفال في حاجة إلى المعرفة، لذلك يمكن معرفتهم برمضان وبالعبادة وطاعة الصيام من خلال المعلومات الدينية التي توجد في بعض الكتب والمطويات التي تناسب عمرهم ليتعرفوا على حكمة الصيام والطاعة، ويمكن في المقابل تطبيق المعلومات هذه بأمور عملية طوال الشهر الكريم، لذلك فهذه فكرة من ضمن الأفكار الرائعة التي تحببهم في هذا الشهر الكريم في عبادة الصيام.
مساعدة الأطفال للآباء والأمهات في الأنشطة المنزلية الرمضانية
يمكن طلب الأم أو الأب لأطفالهم المساعدة في الأنشطة الرمضانية، وذلك لتعويدهم على المساعدة من ناحية، وكذلك المساعدة في عمل الوجبات والتحضير لها، وحينئذ يمكن للأم أن تحدثهم
عن شهر رمضان الكريم وفضائله، وهي فرصة لتحبيبهم في هذا الشهر الكريم، ومعرفتهم الفضل العظيم الذي أعده الله للصائمين وغيرها من المعلومات.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
كما يمكن للأب القيام بهذا الأمر، بعمل زينة رمضانية ومساعدة أولاده وأطفاله لعمل هذه الزينة، ويحكي لهم عن ذكرياته وهو صغير مثلهم عن شهر رمضان المبارك، وتعليمهم بعض القيم التي تربى عليها في شهر رمضان، فهذه هي الاخرى فرصة لهم كبيرة لجعل هذا الشهر الكريم وايامه الفضيلة عالقة في أذهانهم وقت طويل.
تخصيص وقت لزيارة الأقارب والأصدقاء
من الضروري للأسرة تخصيص وقتاً محدداً للولائم والعزومات في شهر رمضان، بحيث تخصيص الوقت هذا لا يطغى على الأوقات الثمينة التي توجد في شهر رمضان، فتذكر دائماً أن رمضان شهر العبادة أولاً وأخيراً ويجب استغلال ذلك.

هذه كانت مجرد نصائح وأفكار مخصصة لشهر رمضان المبارك والتي تساعدنا على الاستعداد لهذا الشهر الفضيل المبارك، وتنظيم الوقت فيه وتحبيب الأطفال في هذا الشهر وأيامه المليئة بالبركة والطاعة.





https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 04-03-2025 09:38 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 


https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
الهمم الشبابية والنفحات الإلهية في رمضان (1)
كتبه/ إبراهيم جاد
(4)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) (الروم:54).
الشباب كتلة الحماس ومنبع القوة، وشعلة للجد والاجتهاد، وسواعد العمل التي تبنى عليها الأمم، وهم مَن جالوا بهذا الدين أقطار الدنيا -بفضل الله- على مرِّ العصور، ومِن عهد النبي
-صلى الله عليه وسلم- مرورًا بصحابته -رضوان الله عليهم- وسلفنا الصالح إلى يومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة، وها نحن على أعتاب شهر المغفرة والمنافسة والجد والاجتهاد وطلب الجنان.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ولذا أوجِّه كلامي لنفسي أولًا ثم لإخواني طالبًا محتسبًا لنا ولكم الأجر والمثوبة مِن ربنا -جل وعلا-:
أيها الشباب لم يكن أحد أكثر شغلًا ولا همًّا، ولا مسئولية ولا بلاءً ولا صبرًا، مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك كله وأكثر لم يكن لأحدٍ مِن البشر همة مثله في رمضان، فكان -صلى الله عليه وسلم- القدوة في الهمة العالية في العبادة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَصْنَعُ هَذَا، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟! فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا) (متفق عليه).

هذا في غير رمضان فما ظنكم في شهر رمضان؟!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فاستغلوا القوة في قوة الطاعة والعزم في فعلها، والجهد في الصبر عليها، والاجتهاد في المداومة عليها، فنعم الله تزيد بطاعته، فعن عبد الله بن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).
الفرصة للجميع عظمى ولكم أعظم؛ فأنتم -بفضل الله- أصحاء أقوياء، وغيركم مرضى ضعفاء مسنون عاجزون على أسرة العجز أو أصحاب أعذار عن الصيام والقيام وغيرهم، وأمرنا وأمرهم إلى الله -تعالى- الملِك المدبر.
أيها الشباب... زاحموا أهل العلم والفضل بكثرة النوايا وعبادات الخفايا، وترصد النفحات الإلهية في الأيام والليالي الرمضانية؛ فاحتسبوا صومكم وقيامكم وقراءة قرآنكم، وصدقاتكم
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وذكركم، وإفطاركم لإخوانكم، والسعي في قضاء حوائجكم وغض أبصاركم وحفظ أوقاتكم، وبعدكم عن المسلسلات والأفلام والأغاني، وترككم للغيبية والنميمة، وبركم بوالديكم وسعيكم في الدعوة إلى ربكم -جل وعلا- وإعمار المساجد بالعبادة والقرآن وتعليم الناس والاعتكاف والتهجد والرفق بهم، وصبركم على الأذى وإسعادهم، وغير ذلك، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء" (أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام).
وللحديث بقية -بإذن الله-.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif




ابوالوليد المسلم 05-03-2025 09:00 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
الهمم الشبابية والنفحات الإلهية في رمضان (2)
كتبه/ إبراهيم جاد
(5)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلتعلموا أيها الشباب أن رمضان موسم للغفران والعتق مِن النيران، وزيادة الحسنات وتكفير للذنوب.
رمضان فرصة ربما لا تأتي مرة ثانية، وسوف نسأل عن شبابنا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ
فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
وإليكم صور مِن العبادات لسلفكم من الشباب وغيرهم: فعن عبد الله بن مسعود قال: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَطَالَ حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ، قِيلَ: وَمَا هَمَمْتَ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
بِهِ؟ قَالَ: "هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ" (متفق عليه)، وحين قام أنس بن مالك يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قام يصلي من الليل في رمضان؛ تحقيقًا للاقتداء، وطلبًا للثواب العظيم المترتب على قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ لما ورَد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، كان ابن عشرين سنة.
وهذه عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، قال القاسم بن محمد: "كنتُ إذا غدوتُ بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول: فدخلت عليها يوماً وهي تصلي وتقرأ قول
الله -عزَّ وجلَّ- وتبكي: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (الطور:27)، قال: فنظرت إليها وانتظرت، فأعادت الآية: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)، قال: فانتظرت مرة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومرتين، فإذا بها تردد الآية وتبكي، قال: فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال: فرجعت فإذا هي قائمة كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن!".
وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "إنكم لن تلقوا الله -عزَّ وجلَّ- بشيء خير لكم مِن قلة الذنوب".

وكان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ.
وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر مِن الحديث ومجالسه أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.
وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.
وقال أبي عوانة: "شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان".
وكان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ.
وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة.

وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثًا، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر.
وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): "وكان مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية".
هذه نماذج مشرفة لنا شرف أن نحتذي بها، ولنا الفخر أن نكون خلفًا لهم، تلكم هم قدوتنا بعد نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
أسأل الله في هذا الشهر أن يرضى عنهم، وأن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعتق رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وذرياتنا، وجميع المسلمين مِن النار.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 06-03-2025 10:28 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان وتغيير الأولويات
كتبه/ ياسر برهامي
(6)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن مِن أهم معاني التزكية التي تحصل للإنسان كلما اقترب مِن القرآن العظيم واجتهد في العبادة؛ أن تتسع إدراكات القلب ومعارفه وأحاسيسه بالوجود؛ فبدلًا مِن أن يعيش في دائرةٍ غاية في الضيق يدور فيها حول نفسه وأهله وماله وصراعاته وتنافساته، وتنافسات الناس السخيفة، واهتماماتهم الفارغة، يُولد قلبه مِن ظلمات الهوى والطبع والعادات والتقاليد وأوضاع
المجتمع؛ ليرى واقعًا حقيقيًّا أمامه في خَلق السموات والأرض، ويرى فيهما ما ذكر الله -عَزَّ وَجَلَّ- مِن أدلة ملكوت الله فيهما؛ فهو يراه وحده -سُبْحَانَه- الذي يُدَبِّر الأمر في هذا المُلك الواسع، الذي نحن فيه كالهباءة والذرة -أو أدنى مِن ذلك- بكل ما عندنا، وهو وحده -سُبْحَانَه- الذي تسمع له السموات والأرض، وتطيع وتخضع وتذل، مع شهود آثار الحب
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
والود الذي يعلمه المؤمن عنها، كما دلَّ عليه قوله -تعالى- عن قوم فرعون: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:??)؛ فدَلَّ على أنها تبكي على المؤمن عند فِراقِه الدنيا؛ حزنًا على فوات العبادة التي أحَبَّتها منه، وحَنين الجذع لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دليلٌ على هذا الحُب أيضًا.
وهذا التأَلُّه مِن السموات والأرض لربها -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ظاهِرٌ لا يُفَكِّر عاقلٌ في المُنازَعَة فيه؛ أمَا تأملتَ قول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
(البقرة:258)؛ فلم يُفكر الملك لحظة في محاولة أمر الشمس أن تأتي مِن المغرب بدلًا مِن المشرق؛ فإنه معلوم ضرورة أن الشمس لن تطيعه لا هو ولا أهل الأرض جميعًا، وإنما تطيع أمر إلهها ومعبودها؛ ولذا بهت الذي كَفَـر.
ومِن هنا يظهر لك حقيقة قوله -تعالى-: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) (الأنبياء:22)؛ قد نفكر في معنى لو كان فيهما أربابٌ إلا الله لفسدتا، ولكن يلزمنا أن نتفكر في معنى: (لَوْ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)؛ فإن الطاعة والمحبة حاصلة مِن السماوات والأرض وما فيهن لخالقهما وبارئهما، إضافة إلى معنى تدبير الله لهما ولمَن فيهما؛ إذا انتبه الإنسان لهذا المعنى فإن أولويات حياته تتغير في اتجاه توجهه للحب والطاعة وذوق حلاوة العبادة لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهذه تغلب أولويات يتصارع الناس حولها مِن المال والجنس والعلاقات الاجتماعية، والسلطة والرياسة، والمُلك والشهرة، فضلًا عن أولويات فِرق الكُرَة، والمسلسلات والأفلام والمسرحيات، والروايات والأغنيات الجديدة والحفلات، فضلًا عن أولويات مَن الذي سيكسب دور الدومينو والشطرنج، والطاولة والبلوت، ومَن الذي سيضع "لايك" على "البوست" أو المقطع، ومَن الذي سيكون الأكثر متابعة!
بالتأكيد سوف تتغير الأولويات إذا أيقن الإنسان ووصل إلى اليقين بشهود ملكوت السماوات والأرض؛ فيحصل له نصيبٌ مِن عطية الله لنبيه وخليله إبراهيم -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، التي بَيَّنَها بقوله: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)؛ فإن المؤمنين لهم نصيبٌ مِن حال الأنبياء، يتفاوت ما بين نصيبٍ كَوَزن الذرة أو
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
"ميكروجرام" وأقل، ونصيبٍ كالجبال، ونصيبٍ أثقل مِن الأرض كلها، وما وراء ذلك (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) (الإسراء:21)، وهذا أمرٌ ظاهِرُه الوجوب.
"قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَراءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ، لِتَفاضُلِ ما بيْنَهُمْ) (رواه
البخاري)؛ فكم مِن ملايين السنين الضوئية بيننا وبين الكوكب الغابر البعيد في الأفق؟!
تخيل أن هذا القدر حاصلٌ بين أهل الجنة وأصحاب الغرف، وكل ذلك لتفاوت ما وقع في قلوبهم في الدنيا؛ على قدر يقينهم وشهودهم ملكوت السماوات والأرض، وقدر حبهم لربهم وطاعتهم وخضوعهم".

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإذا نظرت إلى الناحية الأخرى -أعني حال أهل الكفر والنفاق والعصيان والصد عن سبيل الله وأذية المسلمين، والاعتداء عليهم في دينهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم-: فلتنظر إلى دركاتهم في النار وتفاوتها، وشدة عذابهم على حسب ما قام بقلوبهم وما عملوا مِن أعمال، وعلى حسب ترتيب أولوياتهم في عداوة الدين وأهله.
إن هذا النظر يَلزم منه أن يغير الإنسان أولويات حياته، ويعيد ترتيبها؛ ليحقق لنفسه حقيقة العلم لا شكله؛ فكم مِن إنسان عنده شكل العلم، وهيئته هيئة العلماء، وعنده مِن المسائل
التي يفحم بها الآخرين أو يتفاخر عليهم بها، وهو خالٍ من حقيقة العلم! تأمل قوله -سُبْحَانَه-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وكذلك مِن أهم الأمور في ترتيب الأولويات: تحصيل حقيقة العبادة لا مجرد شكلها؛ فكم مِن إنسان في صورة العابد يحصي كم ركعة وكم ختمة، ويضرب المضاعفات في أعماله، وليس في قلبه حقيقة العبادة من الحب والذل والافتقار والتضرع لله -عَزَّ وَجَلَّ-!
كذلك تحصيل حقيقة الدعوة لا مجرد شكلها: فقد يكون الداعي مُفَوَّهًا، والخطبة بليغة، والإعجاب كثيرًا، ومع ذلك حقيقة الدعوة بالتغيير الحقيقي للإنسان باطنًا وظاهرًا مفقود أو ضعيف الأثر.

فرصة رمضان لا تعوض، حتى نستيقظ من سِنَة الغفلة والغرق في بحور هموم الدنيا، ونعيد ترتيب أولويات حياتنا الحقيقية التي هي الحياة عند الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
والله المستعان.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 07-03-2025 10:55 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
السعادة في رمضان
كتبه/ حسن عمر
(7)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرمضان شهر الرحمة والغفران، والنجاة من النار، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ) (متفق عليه).

جاءت الفرصة لتحقيق سعادة العبد في الدارين، وعلى المسلم انتهاز الفرصة؛ لتحقيق تلك السعادة والمسلم الفطن الذي يبدأ رمضان بهمة عالية مع تعلم أحكامه وفضائله، وقد قال ابن القيم -رحمه الله-: "لا تتحقق سعادة العبد إلا باستكمال قوتيه: العلمية والإرادية".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
أولًا: القوة العلمية النظرية:
وهي المتعلقة باعتقاد العبد، ولا تتحقق إلا باستكمال خمسة أحوال:
1- معرفة الله بأسمائه وصفاته:
قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:180).

قال كبير تلاميذ أبي الحسن: "دخلت على الشيخ وفي نفسي أن أكل الخشن وألّبس الخشن، فقال لي الشيخ: يا أبا العباس، اعرف الله وكن كيف شئت".
2- معرفة الطريق الموصلة إليه:
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب:21)، وقال -تعالى- في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
(الفاتحة:2).
ويشمل الطريق إلى الله الأسس الآتية:
أولًا: المنهج الرباني لإدارة الحياة: مِن تلاوة القرآن، والقيام، وذكر الله، والتبتل، والصلاة في سائر العبادات.

ثانيًا: التوكل على الله: قال الله -تعالى-: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) (المزمل:9).
ثالثًا: الصبر على الابتلاء وهجر المخالفين.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
رابعًا: الجحود هو أصل الكفران، فالحذر كل الحذر من الجحود.
3- معرفة آفات الطريق:
- الفتور: وهو "داء يصيب السائرين إلى الله؛ أدناه الكسل، وأعلاه الانقطاع".
- الغرور: وهو التكبر والإعجاب بالنفس.

ومِن أسباب الفتور: السرف، وهو مجاوزة الحد في تعاطي المباحات.
قال سليمان الداراني -رحمه الله-: "مَن شبع دخل عليه أربع آفات: فقدَ حلاوة المناجاة، وحرمه الشفاعة على الخلق، وثقلت عليه العبادات، وزادت عليه الشهوات".
- مفارقة الجماعة وايثار حياة العزلة: قال الله -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الكهف:28)، وقال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ) (رواه ابن أبي عاصم في السنة، وحسنه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الجَمَاعَةَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
- دخول جوفه شيء محرم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

- قلة تذكر الموت والدار الآخرة: قال أبو علي الدقاق: "من أكثر مِن ذكر الموت، أُكرم بثلاث خصال: بتعجيل التوبة، ونشاط في العبادة، وقناعة في القلب".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وذكر الموت يقلل كل كثير، ويكثر كل قليل، ويزهد في الدنيا، والإكثار من ذكر الموت هو سبيل المؤمنين وعباد الله المتقين، وهو علاج لقسوة القلب، وإن من أعظم الخذلان أن يموت الإنسان ولا تموت سيئاته، ومِن أعظم المنح أن يموت الإنسان ولا تموت حسناته.
4- معرفة النفس: قال -تعالى-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:7-10).
- إن النفس منبع الأفكار، فإن غلب خيرها شرها واطمأنت إليه؛ فهي النفس المطمئنة، وإن تأرجحت بين الحسنات والسيئات، ولكنها سرعان ما ترجع من الذنب إلى التوبة والاستغفار؛ فهي النفس اللوامة، وإن غلب شرها خيرها فهي النفس الإمارة بالسوء، ومجاهدة النفس الإمارة بالسوء والحرص على استقامتها وعودتها إلى بارئها مِن أوجب الأعمال التي
ينبغي للعبد الحرص عليها، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا) (رواه مسلم).
- ومِن علاج النفس الإمارة بالسوء: تذكر عظمة الله -عز وجل-، ومراقبته في السر والعلن، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:135).
- ومن علاج النفس الإمارة بالسوء: طلب العلم الشرعي.
- ومِن علاجها: الاجتهاد في العمل الصالح؛ فهو وظيفة الدنيا وحسنة الآخرة.

5- معرفة عيوب النفس:
وعيوب النفس هي:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
1- استكشاف الضُر ممَن لا يملكه.
2- الفتور في الطاعة وكثرة الذنوب، وعدم الشعور بلذة الطاعة.
3- رؤية فضله على إخوانه وتوهم النجاة.
4- الغضب والكذب والشح والبخل.

5- الأمن من مكر الشيطان والإصرار على الذنب.
6- الحرص على الدنيا وطلب الرئاسة بالعلم.
7- العجب بالعمل وإحسان الظن بالنفس واتباع الهوى.

8- توهم اللذة عند اقتراف الذنب ونسيان العقوبة وألم المخالفة.
القوة العملية الإرادية:
وهي تتعلق بالجوارح، وهي تتحقق باستكمال اربعة أحوال:

1- معرفة الحقوق: والحقوق هي أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأولها: توحيد الله -تعالى- والبراءة من الشرك، وسائر الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، وحق الله يشمل أمره ونهيه، قال -تعالى-: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر)، والحقوق تشمل أعمال القلب واللسان والجوارح، وهي
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
عبادات تمثِّل حقوق الله -تعالى-.
2- القيام بالحقوق: هو عبادة الله وحده، وصرف الجميع الأعمال الله -تعالى-؛ إخلاصًا وصدقًا، ومتابعة ومحبة، وتترك المعاصي؛ فإن الله -تعالى- يحب أن يراك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، فلا يتصور من العبد الذي امتلأ قلبه بحب الله -تعالى- أن يصر على ارتكاب المعاصي.
3- شهود المنة: قال -تعالى-: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الحجرات:17)، وقال -تعالى- عن أهل
الجنة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:43).
- الموفق للطاعة ابتداءً وانتهاءً هو الله: قال -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل:53)، وقال -تعالى-: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) (النساء:79)، وقال -تعالى-: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ
بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحجرات:17-18).
- مشاهدة منة الله عليه توجب للعبد نوعين من العبودية: محبة المنعم، واللهج بذكره.
- سيد الاستغفار: (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي
فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ) (رواه البخاري).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- وعبادة القلب تشمل الخشوع والتوكل والخشية، وغيرها، وعبادة اللسان تشمل تلاوة القرآن والأذكار والنصح للمسلمين، وعبادة الجوارح في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان، والأوامر والنواهي؛ أي: أمره -تعالى- أو نهيه .
4- شهود التقصير: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
قال ابن القيم -رحمه الله-: "يحتاج العبد إلى سوء الظن بنفسه؛ لأن حسن الظن بالنفس يمنع كمال التفتيش، ويلبِّس على العبد فيرى المساوئ محاسن والعيوب كمالًا، ولا يسيء الظن بنفسه إلا مَن عرفها، ومَن أحسن الظن بنفسه؛ فهو من أجهل الناس بنفسه".

وبعد، فهذه مسالك وطرق رمضان، هو وقتها، تكون سببًا في سعادة الإنسان وفوزه ونجاته في الدنيا والآخرة، والله مِن وراء القصد، وهو هادي السبيل.
وتقبل الله منا ومنكم، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله وسلم على محمدٍ، وآله وصحبه وسلم.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 08-03-2025 10:26 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان في زمن الغربة... ولكنه كريم!
كتبه/ مصعب إبراهيم
(8)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
لقد حبا الله الأمة الإسلامية بشهرٍ كريمٍ مباركٍ، وهو نفحة مِن الله -تعالى-، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

وهذا الشهر الكريم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشِّر أصحابه بقدومه فيقول: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه النسائي، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وفضائل هذا الشهر الكريم لا تُعد ولا تحصى، فكفى به فضلًا أنه شهر القرآن وشهر الصيام، وشهر العتق من النيران، (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ) (رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومِن فضائل رمضان: ما جاء عن طلحة -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: (مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،‍ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟) قَالُوا: بَلَى، قَالَ: (وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟) قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني). فاللهم بلغنا رمضان
وفى الحديث الصحيح قال -صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) (متفق عليه).
فيا أيها المسلمون... إن شهر رمضان هو أفضل شهور العام، وأيامه معدودة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:183-184)، إشارة إلى سرعة انقضائها.

والعجيب أن يأتي علينا رمضان وفي هذا العام، وقد نزل بالناس وباء كورونا، وتم إغلاق المساجد -حتى الحرمين الشريفين- ومنعت العمرة التي كان يحرص المسلمون عليها في رمضان؛
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
لأنها تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكثير من مظاهر رمضان هذه السنة غير موجودة، وأبرزها صلاة التراويح والسمر بعد العشاء، والزيارات العائلية، وغيرها من الأجواء الرمضانية.
ولا شك أن هذا أمر محزن -ولكن من الخطورة بمكان أن يتسلل إلى قلوبنا أن رمضان هذا العام بلا فائدة-، وكيف ترددت هذه الخاطرة الشيطانية على عقولنا؟! وهل جاءكم نبأ من السماء بأن الجنان أغلقت في هذا العام؟! أم أن ابواب النيران لم تغلق في هذا الوباء؟! أم أن الشياطين لم تصفد؟!
يبقى أن نقول: في رمضان أبواب الجنان مفتحة، وأبواب النيران مغلقة، والشياطين مقيدة، وما علينا إلا أن نسارع في الخيرات، ونستغل كل لحظات الشهر ونتعرض لرحمات ربنا، ونحافظ
على الصلوات في أوقاتها، وكذلك صلاة التراويح، ونجتهد في الدعاء عسى الله أن يرفع عنا البلاء.
اللهم بلغنا رمضان وتسلمه منا متقبلًا.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 09-03-2025 11:51 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
أولادنا في رمضان
كتبه/ محمود عمارة
(9)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالأولاد مِن أعظم نعم الله علينا، وسبيل لزيادة أعمارنا وأعمالنا، وشهر رمضان فرصة رائعة للتربية الإيمانية.
وهذه عشر نصائح لاستغلال شهر رمضان مع أبنائنا:

1- يجب على ولي الأمر تدريب الأولاد على الصيام، بعض الفقهاء يقول التدريب يبدأ من العام السابع قياسًا على الصلاة، وبعض الفقهاء يقول مِن العام العاشر.
والصواب: أنه على حسب القدرة والإطاقة، وغالبًا ما يكون في العام العاشر، ومراعاة الفروق الفردية أصل تربوي مهم جدًّا في ذلك.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومِن الأخطاء التي تقع مِن بعض أولياء الأمور: الإهمال في تدريب الطفل علي الصيام بحجة أن الطفل ما زال صغيرًا، والنتيجة قد يعاني ولي الأمر بعد ذلك ليعتاد ابنه الصيام.
الثاني: بعض أولياء الأمور يضغط على أبنائه في البدء المبكر في التدريب علي الصيام؛ ليتباهى بذلك، وهذا من الأخطاء التربوية؛ لأن الطفل قد يكره الصيام مطلقًا بسبب ذلك.
ولابد من اعتماد مبدأ التدرج في الصيام، وكل محاولة إنجاز هي إنجاز يشجع ويكافأ عليه؛ فمرة يصوم من الفجر للظهر، ومرة مِن الظهر للعصر، وهكذا... مع عمل مكافآت معنوية ومادية.

2- تهيئة الطفل نفسيًّا لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وذلك بشرح فضل الطاعات عمومًا والصيام خصوصًا، وكذلك فضائل شهر رمضان، ومن هذه التهيئة المطلوبة مع الأطفال تعليق الزينة داخل المنزل، وعمل لوحات عن فضل رمضان.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
3- التشجيع والتحفيز أثناء الصيام من الأهمية بمكانٍ أمام غيره من أهل بيتك، وضيوفك، وأصدقائه.
4- عمل جلسة تربوية أسرية يومية (مع وزوجتك وأبنائك) وذلك في ربع ساعة من اليوم بشرط أن يكون بوقتٍ ثابتٍ محددٍ، وينبغي أن يكون اللقاء فيه حوار ونقاش ويسود عليه جو المرح، ويفضل وجود المشروبات والحلويات المناسبة للأطفال خلال تلك الجلسة مما يشتهيه الطفل حتى يحب هذا اللقاء، واجعل لكل مرحلة عمرية جلسة خاصة بها، ومن الممكن تستعين بكتاب: الجلسات الندية للمرحلة الابتدائية، وكتاب: المجالس التربوية للمرحلة الإعدادية، وكتب: الأساس، والبنيان والبداية للأستاذ مصطفى دياب، وكذلك كتاب: أوقف
الشمس، لكل المراحل العمرية.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
5- من المهم جدًّا عمل مقرأة للقرآن الكريم لتصحيح التلاوة مع مراعاة أن تكون جلسة مودة وحب مع وجود الحلويات وغيرها، ووضع مكافأة كل أسبوع مثلًا للمنتظم في الحضور، والمتفوق في القراءة، ويتخللها الكلام عن فضل القرآن وثمرات القراءة حتى يتعلق بالأجر والثواب.
6- متابعة صلاة الجماعة (كما لو كانت في المسجد) ويكون فيه أذان يقوم به الأولاد، مع المحافظة على صلاة السنة القبلية والبعدية وختام الصلاة.
7- اجعل لأولادك نصيبًا من الإمامة في صلاة التراويح، والهدف بناء كادر، وإتقان الحفظ والمراجعة.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
8- الكلام عن الدعاء وفضله، وتعليم الطفل الدعاء عند الفطر، وتجعله يختار 30 دعوة يدعو بها عند الفطر.
9- جلسة الشروق ولو مرة أو مرتين في الأسبوع لعظيم الأجر.
10- جلسة سمر لحفر الذكريات لإدخال الفرح والسرور عليهم.

وختامًا: أغلق جهار التليفزيون تمام، ولا تسمح بفتحه أبدا، مع مناقشة الأبناء في ذلك، وإقناعهم بهذا الأمر؛ لأن التليفزيون سيهدم كثيرًا مما بنيناه.
أسأل الله أن يهدي أبناءنا لما فيه الصلاح والرشاد.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 10-03-2025 10:05 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان شهر الصيام والصيام مدرسة التقوى

كتبه/ أحمد فريد
(10)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183).
فبيَّن -سبحانه وتعالى- لنا في هذه الآية الكريمة أهمية الصيام، وأن الله -عز وجل- فرض علينا الصيام كما فرضه على الأمم السابقة لحاجة كل الأمم إلى شريعة الصيام، ثم أبان الله -عز
وجل- عن حكمة فرضية الصيام فقال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي: تصلون بالصيام إلى التقوى التي هي أعلى المراتب.
فإن قال قائل: بأن كل العبادات توصل إلى تقوى الله -عز وجل-؛ لأن العبادة هي الوظيفة، والغاية هي التقوى، كما قال -تعالى- في أول أمر في القرآن في خاتمة الربع الأول من سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فكل العبادات توصل إلى تقوى الله -عز وجل-، لكن الصيام مِن بينها له خصوصية بتقوى الله -عز وجل-؛ لأنه يعود على المراقبة لله -عز وجل-، فهو يتكون من نية باطنة لا يطلع عليها أحد إلا الله -عز وجل- وترك لشهوات يستخف بتناولها عادة مِن الطعام والشراب والشهوة، فلا تستطيع أن تحكم على عبد بأنه صائم، كذا قالوا في تعريف التقوى: "هي علم القلب بقرب الرب -عز وجل-".
فالله -عز وجل- فوق سماواته، لكنه قريب، وهذا القرب ليس كقرب الشيء المخلوق من الشيء المخلوق؛ لأن الله -عز وجل- ليس كمثله شيء في ذاته أو صفاته، فالتقوى هي استشعار القلب لهذا القرب، والصائم كذلك لولا أنه يستشعر قرب الله -عز وجل- منه أو اطلاع الله -عز وجل- عليه لخلا ولو للحظات وانتهك حرمة الصيام، فالصيام تدريب على تقوى الله -عز وجل-.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقالوا كذلك في تعريف التقوى: "أن تترك ما تهوى لما تخشى"، والصائم كذلك يترك ما يهوى من الطعام والشراب والنكاح لما يخشى من عقوبة الله -عز وجل- إذا انتهك حرمة الصيام، فالصيام مدرسة التقوى.
والصيام سر بين العبد وربه؛ ولذا أضافه الله -عز وجل- إلى نفسه الشريفة من بين سائر العبادات، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى
سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) (متفق عليه).
فالأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله -عزوجل- أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد، فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10).

الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله -عز وجل-، وصبر على محارم الله، وصبر على الأقدار المؤلمة، وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم؛ فالصيام اختصه الله -عز وجل- من بين أعمال العباد وأضافه إليه.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: "هذا من أجود الأحاديث وأحكمها إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله عز وجل ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة".
وفي إضافة الصيام إلى الله -عز وجل- وجهان: أحدهما أن الصيام مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جُبلت على الميل إليها لله -عز وجل-، ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام؛ لأن الإحرام إنما ترك في الجماع ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب، وكذلك الاعتكاف مع أنه تابع للصيام.

وأما الصلاة وإن ترك المصلي فيها جميع الشهوات إلا أن مدتها لا تطول، فلا يجد المصلي فقد الطعام والشراب في صلاته.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
قال بعض السلف: "طوبى لمَن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره".
لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهوته قدم رضا مولاه على هواه فصارت لذته في ترك شهوته لله لإيمانه باطلاعه وثواب وعقابه، وإذا كان هذا فيما حرم لعارض الصوم من
الطعام والشراب ومباشرة النساء فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق كالزنا وشرب الخمر، وأخذ الأموال والأعراض بغير حق، وسفك الدماء المحرمة، فإن هذا يسخط الله -تعالى- في كل حال، وفي كل زمان ومكان.
الوجه الثاني: أن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره؛ ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة. وقيل: ليس فيه رياء، كذا قاله الإمام أحمد والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سرًّا بينهم وبينه وأهل محبته يحبون أن يعاملوه سرًّا بينهم وبينه بحيث لا يطلع على معاملتهم إياه سواها.






ابوالوليد المسلم 11-03-2025 09:52 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان شهر الدعوة
(11)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم القربات، وإن شهر رمضان لفرصة سانحة، ومناسبة كريمة، وأرض لنشر الدعوةِ خصبة، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة، وإذا كان أصحاب الدعاية والإعلام والفن والغناء والمجون قد أعدوا عدتهم من قبل رمضان بأشهر وهم في جد واجتهاد، وتراهم يعرضون مهرجاناتهم وبرامجهم، ويروجون لمسلسلاتهم وسهراتهم التي يشغلون بها أوقاتهم في رمضان المبارك، ويرون أنهم على شيء وهم على سراب وباطل، فإن الداعية إلى الله تعالى القائم على الحق أولى وأحرى بأن يعد لرمضان العدة، ويشمر عن ساعدي الدعوة، ويرتدي رداء الأنبياء المبلغين الناس الخير والهدى، وأن يبذل في ذلك قصارى جهده في الدعوة إلى الحق.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ

فينبغي على الداعية أن يستغل شهر رمضان استغلالاً تامًا، يسد جميع أبواب الفراغ، ويغطي ساحات العمل الدعوي، ويشبع الناس بالدعوة إلى الله بشتى الوسائل والبرامج؛ لذا كان الأمر متحتمًا على الجميع أن يقوموا بالدعوة إلى الله في رمضان، وأن يجعلوها من مقدمات أعمالهم؛ وليعرضوا عمن يقول: إن السلف كانوا يتفرغون للعبادة والقرآن، فحالنا يختلف عن حالهم، ففي زمنهم كان الناس مقبلين على العلم والعبادة في غير رمضان كإقبالهم في رمضان، وكان الناس أحسن حالاً مما هم اليوم عليه، فكانوا جميعًا يتفرغون للعبادة في رمضان، أما اليوم فالناس بحاجة إلى من يلاحقهم بالنصيحة، ويراعي لهم ظروفهم ورغباتهم، وإلا فكثير من الناس إلا من رحم الله بعيدون عن مظانِّ النصيحة، فإذا أقبلوا عليك في رمضان علَّهم لا يقبلوا في غيره، وانتهاز الفرص سلوك نبوي.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
والدعوة أيضًا عبادة متعدية للغير، فهي خير من العبادة القاصرة من حيث الجملة؛ ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم. ومن وسائل الدعوة وطرائقها في رمضان:

الكلمة الطيبة: فالكلمة هي سلاح الدعوة الأول، فعن طريق النصيحة الفردية يحصل الخير الكثير، فيحسن بالداعية ألا يفوت فرصة ارتفاع روحانيات المدعو في رمضان لإكسابه صفات ومفاهيم جديدة، مع مراعاة حال المدعوين وما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه، فكل شخص له واقعه وظروفه وصفاته، مع تجنب الإطالة فإن الإطالة تؤدي للملل، وإذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضًا.
إلقاء الكلمات والمواعظ في المساجد بعد الصلوات، وأثناء صلاة التراويح، بحيث تتضمن بعض الأحكام والرقائق والآداب، وتكون هذه الكلمات منهجية ومهمة في تكوين الشخصية المسلمة.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ

عمل مقرأة قرآن يوميًّا في أي وقت مناسب، بحيث يجتمع أفراد الحي على قارئ مجود عالم بأحكام القراءة، ويتعاونون على إتمام ختمة للقرآن، أو إقامة المعارض والندوات أثناء الشهر والحرص على الانتقاء الأمثل للمواد المعروضة في المعارض، وغير ذلك من الأنشطة والبرامج التي تساعد في جذب الناس ودعوتهم، ولا مانع من وضع برامج أخرى وأنشطة أخرى يراها الداعية مناسبة؛ وليكن في كل الأوقات محفزًا للناس، ومشجعًا لهم، وباعثًا لهم إلى الاهتمام بجانب العبادة، وقراءة القرآن، وقيام الليل، وسائر الطاعات.

وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه.
المصدر: موقع رمضانيات



https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 12-03-2025 10:11 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
ثلاث أفكار دعوية للأسرة في رمضان
تركي العبدلي
(12)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

من خلال تجاذبي أطراف الحديث مع كثير من الزملاء والأصحاب أجد لديهم ( هم التفريط الدعوي ) في جانب أسرهم .
وللأسف أن الكثير منهم يعتمد اعتمادا كليا على ذاته في تفعيل أي نشاط ، لذلك يتعطل أي مشروع دعوي في الأسرة في حال انشغاله أو سفره .
وأريد لفت انتباه كثير من الدعاة أن لهم في سياسة التفويض ( الفعّال ) مندوحة إن لم تسعفهم أوقاتهم في إنجاز مهامهم الدعوية في أسرهم .

فأي مشروع تعزم القيام به بإمكانك تجزئته ثم إعداد قائمة بأسماء من يستطيعون مساعدتك في انجازه ، سواء كانت القائمة تتكون من شخصين أو أكثر ، ولا يشترط أن تكون القائمة عامرة بالأسماء كما أنه لا يشترط أن يكون العمل ضخما تنوء به العصبة مما يؤدي لتعطيل الأعمال كل مرة بالكلية ، فإنه ما لا يدرك كله لا يترك جله .
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإليك ثلاثة مشاريع رائعة ، وستكون انجازا عظيما لك لو استطعت الإتيان بها خلال هذا الشهر الكريم وسنوضح من خلال عرضها كيفية تقطيع العمل أو المشروع لعدة أجزاء مستقلة ، تستطيع
من خلالها توزيع الأدوار على أفراد أسرتك :
المشروع الأول ( همتي في ختمتي ) :
يشتكي في الغالب أفراد الأسرة من عدم تمكنهم من ختم القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل ، فالزوجة مشغولة في النهار في إعداد الطعام ، وفي المساء في استقبال الضيوف أو شغل آخر يشغلها
، وكذلك الأبناء ففي المدرسة نهارا شغلا كافيا وفي المساء تبتلع برامج الأطفال التلفزيونية غالب وقتهم ، وإن فضل وقت لهم فللدراسة ، أما الزوج فبين العمل وزيارة الأصحاب ، وللأسف أن هذا هو حال كثير من الأسر وكل عام تجدها تعد بأنها ستتغير ولكن للأسف ليس ثمة نتيجة تذكر !
فلا بد من إتباع عدة خطوات قبل دخول الشهر الكريم ، نلخصها بهذه النقاط :

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
1- يبدأ بحملة إعلامية بين الأسرة لمشروعه ويكون العرض مشوقا كأن يختار القائم بالمشروع شعار لمشروعة كما سمينا هذا المشروع مثلا ( همتي في ختمتي ) وأن يعقد لأهل البيت جلسة خاصة يوضح فيها فضل ختم القرآن وطرقه ...الخ
2- وضع خطة افتراضية للختمة ولكلٍ حق التغيير عليها حسب ما يتفق مع ظروفه الخاصة ، كأن يقترح أن يقرأ كل فرد قبل كل فريضة وجهين من كتاب الله وبعد الفريضة وجهين فسيكون
المجموع في اليوم قراءة جزء تقريبا وبذلك سيختم خلال شهر .
3- إيجاد روح التنافس بين أفراد الأسرة بحيث يطبع لكل فرد مشارك جدول فيه مربعات تكفي لختمتين كل ختمة مربعاتها مستقلة ويطبع في أعلى الصفحة اسم الفرد وشعار يختاره لنفسه يحثه على المواصلة ، كأن يختار شعار (الإنجاز هدفي ) ، ويقوم الفرد من الأسرة بتعبئة هذه المربعات إما بتضليلها أو بوضع ( استكرات ) نجمة في كل مربع بعد كل جزء تتم قراءته .

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
4- يقوم صاحب المشروع بحث المتسابقين من أفراد الأسرة على المواصلة وإشعال روح الحماس بينهم بين الفينة والأخرى ، وينبغي عليه أن يراعي أن يكون قدوة للمتسابقين وإلا ستكون الاستجابة ضعيفة.
5- يقوم بحفل تكريم بسيط لمن أنجز الهدف .

لتطبيق المشروع:
يقوم صاحب المشروع بتجزئة المشروع كأن يوكل لفرد بإحضار كتاب يتكلم عن فضائل القرآن وجمع ما هو مهم ويخص المشروع ، ويوكل لآخر بطباعة الجداول ، ويوكل لثالث أن يأتي (
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
بالاستكرات ) لاستخدامها في الجداول ، وسيكون دوره إدارة المشروع فقط ، و في بعض الأحيان يكفي منه أن يلقي الكلمة ولو عبر جهاز الهاتف لأفراد أسرته ، في حال سفره أو انشغاله !
المشروع الثاني: خاطرة رمضانية
يقوم الداعية بإعداد ثلاثين خاطرة بسيطة لا يتجاوز الوقت الذي تستغرقه الخمسة دقائق ، و في الكتب المنتشرة في المكتبات عن الدروس الرمضانية غنية لمن عجز عن تحضير هذه الخواطر ، وكم هو جميل لو وزّعت هذه الخواطر على أفراد الأسرة بحيث يكون على كل فرد قراءة خاطرة يوميا خلال اجتماع العائلة ، كما أنه لا ينبغي التكلف للاجتماع حتى لا يتسبب بالضغط النفسي لأفراد
الأسرة ، فمن المناسب جدا أن تكون الخاطرة قبيل الإفطار والعائلة جالسة على سفرتها أو ما شابه ذلك من الأوقات غير المستغلة .
المشروع الثالث: سهرة عائلية
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وهو أن تختار الأسرة يوم من أيام الأسبوع تجتمع فيه ، ويفضل لو كان الاجتماع بحضور الدائرة الكبرى للأسرة ، كحضور الأخوات والأرحام المحارم ، ويحتوي هذا السمر على مسابقات وتوزيع
بعض الحلوى على المتسابقين كما يحتوي على بعض القصص من كبار السن والتي تعرض في طياتها ذكرياتهم في رمضان .
مع مراعاة – أيضا – تقسيم الأدوار بين أفراد الأسرة ، فمنهم من يعد أسئلة المسابقة، ومنهم من يتكفل بتهيئة المكان، ومنهم من يتكفل بإعداد الطعام أو المشروبات...الخ
كما أنه من الضروري إبلاغ أفراد الأسرة بمواعيد وأوقات السمر مبكرا - وهي في الغالب لن تتجاوز أربع مرات خلال الشهر- حتى يتسنى للمشاركين ترتيب أوقاتهم لحضور هذا السمر العائلي.

هذه ثلاثة مشاريع بسيطة تجمع بين التنمية الإيمانية والتنمية الثقافية وفن استغلال الوقت ، ولكل قارئ اقتراح مشاريع أخرى أو تجارب ناجحة استطاع من خلالها انجاز اهدافه الرمضانية والله الهادي لسواء السبيل
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 13-03-2025 10:20 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
المراهقون في رمضان
فرص وتحديات
د. فرغلي هارون

(13)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


المراهقةُ هي فترةٌ انتقاليةٌ بين الطفولة والرُّشْد، تمتدُّ طوال العقد الثاني تقريبًا من عمر الفرد؛ حيث تبدأ بحدوث البلوغ الجنسي، وتنتهي بالوصول إلى سِنِّ الرُّشْد، وإذا كان شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والقرآن والذكر والقيام وغيرها من الطاعات، فإن كثيرًا من المراهقين يُعانون صعوباتٍ في القيام بحقِّ هذا الشهر الفضيل، بسبب ما يُواجِهُونه من مشكلات نمائية، وتَوتُّرات انفعالية، وصراعات نفسية، يمكن ببعض الوعي والإرشاد من الأسرة تجاوزها وتحويلها إلى فرصة لتعديل سلوكيَّات المراهقين نحو مزيد من الالتزام، ولنتعرَّف أولًا على بعض خصائص هذه المرحلة.

المراهقة: خصائص وتغيُّرات:
تتميَّز مرحلة المراهقة بحدوث تغيُّرات جسمية وجنسية شديدة، تُؤثِّر بشكل كبير - إلى جانب عوامل التنشئة والبيئة الاجتماعية - في عقلية المراهق، وانفعالاته، وعلاقاته الاجتماعية.
فمن الناحية العقلية، يكتمل نموُّ الذكاء لدى المراهق، وتبدأ قدراته الخاصة ومواهبه في التبلور بشكل أوضح، وتزداد قدرته على فهم ومناقشة المفاهيم المجردة، ويزداد تبعًا لذلك وَعْيُه بالقضايا
الأخلاقيَّة والدينية والقدرة على مناقشتها؛ ولذلك تُوصَف المراهقة بأنها مرحلة سعي إلى الكمال، فنجد المراهقين يصنعون لأنفسهم وللآخرين معاييرَ أخلاقية مرتفعة ومثالية، يصعُب أحيانًا الوصول إليها.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومن الناحية الانفعالية، تُوصَف المراهقة بأنها "مرحلة أزمة"، أو "مرحلة الضغوط والعواصف"، فهي مرحلة تَذَبْذُب انفعالي شديد، لا يثبت فيها المراهق على حال، فهو فرح مبتهج لأمر معين
حينًا، ومكتئبٌ بائس للأمر نفسه حينًا آخر، يُقبل على الدين والعبادة حينًا، ويتوانى بأداء واجباته حينًا آخر، كما يتعرَّض لصراعات نفسية متشابكة ومتعددة، تؤثر في رؤيته لنفسه ولرغباته، وعلاقاته بالمجتمع والآخرين.
أما من الناحية الاجتماعية، فيتَّسِع المجال الاجتماعي للمراهق عنه لدى الطفل، بحيث يصبح المجال خارج الأسرة أكبر، والاحتكاك بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى أكثر، والتي من خلالها
يكتسب المعايير، والعادات، والأعراف السائدة في مجتمعه وثقافته، وتصقل خبراته الاجتماعية ومهاراته في التواصُل مع الآخرين، ويصبح تأثير الرِّفاق والزملاء أكثر من أي فئة أخرى، وبدلًا من تقبُّله معايير وتقاليد الأسرة، يبدأ يختار ويناقش، ويقتنع بما يتماشى مع آرائه واتجاهاته وشخصيته، كما تنمو لديه الحاجة للمركز الاجتماعي، والاستقلال، والإنجاز، والاهتمام بالمُثُل والدين والحقيقة، في محاولة منه لإيجاد فلسفة خاصة لحياته.
تحديات تواجه المراهقين في رمضان:
تتميَّز المراهقة بكثرة التحديات والمشكلات التي يكون بعضها نتيجة التغيرات البيولوجية؛ ولكن أغلبها يكون نتيجة سوء التنشئة الاجتماعية والنفسية للمراهق، أو ضعف خبراته ومهاراته، أو نقص الدعم الأسري، ويأتي شهر الصيام ليظهر بشكل أوضح العديد من تلك التحديات التي تواجه المراهقين والتي من أهمِّها:

1- تحديات الغريزة الجنسية:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
تبدأ الغريزة الجنسية بالتفتُّح مع البلوغ، وتشتدُّ شيئًا فشيئًا إلى أن تستولي على كيان المراهق ومشاعره بالكامل، وتلحُّ عليه باستمرار طلبًا للإشباع، فيجد نفسه عاجزًا عن مقاومتها وكبح جماحها في كثير من الأحيان. خاصة أن مراهقي اليوم يواجهون ثقافة يستحوذ عليها الجنس دون خجل؛ فبرامج التلفزيون، والأفلام، والدعايات في المجلَّات والجرائد، غالبًا ما تكون صريحة في محاولتها إثارة الغرائز.
وإذا كان بعض المراهقين من ذوي الإرادة القوية يجاهد لكبح جماح انفعالاته الغريزية، وتجنُّب المثيرات، ويُؤجِّل الاستجابة لهذه الغرائز إلى أوانها المناسب، فإن كثيرًا من المراهقين يرضخون لهذه الضغوط، وينجرفون إلى محاولة إشباعها بطرق غير مشروعة؛ كالاستمناء أو الجنسية المثلية أو التحرُّش الجنسي وغيرها، وهو ما قد يدفعهم إلى التراخي في أداء التكاليف الشرعية، وإهمال العبادات.
2- تحديات البحث عن الهويَّة:

تعتبر المراهقة مرحلة البحث عن الهُوِيَّة؛ حيث تجول في ذهن المراهق أسئلةٌ متعدِّدة، يحاول العثور على إجابات شافية لها، فيسأل نفسه: ما معنى الحياة؟ ومَنْ أكون؟ ولماذا أحيا؟ وإلى أين أمضي؟ وهل يوجد حياة أخرى بعد الموت؟ وما طبيعتها؟ وكيف أتعامل مع نفسي ومع مَنْ حولي؟ هل ما أفعله صحيحٌ أم خطأٌ؟ ماذا يُخبِّئ لي المستقبل؟ وقد يصل به الأمر إلى أن يصبح كل ما يحمله من قِيَم وآداب وتقاليد سابقة محلَّ تشكُّك واستفهام، وقد يؤدي هذا النوع من الأسئلة إلى اضطراب حياة المراهق بالكامل، ونموِّ مشاعر القَلَق والصراع الفكري الذي قد يقوده إلى التشكُّك في
العبادات وأهمية الالتزام بها، ويدفعه إلى النفور من الدين والتديُّن.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
3- التحديات النفسية:
يواجه المراهق العديد من المَشاكل والتحديات النفسية التي من أهمِّها:

الاغتراب والتمرُّد: حيث يشعُر المراهق أن والديه لا يفهمانه، مما يدفعه لمحاولة تأكيد ذاته وإثبات تميُّزه، بالتمرُّد على أوامرهم ومخالفة تقاليدهم، ومنها الالتزام بالعبادات.
العصبية وحِدَّة السلوك: حيث يطغى العناد والعصبية والتوتُّر على تصرُّفات المراهق، فيُصدر تصرُّفات مزعجة؛ كالصراخ والضرب والسرقة والتخريب وعدم الاهتمام بمشاعر الغير، وقد يعوقه ذلك عن الالتزام بالعبادات والقيام بمتطلَّباتها.

الصراع الداخلي: حيث تتشكَّل لدى المراهق بعض الصراعات الداخلية؛ كالصراع بين طفولته ورغبات رجولته، وبين الاستقلال عن أسرته والاتِّكال عليها، وبين غرائزه والتقاليد المجتمعية، وبين طموحاته وأهدافه الكبيرة وتقصيره.
4- تحديات وسائل الاتِّصال ومواقع التواصُل الاجتماعي:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
يقضي المراهقون جزءًا كبيرًا من يومهم في التعامُل مع وسائل الاتِّصال الحديثة؛ كاستخدام الهاتف المحمول في التواصُل مع الأصدقاء، أو تصفُّح الإنترنت، ومواقع التواصُل الاجتماعي المتعددة؛ كالفيس بوك، وتويتر، وأنستجرام وغيرها، وهو ما يشغل المراهق في كثير من الأحيان عن واجباته الدنيويَّة، فضلًا عن واجباته الدينية؛ كالالتزام بأداء العبادات في مواقيتها.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا، تضاعُف النماذج السلوكية غير السويَّة التي يمكن أن يُحاكيَها المراهق، من خلال متابعة هذه المواقع، مع تراجُع نموذج الأهل أو المعلم إلى مرتبة مُتأخِّرة في التكوين السلوكي
للمراهق، فالمراهق اليوم يشاهد سلوكيات أقرانه الغربيين ومساحات الحريَّة الواسعة التي يتحركون فيها، وهو يتأثَّر بكل ذلك بطريقة غير واعية، ليجد نفسه في وسط لا متناهٍ من النماذج السلوكيَّة، تدعوه وتُرغِّبُه بشتَّى وسائل الجذب إلى تبنِّي ثقافتها وقيمها، التي قد تُخالف في كثيرٍ من الأحيان ثقافة وقِيَم وعادات مجتمعه، إضافة إلى ما يبذله أعداء الدِّين، على مواقع الانحراف الفكري، من جهود لجذب المراهقين بعيدًا عن الدين، مستخدمين في ذلك كل أساليب التأثير في العقول والقلوب.
5- التحديات الاجتماعية:
تتزايد شكوى المراهقين من عدم قدرة الوالدين على فهمهم، وضعف التواصُل الإيجابي بينهم، مما قد يدفعهم أحيانًا إلى العُزْلة والانطواء والتمرُّد على سُلْطة الأهل؛ بل ورفض مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرُّدهم وتمايُزهم.

وقد أدَّى فقدان التربية الدينية الصحيحة إلى ضعف الأخلاق، وفقدان الوازع الديني كموجِّه للسلوك، وساعد على ذلك الجهل بتعاليم الدين، وغيابه من حياة المجتمع ونشاطه، وتغيُّر العادات والتقاليد، واضطراب القيم، وظهور أفكار ومعتقدات مُنافية لقِيَم الدين إضافة إلى محاولة المراهق إيجاد تعليلات خاطئة لبعض الأمور، مما قد يُسبِّب له الحيرة والشك بشكل عام، ويُضعِف الوازع الديني بداخله، وقد يدفعه إلى اعتناق مذاهب فكرية منافية لروح العقيدة الإسلامية، وعدم الالتزام بالقِيَم الأخلاقية، وضعف القدرة على تطبيق تعاليم الدين في حياته.
شهر رمضان فرصة لتقويم المراهقين:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
إذا كان علم النفس الغربي ينظر إلى المراهقة باعتبارها مرحلة أزمة وضياع وعبث، فإن الإسلام ينظُر إليها باعتبارها بداية النُّضْج وتحمُّل المسئولية والقيام بالتكاليف الشرعية دينيًّا ودُنْيويًّا، ولتحقيق ذلك تحتاج هذه المرحلة إلى رعاية دقيقة من الوالدين؛ لأنها تُمثِّل مُنعطفًا مُهِمًّا في حياة الفرد، يقوده إلى استقامة يكون الانحراف بعدها نادرًا، أو تكون معالجتُه صعبةً وشاقَّةً.
ويعتبر شهر رمضان فرصة كبرى لإعادة بناء شخصية المراهق وتغييرها وتطويرها؛ فهو تدريبٌ عمليٌّ لترويض المراهق على مقاومة ما تقتضيه غريزته من طعام وشراب وشهوات، فيقوى سلطان روحه على جسمه، وتقوى إرادته على عاداته، ويُطهِّر نفسه من عيوبها ونقائصها، ليسمو بها إلى آفاق الكمال، ويُشير إلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذى أورده البخاري: ((يا معشر الشباب، مَنْ استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَن للفَرْج، ومَنْ لم يستطع، فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء))، فالصوم يعالج شهوات النفوس ويُوقِفُها عند حدِّها، ويمكن
استغلال شهر رمضان في تعديل الكثير من سلوكيَّات المراهقين غير المرغوبة، واستبدالها بأخرى مرغوبة، ومعالجة ما يواجهونه من تحديات، من خلال ما يلي:
1- تقوية صلة المراهق بالله، ومراقبته في السِّرِّ والعَلَن:
صلة المراهق الدائمة بربِّه، ومراقبته له في سِرِّه وعلانيته، تُهذِّب سلوكه، وتروِّض نفسه على الطاعات، وترتقي بأخلاقه، وتُصحِّح مساره، وتكسبه القوة في مواجهة تحديات وصعوبات الحياة، وتهبه
الشجاعة والثقة بالنفس، فتكون ثمرة ذلك ألَّا يُقدِم المراهق على عمل أو يتخذ قرارًا قبل أن يسأل نفسه أولًا عن حكم الشرع في ذلك؟ وهل هذا يسخط الله أم يرضيه؟ ويمكن للأهل اغتنام شهر رمضان، في ربط المراهق بالله جل وعلا، وغرس معاني الطاعة والاستقامة والمراقبة في نفسه، فتضعُف فيها نوازع الشرِّ، وتقوى نوازع الخير والفضيلة، ويتحصَّن من الفساد الديني والأخلاقي، ويجب أن يكون ذلك بأسلوب متدرِّج ليِّن يقوم على الحُبِّ والتقبُّل والتقدير المتبادل، وبطرق غير مباشرة قدر الإمكان، مع اعتماد لغة الحوار ومخاطبة عقل المراهق وأفكاره إلى جانب عواطفه ومشاعره.
2- ربط المراهق بصُحْبة صالحة:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
يتأثَّر المراهق بالأصدقاء وجماعة الرِّفاق والأقران بدرجة تفوق تأثُّره بالوالدين والمعلمين؛ حيث تُمثِّل إطارًا مرجعيًّا للمراهق، يستقي منه قِيَمَه وسلوكيَّاته، وقد نبَّهنا القرآن الكريم إلى ضرورة اختيار الرفيق الصالح ولزوم طريقه في قوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، كما حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في قوله: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل))؛ رواه أبو داود وغيره؛ لذلك يجب على الأهل ربط المراهق بصُحْبة صالحة في رمضان، تكون عونًا له على طاعة الله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه.
3- تحفيز المراهق وتشجيعه على الالتزام:

الإنسان مفطورٌ على حُبِّ التحفيز والمدح والمكافأة على ما يقوم به من أفعال طيبة؛ لذلك فإن تشجيع المراهقين والثناء على إنجازاتهم، وإظهار الاهتمام بأي نجاح يُحقِّقُونه، يجب أن يكون جزءًا مهمًّا في التواصُل معهم. فتشجيعنا للمراهق ومديحنا لإنجازاته ومواقفه، يشكل له دعمًا قويًّا هو في أمس الحاجة إليه، لمواجهة ما يقابله وما يشعُر به من ضغوط وتوتُّرات، مما يشعره بالأمان والطمأنينة، ويزيد من ثقته بنفسه وقدراته، ويدفعه إلى مزيد من الالتزام.

4- إشغال المراهق بنشاطات اجتماعية وتقليل ارتباطه بالإنترنت:
يُمثِّل شهر رمضان فرصةً ذهبيةً لتقنين وتحجيم التأثيرات السلبية للإنترنت على المراهق، من خلال إشغاله بنشاطات اجتماعية عملية ومفيدة تأخذه من متاهات مواقع التواصُل الاجتماعي؛ كالارتباط بالقرآن قراءة وتدبُّرًا، وارتياد المساجد، والتزاوُر وصِلة الأرحام، والمشاركة في تجهيز الإفطار والسحور، أو توصيل الصَّدَقات إلى المحتاجين، فكلما زادَتْ مساحة انشغال المراهق بعمل
واقعي واجتماعي مفيد، قلَّ ارتباطُه وانشغالُه بمواقع التواصُل، ممَّا يُقلِّل من تأثيراتها السلبية فيه.
5- إعطاء القدوة والأسوة الحسنة للمراهق:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فشل المراهق في العثور على الصفات والخصال التي تُرضيه في أبويه يدفعه للجوء إلى الآخرين؛ ليقتبس منهم الصفات التي يرغب بمحاكاتها، ويمكن للأهل استغلال رمضان في تقديم الصورة المشرقة للقدوة الحقيقية التي ينبغي أن تتبع في الحياة لأولادهم، وكذلك تعليمهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره المثل الأعلى للاستقامة والخُلُق، مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وأيضًا سير الصحابة والتابعين، وغيرهم من النماذج المشرقة في الحياة التي يُمكن أن تترك أثرًا في فكرهم وسلوكهم، حتى يستلهم منهم المراهق القدوة، ويشحذ بسيرتهم الهِمَّة لبلوغ المعالي والترفُّع عن الصغائر.
6- توفير الجو الأُسري والاجتماعي المساند للمراهق:
يتميَّز شهرُ رمضان بنظام شامل يُلقي بظلاله على الجميع، وجوٍّ خاصٍّ، بما فيه من المشاركة بين أفراد الأسرة في تنظيم أوقاتهم بين العبادة والعمل، وتخصيص أوقات موحَّدة يجتمعون فيها للإفطار والسحور، ويمكن للوالدين اغتنام هذه الأجواء الروحانية، في تعريف المراهق بأحكام شريعته الإسلامية وتنمية مشاعره الدينية؛ من خلال تهيئة جوٍّ معنويٍّ وديني في محيط الأسرة، مفعم بتلاوة
القرآن والذكر والمناجاة، والحرص على العبادات، والإكثار من الطاعات، مما يساعد على نموِّ الميول الدينية لدى المراهق على نحو طبيعي، يبعث على الهدوء النفسي، والخروج من دائرة الهموم اليوميَّة المعتادة، ويُسهِم في تحسين حياته وصحَّته النفسيَّة، ويُقلِّل من حِدَّة التوتُّرات والصراعات في نفسه.
أهم المراجع:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
1- إسماعيل محمد حنفي؛ أساليب معاملة المراهق في الإسلام، مجلة دراسات دعوية، العدد 7، يناير 2004.
2- جابر عبدالحميد جابر؛ علم النفس التربوي، القاهرة، دار النهضة العربية، 1994.
3- حامد عبدالسلام زهران؛ علم نفس النمو، عالم الكتب، القاهرة، د.ت.

4- حنان عطية الجهني؛ الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة في مرحلة المراهقة، منشورات مجلة البيان، 2001.
5- سحر المصري؛ رمضان: مع المراهق، مقال منشور على موقع صيد الفوائد.
6- عباس محجوب؛ مشكلات الشباب الحلول المطروحة والحل الإسلامي.

7- عبدالكريم بكار؛ المراهق كيف نفهمه وكيف نوجهه؟ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2010.
8- مصطفى سعد الدين حجازي؛ المراهقة: تلك الأعوام المثيرة، كيف يتفهَّم الأهل والمراهقون التوقُّعات والتغيُّرات؟ ورشة الموارد العربية، بيروت، 2013.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 14-03-2025 11:06 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان.. مع المراهق
أ.سحر المصري
(14)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

رمضان.. لله دَرُّهُ من اسم تتراقصُ على نبض حروفه القلوب.. موسمُ الخيراتِ والبركات.. محطةُ الوقودِ النورانيّةِ التي تُغذّي الأرواحَ كل عام.. فيخرج الإنسانُ منها وقد عانق الارتقاء.. وكأنه يلثمُ عنقَ السماء.. ويسمو!
في هذا الشهر المبارك.. يمتطي المسلم صهوةَ جوادِ الهمّة ليتقرّب إلى الله جل وعلا بالعبادات والطاعات والأذكار.. فتراه في همٍّ إن ضيّع وقتاً كان الأحرى أن يذكر اللهَ جل وعلا فيه.. أو انشغل بعَرَضِ الدنيا الزائل عن قيام أو تبتّل.. وتجده بفضل ربه جل وعلا ورحمتِه ومَنِّه في سعيٍ حثيث ليُرضي الله جل في علاه..
ولكن.. من قال أنّ الطاعات هي فقط تسبيحٌ وذكرٌ وتلاوةٌ وسجود؟ وكيف للمرء أن يختصرَ كُنهَ العبادةِ الواسع في علاقة العبد بربه جل وعلا؟ فهناك علاقاتُ هذا الإنسانِ مع البشر.. كلِ البشر.. والدِّين المعاملة!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ولعل من أهمّ السبل للتقرب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر أن يعمل الوالدان على ترسيخ معاني الطاعة والعبادة في نفوس أبنائهم.. الأطفال منهم والمراهقين.. ليشبّوا وقد عانقت قلوبهم معاني الإخلاص والتوكّل على الله جل وعلا ومراقبته في السر والعلن.. وليرتبطوا بهذا الدّين العظيم فيكونوا الرواحل التي تُعيد بريقاً فقدناه لخلافةٍ طال الحنين لها..
لطالما تساءلت.. كلما طُرِح موضوع المراهقة وثورتها لِم مراهقة الأبناء والبنات في هذا العصر مختلفة جذرياً عن تلك التي عاشها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. كيف استطاع أسامة بن
زيد أن يقود جيشاً فيه كبار الصحابة وهو “مراهق” بينما علينا اليوم أن نتقبّل عدم مسؤولية “المراهق” لأنه يمر بتغيير فيزيولوجي ما يجعله “خارج نطاق التغطية”!!
البعض يبرّر أن جيل الصحابة مختلف.. هو ذاك.. ولكن القضية تتعدّى أبعادها اختلاف شخصيات.. بل هي اختلاف نمطية التربية والتعاطي والنظرة لهذا المراهق.. تُرى هل يبقى لنا كأهل عذر حين نسلّم أبناءنا وبناتنا لفضائيات تسمّم وشبكة عنكبوتية تحوي المآسي ولغزو فكري وعولمة تفسد.. وقد يكون الأهل أنفسهم قد تلوّثوا بإشعاعات كل ما سبق.. فبات مراهقونا كمراهقي
غيرنا.. ولا عجب إن استوينا في المصادر اليوم وضيّعنا الأصل فيها!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ثم بعضهم يتساءل.. كيف نغرس الطاعة في قلوب هؤلاء المراهقين وهم يتعرّضون لكل هذه المغريات وكيف نغتنم شهر رمضان المبارك لنربطهم بالله جل وعلا..
لا شك أن للطاعة أثراً في النفس البشرية في أي مرحلة كان الإنسان يمر بها.. طفولة أم مراهقة أم بلوغ ورشد.. فهي تليّن القلب وتقرّب من الرب جل وعلا وتهذّب السلوك وتروّض النفس وترتقي بالأخلاق وتصحِّح مسار المسلم في أي الدروب مشى..
وللمراهقة خصوصية في التعامل، إذ أن المراهق يمر بمرحلة تغيير كبير من الناحية النفسية والجسدية.. وعلى الأهل مراعاة هذا الوضع، والتعاطي مع أبنائهم وبناتهم المراهقين بطريقة شفافة ومدروسة، لئلا يخسروا العلاقة معهم، فيتوجّه حينها المراهق إلى خارج الأسرة للتفتيش عن الحنان والعناية والاهتمام والإشباع العاطفي!

فمن الفطنة اغتنام الأهل مواسم الطاعات، كشهر رمضان المبارك، ليزرعوا في أبنائهم وبناتهم المراهقين معاني الطاعة، ولربطهم بالله جل وعلا ومراقبته في السر والعلن.. فحين يتربّى المسلم على حب الله جل وعلا وتتجذر في نفسه القِيم الإسلامية ومعاني الإسلام العظيم، سيصبح طيِّعاً ليّناً قريباً من الله تعالى، باراً بوالديه، حريصاً على معاملة الآخرين برقيّ، بعيداً عن كل ما من شأنه أن يقطع هذه العلاقة المباركة مع الله جل وعلا..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
والطاعة تُضعِف نوازع الشر في النفس، وتُحصِّن من الفساد، فيصلح حال المسلم، ويشعر بالطمأنينة والسكينة في جنب الله جل وعلا.. وعلى الأهل معاملة المراهقين بأسلوب ليّن واعتماد الحب والحوار والتقدير كأسس في التعامل.. ولترسيخ معاني الطاعة وكنهها العميق.. فهي ليست فقط طقوس وشعائر فارغة من أي روح ومعنى، وإنما لها أثرها في النفس والقلب، وتورث تقوى الجليل والخشية منه جل وعلا.. إذ هو خوف ورجاء ومحبة.. يصل القلب فيهزّه هزّاً..
ولا بد من بناء علاقة متينة مع المراهق.. وتنميتها والمحافظة عليها ورعايتها بكل ما أوتي الأهل من قوة وحرص.. وإخبار المراهق عن مدى اهتمامهم به وفخرهم بإنجازاته وثقتهم بقدراته وتقديرهم الإيجابي لذاته..
ولا ننسى نقطة القدوة الحسنة.. فمهما حاول الأهل إيصال المفاهيم إلى المراهقين عن طريق النصائح والكلام، إلا ان الأفعال المناقضة لهذه المفاهيم قد تنسف أيّ محاولة منهم لترسيخها.. فلا بد من إيجاد القدوة الحسنة التي تتكلم بالأفعال الصحيحة لا بالكلمات فقط.. ومن المعلوم أن المراهق يكره النصائح المتكررة والتوجيهات الصادرة عن الأهل، ويعتبرها دستوراً مفروضاً عليه فينفر منها ويثور عليها.. في حين أنه يرضخ ويطيع إن شعر أنه محترم في بيته، مقدَّر في أسرته هادئ في حياته.. ولذلك يمكن للأهل استعمال الأساليب العَرَضية والتوجيهات العفوية التي تُعطى بطريق غير مباشرة..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ونقطة هامة.. كلما عمل الأهل على تزكية نفس الأبناء والبنات في الصِغر بالأساليب التربوية المبتكرة، كلما سهل عليهم إحاطتهم في سِن المراهقة.. فمما لا شك فيه أنه كلما ابتدأت هذه العملية باكراً كلما كانت استقامة المرء على الطاعة في طريق الحق أمتَن وأثبت في مراحل متقدِّمة.. على أن يحرص الأهل أن لا يكون التزام الأبناء مجرد تقليد لهم، وإنما عن عقيدة صلبة والتزام ثابت، بعد تفكّر وتأمّل وغرس نديّ..
ومن الأفكار العمليّة أن يصحب الوالد ابنه إلى المسجد لأداء الصلوات، ودعوته إلى ذلك بطريقة محبّبة، كأن يقول له: “أنت رفيقي في هذه الحياة وقد وعيت وسأتّخذك صاحباً”.. وحين يكون الأب يمارس هذه الفكرة عملياً بأن يصحب ابنه معه في جلساته مع أصحابه أو في نزهات ينفرد فيها معه.. فيكلّمه في همومه ومشاكله ويُشرِكه في أخذ القرارات –ولو في الأمور الصغيرة- فسيشعر الابن أنه صاحبٌ فعلاً، وسيطيع أباه فيما يطلبه منه وهو سعيد.. وكذلك الأم.. تتعامل مع ابنتها على أنها صديقتها..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ويمكن اعتماد الهدايا بداية رمضان.. مصحف وسجادة صلاة معطّرة.. وكتب جذّابة.. لحثّ الأبناء على الطاعة ومشاركتهم بها..
ومن الممكن أن يقترح الابن –أو البنت- في جلسة “صفا” مع الأهل نوعاً معيّناً من الطاعات يحبونها.. فبذلك يؤدون هذه الطاعات وهم لها راغبون.. وكذلك يمكن أن يتشاركوا في قراءة كتاب تزكية أو السيرة النبوية أو قصص الصحابة والسلف الصالح، ثم يتناقشون فيها ويحاولون اقتباس المفاهيم التي عاش بها هؤلاء الصالحين، ليُسقِطوها على حياتهم الشخصيّة، والإطّلاع على عباداتهم ليقتدوا.. ولا شك أن في المنهل الأساس خيراً كثيراً، فيمكنهم الاجتماع على مائدة القرآن، ويقوم الأبناء أنفسهم بتفسير الآيات، أو الوقوف كإمام في الصلوات، ما يُعطيهم الثقة بأنفسهم، والرغبة في الاستزادة من الطاعات المشتركة بينهم وبين الأهل..
هذا ويجب أن لا يركّز الأهل فقط على الايمانيات والأمور التعبّدية المتمثِّلة في الصيام والصلاة والذكر وغيرها، وإنما عليهم التركيز أيضاً على السلوكيات، فالدِّين المعاملة.. وعلى أعمال القلوب من
رضا ومحبة ويقين وإخلاص وتوكّل..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ثم إن الأهل عليهم ألا يثوروا ولايغضبوا إن قصّر الأبناء في الطاعات، بل عليهم تفهّم مشاعر الأبناء ورغباتهم والاصطبار عليهم.. فالمراهق قد يملّ وتفتر همّته، فحينها يجب إيجاد سبل ناجعة لإعادة الحياة للقلوب، عبر وسائل خاصة يحبها الأبناء، والأهل أدرى بما يصلح مع أبنائهم وما يحبون.. وليتذكّروا دائماً أن السلوك الخاطئ هو ما نرفض وليس الشخصية!

وباختصار.. حين يزرع الأهل منذ الصِغر حب الله جل وعلا وتقواه في قلوب أبنائهم، فسيسهل عليهم بعد ذلك التعاطي معهم بمفردات الطاعة والعبادة والسلوك الحسن.. وعليهم انتهاج الحوار والتخاطب العقلي والحب كأسس ثابتة في العلاقة معهم كمراهقين حين يشبّون عن الطود، فبالحب تسهل التربية والتوجيه والإرشاد..

فلنحرص على تربية هذا المراهق كما علّمنا الإسلام.. ولنخبره أنّه سياج الدِّين ومشروع النهضة.. وأنه حفيد أسامة بن زيد ومصعب بن عمير.. وأنه الجيل الربّاني الموعود الذي سيُعيد للأمّة مجدها! ولننظر بعدها.. هل يستقيم؟!
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif






ابوالوليد المسلم 15-03-2025 09:58 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان وصناعة التغيير (1)
كتبه/ عصمت السنهوري
(15)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرمضان محطة لصناعة التغيير؛ فقد جعل الله عز وجل رمضان مصنعًا للتغيير، فأحداث التغيير العظام التي مرت بها الأمة والتي كانت فيها حال الأمة بعدها ليس كحالها قبلها كانت في رمضان؛ فبدر الفرقان كانت نقطة تحول في حال أمة الإسلام في الجزيرة العرب.

والأمة بعد بدر ليست كالأمة قبلها، والصحابة بعد بدر ليسوا كالصحابة قبلها؛ بل صحابة بدر لهم شأن خاص، وكذلك مكة قبل الفتح ليست هي مكة بعد الفتح؛ مكة قبل الفتح كانت فيها الأصنام حول البيت تعبد، فلما جاء الفتح أزيلت عبادة الأصنام، والفتح كان في رمضان.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فرمضان محطة عظيمة لصناعة التغيير في الأمة عبر تاريخها، وإذا كان رمضان كذلك فحري بالإنسان أن يبنى من جديد، وأن يولد من جديد، وأن يكتشف نفسه من جديد في رمضان؛ فيصنع في نفسه تغييرًا، ويصنع لها مستقبلًا، وهذا التغيير صناعة جعل الله عز وجل مقوماتها موجودة في رمضان، فهذا موسم عظيم لصناعة التغيير.
التغيير يحتاج إلى محفزات، وهذه المحفزات تشحذ الهمم نحو المعالي وترتقي بالنفس نحو التغيير الى الأفضل، وهذه المحفزات مقومات تدفع الإنسان من داخله نحو التغيير دفعًا، وتُعلي همته
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وترقى بها إلى التغيير، وإلى أن يكون إنسانًا جديدًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".
فأبواب الجنة تفتح على الحقيقة لا على المجاز، وداعي الله ينادي: يا باغي الخير أقبل، وأبواب النار تغلق حقيقة؛ فكيف بإنسان يظل مصرًّا على أن يقذف بنفسه في النار، ويلهث خلف
المعاصي والذنوب، وما زال في غفلة يترك لنفسه العنان تلعب به هنا وهناك بعيدًا عن القرب، بعيدًا عن الطاعة وعن رضا الرب عز وجل؟!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإذا ضاعت من العبد فرصة لا يستطيع أن يجعل نفسه في سجل المعتوقين، وضاعت عليه ليلة وأخرى وثالثة؛ فلو ضاعت منه فرصة من العتق فما زال أمامه فرص أخرى فرمضان على مدار ثلاثين ليلة فيه عتق من النار.
دعوة عظيمة لأن يصنع الإنسان تغييرًا من نفسه؛ لأن يتغير تغيرًا إيجابيًّا حقيقيًّا.
ومن الفرص: ثلاثية المغفرة الله عز وجل، فقد منح الله العباد في رمضان ثلاثية عظيمة للمغفرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

ومنها: أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر كفيلة وحدها لأن تكون مصنعًا عظيمًا للتغيير، ولصناعة إنسان التقوى.
ليلة القدر من حرم خيرها فقد حرم.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
محروم مَن لم يتغير في ليلة القدر.
محروم من لم يصنع لنفسه مستقبلًا حقيقيًّا في ليلة القدر.
ومنها: أن الأجور تتضاعف في رمضان.
كيف لعبدٍ يرى الأجور تتضاعف والحسنات تتضاعف، وهو ما زال في غيه، وهو ما زال في إخلاده إلى الأرض وإلى الشهوات.

العمرة فيه كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة يعدل ثوابها الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أن في الجنة بابًا يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، فَإِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قِيلَ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَيَشْرَبُونَ مِنْهُ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا"، فهلا تاقت نفسك إلى ميلاد جديد؟!
وللحديث بقية إن شاء الله.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif





ابوالوليد المسلم 16-03-2025 09:53 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
رمضان وصناعة التغيير (2)
كتبه/ عصمت السنهوري
(16)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
التغيير يحتاج إلى إزالة العوائق والمثبطات:
وقد جعل الله عز وجل شهر رمضان محطة لحجب المعوقات التي تعوق الإنسان نحو التغيير، وإزالة العقبات التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل.

ومن هذه العقبات: الشيطان"؛ فهو عدو الإنسان الأكبر الذي بيَّن عز وجل أن عداوته للإنسان واضحة، وحذَّر الإنسان من اتباع خطواته، فقال: "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، وقال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وجاء رمضان كفرصة لحجب هذا العائق وإزالته من أمام الإنسان لكي يغير من نفسه ويقبل على ربه، ففي الحديث: "وتصفد فيه الشياطين، وتسلسل فيه مردة الجن"؛ فالشياطين مصفدة، ومردة الجانّ مسلسلة؛ فهذا العدو الأكبر قد يسر الله عز وجل حجبه عنك في رمضان.
ومنها: النفس التي بين جنبي الإنسان توسوس له وتمنيه، وتسعى في صدِّه عن الطريق إلى الله عز وجل، ويأتي رمضان ليمنع هذه النفس ويكبح جماحها، فيصوم الإنسان ويمتنع عن الطعام والشراب.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإذا أراد أن يأكل أو يشرب لا يمنعه شيء إلا مراقبته لله عز وجل، فتحجب النفس وتبعد عن وساوسها وخواطرها التي تأخذ بالإنسان إلى المعاصي والذنوب.
ومنها أيضًا: الروتين الذي يعيش فيه الإنسان عائق من العوائق التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل، وتمنعه من صناعة التغيير في نفسه، فيأتي رمضان يغير هذا الروتين، والإنسان يعيش في نفس الأعمال بنفس الطريقة، فيأتي رمضان وكأنه دورة في إدارة الوقت، وإدارة الذات؛ إذ تتغير الأعمال الروتينية في حياته، وكذلك العادات يأتي رمضان ليعدلها، ويغير الروتين الذي
اعتاده الإنسان؛ فتتغير حياة الإنسان.
والتغيير يحتاج إلى النظر في محل التغيير وهو القلب، ففي الحديث: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فالقلب هو محل التغيير حقيقة،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وهذا القلب إن جمعت فيه خيرًا وعملًا صالحًا صح وصلح، وإن جمعت فيه شرًّا وعملًا فاسدًا خبث وفسد؛ فلينظر الإنسان: ماذا يصب في قلبه؟ وماذا يجمع فيه؟ ويأتي رمضان ليكون سبيلًا للنظر إلى هذا، وإلى المصبات التي تصب فيه، فالذي يصب في القلب العين والأذن، واللسان، واليد، والقدم، وكأن رمضان دورة إلى أن يعدل الإنسان من المصبات التي تصب في قلبه، فيحفظ هذه الجوارح، وبالتالي يحفظ قلبه.
والتغيير يحتاج أيضًا إلى شروط، وهذه الشروط إن وجدت تكون نقطة تحول وبداية انطلاقة نحو صناعة التغيير في الإنسان، فمنها:

1- الرغبة والإرادة الصادقة في التغيير: قال الله عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، فإذا أراد الإنسان بنفسه أن يتغير يعينه الله عز وجل، ويلهمه التوفيق والسداد إلى التغيير، فصدق الإرادة وصدق الرغبة في التغيير، سبيل إلى النجاح وإلى التوفيق والسداد في صناعة التغيير.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
2- معرفة طرق التغيير الصحيحة: فلا بد للإنسان أن يعرف الطرق التي تكون سبيلًا إلى التغيير، فربما أراد التغيير دون أن يعرف كيف يتغير، فلا قيمة في رغبته وإرادته إن لم يتعلم كيف يتغير، وأولى طرق التغيير أن يحدد موقعه الذي هو فيه، وأن يضع لنفسه خطة للتغيير، ويحدد ماذا يريد؟ وإلى أي موقع آخر يريد أن ينتقل؟ ومع هذه الخطة محاسبة للنفس ومتابعة لها، فينتج من ذلك التغيير المنشود.
3- التطبيق السليم لطرق التغيير: فلربما يكون الإنسان لديه رغبة وإرادة صادقة، ومعرفة بطرق التغيير، ولكنه لا يطبِّق ولا يأخذ بالإجراءات، ولا يسعى إلى تطبيق هذه الطرق، فماذا
تنفع الرغبة؟ وبماذا يفيد معرفة الطرق إذا لم يكن هناك تطبيق يحقق التغيير الحقيقي؟!
فالتغيير يحتاج إلى الإعانة من الله سبحانه وتعالى، وأعظم أسباب الإعانة: الدعاء والانكسار، والتذلل والخضوع، وإعلان الفقر والمسكنة والحاجة إلى الله عز وجل، وقد جعل الله عز وجل رمضان فرصة عظيمة لإمداد المعونة والعون منه سبحانه وتعالى إلى عباده، ويتأكد الدعاء في وقت الصيام، وبين الأذان والإقامة، وفي وقت السحر -وقت النزول الإلهي-، وفي ليلة
القدر.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وهناك عوامل كثيرة يستجلب بها الإنسان المعونة من الله عز وجل؛ فهذا موسى صلى الله عليه وسلم لما خرج من مصر هاربًا فارًّا بنفسه، توجَّه إلى مدين ولم يجد مأوى ولا طعامًا، ولم يجد عملًا، ولكنه خضع وأعلن الفقر لربه، وقال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"؛ أعلن المسكنة والفقر إلى الله سبحانه وتعالى، واستجلب منه المعونة والتوفيق، فأعطاه الله عز وجل السكن، وأعطاه العمل، والطعام والشراب، والزوجة.
فكذلك أمامنا جميعًا فرصة في رمضان فرصة لصناعة تغييره باستجلاب المعونة والتوفيق من الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله عز وجل قد ذكر وسط آيات الصيام قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، والدعاء هو سلاح المؤمن الذي لا تخطئ سهامه.
فاللهم أصلح شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.










ابوالوليد المسلم 17-03-2025 10:32 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
التعامل مع الأطفال في رمضان
أ.د. راشد السهل
(17)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

بسم الله الرحمن الرحيم
تغريدات الأستاذ الدكتور راشد السهل أستاذ علم النفس التربوي عن :
" التعامل مع الأطفال في رمضان "

** رمضان فرصة ذهبية لتعليم الطفل الكثير من العبادات كالصيام والصلاة وقراءة القرآن،
** اصطحبوهم معكم، الأطفال يتعلمون بالمشاهدة والممارسة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
** الاسلام دين عظيم يراعي الحالة العقلية والنفسية والجسمية للمسلم، لذلك يتدرج بالتكاليف،

** فهم نمو طفلكم يتقبل توجيهاتكم ويصوم معكم
** في رمضان يتغير النشاط في البيت ويتغير نظام الطعام وغالبا النوم، اطلبوا من أطفالكم مشاركتكم وحددوا لهم واجباتهم،
** يستمتع الاطفال بالتكاليف

** صفات طفل ٦-١٢ سنة في رمضان
• قادر جسميا على الصيام
• نفسيا التدرج أفضل

• تقليده لوالديه كبير
• يصوم لكسب ود أهله
• يصوم ليقال عنه صائم
** أخطاء مع طفل في رمضان
• إجباره على صيام
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
• تجاهل صيامه

• غيرك يصوم احسن منك
• تهديده إن لم يصم
• تركه بدون معلومات عن الصيام

** لتعليم الطفل في رمضان
• حدد له التصرف المطلوب (دعاء مثلا)
• تعليمات واضحة

• ابتسامة ومكافأة عند التطبيق
• سؤاله عن حاله
• كن له قدوة حسنة
** كلمات لتشجيع طفل في رمضان، قل له
• انا فخور بصيامك
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
• ما شاء الله تقدر تصوم

• احب تحضر معي المسجد
• أنت قدوة لغيرك
• احبك واحب صيامك

** اتفق مع طفلك على وضع جدول لنشاطاتكم في رمضان .. مثلا
• زيارة أهل
• إفطار صائم

• قراءة قرآن
• تقديم صدقة
• زيارة مريض
• .. الخ
** الأطفال من ٦ -١٢ سنة يستمتعون بمساعدة أهلهم، اجعلوا رمضان فرصة لممارسة تقدير الذات عندهم من خلال ممارسة عباداتهم معكم،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الدين عندهم ممارسة

** لاءات مع أطفال في رمضان
• لا تهدده بالعقاب إن لم يصم
• لا تقارنه بغيره في صيامه

• لا تقل له أنت كبير لازم تصوم
• لا تتجاهل أسئلته عن الصيام
** الأطفال غير مكلفين بالصيام، لذلك لا يجب إكراههم أو إجبارهم على الصيام،

** يصوم الأطفال بسهولة بالترغيب والتقليد والتشجيع،
وفقنا الله وياكم
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 18-03-2025 10:37 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 


https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
الأسرة المسلمة في ظلال مدرسة رمضان
د. محمد بوهو
(18)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

إن من مكرمات الأيام المعدودات في شهر الصيام، أنها مجال للتغيير والتقويم على مستوى الأسرة، كشأنها على مستوى الفرد. فإذا كان فرض كل فرد فينا أن يتعاهد نفسه بالمراجعة والتقويم في شهر رمضان، فإن واجبه أيضا أن يباشر تقويم أهله وأسرته في هذا الشهر الكريم، لأنه راع، وكل راع مسؤول عن رعيته.. شهر رمضان يحمل معاني سامية للحياة الإنسانية بشكل عام، والحياة الأسرية بشكل خاص، وهو فرصة كبيرة للتقارب الزوجي والتواصل الأسري.. إنه شهر يتيح فرصة الاجتماع على الطاعة والعبادة، حيث تعيش الأسرة في ظلال جو مفعم بالإيمان، ويضفي هذا الوافد الكريم نسائم الحب والود على الحياة الزوجية..
إنه فرصة حقيقية للحياة الزوجية السامية، والاتصال الأسري العميق.. وإن شياطين الجن، رغم تصفيد مردتها وسلسلتهم في رمضان، يتحالف بقيَّتُهم من غير المردة مع شياطين الإنس لإفساد ذلك الشهر على عباد الله!! فهم يتسابقون حتى قبل أن يبدأ الشهر بشهور لكي يملؤوا الأيام والليالي الرمضانية بما يُمرض القلوب، لا بما يُرمِّض آفاتها. وبدلا من الاستكثار من خصال الخير
والتسابق فيها يستكثرون من الأفلام والمسلسلات والفكاهات والمسابقات واللقاءات الموجهة القمينة غير البريئة، التي لا تفسد في الأرض فقط، بل تملأ الفضاء بالغثاء الغث، والخلق الوضيع..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
مسؤوليتك أيها المسلم، أيتها المسلمة داخل أسرتك، أن تقوم بدورك في رمضان للتصدي لحملات تصدئة الأرواح، التي يقوم عليها لصوص مهمتهم سرقة القلوب أيام الطاعة، حتى لا ترق بتلاوة أو صيام، ولا تصبر على ذكر أو طول قيام، ولا ترعوي بحفظ سمع ولا بصر ولا فؤاد في شهر القرآن، اسمع لقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤوولًا}(الإسراء : 36)، لتعلم أن كلا منا سيسأل عن هذا السمع والبصر والفؤاد، سواء عن نفسه، أو عمن استرعاه الله من رعيته، وما استحفظه من أمانة.. لقد نادانا الله تعالى بنداء الإيمان- في رمضان وغير رمضان- أن احجزوا أهليكم عن الفتن، وباعدوا بينهم وبين العذاب فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم : 6)، أرأيت إلى من ترك أهله في الشهر الكريم يضيّعون ويفوّتون أيامه ويضحون بلياليه أمام المفسدات، هل وقى أهله من النار؟ أرأيت إلى من أهمل طاعتهم فيه كما يهملها في غيره، هل اتقى الله فيهم؟!.. باشر أحوال أسرتك وأولادك في حفظ الصيام، واصحبهم في الذهاب للقيام، وتفقد أحوالهم مع القرآن، وراقب ترقّيهم في مراتب الطاعة والإيمان، وبخاصة في الصلاة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}(طه 132)، ولقد أثنى الله تعالى على أبينا إسماعيل إذ كان راعيا لأهله في دينهم قبل دنياهم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا،وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}(مريم : 54- 55)..
رمضان أيها الأب أيتها الأم، موسم لإقامة شعائر الله تعالى، ولزمانه حرمة ضمن حرمات الله، ونحن المسلمين مأمورون بأن نعظم شعائر الله ونعظم حرمات الله تعالى، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(الحج : 32)، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(الحج : 30).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومن تعظيم شعائر الله تعالى في شهر الصيام، ألا ندخل فيه على أهلينا، ما يعكر صفو أيامه ولياليه أو ما ينسيهم القرآن في شهر القرآن.. ومن تعظيم حرمات الشهر الكريم، ألا نترك أبناءنا
يضيعون فيه الصلوات مع الجماعة، لأن في هذا إضاعة للنفس وتعريضا لها إلى سبل الهلاك {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}(مريم: 59- 60)، بل إن رمضان فرصة للتوبة من إضاعة الصلوات، وتعويد الأبناء على تصحيح العلاقة مع الجماعة والمسجد..ومن تعظيم حرمات الشهر مع الأبناء، أن نحيي فيهم خلق الحياء، وعلى رأس ذلك الحياء من الله تعالى، فهو لب الصيام وروحه، وخلق الصائمين وسمتهم، وقد قال النبي : ((اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحمدُ لِلَّهِ! قَالَ: ((لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الاخرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ))(رواه الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده)..
ومن تعظيم حرمات الشهر، ألا نحوّله من شهر إمساك إلى شهر استهلاك! ومن موسم ذكر وصلوات إلى موسم غفلة وشهوات، فيرتسم في مخيلة الأجيال أن شهر رمضان هو موسم الترف
والترفيه، ومناسبة للسفاهات والتفاهات، التي تحوّل ليله إلى نهار غفلة، وتعطل نهاره إلا من شواغل الدنيا.. برنامجك الأسري في رمضان يمكنك أن تجعل من رمضان أخي المسؤول عن رعيته،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
أختي المسؤولة عن رعيتها، برنامجا مطولا من ثلاثين يوما، فتحوله إلى مخيم منزلي، لدورة مكثفة للأسرة، تعيد فيه ربطهم- صغارا وكبارا- بالقرآن، فتتعاهد أحوالهم فيه، تراجع معهم ما حفظوه، وتسترجع منهم ما نسوه، تناقشهم فيما فهموه وتعلَّموه، فإذا كان خير الناس من تعلم القرآن وعلّمه -كما أخبر النبي في قوله: {خيركُم من تعلَّم القرآن وعلَّمه}، فإن أولى الناس بتعلُّم القرآن هو أنت- وأولى الناس بتعليمك هم أهلك وأسرتك، وفي شهر الصيام فرصة سانحة لإعادة تقويم حال البيوت مع القرآن.. فقد كانت بيوت السلف تظللها في رمضان هالات النور، وسحابات الرحمة، فالمروي عنهم أن بيوتهم كان لها بالقرآن دوي كدوي النحل.. وفي برنامج رمضان المنزلي، يمكنك أن تعيد تأهيل أهلك لسلوك درب الاستمساك بالهدى النبوي، ولتكن البداية ربطهم بهدي النبي في الصلاة والصيام، ويمكنك في برنامج رمضان المنزلي أيضا أن توطن أسرتك على حفظ الأسماع والأبصار والأفئدة، وتدعو إلى الجود والسماحة ولين الجانب وحب الخير للناس، وفي برنامج رمضان المنزلي أيضا تستطيع تعويد أهلك وأبنائك على تعظيم الحرمات الدينية، بتعظيم حرمة رمضان الزمانية، فمن يصون رمضان لله يصون ما بعده وما قبله لله، فالقربى من الله والزلفى إليه، لا تقتصر على شهر دون شهر.. مسؤولية الآباء نحو الأهلين والأبناء في رمضان، ليست التوسعة عليهم في أمور الدنيا فحسب، بل تسبق إلى ذلك مسؤوليتهم في تعريض الأهل والأبناء لواسع رحمة الله تعالى، ومزيد إكرامه للطائعين المتنافسين في القربى..
رمضان فرصة لبر الوالدين أو أحدهما، والقرب منهما وقضاء حوائجهما وطاعتهما ومحاولة الإفطار معهما، فالكثير منا تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه ولا يفطر
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
معهما إلا قليلاً، ولا شك أن برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى، كيف لا وقد قرن حقهما بتوحيده وعبادته وحده جلا وعلا.ومن صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك أن بعض الفتيات تكثر من النوم في النهار والسهر في الليل والأم وحدها في المطبخ لإعداد الطعام فينتبه لهذا.
إن شهر رمضان وما فيه من دروس إيمانية وأخلاقية رائعة، يفيد الزوجان في تصحيح مسار العلاقة الزوجية وتثبيت المودة والرحمة في أبهى صورها، والاستفادة منه كما هو المطلوب من مشروعيته وحكمته، ويجعلا من الشهر الكريم دورة تدريبية تأهيلية لهما وللأبناء.. وإليك بعض الخطوط الكبيرة لهذه الدورة الرمضانية الفريدة.. التهيئة والتشويق:
> قبل البداية في ولوج الدورة الرمضانية، حفز همم الأسرة بالتذكير بثواب العمل وأنه شهر تصفد فيه الشياطين ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه.. فباستنادك لمجموعة من الآيات
القرآنية والأحاديث النبوية يكون هدفك في ذلك تهييء النفوس لاستقبال الوافد الكريم بنفوس مشتاقة للتمتع بالعبادة طيلة أيام المُطَهِّر الذي جاء ليُطهر!
> أرسل بطاقة تهنئة عن طريق البريد الإلكتروني لجميع أفراد أسرتك بمناسبة قدوم شهر رمضان.. وقم بصلة الرحم سواء بالزيارة أو الاتصال الهاتفي أو أقل القليل رسالة عبر الهاتف المحمول، وأعظم الصلة للوالدين ثم الأقرب فالأقرب مع اختيار الوقت المناسب وحث أبنائك وإخوانك على ذلك..

> اصطحب الأبناء لشراء حاجيات رمضان بدون إسراف واستثمار هذه الفرصة لتعليمهم أصول الشراء الاقتصادي، وبيان أن رمضان مدرسة اقتصادية بامتياز.. حظ الأبناء من دورة رمضان: > وفر في المنزل ما يُشعر بخصوصية الشهر كحامل المصاحف وجدول متابعة لقراءة القرآن وتهيئة مكان للعبادة في البيت لإضفاء شيء من المكانة لهذا الشهر المبارك.
يتبع

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif




ابوالوليد المسلم 19-03-2025 10:38 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
الأسرة المسلمة في ظلال مدرسة رمضان
د. محمد بوهو
(19)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

> راجع أحكام الصيام أنت وأسرتك في جلسة ودية، وتعريف بالضيف وإشاعة الفرح بمَقدمه تتناول فيها مع أسرتك شيئا مما ورد في فضائل وأحكام شهر رمضان المبارك. > اِجعل مراقبة (هلال رمضان) لحظة حميمية بينك وبين أفراد أسرتك..ترقب وقت مراقبة الهلال من خلال وسائل.. جرِّب الفكرة.. حتما ستكون ممتعة مرحة، ولها طعم فريد خاص.. ولا تنس دعاء رؤية الهلال: ((اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ)).
> أكتب لوحات معبرة بصورة رائعة، وتعلق في أرجاء المنزل أو في مدخل العمارة.. تتعلق برمضان، مثلرمضان فرصة للتغيير) أو: (اجعل شعارك: لن يسبقني إلى الله أحد..).. كذلك يمكن للمجلة الحائطية في المنزل -ولو بشكل بسيط- أن تكون متلونة بأشكالها وموضوعاتها..
> علق جدولاً في المنزل يحتوي على البرنامج اليومي المقترح واحرص على ألا يكون الجدول مثالياً يصعب تطبيقه بل يكون مرناً قابلاً للعوارض المختلفة من دعوات إفطار ونحوها وإذا كان البرنامج

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
موحداً بين أفراد الأسرة فإن هذا مما يدفع الجميع للتفاعل معه، والمشاركة فيه..
> قف وقفة تاريخية: فرمضان فرصة أيضا لمطالعة السيرة والتاريخ الإسلامي وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها.. ماذا لو خصصت جلسة أسبوعية لذلك تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر أو معركة عين جالوت أو معركة حطين.. فكلها معارك رمضانية شهيرة.. كن مرنا في الطرح جذابا في أسلوبك، احضر خريطة للموقعة أو أعد عرض
“بوربوينت” لذلك قف على مواطن العبر والدروس وافتح المجال للجميع للمشاركة والحوار.. ولتكن سهرة تاريخية رمضانية..
> اِصحب أبناءك في صلاة التراويح وانتق لهم من المساجد ما يتميز بحسن صوت إمامه، وخشوعه، وتدبره للآيات، وكثرة المصلين، ونحو ذلك، فيرون هناك أقرانهم ويتلذذون بالعبادة.. مع حث أهلك على المشاركة بتطييب المسجد بإعداد فحم البخور وقم بتطيبه قبل قدوم المصلين والعناية بمصلى النساء بما يحتاجه..

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
> اِجعل لكل من يصوم من الصغار مكافأة وجائزة حتى يشبوا على حب الصوم وتقدير الصيام.
حظ الزوجين مع الأبناء من دورة رمضان:
> اِحرص على أن توفر مكتبة سمعية متنوعة ومناسبة، توضع في المطبخ ليتسنى للزوجة سماع الأشرطة النافعة والبرامج المفيدة..
> ضع جدولا غذائيا منظما إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار يجدر بنا السؤال لماذا لانضع جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام والمشروبات في كل يوم؟ إننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها:
- أولاً: عدم الإسراف في الطعام والشراب

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- ثانياً: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك
- ثالثاً: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً.
- رابعاً: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك – خامسا: المحافظة على صحة الجسم والعناية بالأكل الصحي. > طبق الخير بالمشاركة في تفطير
الصائمين وهو من أجلّ الأعمال في هذا الشهر الكريم، ويمكن مشاركة الأبناء فيه، وذلك بإعداد الإفطار وحمله إلى الفقراء والمساكين وأهل الحاجة.. ويمكن كذلك جمع الملابس المستعملة والزائدة عن الحاجة حيث نقوم بغسلها وكيها، وتعطى للفقراء والمحتاجين..
> اِجعل من ليلة ختم القرآن ليلة مشهودة، وذلك بجمع الأهل عند ختم القرآن والدعاء بهم كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن الكريم جمع أهل بيته فدعا بهم،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وكذلك الاحتفاء بمن ختم من الصغار مثلا وتحفيزهم وتذكيرهم بالأجر المترتب..يمكن الترويح عنهم ببعض المسابقات والألعاب الممتعة مع بعض الجوائز والمكافآت على اختلاف الأعمار حتى يعودوا للعبادة بكل شغف وشوق..
> خصص أوقاتا للصلاة بأهل بيتك، هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء وتصلي بأهل بيتك التراويح؟ جرب هذه السنة ستتغير نظرتك لأسرتك.. فكثير منا يعود إلى بيته بعد
صلاة التراويح ليجد أفراده يقيمون الليل مع فيلم أو مسرحية!!
> اِحرص على السواك فهو “مطهرة للفم مرضاة للرب” وشراء حزمة منه لتوزيعها على جميعا الأسرة، فقد كان النبي يستاك وهو صائم، وقد رغب في السواك.. حظ الزوجين من دورة الصيام: > يقول رسول الله : ((خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، بعض الرجال يتأفف من مساعدة زوجته وأهله في إعداد الفطور وترتيب البيت ولم يعلم أن حبيبه محمد كان يكون في خدمة
أهله..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
> سعة الصدر، وتقبل بعضكما لبعض ومشاركة أحدكما الآخر في المشاعر..
> أن تجتمعا معًا على الطاعة كما تجتمعان على الإفطار والسحور..

> الاهتمام بإظهار المحبة والمودة والتقارب بينكما، ومحاولة إزالة أي سوء تفاهم حتى لا يعكر جو العبادة في رمضان، وتذكرا قول حبيبنا محمد : ((..إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ))(البخاري)..
> خططا معًا للسعادة والحياة التي يرضى الله عنها كما تخططان للفطور.. التوسعة على الأهل والأولاد بحسن المعاملة والعناية والرعاية وتجنب الصخب والعصبية. وتذكرا قول رسولنا الكريم (من
تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه)).. > التدريب العملي على الأخلاق السامية وأولها العفو عن الخطأ والمسامحة والاعتذار والحلم والحرص على السنن والآداب الشرعية..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
> الجود بالمال والعطاء والصدقات على الفقراء والمحتاجين فقد كان النبي جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان..

> التواصل الإيجابي بينكما: أيها الزوج لا تبخل على زوجتك بإظهار محبتك يوميًا، ولا تعتقد أن المحبة تقتضي منك التضحيات المادية الكبيرة فقط، بل إن الأمر يتطلب منك تضحيات معنوية روحانية أكبر، فكن سخيا في الجانب المعنوي خاصة، اشكر زوجتك على اهتمامها ولطفها بك وعطائها.. وأنت أيتها الزوجة لا تبخلي أن تظهري محبتك لزوجك فكما تقدمين له وجبات الطعام اليومية الشهية، كوني سخية في عطائك المعنوي لزوجك تملكيه، اشكري زوجك على اهتمامه بك ولطفه وعطائه، ولا تتعاملي معه على أن اهتمامه بك واجب عليه فينطفئ هذا الاهتمام
مع الأيام، وكوني على اقتناع تام بأن الذهب والمال والنفوذ والعيش الرغيد لا قيمة له بدون الحب، والحياة المملوءة بالحب هي الحياة الزوجية الناجحة، وبدون الحب ففرص النجاح الزوجي قد تكون منعدمة..
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
> امنح أيها الزوج زوجتك وأبناءك رمضانا مختلفا وعلاقة عاطفية جديدة، وأنت أيتها الزوجة امنحي زوجك وأبناءك رمضانًا مختلفًا وعلاقة زوجية مختلفة بل ورائعة في هذا الشهر الكريم، محتسبة
فيه كل عمل وقول وبسمة رقيقة..
> إليك يا راعية المنزل، استحضري النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق في إعدادها، فعن أنس رضي الله عنه قال : كنا مع النبي في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حار وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء، ومنا من يتقى الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي : ((ذهب المفطرون
اليوم بالأجر!)).. إذن فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبداً، بل هل تصدقين أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم، فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضاً تعدّين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده طاعة للزوج ورعاية للأولاد ولن يضيع الله عملك إن شاء الله. كما يمكنك استغلال هذه الساعات في “الغنيمة الباردة” وهى كثرة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وأنت تعملين، أو بالاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ.
> استغلال أوقات الإجابة في أيام هذا الشهر المبارك كوقت السحر والفطر وبين الأذان والإقامة ودبر الصلوات المكتوبات وأثناء السجود وآخر ساعة من الجمعة بالدعاء وصدق الالتجاء إلى الله تعالى والتذلل بين يديه سبحانه “فليس شيء أكرم على الله من الدعاء” وفي آخر آيات الصيام جاء قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان} فهذا درس عظيم للصوام بأن يعتنوا بهذه العبادة العظيمة، “الدعاء هو العبادة”.. كما ينبغي علينا تنبيه وتذكير أهلنا وذوينا بهذه الأوقات الفاضلة. ولكي تكون دعواتنا مستجابة: أظهر عجزك بين يدي
ربك وأحضر قلبك معك “فمن جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده” وقدم عملاً صالحاً فالدعاء بلا عمل كالقوس بلا وتر.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فجـِّرب أن تدعو عقيب دمعة من خشية الله ذرفتها أو صدقة في ظلمة الليل بذلتها أو جـرعة غيظ تحملتها وما أنفذتها أو حاجة مسلم سعيت فيها فقضيتها.. ورحم الله للعلامة الأديب البشير الإبراهيمي حيث قال:”رمضان نفحة إلهية تهُبّ على العالم الأرضي في كل عام قمريّ مرة، وصفحة سماوية تتجلّى على أهل هذه الأرض فتجلو لهم من صفات الله عطفه وبرّه، ومن لطائف
الإسلام حكمته وسرّه ؛ فينظر المسلمون أين حظهم من تلك النفحة، وأين مكانهم في تلك الصفحة”.. أخي المسلم، أختي المسلمة، ها نحن نرسو على شاطئ النور بعد أن أبحرنا على مركب الدعوة نتلمس فعل الخيرات والمسابقة إلى الطاعات..فكل المنى أرجوها للأسر المسلمة بطاعة الرحمن، ورضى المنان، في شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، وشهرالعتق من النيران.. وكل عام والأسرة المسلمة على التقوى سبيل تحقيق السعادة الإيمانية والأخلاقية، وملاذها الآمن من كل الآفات الاجتماعية..
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 20-03-2025 10:13 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
وقفات بين يدي العشر (20)
كتبه/ سعيد محمود
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الغرض مِن الخطبة:
إثارة الهمم إلى الاجتهاد في العبادة في الليالي الباقية من رمضان.
المقدمة:

- بالأمس القريب كنا نستقبل رمضان، وها هو يركض وقد ذهب أكثره: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:183-184).
- مظاهر ذلك في السنن الشرعية والكونية: (أواخر الليل - آخر الأنبياء - آخر عمره صلى الله عليه وسلم - آخر السماوات - آخر الكتب السماوية).

- ليالٍ مباركة أوشكت على الرحيل، بقي منها آخرها وأفضلها: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ" (رواه مسلم)، فلابد مِن وقفاتٍ مع إقبال ليال البركات.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الوقفة الأولى: بيان فضل العشر الأواخر:
- اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها؛ لأنها خاتمة الشهر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري)، وقال في المحرم الذي وقصته ناقته: (اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلَا وَجْهَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا) (متفق عليه).
- هذه عشر النشاط، لكل الفئات: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" (متفق عليه).

- فيها ليلة القدر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (رواه البخاري).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الوقفة الثانية: بيان فضل ليلة القدر(1):
- هي ليلة الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته: قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1).
- التعبد لله فيها خير من عبادة العمر: قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3)، (83 سنة وزيادة).
- ولمَ لا وهي ليلة التقدير لعامٍ جديدٍ فكن على الطاعة؟! قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:3-4).
- ولمَ لا وهي التي أنزلت فيها أعظم الكتب السماوية؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ
مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- ولمَ لا وهي التي تكون الملائكة فيها أكثر ما يكون؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
- ليلة سلام وأمان للمؤمنين الطائعين: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر:5).

- مِن فضل الله أن أخفاها ليجتهد المجتهدون: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (متفق عليه).
الوقفة الثالثة: هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحين في العشر:
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقطع فيها للعبادة التماسًا لليلة القدر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ"(2) (متفق عليه).

- كانت عائشة -رضي الله عنها- تجتهد فيها وتسأل عن أعمالها، قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فَاعْفُ عَنِّي) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
وكان ثابت البناني يلبس أحسن ثيابه، ويطيب المسجد بالنضوح في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.

- وكان تميم الداري -رضي الله عنه- له حلة اشتراها بألف درهم، وكان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.
- فيا مَن ضاع شهرك، هذا فرصة عمرك، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
الوقفة الرابعة: لابد من وقفة محاسبة قبل العشر:

- بقي الثلث فماذا عملت فيما مضى؟ وماذا أنت فاعل فيما بقي؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (الحشر:18)، وقال عمر -رضي الله عنه-:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم".
- المقصود بالمحاسبة: أن يتعامل الإنسان مع أعماله معاملة التاجر الناصح، فرأس ماله الواجبات، وأرباحه النوافل، وخسائره الذنوب والتقصير.

- ماذا فعلتَ في موسم الأرباح؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ) (رواه ابن حبان، وقال الألباني: صحيح لغيره).
- حاسب نفسك في الدنيا يخف حسابك يوم الحساب: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا) (آل عمران:30).
- مِن أحوال الصالحين في محاسبة أنفسهم وخوفهم من يوم الحساب: جاء أعرابي فقير لعمر -رضي الله عنه- يسأله فقال: "يا عمر الخير جزيت الجنة، اكسوا بناتي وأمهن، وكن لنا من
الزمان جنة، أقسم بالله لتفعلن! فقال عمر: وإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال: إذًا ابا حفص لأمضين. قال عمر: وإن مضيت ماذا يكون؟ قال: والله عنهن لتسألن، يوم تكون الأعطيات
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
يَمْنَهْ، وتقف إما إلى النار أو إلى الجنة، فلم يملك عمر إلا أن ذرفت دموعه على لحيته ودخل إلى بيته فلم يجد شيئًا، فخلع رداءه وقال: خذ هذا ليوم تكون الأعطيات يَمْنَهْ، وموقف المسئول يبين إما إلى نار وإما إلى جنة".
الوقفة الأخيرة: كيف نعيد النشاط واللذة إلى العبادة فيما بقي؟(3):
- تساؤل: هل حصلت أرباح الشهر فارتحت وكسلت؟!
- هل ضمنت فتح أبواب الجنان لك وغلق أبوب النيران عنك؟!

- تذكر أنك كنت تنتظر رمضان وطال انتظارك، وكم سيكون انتظارك لأيام أنت فيها: "اللهم بلغنا رمضان".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- تذكر فرحة اكتمال الشهر، ويوم القيامة بالأجر: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) (متفق عليه).
- تذكر باب الريان والدخول منه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ
الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) (متفق عليه).
- تذكر أن تعب ساعات قليلة تزول، ثمن لراحة طويلة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة:24).
- تذكر مَن ضمن الجنة -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك كان يقوم الليل طوال العام، ويقوم حتى تتورم قدماه؛ فأين أنتَ مِن هداه؟!

- مباشرة الأسباب المادية: "الاغتسال بين المغرب والعشاء - التطيب - لبس أفضل الثياب - مغايرة الأماكن - تجديد الوضوء".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
اختم بخير: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري).
نسأل الله -تعالى- الإعانة على القيام والصيام في الليالي القادمة المباركة العظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سُميت ليلة القدر؛ لعظيم قدرها، فهي ليلة ذات قدر، نزل فيها كتاب ذو قدر، على نبي ذي قدر، على أمة ذات قدر.
(2) كان يتفرغ لطاعة الله ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة، ويتخذ لنفسه خباءً؛ ليتجنب مخالطة الناس.

(3) الإشارة إلى مظاهر الفتور والكسل عند البعض في أواسط الشهر وقبل دخول العشر. وهل طال علينا الأمد؟ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الحديد:16). ومِن المظاهر: (ترك بعض ليل التراويح - ضعف القراءة اليومية - استثقال صلاة التراويح).





ابوالوليد المسلم 21-03-2025 09:20 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
تذكرة العشر الأواخر
كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
(21)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتعلم أيها النبيه أن الله وصف أيام رمضان المباركات بأنها (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:184)، إشارة لقلة عددها وسرعة انقضائها، وفي ذلك بيان ليسرها وتشجيعًا لنا على الاجتهاد فيها، وعدم الخوف من التعب، فإنه تعب يسير، فهي (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) يترتب على التعب فيها أجر جزيل، وخير كثير، وها نحن قد أقبلنا على عشرة أيام من هذه الأيام المعدودات؛ فلو شئنا
لقلنا عنها: ساعات معدودات، أو أنفاس معدودات، وهي على قلتها اشتملت على جوائز وفضائل لا مثيل لها، أعظمها: "ليلة القدر".
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وأنت تعلم أن ليلة القدر أعظم الليالي وأكرمها؛ فهي (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3)، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، والشباب منا خصوصًا اجتمع لهم فرص الفوز بالأجور الغالية والرقي للمنازل العالية، فنحن كشباب آتانا الله صحة وقوة، مع إكرامه لنا ببلوغ رمضان ولياليه المباركة، وها هي أعظم فرصة لنا على تجديد العزيمة ورفع الهمة، لننشغل بعبادتها عن المحرمات وما ابتلينا به من فتن وفخوخ نصبها أعوان الشيطان لنخسر رمضان؛ فاعزم على الإحسان، وتفويت الفرصة على أعداء الرحمن، واستعن بالله الكريم المنان.
فما بقي مِن الشهر الفضيل سوى القليل؛ فاحرص أخي الشاب النبيل على تحصيل أكبر قدرٍ مِن الأجور قبل الرحيل؛ قبل رحيل الشهر أو رحيلك؛ فكم رحل هذا العام من أناس ولم يبلغوا رمضان، وكثرة الموت في أيامنا أمر مشاهد، ولنا في ذلك تذكرة وعظة.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فاجتهد أخي الحبيب فيما بقي يغفر لك ما مضى من تقصير، ولك في الخيل عبرة؛ فإنها كما قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "إذا شارَفَت نهايةَ المِضمار، بَذَلَت قُصارَى جُهدِها لتفوز بالسباق، فلا تَكنِ الخيلُ أفطَنَ منك، فإنما الأعمال بالخواتيم، فإنك إذا لم تُحسِن الاستقبال، لعلّك تُحسِن الوداع".
وقد قال ابن تيمية -رحمه الله-: "العِبرةُ بِكمالِ النهاياتِ، لا بنَقصِ البدايات".

وكان الحسن البصري -رحمه الله- يقول: "أحْسِنْ فيما بَقَي، يُغْفَرُ لك ما مضى، فاغتَنِم ما بَقي، فانك لا تدري متى تُدرِكُ رحمةَ الله".
وأبين من ذلك كله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري)، والعشر الأواخر خاتمة رمضان.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإن كنت حرمت من الاعتكاف هذا العام بسبب إجراءات كورونا، وهذا أمر محزن، لكنك تعلم أن العبد قد يؤجر بنيته على العمل إن صدقت النية، وتأكد عزمه على العمل، نعم إن علم الله منك خيرًا وصدقًا، ورأى فيك حزنًا على الحرمان من هذه العبادة السنوية الجليلة التي كان يواظِب النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها تحريًا لليلة القدر، وتكن كمن قال فيهم الله واصفًا حالهم حين حرموا من الخروج للجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عنه -سبحانه-: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92).
ويا لسعادتك إذا كنت ممَّن كان يواظب على الاعتكاف وحرم منه لعذر قاهر، كما هو الحال في هذا العام، ومصداق ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) (رواه البخاري).
ويشهد بصدقك في حب الاعتكاف: أن تقوم بما تقدر عليه في البيت أو المسجد، وتتخلق بأخلاقه، وتستشعر معانيه العظيمة، وتتفكر فيها كأنك تعيشها؛ حينها تكون أهلًا لتحصيل
أجره وفضله، وتكون أجدر على الفوز بليلة القدر وحسن الختام.
فجدد العزم، وأظهر الحزم، وليكن شعارك في رمضان: لن أخرج من رمضان إلا بفوز وغنيمة، وأجور عظيمة، وقلب جديد أستطيع أن أتحمل به أعباء ومهام الصلاح والإصلاح،
وأستطيع بما جمعته من أنوار القرآن والطاعات أن أمشي بهذه الأنوار في الناس داعيًا مرضيًّا، وهاديًا مهديًّا.
والله ولي التوفيق.



ابوالوليد المسلم 22-03-2025 12:05 PM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
الخلوات وليالي العشر
كتبه/ إبراهيم جاد
(22)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد دخلت علينا أيام العشر وليالهن، التي فيهن ليلة القدر وما فيها من نفحات وبركات بأمر الله -تعالى-، والحال لا يخفى على أحدٍ والبعد عن المساجد لا زال موجودًا، ولا شك أن البعض قلَّ نشاطه بعيدًا عن صحبة الإيمان ووجوه الصالحين في جنح الليل وسط المعتكفين، وفي ساعات السحر، وقد غاب عنا تنشيطهم وكلماتهم وحماستهم وإصرارهم على الأخذ
بأيدي الكبار والصغار، ومحاولة رفع الهمم، ولكن يبقى تساؤلات مهمة تحتاج لأجوبة القلوب لا الألسنة فقط.
هل ستضيع منا أفضل ليال الدنيا لفقدان الصحبة؟!
وهل سيقل النشاط ويكسل الجسم ويتباطؤ القلب أم أن هناك بدائل أخرى للفوز بالليالي العشر، ونيل بركتها والفوز بليلتها؟

عن الزّبير بن العوام -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خِبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ) (رواه الخطيب في التاريخ، والضياء في
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الأحاديث المختارة، وصححه الألباني).
نعم آن أوان الخلوات أن تطفو، والسرائر تنقى وتطهر، وعكوف القلب على الله -تعالى- بكليته في وحدة لا يطلع عليه إلا هو.

نعم آن أوان خلوة المناجاة.
وخلوة التعبد وخلوة التذلل والانكسار بين يدي الله -تعالى-، والإقبال بالقلب والجسد عليه.
نعم آن أوان رهبان الليل عباد النهار أصحاب العبرات والصرخات والدمعات.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
نعم آن الأوان لهجر الفراش واعتزال النساء، وشد المئزر لشحذ الهمم، والاستعداد؛ لاستقبال ليلة القدر، وتفريغ القلب والنفس.
مِن شواغلها الدنيوية لشغلها الأكبر هو عفو الله عنها وعتقها من النيران، يا نفسي كفاك كسلًا وتفريطًا وبُعدا.
يا عمار الليل هذا أوانكم، يا طلاب العلم هذه فرصتكم.

يا إخواني ويا أخواتي، ويا أبنائي هذه ليال الخير، فاطلبوا عفو الله فيها، وانظروا وتأملوا إلى أحوال وأقوال أهل السرائر في الخلوات، لتعينكم على العمل، وتفتح لكم باب الأمل.
قال وهب بن منبه -رحمه الله-: "يا بُنيّ أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق اللهَ فيها فعلُك في العلانية، ولا تظننّ أنّ العلانية هي أنجح من السَّريرة، فإن مَثَلَ العلانية مع السَّريرة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
كمَثَلِ ورق الشّجر مع عِرْقها: العلانية ورقها، والسَّريرة عِرْقها، إن نُخِر العِرْق هلكت الشّجرة كلّها؛ ورقها وعودها، وإن صلحت صلحت الشّجرة كلّها؛ ثمرها وورقها، فلا يزال ما ظهر من الشّجرة في خير ما كان عِرْقها مستخفيًا لا يُرى منه شيء. كذلك الدِّين لا يزال صالحًا ما كان له سريرة صالحة يصدق الله بها علانيته، فإنّ العلانية تنفع مع السَّريرة الصالحة كما ينفع عِرْقَ الشجرة صلاحُ فرعها، وإن كان حياتها من قبل عِرْقها فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السَّريرة هي ملاك الدين فإن العلانية معها تُزَيِّن الدين وتجمله إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه -عز وجل-" (حلية الأولياء).
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "خذوا بحظِّكم من العزلة" (فتح الباري).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وكان ابنُ مسعود -رضي الله عنه- إذا هدأت العيونُ قام فيُسْمَعُ له دَويٌ كَدَويِّ النَّحل حتى يصبحَ (مختصر قيام الليل للمروزي).
وقال مسلم بن يسار: "ما تلذّذ المتلذّذون بمثل الخلوة بمناجاة الله -عز وجل-".

- وعـن زائدة: "أن منصور بن المعتمر مكث ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها، وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني! قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. فإذا كان الصبح كحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه، وخرج إلى الناس" (حلية الأولياء).
قال الخُريبي : "كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عملٍ صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها" (تهذيب الكمال).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
انظروا هؤلاء... عباد لله طيلة العام وفي دجى الليالي، وفي الظلام وفي البرد، وفي شدة الحر، وفي السر أكثر من الجهر!
خافوا فرقت قلوبهم، وعبدوا فزادت محبتهم، وأخلصوا فتتلذذوا في لياليهم وظهر على وجوههم أثر طاعة السر.
ويبقى بعض مِن ثمرات الخلوات:

1- محبة الله -تعالى- للعبد: قال رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْخَفِيَّ) (رواه مسلم).
?- ادعى إلى الإخلاص، والصدق، وقبول العمل.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
قال ذو النون المصري -رحمه الله-: "لم أرَ شيئًا أبعث للإخلاص من الوحدة؛ لأنه إذا خلا لم يرَ غير الله -تعالى-؛ فمَن أحب الخلوة فقد تعلَّق بعمود الإخلاص، واستمسك بركن من أركان الصدق" (حلية الأولياء).
3- سبب للمغفرة والأجر الكبير، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12).

4- تعينك على ترك المعاصي والذنوب والمسارعة في الطاعة؛ لأنها غالية، واستمرارها يحتاج إلى مجاهدة.
نسأل الله أن يجعل سرنا أفضل من علانيتنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يعيننا على قيام ليالي العشر، ويكتب لنا العتق من النيران، والفوز بالجنان.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif




ابوالوليد المسلم 23-03-2025 10:11 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
أولادنا في رمضان
اسلام ويب
(23)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الأطفال بهجة العمر وزينة الحياة الدنيا، والرصيد الباقي للمرء بعد موته إن أحسن تربيتهم وتنشئتهم (أو ولد صالح يدعو له)، ورمضان فرصة عظيمة لها آثارها على نفوس أطفالنا، إن أحسنا استغلالها والإفادة منها بما ينعكس على سلوكهم في شؤون الحياة كلها.
فالصوم مسؤولية جسيمة تتطلب قدراً من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة، إضافة إلى أنه فريضة رتب الشارع الثواب على فعلها، والعقاب على تركها، مما يحتم على الأبوين ضرورة تعويد الأبناء
على أداء هذه الفريضة، وتحبيبهم فيها، واستثمار هذه الفرصة الاستثمار الأمثل لغرس القيم والسلوكيات الجميلة في نفوسهم، وإضافة عدد من المهارات والتجارب لديهم.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فكيف نجعل من لحظات الصيام سعادة في قلوب أولادنا، وكيف يصبح رمضان فرحة ينتظرونها بفارغ الصبر، وكيف نستثمر هذا الشهر في غرس المعاني التربوية والإيمانية في نفوسهم؟!
من المهم جداً أن يرى الطفل ويسمع من حوله مظاهر الحفاوة والابتهاج بهذا الشهر الكريم، فينشأ ويكبر وهو يشاهد هذه السعادة الغامرة والفرحة الكبيرة من والديه وإخوانه كلما هبت نسائم
شهر رمضان، وتظل هذه الذكريات السارة محفورة في ذاكرته، لا تبليها مرور الليالي والأيام، ولا يمحوها كَرُّ الشهور والأعوام، ولو رجع أحدنا بذاكرته إلى الوراء عدة سنوات ليتذكر البدايات الأولى التي عاش فيها تجربة الصوم لوجدها من أكثر سني عمره متعة وإثارة.
ولعل من المناسب أن يُحْضِر الوالدان للأطفال بعض الهدايا واللعب في بداية الشهر، لتحمل معها معنى عظيماً، وهو أن هذا الشهر يأتي، ويأتي معه الخير، فيحبونه ويترقبونه بكل شوق وشغف.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومن الأمور المهمة أيضاً تعويد الطفل على الصوم والتدرج معه في ذلك، فلا ينبغي أن ندع أطفالنا يكبرون، ثم نباغتهم بالأمر بالصوم من غير أن يستعدوا له، فيشق ذلك عليهم، بل لا بد من إعدادهم نفسيًّا، وتهيئتهم فكريًّا.
وطاقة الطفل وتحمله تزداد يوماً بعد يوم، فقد يكون في هذا العام غير قادر على الصيام، ولا حرج في ذلك ولا إثم، فهو لم يبلغ سن التكليف بعدُ، كما أنه ليس بالضرورة أن يصوم الطفل الشهر
كله في البداية، أو يصوم اليوم كاملاً إلى نهايته، بل يمكن أن نبدأ معه بشكل متدرج، كأن يصوم للظهر ثم للعصر، ولا حرج إن كان بمقدوره تحمل الجوع مع تناول بعض الماء، وهكذا حتى يعتاد الصيام.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ولا بد مع ذلك من التلطف مع الطفل، وتنمية جانب الاحتساب عنده، عن طريق بيان ما أعده الله للصائمين، وألا يفهم أن القضية جوع وعطش، بل هي عبادة وطاعة، وفوق ذلك ثواب
عظيم، وجزاء كبير.
ومن المهم أيضاً أن تقترن هذه التجربة بالمكافآت والجوائز التشجيعية في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، ويمكن أن يفتح باب المنافسة بين الأطفال كأن يقال لهم: "من يصوم أكثر له جائزة أكبر"، و"من يصلي التراويح إلى نهايتها له كذا وكذا"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى أن تصبح
تلك التكاليف سلوكاً من حياته، وجزءاً من شخصيته، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا في المقابل
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
يقدمون لهم الألعاب والدمى، يتلهَّون بها عن الجوع والعطش.
إن إقبال الأطفال على مشاركة والديهم في الصيام يحمل معنى تربوياً هاماً، فهو يغرس الثقة في نفس الطفل، وينمي لديه الشعور بإثبات الذات، والإحساس بالمسؤولية، عندما يحس بأنه يقوم
بأعمال لا يمارسها إلا الكبار، ولعل هذا الشعور هو ما يفسر لنا الإصرار والحماس الذي يدفع بعض الأطفال لأن يصوم هذا الشهر كاملاً مع صغر سنه، وهو أمر له أثره الإيجابي على سلوكيات أبناءنا وعباداتهم ومعاملاتهم، لأنه يجعل من شهر الصوم نقطة بداية لتحملهم المسؤولية في بقية الشهور والعبادات والمعاملات.
رمضان أيضاً فرصة عظيمة لغرس المعاني الإيمانية في نفوس أطفالنا، كالصبر، وتحمل الجوع والعطش، ومراقبة الله تعالى عندما يمسكون عن الأكل والشرب مع إمكانهم أن يفعلوا ذلك بعيداً عن
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
أعين الناس، والتعلق بالمساجد والتراويح وحب القرآن عن طريق إقامة المسابقات في ختمه، وحفظ جزء منه، والإقبال على تلاوته، والجود والكرم حين يعطي الوالدان صغيرهما مبلغاً من المال ليضعه في يد سائل أو محتاج.
يجب أن يشعر الأطفال أنه لا مكان للكسل والخمول في هذا الشهر، وأن الأوقات فيه غالية ثمينة لا ينبغي أن تضيع فيما لا فائدة فيه، فضلاً عما يعود بالضرر عليه، ولذا فإن من الجريمة في حق
أطفالنا أن نتركهم ضحية للمحطات الفضائية والقنوات التي تغرس فيهم القيم والسلوكيات المنحرفة عن طريق ما تبثه من برامج وأفلام وترفيه غير برئ، تحت مبرر أنها قنوات موجهة للأطفال، وقد لا تدرك المرأة أن المخاطر التي تتهدد الطفل وأخلاقه من جراء عكوفه على هذه القنوات قد لا تقل -إن لم تكن أعظم- عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها فيما لو أخلي سبيله، وذهب إلى
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
خارج البيت.
رمضان أيضاً فرصة لتنمية الذوق الغذائي السليم لدى أولادنا، والابتعاد عن العادات السيئة التي جلبتها لنا الحضارة المعاصرة، وفيها من الضرر ما يفوق النفع، ولذا ينبغي أن نكون قدوة لأطفالنا في أكلنا وشربنا؛ لأن عاداتنا وممارساتنا الغذائية ستنعكس على الطفل بلا شك.

وأخيراً وليس آخراً، فإن رمضان فرصة عظيمة ينبغي أن نستفيد منها في تربية أبنائنا وبناتنا، ولن يتأتى ذلك إلا بوضع الخطط، وإعداد البرامج لكي يخرج الطفل من هذا الشهر الكريم وقد اكتسب شيئاً جديداً وخلقاً حميداً، والله الموفق، وهو يهدي السبيل.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 24-03-2025 11:04 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
اغتنام العشر الأواخر من رمضان
اسلام ويب
(24)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

أسرعت أيام رمضان ولياليه انقضاء، ومر من رمضان عشره الأوائل ثم عشره الأواسط، ولم يبق من رمضاه الا الثلث الأخير والعشر الأواخر..
وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ فهي فضل الفضل وخير الخير.. وأعظمها بالإجماع ليلة القدر فهي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود.

وإذا كان رمضان قد قارب الرحيل وأشرف على نهايته فإن "العبد المُوَفَق من أدرك أن حُسْن النهاية يطمس تقصير البداية، وما يدريك لعل بركة عملك في رمضان مخبأة في آخره، فإنما الأعمال بالخواتيم.
خصائص العشر وحال النبي صلى الله عليه وسلم فيها:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
لقد خص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد في غيرها، وبعطايا لا سبيل في سواها لتحصيلها، وقد خصها النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال لم يكن يفعلها في غيرها.. فمن ذلك:
أولا: كثرة الاجتهاد:
فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) رواه مسلم.
وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر) رواه مسلم.

فكان عليه الصلاة والسلام يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة، قال ابن رجب: "ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحداً
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
من أهله يطيق القيام إلا أقامه". وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء، والجد والاجتهاد في العبادة.
ثانيا الاعتكاف:

ففي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها حتى قبض.
والاعتكاف معناه لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه. وشرعاً: "المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة". (الفتح 4/341).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
والأصل أنه عزوف عن الدنيا وانقطاع للعبادة وتخلية للنفس عن التشاغل بغير الطاعات والقربات، فلا ينبغي أن يشتغل بشيء يفوت عليه قصده. ولا يجعلن معتكفه مقصداً للزوار الذين يفسدون عليه خلوته وجواره، وإن كان خرج من الدنيا وانقطع عنها فلا وجه لأن يأتي بالدنيا حتى يُدخلها معتكفه، ومما ينبغي للمعتكف أن يتقلل من الطعام والشراب حتى لا يثقل عن العبادة والطاعة.
ثالثا: اغتنام جميع الوقت

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: وأيكم مثلي! إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني) متفق عليه.
ولا شك أن المقصود هنا الغذاء الروحي، والفتوحات الربانية، وليس الطعام والشراب الحِسي.. وإنما نهاهم عن الوصال حتى لا يضعفوا عن العبادة والاجتهاد في الطاعة، وإلا فإن كل ذلك كان منه اغتناما للوقت،
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وعدم تضييع شيء منه، ولو في طعام أو في منام فصلى الله عليه وسلم أعظم صلاة وأتم سلام.
رابعا: تحري ليلة القدر
وما كان اجتهاده واعتكافه صلى الله عليه وسلم إلا تفرغاً للعبادة، وقطعاً للشواغل والصوارف، وتحرياً لليلة القدر، هذه الليلة الشريفة المباركة، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، فقال سبحانه: {ليلة القدر خير من ألف شهر}(القدر:3).
في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والسعداء والأشقياء، والآجال والأرزاق، قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} (الدخان:4).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فيها تفتح الأبواب، ويسمع الخطاب، ويرفع الحجاب، ويستجاب فيها الدعاء ويتحقق الرجاء، ليلة انطلاق الإسلام ونزول القران، ليلة سلام فالله يريد للعالم السلام والأمان، سلام المجتمع، وسلامة القلوب والنفوس، وسلامة العلاقات بين الناس {سلام هي حتى مطلع الفجر}(القدر:5).

وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد، ليكثروا من العبادة، ويجتهدوا في العمل، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها، ومن كان عاجزاً مفرطاً، فإن من حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه.
هذه الليلة العظيمة يُستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أرجى وآكد، فقد ثبت في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى)، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري.
ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) رواه أبو داود.

فعلى الراغبين في تحصيل هذه الليلة المباركة الاجتهاد في هذه الليالي والأيام، وأن يتعرَّضوا لنفحات الرب الكريم المنان، عسى أن تصيبكم نفحة من نفحاته لا يشقى العبد بعدها أبداً.
وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولا مسموعا مستجابا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد وغيره.
فاستدركوا في آخر شهركم ما فاتكم من أوله، وأحسنوا خاتمته فإنما الأعمال بالخواتيم، ومن أحسن فيما بقي غفر له ما قد مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. وأروا الله من أنفسكم الجد في تحري الخير في هذا الثلث الأخير، واغتنموا ما فيه من الخير الوفير، وتعرضوا لنفحات الغفور الحليم، الرحيم القدير.. فإن المغبون حقا من صرف عن طاعة الرب، والمحروم من حرم العفو، والمأسوف عليه من فاتته نفحات الشهر،
ومن خاب رجاؤه في ليلة القدر.
اللهم بلغنا برحمتك رضاك، وبلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من عتقائك من النار.

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 25-03-2025 11:06 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
من أقوال السلف في العشر الأواخر من رمضان
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
(25)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
فطوبى لعبدٍ إذا دخل رمضان جدّ واجتهد في العبادة والطاعة, فإذا دخلت العشر زاد في الجد والاجتهاد.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
للسلف رحمهم الله أقوال في العشر الأواخر من رمضان, يسّر الله فجمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أقسم الله عز وجل بالعشر الأواخر من رمضان في قول لبعض السلف:
& عن ابن عباس رضي الله عنهما, في قوله تعالى: {﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾} [الفجر:2] قال: هي العشر الأواخر من رمضان.

& قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: اختلف الناس في الليالي العشر...قال الضحاك: هي العشر الأواخر من رمضان.
& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: : قوله: ﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾ فيها أربعة أقول... الثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان.
& قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾ هي على الصحيح: ليالي عشر رمضان, أو عشر ذي الحجة, فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة, ويقع فيها

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
من العبادات والقربات, ما لا يقع بغيرها.
ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة:
& سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عن عشر ذي الحجة, والعشر الأواخر من رمضان, أيهما أفضل؟

فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان, والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.
& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب, وجده شافيًا كافيًا, فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة, وفيها يوم عرفة, ويوم النحر, ويوم التروية.
وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء, التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها, وفيها ليلة خير من ألف شهر.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.
تعظيم السلف للعشر الأواخر من رمضان:
& قال الإمام السيوطي رحمه الله: أخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي عثمان قال: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأوائل من المحرم, والعشر الأوائل من ذي الحجة, والعشر الأخير من رمضان.

فضل العشر الأواخر من رمضان:
& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: العشر الأواخر من رمضان هي أفضل الشهر, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر بأعمال جليلة لأنها ختام العشر, ولأنها ليالي الإعتاق من النار, ولأنها ترجي فيها ليلة القدر أكثر من غيرها.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الاجتهاد في العبادة إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره, وأحيا ليله وأيقظ أهله.
& قال الإمام الخطابي رحمه الله: قولها: " شد مئزره" معناه هجران النساء, ويحتمل أن تكون قد أردت أيضًا الجدّ والانكماش في العبادة.

& قال الإمام النووي رحمه الله: في هذا الحديث أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان, واستحباب إحياء لياليه بالعبادات.
& قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: " أحيا ليله " أي سهره فأحياه بالطاعة, وأحي نفسه بسهره فيه, لأن النوم أخو الموت.
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: " شد المئزر" هل هذا كناية عن عدم إتيان النساء أو كناية عن المبالغة في الاجتهاد...؟ نقول: الأمران واقعان.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
& عن أبي أسامة عن عيينة بن عبدالرحمن عن أبيه قال: كان أبو بكرة يصلي في رمضان كصلاته في سائر السنة, فإذا دخلت العشر اجتهد
& قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه.
الاغتسال والتطيب في ليالي العشر, أو في بعضها:

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة. ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر...وروى عن أنس رضي الله عنه أنه إذا كان ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيب, ولبس حُلة إزارًا ورداءً.
طول ليالي العام على المحبين لانتظار ليالي العشر:

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
& قال الإمام ابن رجب رحمه الله: المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها لانتظار ليالي العشر في كل عام, فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم وخدموا محبوبهم.
التهنئة بدخول العشر:
& سئل العلامة ابن باز رحمه الله: هل ورد أن السلف كانوا يهنئون بعضهم البعض بدخول العشر؟ فأجاب: ما أتذكر شيء, لكنها عشر عظيمة, التهنئة بها مهمة, إذا كان يهنأ بولده, بزواجه, ببناء بيته, فهذه أكبر
وأعظم وأنفع, إدراكها نعمة عظيمة.
إيقاظ الأهل في العشر الأواخر:
& عن مجاهد رحمه الله, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان يوقظ أهله في العشر في العشر الأواخر.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
& عن الأسود بن يزيد رحمه الله, عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت توقظ أهلها ليلة ثلاث وعشرين.
& عن عبيد الله بن أبي يزيد رحمه الله, أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يرشُّ على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين.
& قال سفيان الثوري رحمه الله: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يجتهد....وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: مما كان صلى الله عليه وسلم يخص به هذا العشر أنه كان يوقظ أهله, وكل صغير وكبير يطيق الصلاة, فهذا فيه أنه ينبغي للمسلمين أن يوقظوا أهلهم وصبيانهم وأولادهم للصلاة مع المسلمين والمشاركة في العبادة, ليحصلوا على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى
الأعمال التي تحيا بها ليالي العشر:

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
& قال الإمام ابن رجب رحمه الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة, لا يمر بآية رحمة إلا سأل, ولا بآية عذاب إلا تعوذ, فيجمع بين الصلاة, والقراءة, والدعاء, والتفكر, وهذه أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر, وغيرها, والله أعلم.
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: إذا كان الإنسان في ليالي العشر يقرأ القرآن, ويذكر الله, ويتعشى, ويتسحر, ويصلي قلنا: إنه أحياء الليل.

الحرص على مضاعفة الجهود في العشر الأواخر من رمضان:
& قال العلامة ابن باز رحمه الله: المشروع للمؤمنين التأسي بنبيهم عليه الصلاة والسلام, وأن يختموا هذا الشهر الكريم بالعناية بهذه العشر, والحرص على مضاعفة الجهود فيها.
ـــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 26-03-2025 01:07 PM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
اغتنام ليلة القدر
كتبه/ علاء بكر
(26)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد اختص الله -تعالى- شهر رمضان بليلة عظيمة القدر لا نظير لها؛ ألا وهي: "ليلة القدر" التي كان يبشر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -رضي الله عنهم- بها مِن أول معرفته بدخول شهر رمضان، ففي الحديث المرفوع: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ ‌قَدْ ‌حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كل محروم) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

وفي بيان فضلها وقدرها أنزل الله -تعالى- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- سورة كاملة هي (سورة القدر)، قرأنا يتلى إلى يوم القيامة: قال -تعالى-: (‌إِنَّا ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌فِي ‌لَيْلَةِ ‌الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر: 1-5).
وفي شأن هذه الليلة المباركة أيضًا وبيان بعض خصائصها، قال -تعالى- أيضًا: (حم . وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . ‌أَمْرًا ‌مِنْ ‌عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ .

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الدخان: 1-6).
وفي بيان فضل قيامها على سائر قيام الليالي الأخرى، وأن إدراك قيامها وحدها كفيل بمغفرة ما تقدَّم من ذنوب العبد؛ جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ ‌لَيْلَةَ ‌الْقَدْرِ ‌إِيمَانًا ‌وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، ويستحب فيها -كما هو معلوم-: الإكثار من العبادات والطاعات؛ خاصة الدعاء، وفي مقدمة هذا الدعاء: ما ثبت عن النبي -صلى الله
عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قُولِي: ‌اللَّهُمَّ ‌إِنَّكَ ‌عُفُوٌّ ‌تُحِبُّ ‌الْعَفْوَ ‌فَاعْفُ ‌عَنِّي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وفي حديث عائشة هذا:

- دليل على إمكان معرفة ليلة القدر وبقائها، وأنها لم ترفع.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- دليل على استحباب الدعاء في هذه الليلة بهذه الكلمات.
وطبقًا للأدلة الشرعية يكون تحري هذه الليلة في الليالي الوتر من الليالي العشر الأخيرة من رمضان.

وينبغي في ليلة القدر:
- صلاة المغرب والعشاء والفجر فيها في المسجد مع الجماعة؛ لعظم أجر صلاة الجماعة عامة، والعشاء والفجر خاصة، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (‌مَنْ ‌صَلَّى ‌الْعِشَاءَ ‌فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى ‌اللَّيْلَ ‌كُلَّهُ) (رواه مسلم). وفي رواية للترمذي: (مَنْ ‌شَهِدَ ‌العِشَاءَ ‌فِي ‌جَمَاعَةٍ ‌كَانَ ‌لَهُ ‌قِيَامُ ‌نِصْفِ
‌لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- قيام ليلتها في جماعة مع الإمام: ففي الحديث المرفوع: (إِنَّ ‌الرَّجُلَ ‌إِذَا ‌صَلَّى ‌مَعَ ‌الْإِمَامِ ‌حَتَّى ‌يَنْصَرِفَ ‌حُسِبَ ‌لَهُ ‌قِيَامُ ‌لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، ومقتضى ذلك: الصلاة خلف الإمام، والقيام
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
كله بما في ذلك أداء الوتر معه.
- كثرة الدعاء طوال هذه الليلة؛ خاصة بالدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌اللَّهُمَّ ‌إِنَّكَ ‌عُفُوٌّ ‌تُحِبُّ ‌الْعَفْوَ ‌فَاعْفُ ‌عَنِّي).
- جعل جزء من صلاة السنن في هذه الليلة وغيرها -خاصة السنن البعدية- في البيت بعيدًا عن أعين الغير؛ فالأولى صلاة التطوع في البيت، وصلاة الفرض مع الجماعة في المسجد، وفي الحديث المرفوع: (صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاةً ‌عَلَى ‌أَعْيُنِ ‌النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ) (رواه أبو يعلى، وصححه الألباني).

- التنوع في العبادات والطاعات لدفع الملل أو التعب، وللإكثار من أعمال الخير في هذه الليلة المباركة، فإلى جانب صلاة القيام والدعاء، فهناك قراءة القرآن والذكر والاستغفار، وهناك أيضًا الأعمال الصالحة التي يتعدَّى نفعها للغير إن أمكن، كإطعام صائم، والتصدق بالمال ونحوه على فقير أو مسكين، أو إعانة ضعيف أو محتاج، أو إعانة الأهل في البيت، أو زيارة مريض، أو صلة رحم ولو بالاتصال الهاتفي.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ويدخل في زمرة تلك العبادات ترديد أذان كل صلاة في هذه الليلة بعد المؤذن، والذكر الوارد بعد الأذان، وإسباغ الوضوء، والذكر بعده، والتبكير إلى المسجد لصلاة الجماعة والقيام، وذِكْر الخروج من البيت وذكر دخول المسجد، وصلاة السنن القبلية والبعدية، والدعاء بين الأذان والإقامة، فلا يستهان بطاعة وإن قَلَّت، فثواب أي منها مضاعف مضاعفة تفوق كل وصف -بحمد الله تعالى وفضله-.
- الجمع في تلك الأعمال الصالحة بين الكيف والكم، فيكون الهم في أداء الأعمال الصالحة أن تكون على أكمل وجه وأحسن أداء، مع الإكثار من أعدادها على قدر الإمكان.

- الاعتكاف في المسجد، واعتكاف ليالي وأيام العشر الأواخر من رمضان سنة مؤكدة، ويوم وليلة القدر منها.
- أداء عمرة فيها، وعمرة في رمضان في الأجر كأجر حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليلة القدر منها، مع ما في فضل ليلة القدر وفضل الصلاة والقيام في المسجد الحرام، وهذه الأعمال تتطلب من العبد -لتحصيل أكبر قدرٍ منها كمًّا ونوعًا- إعداد العدة لها.

ومن مظاهر الاستعداد لها:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- تقليل الطعام والشراب عند الإفطار، فيكتفي المرء بما يذهب عنه الجوع والظمأ، ويتجنب الإكثار من الطعام والشراب بما يؤدي إلى التخمة والخمول والكسل عن العبادات والطاعة.
- عدم إجهاد النفس طوال النهار بالانكباب على أعمال دنيوية كثيرة مجهدة يحتاج المرء بعدها إلى الراحة البدنية في الليل، وتحد من القدرة على الاجتهاد في العبادة تلك الليلة.

- تحفيز النفس وتذكيرها بفضل العبادات والعمل الصالح في تلك الليل؛ إذ هي أفضل من ثلاثين ألف ليلة، فكل لحظة وثانية عبادة فيها لها قيمتها ووزنها.
- لا بأس بأخذ قسط من الراحة أو القيلولة قبل دخول هذه الليلة بنية التقوى على العبادات في تلك الليلة.
- تجنب المعاصي والذنوب القولية والفعلية الكبيرة والصغيرة يومها وليلها، فمن شؤم المعاصي حرمان العبد من الطاعات أو الوقوع في الاستهانة بتحصيلها وأدائها على الوجه الأكمل، والسيئات يذهبن
الحسنات كما أن الحسنات يذهبن السيئات.
- تجنب أكل الحرام والمشتبه في حله، فما نبت من حرام فالنار -لا الجنة- أولى به.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- الحرص على سلامة القلب مِن: الحقد والحسد والضغينة للآخرين.
هل لليلة القدر علامات تُعرَف بها؟
لليلة القدر علامات خفية تقع خلال الليلة، وعلامات ظاهرة تدرك بعد انتهائها، أما العلامات الخفية، فمنها:
- كثرة نزول الملائكة إلى الأرض فيها: فهي فيها أكثر من الحصى، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر: 4)، فتنزَّل تفيد الكثرة.

قال ابن كثير -رحمه الله-: (أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة؛ لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيمًا له، وأما الروح فقيل: المراد به جبريل -عليه السلام-، فيكون من باب عطف الخاص على العام. وقيل: هم ضرب من الملائكة).
وورد في صحيح ابن خزيمة وحسنه الألباني، أن الملائكة في تلك الليلة أكثر في الأرض مِن عدد الحصى.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- أنها سلام حتى مطلع الفجر:
كما قال -تعالى- عنها: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر: 5).
قال الإمام الشوكاني في فتح القدير: (أي: ما هي إلا سلامة وخير كلها، لا شر فيها. وقيل: ذات سلامة من أن يؤثِّر فيها شيطان في مؤمن أو مؤمنة. قال مجاهد: هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل
فيها سوءًا ولا أذى). وفي حديث جابر المرفوع: (‌لَا ‌يَخْرُجُ ‌شَيْطَانُهَا ‌حَتَّى ‌يَخْرُجَ ‌فجرها) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني لغيره).
وقال الشعبي: "هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن، ويقولون: السلام عليك أيها المؤمن". وعن عطاء: "يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته حتى مطلع الفجر، أي: حتى وقت طلوعه". وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن الملائكة تسلِّم على كل مؤمن ومؤمنة في ليلة القدر، ومَن تسلم عليه يغفر له ما تقدم من ذنبه.

وهناك أربعة لا تسلم عليهم الملائكة في ليلة القدر، وهم:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- المصر على معصية (وأهل الكبائر أولى)، والمشاحن، وعلاج ذلك المسامحة لله -تعالى-، ومدمن الخمر (وفي حكمها تناول المخدرات)، والكاهن، ومعلوم حرمة العرافة وإتيان العرافين، فمَن أتي عرافًا لا تقبل له صلاة أربعين يومًا.
- طمأنينة نفس المؤمن وانشراح صدره فيها، وشعوره بلذة القيام فيها بما لا يجده في غيرها من الليالي؛ لما فيها من المنافع الدينية والدنيوية.
أما العلامات الظاهرة:
جاء في أمارتها فيما أخرجه مسلم في صحيحه، أن الشمس تطلع في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع فيها، وفي الحديث عن واثلة بن الأسقع وعبادة بن الصامت مرفوعًا: (‌لَيْلَةُ ‌الْقَدْرِ ‌لَيْلَةٌ ‌بَلِجَةٌ ‌لَا ‌حَارَّةٌ ‌وَلَا
‌بَارِدَةٌ وَلَا سَحَابَ فِيهَا وَلَا مَطَرَ وَلَا رِيحَ وَلَا يُرْمَى فِيهَا بِنَجْمٍ وَمِنْ عَلَامَةِ يَوْمِهَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَا شُعَاعَ لَهَا) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني). وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما: (‌لَيْلَةُ ‌القَدْرِ ‌لَيْلَةٌ ‌سَمْحَةٌ ‌طَلِقَةٌ ‌لَا ‌حَارَّةٌ ‌وَلَا ‌بَارِدَةٌ ‌تُصْبِحُ ‌الشَّمْسُ ‌صَبِيحَتَهَا ‌ضَعِيفَةً ‌حَمْرَاءَ) (رواه البيهقي في السنن وأبو داود الطيالسي، وصححه الألباني). ومعنى: لا يرمى فيها بنجم، أي: لا يرمى فيها بشهب.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وفي حديث جابر المرفوع: (كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني لغيره)، فليلة القدر ليلة صافية وضيئة، يكون الجو فيها مناسبًا، وطقسها معتدل، ويليها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها حتى ترتفع.
وقد يرى الله -تعالى- أحد عباده المؤمنين فيها علامة يعرف بها هذه الليلة، أو يراها في منامه، فتكون له كرامة؛ فالأولى له سترها فتكون بينه وبين الله -تعالى-.
وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: إن رجالا من أصحاب النبي أروا ليلة القدر – يعني في المنام – في السبع الأواخر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أرى رؤياكم قد تواترت في
السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) (متفق عليه). وعند مسلم: رَأَى رَجُلٌ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَرَى رُؤْيَاكُمْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، ‌فَاطْلُبُوهَا ‌فِي ‌الْوِتْرِ ‌مِنْهَا).
وقد اعتاد الناس في الأعوام الأخيرة الاجتهاد في ترقب تلك العلامة الظاهرة وادعاء رؤيتها والاختلاف عليها بين ليالي العشر الأواخر من رمضان، ونشر ذلك على وسائل الاتصال المختلفة، وينبغي الحذر
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
من ذلك -حتى وإن صح رؤية ذلك-؛ لما في نشر ذلك من تثبيط همم الكثيرين عن الاجتهاد في الطاعات باقي ليالي الشهر والتراخي في تحصيل الثواب فيها، وهو خلاف مراد الشرع من عدم التصريح والتعيين لليلة القدر، وهو الاجتهاد في كل ليالي العشر.
ويمكن الإخبار بذلك لمن كان لا بد فاعلًا بعد انتهاء شهر رمضان وزوال خشية التراخي في الاجتهاد في العبادة باقي ليالي الشهر.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف لو عينت لاقتصر عليها".
قال ابن رجب -رحمه الله-: "إن إيهام ليلة القدر أدعى إلى قيام العشر كله -أو أوتاره- في طلبها فيكون سببًا لشدة الاجتهاد وكثرته".
مخالفات وبدع تقع في ليلة القدر:

- الاعتقادات الباطلة حول ليلة القدر: كزعم أن الكلاب لا تنبح فيها، أو أن السماء لا بد أن تمطر، أو أن هناك طاقة من نور تظهر في السماء!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- الانشغال عن الاجتهاد في الطاعة تلك الليلة بالاحتفالات الرسمية والشعبية، كما يحدث في الموالد والمواسم الأخرى، والاجتماع لها بإقامة السرادقات والزينات، وما يصحبها من الإنشاد الديني والتواشيح، وإلقاء القصائد والأشعار والكلمات! وهذا كله يخالف هدي وعمل السَّلَف الصالح على ما فيها من رياء ومشغلة للوقت عما هو أولى وأهم.
قال الشيخ علي محفوظ -رحمه الله- عن بدع ليلة القدر: (إحياؤها بغير ما رغَّب الشرع فيه من إيقاد المنارات، وغيرها، وكثرة الوقود في المساجد، إلى غير ذلك مما لا فائدة فيه ولا غرض صحيح) (راجع الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ - ط. دار البيان العربي - القاهرة. ط. أولى، ص 275).
دعاء القنوت:

جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عَلَّم سبطه الحسن بن علي -رضي الله عنهما- دعاء القنوت في الوتر، ونصه: (اللَّهُمَّ ‌اهْدِنِي ‌فِيمَنْ ‌هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقد ثبت دعاء القنوت في صلاة الوتر عن جماعة من الصحابة، وورد أن القنوت كان في عهد خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في النصف الثاني من رمضان يُزَاد فيه: "اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألقِ في قلوبهم الرعب، وألقِ عليهم رجزك وعذابك إله الحق"، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويدعو ويستغفر للمسلمين، فإذا فرغ قال: "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد -أي: نسرع-، ونرجو رحمتك ربنا، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك لمن عاديت ملحق"، ثم يكبر ويهوي ساجدًا (راجع رسالة: قيام رمضان، للألباني ط. الدار السلفية - الكويت).
ومن كمال القبول والاستفادة من دعاء القنوت في الوتر استحضار ما في هذا الدعاء من معاني جليلة:
- ففي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ ‌اهْدِنِي ‌فِيمَنْ ‌هَدَيْتَ)، الهداية على نوعين:
- هداية العلم أو هداية البيان والإرشاد: ومنها قوله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (‌وَإِنَّكَ ‌لَتَهْدِي ‌إِلَى ‌صِرَاطٍ ‌مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: 52).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- هداية العمل أو هداية التوفيق والإسعاد: ومنها قوله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (‌إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ) (القصص: 56).
وهنا في هذا الدعاء طلب الهدايتين من الله -تعالى-، كما في قولنا في سورة الفاتحة التي تقرأ في كل ركعة في الصلاة: (‌اهْدِنَا ‌الصِّرَاطَ ‌الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).

وهذا السؤال مصحوبًا بالتوسل بنعم الله -تعالى- على مَن هداه أن ينعم علينا نحن أيضًا بهذه الهداية، والمعنى: إننا نسألك الهداية، فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك، ومن سابق فضلك، فإنك قد هديت أناسًا آخرين، فاهدنا فيمن هديت.
- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ)، المعافاة: معافاة من أمراض البدن العضوية المعروفة، ومعافاة من أمراض القلوب.

وأمراض القلوب على نوعين:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- أمراض الشهوات: ومنشؤها الهوى، فيعرف العبد الحق لكن لا يريده -عياذا بالله-، فيكون هواه مخالفًا لكل أو بعض ما جاء به شرع الله -عز وجل-.
- أمراض الشبهات: ومنشؤها الجهل، ونقص تعلم العلم الواجب النافع، فيعتقد الجهل ويفعل الباطل يظنه الحق.

- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْت)، الولاية من الله -تعالى- على نوعين:
- الولاية الخاصة: وتكون للمؤمنين خاصة، فنحن نسأل الله -تعالى- الولاية الخاصة، والتي تقتضي العناية بمَن ولاه الله -عز وجل-، وتقتضي التوفيق والنصرة، قال -تعالى-: (‌اللَّهُ ‌وَلِيُّ ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة: 257)، وقال -تعالى-: (‌إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌اللَّهُ ‌وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ) (المائدة: 55).
- والولاية العامة: وهي عامة لكل الخلق، للمؤمنين وغيرهم، كما في عموم قوله -تعالى-: (‌ثُمَّ ‌رُدُّوا ‌إِلَى ‌اللَّهِ ‌مَوْلَاهُمُ ‌الْحَقِّ) (الأنعام: 62).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَبَارِكْ لِي)، البركة: الخير الكثير المستقر، من (البِرْكة) بكسر الباء وسكون الراء: مجمع الماء الكثير الثابت.
(فِيمَا أَعْطَيْتَ): من الولد والمال والعلم، أي: من كل شيء.
وطلب البركة مطلوب، فمن الناس من عنده مال، ولكن لا يبارك له فيه، فيكون فيه بخل وتقتير وشح، ومنع حقوق الناس. ومن الناس من عنده علم، ولكن لا يظهر عليه أثر العلم في عباداته وأخلاقه وسلوكه، فيكون معه كبر وعلو، ولا ينتفع أحدٌ بعلمه؛ لا بتدريس، ولا توجيه.

- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ) أي: الذي قضيت، فـ(مَا) اسم موصول، والله -تعالى- يقضي بالخير ويقضي بالشر. والقضاء بالخير: خير محض في القضاء والمقضي، مِن: رزق واسع، وهداية ونصرة. والقضاء بالشر: هو خير في القضاء، وشر في المقضي، قال -تعالى-: (‌ظَهَرَ ‌الْفَسَادُ ‌فِي ‌الْبَرِّ ‌وَالْبَحْرِ ‌بِمَا ‌كَسَبَتْ ‌أَيْدِي ‌النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41)؛ فلهذا القضاء غاية محمودة، وهي الرجوع إلى الله -تعالى- من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شرًّا، وصار القضاء خيرًا.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
- (فَإِنَّكَ تَقْضِي) أي: فالله -تعالى- يقضي كل شيء؛ لأن له الحكم التام الشامل.
(وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ) أي: لا يقضي عليه أحدٌ، فالعباد لا يحكمون على الله، والله يحكم عليهم، والعباد يسألون عما عملوا، وهو -سبحانه- (‌لَا ‌يُسْأَلُ ‌عَمَّا ‌يَفْعَلُ ‌وَهُمْ ‌يُسْأَلُونَ) (الأنبياء: 23).
- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ): هذا تعليل لما سبق من الدعاء: (وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ)، فإذا تَوَلَّى الله -سبحانه- العبد؛ فإنه لا يذل، وإذا عادى الله
العبد فلا يعز. ومعنى ذلك: أننا نطلب العز من الله، ونتقي من الذل بالله -عز وجل-. (للاستزادة راجع رسالة شرح دعاء القنوت، للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-).
ومن السُّنة أن يقول المصلي إذا سَلَّم من الوتر: (‌سُبْحَانَ ‌الْمَلِكِ ‌الْقُدُّوسِ) (ثلاثا)، ويمد بها صوته، ويرفعه في الثالثة. (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ومن السُّنة أن يقول العبد في آخر وتره بعد السلام: (اللَّهُمَّ ‌إِنِّي ‌أَعُوذُ ‌بِرِضَاكَ ‌مِنْ ‌سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif




ابوالوليد المسلم 27-03-2025 01:00 PM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
ختام رمضان.. وحسن الظن بالرحمن
اسلام ويب
(27)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

ها هو رمضان قد قرب رحيله، وأزف تحويله، فنسأل الله الذي يسر لنا صيامه وقيامه أن يتقبله منا، وأن يجعله شاهداً لنا لا علينا.
إذا كان الله تعالى قد وفقنا لطاعته وعبادته في رمضان فما بقي علينا إلا أن نحسن الظن في الله بقبول ما أعاننا عليه ووفقنا إليه؛ فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه أحمد.. يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء).
فحسن الظن بالله من أعظم أسباب القبول، إذا أيقن العبد أن ربه الذي وفقه لن يرده ولن يخذله، ولن يضيع أجر عمله.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده" "رواه ابن ابي الدنيا".

وما لنا لا نحسن الظن بالله وقد رأينا نفحات الخير في رمضان:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فقد يسر الله من الطاعة ما نعجز عنه في غير رمضان، والتوفيق للطاعة من البشارات بقبولها: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل:5ـ7).
ووفق سبحانه كثيرا من خلقه فتركوا ما ألفوه من المعاصي، والأخطاء، وما التوفيق للتوبة إلا بشارة بقبولها: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(التوبة:118).

قال الإمام الطبري: "هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحب توفيقه منهم لما يرضيه عنه، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد التوبة أو يخذل من أراد منهم التوبة والإنابة ولا يتوب عليه. وفي الحديث في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته وقد أضلها بأرض فلاة).
ويسر لنا من قراءة كتابه، ما لمن نكن نقدر عليه في غير رمضان. ومن لزوم المساجد بعد الصلوات، وكثرة الذكر والتسبيح كذلك {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}(القمر:17).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ووفق المسلمين لرفع أيديهم بالدعاء في الصيام، والأسحار؛ وما وفق الله عبدا للدعاء إلا وهو يريد أن يجيبه، وهو سبحانه القائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر:60).
وكل من عرف ربه وراقب فضله وكرمه واستشعر رحمته أحسن الظن به:
إن المــلوك إذا شابت عبـيدهم .. .. في رِقِهم عتقوهم عتق أبــــــــرارِ
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً .. .. قد شبت في الرق فاعتقني من النارِ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
إن حسن الظن بالله من العبادات الجليلة التي ينبغي أن يملأ المؤمن بها قلبه في جميع أحواله ويستصحبها في كل حياته، وهو مطلوب في كل الأوقات، وعلى جميع الأحوال في هدايته، في رزقه، في صلاح ذريته، في قبول
أعماله، وفي إجابة دعائه، وفي مغفرة ذنبه، وفي كل شيء.
مواطن لحسن الظن
وحسن الظن من أبواب العلم بالله جل جلاله، لكنه يتأكد في مواطن منها:

عند الموت:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل) رواه مسلم.
قال إبراهيم النخعي: "كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن الظن بربه".

وفي مواسم الخير وعند عمل الطاعات:
وقد قال سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف: 56]. وفي الحديث القدسي: (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا ، تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة).
"جاء عبد الله بن المبارك إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه فقال له: من أسوأ هذا الجمع حالًا؟ فقال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وعند التوبة:
قال تبارك وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(الزمر:53).
في الحديث القدسي: (يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك...)(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
وروى الإمام أحمد في مسنده من رواية أخشن السدوسي، قال: دخلت على أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده، لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم
استغفرتم الله، لغفر لكم] .
وعند الدعاء:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
فقد قال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(البقرة:186).
وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) رواه الترمذي.
قال عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه".

إن من سوء الظن بالله أن ترى هذه النفحات، وقد وفقك الله لها ثم تظن أن الله لا يغفر لك: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}(آل عمران:154).
فأحسنوا وداع شهركم وضاعفوا الاجتهاد في هذه الليالي المتبقية فالأعمال بالخواتيم، وأكثروا من الصلاة، والذكر وتلاوة القرآن، والصدقات، وأملوا من الله الخير، فإنه خير مأمول وأكرم مسؤول.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 28-03-2025 09:00 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
(28)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 102).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾(النساء: 1).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70- 71).
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرِّب إلى النار، اللهم آمين.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ها هو رمضان في أواخره، انسلَخ رمضان الذي أوَّله رحمة، وأوسطه رحمة، وآخره رحمة، رمضان الذي كلُّه بركة، رمضان الذي كلُّه عتقٌ من النيران، هذا الشهر ولَّى ولم يبقَ منه إلا يومٌ أو يومان، والقليل الذي فيه، فيه خيرٌ كثير بعمل يسير، فمن فاتته العبادةُ والطاعةُ في أوَّله، فليجتهد في آخره، فهناك أملٌ ورجاءٌ أن تكون ليلةُ التاسعِ والعشرين هي ليلةُ القدر، هناك وأمل ورجاء في ذلك، فلنغتنِم ما تبقى من هذا الشهر، في الطاعة والعبادة والذكر.
وفيه ختامِ هذا الشهر، فلنخرج زكاةَ الفطر التي هي بمثابة سجدتي السهو في الصلاة، فتجبران ما حدث فيها من خلل، أو زيادة أو نقص، وكذلك فريضةُ الصيام خُتمت بزكاة الفطر في آخر أيامه، تُجبر الخللَ من اللغوِ والرفث، وتكون عونًا للفقراء والمساكين، يفرَحون بها يوم العيد، فزكاة الفطر وتسمى صدقةُ الفطر، وتسمى الفِطْرة؛ هي فريضة من الفرائض، قال ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»، البخاري (1503)، فهل تخرج شرعًا من الذهب أو من الفضة؟ أو من الأنعام أو من الثياب؟
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
والجواب عند أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: «كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»، البخاري (1506)، والأَقِطُ هو اللبن
المجفف؛ أي: تقريبًا ثلاث كيلو من الطعام.
أما وقتها فيجوز إخراجُها قبل صلاة العيد، فكَانَ ابْنِ عُمَرَ «يُخْرِجُ زَكَاتَهُ إِلَى الْمُصَلَّى قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ»، مسند ابن الجعد (ص: 443، رقم 3018)، فلها ثلاثة أوقات: وقت وجوب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وجبت زكاة الفطر، ووقت فضيلة وهو بعد صلاة الصبح من يوم العيد، وقبل الصلاة، ووقت جواز قبل العيد بيوم أو يومين، أو ثلاثة، ولا يجوز
إخراجها بعد صلاة العيد عمدًا دون عذر، فتصبح صدقة من الصدقات.
وعمَّن تُخرَج؟
قال نافع فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ «يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ»، البخاري (1511).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وبزكاة الفطر في آخر رمضان ينتهي الصيام، ويختم على ما قدمنا؛ من طاعات وعبادات، وأعمال صالحات، تجدُ حصيلته يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء: 88، 89).
ثم يبدأ بغياب شمس آخر يوم من رمضان وبرؤية هلال شوال، أول أشهر الحج، أوَّل شهر منها شوال، وهو يبدأ بيوم العيد؛ عيد الفطر، فبغروب شمس آخر يوم من رمضان نبدأ بالأعمال والأذكار، بالتكبير؛ (الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)؛ امتثالًا لقول الله عز وجل: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
والتكبير ليلة عيد الفطر ينتهي إلى صعود الإمام المنبرَ لأداء صلاة العيد، وخطبة العيد، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَأتِيَ الْمُصَلَّى)، (ك) (1105)، (قط) (ج2/ ص44 ح6)، (هق) (5926)، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: (650)، وصَحِيح الْجَامِع: (5004).
والأطفال والنساء يخرجون إلى مصلى العيد، وكذا العجائز وكبار السن والصبايا، الكل يخرج؛ لأنه يوم عيد، لماذا نخرج في هذه اليوم اسمع إلى ما قالته أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ رضي الله عنها: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ؛
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وفي رواية: (يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ)، (م) 11- (890)، (وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ)، (خ) (928)، (م) 11- (890)، (هق) (6036)،
وهذا فيه أيضًا جواز رفع صوتهنَّ بالذكر المشروع يسمعن أنفسهنَّ كتكبير العيدين، الله أكبر ولله الحمد.
ويُسْتَحَبُّ في هذا اليوم يوم العيد، لمن خرج إلى العيد ألا يخرج إلا بعد أَنْ يَأكُلَ تمرات أو نحوها لا يخرج صائمًا فيتشبه بالأمس، اليوم يختلف عن الأمس فِي يَوْمِ اَلْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلَاة، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ) (جه) (1754)، (إِلَى الْمُصَلَّى) (ت) (543)، (حَتَّى يَأكُلَ تَمَرَاتٍ) (خ) (910)، (جه) (1754)، (ثَلاَثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وِتْرًا)، (ك)
(1090)، (هق) (5950)، (حم) (12290). هذه هي سنة الخروج إلى المصلى يوم العيد.
ويُسْتَحَبُّ الْغُسْل فِي يَوْمِ الْعِيدِ، فقد (سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا رضي الله عنه عَنِ الْغُسْلِ؟) وهل يستحبُّ في ذلك اليوم أو لا؟ فبيَّن الأغسالَ المشروعة التي يؤجر عليها الإنسان، فقَالَ: (اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ)، فَقَالَ: (لَا!
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الْغُسْلُ الَّذِي هُوَ الْغُسْلُ؟) قَالَ: (يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)، (هق) (5919).
ويستحب لُبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ، وأنظفِها وأطهرِها يَوْمَ الْعِيد، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ يَوْمَ الْعِيدِ بُرْدَةً حَمْرَاءَ)، (طس) (7609)، (البْرُدُ والبُرْدة): الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل: كِساء أسود مُرَبَّع فيه أعلام.
و(مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ)، (ت) (530)، (جه) (1296)، (هق) (5941).
ولا ننْسَ ونحن راجعون من المصلى أن نرجع من طريق غير الذي أتينا منه، حتى نكسب الثواب والحسنات، ولا ننسَ الفقراء والمساكين، وعلينا أن نتقيَ الله سبحانه وتعالى، فلا نرتكبُ المحرمات في يوم البركات، فلا نحرم أنفسنا من الأجر والثواب في هذا اليوم بالخصومات، فلا نخاصم مسلمًا، حتى لا يقال لنا: «.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»، (م) (2565)، وهذا على مستوى الأفراد، فكيف إن كان بمستوى الأحزاب والفرق، والفصائل والجماعات؟
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
هل يأتي العيدُ ونحنُ في هذه المخاصمات والانقسامات والمهاترات؟! ونبقى يقال لنا: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"؟ فلا تنزلُ علينا البركات ولا الرحمات، ولا ترفعُ لنا الأعمالُ الصالحات؟ وأين الثلاثون يومًا من الصيام والصدقات والقيامِ والاعتكافِ، وما عمِلنا من طاعات وعبادات؟! ثم يقال: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"، فمتى نصطلح إن لم نصطلح في هذه الأيام المباركة؟ لا نريد لهذه الأمة أن الله يقول لملائكته الذين يرفعون أعمالنا إليه: "أنظروا هذين حتى يصطلحا"، نريد أن نصطلح مع الله، ونريد نصطلحُ مع أنفسنا، ونصطلحُ مع الناس، ونصطلحُ مع إخواننا في الشرق والغرب، في شطري الوطن، ونصطلح مع جيراننا في المودة والقربى، ونصطلح مع أرحامنا وأقاربنا، قال سبحانه: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: 128).
أما اَلتهْنِئَة بِالْعِيدِ، فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبَّل الله منا ومنك)؛ رواه المحاملي في (كتاب صلاة العيدين) (2/ 129 / 2).
ويوم العيد يوم الفرح والسرور بإنجازك عباداتٍ وانتظار ثوابها، لذلك من الفرح والسرور أن يُطلق سراحُ الأطفال، ليلعبوا بما شاءوا من غير أن تكون هناك مجاوزة للحدِّ، فيجوز أن يلهوَ الصبيانِ بلُعَبِ السِّلَاحِ،
والْبَنَاتِ بالدُّفوف يَوْمَ الْعِيد، فاتركوا الأطفال يأخذوا حظَّهم من اللهو واللعب في هذا اليوم، فقد (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)؛ أي هاجر قاصدًا (الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الله عليه وسلم: ("مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟!)" قَالُوا: (كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، فَقَالَ: ("إِنَّ اللهَ عزَّ وجل قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى")؛ (حم) (13647)، (د) (1134)، (س) (1556).
وفي الختام؛ إذا حدث خطأٌ ما في رؤية هلال شوَّال فماذا نفعل؟ والخطأ وارد.
الجواب عند أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: (حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ) - يعني غُمَّ علينا ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، قال: - (فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ) - يعني بعد الظهر - وفي رواية: (بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ)، يعني هذا اليوم الذي صامه النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه؛ هذا يوم عيد لأنه هذا الرجل رأى الهلال بالأمس، (فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا)، وذلك في الظهر، وهذا في اليوم الثلاثين من رمضان - (وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى الْعِيدِ مِنْ الْغَدِ) - لأن وقت صلاة العيد وقتها من شروق الشمس إلى قبل الظهر، والخبر جاءهم بعد الظهر، فقضوا صلاة العيد بعد ذلك في اليوم التالي، هذا ما سنفعله دون ضجة ولا كتابة في الفسبكة والتوترة، نسأل الله السلامة، وفي رواية: (وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إلَى مُصَلَّاهُمْ)؛ الحديث بزوائده: (س) (1557)، (حم) (20603)، (جه) (1653)، (عب) (7339)، (ش) (36183)، وقال الأرناؤوط: إسناده جيد، (حم)
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
(18844)، (د) (1157)، (حب) (3456)؛ انظر الإرواء: (634)، والمشكاة: (1450)، (د) (1157)، (قط) (ج2 ص170ح 14).
ولا بد من التنبيه فيما يحدث من بلابلَ وفتنٍ مثيرة، وكلماتٍ كثيرة، إذا صمنا نحن ثمانية وعشرين يومًا، ورُؤي هلالُ شوال الليلة، ليلة التاسعِ والعشرين، مَن يدري؟! فيكون يوم التاسع والعشرين عيدًا، ونقضي يومًا مكانه، الأمر بكل بساطة لا تحتاج إلى اختلاف، وأن تدخل فيما ليس لك به علم؛ لأن الشهرَ لا يكون ثمانيةً وعشرين يومًا.
وهناك سنة مهجورة، وهي اَلتَّنَفُّلُ بصلاة ركعتين بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ، ليس في المصلَّى بل في البيت، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي) (قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا)، (فَإِذَا خَرَجَ صَلَّى لِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ) - أي: صلاة العيد - (فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، الحديث بزوائده: (حم) (11242)، (خز) (1469)، (جه) (1293)، (خز) (1469)، (حم) (11373)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (631)، وصَحِيح الْجَامِع: (4859)؛ أي: في منزله لا في المصلى.
أما صيام يومي العيدين عيد الأضحى وعيد الفطر، فمنهي عنه، ومن فعل وصام يوم العيدين فصومه باطل، وإن تعمَّد ذلك فهو آثمٌ، لما ثبت عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ: (شَهِدْتُ الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ عُمَرَ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ)، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ)؛ الحديث بزوائده: (خ) (1889)، (م) 138- (1137)، (خ) (5251)، (ت) (771)، (د) (2416)، (جه) (1722)، (ط) (429)، (حب) (3600)، (هق) (6085).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الآخرة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها المسلمون، اقترب الوقت الذي فيه تُفكُّ الشَّيَاطِينُ من أغلالِها، وَتطلقُ مَرَدَةُ الْجِنِّ من أصفادِها، وتفتحُ النَّار أَبْوَابَها السبعة، وتغلقُ الْجَنَّة أبوابَها الثمانية، وجاء الوقت الذي يغيبُ فيه عنَّا نداءُ المنادي: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ويتوقَّفُ فيه العتقُ مِنْ النيران فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ، وقد انقضى رمضان، لكن هل فاتت لَيْلَةٌ القدر التي مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، لم تفُتْ فلعلَّها هذه الليلة ليلةُ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
التاسعِ والعشرين، ولئن انتهت نفحاتُ ربِّنا في مضان، فإن له نفحاتٍ بعد رمضان، فـ"تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ"، (طب) (720)، (هب) (1121)، انظر الصَّحِيحَة: (1890).
فلنتعرَّضْ لنفحاتِ رحمة الله بصيام ستٍّ من شوال، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، والاثنينِ والخميس، ولنقُمْ ما استطعنا من الليالي، ولنتصدق مما تيسَّر من أموالنا، ولنفعل الخيرَ مع الناس عمومًا، ومع الأقاربِ والأرحامِ والجيرانِ خصوصًا.
ولنكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، فقد صلى اللهُ عليه وملائكتُه، وأمرنا بالصلاة عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾(الأحزاب: 56).
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّكِ وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا أن تتقبَّل منا صيامَنا وقيامَنا، وطاعاتِنا ودعاءَنا وأذكارَنا، واختمْ اللهمَّ بالباقياتِ الصالحاتِ أعمالَنا.
اللهم بلِّغنا ‌رمضان أعوامًا ‌عديدة، وأزمنةً ‌مديدة، وأحسن خاتمتنا؛ إنك وليُّ ذلك والقادر عليه.

اللهم اجعَل خيرَ ‌أعمالنا خواتيمَها، وخيرَ ‌أعمارنا أواخَرها، وخيرَ أيَّامنا يوم لقائك.
واغفِر اللهم لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

عبادَ الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، [النحل: 90].
فاذكروا الله يذكُركم، واشكروا نِعَمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 29-03-2025 09:43 AM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
زكاة الفطر وشيءٍ مِن أحكامها.
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد
(29)
https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله ربِّ العالمين, والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد خاتَم النَّبيين, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد، أيُّها الإخوة الفضلاء ــ سلَّمكم الله ــ:
فإنَّ زكاة الفطر تَجب على المُسلم الحيِّ، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، حُرًّا أو عبدًا، لِمَا صحَّ عن عبد الله بن عمر ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا
مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ )).
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وأمَّا الجَنين الذي لا يَزال في بطن أُمِّه، فلا يَجب إخراجها عنه، وإنَّما يُستحَب باتفاق المذاهب الأربعة، وقد نقله عنهم: الفقيه أبو عبد الله ابن مُفلح الحنبلي ــ رحمه الله ــ، وغيره، وكان السَّلف الصالح يُخرجونها عنه، حيث صحَّ عن التَّابعي أبي قِلابة ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كَانَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ يُعْطُوا زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، حَتَّى عَلَى الْحَبَلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ )).
وكذلك يَجب إخراجها عن المجنون، لِعموم قول ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ الصَّحيح: (( فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ )).
وهو مذهب الأئمة الأربعة، والظاهرية، وغيرهم.
والفقير إذا كان مُعدَمًا لا شيء عنده، فلا تَجب عليه زكاة الفطر، باتفاق أهل العلم، نقله عنهم: الحافظ ابن المُنذر ــ رحمه الله ــ.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وإنْ كان يَملك طعامًا يَزيد على ما يَكفيه ويَكفي مَن تلزمُه نفقته مِن الأهل والعيال ليلةَ العيد ويومَه، أو ما يقوم مَقام الطعام مِن نُقود، فتجب عليه زكاة الفطر عند أكثر أهل العلم.
وزكاة الفطر عند أكثر الفقهاء تُخرَج مِن غالب قُوت البلد، الذي يُعمَل فيه بالكَيل بالصَّاع، سواء كان تمرًا، أو شعيرًا، أو زبيبًا، أو بُرًّا، أو ذُرة، أو دُخنًا، أو عدَسًا، أو فولًا، أو حُمُّصًا، أو كُسكسًا، أو أُرْزًا، أو غير ذلك.

ومِقدار ما يُخرَج في زكاة الفطر: صاع.
والصَّاعُ كَيلٌ معروف في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم وقبْلَه وبعدَه، وهو بالوزن المُعاصر ما بين الكيلوين وأربع مئة جرام إلى الثلاثة، وإخراج الثلاثة أحوط.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
يجوز أنْ تُخرَج زكاة الفطر قبْل العيد بيوم أو يومين، لِمَا صحَّ عن التَّابعي نافعٍ مولى ابن عمرَ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ )).
والأفضل باتفاق أهل العلم أنْ تُخرَج يوم عيد الفطر بعد صلاة فجْره وقبْل صلاة العيد، لِمَا صحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ )).
وذَكر الإمام مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ: (( أَنَّهُ رَأَى أَهْلَ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُخْرِجُوا زَكَاةَ الْفِطْرِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ مِنْ يَوْمِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوا إِلَى الْمُصَلَّى )).

ومَن أخَّرَها لغير عُذرٍ حتى انتهت صلاة العيد فأخرجها وقعَت صدقة لا زكاة، لِمَا قال ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ: (( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ )).
وقد نصَّ على ثبوت هذا الحديث: الحاكم، ومُوفَّق الدِّين ابن قدامة، والنَّووي، والذَّهبي، وابن المُلقِّن، والألباني، وابن باز، وغيرهم.

ومَن أخَّرَها عمدًا حتى انقضَى يوم العيد فقد أَثِمَ، وكان مُرتكِبًا لِمُحرَّمٍ باتفاق أهل العلم، وقد نَسبه إليهم الفقيهان: ابن رُشد الحَفيد المالكي، وابن رَسلان الشافعي ــ رحمهما الله ــ.
ومَن أخَّرَّها نسيانًا أو جهلًا أو بسبب عُذرٍ حتى انتهت صلاة العيد ويومُه، كمَن يكون في سَفر وليس عنده ما يُخرِجه، أو لم يَجد مَن تُخرَج إليه مِن الفقراء، أو اعتمد على أهلِه أنْ يُخرجوها عنه، واعتمدوا هُم عليه، فإنَّه يُخرِجها بعد صلاة العيد، ولا شيء عليه.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ولا يجوز أنْ تُخرَجَ زكاة الفطر نقودًا، بل يجب أنْ تُخرَجَ مِن الطعام، لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم فرضها طعامًا، فلا يجوز العُدول عمَّا فَرَض إلى غيره، والدراهم والدنانير قد كانت موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم، وعهد أصحابه مِن بعده، والناس بحاجة شديدة لَها، ومع ذلك لم يُخرجوها إلا مِن الطعام، وخيرُ الهَدي هَدي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومَن أخرج زكاة الفِطر نقودًا بدَلَ الطعام لم تُجزئه عند أكثر الفقهاء ــ رحمهم الله ــ، مِنهم: مالكٌ، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ومَن أخرجها طعامًا أجزأته عند جميع العلماء، وبرئت ذِمَّته، والحريص يَفعل ما اتُفِقَ على
أنَّ ذِمَّتَه تَبرأ بِه.
وفقراءُ المسلمين مَصْرِفٌ لزكاة الفطر عند جميع العلماء، نقله عنهم: الفقيه ابن رُشد الحَفيد المالكي ــ رحمه الله ــ.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ولا يجوز أنْ تُعطَى لِغير المسلمين حتى ولو كانوا فقراء، وإلى هذا ذهب أكثر الفقهاء ــ رحمهم الله ــ، مِنهم: مالكٌ، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور.
ويُخرِج المُسلم زكاة الفطر عن نفسِه، وعمَّن يَمون مِن أهلِه، ويُنْفِق عليهم مِن زوجة وأبناء وبنات، وغيرهم، تبعًا للنفقة، وقد صحَّ عن أسماء بنت أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنهما ــ: (( أَنَّهَا كَانَتْ تُخْرِجُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ مَنْ تَمُونُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ )).
وصحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (( أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ، عَمَّنْ يَعُولُ )).

ويُخرِج العبد زكاة الفطر في نفس المدينة أو القَرية أو البادية التي هو فيها، وعلى هذا جرى عمل النَّبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقد قال العلامة صالح الفوزان ــ سلَّمه الله ــ: "وقد اتَّفق الأئمة الأربعة على وجوب إخراج صدقة الفطر في البلد الذي فيه الصائم مادام فيه مُستحقون لها".اهـ
والمُراد بالبلد: المدينة أو القرية أو البادية التي يَسكن فيها العبد.

فمَن كان يَسكن في مدينة الرياض فإنَّه يُخرج زكاته على فقرائها، وليس على فقراء مكة، ومَن كان يَسكن في مدينة القاهرة فيُخرِج زكاته فيها وليس في مدينة الإسكندرية، ومَن يَسكن في مدينة واشنطن فيُخرِج زكاته فيها وليس في مدينة نيويورك، وهكذا.

هذا وأسأل الله تعالى أنْ يرزقنا توبة نصوحًا، وأجْرًا متزايدًا، وقلوبًا تخشع لِذِكْره، وإقبالًا على طاعتة، وبُعدًا عن المعاصي وأماكنها وقنواتها ودعاتها، إنَّه سميع مجيب.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif



ابوالوليد المسلم 30-03-2025 12:42 PM

رد: الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان
 

https://i.imgur.com/oZa7oPa.gif
عن عيد الفطر وشيء مِن أحكامه.
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد
(30)

https://png.pngtree.com/png-vector/2...e_11903288.png

الحمد لله ربِّ العالمين, والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد خاتَم النَّبيين, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد، أيُّها الإخوة الفضلاء ــ سلَّمكم الله ــ:
فإنَّكم على مَشارِف عيدِ المسلمين الأوَّل، وهو عيدُ الفِطر، بارك لله لكم فيه، وأسعدكم، وألَّفَ بين قلوبكم.
وإنَّه يُشْرَع لكم فيه عِدَّة أمور:
الأمْر الأوَّل ــ أداء صلاة العيد مع المسلمين في مُصلَّيَاتهم أو مساجدهم، وهي مِن أعظم شعائر الإسلام في هذا اليوم، وقد صلاها النَّبي صلى الله عليه وسلم، وداوم على فِعلها هو وأصحابه والمسلمون في زمنه وبعد زمنه، بل حتى النساء كُنَّ يَشهدنها في عهده صلى الله عليه وسلم وبأمْره، إلا أنَّ المرأة إذا خرجت لأدائها لم تَخرج مُتطيِّبة ولا مُتزيِّنة ولا سَافرة بغير حِجاب، وقد صحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: ((
شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ ــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ــ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ )).
وصحَّ عن أمِّ عطية ــ رضي الله عنها ــ أنَّها قالت: (( كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ )).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
ومَن فاتته صلاة العيد أو أدْرَك الإمام في التشهد قضاها على نفس صفتها، عند أكثر العلماء.
الأمْر الثاني ــ الاغتسال للعيد، والتجمُّل فيه بأحسَن الثياب، والتطيُّب بأطيب ما يَجد مِن الطيب.
حيث ثبَت عن محمد بن إسحاق أنَّه قال: قلت لنافع: كيف كان ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ يُصلِّي يوم العيد؟ فقال: (( كَانَ يَشْهَدُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ الْإِمَامِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ فَيَغْتَسِلُ غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَلْبَسُ
أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَيَتَطَيَّبُ بِأَطْيَبِ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَجْلِسُ فِيهِ )).
وقال الإمام مالك ــ رحمه الله ــ: ":سمعت أهل العلم يَستحِبون الزِّينة والتَّطيُّب في كل عيد".اهـ
وأمَّا المرأة، فلا تتطيَّب إذا خرجت إلى صلاة العيد، ولا في الطُّرقات، حتى لا يَجد الرِّجال الأجانب ريحها، لِمَا جاء بسند حسَن عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ )).
وذَكَر الفقيه ابن حجَرٍ الهَيتمي الشافعي ــ رحمه الله ــ: أنَّ خروج المرأة مِن بيتها مُتعطرة مُتزيِّنة أمام الأجانب مِن الكبائر، حتى ولو أذِن لَها زوجها أو غيره مِن أوليائها.
ولَهَا أنْ تتطيَّب للعيد في بيتها، وفي بيوت أهلها ومَحارِمها، وفي مجالس النساء الخاصَّة بهِنّ.

الأمْر الثالث ــ أنْ تأكلوا تمرات، فإنْ لم تتيسّر فأيُّ شيء ولو ماء، قبل الخروج إلى مُصلَّى العيد، لِمَا صحَّ عن أنس ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ )).
الأمْر الرابع ــ إظهار التَّكبِير مع الجَهر بِه "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" مِن حين الخروج إلى صلاة العيد حتى يأتي الإمام لِيُصلِّي بالناس صلاة العيد.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وأمَّا النِّساء، فلا يَجهَرن بالتكبير إذا كُنَّ بحضرة رجالٍ أجانب، أو تَصِل أصواتُهن إليهم.
ويُكبِّرُ كلُّ إنسانٍ لوحْدِه جهرًا، وأمَّا التَّكبِير الجماعي مع الناس بصوت مُتوافِق في ألفاظ التَّكبِير وما بعده، بحيث يَبتدئون وينتهون سويًّا، فلا يُعرَف عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، ولا عن سَلف الأمَّة الصالح، ولا عن أئمة المذاهب الأربعة.

نفعني الله وإيَّاكم بما سمعتم، وجعلنا مِمّن صام وقام رمضان ووفِّق لقيام ليلة القدر فغُفِر له ما تقدَّم مِن ذنْبه، إنَّه سميعٌ مجيب.
ومِمَّا يُشْرَع لكم في العيد أيضًا:
أوَّلًا ــ أنْ تذهبوا إلى صلاة العيد مشيًا، ولا شيء على مَن ركِب، وأنْ يكون ذهابُكم إلى مُصلَّى العيد مِن طريق، ورجوعُكم مِن طريق آخَر، فقد ثبَت عن سعيد بن المُسَيِّب ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( سُنَّةُ الْفِطْرِ ثَلَاثٌ:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الْمَشْيُ إِلَى الْمُصَلَّى، وَالْأَكْلُ قَبْلَ الْخُرُوجِ، وَالِاغْتِسَالُ )).
وصحَّ عن جابر ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كَانَ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )).
يَعني: أنَّه ذهب إلى مُصلَّى العيد مِن طريقٍ ورجَع إلى بيته أو مكانه مِن طريقٍ آخَر.

ثانيًا ــ رفع اليدين عند التَّكبِيرات الزوائد مِن صلاة العيد، في أوَّل الركعة الأولى، وأوَّل الركعة الثانية، قبْل القراءة، ويكون الرَّفع إلى حَذو المنكبين أو إلى فُروع الأذنين، ودُون مُلامَسة للأُذنين برؤؤس الأصابع، ويكون الكفَّان إلى جهة القبلة، وليس إلى جهة الخَدِّ والأُذنين.
وقد قال الإمام ابن قيِّمِ الجوزيَّة ــ رحمه الله ــ: "ثبَت عن الصَّحابة رفع اليدين في تكبِيرات العيدين".اهـ

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقال الإمام البغوي الشافعي ــ رحمه الله ــ: "ورفع اليدين في تكبِيرات العيد سُنَّة عند أكثر أهل العلم".اهـ
وإذا نَسِيَ الإمام أو المأموم التَّكبِيرات الزَّوائد أو شيءٍ مِنها، أو ترَكها عمدًا، فصلاته صحيحة، ولا شيء عليه عند جميع أهل العلم، نقله عنهم: الإمام مُوفُّق الدين ابن قُدامة الحنبلي ــ رحمه الله ــ، وغيره.
ثالثًا ــ الجلوس لِسَماع خُطبة العيد حتى تنتهي، وهو المُستَحبُّ والمَعمول بِه على عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقد صحَّ عن أبي سعيد ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ
الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى المُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ )).
ويُكرَه عند جميع العلماء لِمَن حضَر خُطبة العيد أنْ يتكلَّم في أثنائها مع غيره مِن المصلَّين، أو عبْر الهاتف الجوَّال، لِـمَا في كلامه مِن الانشغال عن الانتفاع بالخُطبة، والتَّشويشِ على المُستمِعين، والإخلالِ بأدب حضور مجالس الذِّكر والعلم.
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقال الفقيه ابنُ بطَّال المالكي ــ رحمه الله ــ: "وكَرِه العلماء كلام النَّاس والإمام يخطب".اهـ
رابعًا ــ تَهنئة الأهل والقَرابة والأصحاب والجِيران بهذا العيد، بطيِّبِ الكلام وأعذَبِه، وأفضلُ ما يُقال مِن صِيغ التهنئة: (( تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنْكَ )) لثبوتها عن أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الإمام الآجُرِّي ــ رحمه الله ــ عن التهنئة بالعيد: "إنَّه فِعلُ الصحابة، وقولُ العلماء".اهـ

عيد الفطر وشيءٍ مِن أحكامه، فأقول مستعينًا بالله:
أوَّلًا ــ لا يجوز لأحدٍ باتفاق أهل العلم أنْ يصوم يوم عيد الأضحى ويوم عيد الفطر، لا لِمتطوعٍ بالصيام، ولا لِناذرٍ، ولا لقاضٍ فرْضًا، لثبوت التحريم بالسُّنَّة النَّبوية، حيث صحَّ عن أبي سعيد ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( نَهَى النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الفِطْرِ وَالنَّحْرِ )).

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
وقد نَقلَ اتفاق العلماء على التحريم: ابنُ عبد البَرِّ المالكي، ومُوفَّق الدِّين ابن قدامة الحنبلي، والنَّووي الشافعي ــ رحمهم الله ـ، وغيرهم.
وثانيًا ــ لا عيد للمسلمين إلا عيدان، عيد الفطر، وعيد الأضحى، ولا يجوز إحْدَاث أعيادٍ أُخْرَى، لا للميلاد، ولا للأمِّ، ولا للوطن،ولا للحُبِّ، ولا لغيرذلك، لِمَا ثبَت عن أنس بن مالك ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا
مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ )).
وقال العلامة العثيمين ــ رحمه الله ــ بعد هذا الحديث: "وهذا يَدلُّ على أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُحِبُّ أنْ تُحْدِثَ أمَّتَه أعيادًا سِوى الأعياد الشَّرعية التي شرعها الله ــ عزَّ وجلّ ــ".اهـ
وثالثًا ــ يَبدأ التَّكبِير في عيد الفِطر: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" عند أكثر أهل العلم مِن السَّلف الصالح فمَن بعدهم:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
مِن حين الغُدُوِّ ــ أي: الذَّهاب ــ إلى مُصلَّى العيد، وليس مِن ليلة العيد.
وقد صحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (( أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ إِذَا غَدَا إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ، وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْإِمَامُ )).
وصحَّ عن الإمام الزهري التابعي ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُونَ مِنْ بُيُوتِهِمْ حَتَّى يَأْتُوا الْمُصَلَّى، حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ سَكَتُوا، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرُوا )).

وقال الحافظ ابن المنذر ــ رحمه الله ــ: "سائر الأخبار عن الأوائل دالةٌ على أنَّهم كانوا يُكبِّرون يوم الفطر إذا غَدوا إلى الصلاة".اهـ
وقال فقيه الشافعية النَّووي ــ رحمه الله ــ: "قال جمهور العلماء: لا يُكَبَّرُ ليلة العيد، إنَّما يُكَبَّرُ عند الغُدُوِّ إلى صلاة العيد".اهـ
ورابعًا ــ لَئِنْ انقضَى شهرُ الصيام فإنَّ زمَن العمل لا يَنقضِي إلا بالموت، ولَئِنْ انقضَت أيَّامُ صيام رمضان فإنّ الصيام لا يَزال مشروعًا في كل وقت، وقد سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام سِتٍّ مِن شوال بعد
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...4fxxXi9lQq7BnZ
الانتهاء مِن صوم رمضان، ليَحصُل العبد على أجْر صيام سَنة كاملة، فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ )).
وتفسير ذلك: أنَّ صيام رمضان يُقابِل عشَرة أشهر، وصيام سِتٍّ مِن شوال يُقابِل شهرين، فذلك تمام صيام الدَّهر، الذي هو العام كاملًا.
ولا يَجب صيام السِّتِ مِن أوَّل الشهر، ولا مُتتابعة، فمَن بادَر إلى صيامها وتابعها فهو أفضل، ومَن أخَّرَها أو فرَّقها فلا حرَج عليه، ويجوز صومها مِن ثاني يومٍ في شهر شوال.

ومَن صامها قبْل قضاء ما فاته مِن رمضان، لم يَدخُل في الثواب الوارد في هذا الحديث، لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ))، ومَن كان عليه قضاء، فإنَّه لا يَصْدُق عليه أنَّه صام رمضان.
نفعني الله وإيَّاكم بما سمعتم، وختَم لنا رمضان برضوانه، والعِتقِ مِن نِيرانه، وغَفر لنا ما تقدَّم مِن ذنوبنا، إنَّه سميعٌ مجيب.
https://i.imgur.com/MJxk7Zw.gif





الساعة الآن : 02:41 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 283.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 282.45 كيلو بايت... تم توفير 1.31 كيلو بايت...بمعدل (0.46%)]