فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين (1) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من كتاب الصلاة من فتح ذي الجلال والإكرام الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد فهذه بعض الفوائد من كتاب الصلاة من كتاب " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله أن ينفع بها.
& على الإنسان أن يحرص على الخشوع في الصلاة وحضور القلب, لأنه إذا حضر قلبه استفاد فائدة عظيمة من صلاته, وسوف يتأثر إذا انتهى من الصلاة تأثرًا بالغًا. & الخشوع في الصلاة سنة مؤكدة جدًا, وأن من غلب الوسواس على أكثر صلاته فهو على خطر عظيم.
& إذا كان كافراً فإنه يترتب عليه أمور: & أولاً: أنه لا يحل أن يُزوج بالمسلمة. & ثانياً: أنه لو ترك الصلاة بعد أن تزوج انفسخ نكاحه من زوجته, لأنه صار مرتدًا. & ثالثاً: أنه لو مات أحد من أقاربه فإنه لا يرث منه هذا الذي لا يصلي لأنه مرتد. & رابعاً: أنه لو مات تارك الصلاة حرم على أوليائه وأهله أن يغسلوه أو يكفنوه أو يصلوا عليه أو يأتوا به للمسلمين يصلون عليه أو يدفنوه في مقابر المسلمين. & خامساً: أن تارك الصلاة لا تحل ذبيحته حتى ولو ذكر اسم الله عليها لأنها ميتة. & سادساً: أن من لا يصلي يُحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف, فيحرم من أهله وزوجته وأولاده المسلمين الذين ماتوا على الإسلام...المسألة خطيرة لذا يجب علينا أن ننصح هؤلاء الذين لا يصلون ونقول: الأمر أكثر مما تظنون & من أعجب الأعاجيب أن الرجل تجده لا يصلي, ويصوم رمضان, مع أن رمضان يأتي في المرتبة الرابعة من أركان الإسلام الخمسة, والصلاة في المرتبة الثانية. & عندي والله أعلم أن...من يصلي أحيانًا ولا يصلي أحيانًا, فهذا لا يكفر.
& لو صلى بعد الوقت فإن كان لعذر فلا شيء عليه كالنوم والنسيان, وإن كان لغير عذر فقال أكثر العلماء: إن صلاته صحيحة لكنه آثم, والصحيح أنه آثم, وصلاته ليست صحيحة بل مردودة.
الصلاة التي تلزم الحائض إذا طهرت: & لو أن المرأة طهرت من الحيض قبل غروب الشمس بركعة أو ركعتين أو ثلاث, لزمتها صلاة العصر, ولا تلزمها على القول الراجح صلاة الظهر, لأن صلاة الظهر أتت عليها وخرج وقتها, وهي ليست من أهل الصلاة.
& الرمح...الشمس تقطع هذه المسافة بنحو عشر دقائق إلى ربع ساعة, فإذا مضى بعد طلوعها ربع ساعة فقد زال وقت النهي وحلت الصلاة..." حتى تزول الشمس" وهذا يقدّر بعشر دقائق فأقل. & كل صلاة ذات سبب فليس عنها نهي وهذا هو القول الراجح. يدل لذلك أن في بعض ألفاظ أحاديث النهي عن الصلاة في هذه الأوقات أنه قال صلى الله عليه وسلم (لا تحروا الصلاة) وهذا يدل على أن...من صلى لسببٍ فإنه لم يقصد الصلاة
& لو حبس في مكان نجس, فإنه يصلي ولا إعادة عليه, لأنه غير قادر على التخلي من هذه النجاسة.
السترة للمصلي: & السترة: هي ما يضعه المصلي بين يديه ليتقي به مرور المار, وقال بعض أهل العلم: من أجل أن يقتصر نظره على ما دون السترة, فهي تحجب النظر من أن يطيش يميناً وشمالاً.
& الأولى أن تكون المساجد متواضعة في بنائها وأن زخرفتها خلاف مقصود الشارع & الصلاة في المساجد المبنية على القبور حرام غير صحيحة. & الصحيح جواز دخول الكافر المسجد, ولكن يجب أن يكون هذا بقيد, وهو وجود المصلحة بدخوله وانتفاء الضرر في ذلك...إذا دخل المسجد...ليصلح أضواء المسجد أو مكبر الصوت أو غير ذلك فهذا لا شك أنه جائز. & كذلك لو دخل المسجد ليطلع على صلاة المسلمين لا لقصد الشماتة بهم, ولكن ليتعرف إلى الإسلام كيف هو, وكيف عباداته فهذا جائز, بل مطلوب إذا علمنا أن في ذلك دعوة له للإسلام. & إذا تضمن دخول الكافر إضرارًا بالمسجد أو بسمعة المسلمين فإنه يمنع, وإذا كان لمصلحة الداخل لشرب ماء أو استظلال عن شمس أو اتقاء برد فهذا جائز & تحريم إنشاد الضالة في المسجد. & تحريم البيع والشراء في المسجد, سواء وقع الإيجاب والقبول في المسجد, أو وقع أحدهما خارج المسجد والثاني في المسجد. & الرد على من أنكر من بني المساجد على وجه متواضع...نقول: لأن المسلمين لا تهمهم المظاهر, وإنما الذي يهمهم هو المعاني التي بنيت من أجلها المساجد, وهي: إقامة المساجد, وقراءة القرآن, والذكر, وما أشبه ذلك. مسائل متنوعة تتعلق بالصلاة & الصلاة إلى القبر باطلة. & كل شاغلٍ عن حضور القلب في الصلاة فإنه يبدأ به قبل الصلاة, ما لم يخش خروج الوقت. & لا ينبغي للإنسان أن يصلي إلى شيء يشغله...وإذا كان أمام المصلى ما يشغله عن الصلاة فهل له أن يغمض عينيه؟ الجواب: نعم, له أن يغمض عينيه إذا كان أمامه ما يمنع حضور قلبه, وكذلك لو كان هناك برق شديد. & رفع البصر إلى السماء في الصلاة محرم, بل لو قال قائل: إنه من الكبائر, لم يكن قوله بعيداً, لأنه رتب عليه وعيد. & السلام على المصلي...هذه المسألة اختلف فيها العلماء...أقرب الأقوال أنه مباح & كل من صلى في موضع خاص بغيره فليس له حرمه, ولهذا نقول: إن الذين يصلون في المطاف ليس لهم حرمة, لهذا مُرّ بين أيديهم ولا تبالِ. & الصلاة تصح عن يسار الإمام مع خلو يمينه فيما إذا كانا اثنين, وهذا اختيار شيخنا عبدالرحمن السعدي رحمه الله, وتنزيله على القواعد واضح. & القول بوجوب تحية المسجد قوي جدًا...وعليه فإذا أراد الإنسان أن يبرئ ذمته فلا يجلس إذا دخل المسجد وهو على طهارة حتى يصلى ركعتين, فإن كانت واجبة فقد أبرًا الذمة, وإن لم تكن واجبة فقد زاد أجرًا. & إذا خرج من المسجد بنية الرجوع إليه, كما لو خرج للوضوء مثلًا أو حتى يحضر كتاباً له ورجع فإنه لا يصلي تحية المسجد, لكن إذا تأخر بنحو نصف ساعة مثلًا فهنا طال الفصل فلا بد أن يصلي ركعتين. متفرقات: & الإبل...من طبيعتها الشيطنة والتمرد...ولهذا غالب الذين يألفون الإبل يكون عندهم شيطنة وغلظة وعنف كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (( «الغلظة في أهل الفدادين أصحاب الإبل والسكينة في أصحاب الغنم» )) & الصواب أن خبر الأحاد حجة يحتج به في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات وكل الشريعة. & أن الله سبحانه وتعالى قد يقدر للإنسان ما يهتدي به إلى ضالته, أو تأتي الضالة نفسها...وحينئذ ينبني على هذه الفائدة: أن تلجأ إلى الله عز وجل كلما ضاع لك شيء فتقول: اللهم رده علي, لأن الذي يرده هو الله سبحانه وتعالى. & تأثير الشيطان على البدن من حيث الانفعالات والحزن والفرح بالباطل وما أشبه ذلك, أمر معلوم, لكن هل يؤثر على الأعضاء؟ هذا محل تردد إلا ما جاءت به النصوص. & شياطين الجن المعتدون فيؤثرون على البدن تأثيرًا عضويًا, وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان إذا وضع الصبي من بطن أمه يطعنه في خاصرته إلا عيسى عليه السلام, ولذا تسمع صراخًا من حين ما يوضع من بطن أمه. & الشفق هو الحمرة التي تكون إثر غروب الشمس, وهذه الحمرة تستمر إلى نحو تسعين دقيقة, ربما تزيد قليلًا جدًا أو تنقص أكثر, يعني ربما تصل إلى خمسة وسبعين دقيقة, وربما تصل إلى تسعين دقيقة حسب الفصول. & النوم في أول الليل باتفاق الأطباء أنه أفضل للجسم من النوم في آخر الليل. & إذا نمت من أول الليل بعد صلاة العشاء قمت في آخر الليل نشيطًا مشتاقًا إلى طاعة الله عز وجل. & الشياطين دائماً تعمر الأماكن الخبيثة, لأنها خبيثة فتألف الخبيث, والملائكة طيبة فتألف الطيب, كالمساجد. & الجلوس على القبور فيها إهانة لصاحب القبر, ولا يجوز لك أن تهينه, لأنه أخوك المسلم, ولهذا قال العلماء: لا يُجلس عليه, ولا يتكئ عليه, ولا يبول, ولا يتغوط عنده, ولا يتكلم إلا بخير, كل هذا احترامًا لصاحب القبر. & لا شك أن كل معصية فإنما هي من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء, وكل طاعة فهي من وحي المَلكِ والنفس المطمئنة. & ينبغي لطالب العلم إذا ذكر وجهًا ممنوعًا أن يفتح الباب المباح, وما من وجه ممنوع إلا ويقابله المباح...لأنك إذا قلت حرام ولا يجوز ولم تفتح للناس بابًا مباحًا فالناس لا بد أن يفعلوا ما كانوا يفعلونه فإذا ذكرت المباح عدلوا عن المحرم إلى المباح & الأصل أن كل ما خرج من البدن فهو طاهر...إلا ما دلّ الدليل على نجاسته مثل البول والغائط, فهذا نجس, لأن الدليل دل عليه. & الدم أكثر العلماء على أن دم الآدمي نجس, ولكنه يعفى عن يسيره, والصحيح أنه ليس بنجس, والدليل على هذا عدم الدليل...وأما القيء فأكثر العلماء أيضًا على أنه نجس, لكن لا دليل على هذا. & الرجال والنساء...من الفروق بينهما في الأحكام الشرعية ما يزيد على المائتين, مما يدلّ على إبطال محاولة أولئك الذين ليس لهم إلا تقليد الغرب والفتنة الذين يطالبون بأن تكون المرأة مساوية للرجل وهذا شيء تأباه الفطرة والخِلُقة والحكمة والعقل. & مشروعية ملاطفة الصبيان والشفقة عليهم والتواضع لهم...هذا مما يلين القلب ويرققه...هؤلاء الأطفال الصغار رحمتهم تستجلب رحمه الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » & يجوز أن يؤتى بالصبيان إلى المسجد ولكن بشرط ألا يخاف منهم أذى أو تشويش فإن خيف منهم ذلك فإنهم يمنعون. & ينبغي للقدوة من الناس أن يحمل الناس على فعل السُّنة, بأن يفعلها هو بنفسه, لأن القدوة عليه من المسؤولية أكثر مما على غيره. & طالب علم يُقتدى به قال: أنا سأترك هذه السُّنَّة, لأنها سنة. نقول: صحيح أن هذه سنة, وهي من حيث كونها سنة لا إثم عليك في تركها, لكن من حيث كونك قدوة قد تأثم إذا تركتها, لأن الناس سيقتدون بك ويتركونها. & " الكلب الأسود شيطان " قيل: معناه أنه شيطان متصور بكلب, وقيل: معناه أنه شيطان الكلاب, كما أن للإنس شياطين وللجن شياطين...فيكون معنى شيطان أنه أشدها شرًا وضررًا وقبحًا, وليس المعنى أنه شيطان تصور بكلب. & الكلب الأسود لا يباح صيده, لأنه شيطان, وكذلك يحرم اقتناؤه ولو للصيد أو الماشية أو الزرع, قال أهل العلم: يقتل بكل حال, بخلاف الكلاب الأخرى فلا تقتل إلا إذا حصل منها إيذاء لا يندفع إلا بالقتل فتقتل, وأما بدون سبب فلا. & الصالح: هو المستقيم في دينه. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين (2) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من كتاب الطهارة الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من كتاب الطهارة من كتاب: " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع الطهارة: & الطهارة نوعان: النوع الأول: طهارة معنوية, النوع الثاني: طهارة حسية. الطهارة المعنوية: هي الطهارة من الشرك ومن كل خلق رذيل...وليس عنده غل ولا حقد على المسلمين...الطهارة الحسية: هي الطهارة من الأحداث والأنجاس. المياه: & قوله عليه الصلاة والسلام: (( «إن الماء طهور لا ينجسه شيء» )) يفيد أنه ليس هناك قسم يسمى الطاهر, وهذا الذي دلت عليه الأحاديث هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية, وقال: إن الماء إما طهور وإما نجس, وليس ثمة قسم ثالث. & للماء الطهور قاعدة وهي: أن كل ما نزل من السماء أو نبع من الأرض فإنه طاهر مطهر, فمياه السيول...كلها طهور, طال عليها الزمان أم قصر, فللإنسان أن يتوضأ منها ويغتسل من الجنابة ولا يسأل عنها, وكذلك مياه البحار. & الماء...إذا تغير أحد أوصافه: الطعم أو اللون أو الريح بالنجاسة, صار نجسًا. نجاسة الكلب: & الكلب نجس, ووجه ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه لا بد من تطهير ما أصابه, فقال: طهوره أن يغسله, وهذا القول يكاد يكون كالإجماع. & لو وقعت نجاسة الكلب على غير الأواني فإنها تغسل سبع مرات, يعني: مثلاً لو أن الكلب جعل يلحس ثوبك أو يلحس ساقك, فإنها تغسل سبع مرات أولاهن بالتراب, إلا ما يضره التراب فإنه يستعمل غير التراب لأنه لا فرق بين الإناء وغيره. & الولوغ هو: الشرب بأطراف اللسان...والكلب إذا ولغ في الإناء فلا بد من سبع غسلات إحداها بالتراب....وتكون الغسلة التي فيها التراب هي الأولى. &الماء القليل إذا ولغ فيه الكلب فإنه يجب اجتنابه, ويكون نجساً حتى وإن لم يتغير, لأنه إذا كان يجب تطهير الإناء الذي تلوث بهذا الماء الذي ولغ فيه الكلب, فنجاسة الماء من باب أولى. الميتات: & الميتات: كل ميتة فهي نجسة, ويستثنى من ذلك ميتة البحر, لأنها حلال, ويلزم من الحل أن تكون طاهرة...ويستثنى من ذلك: ميتة ما ليس له نفس سائلة, كالذباب والبعوض والعقرب وما أشبه ذلك, هذه أيضًا ميتتها طاهرة. الحيوان المباح الأكل: & كل ما كان مباح الأكل ففضلاته طاهرة, حتى بوله وورثه,...ويدل على أن بول ما يؤكل لحمه طاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذِن في الصلاة بمرابض الغنم, ومرابضها لا تخلو من بولها وورثها. & كل حيوان طاهر فإن جميع ما يخرج منه يكون طاهرًا, ما عدا الدم المسفوح. الحيوان المحرم الأكل: & الحيوان المحرم الأكل عرقه نجس, وما يخرج من أنفه أو فمه نجس, إلا ما يشق التحرز منه كالهرة, وعلى القول الصحيح: الحمار والبغل, وما يشق التحرز منه. & بول ما لا يأكل لحمه وروثه, مثل بول الحمار وروثه, وبول البغل وروثه, وأبوال السباع وأرواثها, كل هذه نجسة, ولا يستثنى من هذا ما يشق التحرز منه, وعلى هذا فأبوال السنانير وأرواثها نجسة. & الهرة طاهرة مع أنها محرمة الأكل...فليست نجسة في ريقها, وفيما يخرج من أنفها, وفي عرقها, وفي سؤرها, أي بقية طعامها وشرابها, أما في بولها فنجسه, وفي روثها نجسة, وفي دمها نجسة, لأن هذا الأشياء من محرم الأكل نجسة. & الهرة لو شربت من الماء...فإن الماء لا ينجس. & الحمير...القول الراجح: أن ريقها وما يخرج من أنفها, وما يخرج من عينها من دمع, وعرقها, كله طاهر, لأن هذه الحمر من الطوافين علينا, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الهرة: (( إنها من الطوافين عليكم )) آداب دخول الخلاء والخروج منه: & إذا أردت أن تدخل الخلاء فقل: " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " والمناسبة ظاهرة جداً, لأن الخلاء مأوى الشياطين وأهل الشر...واستحباب هذا الذكر عند دخول الخلاء اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. & الإنسان إذا خرج من الخلاء أو الغائط فليقل " غفرانك " قال بعض العلماء إن سؤال المغفرة له مناسبة وهي: أن الإنسان لما تخلى من المؤذي الحسي تذكر المؤذي المعنوي وهي الذنوب...فسأل الله أن يغفر له, وهذا هو الصحيح الأحوال التي يسن فيها السواك: & الوضوء, وعند الصلاة, وعند الاستيقاظ من النوم, وعند دخول البيت, وعند تغير رائحة الفم, بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «السواك مطهرة للفم, مرضاة للرب » )) وذكر العلماء استعمال السواك عند قراءة القرآن استحسانًا. أذكار الوضوء: & ليس هناك أذكار في الوضوء إلا البسملة في أوله, والتشهد في آخره. & الأفضل أن تسمى عند الوضوء, فإن لم تسم فوضوئك صحيح, ولا إثم عليك. من فوائد الوضوء: & الوضوء من أفضل الأعمال, وله فوائد كثيرة, منها: & أنه إذا كان في أيام الشتاء والبرد مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات, كما في الحديث: (( «إسباغُ الوضوء على المكاره, وكثرةُ الخُطأ إلى المساجد, وانتظار الصلاةِ بعد الصلاة » )) & أنه كُلّما طهّر الإنسان عضوًا من الأعضاء تطهر هذا العضو من النجاسة المعنوية وهي: الآثام, فيخرج إثم كل عضو من هذه الأعضاء عند آخر قطرة من القطرات. & أنه اقتداء وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. & أنه امتثال لأمر الله, لقول الله تعالى: ﴿ «يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم » ﴾ [المائدة:6] & من فضائل الوضوء, وهو خاص بهذه الأمة: (( «أنهم يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء» )) & أن الحلية في الجنة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها تبلغ حيث يبلغ الوضوء. الوضوء للطواف بالبيت: & الطواف بالبيت لا يشترط له الوضوء, وبناءً عليه لو أحدث الإنسان أثناء الطواف فليستمر. & لو وصل إلى المسجد الحرام في الزحام الشديد وهو لم يتوضأ نقول: طف, ولا نلزمه أن يذهب مع هذه المشقة ليتوضأ, أما إذا كان الأمر ميسرًا, فلا شك أن الوضوء أفضل احتياطًا واتباعًا لأكثر العلماء. المسح على الخفين: &المسح يكون على مطلق الخف فما سمي خفاً جاز المسح عليه ولو كان فيه خروق أو شقوق لأن النصوص الواردة في المسح على الخفين مطلقة وليس فيها تفصيل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن عامة الصحابة فقراء لا تخلو خفافهم من شقوق المسح على القُبع: & القُبع الذي يلبس على الرأس في أيام الشتاء, وهو قبع من صوف يلبسه الإنسان على رأسه ويكون له فتحة للوجه وطوق على العنق, فهذا لا شك أن المسح عليه جائز, وهو أولى بجواز المسح من العمامة. مسّ الذكر: & إذا مسّ ذكره بغير شهوة فليس عليه الوضوء, وإذا مسه بشهوة عليه الوضوء, وأما إذا مسه بغير شهوة فيستحب له الوضوء, وهذا الراجح عندي, وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. & لو أن امرأة تُطهر ابنها الصغير من النجاسة وتمس ذكره, فهل ينتقض وضوءها؟ الجواب: لا ينتقض, لأنها قطعًا لن تمسه لشهوة. اللحية: & اللحية: الشعر النابت على اللحيين والخدّين...وعلى هذا فالعوارض من اللحية. & الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذا لحية كثيفةِ وعريضةٍ وعظيمةٍ, وهي من جمال وجه الرجل, ومن سنن المرسلين, ومن سنن الفطرة. & حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من حلقها أو التهاون بها, فقال صلى الله عليه وسلم: (( خالفوا المشركين وفّروا اللحى )) فتوفيرها أي عدم التعرض لها مخالفة للمشركين والمجوس, وموافقة لهدى الأنبياء والمرسلين. & يحرم حلقها أو أخذ شيء منها, لأن هذا معصية ومخالفة للفطرة ومخالفة للرسول صلى الله عليه وسلم, ومخالفة لسنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام. & في حلقها إصرار على المعصية. قال العلماء رحمهم الله: وإذا أصرّ الإنسان على المعصية ولو صغيرة كان فاسقًا غير عدل, فلا يصح أن يكون إمامًا بالناس, ولا يصح أن يكون وليًا على أحد ممن له الولاية عليه...هذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد &حلق اللحية الذي تهاون به بعض الناس اليوم وصاروا يقلدون...المشركين ويخرجون عن هدي سيد المرسلين...أمر عظيم, وأن الإنسان إذا أصرّ عليه صار كبيرة في حقِّهِ & حلق اللحية...أعظم جرمًا من شرب الدخان, لأن حلق اللحية ورد فيه النص بخصوصه. ولأن المسلمين لو حلقوا لحاهم لأصبح ظاهر المجتمع مجتمعًا غير إسلامي, لأن حلق اللحى من هدى غير المسلمين, بخلاف شرب الدخان. & لو جاء رجلان وأراد أحدهما أن يكون إمامًا للآخر, أحدهما يشرب الدخان والآخر يحلق لحيته, لكان الذي يشرب الدخان أحق من الذي يحلق لحيته بالإمامة في الصلاة, لأن معصيته أخف من حلق اللحية. الاغتسال للجمعة: & الاغتسال للجمعة.....الذي تقتضيه الأدلة: أن الغسل واجب مطلقًا, لأن الأحاديث عامة: (( غسل يوم الجمعة واجب )) والقائل بهذا يعرف بماذا يتكلم, ويعرف من يخاطب صلى الله عليه وسلم. & الصواب عندي...أن غسل الجمعة واجب على كل إنسان, وما تركته منذ علمت بهذا الحديث لا صيفًا ولا شتاءً و لا حرًا ولا بردًا, ولا إذا كان فيّ مرض أتحمل معه الاغتسال, وقلت هذا حتى تعلموا أنني لا أشك في وجوبه & لو أن الإنسان ترك الغسل يوم الجمعة ثم صلى فهل نقول: إن صلاته باطلة؟ لا, بل نقول صلاته صحيحة ولكنه آثم بترك الغسل. حكم الخارج من السبيلين وغيرهما: & الصواب أن جميع ما يخرج من البدن لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين, أو ما كان قائمًا مقامه مثل أن يُعالج الرجل بعملية ويُجعل له في مثناته أنبوب يخرج منه البول فهنا نقول البول الخارج من المثانة عن طريق هذه الأنبوبة يكون ناقضًا للوضوء & ما خرج من غير البول والغائط فإنه لا ينقض الوضوء ولو كثر. النهي عن الصلاة في أعطان الإبل: & النهي عن الصلاة في أعطان الإبل فليس من أجل النجاسة, بدليل أنه يجوز أن يُصلي إذا وجد مبرك بعير واحد, ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للعرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها, ولم يأمرهم بالتطهر منها. & الحكمة من النهي عن الصلاة في أعطان الإبل أنها في الغالب تكون مصحوبة بالشياطين, وقيل: إن النهي تعبدي, وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد. النوم الناقض للوضوء: & بيّنا أن النوم الكثير المستغرق بحيث لا يحس الإنسان بنفسه إن أحدث هو الذي ينقض الوضوء, وأما النوم الذي يحس الإنسان معه بنفسه إن أحدث, فإنه لا ينقض الوضوء مطلقًا سواء كان قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا. الصلاة في المقبرة: &المقبرة لا تصح الصلاة فيها لا فرضًا ولا نفالًا سواء كان ذلك بين القبور أو خلف القبور أو أمام القبور أو عن يمين القبور أو عن شمال القبور وعلى هذا فإذا كانت المقبرة كبيرة فيها مساحات كثيرة لم يدفن فيها فالصلاة في هذه المساحات لا تصح. من أحكام الجنب: & الجنب...الصحيح أنه لا يجوز له قراءة القرآن. & الجنب إذا توضأ جاز له المكث في المسجد. من أحكام الحائض: & الحائض...الصواب: أنه لا يلزمها إلا قضاءُ الصلاة التي طهرت في وقتها. & لو أن امرأة طهرت قبل الفجر بساعة فهل تلزمها صلاة العشاء؟...الصحيح أنها لا تلزمها لا صلاة العشاء ولا صلاة المغرب, لأن وقت العشاء ينتهي بنصف الليل, ولا دليل على أنه يمتد إلى طلوع الفجر لا في القرآن ولا في السنة. & الحائض تقرأ القرآن إذا كان هناك حاجة, وإلا فالأولى الإمساك وتستغني عنه بالذكر. & لا يجب نقض شعر المرأة عند الغسل من الجنابة أو الحيض. & لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد. التيمم: & لا يجوز التيمم مع وجود الماء...ومحل التطهير في التيمم عضوان فقط وهما: الوجه, واليدان...والتيمم ضربة واحدة للوجه والكفين & من تيمم في الوقت ثم خرج الوقت وهو على طهارته فتيممه لا يبطل, لا يبطل التيمم إلا بزوال مبيحه, وهو: البرء إذا كان التيمم لمرض, ووجود الماء إن كان التيمم لعدمه. & الحدث الأصغر والأكبر سواء في طهارة التيمم بخلاف الماء. & هل يجوز التيمم على غير الأرض كالتيمم على البساط ونحوه؟ فالجواب: إن كان فيه تراب جاز ذلك, لأن التراب الذي فيه جزء من الأرض, وإن لم يكن فيه تراب, فالظاهر أنه لا يجوز. & فإن قال قائل: إذا لم يكن عنده في هذا المكان إلا هذا الفراش النظيف؟ نقول: يسقط عنه التيمم لعدم وجود الماء, وعدم وجود التراب. & إذا كان في الإنسان جرح فإن كان الماء لا يضره إذا غسله وجب عليه الغسل, ولعدم الفرق بينه وبين الصحيح, وإذا كان يضره لكن لا يضره المسح فإنه يمسحه, وإن كان يضره حتى المسح فإنه يتيمم & إذا حصل للإنسان جرح يضره الماء غسلًا ومسحًا وقد عصب عليه عصابه فإنه يمسح على هذه العصابة ويكفيه. & هل تمسح الجبائر في الحدث الأصغر والأكبر؟ الجواب: نعم. لأن مسحها ضرورة & هل يشترط أن يضع هذه الجبيرة على طهارة ؟ الجواب: في هذا خلاف بين أهل العلم...والصواب...أنه لا يشترط أن تكون على طهارة. متفرقات: & الإغماء لا يجب فيه قضاء الصلاة, لأن المغمى عليه لا يمكن أن يُحس بأحد. & عدم الاستنزاه من البول من كبائر الذنوب لأن قوله (فإن عامة عذاب القبر منه) يدل بفحوى الكلام وقوة الكلام أن من لم يستنزه من البول فإنه يعذب في قبره. & يجوز لعادم الماء أن يصلي في أول الوقت, ولا يلزمه أن ينتظر لآخر الوقت, ولكن أهل العلم قالوا: إنه إذا كان يرجو وجود الماء أو يعلم بوجوده في آخر الوقت, فإنه يؤخر الصلاة ليجد الماء. & الجمعة لا تجمع مع العصر. & القارن والمفرد سواء في الأفعال لكنهما يختلفان من جهة أن القارن يحصل له نسكان والمفرد لا يحصل له إلا نسك وأن القارن عليه هدى والمفرد ليس عليه هدى & إصابة السنة خير من كثرة العمل. & الرعب: الخوف الذي يلقيه الله تبارك وتعالى في قلوب الأعداء. & لا شك أن الرعب في العدو أقوى سلاح يفتك به, لأن من في قلبه الرعب لا يمكن أن يثبت قدمه, فلا بد أن يهرب, ولا يمكن أن يستقر, فالرعب من أعظم بل إن لم أقل أعظم سلاح يفتك بالعدو. & إذا تخلف النصر عن الأمة فلا بد أن يكون لذلك سبب, وأسباب الخذلان كثيرة منها: المعصية. ومنها: الإعجاب النفس. ومنها: عدم الإخلاص في الجهاد, كالذين يقاتلون لأجل القومية العربية, أو غيرها من القوميات. & قوله تعالى ﴿ {الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات} ﴾ [النور:26] هذا وإن كان في البشر, لكن المعنى عام, وانظر إلى الكفار كيف يألفون أخبث الحيوانات وأقذرها وأنجسها وهي: الكلاب. & من الناس من ينكر الملائكة وينكر الشياطين ويقول: إن الملائكة عبارة عن القوى الخيرية, والشياطين عبارة عن قوى الشر, وهذا لا شك أنه كفر بالقرآن, فالملائكة أجسام لكنهم من العالم الغيبي الذي لا ندركه...وكذلك...الشياطين أجسام & الإمام أحمد سئل عن أفضل الأعمال قال العلم ليس يعدله شيء لمن صحّت نيته قالوا: كيف تصحح النية؟ قال: ينوي رفع الجهل عنه وعن الناس ولا ينوى غير هذا. & الذي يعبد الله على بصيرة يجد لعبادته لذة وحلاوة عظيمة, بخلاف من يعبد الله على غير علم ولا بصيرة. & فتنة القبور ليست هينة, فمن أعظم الفتن التي افتتن بها بنو آدم فتنة القبور. & الإبل خلقت من الشياطين كما خلق الإنسان من عجل, يعني أن طبيعتها الشيطنة, وليس المعنى أنها من ذرية الشيطان, لأنها عالم آخر. & إذا تعبدت لله بطهارة أو صلاة أو غيرها فاستحضر شيئين: الإخلاص لله. والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى تكون مستحضراً للشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله. وهذا الاستحضار يفوتنا كثيرًا. & ذكر الله بالقلب: هو تذكر الله عز وجل وعظمته ورجاؤه وخوفه وخشيته ومحبته وتعظيمه وما أشبه ذلك. & ذكر الله باللسان: التسبيح والتكبير والتهليل وما أشبه ذلك, وهو بالمعنى العام يشمل كل قول يقرب إلى الله عز وجل. & ذكر الله بالجوارح: كالركوع والسجود والقيام والقعود في الصلاة, والمشي في الدعوة إلى الله, وغير ذلك. & الكلب والهر يشربان بألسنتهما, أي يدلي لسانه في الماء, ثم يرفعه كأنما يلحس الماء لحسًا. & تجد أكثر الذين يبنون أمورهم على بادي الرأي يفسدون أكثر مما يصلحون, لأنهم لم ينظروا للعواقب, ولم ينظروا للنتائج والثمرات فتجدهم يفسدون أكثر مما يصلحون وهذا قاعدة يجب على الإنسان أن يبني منهجه وحياته عليها: أن ينظر إلى العواقب & يجب علينا ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه المعاصي أن نستعمل أرفق ما يكون بقدر ما نستطيع, الانسان صحيح أنه بشر قد يثور ويغضب ويتألم, لكن يجب أن يُوطِّنَ نفسه بأنه يريد الإصلاح. & هل العذاب الذي يكون في القبر يكون على البدن, أو الروح؟ نقول: الأصل أنه يكون على الروح, كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لكن قد يتصل العذاب بالبدن. & سميت منى لكثرة ما يُمنى فيها من الدماء, أي: ما يراق فيها من الدماء. & الكبيرة يخرج الإنسان بها من العدالة بمجرد فعلها, فيكون مردود الشهادة, غير نافذ الولاية حتى يتوب. & ينبغي لمن صُنع له معروف أن يكافئ صاحبه. & جواز مكافأة الكافر إذا أهدى إليك شيئًا أو صنع إليك معروفًا فإنك تكافئه, وهذا لا شك من محاسن الدين الإسلامي, نحن نبغض المشركين وكل كافر, لكن إذا صنعوا إلينا معروفًا فعلينا أن نكافئهم. & كل نجس حرام, لكن ليس كل حرام نجس, فالسمّ حرام وليس بنجس, والخمر حرام وليست بنجسة على القول الراجح. & مياه البحار تمثل ثلاث أرباع الكرة الأرضية تقريبًا, وقد جعلها الله عز وجل مالحةً تقبل كل شيء, ويذوب فيها كل شيء, لأنها لو كانت عذبةً لفسدت بما يموت فيها من حيتان وأسماك, وما يُلقى فيها من الأنتان وغير ذلك, ولغيرت الريح والجو. & من أركان الاقتصاد...ألا يضيع الإنسان شيئًا من ماله يمكنه الانتفاع به. & ينبغي للمعلم في الفصل وغيره إذا ذكر الأحكام للناس أن يقرنها بالدليل, سواء كان نصًّا أو علةً, لأجل أن النفس تقبلها وتطمئن إليها. & في قرن العلة بالحكم عدة فوائد منها: 1- اطمئنان النفس إلى الحكم 2- بيان سمو الشريعة وأنها لا تأمر ولا تنهى إلا لحكمة 3- إمكان القياس على هذا الحكم & الشرع...لا يحرم شيئًا إلا لعلة, وهو خبثه إما خبثًا ذاتيًا وحسيًا أو معنويًا, ولا يلزم أن نعلم بهذه العلل, وجهلنا بعلة الحكم لا ينفي وجودها, ولكن هذا من قصور فهمنا, وقصور علمنا أيضًا, لا قصور الحكم. & الدم الذي يخرج قبل الولادة ليس بنفاس إلا إذا كان قبل الولادة بيومين أو ثلاثة ومعه طلق, والماء الذي يخرج قبل الولادة ولو مع الطلق فليس بنفاس. & إن وجدت من نفسك أنها تريد سوءًا أو فحشاء, فاعلم أن الشيطان هو الذي زيَّن لك ذلك. & الجبائر عبارة عن أعواد أربعة أو اثنان تُشد على محل الكسر بعد أن يلائم الكسر بعضه إلى بعض ثم تشد عليه هذه الجبائر وتحتها خرقة وفوقها خرقة, وذلك من أجل أن ينضبط العظم حتى لا يختل بعد أن كان متلائمًا. & هذه النوع من الجبائر مفيد جداً وهو أفيد بكثير مما يفعله الأطباء الآن من وضع الجبس لأن الجبس لا يشد الرجل جيدًا, ثم إنه يكون فيه رائحه كريهة وهو أيضًا مؤذٍ للإنسان من جهة ثقله وتحمله...والغالب أنها أسرع نجاحًا مما يفعله الأطباء الآن. & بعض الناس في مشاهد التمثيليات يجعلون إنسانًا يصلى على أنها تمثيلية, وهذا حرام عليهم, لا يجوز أن تمثل العبادات مشاهدة للمرح وما أشبه ذلك...وكذلك بعضهم يأتي بقرآن وما أشبه ذلك للتمثيل والمرح, كل هذا لا يجوز. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين (3) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب الأذان الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب الأذان من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. & المؤذن...ثوابه يوم القيامة أنه من أطول الناس أعناقاً, فالمؤذنون أطول الناس أعناقاً, لأنهم رفعوا ذكر الله عز وجل وأعلنوا به, فكان من جزائهم أن يرفع الله سبحانه وتعالى أعناقهم يوم القيامة فوق الخلق حتى يتميزوا بهذه الميزة. & الأفضل أن المؤذن لا يأخذ أجرًا على أذانه, بل يجعل الأذان خالصًا لله عز وجل, لما في الأذان من الأجر العظيم, ومثل ذلك جميع الولايات الدينية لا يؤخذ عليها أجرًا, كالإمامة والتدريس وغيرها. & إذا أُعطي الإنسان شيئًا من بيت المال للتدريس أو للإمامة أو للأذان أو لرعاية المسجد, أو ما أشبه ذلك فإنه لا بأس به ولا حرج عليه في ذلك, وإنما الذي لا ينبغي أن يتطلب هذا الأمر ويطالب فيه أو في الزيادة فيه. & من أخذ رزقًا من بيت المال ليستعين به على عمله, فلا بأس بذلك, سواء كان مُؤذنًا أو مُدرسًا أو إمامًا أو غيره, لكن من عمل العبادة ليأخذ, فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ليس له في الآخرة من نصيب " & هل يجوز للمسلمين أن يعينوا شخصًا يؤذن فيهم ويُجمع له راتب؟ الجواب: نعم, لا بأس بشرط ألا يشارطهم ويقول: لا أؤذن إلا بكذا وكذا. & بعض الناس يسأل ويقول: لو وضعت مسجلًا أمام مكبر الصوت وبدأ يؤذن فهل يجزئ. الجواب: لا يجزئ, لأن الأذان عبادة لا بد أن يفعلها الإنسان. & ينبغي أن يختار للأذان من هو أندى صوتًا, لأن النبي صلى عليه وسلم اختار بلالًا لأنه كذلك, فينبغي أن يكون المؤذن نديّ الصوت, يعني رفيع الصوت بنداوةٍ. & الترجيع أن يأتي بالشهادتين سرًا, ثم يأتي بهما جهراً, فتكون ثماني مرات. & التلحين في الآذان هو التطريب فيه, بأن يأتي به على صورة الطرب الذي لا يحيل المعنى, وهو مكروه, قال العلماء: يكره الأذان ملحَّنًّا أو ملحونًا. & بعض المؤذنين يضيف في نهاية الأذان يقول: " الصلاة والسلام عليك يا رسول الله", ويقول بعضهم: " صلوا" هذا بدعة يُنهى عنها, ولا نقول ببطلان أذانه, لأنها بدعة بعد الأذان. & يسن وضع الأصبعين في الأذنين عند الأذان من أوله إلى آخره, لا أن يضع يديه على أذنيه...والحكمة من وضع إصبعيه في أذنيه أمران: الأمر الأول: أنه أرفع للصوت. الأمر الثاني: أنه إذا رآه البعيد الذي لا يسمعه أو الأصم عرف أنه يؤذن & أذان الجنب ليس بمكروه, وأنه لا بأس أن يؤذن وهو جنب, إلا أن الأفضل أن يكون على طهارة. & ما الحكم إذا نسي المؤذن جملة من الأذان ولم يتذكر إلا بعد الأذان؟ الجواب: إن كان عن قُرب أتى بالجملة وما بعدها, وإن طال الفصل أعاد الأذان. & لو كنّا في سفر وأردنا أن نؤخر الصلاة, فهل نؤذن إذا دخل الوقت وإن لم نصل إلا في آخر الوقت؟ الجواب: لا, بل نؤذن حين إرادة الصلاة...أما داخل البلاد فالأذان يكون عند دخول الوقت. & لا يشرع الأذان ولا الإقامة لصلاة العيدين, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك, ولو كان هذا من شرع الله لفعله, أو أمر به. & من قال من الفقهاء رحمهم الله: إنه ينادي للعيدين بقول: " الصلاة جامعة"... الصحيح أن هذا بدعة وليس بسنة, لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولو كان ثابتًا لورد. & الإنسان إذا أذن قبل الوقت وجب عليه إعلام الناسُ بأنه أذنّ قبل الوقت, لئلا يغتروا بالإمساك عن الأكل والشرب إن كانوا صائمين, أو بتقديم الصلاة إن كانوا يريدون الصلاة. & فإن قال قائل: قربوا لنا الوقت؟ قلنا: لعل بينهما نصف ساعة, بين الأذان الأول الذي هو لإرجاع القائم, وإيقاظ النائم, وبين أذان الفجر الذي هو لدخول وقت الصلاة. & الصحيح أن متابعة المؤذن ليست بواجبة, لكنها سنة لا ينبغي للإنسان تركها. & هل يشرع للمرأة والمريض متابعة المؤذن؟ الجواب: نعم. & لو أذن مؤذن وتابعه وانتهى, ثم أذن آخر فتابعه فإنه يشرع له ذلك, لأن الحديث مطلق, ولم يقل: إذا سمعتم النداء الأول, بل أطلق, فيشمل كُلّ ما سمع. & لو سمع الإنسان أذانًا مسجلاً هل يتابعه؟ الجواب: لا, لأني لا أرى الأذان المسجل أذان, بل هو حكاية صوت مؤذن. & إجابة المؤذن تكون كلمة كلمة, كلما قال كلمة تقول أنت كلمةً, فإن بقيت ساكنًا حتى يتم الآذان ثم أتيت به, فإنك لم تحصل السنة. & إذا قال المؤذن لصلاة الفجر " الصلاة خير من النوم" فقل: " الصلاة خير من النوم" هذا ظاهر السنة. & من سمع النداء ولم يتابع, فإنه لا يشرع له الدعاء بعده, ومما يستفاد أيضًا مشروعية الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد متابعة المؤذن. & مشروعية الالتفات يمينًا وشمالًا في " حي على الصلاة", " حي على الفلاح" لكن هل هذا الحكم باق مع مكبرات الصوت الآن؟ الظاهر لا, لأنه لا حاجة لهذا, بل إنه لو التفت يمينًا وشمالًا عن مقابلة اللاقط لانخفض الصوت لذلك نقول لا يلتفت & إذا دخل المسجد والمؤذن يؤذن, هل يصلي تحية المسجد أو يتابع الأذان؟ الجواب: يتابع المؤذن, لأنه وقوف يسير ثم يصلي تحية المسجد, إلا يوم الجمعة إذا كان المؤذن يؤذن الثاني, فإنه يصلي تحية المسجد ولا يتابع. & " حي على الصلاة " بمعنى أقبلوا. & " حي على الفلاح" كلمة جامعة تتضمن النجاة من كل مكروه, والفوز بكل مطلوب. ومناسبة ذكر الفلاح بعد ذكر الصلاة ظاهرة جدًا , كأنه يقول: حي على الصلاة, لأن بها الفلاح, فالصلاة كلها فلاح, كلها خير & السنة في الأذان: هو الترسل والتمهل, وفي الإقامة: الحدر والاستعجال وعدم التأني. & ينبغي أن يباشر الإقامة من يباشر الأذان...ويجوز أن يتولى الإقامة غير المؤذن لكن إن خيف من عداوة أو بغضاء بين المؤذن وبين الذي يقيم بدله, فلا ينبغي أن يفعل هذا. & لا ينبغي أن يبادر بالإقامة بل يجعل بين الأذان والإقامة قدر ما يفرغ الآكل من أكله والمتوضئ من وضوئه فإن قال قائل هذه المدة قصيرة بالنسبة للصلوات التي لها رواتب قبلها مثل الظهر والفجر. فنقول: إذن يضاف إلى هذا...والمتنفل من نافلته & الصحيح أنه لا يتابع في الإقامة, لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة, ولا يشرع أن يقول: أقامها الله وأدامها. & مشروعية قوله" قد قامت الصلاة" في الإقامة فإن قال قائل: هل هذه الجملة تأكيد لقوله" حيّ على الصلاة"؟ قلنا: لا لأن "حيّ على الصلاة" مع كونهم حاضرين يراد بها الصلاة المعنوية بمعنى أقبلوا على الصلاة بقلوبكم كما أنتم حاضرون بأجسادكم & النوم فيه خير لا سيما إذا استعان الإنسان به على طاعة الله. & كثير من الناس في الحقيقة يُفرِطون في النوم ويزيدون فيه...والذي ينبغي ألا يزيد الإنسان على القدر الذي يكون حفظاً لجسمه فقط, لأن زيادة النوم كما أنها إسراف فهي ضرر على البدن, لأن البدن يسترخى أكثر مما ينبغي فيحصل بذلك ضرر عليه. & نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام قال: {﴿اجعلني على خزائن الأرضِ إني حفيظ عليم﴾} [يوسف:45] لأنه رأى أن بيت المال قد ضاع, وأنه ذو حفظ وعلمٍ, فطلبهُ لعدم وجود من يقوم مقامه. & كثير من الناس تحمله الغيرة على أن يبدأ بالتأديب قبل التعليم, فإذا وجد ابنه مثلاً ترك الجماعة أو ترك ما لا ينبغي تركُه ضربه فوراً, وهذا خلاف الحكمة بل علِّم قبل أن تؤدب, فإذا علمت فقد أقمت الحجة, ثم بعد ذلك أدِّب. & مراعاة أحوال الناس وأنه ينبغي لمن ولاه الله على عباده أن يراعي أحوالهم. & لا تخف من دعاء من يدعو عليك بغير حق, لأن المستجيب للدعاء هو الله عز وجل, وهو سبحانه وتعالى لا ينصر الظالم أبدًا, لكن إن كنت ظالمًا فاحذر. & الدعاء في الصلاة أفضل من الدعاء خارج الصلاة فيدعو في السجود وبين السجدتين وفي التشهد. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب الطهارة من فتح ذي الجلال (3) فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من كتاب الطهارة من كتاب: " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع
الطهارة المعنوية: هي الطهارة من الشرك ومن كل خلق رذيل...وليس عنده غل ولا حقد على المسلمين...الطهارة الحسية: هي الطهارة من الأحداث والأنجاس.
& للماء الطهور قاعدة وهي: أن كل ما نزل من السماء أو نبع من الأرض فإنه طاهر مطهر, فمياه السيول...كلها طهور, طال عليها الزمان أم قصر, فللإنسان أن يتوضأ منها ويغتسل من الجنابة ولا يسأل عنها, وكذلك مياه البحار. & الماء...إذا تغير أحد أوصافه: الطعم أو اللون أو الريح بالنجاسة, صار نجسًا.
& لو وقعت نجاسة الكلب على غير الأواني فإنها تغسل سبع مرات, يعني: مثلاً لو أن الكلب جعل يلحس ثوبك أو يلحس ساقك, فإنها تغسل سبع مرات أولاهن بالتراب, إلا ما يضره التراب فإنه يستعمل غير التراب لأنه لا فرق بين الإناء وغيره. & الولوغ هو: الشرب بأطراف اللسان...والكلب إذا ولغ في الإناء فلا بد من سبع غسلات إحداها بالتراب....وتكون الغسلة التي فيها التراب هي الأولى. &الماء القليل إذا ولغ فيه الكلب فإنه يجب اجتنابه, ويكون نجساً حتى وإن لم يتغير, لأنه إذا كان يجب تطهير الإناء الذي تلوث بهذا الماء الذي ولغ فيه الكلب, فنجاسة الماء من باب أولى.
& كل حيوان طاهر فإن جميع ما يخرج منه يكون طاهرًا, ما عدا الدم المسفوح. الحيوان المحرم الأكل: & الحيوان المحرم الأكل عرقه نجس, وما يخرج من أنفه أو فمه نجس, إلا ما يشق التحرز منه كالهرة, وعلى القول الصحيح: الحمار والبغل, وما يشق التحرز منه. & بول ما لا يأكل لحمه وروثه, مثل بول الحمار وروثه, وبول البغل وروثه, وأبوال السباع وأرواثها, كل هذه نجسة, ولا يستثنى من هذا ما يشق التحرز منه, وعلى هذا فأبوال السنانير وأرواثها نجسة. & الهرة طاهرة مع أنها محرمة الأكل...فليست نجسة في ريقها, وفيما يخرج من أنفها, وفي عرقها, وفي سؤرها, أي بقية طعامها وشرابها, أما في بولها فنجسه, وفي روثها نجسة, وفي دمها نجسة, لأن هذا الأشياء من محرم الأكل نجسة. & الهرة لو شربت من الماء...فإن الماء لا ينجس. & الحمير...القول الراجح: أن ريقها وما يخرج من أنفها, وما يخرج من عينها من دمع, وعرقها, كله طاهر, لأن هذه الحمر من الطوافين علينا, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الهرة: (( إنها من الطوافين عليكم ))
& الإنسان إذا خرج من الخلاء أو الغائط فليقل " غفرانك " قال بعض العلماء إن سؤال المغفرة له مناسبة وهي: أن الإنسان لما تخلى من المؤذي الحسي تذكر المؤذي المعنوي وهي الذنوب...فسأل الله أن يغفر له, وهذا هو الصحيح الأحوال التي يسن فيها السواك: & الوضوء, وعند الصلاة, وعند الاستيقاظ من النوم, وعند دخول البيت, وعند تغير رائحة الفم, بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «السواك مطهرة للفم, مرضاة للرب » )) وذكر العلماء استعمال السواك عند قراءة القرآن استحسانًا.
& الأفضل أن تسمى عند الوضوء, فإن لم تسم فوضوئك صحيح, ولا إثم عليك.
& أنه إذا كان في أيام الشتاء والبرد مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات, كما في الحديث: «إسباغُ الوضوء على المكاره, وكثرةُ الخُطأ إلى المساجد, وانتظار الصلاةِ بعد الصلاة» & أنه كُلّما طهّر الإنسان عضوًا من الأعضاء تطهر هذا العضو من النجاسة المعنوية وهي: الآثام, فيخرج إثم كل عضو من هذه الأعضاء عند آخر قطرة من القطرات. & أنه اقتداء وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. & أنه امتثال لأمر الله, لقول الله تعالى: ﴿ {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم } ﴾ [المائدة:6] & من فضائل الوضوء, وهو خاص بهذه الأمة: (( «يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء » )) & أن الحلية في الجنة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها تبلغ حيث يبلغ الوضوء. الوضوء للطواف بالبيت: & الطواف بالبيت لا يشترط له الوضوء, وبناءً عليه لو أحدث الإنسان أثناء الطواف فليستمر. & لو وصل إلى المسجد الحرام في الزحام الشديد وهو لم يتوضأ نقول: طف, ولا نلزمه أن يذهب مع هذه المشقة ليتوضأ, أما إذا كان الأمر ميسرًا, فلا شك أن الوضوء أفضل احتياطًا واتباعًا لأكثر العلماء.
& لو أن امرأة تُطهر ابنها الصغير من النجاسة وتمس ذكره, فهل ينتقض وضوءها؟ الجواب: لا ينتقض, لأنها قطعًا لن تمسه لشهوة.
& الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذا لحية كثيفةِ وعريضةٍ وعظيمةٍ, وهي من جمال وجه الرجل, ومن سنن المرسلين, ومن سنن الفطرة. & حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من حلقها أو التهاون بها, فقال صلى الله عليه وسلم: (( «خالفوا المشركين وفّروا اللحى» )) فتوفيرها أي عدم التعرض لها مخالفة للمشركين والمجوس, وموافقة لهدى الأنبياء والمرسلين. & يحرم حلقها أو أخذ شيء منها, لأن هذا معصية ومخالفة للفطرة ومخالفة للرسول صلى الله عليه وسلم, ومخالفة لسنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام. & في حلقها إصرار على المعصية. قال العلماء رحمهم الله: وإذا أصرّ الإنسان على المعصية ولو صغيرة كان فاسقًا غير عدل, فلا يصح أن يكون إمامًا بالناس, ولا يصح أن يكون وليًا على أحد ممن له الولاية عليه...هذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد &حلق اللحية الذي تهاون به بعض الناس اليوم وصاروا يقلدون...المشركين ويخرجون عن هدي سيد المرسلين...أمر عظيم, وأن الإنسان إذا أصرّ عليه صار كبيرة في حقِّهِ & حلق اللحية...أعظم جرمًا من شرب الدخان, لأن حلق اللحية ورد فيه النص بخصوصه. ولأن المسلمين لو حلقوا لحاهم لأصبح ظاهر المجتمع مجتمعًا غير إسلامي, لأن حلق اللحى من هدى غير المسلمين, بخلاف شرب الدخان. & لو جاء رجلان وأراد أحدهما أن يكون إمامًا للآخر, أحدهما يشرب الدخان والآخر يحلق لحيته, لكان الذي يشرب الدخان أحق من الذي يحلق لحيته بالإمامة في الصلاة, لأن معصيته أخف من حلق اللحية.
& الصواب عندي...أن غسل الجمعة واجب على كل إنسان, وما تركته منذ علمت بهذا الحديث لا صيفًا ولا شتاءً و لا حرًا ولا بردًا, ولا إذا كان فيّ مرض أتحمل معه الاغتسال, وقلت هذا حتى تعلموا أنني لا أشك في وجوبه & لو أن الإنسان ترك الغسل يوم الجمعة ثم صلى فهل نقول: إن صلاته باطلة؟ لا, بل نقول صلاته صحيحة ولكنه آثم بترك الغسل.
& ما خرج من غير البول والغائط فإنه لا ينقض الوضوء ولو كثر.
& الحكمة من النهي عن الصلاة في أعطان الإبل أنها في الغالب تكون مصحوبة بالشياطين, وقيل: إن النهي تعبدي, وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد. النوم الناقض للوضوء: & بيّنا أن النوم الكثير المستغرق بحيث لا يحس الإنسان بنفسه إن أحدث هو الذي ينقض الوضوء, وأما النوم الذي يحس الإنسان معه بنفسه إن أحدث, فإنه لا ينقض الوضوء مطلقًا سواء كان قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا.
& الجنب إذا توضأ جاز له المكث في المسجد.
& لو أن امرأة طهرت قبل الفجر بساعة فهل تلزمها صلاة العشاء؟...الصحيح أنها لا تلزمها لا صلاة العشاء ولا صلاة المغرب, لأن وقت العشاء ينتهي بنصف الليل, ولا دليل على أنه يمتد إلى طلوع الفجر لا في القرآن ولا في السنة. & الحائض تقرأ القرآن إذا كان هناك حاجة, وإلا فالأولى الإمساك وتستغني عنه بالذكر. & لا يجب نقض شعر المرأة عند الغسل من الجنابة أو الحيض. & لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد. التيمم: & لا يجوز التيمم مع وجود الماء...ومحل التطهير في التيمم عضوان فقط وهما: الوجه, واليدان...والتيمم ضربة واحدة للوجه والكفين & من تيمم في الوقت ثم خرج الوقت وهو على طهارته فتيممه لا يبطل, لا يبطل التيمم إلا بزوال مبيحه, وهو: البرء إذا كان التيمم لمرض, ووجود الماء إن كان التيمم لعدمه. & الحدث الأصغر والأكبر سواء في طهارة التيمم بخلاف الماء. & هل يجوز التيمم على غير الأرض كالتيمم على البساط ونحوه؟ فالجواب: إن كان فيه تراب جاز ذلك, لأن التراب الذي فيه جزء من الأرض, وإن لم يكن فيه تراب, فالظاهر أنه لا يجوز. & فإن قال قائل: إذا لم يكن عنده في هذا المكان إلا هذا الفراش النظيف؟ نقول: يسقط عنه التيمم لعدم وجود الماء, وعدم وجود التراب. & إذا كان في الإنسان جرح فإن كان الماء لا يضره إذا غسله وجب عليه الغسل, ولعدم الفرق بينه وبين الصحيح, وإذا كان يضره لكن لا يضره المسح فإنه يمسحه, وإن كان يضره حتى المسح فإنه يتيمم & إذا حصل للإنسان جرح يضره الماء غسلًا ومسحًا وقد عصب عليه عصابه فإنه يمسح على هذه العصابة ويكفيه. & هل تمسح الجبائر في الحدث الأصغر والأكبر؟ الجواب: نعم. لأن مسحها ضرورة & هل يشترط أن يضع هذه الجبيرة على طهارة ؟ الجواب: في هذا خلاف بين أهل العلم...والصواب...أنه لا يشترط أن تكون على طهارة. متفرقات: & الإغماء لا يجب فيه قضاء الصلاة, لأن المغمى عليه لا يمكن أن يُحس بأحد. & عدم الاستنزاه من البول من كبائر الذنوب لأن قوله (فإن عامة عذاب القبر منه) يدل بفحوى الكلام وقوة الكلام أن من لم يستنزه من البول فإنه يعذب في قبره. & يجوز لعادم الماء أن يصلي في أول الوقت, ولا يلزمه أن ينتظر لآخر الوقت, ولكن أهل العلم قالوا: إنه إذا كان يرجو وجود الماء أو يعلم بوجوده في آخر الوقت, فإنه يؤخر الصلاة ليجد الماء. & الجمعة لا تجمع مع العصر. & القارن والمفرد سواء في الأفعال لكنهما يختلفان من جهة أن القارن يحصل له نسكان والمفرد لا يحصل له إلا نسك وأن القارن عليه هدى والمفرد ليس عليه هدى & إصابة السنة خير من كثرة العمل. & الرعب: الخوف الذي يلقيه الله تبارك وتعالى في قلوب الأعداء. & لا شك أن الرعب في العدو أقوى سلاح يفتك به, لأن من في قلبه الرعب لا يمكن أن يثبت قدمه, فلا بد أن يهرب, ولا يمكن أن يستقر, فالرعب من أعظم بل إن لم أقل أعظم سلاح يفتك بالعدو. & إذا تخلف النصر عن الأمة فلا بد أن يكون لذلك سبب, وأسباب الخذلان كثيرة منها: المعصية. ومنها: الإعجاب النفس. ومنها: عدم الإخلاص في الجهاد, كالذين يقاتلون لأجل القومية العربية, أو غيرها من القوميات. & قوله تعالى ﴿ {الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات} ﴾ [النور:26] هذا وإن كان في البشر, لكن المعنى عام, وانظر إلى الكفار كيف يألفون أخبث الحيوانات وأقذرها وأنجسها وهي: الكلاب. & من الناس من ينكر الملائكة وينكر الشياطين ويقول: إن الملائكة عبارة عن القوى الخيرية, والشياطين عبارة عن قوى الشر, وهذا لا شك أنه كفر بالقرآن, فالملائكة أجسام لكنهم من العالم الغيبي الذي لا ندركه...وكذلك...الشياطين أجسام & الإمام أحمد سئل عن أفضل الأعمال قال العلم ليس يعدله شيء لمن صحّت نيته قالوا: كيف تصحح النية؟ قال: ينوي رفع الجهل عنه وعن الناس ولا ينوى غير هذا. & الذي يعبد الله على بصيرة يجد لعبادته لذة وحلاوة عظيمة, بخلاف من يعبد الله على غير علم ولا بصيرة. & فتنة القبور ليست هينة, فمن أعظم الفتن التي افتتن بها بنو آدم فتنة القبور. & الإبل خلقت من الشياطين كما خلق الإنسان من عجل, يعني أن طبيعتها الشيطنة, وليس المعنى أنها من ذرية الشيطان, لأنها عالم آخر. & إذا تعبدت لله بطهارة أو صلاة أو غيرها فاستحضر شيئين: الإخلاص لله. والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى تكون مستحضراً للشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله. وهذا الاستحضار يفوتنا كثيرًا. & ذكر الله بالقلب: هو تذكر الله عز وجل وعظمته ورجاؤه وخوفه وخشيته ومحبته وتعظيمه وما أشبه ذلك. & ذكر الله باللسان: التسبيح والتكبير والتهليل وما أشبه ذلك, وهو بالمعنى العام يشمل كل قول يقرب إلى الله عز وجل. & ذكر الله بالجوارح: كالركوع والسجود والقيام والقعود في الصلاة, والمشي في الدعوة إلى الله, وغير ذلك. & الكلب والهر يشربان بألسنتهما, أي يدلي لسانه في الماء, ثم يرفعه كأنما يلحس الماء لحسًا. & تجد أكثر الذين يبنون أمورهم على بادي الرأي يفسدون أكثر مما يصلحون, لأنهم لم ينظروا للعواقب, ولم ينظروا للنتائج والثمرات فتجدهم يفسدون أكثر مما يصلحون وهذا قاعدة يجب على الإنسان أن يبني منهجه وحياته عليها: أن ينظر إلى العواقب & يجب علينا ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه المعاصي أن نستعمل أرفق ما يكون بقدر ما نستطيع, الانسان صحيح أنه بشر قد يثور ويغضب ويتألم, لكن يجب أن يُوطِّنَ نفسه بأنه يريد الإصلاح. & هل العذاب الذي يكون في القبر يكون على البدن, أو الروح؟ نقول: الأصل أنه يكون على الروح, كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لكن قد يتصل العذاب بالبدن. & سميت منى لكثرة ما يُمنى فيها من الدماء, أي: ما يراق فيها من الدماء. & الكبيرة يخرج الإنسان بها من العدالة بمجرد فعلها, فيكون مردود الشهادة, غير نافذ الولاية حتى يتوب. & ينبغي لمن صُنع له معروف أن يكافئ صاحبه. & جواز مكافأة الكافر إذا أهدى إليك شيئًا أو صنع إليك معروفًا فإنك تكافئه, وهذا لا شك من محاسن الدين الإسلامي, نحن نبغض المشركين وكل كافر, لكن إذا صنعوا إلينا معروفًا فعلينا أن نكافئهم. & كل نجس حرام, لكن ليس كل حرام نجس, فالسمّ حرام وليس بنجس, والخمر حرام وليست بنجسة على القول الراجح. & مياه البحار تمثل ثلاث أرباع الكرة الأرضية تقريبًا, وقد جعلها الله عز وجل مالحةً تقبل كل شيء, ويذوب فيها كل شيء, لأنها لو كانت عذبةً لفسدت بما يموت فيها من حيتان وأسماك, وما يُلقى فيها من الأنتان وغير ذلك, ولغيرت الريح والجو. & من أركان الاقتصاد...ألا يضيع الإنسان شيئًا من ماله يمكنه الانتفاع به. & ينبغي للمعلم في الفصل وغيره إذا ذكر الأحكام للناس أن يقرنها بالدليل, سواء كان نصًّا أو علةً, لأجل أن النفس تقبلها وتطمئن إليها. & في قرن العلة بالحكم عدة فوائد منها: 1- اطمئنان النفس إلى الحكم 2- بيان سمو الشريعة وأنها لا تأمر ولا تنهى إلا لحكمة 3- إمكان القياس على هذا الحكم & الشرع...لا يحرم شيئًا إلا لعلة, وهو خبثه إما خبثًا ذاتيًا وحسيًا أو معنويًا, ولا يلزم أن نعلم بهذه العلل, وجهلنا بعلة الحكم لا ينفي وجودها, ولكن هذا من قصور فهمنا, وقصور علمنا أيضًا, لا قصور الحكم. & الدم الذي يخرج قبل الولادة ليس بنفاس إلا إذا كان قبل الولادة بيومين أو ثلاثة ومعه طلق, والماء الذي يخرج قبل الولادة ولو مع الطلق فليس بنفاس. & إن وجدت من نفسك أنها تريد سوءًا أو فحشاء, فاعلم أن الشيطان هو الذي زيَّن لك ذلك. & الجبائر عبارة عن أعواد أربعة أو اثنان تُشد على محل الكسر بعد أن يلائم الكسر بعضه إلى بعض ثم تشد عليه هذه الجبائر وتحتها خرقة وفوقها خرقة, وذلك من أجل أن ينضبط العظم حتى لا يختل بعد أن كان متلائمًا. & هذه النوع من الجبائر مفيد جداً وهو أفيد بكثير مما يفعله الأطباء الآن من وضع الجبس لأن الجبس لا يشد الرجل جيدًا, ثم إنه يكون فيه رائحه كريهة وهو أيضًا مؤذٍ للإنسان من جهة ثقله وتحمله...والغالب أنها أسرع نجاحًا مما يفعله الأطباء الآن. & بعض الناس في مشاهد التمثيليات يجعلون إنسانًا يصلى على أنها تمثيلية, وهذا حرام عليهم, لا يجوز أن تمثل العبادات مشاهدة للمرح وما أشبه ذلك...وكذلك بعضهم يأتي بقرآن وما أشبه ذلك للتمثيل والمرح, كل هذا لا يجوز. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين (5) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صفة الصلاة الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صفة الصلاة من كتاب " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسال الله أن ينفع بها الجميع.
& بعض الناس إذا أراد أن يكبر يرفع يديه فوق الرأس, وهذا ليس بصحيح ومخالف للسنة, وبعض الناس إذا أراد أن يكبر يرفع يديه إلى حذو الصدر, وهذا ليس بصحيح وعبث مخالف للسنة ومنقص للصلاة.
& حد الركوع الأكمل: هو أن ينحني بحيث يستوي رأسه وظهره كفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
& قال العلماء: إن السجود على هذه الأعضاء السبعة ركن من أركان الصلاة, وأنه لو سجد على ثلاثة منها أو أربعة أو خمسة أو ستة فإن السجود لا يصح لأنه لا بد أن يكون على الأعضاء السبعة جميعًا. & لو وضع الإنسان أنفه على الأرض دون الجبهة لم يتم السجود, ولو كان العكس: بأن وضع الجبهة دون الأنف لم يتم السجود. & من سجد ورفع إحدى رجليه حال السجود فإن صلاته تبطل, لأنه ترك ركنًا من أركانها, ومن ترك ركنًا من أركان الصلاة بطلت الصلاة. وكذلك لو رفع اليد في حال السجود فإنها تبطل صلاته وكذلك الأنف أو الجبهة. ـــــــــــــــ & إذا رفع الإنسان أحد أعضاء سجوده ناسيًا أثناء السجود فما حكم ذلك؟ نقول إذا كان رفع العضو في أكثر السجود فالسجود غير صحيح, حتى ولو كان رفعه عن جهل أو نسيان, لأنه ركن لا يسقط بالجهل أو النسيان. & أما إذا كان في جزء من السجود كما لو حكه شيء...ونفض رجله فلا بأس به, فالعبرة بالأكثر. & بعض الناس إذا سجد وضع رجله على الرجل الأخرى فهل يجزئ أو لا يجزئ؟ الجواب: لا يجزئ. & السنة عند السجود أن لا تفترش الذراعين...فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم: (( أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود افتراش السبع )) والسبع الكلب, والكلب إذا ربض مدّ ذراعيه وبسطهما على الأرض. & قوله صلى الله عليه وسلم: (( افتراش السبع )) هذا التشبيه يراد به التقبيح والتنفير, وعليه فيكون الافتراش مكروهًا إن لم يكن محرمًا لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه. & لا ينبغي للساجد أن يقبض يديه إلى جنبيه لقوله: (( غير مفترش ولا قابضهما )) فتكون الذراعان قائمتين, ويبعدهما عن جنبه. & لو قال قائل: أرأيتم لو كان المكان ضيقًا فهل يشرع للشخص أن يفرّج أو لا؟ الجواب لا لأنه يؤذي جاره, وترك السنة من أجل دفع الأذية أولى من إقامتها مع الأذية & فإن قال قائل: ما صفة الظهر في حال السجود؟ فنقول: يعليه ويرفعه مقوساً, أما ما يفعله بعض الناس يمتد حتى كأنه منبطح فهذا غير صحيح. ـــــــــــــــ & ينبغي للساجد أن يستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة, وعلى هذا فيصهر رجليه حتى تستقبل الأصابع القبلة....فإن قال قائل: وهل يجزئ أن يضع أطراف الأصابع على الأرض بدون استقبال القبلة؟ الجواب: نعم يجزئ. & كيف تكون الرجلان في هذه الحال؟...نقول: ظاهر السنة أنه يضم بعض القدمين إلى بعض, لأنه هكذا جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة حين فقدت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم
& النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: (( اللهم اغفر لي, وارحمني, واهدني, وعافني, وارزقني )) فهذه الأمور الخمسة كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها بين السجدتين. &ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه في هذه الجلسة يضم من أصابع يده اليمنى الخنصر والبنصر والإبهام أو يحلق الإبهام مع الوسطى ويبقي السبابة مرفوعة, ولكنه يشير بها عند الدعاء فيحركها كلما دعا ويكون تحريكها إلى فوق ليس تحريكا دائمًا
ــــــــــــــــــ
& الحكمة من كونه يجلس هذا الجلوس لوجهين: الأول: الفرق بين التشهدين الأول والثاني حتى إذا دحل أحد ووجده متوركًا عرف أنه في التشهد الأخير الثاني: أن مدته أطول من التشهد الأول فكان الأيسر أن يتورك لتكون طمأنينته على الأرض أكثر. & الصحيح أن التورك إنما يكون في التشهد الأخير في كل صلاة فيها تشهدان.
& لا سلام إلا عند انتهاء الصلاة,...وعلى هذا لو طرأ على الإنسان في أثناء الصلاة ما يوجب أو ما يقضي قطعها فإنه يقطعها بدون سلام لأن صلاته لم تتم.
ـــــــــــــــــ
& القنوت في الوتر فلا تسن المداومة عليه,....في رمضان...الذي نرى أنه أحيانًا لا يقنت لفائدة وهي أن لا يظن العوام أن القنوت شرط في الوتر. & ظاهر فعل النبي صلى الله عليه وسلم في تهجده أنه لا يقنت, لأن جميع الواصفين لتهجده لا يذكرون القنوت. & القنوت عند النوازل...الصواب أنه في جميع الصلوات: الفجر, والظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء. ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. & إذا نزل بالمسلمين نازلة لا تتعلق بالأدمي كالأوبئة والفيضانات والزلازل فهل يقنت الإنسان أو لا يقنت؟ الجواب: لا يقنت, لأن هذه تقع كثيرًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يقنت لها. & القنوت في الفجر بدعة, وهو كذلك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا لسبب, فإذا فعلته بدون سبب فهذا إحداث في دين الله ما ليس منه. & إذا كان الإنسان مع إمام يقنت فإن الإمام أحمد رحمه الله نص على أنه يتابع هذا الإمام فلا يسجد ويدعه, بل ويؤمن على دعائه أيضًا, فإذا ائتم بمن يقنت في صلاة الفجر وإن كان لا يرى أنه مشروع فإنه يتابع ويؤمن. ـــــــــــــــــــ
& الله تعالى إذا أنزل البركة في شيء سدّ ما يسده غيره بأضعاف مضاعفة...وإذا لم يبارك في الشيء لم ينتفع به العبد, أو يقل انتفاعه به, ومن هنا تعرف أهمية البركة فيما أعطى الله عز وجل وأن الشأن كل الشأن في البركة. & قوله صلى الله عليه وسلم: ((وبارك لي فيما أعطيت))؛ أي: أنزل البركة فيما أعطيت من: علم وولد ومال. & بركة الولد فإن يجعل الله تعالى في ذلك معونة على طاعة الله، ويساعدك في أمورك، ومن بركة الأولاد أن يكونوا من طلبة العلم، وينفع الله بهم الناس. & بركة العلم: أن يكون الإنسان مباركًا في علمه، في الانتفاع به، وعبادة الله تبارك وتعالى على بصيرة، ويكون مباركًا في علمه بنشره بين الأمة وتعليمهم إيَّاه، ويكون مباركًا في علمه بالتأليف والكتابة. & انظر إلى بركة العلماء السابقين الذين كتبوا وألَّفوا، كيف انتفعت الأمة بهم إلى اليوم وإلى ما شاء الله عز وجل، فصار هذا العلم بركة عظيمة لهم. & من بركات المال أن تؤدي به ما أوجب الله عليك من النفقات في سبيل الله، وفي صلة الرحم، وفي بر الوالدين، وتؤدي ما أوجب الله عليك من زكاته، وتتطوَّع بما شاء تعالى من الصدقات وغيرها. & من البركة في الأموال أن يكون عند الإنسان محاصيل يكتسب بها أو يكتسبها سواء بالبيع والشراء أو بالزراعة أو بغير ذلك. ــــــــــــــ & البركة لها أسباب: منها: المنحة من الله عز وجل, أن يبارك للإنسان في عمله وعمره وجميع أحواله. ومنها: امتثال آداب الأكل والشرب. ومنها: ان الإنسان إذا بُورك له في شيء فليزمه. & دعاء الإنسان ربه عز وجل بالبركة ليس معناه أن يمسك عن فعل الأسباب... وإلا كان تركك الأسباب طعنًا في حكمة الله عز وجل. & الله تعالى بارك في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام بركة لا نظير لها ولذلك كان أتباعه يمثلون ثلثي أهل الجنة وهو رسول واحد والرسل عددهم كثير, ولا شكّ أن هذا من بركة دعوته ولذلك وصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها. & ومن بركة دعوته ما يحصل لتابعه من الطمأنينة والاستقرار والسعادة والثبات وغير ذلك
& الولي لله من جمع هذين الوصفين: الإيمان والتقوى, فأنت إذا قلت: " تولني فيمن توليت " فمعناه أنك تسأل الله تعالى أن يرزقك الإيمان والتقوى لتكون من أولياء الله...إذا القلب والجوارح نال الإنسان الولاية. & لا يلزم من ولاية الله أن تقع للإنسان كرامات, وذلك لأن الله تعالى قد يحجب الكرامات عن هذا الولي, إما محنة له ليختبره هل يبقى على ولايته لله أو يقول: لماذا لا يعطني الله كرامة مثل فلان وفلان ثم ينكس على عقبيه. ـــــــــــــــــ
& استنبط بعض العلماء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما فائدة, فقال: إذا كان الإنسان يعذب في قبره لأنه لا يستنزه من البول الذي الاستنزاه منه شرط للصلاة فما بالك بمن يترك الصلاة فإن عذابه يكون أشدّ وأعظم. & عذاب القبر...سمعنا عمن نثق به أنهم حفروا قبراً فعثروا على الميت وقد أكلت الأرض كفنه ولكن جسمه لم يؤكل منه شيء حتى لحيته بحنائها باقية, يقولون: ووجدنا أطيب ريح نجده على وجه الأرض في هذا الرجل وهذا معناه أنه يكون على البدن.
& قد يجد الإنسان من نفسه بعد فترة أن نفسه تراوده على فعل هذه المعصية التي قد تاب منها فهل مثل هذا توبته صحيحة؟ والجواب: نعم صحيحة لأن التوبة شرطها أن يعزم على أن لا يعود وليس من شرطها أن لا يعود. & الله سبحانه وتعالى إذا منَّ على العبد بتوبة نصوح وتاب عليه توبة نصوحًا أغفل القلوب عن ذكر ذنبه, لأن هذا من تمام توبة الله على العبد. ـــــــــــــــــ
& الصحابة رضي الله عنهم وافقوا عثمان بن عفان رضي الله عنه في أمر أنكروه عليه وهو الإتمام في منى, كل ذلك من أجل الاتفاق. & مخالفة الجماعة شر, والخير كله في الوفاق والالتئام.
& تأمل في نفسك تجد العجب العجاب في الصفات المعنوية, والصفات الخِلقِية, والصفات الخُلُقية...ومن أحسن ما تطالع لهذا الغرض كتاب " مفتاح دار السعادة" لابن القيم رحمه الله, ففيه العجب العجاب. & ابن دقيق العيد في شرح العمدة, وشرحه في الحقيقة شرح قوي متين يستفيد منه طالب العلم المرتفع قليلًا انتفاعًا عظيمًا.
& الإنسان عند قراءة القرآن يبتلى بأمرين: إما الكسل وعدم الاستمرار فيه, وإما عدم التدبر, فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم حماك الله منه, ووفقت للاستمرار في القراءة والتدبر. ــــــــــ & " الحمد لله رب العالمين" هذه السورة لها خصائص عظيمة: أولاً: أنها أفضل سورة, أو أعظم سورة في القرآن ثانياً: أن قراءتها ركن في كل صلاة, لا تصح الصلاة إلا بها. ثالثاً: أنها رقية من كل مرض. & قاعدة في كل العبادات الواردة على وجوه متنوعة فمن الأفضل أن يأتي الإنسان بها مرة بعد أخرى, فمرة يأتي بهذا النوع ومرة بهذا النوع ومرة بهذا النوع حتى يتم له الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. & لما كانت العبادات عند بعض الناس مجرد طقوس وأفعال يفعلها والقلب خال من معانيها صاروا يتلاعبون بالعبادات, لا يشعر الإنسان أنه يناجي الله تعالى ولذلك تجد أنه يصلي فقط مجرد أفعال. & بني آدم كرمهم الله عز وجل وفضَّلهم على كثير ممن خلق فلا ينبغي أن يضعوا أنفسهم موضعاً لا يليق بهم, وعليه فيكون التشبه بالحيوان ولو بالتمثيل كما يفعله بعض الناس منهياً عنه. & العبادة: هي التذلل لله عز وجل مع المحبة والتعظيم. & الحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم. & من خصال النبي صلى الله عليه وسلم...أنه إذا رأى في الدنيا ما يعجبه قال: اللهم إن العيش عيش الآخرة" وعلى هذا إذا رأيت مثلاً سيارة فخمة أعجبتك ...وإذا رأيت قصراً منيفاً مشيداً أعجبك فإنك تقول: لبيك إن العيش عيش الآخرة. & الحكمة من قوله: " لبيك" من أجل أن يجذب نفسه إلى عبادة الله, لأن النفس قد تنصرف إلى زهرة الدنيا, والحكمة من قوله: " إن العيش عيش الآخرة" ليسلى نفسه أنه إذا فاته عيش الدنيا فالعيش عيش الآخرة, وهذا حق. ـــــــــــــــ & الإنسان ظالم لنفسه حتى في فعل الطاعة, لأنه من الذي يستطيع أن يفعل الطاعة على وجه كامل اللهم إلا نادرًا, ثم من الناس من يقترن بعبادتها وإن كملها ظاهرًا شيء من الرياء أو شيء من الإعجاب وكلاهما خطير جدًا. & الشريعة الإسلامية سياسة بمعنى الكلمة سياسة للناس في عباداتهم وسياسة للناس في معاملاتهم, وسياسة للناس في علاقاتهم وهي التي تسمى في عصرنا الدبلوماسية, ومن فصل السياسة عن الشريعة فقد أخطأ خطأً عظيمًا, كل الشريعة سياسة. & اقرأ سورة براءة تجد غاية ما يكون من السياسة في العلاقات بين الدول الكافرة والدول المسلمة, لكن لما ضيقت الكنيسة الخناق على الناس في العبادة ورأوا أنهم لا يستطيعون أن يجمعوا بين الدنيا والآخرة فصلوا الدين عن السياسة. & الشرع منظم للاقتصاديات غاية التنظيم, ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال, ألم يقل الله عز وجل: ﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾ [الأعراف:31] & في الحقيقة أن كثيراً من الباحثين ولا سيما العصريون عندهم شيء من الجهل في الشريعة وعندهم ضعف الشخصية, وأنهم يدارون غيرهم, ولو مشوا على ما يريد الله عز وجل ورسوله لبرزوا على غيرهم غاية البروز ولأخذ غيرهم منهم. & الموافق للفطرة والطبيعة أن الأدواء تعالج بأضدادها, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء )) أي حمى البدن _ السخونة_ قال: (( أبردوها بالماء )) أي الماء البارد لأنه يزيلها, وهذا مجرب. & الله تعالى قد يبتلي الإنسان بتسهيل أسباب المعصية له ليبلوه, فاحذر إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تقع فيها, فإنها فتنة, فإن تيسر لك الربا فلا تتعامل به, أو تيسر لك الزنى فلا تقربه وهلم جرّا. ــــــــــــــ & الصالح هو الذي صلحت سريرته وعمله فأدى حق الله عليه وحق العباد. & القنوت في الأصل: الدعاء بإخلاص وإلحاح. & لا تقع الكرامات غالباً إلا لتقوية إيمان من وقعت له, أو لنصرة الإسلام عامة, هذا الغالب في الكرامات. & " اللهم" أي يا الله, هذا أصلها, فخذفت الياء تبركاً بالبداءة بسم الله عز وجل, وعُوِّض عنها الميم حتى لا تنقص الجملة, وصارت الميم في الآخر لأنها تدل على الضم والجمع, فكان من يقول: اللهم, جمع قلبه ولسانه على دعاء الله عز وجل. & الإنسان يتوكل على الله عز وجل ويصلح ما بينه وبين ربه وحينئذ لا يضره أحد من الناس. & قال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله: الدعاء في الصلاة أفضل من الدعاء بعد الصلاة, لأنك في الصلاة تناجي الله عز وجل, أما بعد الصلوات فقد انصرفت عن مناجاة الله تعالى. & العلم لا يرسخ في ليلة بل يحتاج إلى تكرار وبحث واطمئنان ووعي حتى يرسخ. & كن مع الحق سواء كان موافقًا لما تقول أو مخالفًا, ومرِّن نفسك على هذا, وأَهِن نفسك للحق, فإذا أهنتها مرة أو مرتين انقادت تمامًا, واستبشرت بالرجوع إلى الحق, قال الله تعالى: ﴿ ولينصُرن اللهُ من ينصُرُهُ﴾ [الحج:40] لا لمن ينتصر لنفسه. & عوِّد نفسك أن تهينها للحق ومن تواضع لله رفعه الله عز وجل. & الغالب أن من دعا لنفسه والعياذ بالله أن الله تعالى لا يجعل في علمه بركة. وأن من أراد الحق جعل الله تعالى في علمه بركة حتى ولو كان يتكلم بكلام لا يتكلم به إلا أدنى طلبة العلم. ــــــــــ & الدجال...أعور خبيث المنظر خبيث المقصد خبيث الدعوة فكل أنواع الخبث والعيوب الحسية والمعنوية مجتمعة في هذا الخبيث. خبيث المقال, ولهذا هو دجال. & " تباركت " أي حلت البركة فيك, بمعنى: أن اسمك مبارك, وذكرك مبارك, وكلامك مبارك, وكلّ ما يصدر من الله عز وجل فإنه مبارك. & قال بعض العلماء: المعافاة أن يمنع الله شرك عن الناس, ويمنع شر الناس عنك, وتشمل المعافاة في أمور الدين وأمور الدنيا فهذا لفظ عام. & كلمة " اغفر لي " تعني شيئين: الأول: ستر الذنوب عن العباد. والثاني: التجاوز عنها بلا عقوبة. & " عافني " يشمل العافية من مرض القلب, ومرض البدن, أما مرض القلب فإنه يدور على شيئين: إما شبهة وإما شهوة. ومرض البدن معروف, ويشمل مرض العقل, ومرض النفس, ومرض الجسم...فتنوى بقلبك أنك تسأل الله العافية من كل شيء. & " قني شر ما قضيت " وقاية الشر على وجهين: الأول: أن لا ينزل بالإنسان شر الثاني: أنه إذا نزل لا يضره. & " إنه لا يذل من واليت " يعني من كنت له وليًا فإنه لا يذل أي لا يلحقه ذل وهزيمة, بل لا بد أن يكون هو العزيز & إذا رأيتَ الناس يتزاحمون على أبواب المستشفيات، ولكنهم في غفلة عن أبواب المساجد، فاعلَم أن الوضع ليس بحسنٍ؛ لأن تكالُب الناس وحرصَهم على شفاء الأمراض البدنية دون الأمراض القلبية، دليلٌ على أن هناك انتكاسًا - والعياذ بالله & الحقيقة أنه من العقل ومن الدين أن يكون الإنسان على الشفاء من الأمراض الدينية القلبية، أحرصَ منه على الشفاء من الأمراض الجسمية. ـــــــــــــ & بُنيَّ: مصغر, وهذا التصغير للرأفة والرحمة والتلطف والعطف والحنان. & المفصل هو ما كثرت فواصله لقصر سوره, قال أهل العلم: ويبدأ بـــ: ( ق ) وينتهي بـــ ( الناس ) وطوال المفصل من: ( ق) إلى: ( عم ) وقصاره من: ( الضحى ) إلى آخر القرآن. وأوساطه: ما بين ذلك. & " التحيات لله" التحية هي: كل لفظ أو فعل دال على التعظيم والإكرام وما أشبه ذلك. & " الطيبات" جمع طيبة, والطيب ضد الخبيث, وضد ما ليس بطيب ولا خبيث. فكل ما طاب من الأقوال والأفعال والأوصاف فهو لله تعالى, صفات الله تعالى كلها طيبة, أقواله كلها طيبة, أفعاله كلها طيبة. & " السلام عليك أيها النبي " قال بعض أهل العلم: معنى السلام عليك يعني أنك تدعو للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يُسلِّمه الله تعالى من كل مؤذٍ ومن كل آفة في الدنيا وفي الآخرة...وأن يسلّم هذه الشريعة....من كل ما يؤذيها أو يوهنها. & " السلام علينا " أن الله يسلمنا من كل الآفات العقلية والفكرية والجهل وغير ذلك. & وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد...قد أطال ابن القيم رحمه الله في جلاء الإفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في هذه المسألة إطالة ينبغي قراءتها. & الصلاة من الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى, أي أن الله يذكره بالصفات الحميدة وصفات الكمال في الملأ الأعلى من الملائكة عليهم الصلاة والسلام الذين يحملون العرش ومن حوله. ـــــــــــ & دعاء الملائكة بالصلاة على الإنسان معناه أنها تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى. & السرعة إن كانت محمودة فهي مأمور بها ﴿ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين﴾ [آل عمران:133] وإن كانت غير محمودة فإنها تسمى عجلة, والعجلة من الشيطان. وكم من إنسان عجل فندم. & " الحميد" حميد بمعنى فاعل أي حامد, فالله عز وجل حامد لكل من يستحق الحمد من عباده. & " مجيد " فالمجد هو العظمة ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى له العظمة الكاملة. & نحن نحث جميع من أرادوا الصيغ المفضلة في الدعاء والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم...أن يلتزموا بما جاء به الشرع فإنه خير من كل ما أحدث, وكثير مما أحدث تجده طويلًا مسجوعًا قليل البركة وقليل النفع. & حضر الأشياء بالعدد أرسخ في الذهن وأقرب إلى الفهم, وهذا من حسن التعليم أن الأشياء التي يمكن تقسيمها أو تنويعها أو حصرها ينبغي أن تكون كذلك, لأن ذلك أقرب إلى الفهم والرسوخ في الذهن. & البخل في الأصل معناه المنع, وهو منع ما ينبغي إعطاؤه سواء كان ذلك مالًا أو علمًا أو منفعة. & اعلم أن منع ما لا ينبغي بذله من المال ليس ببخل ولكنه اقتصاد واعتدال, فإذا كان الإنسان لا يتهور بالإنفاق وإنما ينفق المال على حسب ما شرعه الله ورسوله فهذا ليس ببخيل وإنما هو مقتصد ومعتدل في إنفاقه. ـــــــــــــــ & حسن العبادة أهم من كثرة العبادة...ويكون حسن العمل على وجهين: حُسن باطني, وحُسن ظاهري. الحسن الباطني: يكون بالإخلاص لله عز وجل...وأما الحسن الظاهري: فيكون بموافقة الشريعة بحيث يكون قولك وفعلك على وفق الشرع. & " اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " في سؤال العبد ربه أن يعينه على ذلك عنوان على افتقاره إلى ربه وأنه لا غني له عنه طرفة عين وأنه سبحانه إن لم يعنه فإنه لا يفعل وهو كذلك. &أرذل العمر أي أنقصه وأردؤه وأحقره والإنسان يُرد إلى أرذل العمر إما لعلة طارئة كما لو حصل للإنسان خلل في دماغه من حادث أو غيره, وإما لتقدم في السن. & لا شك أن أرذل العمر نسأل الله تعالى منه أنه حسرة على الإنسان وحسرة على أهله...الانسان ينبغي أن يفر من هذا, ويتعوذ بالله من الرد إلى أرذل العمر. & " أنت السلام " معنى السلام يعني السالم من كل نقص ومن كل عيب. & " ومنك السلام " يعني أنك المُسلِّم لمن تشاء من خلقك, فالسلامة لا تطلب إلا من الله عز وجل. " ومنك السلام " أن تسلمني بصلاتي من عذاب النار ومن الآفات & " الجلال " معناه: العظمة بذاته وصفاته يعني يا صاحب العظمة. & محل التدبير للبدن كله هو القلب وليس الدماغ. فالدماغ يفكر ويعدل ويرسل إلى القلب, والقلب يأمر, فالتفكير لا شك في الدماغ, لكن يرسل إلى القلب, والقلب هو الذي يوجه الأوامر والإيرادات والقصد ولهذا فالنية محلها القلب وليس الرأس. & التعليم بالفعل هو أقرب إلى تصور الإنسان له ورسوخه في مخيلته وعدم بعده عنه ولهذا كان طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أيضًا أنهم يعلمون الناس بالفعل وبالقول فعثمان رضي الله عنه وهو خليفة على المسلمين دعا بماء وجعل يتوضأ ــــــــــــــــــــ & نجد أناسًا عندهم حسن نية وقصد فيما نعلم يتكلمون بكلام سهل يأتي به أدنى طالب علم, ومع ذلك يكون لهم تأثير بليغ لأنهم يريدون الحق وبيان الحق, وهذه مسألة قلَّ من يتفطن لها. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (6) فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة التطوع من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& فسرتها رواية الترمذي: (( أربعًا قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب, وركعتين بعد العشاء, وركعتين قبل صلاة الفجر )) هذه اثنتا عشرة ركعة إذا صلاّها الإنسان بني الله له قصرًا في الجنة دائمًا أبديًا سرمديًا.
& إذا فاتتك سنة الفجر قبل الصلاة فإنك تقضيها بعد الصلاة أو تؤخرها إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح فكله جائز.
& الأفضل إذا كان معه وقت ونشاط أن يطيل في الصلاة حتى لا تتجاوز في العدد إحدى عشرة ركعة, فلو كان للإنسان ساعتان مثلًا وقال: لو صليت إحدى عشرة ركعة انتهيت في ساعة نقول له: أطل الركوع والسجود والقيام. & من قال: إنه تحرم الزيادة على إحدى عشرة ركعة فقوله لا وجه له, وكذلك من قال: إن الأفضل في رمضان أن يزيد على إحدى عشرة ركعة, ويصلي ثلاثًا وعشرين أو تسعًا وثلاثين أو ما أشبه ذلك, فإن قوله مرجوح. القيام إلى ثالثة في صلاة الليل: & قال أهل العلم: لو قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر, ومعنى هذا الكلام أنه يجب أن يرجع فإن لم يرجع بطلت الصلاة, لأنه لو قام إلى ثالثة في الفجر وجب عليه الرجوع فإن لم يرجع بطلت الصلاة.
& الوتر لا يكون إلا من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. لكن لو جمع صلاة العشاء مع صلاة المغرب دخل وقت الوتر & اختلف أهل العلم في الوتر...قال بعض أهل العلم: من كان له ورد من الليل وصلاة من الليل فإنه يجب عليه الوتر, ومن لا فلا...لكن جمهور أهل العلم على أن الوتر سنة وليس بواجب مطلقًا وأن الأوامر الواردة فيه تحمل على الاستحباب. & ينبغي للإنسان أن يوتر, وأن يرشد أهله أيضًا إلى الوتر, لأن كثيرًا من النساء في البيوت وأولاده الذين لم يقرؤوا يظنون أن الوتر ليس بمؤكد, فينبغي أن يبلغهم أن الوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعه. & من قام يصلي ثلاثًا هل الأفضل بسلامين أو بسلام واحد؟ الجواب: الأفضل بسلام واحد, وإذا كان بسلامين فلا بأس. لا وتران في ليلة: & لو أوتر الإنسان في أول الليل يظن أنه لا يقوم آخره ثم قام من آخره فإنه يصلي لكن لا يصلي وترًا, لأن الوتر انتهى, وأتى الإنسان بما أُمر به فيه, وإنما يصلي ركعتين, ركعتين, حتى يطلع الفجر.
& صلاة الضحى غير مقيدة بعدد معين...أقلها ركعتان, وأكثرها ما شئت. & ابتداؤها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال, وارتفاع الشمس قيد رمح يكون إذا مضى نحو ربع ساعة من طلوع الشمس, وقبيل الزوال إذا بقي على الزوال خمس دقائق أو نحوها فيكون وقتها كل الضحى. & كلما تأخر الإنسان في أداء صلاة الضحى فهو أفضل, ولكن إذا كان الإنسان في آخر الضحى مشغولًا إما بوظيفته أو بتجارته أو ما أشبه ذلك وخاف إن أخرها إلى هذا الوقت أن ينساها أو أن لا يتسنى له فعلها فإنه يصليها في أول وقته ولا حرج عليه
& ينبغي للإنسان في عبادة ربه أن يعطي النفس حظها, فإذا كلّت من عمل معين واتجهت إلى آخر وكُلّ منهما ليس بواجب فإنه قد يكون الخير في المفضول لاتجاه النفس له...فيكون الإنسان في عبادة ربه بحسب انشراح صدره...هذا في غير الواجبات & "الصمد" أجمع ما قيل فيه أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته & أصح الأقاويل التي تبلغ سبعة أو ثمانية في نقض النوم للوضوء أصحها أنه ما دام الإنسان يحس بنفسه لو خرج منه شيء فهو على وضوئه, وإن كان لا يحس فإنه ينتقض, لأنه إذا كان لا يحس قد يخرج منه والنوم مظنة الحدث. & بعض الوعاظ يذكر أثرًا على العامة بلفظ " الخلق عيال الله"...هذه العبارة لا ينبغي أن تذكر أمام العامة ويقال: الخلق عباد الله أو فقراء إلى الله وما أشبه ذلك. & فضل كثرة الصلاة وأنها سبب لأن يكون الإنسان رفيقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, لقوله: (( «أعنى على نفسك بكثرة السجود» )) & المشروع للإنسان أن يكافئ على المعروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ))...وفي المكافأة على المعروف امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا ينبغي أن يكون على رأس الفوائد. & في المكافأة على صنع المعروف تشجيع لأهل المعروف على فعله لأن الإنسان إذا كوفئ على معروفه تشجع بخلاف إذا لم يكافأ. وفي المكافأة على المعروف دفع الذل عنك أمام هذا الذي أسدى إليك المعروف, لأنك إذا كافأته صرت معه مساويًا. & الدنيا...الغالب أن صفوها مسبوق بكدر أو ملحوق به أو مختلط به, لأنها على اسمها دنيا, وهذا من حكمة الله عز وجل أن جعلها كذلك لئلا نركن إليها, لأنها لو كانت على ما ينبغي لركن الإنسان إليها ونسي الآخرة. & قول من يقول: إن بين الفجر وطلوع الشمس ساعة ونصف دائماً فهذا ليس بصحيح لأن بينهما أقل من ساعة نصف. & الناس...لا يمكن أن للواحد منهم أن يتزوج وله أقل من عشرين سنة ولو تزوج وهو أقل من عشرين سنة لوصفوه بالنقص وهذا غلط لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما قيده بسن...وكونه يشيع بين الشباب هذا الراي هذا رأي ينبغي أن يدفن & عدم ترتيب الإنسان لوقته مضيعة, ولهذا أنا أدعو الجميع إلى أن يجعلوا أوقاتهم مرتبة, ومعنى مرتبة يعني مثلًا أن تقول: اليوم عملي كذا, وفي الصباح عملي كذا, وفي المساء عملي كذا, حتى لا تضيع عليك الأوقات. & في القرآن خاصة تقرر أنك كل يوم ستقرأ جزئين أو ثلاثة حسب نشاطك وتحرص عليها, وتنظر قبل النوم: هل أنت قد أنهيتها؟ وإلا فإنك تنهيها قبل أن تنام. & ضبط الوقت بالعمل يفيد الإنسان فائدة كبيرة, وأنا جربت...أني كلما طرأ عليّ شيء فعلته أو أني أرتب وقتي, فوجدت أن الأخير أحسن وأنفع ويستفيد الإنسان من الوقت& امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم كله خير وبركة & قال أهل العلم: النسيان: ذهول القلب عن معلوم, يعني عن شيء معلوم, فأما الذي لا يُعلم أصلًا فيسمى جهلًا, ويسمى مجهولًا. & الناشئة كما قال الإمام أحمد: هي التهجد بعد النوم. & الأوابون جمع أواب, وهو الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته. & ذكر بعض العلماء المتأخرين أن الترمذي إذا قال: حديث غريب فمعناه أنه ضعيف, ولكن هذا ما أظنه يطرد في كل ما قاله, إنما غالب الغرائب التي يذكرها ويقول: إنها غريبة أنها ضعيفة عنده. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (7) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من كتاب الجنائز الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من كتاب الجنائز, من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& (( «هاذم» )) بمعنى قاطع, و (( «هادم » )) من الهدم الذي هو هدم البنيان. & المراد باللذات لذائذ الدنيا, وإلا فإن الموت بالنسبة للإنسان المؤمن ابتداء لذة لا تشبه لذات الدنيا, لكن لذات الدنيا تنقطع بالموت. & أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت, لأن ذلك يلين القلوب, ويزهدها في الدنيا, ويذكرها الحال التي لا بد من عبورها, كما قال كعب بن زهير: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يومًا على آلة حدباء محمــــــــــــــــــول & هذه الحقيقية يجب على الإنسان أن يتذكرها, لا لأجل أن يبكى أو لأجل أن يقول: سأفارق أهلي وبلدي وإخواني وأصحابي, لكن يكثر من ذكرها لأجل الاعتبار & إذا أكثر الإنسان من ذكر الشيء فإنه لا بد أن يستعد له, والاستعداد للموت يكون بالإيمان والعمل الصالح. & ينبغي للإنسان أن يكثر من ذكر هاذم اللذات سواء يذكّر بذلك نفسه أو...غيره
& كره بعض العلماء أن يُدعى للإنسان بطول البقاء, يعني لا تقول: أطال الله بقاءك أو أطال الله عمرك إلا إذا قيدته فقلت _مثلًا_ على طاعة الله, لأنك لا تعلم: إذا طال عمره هل يكون خيرًا له أم يكون شرًا له؟
& مثال الضر في بدنه: أن يصاب بمرض شديد كان المرض بدنيًا أو فكريًا أو نفسيًا. ومثال الضر في ماله: أن يصاب تاجر بجوائح كنزول الأسعار وما أشبه ذلك. ومثال الضر في أهله: بموت أو أمراض عقلية أو نفسية أو جسمية. & مثال الضر في مجتمعه: نكسات في المجتمع ومعاصٍ وفسوق وما أشبه ذلك. ومثال الضر في دينه: مثل أن يجد في من نفسه إعراضًا عن دين الله وتكاسلًا في الخير & تمني الموت...إنما نهى عن ذلك, لأن هذا يدل على عدم الصبر, والواجب على الإنسان أن يصبر وينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى. & الإنسان...إذا كان لا بد متمنيًا وخاف على نفسه من الفتنة الدنية, لقوة الدافع ففي هذه الحال يقول: (( «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي, وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي» )) الموت قد يكون خيرًا للإنسان: & الموت قد يكون خيرًا للإنسان...وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يأتي في آخر الزمان إلى القبر فيقول: (( « يا ليتني مكان صاحب القبر » )) لما يرى من الفتن العظيمة التي تحول بينه وبين السعادة الأبدية.
& ربما يكون له معنى ثالث أيضًا, وهو أن المؤمن يموت وهو في حياء وخجل من الله عز وجل, والعادة أن الإنسان إذا صار عنده خجل وحياء يعرق جبينه, والكافر والعياذ بالله قلبه قاسٍ ليس عنده خجل ولا حياء من الله سبحانه وتعالى, والله أعلم.
& هذا الأمر ليس على سبيل الوجوب, ولكنه على سبيل الاستحباب. & فضيلة هذه الكلمة " لا إله إلا الله " حيث يلقن بها الإنسان عند مفارقة الدنيا, وقد ورد في الحديث أن: (( «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة » )) يعني ولو لم يعمل بمقتضاها إذا قالها في آخر عمره, لأن الحديث عام. & ينبغي أن يكون الناس متعاونين فيما بينهم على نفع بعضهم بعضًا, لأن هذا من مصلحة الميت, وهي أيضًا من مصلحتك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( «لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» )) أشياء تعمل بعد موت الإنسان: & ينبغي تغميض عين الميت,...جواز تقبيل الميت بعد موته, لفعل أبي بكر رضي الله عنه,...مشروعية تسجية الميت...قولها: " حين توفي سجًّي " سجي: بمعنى غُطًّي.
& إذا قلت كيف يصح هذا الحديث, وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعليه دين...الجواب: أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رهن درعه عند هذا اليهودي, فقد أمَّن الدين. & إثبات عذاب القبر, لأنه لا شك أن تعليق النفس ومنعها من السرور والانبساط والانشراح بنعيم نوع من العذاب. & قال العلماء: يجب على الورثة الإسراع في قضاء الدَّين, والله عز وجل جعل حق الورثة لا يرد إلا بعد قضاء الدّين, قال: ﴿ {من بعد وصيةٍ يوصي بها أو دين} ﴾ [النساء:11] فهم ليس لهم حق في أن يأخذوا شيئًا من الميراث إلا بعد قضاء الدَّين & عظم الدَّين وأنه مهم جدًا, ويدل لذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على من عليه دين لا وفاء له, ويدل على ذلك أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهادة في سبيل الله تكفّر كل شيء إلا الدَّين.
& المجاهد في سبيل الله إذا قتل, فإنه يدفن في ثيابه. & لا يصلى على الشهيد...قال أهل العلم: وذلك لأن الصلاة على الميت شفاعة...ومن قتل شهيدًا فقد كفرت خطاياه, فلا يحتاج إلى شافع, وهذا تعليل جيد
& هل قاتل نفسه للتخلص من ويلات الحياة الدنيا ونكباتها هل يفيده ذلك شيئًا؟ الجواب: لا يفيده, بل يفيده أنه ينتقل إلى عذاب أشد, فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار. & أولئك الذين ينتحرون والعياذ بالله ليتخلصوا من ويلات الدنيا وهومها ونكدها لا يزيدهم ذلك إلا بلاءً وعذابًا لأنه من حين تخرج أراحهم تخرج إلى العذاب نسأل الله العافية.
نعي الميت: & النعي الذي نهي عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو النعي المعروف في الجاهلية حيث يخرجون إلى الأسواق وفي الأحياء, ويقولون : مات فلان, ويذكرون من الثناء عليه ما قد يكون أهلًا, وقد لا يكون أهلًا. & جواز النعي: وهو الأخبار بموت الميت ليصلى عليه.
& مشروعية التكبيرات الخمس في صلاة الجنازة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. & ماذا يصنع في التكبيرات؟ نقول في التكبيرة الأولى: يقرأ الفاتحة. وفي الثانية: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الثالثة: الدعاء. وفي الرابعة: دعاء أيضًا. وفي الخامسة: سكوت ثم سلام. & المشروع في العبادات الواردة على وجوه متنوعة أن يفعلها تارة على هذا الوجه وتارة على الوجه الآخر...فالسنة إذا جاءت على وجوه متنوعة فينبغي أن تفعل هذا مرة وهذا مرة لأجل أن تقوم بالسنة كلها. & قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى...ركن لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (( « لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب» )) وعلى هذا فهي ركن في صلاة الجنازة, لو تركها الإنسان ما صحت صلاته. الدعاء للميت: & مشروعية الإخلاص في الدعاء للميت, لأنك إذا تصورت أنك قد حضرت شافعًا له عند الله فسوف تُخلص في الدعاء, وتلح على الله عز وجل في الدعاء. & مشروعية تكثير المصلين على الجنازة طلبًا لنيل شفاعتهم. & قوله: ( «اللهم اغفر له» )) المغفرة هي: ستر الذنب والتجاوز عنه. & قوله: (( «وارحمه» )) الرحمة فوق المغفرة, لأنه بعد إزالة العقوبات يُطلب له حصول الرحمات, ففيها حصول المطلوب بعد زوال المرهوب. & قوله: (( «وعافه واعف عنه» )) " عافه" أي: من العذاب الحاصل بفعل الذنوب, "واعف عنه " أي: تجاوز عنه من التقصير بفعل الواجب. & قوله : (( « وأكرم نزله » )) الُزُل: ما يقدم للضيف من كرامة...فأكرم نزله يعني: اجعل نزله أي: ضيافته كريمة, وهذا يراد به كثرة الثواب من الله عز وجل لهذا الميت & قوله: ( «ووسع مدخله» ) مدخله يعني به القبر...فوسعه يعني اجعله واسعًا فسيحًا & قوله: (( « واغسله بالماء والثلج والبرد» )) لتقيته من الذنوب وإزالة أوساخها, واختير الثلج والبرد لأن هذا هو المناسب إذ إن آثار الذنوب العقوبات بالنار, وهي حارة فناسب أن تقابل بماء وثلج وبرد. & قوله ( «وأبدله دارًا خيرًا من داره» ) يعني اجعل له دارًا بدلًا من داره لكنها خير منها والدار التي انتقل منها دار الدنيا دار الهموم والغم والنصب والتعب البدني والعقلي & الدار التي سينتقل إليها أول ما ينتقل من الدنيا هي القبر...والقبر يكون خيرًا من الدنيا إذا فُسح للإنسان مد بصره وقيل له: نم صالحًا وفُتح له باب إلى الجنة أتاه من روحها...وفرش له من الجنة, فمن كانت هذه حاله فوالله إنها أحسن من الدنيا... الإسراع بالجنازة: & قوله: ( أسرعوا بالجنازة ) عام يشمل الإسراع بها في تجهيزها وفي حملها وفي دفنها فكلما أسرعنا فهو أولى لأن الجنازة إن كانت صالحة فإن روح الميت تقول: (قدموني, قدموني) وإن كانت غير صالحة فلا خير في جثة غير صالحة أن تبقى عند أهلها. & بعض الناس يؤخرون الجنازة لغرض أن يصلي عليها أولاده أو غيرهم ممن يعرفون الميت؟...هذا خلاف السنة وأن السنة الإسراع بها لكن إذا أخرت زمنًا ليس بطويل لمصلحة فلا حرج قال أهل العلم: يجوز أن تؤخر لانتظار كثرة الجمع ونحو ذلك.
& نهي النساء عن اتباع الجنائز, لقولها: نهينا عن اتباع الجنائز. & لما كانت المرأة ليست أهلًا للتشييع لما يخشى من تشيعها من الفتنة ومن عدم الصبر حتى تبكى وتنوح نهاها الشارع.
& الحكمة من كونه إذا رأى الجنازة يقوم هو تنبيه النفس على هذا الأمر الذي هو مآل كلِّ حيّ, وهو الموت...فلا ينبغي أن تمر عليك الجنازة وأنت قاعد على حديثك كأن شيئًا لم يكن دفن الميت: & ينبغي عند دفن الميت أن يدخل القبر عند رجلي القبر, فيكون أول ما يدخل القبر رأسه, والحكمة من ذلك والله أعلم لأن الرأس أشرف الأعضاء, ولهذا فعند الصلاة عليه يقف الإمام عند رأس الرجل. & ليس للإنسان إذا وضع الميت في لحده أن يقول: ( بسم الله وعلى ملة رسول الله) والذي يقوله هو الواضع دون من حوله.
& تحريم تجصيص القبر...تحريم الجلوس على القبر...تحريم البناء على القبر...تحريم امتهان القبور. & يباح وضع الحجر على القبر ليعلم أنه قبر...ونحن عندنا يضعون الحجرين حتى يعرف حد القبر, لئلا يوطأ, ولكي يكون حفر القبر الثاني موازيًا فلا يتقدم.
& فيها ثلاث فوائد: الأولى: التذكير بالآخرة وهو يوم القيامة. الثانية: التذكير بالموت. الثالثة: التزهيد في الدنيا, ومعنى التزهيد في الدنيا, أي: ترغيب في الإعراض عنها وعدم المبالاة بها.& زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب & أرى أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم كغيره بمعنى أنه لا يجوز للمرأة أن تزوره. أحوال من يزرون القبور: & الذين يزرون القبور لا تخلو أحوالهم من أحوال أربع: إما أن يدعو الله لأهل القبور...فهذه هي الزيارة المشروعة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم عليها, فإنه يسلم عليهم ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة. & وأما دعاء الله بهم بأن يجعلهم وسيلة إلى الله عز وجل, مثل أن يقول: " اللهم إني أسألك بصاحب هذا القبر", وهذه بدعة محرمة, سواء كان صاحب هذا القبر ممن شهد له بالخير أو لم يكن كذلك. & وأما الدعاء عندها بأن يقصد الإنسان المقبرة يزورها معتقدًا أن الدعاء عند القبور أفضل من الدعاء في المساجد أو البيوت, وهذه أيضًا بدعة مكروهة واعتقاد فاسد فإنه لا مزية للدعاء عند القبر أبدًا. & الرابع: أن يدعو أصحاب القبور يعني يقول: يا سيدي يا ولي الله يا نبي الله أغثني أعطني كذا افعل كذا" فهذا شرك مخرج من الملة لقوله تعالى ﴿ {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} ﴾ [المؤمنون:117]
& جواز البكاء على الميت, سواء كان ذلك عند موته أو بعد دفنه...والبكاء غير النياحة, لأن البكاء شيء تمليه الطبيعة والجبلة وليس فيه صوت يترنم به الإنسان وينوح به كما تنوح الحمام فهو أمر لا بد منه عند كثير من الناس.
& هذا الطعام يسن صنعه لأهل الميت إذا علمنا أنه أتاهم شيء يشغلهم, أما إذا علمنا أنهم لا يهتمون بذلك مثل أن يكونوا في فندق أو في شيء يجهز لهم الطعام يعني ليس هم الذين يقومون بصنعه فإن ظاهر التعليل أنه لا يسن.
& أقبح منه أن بعض الناس يصنع ما يشبه وليمة العرس من قهوة وشاي ويجمع ناسًا كثيرين, وأحيانًا يظهرونها في الأسواق, وربما يأتون بشخص يقرأ القرآن بأجرة لا تطوعًا أو تبرعًا, وكل هذا من البدع التي يُنهي عنها لأنها لم تكن في عصر الصحابة. & أنصح...الذين في بلادهم مثل هذه الأمور أن يحرصوا على إزالتها, ولكن بالحكمة, لأن الشيء المعتاد عند العامة يصعب على الإنسان أن يقوموا أمامهم مواجهًا لهم ويقول : هذا خطأ, هذا منكر هذا حرام بل لو فعل...قاموا عليه
&الإنسان إذا كان حيًّا لا تؤمن عليه الفتنة...وكم من إنسان يشعر أنه في خير ولكنه قد يصاب من حيث لا يشعر, ولا سيما إذا عبادته لله عز وجل ليست متمكنة. & الفتنة التي قد تصيب الإنسان ضعيف العبادة, إما شبهة, وإما شهوة, إما شبهة يلتبس عليه العلم فيضل والعياذ بالله, ويبقى حيران, وإما شهوة, والشهوة قد تكون محاولة لنيل المحبوب, أو دفع المكروه. & قد يرتد الإنسان إذا أُصيب بمصيبة, كأن يصاب الإنسان مثلًا بفقد ابنه أو أبيه أو أحدٍ عزيزٍ عليه, فتؤثر هذه المصيبة في قلبه حتى يرتد والعياذ بالله لفوات محبوبه. & وقد تكون الفتنة طلب محبوب لا فوات محبوب, كأن يفتن الإنسان والعياذ بالله إما بالتكاثر في الدنيا, وإما بشهوة الفرج, وإما بغير ذلك فيضل, ولهذا يجب على الإنسان أن يكون حذرًا من كل شيء. & الحاصل أن تكون دائمًا مراقبًا لقلبك ولا تعتمد على مجرد ما تفعله من العبادات صحيح أن العبادات بمنزلة السقي للقلب لكن تحتاج إلى صيانه إذا السقي قد يغرق. &الدنيا للمؤمن سجن لأنه ينتظر وراءها من النعيم المقيم فهو بالنسبة لما ينتظره كأنه في سجن وأما الكافر فإن الدنيا جنته لأنه مهما وجد في الدنيا من بؤس فإنه بالنسبة إلى عذاب القبر وعذاب النار يعتبر جنة& الشهداء غير شهيد المعركة يصلي عليه & غير النبي صلى الله عليه وسلم مهما بلغ من الفضل والعلم والكرم لا يُتبرك بآثاره & الإحسان حقيقة هو موافقة الشرع, فكل شيء موافق للشرع فهو حسن, وكل شيء مخالف للشرع فهو سيء وليس بحسن. & التقوى هي الجامع التي تجمع بين الرجلين في الدنيا وفي الآخرة, خليلك في الدنيا هو خليلك في الآخرة, إذا كانت الخلة لله وسببها التقوى. & كل ما يذكر الآخرة فإنه ينبغي للإنسان فعله سواء زيارة القبر, أو قراءة آيات موعظة, أو أحاديث موعظة, أو جلوس عند واعظ كلامه مؤثر, أو ما أشبه ذلك. & لو أمسكت أخاك وقلت له: " اجلس بنا نتذاكر الآخرة, أو نتذاكر الموت, أو نتذاكر آيات الله عز وجل حتى يزداد إيماننا ويقيننا" فإن ذلك من الأمور المشروعة, وقد كان السلف رحمهم الله يقول بعضهم لبعض: " اجلس بنا نؤمن ساعة" & القبور قد تكون مظلمة حتى بالنسبة لقوم صالحين وذلك لأن أهل البقيع كلهم من الصحابة وقال: (( إن هذه القبور مملوءة على أهلها ظلمة )) فلا تغتر بالعمل, فإن العلم ليس هو كل شيء. & لا يجوز للإنسان أن يتبرع بعد موته لأحد بشيء من أعضائه, لأنه يلزم منه فصل هذا العضو عن الجسد, وفصله لا يجوز, ولهذا قال فقهاء الحنابلة لا يجوز أن يفصل منه عضو بعد موته ولو أوصى به. &ما يعمل في بعض المستشفيات من تشريح الجنائز...إذا كان لمصلحة الميت مثل أن ينظر في سبب الوفاة فهذا جائز...لكن إذا كان من أجل زيادة المعرفة في الطب فإن كان غير معصوم فربما نقول بالجواز أما كان معصومًا فالظاهر لي أن الأولى اتقاء هذا & الاستغفار سبب لفتح الله على العبد, سواء كان ذلك في عبادة أو علم. & بعض العلماء إذا وردت عليه مسألة صار يستغفر الله, والمناسبة في هذه ظاهرة, لأن الذنوب رين على القلوب, والاستغفار سبب لإزالة ذلك, وتطهير القلوب منها, فإذا زال الرين حصل البيان. & لا شكّ أن صلاح السلطان له أهمية عظيمة, كما قال الإمام أحمد رحمه الله:" لو أعلم لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان" لأن بصلاحه صلاح الأمة. & الذنوب كلها شر وآثام يحصل فيها من العقوبات العامة والخاصة ما هو ظاهر. & من أراد أن يعرف آثار الذنوب وعقوباتها فليقرأ كتاب ابن القيم المعروف بالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي, فإنه ذكر في أول هذا الكتاب عقوبات عظيمةً للذنوب, وآثارها في المجتمع, وفي الشخص نفسه. & أقوى رابطة بين بني آدم هي الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية, فهذه الرابطة أقوى من القوميات, فأخوك في الإسلام أقوى من أخيك في العروبة, وأقوى من أخيك في النسب, فهو أقوى من كل شيء. & إذا كان الإنسان مشهورًا بالمعصية فهل يدعى له؟ الجواب: هو أحوج من غيره أن يدعى له, ما دامت معصيته لم تصل إلى حد الكفر, أما إذا كان من أهل البدع فلينظر في بدعته فإن كانت مكفرة فإنه لا يدعى له, لأنه كافر & الغالب أن الحق إذا بيّن بلطف مع إخلاص النية لله عز وجل فإنه يُقبل. & لا ينبغي لإنسان أسدى إليه أحد معروفًا أن يأخذه ويسكت, بل لا بد أن يكافئه إما بالمال, وإما بالدعاء إذا كان ممن يكافأ بالدعاء. & لا شكً أن الصلاح في موضع الفساد له فضل وأهمية, ولهذا ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " طوبى للغرباء" وهم الذين يكونون في الناس كالغرباء, فالناس أهل شر وفساد وهو أهل صلاح, كأنه غريب في هذا البلد. & لا شكّ أن انفراد الإنسان بالصلاح في موضع يكثر فيه الفساد هو من نعمة الله عليه, وأن له شأنًا ينبغي أن يهتم به, ليكون ذلك تشجيعًا لغيره. & الدعاء من الشفاعة, أي: دعاء الإنسان للإنسان شفاعة, فإذا دعوت لأحدٍ فمعناه أنك شفعت له عند الله سبحانه وتعالى. & ما يفعله بعض الناس الآن حيث يأتون برجل قد مات من الرؤساء والزعماء, ثم يجعل شخص يسبه وآخر يدافع عنه أنه لا فائدة من هذا, بل هو لغو, وربما يحدث عداوةً وبغضاء بين الناس. & بالنسبة إلى مبدئه إذا كان مبدأً خبيثًا معارضًا للشريعة يجب أن نسب هذا المبدأ نفسه...لأننا إذا سكتنا عن مبدئه بحجة عدم سب الأموات فقد يغتر به الناس, أما أن نتجادل بهذا الشخص لعينه فلا شك أن هذا لغو من القول وأنه يجر إلى الآثام. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (8) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صلاة الاستسقاء الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة الاستسقاء من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& قد يأتي المطر ولكن لا تنبت الأرض, وهذا مشاهد أحيانًا, وعليه فإننا إذا طلبنا السقيا من الله عز وجل نطلب السقيا مع كونها غيثًا, والغيث ما تزول به الشدة.
& يجوز أن نستسقي بعد الظهر, وأن نستسقي في الليل...لكن لا شك أن السنة والأفضل أن تكون أول النهار كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
& إذا كان على الإنسان قميص فهل يشرع له قلبه؟ الجواب: لا, لأن القلب للرداء & إذا كان عليه كوت فإنه يقلبه, لأنه قريب من الرداء, فهو في الحقيقة لباس على أعلى الجسم....الغترة لا يقلبها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقلب العمامة.
متفرقات: & يجب عليك أن تعتقد أن الله عز وجل لا يفعل شيئًا سواء كان منعًا أو إيجادًا إلا لحكمة سبحانه وتعالى {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلًا ذلك ظن الذين كفروا} [ص:27]{وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} [الانبياء:16] & أهل السنة والجماعة الذين مشوا على طريقة السلف وعلى ما يقتضيه النص والعقل والفطرة أجمعوا على أن الله تعالى بذاته فوق كل شيء وأن الله تعالى لا يحصره مكان, فما فوق العالم عدم, والله سبحانه وتعالى في ذلك الفوق. & أهل السنة والجماعة نسأل الله أن يميتنا على ما هو عليه يقرون بعلو الله تعالى على خلقه إقرارًا عقليًّا فطريًّا سمعيًّا نقليًّا, لا يشكون فيه, ولا عندهم معارض, ولا يمكن أن ينصرف عن هذا إلا من اجتالته الشياطين. & من أنواع أدلة العلو: الفطرة, التي فُطر عليها الإنسان, بل كل مخلوق على أن الله تعالى في السماء...العامي في سوقه وفي حرفته وفي صناعته, إذا قال: يا رب, تجده يذهب إلى السماء, هذا دليل فطري لا يمكن إنكاره أبدًا. & إذا تدبرت هدى النبي صلى الله عليه وسلم وجدت أن الصلاة النهارية قراءتها سرية إلا في الاجتماع العام كصلاة الجمعة, وصلاة العيدين, وصلاة الكسوف, وصلاة الاستسقاء لأنها تجمع كل الناس. & التوسل إلى الله بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند الله بأن يقول: أتوسل إليك يا ربي بجاه نبيك ومنزلته عندك, فالصحيح أن هذا لا يجوز. & الأشياء إنما تتبين بضدها لأن هلاك الأموال وانقطاع السبل لفقد المطر, فلا تتبين نعمة الله عز وجل على عباده بالمطر إلا إذا فقدوه وعرفوا ما يترتب على فقده. & هل يقال هذا الدعاء " اللهم صيبًا نافعًا " ولو بعد نزول المطر وانتهائه؟ الجواب: الظاهر أنه مشروع حتى بعد نزول المطر, وأنك تقوله عند نزوله, وتقوله أيضاً إذا لم تعلم به عند النزول. & يجب على أهل العلم أن يبينوا للناس ما خالفوا به السنة...لأنه إذا لم يبين أهل العلم بقيت السنة مجهولة, ثم توسع الأمر حتى تزول سنن كثيرة بسبب سكوت الناس & بعض الناس يُخذِّل أهل العلم في بيان الحق, فيقول مثلًا: لماذا تبين هذا للناس لأن الناس لا يستفيدون وما أشبه ذلك وهذا حرام ولا يجوز لأحد أن يقول هذا الكلام & في تكرار الدعاء ثلاث فوائد: الأولى: أن فيه تفصلًا. الثانية: أنه مناجاة للرب عز وجل والإنسان يحب أن يطيل الكلام مع حبيبه الثالثة: أن كل جملة فيها إظهار الفقر إلى الله عز وجل وإظهار الفقر إليه سبحانه وتعالى من أسباب إجابة الدعاء. & اختلف العلماء هل يسن للداعي أن يمسح وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء أم لا؟ فقال بعض العلماء إنه يسن واستدلوا بأحاديث لكنها ضعيفة...قال شيخ الإسلام أنها أحديث ضعيفة...وعلى هذا فمسح الوجه باليدين بعد الدعاء بدعة & اللغة فيها غريب وفيها مشهور, فالمشهور هي الكلمات الواضحة المعنى المتداولة كثيرًا, والغريب على اسمه غريب لا يسمع إلا نادرًا قليلًا. & السحاب...نحن نشاهده في الأرض, أحيانًا يكون بعض القطع من السحاب سوداء وبعضها حمراء, وبعضها بيضاء, أي ملونة. والأبيض مع السواد في الغالب يكون معه البَرَد. & شدة الرعد تدل على كثرة الماء. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (9) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صلاة الكسوف الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة الكسوف من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها
& فأسباب كسوف الشمس هو أن القمر يحول بينها وبين الأرض, ولذا فإن الكسوف لا يكون إلا في آخر الشهر, لإمكان حيلولة القمر بين الشمس والأرض. & أسباب كسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر ويكون ذلك في ليالي الإبدار ولا يكون أبدًا في غير ليالي الإبدار لأن ضوء القمر مستفاد من الشمس إذًا سبب الكسوف معلوم من الناحية الحسية....وهو معلوم من طريق الحساب & هناك سبب شرعي لا يُعلم إلا عن طريق الوحي وهو الأهم وهو تخويف الله العباد بهذا الكسوف...فالتخويف معناه: أن الله ينذر العباد من أن تقع بهم عقوبة...فهو إنذار قد يقع المنذَر به وقد لا يقع. & هذا السبب الشرعي هل يعارض السبب الحسي؟ الجواب: لا لأن الفاعل واحد, فالذي جعل القمر يحول بين الشمس والأرض, أو الأرض تحول بين الشمس والقمر هو الله, والمخوف هو الله, فلا تنافي بين هذا وهذا.
& المشروع أن يصلي في كل ركعة ركوعين لقولها: ( فصلى أربع سجدات) والسجود لا يتغير, بل في كل ركعة سجودان فقط. & استمرار الصلاة والدعاء حتى ينكشف لقوله: ( «حتى تنكشف» ) و( «حتى تنجلي» )ـ & قوله: (( «فصلى فقام قياماً طويلًا نحوًا من قراءة سورة البقرة » )) وهذا هو القيام الأول...يعني بنحو جزأين ونصف تقريبًا, والمعروف من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يرتلها وعلى هذا فتستوعب ساعة ونصف ساعةٍ تقريبًا هذا في القيام الأول & قوله: (( «ثم ركع ركوعاً طويلًا » )) يعني قريبًا من قيامه. & هذا الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم قد تستوعب أربع ساعات أو أكثر... والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه وهم قائمون, وقد ذكر جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه كان في يومٍ حارٍ...فانظر إلى الصبر العظيم على طاعة الله. & ينبغي تطويل القراءة بل تطويل صلاة الكسوف ولو شق على بعض الناس لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أطال, ومثل هذا يشق على بعض الناس, وقد ثبت في الصحيح أن بعضهم سقط من الغشي. & ينبغي في صلاة الكسوف أن تكون كل ركعة أقصر مما قبلها, وكل قراءة وركوع أقصر مما قبله. & إذا قال قائل: بم تدرك الركعة هل بالركوع الأول أم بالثاني؟....القول الصحيح أنه لا يكون مُدركًا للركعة إلا بإدراكه الركوع الأول.
& القول بأن الخطبة خطبة راتبة لا عارضة قول قوي. & حتى لو قلنا: إن الخطبة عارضة لا راتبة فإنه ينبغي أن يخطب, لأن الناس عندهم جهل عظيم...لا سيما أنه ينشر...ويبين للناس عن الكسوف ووقته, فيأتي الناس للكسوف وكأنهم منفتحون له منشرحو الصدور ما كأنه أمر يخشى منه أو يفزع منه. & إذا قام أحد بعد صلاة الكسوف ووعظ كان في هذا خير.
& وقال بعض العلماء: إنه لا يصلى إلا لكسوف الشمس والقمر فقط, لأنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وجدت الرياح والعواصف والرعد والبرق ولم يكن صلى الله عليه وسلم يصلي. & وقال بعض العلماء: يصلى للزلازل فقط دون غيرها من الحوادث, واستدلوا بما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى للزلزلة, فقالوا: الزلازل يصلى لها وغيرها لا يصلى....والظاهر والله أعلم أن الاقتصار على ما جاء به النص أولى.
& المعاصي تكون سببًا لعدم نزول المطر, أو سببًا للرياح المدمرة, أو سببًا للصواعق المهلكة, وما أشبه ذلك. ــــــــــــــــ & الله تعالى قد يزلزل بالأرض وتهلك وتدمر في لحظات آلاف الناس وآلاف المساكن, ولو أن الإنسان تصوّر كيف يكون بهذه الزلزلة التي مثل الشرارة يعني من سرعتها وتحدث هذا الأمر العظيم علم عظمة الله وازداد إيمانًا. & الصواعق مثلًا لها أسباب ويخوف الله بها العباد, والزلازل لها أسباب حسية معلومة, ويخوف الله بها العباد, وكذلك الرياح وغيرها, فالأسباب الكونية لا تنافي الحِكم الشرعية, لأن الفاعل واحد وهو الله عز وجل. & لقسوة قلوبنا وعتو نفوسنا في الوقت الحاضر إذا جاءت مثل هذه الأعاصير العظيمة قيل: هذه تقلبات الطقس فلا يضيفون هذا الأمر إلى الله عز وجل ولا يخشون ولا يخافون لأن القلوب قاسية لا ينفع فيها شيء. & شدة مخافة الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه وعقابه ولهذا كان إذا رأى غيمًا صار يُقبل ويُدبر...فتقول له عائشة رضي الله عنها يا رسول الناس إذا رأوا ذلك يستبشرون؟ فقال: (يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح) & كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف, لأن الإنسان إذا نظر في ذنوبه وإلى تقصيره خاف من الله عز وجل, ولولا أن الإنسان يعتمد على عفو الله وسعة رحمته وإحسانه لهلك, لكن يرجو ويخاف. & لا تنظر إلى تقصيرك باعتبار زمانك, فإنك إن فعلت فقد تُعجب بنفسك, لأنك قد ترى كل من حولك أقلً منك في عبادة الله, لكن انظر إلى تقصيرك بالنسبة لمن سبقك انظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال الصحابة رضي الله عنهم. & نحن إذا نظرنا إلى حال الصحابة وحال التابعين وجدنا أن بيننا وبينهم كما بين الثرى والثريا, وعرف تقصيرنا تمامًا. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (10) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صلاة العيدين من فتح ذي الجلال الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة العيدين من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
ـــــــــــ
& من فوائد الأكل أنه يعينه على أداء الصلاة, فإن الإنسان إذا قام من الليل فإن الغالب يكون بطنه خالياً فإذا أكل نشط.
& فيه أيضًا فائدة وهو أن الإنسان إذا قيل له: إن الأفضل أن لا تأكل يوم الأضحى أول شيء إلا من أضحيتك بادر إلى ذبحها لأن النفوس مجبولة على محبة الأكل وتناول ما تشتهيه فيكون في ذلك مصلحة وهي المبادرة بذبح الأضحية
& عندي أحسن الأقوال أنه إذا جاء لا يجلس حتى يصلي ركعتين.
& الخطبة في العيدين سنة, فلو لم يخطبوا لصحت الصلاة, ولا يجب أيضًا حضورها واستماعها, ولهذا تُرك الناس أحرارًا من صلى العيد وأراد أن ينصرف فلينصرف. & بعض الأمراء أو الخلفاء صاروا يقدمون الخطبة على الصلاة اجتهادًا منهم وحرصًا على تعليم الخير باستماعهم إلى الخطبة...ولكن هذا الاستحسان استحسان باطل.
& ذهب بعض أهل العلم على أنها تكبيرات بدون ذكر بينها, وذهب آخرون إلى أنه يسن الذكر بينها اعتمادًا على ما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يحمد الله, ويثني عليه, ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
& سورة " ق" تتضمن الحديث عن الجزاء والموت وقيام الساعة وكل ما يتعلق بحال الإنسان. & أما " اقتربت " ففيها الإشارة إلى الأمم السابقين ومواقفهم من أقوامهم, وما ذا حلّ بهم أي: المكذبين بالرسل, ففيها موعظة لمن كان له قلب وفيها أيضًا ذكر الجنة والنار, ومآل المؤمنين المتقين.
& قال بعض العلماء: الحكمة أن يشهد له الطريقان يوم القيامة أنه خرج فصلى. لأن الله يقول عن الأرض: ﴿ يومئذ تُحدث أخبارها﴾ تشهد بما عمل عليها من خيرٍ وشر., فتكثر البقاع التي تشهد له يوم القيامة. & وقيل الحكمة: أن العيد من الشعائر الظاهرة فكان من الأنسب أن تخالف فيه الطرق ليكون ذلك أظهر, لأنه إذا جاء من طريق ورجع من آخر ظهرت هذه الشعيرة في الطريقين, بخلاف ما إذا كان في طريق واحد. & قال بعض أهل العلم: إنما فعل ذلك إرغامًا للمنافقين, لأن الناس ليسوا كلهم يخرجون من طريق واحدٍ ويرجعون من طريق واحد,... فيكثر المسلمون في الأسواق فيكون في ذلك إغاضة للمنافقين. & قيل: إنه يفعل ذلك لأجل أن يتفقد أحوال الفقراء في كل سوق, لأن عادة الرسول عليه الصلاة والسلام تفقد أصحابه. & ويكمن أن: نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك لكل هذه الحكم, ولغيرها أيضًا, لأن كل هذه الحكم لا تتضاد, وإذا كانت لا تتضاد فليكن كل هذه الحكم ثابتة, وربما حكم أخرى لا نعلمها.
الجواب: فيها خلاف بين العلماء, والأحسن القضاء. الحكمة في كثرة التكبير في أيام العيد: & الحكمة في كثرة التكبير في أيام العيد تحقيقًا لقوله تعالى {ولِتكملوا العدّة ولِتُكبروا الله} [البقرة:185] ولهذا يشرع التكبير من غروب الشمس ليلة العيد والجهر به...وكذلك صلاة العيد يُزاد فيها التكبير وكذلك خطبة العيد يكثر فيها من التكبير
& عيد الميلاد...هذا متلقى من النصارى, ولهذا ينهى عنه ويمنع منه, فيقال: هذا من البدع التي أُحدثت في الإسلام ولم تكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم, ولا التابعين لهم بإحسان فينهى عنه. & لاستقبال القبلة أربع حالات: يكون واجبًا في الصلاة, ويكون حرامًا حال قضاء الحاجة...في الفضاء والبيان. ويكون مستحبًا عند الدعاء. ويكون استدبارها أولى من استقبالها في حال الخطبة, وإذا انصرف الإمام من الصلاة. & ابن مفلح أحد تلاميذ شيخ الإسلام الكبار وكان هو من أعلم الناس باختيارات شيخ الإسلام...كتابه " الفروع " يسمى عند الناس مكنسة المذهب, يعني أنه حاوٍ جميع ما في مذهب الإمام أحمد من الأقوال والروايات والأوجه والتخريجات & كتابه...فيه مباحث ما تكاد تجدها في غيره, كبحثه في أول صلاة التطوع وبيان تفاضل الأعمال, وكبحثه في أول الحج في بر الوالدين وهل تجوز معصيتهما أو لا تجوز...وما أشبه ذلك, إنما هو يأتي أحيانًا ببحوث لا تجدها في غيره. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (11) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صلاة الجمعة والخوف الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة الجمعة, وصلاة الخوف من كتاب: " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& التحذير من الكلام والإمام يخطب يوم الجمعة أخذًا من تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم للمتكلم بالحمار الذي يحمل أسفارًا, ولا ريب أن هذا التشبيه يُقصد به التقبيح...لا يجوز الكلام في الخطبة ولو بتغير المنكر,...جواز الكلام بين الخطبتين & تحريم رد السلام إذا سلم عليك أحد أثناء الخطبة لأنه إذا كان لا يجوز لك أن تُنَصِّت هذا الرجل المتكلم, فمن باب أولى أن لا تجيب المسلِّم لأن المسلِّم لا يجوز له أن يسلم في هذه الحال. ومثل ذلك تشميت العاطس لو حمِد فإنك لا تشمته. & الفقهاء يقولون: الخطيب إذا دعا أمًن, وإذا مر بذكر الرسول عليه الصلاة والسلام صلي عليه, لكن بشرط أن لا يكون مشغلاً لغيره, وأن لا يشغل أيضاً هو عن الاستماع, فإن كان مشغلاً لغيره أو منشغلاً عن الاستماع فإنه لا يجوز.
& جمهور أهل العلم على أنها لا تصلى إلا بعد الزوال...وقال بعض أهل العلم وذهب إليه الإمام أحمد أنها تجوز قبل الزوال...والصواب...أن صلاة الجمعة تجوز قبل الزوال & من أدرك ركعة من صلاة الجمعة وأضاف إليها أخرى فقد تمت صلاته, لأنه صلى ركعتين والجمعة ركعتان & ليس للجمعة سنة راتبة قبلها. & لا يشترط لصحة الجمعة حضور الخطبة. & سورة الجمعة والمنافقين....استحباب قراءة هاتين السورتين في صلاة الجمعة, واستحباب قراءتهما كاملتين, يعني لا ينصفهما فيقرأ واحدة ويجعلها نصفين في كل ركعة نصف, بل يكمل. & {سبح اسم ربك الأعلى} , {هل أتاك حديثُ الغاشية} يسن قراءة هاتين السورتين في صلاة العيد وفي صلاة الجمعة. & قول بعض المتأخرين: إنه ينبغي أن تكون الآيات التي تقرأ في الصلاة مناسبة لموضوع الخطبة فإن هذا لا أصل له, وذلك لأن القرآن في الصلاة معينة من قبل النبي عليه الصلاة والسلام فتارة يقرأ: الجمعة والمنافقين وتارة يقرأ سبح والغاشية. & تجب صلاة الجمعة لكن يعفى عمن حضر صلاة العيد فلا يصليها ولا يلزمه الحضور, ولكن يصليها ظهرًا كغيره من أهل الأعذار, وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى, وهو الأقرب إلى الصواب. & إذا كان المرض يسيرًا لا يشق معه حضور الجمعة فإنه يجب عليه حضور الجمعة فهنا المرض ليس هو العلة لكن هو سبب العلة, والعلة الحقيقية هي المشقة ولذلك لو كان مشقة في غير مرض كما لو عناك مطر ووحل فإن الجمعة تجوز في الرحال. & الصحيح عندنا أن المسافر تلزمه الجمعة, ولو كان لا يريد البقاء إلا يومًا أو يومين أو أكثر ما دام أنه قد سمع النداء, فيجب عليه الحضور
& في قتال الخوارج وقتال أهل البغي يكون الجانب الذي فيه الإمام معذورًا ويصلى صلاة الخوف, أما الجانب الآخر فغير معذور فلا يصلى صلاة الخوف بناءً على اشتراط أن يكون القتال مباحًا. & قال الإمام أحمد في صلاة الخوف: إنها جائزة على جميع الوجوه التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام. & ما حكم الجمع بين الصلاتين أثناء القتال؟ الجواب: يجوز ذلك, لأنه إذا كانت مشقة المطر تبيح لنا الجمع فكيف بمشقة القتال؟! & الصواب أنها تكون في السفر وفي الحضر لأن العلة ليس هو السفر بل العلة الخوف...فإذا وجد القتال ولو كان على سور المدينة فإنه يجوز لهم أن يصلوا صلاة الخوف لأن العلة واحدة. متفرقات: & المسائل التي تقع اتفاقًا ليست تشريعًا, وغاية ما فيها أن تكون مباحة فقط... وهذه قاعدة نافعة لطالب العلم. & ضابط البدعة: كل ما تُعبِّد به الله عز وجلّ عقيدة أو قولًا أو عملًا, ولم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, لأنه لو كان على عهده فليس ببدعة. & القول بوجوب تحية المسجد قول قوي جدًا, والذي يدعها مخاطر ومعرض نفسه للإثم,...والمرء يحتاط لنفسه, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين» وهذا عام. & ساعة الإجابة في يوم الجمعة...أرجى ساعاتها ساعتان: الأولى: بعد العصر. والثانية: إذا خرج الإمام حتى تنقضي الصلاة...فينبغي لنا أن نحافظ على الدعاء في هذين الوقتين. & وجوب صلاة الجماعة حيث إنها لم تسقط في حال الحرب ففي حال الأمن من باب أولى, ثم إنه كان فيها تغير في كيفية الصلاة كلها من أجل الحضور أو المحافظة على الجماعة. & لو أن الإنسان احتاج في أثناء الصلاة إلى الخروج من الصلاة, مثل أن يفاجئه بول أو غائط أو ريح شديدة لا يستطيع معها البقاء فله أن ينفرد, بشرط أن يستفيد من انفراده بأن تكون صلاته إذا انفرد أخف من صلاة الإمام. & القرآن...خير الحديث في إصلاح القلوب...فلا حديث أشدّ إصلاحًا للقلوب من كلام الله عز وجل, وهو أيضًا خير الحديث في إصلاح معاش الخلق, ولذلك لما كانت الأمة قائمة به كانت أسعد الأمم, وهو خير الحديث أيضًا في إصلاح المعاد. & كل وصف القرآن من المجد والعظمة والكرم كله يكون لمن أخذ بالقرآن فمن أراد العظمة فعليه بالقرآن ومن أراد الكرم بقوله وماله وجاهه فعليه بالقرآن, فالقرآن كريم يعني أنه مدرّ كلّ خير لمن تمسك به وهو أيضًا مجيد ذو عظمة يرفع من تمسك به & القيلولة: هي النوم نصف النهار. & الغداء فهو الطعام أول النهار. & الفقه في اللغة الفهم, وأما في الشرع: فهو الفهم في دين الله. & الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع...ثم إن الكاذب قد يُلام على كذبه, وقد لا يُلام, إن كان قال قولًا يظن أنه الصواب وليس هو الصواب, فهو كاذب لكنه غير آثم, وإن قاله متعمدًا فهو كاذب آثم, ويقال للأول: "مخطئ" وللثاني: "خاطئ" & الاعتداء في الدعاء أن يدعو الإنسان بما لا يحل له...فلو دعا على شخص غير مستحق للدعاء فإنه لا يُستجاب له لأنه ظالم, والله تعالى لا يجيب دعوة الظالم. & لا يعرف الإسلام...إلا إذا كان أهله متمسكين به غاية التمسك, ولهذا فإن كثيرًا من المسلمين اليوم لا يجدون للإسلام الطعم الذي يجده الناس في سلف الأمة, لأن الناس لم يتمسكوا به. & لا شك أن كون الإنسان ينظر إلى الخطيب ببصره يقوي نظره إليه بقلبه, فلهذا يعطي النظر إلى الخطيب قوةً في وعي الخطبة. & الشاهد في المتن يعني أن هذا المتن له شاهد من حديث صحابي آخر وأما المتابعة ففي في السند بأن يوافق الراوي شخص آخر في الأخذ عن شيخه ثم إنها تكون تامة إذا كانت في الأخذ عن الشيخ وتكون قاصرة إذا كانت فمن فوقه أي فوق شيخه |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين (12) فهد بن عبد العزيز الشويرخ فوائد مختصرة من باب صلاة الجماعة والإمامة والمسافر الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة الجماعة والإمامة والسفر, من كتاب: " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& فيها...تمرين النفس...على طاعة ولاة الأمور, فإن المصلين يمتثلون الطاعة التامة لإمامهم, والطاعة في الإمامة الصغرى تدرب وتمرن على الطاعة في الإمامة الكبرى
& القول الراجح من هذه الأقوال: أنها فرض عين, وأنه يجب على كل رجل مسلم أن يحضر الجماعة, ولكنه إن ترك الصلاة مع الجماعة أثم وصحت صلاته...القول الراجح أنه يجب إقامة الجماعة في المساجد وأن إقامتها في المساجد فرض عين.
& ثامنًا: حصول الأجر والثواب. تاسعًا: كمال الشريعة. عاشرًا: أن فيها عمارة المساجد الذي أمر الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه. الحادي عشر: التمييز بين المنافقين والمؤمنين فالمنافق لا يهتم بها. هذه إحدى عشرة فائدة وهذه لا تكاد توجد في كتاب
& صلاة العشاء وصلاة الفجر ثقيلة على المنافقين أكثر من غيرهما.
& يجب على الأعمى أن يستأجر قائدًا يقوده إلى المسجد لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
متابعة الإمام في قنوت الفجر: & إذا كان الإمام يقنت في الفجر فهل أتابعه؟ الجواب: نعم تتابعه نص على ذلك الإمام أحمد قال: إذا ائتم بقانت في الفجر تابعه وأمن على دعائه أيضًا, حتى وإن كان ذلك بدعة عنده ما دام أن الإمام يرى أنها سنة لأجل المتابعة.
& القول الصحيح أن كون المأموم عن يمين الإمام من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب وهو اختيار شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله لكن فيما يظهر لي أن العلماء متفقون على أن الأولى والأفضل أن يكون المأموم الواحد عن يمين إمامه.
& قال العلماء تسن تسوية الصف بمحاذاة المناكب والأكعب, والأهم من ذلك الأكعب, لأن بعض الناس يكون أحدب فلا يتأتى معه محاذاة المناكب. & مشروعية المصافة بين النساء لقوله (خير صفوف النساء) وهذه مسألة يغفل عنها كثير من النساء حيث إنهن في أيام رمضان يحضرن إلى المساجد لكن يُصلين فرادى في بعض الأحيان مع الإمام, وهذا لا يجوز ما دام أن الشارع أثبت لهن المصافة. إتمام السور وعدم تقسيمها: & ينبغي أن يتم السور وألا يقسمها, وهذا هو الأفضل لأن الباء في قوله: (( اقرأ بـــــ الشمس وضحاها )) تدل على الاستيعاب والتمام مثل قول جبير بن مطعم رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بــــ ( الطور) ولم يقل في الطور.
الجواب: يجوز, لكن الأفضل أن لا يفعل.
الذهاب إلى الصلاة بسكينة ووقار: & يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أمته إذا سمعوا الإقامة للصلاة أن يذهبوا إليها... بسكينة...ووقار...السكينة في الجوارح, فلا يتحرك حركات غير مناسبة, والوقار في القلب والهيئة بأن يكون وقورًا كأنما ذهب إلى محل حياء وخجل وشرف هكذا ينبغي & ينبغي المشي إلى الصلاة بدون سعي وركض _أي بدون إسراع _....لأن الإسراع خفة في المرء وعدم أدبٍ ووقار فلا ينبغي أن يفعل.
& إن صلين جماعة فهذا خير ولا ينكر عليهن, وإن لم يفعلن فلا يقال: إنهن تركن مشروعًا, وأكثر ما ينتفع النساء في ذلك إذا كن في مدرسة كما يفعلن الآن...ويكون في هذا خير لأنهن يتعلمن كيفية الصلاة المشروعة بالطمأنينة وعدم السرعة
أحكام المسافر: & لا ينبغي بلا شك للإنسان المسافر أن يصلي تمامًا بل يقصر إما وجوبًا وإما سنة مؤكدة غاية التأكيد. & أرى أنه لا ينبغي للإنسان أبدًا أن يتم إلا في حالٍ واحدة وهي ما إذا ائتم بمن يتم فإن عليه أن يتم لقوله عليه الصلاة والسلام «ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا » ....والصواب أنه إذا أدرك مع الإمام ولو أقل من ركعة فإنه يلزمه الإتمام. & لو أدركه الوقت وهو في البلد وسافر بعد دخول الوقت...قال بعض أهل العلم: لا يلزمه الإتمام بل له أن يصلي قصرًا لأن الاعتبار في الصلاة بفعلها...وهذا القول هو الراجح أن المعتبر فعل الصلاة. & لو ذكر صلاة سفرٍ في حضر الصواب إنه يصلي ركعتين فقط لأن هذه الصلاة وجبت عليه ركعتين فيصلي ركعتين. ولو ذكر صلاة حضر في سفر فإنه يصلي أربعًا, لأن الصلاة وجبت عليه رباعية فيجب عليه أن يصلي أربعًا. & إذا كان المسافر قد مرّ في بلدٍ وأقام فيها يومًا أو يومين هل تلزمه الجماعة في المساجد أو للمسافرين أن يجمعوا في مكان رحلهم؟...الصواب وجوب حضور المساجد, وعلى هذا يجب عليهم أن يحضروا & ينبغي للمسافر أن يترخص برخص السفر...ورخص السفر التي شرعها الله هي: القصر, والجمع, والفطر, ومسح الخفين ثلاثة أيام, وسقوط الجمعة...وربما نقول: إن ترك بعض الرواتب من الرخصة. & إذا كان المسافر نازلًا يعني ليس سائرًا, فالجمع جائر لكن تركه أفضل....لكن إن جدّ به السير فالجمع أفضل. الجمع: & الجمع يجوز عند الحاجة والمشقة سواء في الحضر أو السفر ولذلك نقول: كلما جاز القصر جاز الجمع ولا نقول كلما جاز الجمع جاز القصر هذا هو الضابط المفيد & هل يجوز الجمع مثلاً لرجلٍ مصابٍ بسلس البول ويشق عليه الوضوء لكل صلاة؟ الجواب: يجوز, لأنه يشق عليه أن يصلي كل صلاةٍ في وقتها, وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة أن تجمع, والاستحاضة نوع من الحدث الدائم. & السفر بالطائرات يأتي وقت العصر وهو عند إقلاع الطائرة فلا يمكنه أن يصلى العصر إذا دخل الوقت, وإذا ركب الطائرة لا يتيسر له أن يصلى, ففي هذه الحال يجوز الجمع. لأن الجمع كما قلنا سببه المشقة. & هل يجوز لامرأةٍ أن ترضع أن تجمع لأنه يشق عليها أن تطهر ثيابها وجسمها لكل صلاة؟ يجوز, وأوسع المذاهب المشهورة المتبوعة في باب الجمع مذهب الإمام أحمد. & لك أن تصلى الصلاتين متواليتين أو غير متواليتين _ متباعدتين _ ولكن لا شك أن الاحتياط الموالاة في الصلاتين جميعًا. وأما أن نقول: إن هذا أمر واجب ففي النفس منه شيء. & هل يشترط نية الجمع قبل أن يسلم من الأولى أو ليس بشرط؟ الجواب: المذهب يشترط, والصحيح أنه ليس بشرط, وأن الإنسان لو لم ينوِ الجمع إلا بعد أن سلم فليجمع ولا حرج عليه ما دام أن سبب الجمع موجود. & هل يشترط استمرار العذر في جميع التقديم وفي جمع التأخير؟ الجواب: في جمع التقديم لا بد منه, وإذا لم يكن هناك عذر فليس هناك جمع تقديم, أما في جمع التأخير فيشترط استمرار العذر فلو زال العذر قبل دخول وقت الثانية بطل الجمع. & ما هو الأفضل جمع التقديم أو التأخير؟ نقول: الأفضل ما هو الأيسر. & إذا جمع جمع تقديم ثم وصل إلى بلده وقد أذن العصر فهل يلزم بالصلاة معهم؟ الجواب: لا يلزمه لأنه أبرأ ذمته. & لا جمع بين العصر والمغرب...والفجر لا تجمع بصلاة أخرى.
& أقرب شيء في ضابط المشقة التي يسقط بها القيام هو ما يزول بها الخشوع. & الله عز وجل ألقى على رسوله المهابة, فإن من رآه بداهةً هابه, ومن خالطه معرفه أحبه عليه الصلاة والسلام, فهو مهيب لكن عند المخالطة يكون محبوباً صلى الله عليه وسلم. & فضيلة القرآن العظيم حيث إن من كان أكثر غنيمة فيه فهو أحق بالإمامة في الدين. وفضيلة حامل القرآن حيث يكون إماماً في طاعة الله عز وجل. & ينقسم النفاق إلى قسمين النفاق الاعتقادي هو أن الإنسان يضمر الكفر والشك ويظهر الإيمان واليقين. النفاق العملي: أن يتلبس بأعمال المنافقين ولكنه مؤمن فهذا النفاق نفاق عملي مثل الكذب والغدر والفجور في الخصومة والإخلاف في الموعد & مشاهدة المباريات فيها مضرة لأنها ألهت غالب الشباب عما خلقوا له. ولا شك أن هذا مخطط رهيب للقضاء على نخوة الشباب الإسلامي وعلى جدهم وجعل حياتهم في الحقيقة كلها لهو كأنهم ما خلقوا إلا لهذا اللهو فقط. & لا ينبغي الإنكار على الشخص إذا ظهر منه تهاون في واجب أو فعل لمحرم حتى تسأل, لأن الأسباب المانعة كثيرة, والأعذار كثيرة. & الحكمة في الوضوء من لحم الإبل, قد ذكرنا فيما سبق أن له تأثيرًا على إثارة الأعصاب, ولهذا الإنسان العصبي ينهى عن إكثار أكل لحم الإبل, والماء يخفف هذا التأثير. & التعريف يوم عرفة...وهو أن يجتمع الناس بعد صلاة العصر لأجل الدعاء والاستغفار وما أشبه ذلك...اختلف العلماء فبعضهم قال: لا بأس به وبعضهم قال إنه بدعة لكن فعله بعض الصحابة ولعله اجتهاد منه والصواب أنه ليس بمشروع. & العمل سرًّا أفضل إلا فيما طُلب الجهر به أو ترتب على الجهر به مصلحة, ولهذا امتدح الله تعالى الذين ينفقون أموالهم سرًّا وعلانية حسب ما تقتضيه الحال, وإلا فالأصل أن السرّ أبلغ في الإخلاص وأبعد عن الرياء. & عادة النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يوبخ من فعل الشيء جاهلًا, فلم يوبخ الرجل الذي بال في المسجد, ولم يوبخ الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان, ولم يوبخ الرجل الذي تكلم في الصلاة, لأن كل هذا صادر عن جهل. & لا أحد يرتاب في أن مخالطة المرأة للرجل خطرًا عظيمًا, لا يرتاب في ذلك إلا أحد رجلين: إما رجل له مآرب يريد أن ينفذها في اختلاط النساء بالرجال وإما رجل عديم الشهوة لا يعرف علاقة الرجل بالمرأة إذا قرب منها وأنها علاقة تحرك الساكن. & الشارع يتشوف إلى ابتعاد النساء عن الرجال حتى في أماكن العبادة, لأنها كلما قربت من الرجال كان ذلك أدعى للفتنة...والإنسان لا يضمن نفسه حتى لو كان الإنسان من أتقى عباد الله, فإنه قد يتضرر بمخالطة النساء. & المرأة إذا جاءت للعمل واختلطت بالرجل جاءت متبرجة متكحلة متطيبة متحلية, كل ما تملك من الجمال تأتي به وهذا محل الفتنة _ والعياذ بالله _. & من فعل المحظور ناسيًا أو جاهلًا لم يؤمر بالإعادة, ومن ترك المأمور ناسيًا أو جاهلًا أُمر بالإعادة. & الهجرة فرض عين على كل إنسان لا يستطيع إظهار دينه في بلاد الكفر. & ينبغي الدعاء لمن عُلم منه حسن القصد, ولو أخطأ مع تنبيهه على خطئه. & كل شيء يستحسنه الإنسان وهو لم يشرع فإنه من تزين الشيطان. & النحو عند العلماء بمعني المثل....فالنحو والمثل والشبه وما أشبه هذا كل هذا بمعنى واحد. |
رد: فوائد مختصرة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من كتاب الحج من فتح ذي الجلال والإكرام فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من كتاب الحج من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة محمد العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر أسأل الله الكريم أن ينفع بها
& منها: معرفة الناس بعضهم بعضًا. ومنها: التجارة. ومنها: ما يستفيد الفقراء فيما ينالهم من الصدقات. ومنها: التذكير بيوم القيامة, حيث الناس بلباس واحد وهيئة واحدة, يؤدون عملًا واحدًا. ومنها: التذكير بيوم القيامة في مرور الناس أفواجًا.
& لا تحج المرأة إلا بمحرم, فإن حجت بغير محرم لم يكن حجها مبرورًا.
& الذي يظهر والعلم عند الله أن حال هؤلاء أن يقول: لعبت لا حججت.
الحجّ عن الغير إذا لم يحج الإنسان عن نفسه: & لا يجوز أن يحج الإنسان عن غيره, مع قدرته على الحج عن نفسه إذا لم يحج عن نفسه, والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (( «حُجَّ عن نفسك ثُم حُجَّ عن شُبرمة» )) ...الإنسان ينبغي له أن يبدأ بنفسه, لقوله: (( « حُجَّ عن نفسك ثُم حُجَّ عن شُبرمة» ))
& من تجاوز...المواقيت لا يريد حجًّا ولا عمرة ثم بدا له بعد أن تجاوزها أن يحج أو يعتمر فإنه لا يلزمه الرجوع وإنما يحرم من حيث أنشأ النية. & ميقات أهل مكة بل من كان في مكة ميقاته من مكة لقوله: (( حتَّى أهل مكة من مكة )) وهذا في الحج ظاهر وواضح...هل يشمل هذا العمرة؟...الدليل السمعي والنظري يدل على أن أهل مكة يُحرمون للعمرة من الحل, يعني من خارج الحرم
& يسمى هذا النوع تمتعًا, لأن الرجل تمتع بالعمرة إلى الحج, يعني: تمتع بالعمرة لما أحلّ حصل له التمتع بما أحل الله له بإحلاله فيتمتع بكل المحظورات باللباس والطيب القرآن: & القرآن له ثلاث صور: الأولى: أن يحرم بالعمرة والحج جميعًا. الثانية: أن يحرم بالعمرة أولًا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها. الثالثة: أن يحرم بالحج أولًا ثم يدخل العمرة عليه قبل الشروع في الطواف.
الدليل على أن التمتع أفضل: & أولًا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به الصحابة وحتّم عليهم حتى غضب لما توانى في ذلك. ثانيًا: أنه أيسر للمكلف, وما كان أيسر للمكلف فهو أحبُّ إلى الله. ثالثًا: أنه أكثر عملًا, فإن الإنسان يأتي فيه بعمرة تامة وبحج تام.
& جواز لبس السراويل لمن لم يكن معه إزار. & إذا لم يجد نعلين فليلبس الخفين. & جواز لبس الإزار على أي صفة....وعليه فلو أن الإنسان خاط الإزار بحيث لا يكون مفتوحًا فإن ذلك لا بأس به, لأنه لم يزل يسمى إزارًا, والسراويل لها أكمام يُدخل فيها كل رجل وحدها & تحريم لبس المطيّب لقوله: «(ولا تلبسوا شيئًا من الثياب مسّهُ الزعفران ولا الورس)»
& جواز استعمال الطيب عند الإحرام, ولازم ذلك أن يبقى الطيب في الإنسان بعد إحرامه. & ينبغي للإنسان أن يتطيب عند حله, وهذه سنة تركها كثير من الناس, إما أنه يجهلها أو يفرط فيها.
& قولنا: كل حيوان حلال, خرج به الحرام, فالحرام ليس من الصيد. & قولنا: بري, خرج به البحري, فصيد البحر حلال حتى للمُحرم. & قولنا: متوحش, احترازًا من غير المتوحش, مثل الدجاجة والغنم والإبل والبقر, وهذه برية فهي إذن حلال, لأنها غير متوحشة. & قولنا: أصلًا, احترازًا من المتوحش توحشًا عارضًا, مثل لو هربت ناقة وصارت لا تمسك & وقولنا: متوحش أصلًا, لو كان غير متوحش عارضًا, كالغزال والأرنب والحمام, فالأرنب فيها أشياء ليست متوحشة تمسكها بيدك, والغزال كذلك, والحمام كذلك, لكن نقول: هذا حرام على المُحرم. & الصيد لا يحرم على المُحرم إلا إذا صيدَ من أجله أو كان له أثر في صيده. الحجامة للمُحرم: & المحرم يجوز أن يحتجم في غير رأسه ولو لحاجة دون ضرورة, وأما في رأسه فلا يحتجم إلا إذا دعت الضرورة والحاجة, لأنه لا يحتجم إلا بحلق موضع الحجامة, وهذا يقتضي أن يفعل مُحرمَا بحلق الرأس, لكنه إذا حلق للحاجة فلا فدية عليه.
& القسم الثاني: أن يفعله معذورًا بجهل أو نسيان أو إكراه, يعني يفعله جاهلًا أو ناسيًا أو مكرهًا, فهذا لا إثم عليه ولا فدية, عكس الأول, وإن كان جماعًا فلا يترتب عليه فساد النسك ولا وجوب القضاء. & القسم الثالث: أن يفعل هذه المحظورات عالمًا ذاكرًا مختارًا, لكن لعذر, فهذا لا إثم عليه, وعليه ما يترتب عليها من فدية.
& حرم المدينة بريد في بريد, والبريد أربعة فراسخ, والفرسخ ثلاثة أميال, فيكون البريد اثنى عشر ميلًا,...والميل يساوي كليو وستة من عشرة...فتكون مسافة حرم المدينة تسعة عشر كيلًا واثنين من عشرة في تسعة عشر كيلًا واثنين من عشرة. &يحرم أخذ شجره وقطعه إلا ما دعت الحاجة إليه كالحشيش للعلف وقطع الأشجار للحرث...ويحرم صيد المدينة...لكن ليس فيه جزاء فلو قتله الإنسان كان آثمًا ولكن لا جزاء فيه...وإذا قتل الصيد في حرم مكة فإنه يحرم أكله...أما في حرم المدينة فلا يحرم الطواف: & قوله: (( فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا )) قال العلماء: هو سرعة المشي مع مقاربة الخطى, ( ثلاثًا ) أي: ثلاثة أشواط, ( ومشى أربعًا ) يعني أربعة أشواط. & أصل الرَّمل إنما شُرع إغاظة للمشركين...فإن قال قائل: كيف يبقى الرَّمل وقد زال سببه؟ فالجواب: لأجل أن تبقى العلة في قلوب المسلمين إلى يوم القيامة, والعلة هي إغاظة المشركين فإن كل...مؤمن مطلوب منه أن يغيظ المشركين بقوله وفعله وتركه & يسن للإنسان إذا فرغ من الطواف أن يتقدم إلى مقام إبراهيم وأن يقرأ ﴿ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ﴾ [البقرة:125] وإنما قرأ ذلك ليشعر نفسه أنه إنما يتقدم ليصلى امتثالًا لأمر الله عز وجل. & قوله ( فصلى ) يعني ركعتين, واعلم أن المشروع في هاتين الركعتين التخفيف, وأن يقرأ فيهما بـــــ: ﴿ {قُل يا أيها الكافرون} ﴾ و ﴿ {قُل هو الله أحد} ﴾ وأنه ليس قبلهما دعاء وليس بعدهما دعاء & قوله: ( «ثم رجع إلى الركن فاستلمه» ) الركن: يعني الحجر الأسود وقوله ( «فاستلمه» ) يعني: استلم الحجر ولم يقبله, فإذا لم يتمكن من الاستلام فلا إشارة, لأن العبادات مبنية على النقل فقط ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشار إليه. & الطواف الذي يكون بعده سعي ينبغي أن يتقدم إلى الركن بعد الركعتين فيستلمه, أما الطواف الذي ليس بعده سعي كطواف الوداع مثلاً وطواف الإضافة لمن سعى بعد طواف القدوم فإنه لم يرد أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رجع إلى الركن فاستلمه & الإنسان إذا طاف بالبيت, ولم يتمكن من استلام الركن بيده, ومعه شيء فإنه يستلمه بهذا الشيء, ويقبله, ولكن يشترط في ذلك ألا يؤذي أحدًا. & وجوب طواف الوداع على الحاج لقوله: أُمِرَ الناسُ أن يكون أخر عهدهم بالبيت)) وهذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع & سقوط طواف الوداع عن الحائض, لقوله: (( « إلا أنه خفف عن الحائض» )) وعذرها شرعي.
& قوله: ( فلما دنا من الصفا) يعني قرب منه ( قرأ: ﴿ {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ﴾ أبدأ بما بدأ الله به ) وفائدة هذه القراءة إشعار نفسه بأنه إنما اتجه إلى السعي امتثالًا لما أرشد الله إليه في قوله: ﴿ {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ﴾ & اعلم أن هذا يشرع في الشوط الأول فقط, ولا يشرع أن يقول هذا لمن دنا من المروة, وبه نعرف خطأ الذين يزوّرون على الناس فيلقنونهم هذه الآية في جميع الأشواط عند الصفا وعند المروة. & قوله «(فرقى الصفا)» أي عليه « (حتى رأى البيت)» أي الكعبة «(فاستقبل القبلة فوحد الله كبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.)» & يقول هذا الذكر ويدعو بين الأذكار التي يقولها ثلاث مرات, وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ رفع يديه رفع دعاء وليس رفع إشارة كما يقعل في الصلاة & أنه ينبغي السعي في بطن الوادي لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم, وبطن الوادي الآن جُعل له علم منصوب ( عمود أخضر ) فإذا وصلته فابدأ بالسعي. & أن الاختتام يكون بالمروة, وعند الاختتام هل يقف ويدعو؟ الجواب: لا, لأن الدعاء والذكر إنما هو في ابتداء الشوط وليس في انتهائه. فإذا انتهى من المروة فلينصرف ولا يقف للدعاء. & أن السعي _ الركض _ في كل السعي ليس بمشروع. & لو فرض أن الرجل لم يسع مع طواف القدوم, وجعل السعي مع الطواف يوم العيد, وقدّمه على الطواف فإنه يجوز أيضًا.
& لا يشرع صعود الجبل ولا الصلاة فيه ولا الصلاة عنده لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك وبه نعرف ضلال كثير من الناس الذين يؤمنون الجبل ويصعدون عليه ويصلون وربما...يعلقون الخرق ويكتبون الأوراق...كل هذا من البدع. & أن الأنسان إذا تشاغل بما ينفع المسلمين من إجابة سؤال أو أمر بالمعروف أو نهي عن منكر فإن ذلك لا يقطع دعاءه, لأن هذا نفع متعدٍ. & وجوب الوقوف بعرفة حتى تغرب الشمس, لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس....وإذا دفع قبل الغروب فهو آثم والحج صحيح. & الدفع قبل الغروب فيه عدة مفاسد: (1) خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم (2) أنه موافق لهدي المشركين (3) أن فيه نقصًا في الوقوف الذي هو ركن ومعلوم أن الأركان أفضل من الواجبات, والواجبات أفضل من السنن. في مزدلفة: & المشروع للحاج أن لا يصلى المغرب والعشاء إلا في مزدلفة & لا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل & لا يشرع لليلة المزدلفة تهجد ولا قراءة ولا شيء من العبادات التي تمنع النوم لأن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع حتى طلع الفجر ولوكان مشروعًا لفعله. & الثقيل والضعيف ومن لا يتمكن من مزاحة الناس في جمرة العقبة له أن يدفع بليل وظاهر الحديث أنهم يرمون من حين أن يصلوا إليها لأنه إذا جاز الدفع من مزدلفة فإنما يدفع من أجل الرمي, لأن الرمي تحية منى, وأول ما يفعل في منى.
& مقدار الواجب منه أن يبقى في منى معظم الليل من أوله أو من آخره & إذا كان في مكة في النهار ووصل إلى منى قبل منتصف الليل بساعة وبقي إلى الفجر فقد أتى بالواجب, لأنه بقي معظم الليل, ولو بقي في منى إلى ما بعد منتصف الليل بساعة مثلًا أحزأه, لأنه بقي في مني معظم الليل. & إذا قلنا بالوجب, فهل يلزمه دم بترك ليلة أو بترك الليلتين جميعًا أو بترك الثلاثة إن تأخر؟ نقول: لا يلزمه دم بترك ليلة, إنما يلزمه الدم بترك الليلتين إن تعجل أو الثلاث إن تأخر. & كل من يشتغل بمصلحة عامة يعذر في ترك المبيت قياسًا على السقاية والرعاة.. واعلم أنه يقاس على الرعاة كل المشتغلين بالمصالح العامة كجنود الأمن والمرور والإطفاء والبريد ونحوهم, فلهم أن يدعوا المبيت. & إذا كان للإنسان عذر خاص من مرض أو غيره فإنه يعذر في ترك المبيت, ولا شيء عليه, لأن الواجبات تسقط عند العجز عنها. & ما حكم من نزل للطواف ولم يتمكن من الخروج إلى منى إلا بعد منتصف الليل لشدة الزحام؟ نقول: إن كان لعذر فلا بأس ويسقط عنه, وإن كان بغير عذر فلا يسقط عنه.
& أنه ينبغي المبادرة برمي الجمرة بحيث لا يقدم عليها نسكًا ولا تنزيل رحل & أنه لا رمي في يوم العيد إلا لجمرة العقبة. & رمي الجمرات في الأيام التي بعد الزوال, وهذا واجب ولا يصخ الرمي قبل الزوال & أنه لا بد من سبع حصيات....وأنه لا يجزئ الرمي بغير الحصى. & أنه يستحب التكبير عند الرمي, وأن يكون مع كل حصاة. & أنه لا بد من الرمي بالحصي, فلو رمى بغيره ولو بالذهب والفضة لم يجزئ. & لا يستحب البسملة هنا وإن كان بعض الناس يسمي فيقول: بسم الله والله أكبر &الذي يظهر وهو المشهور عند الحنابلة أنه لا يشترط الموالاة فلو رمى الجمرة الأولى بعد الزوال مباشرة ثم خاف من الزحام فانصرف إلى خيمته وأخر الرمي إلى أن خف الزحام فلا حرج عليه فإن لم يكن زحام فلا شك أن الأولى الموالاة وأن يتمها جميعًا. & مشروعية الدعاء على الكيفية التي ذكرها ابن عمر رضي الله عنه بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى....ولا يقف للدعاء بعد رمي جمرة العقبة, أما إن وقف لانتظار رفقة فلا بأس به, لأنه لم يتخذ ذلك عبادة. & يجب على المرأة أن ترمي بنفسها, والزحام الذي يكون يمكن تلافيه بتأخير الرمي, فبدل أن ترمى بعد الزوال يرمي بعد العصر, فإن لم يكن فبعد المغرب, وإن لم يكن فبعد العشاء. & لا يجوز للقادر أن يؤخر رمي يوم إلى اليوم الذي بعده. & أنه لا يسن ما يقوله العامة: اللهم رضًا للرحمن وغضبًا للشيطان, فإن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ومن باب أولى أنه لا يسن في هذه الحال سب الشيطان ولعنه.
& ينبغي الإسراع في بطن محسر, وهو الوادي الذي بين مزدلفة ومنى, لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسرع فيه. & الاضطباع: هو أن يجعل وسط ردائه تخت عاتقه الأيمن, وطرفيه على عاتقه الأيسر لكن هذا في الطواف أول ما يقدم, وليس في جميع الأحوال, كما يفعله العامة & يشرع رفع اليدين في الدعاء وكل موطن وقوف في الحج فإنه ترفع فيه الأيدي, وهي ستة مواطن: على الصفا, والمروة, وفي عرفة, ومزدلفة, وبعد الجمرة الأولى, وبعد الجمرة الثانية, كل هذه المواطن محل دعاء ورفع يدين. & الحلق أفضل من التقصير, لأنه دعا للمحلقين ثلاثًا, لأنه أكمل خضوعًا لله عز وجل. & جواز التحلل عند الحصر...والحصر عام...وكل إنسان حصر عن إتمام نسكه فإنه يحل منه إن شاء لإطلاق الآية: ﴿فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى﴾...وهذا القول هو الراجح, فإذا حصر الإنسان قلنا له: انحر هديًا واحلق الرأس. & الإنسان إذا اشترط عند عقد الإحرام أن محله حيث حُبس ثم حبسه حابس, فإنه يتحلل بدون شيء بدون دم وبدون حلق وبدون قضاء إن لم يكن فرضًا حتى على قول من يقول إن المحصر يجب أن يقضى وإن كان نفلًا ففي هذه الحال إذا اشترط لا يقضي & لا نقول لكل من أراد أن يحج أو يعتمر " اشترط " إلا إذا كان هناك خوف يمنعه من إتمام نسكه فنقول له اشترط, لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها ولم يشترط هو. & المداومة على الدعاء بعد النافلة تجعل هذا الدعاء سنة, وإذا اتخذها الإنسان سنة وهي لم ترد صارت بدعة. & لا نستحب الدعاء بعد الصلاة بل نقول: من أراد أن يدعو فليدع قبل أن يسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة إلى ذلك, فقال لما ذكر التشهد: (( ثم ليدع بما شاء )) أو (( ليتخير من الدعاء أعجبه )) & أن الله تعالى قد ينزل البركة للإنسان في وقته, بحيث يفعل في الوقت القصير ما لا يفعل في الوقت الكثير...ومن أعظم ما يعينك على هذا أن تستعين بالله عز وجل في جميع أفعالك...وإن أعانك الله فلا تسأل عما يحصل لك من العمل والبركة فيه & الجهاد: هو بذل الجهد, _ وهو الطاقة _ في قتال الأعداء, وإن شئنا عرفناه بمعنى أعم, فقلنا: " بذل الجهد لإعلاء كلمة الله", ليشمل الجهاد بالقتال, والجهاد بالعلم, فإن بيان الحق بالعلم جهاد بلا شك. & الحديث الضعيف لا يجوز الاحتجاج به, ولا يجوز ذكره, إلا مقرونًا ببيان وصفه وأنه ضعيف, حتى لا يغتر الناس به. & لا شك أن شعور الإنسان حين فعل العبادة بأنه يفعلها امتثالًا لأمر الله عز وجل لا شك أن هذا يزيد في إيمانه بخلاف الذي يفعل العبادة وهو غافل عن هذا المعنى, فإن العبادة تكون كالعادة. & الأفضل أن لا تهدي القُرب للأموات بل تجعل القُرب لك, وللأموات الدعاء لأن هذا هو أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له )) & ينبغي للإنسان أن يكون يقظًا يأخذ حذره, لا يحسن الظن بكل أحد, لأنه ليس كل أحد على ما يظهر من حاله. & قال العلماء: وفي نحره ثلاثًا وستين بعيرًا مناسبة لسنوات عمره الشريف, فإنه صلى الله عليه وسلم مات وله من العمر ثلاث وستون سنة. & نجد الطعام في المدينة يكون دائمًا متوافرًا ومباركًا في زرعه وجنيه. & المرحلة مسيرة يوم على الإبل المحملة, وكل ما قُدّر باليوم فالمراد به على الإبل المحملة, لأنها هي التي جرت العادة أنهم يسيرون عليها. & الميل مسيرة نصف ساعة بالإبل المحملة. & تحريم تنفير الصيد في مكة...وتحريم قتله من باب أولى...وتحريم قطع الشجر, صغيره وكبيره, مؤذية وغير مؤذية...هذا إذا كان الشجر نبت بفعل الله عز وجل, أما ما نبت بزرع الآدمي فإنه ملكه له أن يتصرف فيه بما شاء, & الشجر تحريمه يتعلق بالحرم فقط, ولهذا يحرم قطع الشجر في الحرم على المحِل والمحرِم, ويحل قطع الشجر في الحلّ للمحرم وغير المحرم, فلا علاقة له بالإحرام. & عدم جواز نظر الرجل إلى المرأة, كما استدل به النووي وغيره من أهل العلم, لأن النبي صلى الله عليه وسلم صرف وجه الفضل إلى الشق الآخر...الرجل إذا رأى امرأة كاشفة الوجه وجب عليه أن يعرض. & اذهب إلى البلاد التي يرخص للنساء فيها بكشف الوجه, وانظر ماذا كُشِفَ؟ الوجه والرأس والعنق والسيقان, فالمهم ما اقتصرن على ما رخص لهن فيه, ولهذا قال بعض العلماء: إنه بالاتفاق يجب عليهن الآن لكثرة الفساد أن يسترن وجوههن. & نهى المرأة عن السفر بلا محرم شامل للمرأة سواء كانت كبيرة أو صغيرة, وسواء كانت آمنة أو غير آمنة, وسواء كانت قبيحة أو حسناء, وفيه عموم رابع كان معها نساء أو ليس معها نساء. & عناية الشرع بالمرأة حيث حرص على حمايتها...باصطحاب المحرم, وهذا لا شك أنه من أكبر ما يكون من الإكرام لأن الرجل يذهب لوحده لكن المرأة لا بد لها من إنسان يحميها ويحفظها كالحارس والجندي مع الأمير فالجندي مع الأمير يحرسه إكرامًا له |
الساعة الآن : 11:31 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour